Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الرابع عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل20 

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الرابع عشر
1. شفاء المصاب بداء الإستسقاء السمو فوق الحرف (لوقا : 1-6)
2. عدم اشتهاء المتكآت الأولى (لوقا : 7-11)
3. دعوته للاحسان ألى الفقراء والضعفاء اتساع القلب للمحتاجين (لوقا : 12-14)
4. مثل المآدبة العظيمة: الاهتمام بالدعوة للوليمة (لوقا : 15-24)
5. حمل الصليب (لوقا : 25-35)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 14

  1. شفاء المصاب بداء الإستسقاء

السمو فوق الحرف (لوقا : 1-6)
تفسير (لوقا 14: 1) 1 واذ جاء الى بيت احد رؤساء الفريسيين في السبت لياكل خبزا كانوا يراقبونه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد حدث أن دعا احد رؤساء الفريسيين مخلصنا لتناول الطعام فى بيته فى يوم سبت . وقد كان أولئك الفريسيون لا يفتأون يحاولون بغير كلل وبكل ما فى طاقتهم من جهد ان يستدرجوا مخلصنا إلى الفخاخ التى ينصبونها له ٠ عساهم أن يمسكوا عليه خطأ فى تطبيق الشريعة اليهودية أو مخالفة لأحكامها يستوجب الحكم عليه بالموت ، ليتخلصوا منه ومن تأثيره العظيم العجيب فى الشعب الذى كانوا يحتكرون لأنفسهم الرئاسة والتسلط عليه . بيد أن مخلصنا قبل دعوة ذلك الرجل على الرغم من علمه بريائه فى تظاهره بتكريمه، وعلى الرغم من إدراكه كل الادراك لخبيئة نفسه ونفوس كل شيعته. ومن ثم راح هؤلاء يراقبونه ليتصيدوا ذلك الاتهام الذى كانوا يتحفزون لإقتناصه من اى قول يقوله أو عمل يعمله ، ولا سيما انهم تعمدوا ان تكون هذه الدعوة له فى يوم سبت ، لأن أهم إتهام كانوا يوجهونه إليه أنه يصنع معجزاته فى ذلك اليوم الذى تقضى شريعتهم بعدم القيام فيه بأى عمل، وكانوا هم يلزمون الناس بذلك فى شكلية وحرفية مطلقة ، بعيدة كل البعد عن روح تلك الوصية المتعلة بالسبت والحكمة الأساسية منها٠ وقد علم مخلصنا بمايدور فى نفوس آولئك الفريسيين المنافقين يهذا الشأن.
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  
101
ويجري الرب من جديد معجزات ويمارس قوة إلهية فائقة، ويعمل أعماله العادية ويظهر مجده، فهو بطرق كثيرة يقدم منفعة للفريسيين الجموحين والمعاندين . لأنه كما أن الأمراض المستعصية أكثر من غيرها لا تستسلم لمهارة الأطباء ، بل تستلزم أقصى قوة من الأشخاص ذوى الذكاء الحاد ، كذلك ايضآ الذهن البشرى الذي قد حاد إلى الشر يرفض . كل ما يمكن أن ينفعه ، حتى أنه يصير ضحية لميل غير مقهور نحو العصيان ، وهو قد وصل إلى هذه الحالة بانحرافات عن الطريق الصحيح لم يتم توبيخها.
ويمكن لمن سيعطي انتباهه للدروس الموضوعة أمامنا هنا أن يرى أن هذا الأمر حقيقي لا ينكر ، لأن فريسيا من طبقة عالية فوق العادة دعا يسوع إلى وليمة ، ومع أن الرب عرف خبثهم مضى معه واشترك معهم في الطعام ، وهو أذعن لهذا الأمر تتازلا منه ، وليس لكي يكرم من دعاه ، بل بالحرى لكي ينفع أولئك الذين كانوا في صحبة الفريسى ، وذلك بواسطة تلك الكلمات والأعمال المعجزية التي يمكن أن تقودهم إلى الاعتراف بالعبادة الحقيقية ، وهى تلك التي يعلعها لنا الإنجيل ، لأنه عرف أنه سيجعلهم شهود عيان لقوته ومجده الذي هو أكثر من أية مجد بشري . لعلهم بهذا يمكنهم أن يؤمنوا أنه هو إله وابن الرب الذي اتخذ شكلنا ، ولكنه استمر بغير تغيير، ولم يكف عن ان يكون ما قد كان عليه دائما.
إذا فهو قد صار ضيفا لمن يدعوه ، كي يتمم ~ كما قلت - واجئا ضروريا. ولكن يقول الإنجيل إنهم كانوا يراقبونه ، ولأي سبب كانوا يراقبونه ، وعلى أي اساس؟ لكي يروا إن كان يتجاهل الإكرام الواجب للناموس ، وهكذا يفعل شيئا او آخر من الأشياء الممنوعة في السبت . لكن ايها اليهودي عديم الشعور ، افهم أن الناموس كان ظلاا ومثالآ يننظر مجيء الحق ، والحق هو المسيح ووصاياه ، فلماذا إذن تتمسك بالمثال وتشهره كسلاح ضد الحق؟ لماذا تجعل الظل مقاوما ومضادا للتفسير الروحاني؟ احفظ سبتك بتعقل ، ولكن إن لم نرتض ان تفعل هكذا ، ستقطع نفسك من حفظ السبت الذي هو مرض للرب ، ولن تعرف الراحة الحقيقية التي يطلبها منا من اعطى الناموس لموسى في القديم ، فلنكف عن خطايانا ، ولنسترح من آثامنا ولنغسل ذنوبنا ، ولنتحاش الحب الجسداني النجس ، ولنهرب بعيدا عن الطمع والنهب والمكاسب غير الشريفة ومن محبة الربح القبيح ولنجمع اولآ مؤنا لنفوسنا لأجل الطريق ، القوت الذي يكفينا في الدهر الآتي ، ولنعكف على الأعمال المقدسة ، وبهذا نحفظ السبت عقليا وروحيا. اولئك الذين كانت وظيفتهم ان يخدموا بينكم بحسب الناموس ، واعتادوا ان يقدموا للرب الذبائح المعينة حتى ولو في يوم السبت ، وذبحوا الذبائح في الهيكل ، وأدوا أعمال الخدمة نلك التي كانت موضوعة عليهم ولم يلمهم أحد ، وحتى الناموس ذاته صمت من جهتهم. لذلك فإن الناموس لم يمنع الناس من أن يقدموا الخدمة في السبت . لذلك كان هذا مثالأ لنا، لأنه - كما قلت - فإنه من واجبنا أن نحفظ السبت بطريقة عقلية روحية لنرضي الرب برائحة روحية طيبة ، وكما قلت من قبل نحن نتمم هذا حينما نكف عن الخطايا ونقدم للرب رائحة مقدسة وجديرة بالاعجاب كتقدمة مقدسة، وننقدم بثبات نحو كل فضيلة ، لأن هذه هي الذبيحة الروحانية المرضية عند الرب . لكن إن لم يكن لك شيء من هذا في ذهنك وتتمسك فقط بحرف كتاب الناموس ، وتخليت عن الحق كشئ لا يمكنك ان تصل إليه،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)"أَحَدِ رُؤَسَاءِ الْفَرِّيسِيِّينَ" قد يكون صاحب مدرسة يعلم فيها الفريسيين ألأولاد أو أحد قادة مجموعة من الفريسيين أى أنه أحد قادة الفريسيين المتمرسين الكبار وربما كان عضو فى مجلس السنهدرين
(2) "فِي السَّبْتِ". كان هناك جدال يثار دائما بين الناموس المكتوب لموسى والتفاسير الرابية له والمعروفة بأنها الناموس الشفھي، والتي وُضعت ونُظمت لاحقاً على شكل قوانين في التلمود. كان يسوع يينتقد دائماً الفريسيين  بسبب القوانين التي تهدف إلى البحث عن الأخطاء عند الآخرين والتي كانت تثقل على الناس وتنتقص من قدرهم وقيمتهم فى المجتمع  (راجع لو 4: 31 وما تلاها 6: 6وما تلاها 13: 10 وما تلاها ) حتى أنهم بقوانينهم الشفهية جعلوا قيمة الحمار أكبر من قيمة أنسان يشفى فى هذا اليوم
(3) "لِيَأْكُلَ". لاحظوا  يسوع إنه كان يذهب المجامع وكان  يمارس العبادة معهم ويذهب إلى بيوت االفريسيين عندما كانوا يدعونه  كان يأكل معهم . وكان يصنع المعجزات أمامهم . وفى أى مناسبة من هذه المناسبات كان  يسوع دائما يستدرج الفريسيين على الحوار والمناقشات .
 كان الفريسيون يمارسون نمط الحياة الذي يعبر عن إيمانهم ھطبقا للقوانين الشفهية التى أستنبطوها من الشريعة الموسوية والتى كانت غالبا تؤدى إلى الصرامة والتطبيق الحرفى مبتعدة عن الحق والرحمة لقد كانوا جادين وصارمين فيما يتعلق بكلمة يهوه ومشيئته. ولكن ما ينقصھم كان ما يلى : أ) إيمان شخصي بيسوع كمسيا كتب عنه الأنبياء ب) أن يسوع المسيا الذى أنتظرته أجيالهم ليس قائدا محاربا جاء ليخلصهم من الرومان كمحتلين للأمة اليهودية ولكنه يسوع المسيح المسيا الذى خلصهم من قبضة الشيطان  الخلاص كعطية من نعمة لله (للجميع)
يسرد لوقا ما حدث أثناء الولائم والحوار الذي يرافقه كطريقة أدبية إستخدمها يسوع لتقديم الحقيقة (لو 5: 29 & 7: 36 & 9: 13 & 10: 39 & 11: 37 & 14: 1& 22: 14 & 24: 30) كما أورد يوحنا أمثلة أخرى من هذا القبيل فى حواراته وكان تناول الطعام حدثاً اجتماعياً هاما  ويدل على حميمية فى المجتمع اليهودى حيث كان يعقبه مسامرات ومناقشات للتسلية فى هذا الوقت وكان يجتمع كثيرين حول البيت  وعلى سطحة من الجيران والأقارب  لمشاهدة المضيف خاصا أن يسوع كان قد اشتهر فى ذلك الوقت فكان يسوع ينتهز هذه العادات الإجتماعية للكرازة والتعليم والتبشير ً
(4) "كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ".نحويا ماضي متصل مبني للمتوسط فيه كناية. فيما يبدوا أن رئيس الفريسيين هذا صنع هذه الوليمة ليختبر يسوع لقد كانوا يراقبون يسوع باستمرار بحثاً عن خطأ ما يرتكبه بالقول أو بالفعل يدينونه عليه دينيا أمام الشعب اليهودى أو مدنيا أمام  الرومان.
تفسير (لوقا 14: 2) 2 واذا انسان مستسق كان قدامه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
واتفق ان رأى عندئذ امامه رجلا مصابا بداء خطير، هو داء الاستسقاء.
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  101
 فاسمع الرب الذي يخبرك بصوت إشعياء النبي فيقول:" غلظ قلب هذا الشعب وأطمس عينيه وثقل أذنيه لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا  بقلبهم ويرجعوا فأشغيهم " (إش ١٠:٦س). فكيف لم يكونوا ثقيلي (الأذن) وبدون فهم ولهم ذهن اهمل المعونة (المقدمة) له، وهم الذين عندما كان يمكنهم ان يدركوا أنه المسيح بواسطة تعليمه الذي كان يفوق الناموس وبالعجائب التي اجراها ، (إلا أنهم) كانوا معاندين ووضعوا في اعتبارهم فقط فكرتهم التي سبق فتخيلوها عن الصواب ، أو بالحري كانوا مهتمين فقط بما أحدرهم إلى هوة الهلاك ! لكن ماذا كنت المعجزة التي كانوا معاينين لها؟ كان يوجد أمام الرب إنسان مستسق ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مُسْتَسْق".(بالإنجليزية: Ascites) إستسقاء كلمة من الجذر الذي يدل على "الماء" . الاستسقاء كان احتباس سوائل ينجم عنه تورم - غالبية احتمال الاصابة الاستسقاء البطني يرجع إلى تليف الكبد. يعاني المريض من زيادة في الوزن، انتفاخ البطن وصعوبة في التنفس وذلك بسبب الضغط الواقع على عضلة الحجاب الحاجز. أورد لوقا أسم هذا المرض لأنه كان طبيبا (كول 4: 14) رغم أنھا تُستخدم في الأدب كمشاهده للواقع الذي لا يتعلق بالطب.كان الرّابّيون ومعهم الفريسيين يقولون أن هذا الوباء سببه خطيئة خطيرة جدية ، يعتقد بعض المفسرين أن هذا الرجل كان من ضمن خطة  وضعها الفريسيون  ليحتالون على يسوع لكيما يرتكب شيئاً لا تجيزه التقاليد الشفھية في يوم السبت.
تفسير (لوقا 14: 3) 3 فاجاب يسوع وكلم الناموسيين والفريسيين قائلا هل يحل الابراء في السبت.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم اراد أن يحبط ما يدبرونه له من مكيدة .وأن يكشف لهم فى الوقت نفسه عن سواد قلوبهم وجهلهم لروح شريعتهم وغباوتهم فى تطبيقها. فإلتفت إلى علماء الشريعة والفريسيين الموجودين فى الحفل وخاطبهم قائلأ :" أيحل الإبراء فى يوم السبت ام لايحل ؟
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  101
 لذلك يسأل الرب الناموسيين والفريسيين إن كان يحل الإبراء في السبت ام لا؟ والكتاب يقول: إنهم، "سكتوا"
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) إن هؤلاء الفريسيين ورؤسائهم  لم يكونوا  باردين المشاعر والعواطف، بل كانوا ملتزمين بعبادة الرب من خلال نظام يستند على أبحاث
ودراسة الرابيين (شمّاي وهليل)، اللذان فسّرا نصوص العهد القديم. على مر التاريخ ولكن اثبتت المجادلات الدينية، أنهم لم يهتموا بالإنسان وضاعت أولوية الكائن البشري وأهميته الذى خلقه يهوه فى امكمل صورة وتوجه على جميع الكائنات التى خلقها . يحاول يسوع أن يقنعهم ويستعيد رتبه الجنس البشري، الذي خُلق على صورة يهوه . يسوع هو رب السبت (مت 12 : 8) (مر 12: 28) (لو 6: 5) السبت قد جُعل لأجل الإنسان، وليس الإنسان قد جُعل لأجل السبت (مر 2 : 27)  وضاعت قيمة الإنسان فى الناموسية والتمسك بحرفية الشرائع الشفهية التى إرتكزت على صورة ظاهرة للبر الذاتي فى المجتمع اليهودى يظهرون فى مقدمة الولائم ويفتخرون بالتحيات فى الأسواق هكذا ظهر المتدينين فى هذا العصر ملتزمين بالنصوص الشفهية تاركين اثقل الناموس وهو الحق والرحمة والإيمان 
(1) "النَّامُوسِيِّينَ".
تفسير (لوقا 14: 4) 4 فسكتوا.فامسكه وابراه واطلقه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد خافوا ان يجيبوه عن تساؤله لانهم كانوا يعرفون قوة حجته يخافون من أن يفحعمم فيهزمهم امام الحاضرين ٠ كما انهم كانوا لا يريدون ان يحرجهم هو ، وإنما أن يحرجوه هم - ومن ثم صمتوا فأمسك مخلصنا الرجل المريض وابراه وصرفه .
لكن لماذا صمت ايها الناموسي؟ أذكر شيئا من الأسفار يبين أن ناموس موسى يلوم فعل الخير في السبت ؟ برهن لنا أن الناموس يريدنا من اجل راحة أجسادنا أن نكون قساة القلب وغير رحومين اي أنه يمنع الشفقة وذلك من أجل إكرام السبت؟ أن هذا الأمر لا يمكنك أن تبرهن عليه من اي جزء في الناموس .
تفسير (لوقا 14: 5) 5 ثم اجابهم وقال من منكم يسقط حماره او ثوره في بئر ولا ينشله حالا في يوم السبت.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم قال لهم ليخجلهم ويخرسهم من منكم يسفط حماره او ثوره فى بئر فلا يسارع إلى إنتشاله فى يوم السبت؟. .
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  101
 ولأنهم كانوا صامتين بدافع من الخبث ، فالمسيح يدحض وقاحتهم التي لا تهدأ بواسطة الحجج المقنعة التي يستعملها . فيقول : " من مئكم سقط حماره أو ثوره في بئر ولا ينشله حالا فى السبت ؟٠ .(لو ١٤ :ه). لو ان الناموس يمنع إظهار الرحمة في السبوت ، فلماذا تشفقون أنتم على ذلك الحيوان الذي سقط في بئر؟ إذن لا تزعج ذاتك بخصوص ما يتعرض له ابنك من خطر في يوم السبت ! وانتهر حركة العاطغة الطبيعية التي تحرضك على الاحساس بالحب الأبوي؟ وسلم ابنك بفرح إلى القبر لكي ما تكرم معطي الناموس إذ تعلم انه قاس وغير رحوم . ليكن صديقك في خطر ، ولكن لا تعطه أدنى انتباه من الآن ، ولا حتى ايضا لو بكى طفلك طالبا المعونة ، بل قل له: "مت فهذه إرادة الناموس" لن تقبل هذه الأفكا ر، بل سوف تمد يد المعونة لمن هو في الضيق، وتعطيه إكراما اكثر من الواجب للناموس ، او بالأحرى أكثر. من راحة لا معنى لها ، حتى لو لم تكن تعترف بعد٠ ان السبت ينبغي ان يحفظ بطريقة روحية . ان إله الكل لم يتوقف من ان يكون عطوفا ، فهو صالح ومحب للبشر ، ولم يؤسس ناموس موسى كوسيط للقسوة،
ولا أيضا جعله معلما للخشونة والوحشية بل بالأحرى كي يقودك إلى محبة القريب. فكيف كان يليق أن وصية مكرمة هكذا وجديرة بالأعجاب ، تفقد قوتها يوم السبت حسب إرادة الرب؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "قَالَ لهم" مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشُلُهُ حَالاً فِي يَوْمِ »  هناك مشكلة تتعلق بالمخطوطات هنا : أ) الكلمة "ابن " uios) نجدها في المخطوطات اليونانية القديمة W و B،A،75،p45  ب)  الكلمة "حمار "  onos)  نجدها في المخطوطات !و.L  الكلمتان لهما نهاية متشابھة جداً. الدليل من المخطوطات يؤيد كلمة "ابن"، ولكن السياقات تؤيد كلمة "حمار". حيث أنها تليها كلمة أو ثوره إذا ما تبع المرء مبدأ الرجوع إلى  الأقدم وغير المألوف ، فعندھا تصبح كلمة "ابن" هى المفضلة، بينما الهدف الأساسي الرئيسي من قول يسوع هو مقارنة فكر الفريسيين وكشفه حيث أنهم يفضلون الحيوان على الإنسان  ھو أن اليهود  كان لديهم  حنو كبير على الحيوان (لو 13: 15) وربما ورد هذا فى الشريعة
تفسير (لوقا 14: 6) 6 فلم يقدروا ان يجيبوه عن ذلك
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فخجلوا وخرسوا بالفعل ، ولم يستطيعوا ان يجيبوه عن هنا المنطق الصادق والحجة الدامغة. لأنهم لن كانوا لا يمتنعون فى يوم السبت عن إنقاذ حيوان هدده ضرر أو خطر٠ فكم بالاحرى لايجوز ان يمانعوا فى ذلك اليوم فى إنقاذ إنسان كان مرضه الخبيث الخطير يهدده بأشد أنواع الضرر والخطر.
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  101
لماذا إذن تصمت أيها الناموسي؟ هذا اعتراف منك أنه ليس لك شيء تقوله ، لأن قوة الحق هي شيء عظيم لا يقهر، وهي قادرة ان تربك الذهن الحسود وتبكم اللسان الكثير العيب.
فالمسيح لم يعط انتباها لحسد اليهود وغيرتهم ، بل هو أنقذ المريض المصاب بالاستسقاء وشفاه من مرضه المستعصي.
لقد رايت ايها اليهودي ، المعجزة ، إذن فمجد صانعها ، أدرك قوته وعظمة سلطانه ، اعترف انه هو الرب ، قدم له يمانك ولا تكن معاندا ، بل كما يقول يوئيل النبي: " مزقوا قلوبكم لا ثيابكم" (يؤ ٢ :١٣)ا وسع ذهنك وافتح عين قلبك ، وافهم أن الأعمال التي يعملها هي اعمال الألوهية حتى لو كان هو إنسانا مشابها لنا في المظهر . لذلك اعترف بمن لأجلنا لبس شبهنا ، مع انه بالرغم. من هذا هو اعلى منا جدا، او بالأحرى هو فوق كل الخليقة بميلاده الذي لا ينطق به من الرب الآب ، لأنه هو ابن لمن هو فائق على الكل. لكن ومع انه كان هو الرب ، فإنه اخذ شكل العبد ، لكي ما يجعل العبد مشابها له ، لكنه لم يتوقف عن ان يكون هو الرب ، بل ظل كما هو والذي له تسجد الملائكة والرياسات والعروش والربوبيات، والسيرافيم يسبحونه، فلنعبده نحن ايضا بالأيمان ، ونرنفع بمعونته إلى نصيب القديسين ، الذي به وله مع الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  أسئلة يسوع (الآية 4) وأمثاله (الآية 6) كانت محرجة لهم جداً  ولم يكن ينتظر إجابه لأنه لم تكن عندهم إجابة أمام البراهين والأدلة حتى أن هؤلاء 
القادة الدينين لم يستطيعوا أن يجيبوا. لقد كانت قوانينھم الشفاهية وتمسكهم بأدق التفاصيل قد صارت أكثر أهمية من البشر.

 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 14

2. عدم اشتهاء المتكآت الأولى (لوقا : 7-11)
تفسير (لوقا 14: 7) 7 وقال للمدعوين مثلا وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكات الاولى قائلا لهم
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وبعد أن وبخ مخلصنا أولئك الفريسيين وأدعياء العلم بالشريعة على ريائهم وغبائهم، أخذ يوبخهم على أنانيتهم وكبريانهم ، شأن المعلم الصريح الصادق . الشجاع فى الحق ، الجرىء فى مجابهة أعظم العظماء بما فيهم من شر وشراهة وصلف وغرور ، لتعليمهم وتقويمهم، إذ لاحظ فى تلك الوليمة أن كلا من المدعوين كان يتهافت على المقاعد الأمامية الآولى، مدعيا لنفسه الافضلية على غيره ، والأحقية دون سواه فى التعظيم والتكريم . وقد سبق أن وصفهم قائلا عنهم فى إستياء إنهم يحبون المجالس الأولى فى الولائم، والمقاعد الأولى فى المجامع ، والتحيات فى الأسواق، وان يدعوهم الناس: يا معلم يا معلم. (متى ٢٣ : ٦ ، ٧) ووبخهم فى موضع أخر قائلا لهم الويل أنتم ايها الفريسيون ، لأنكم تحبون المقاعد الأولى فى المجامع والتحيات فى الأسواق. (لوقا ١ ١ : ٣ ٤ ).
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  102
لا يكف المخلص عن إجراء عمل أو آخر إلا ويكون مفعما بالفوائد ، كما يرشد بالتحذيرات والنصائح كل من يقترب منه نحو التصرف اللائق ، ويعلمه تلك الرزانة التي تليق بالقديسين ، كما يقول بولس: " لكى يكون إنسان الله كاملآ متآ هبا لكل عمل صالح" (2 تى 3: 17) وهو يمسك بكل فرصة مهما كانت بسيطة ، ويرسم لنا بكلماته نصائح جديرة جدا بانتباهنا ، وهو بهذا يشبه مزارعا نشيطا ، لأنه يقطع من أذهاننا كل ما يستوجب اللوم والتوبيخ وما يجلب العار على اولئك الذين يرتكبونه ، ويزرع فينا - كل ثمر الفضيلة ، لأننا كما يقول الكتاب ، " فلاحه الله, " (١كو ٣ :٩).
والفائدة التي يكشفها لنا هنا ايضا، هذه نتعلمها من الفقرة التي قرأت الآن، لأنه كان يأكل يوم السبت مع احد الفريسيين بحسب دعوة الأخير له. أما هدفه من ذلك ودافعه إليه، فقد شرحناه في اجتماعنا السابق ، ولكن نظرا لأنه لاحظ بعضا من المدعوين يتمسكون بغباء بالمتكأت الأعلى ، كشئ مهم ويستحق السعي إليه ، ولأنهم كانوا تواقين إلى المجد الباطل ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) هذه التعاليم السامية التى قالها يسوع ينفرد بها إنجيل يوحنا. لم يكن يسوع الضيف الوحيد في هذه الوليمة. في البيئة  اليهودية
في القرن الأول، كانت الأعراس والوجبات والولائم مناسبات مجتمعية. كان البعض  يُدعى ليتناول الطعام (الآيات لو 14:  12 - 17) ، ولكن آخرين من الجيران  كانوا يأتون يقفون في الجوار ويستمعون ، بعد الوليمة حيث كانت تجرى مناقشات ويتسامرون وأحيانا يشاركون في الحوارات التي كانت تدور على المائدة أو بعدها .
(2) "اخْتَارُوا الْمُتَّكَآتِ الأُولَى". إنه لأمر مألوف فى منطقة الشرق الأوسط  حيث توضع أماكن فى المقدمة للرؤساء والأشخاص المهمين والخلط فى هذه الأمور يسبب مشاكل ونفور وغضب قد يستمر لسنين عديدة والخلط غير مستحب وحدوثه يسبب خلافات كثيرة ومن المهم أجدا ترتيب أماكن الجلوس في مناسباتھم الاجتماعية حسب مكانتهم الإجتماعية . الناس الملائمين كان يجب أن يجلسوا في الأماكن الملائمة (أي النخبة الاجتماعية والدينية) قبل أن تبدأ الوليمة. الآيات ( لو 14:  7 - 14)  تقدم وصفا ليس في آداب السلوك أو المراسم الملائمة أو الإجراءات المناسبة لآداب المائدة، بل درساً في التواضع ( لو 14: 11 & 18: 14) (مت 23: 12) (يع 4: 6) (1 بط 5: 5) (أم 29: 23) وعكس التواضع ورد  فى (لو 11: 34 & 20: 46) (مت 23: 1: 12) (مر 12: 38- 40)
تفسير (لوقا 14: 8) 8 متى دعيت من احد الى عرس فلا تتكئ في المتكا الاول لعل اكرم منك يكون قد دعي منه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم عاد هنا فصاغ توبيخه لهم فى صورة نصيحة قائلا :" إذا دعاك أحد إلى وليمة عرس، فلا تجلس فى المقعد الاول، لئلا يجئ من المدعوين من هو أكثر منك منزلة فيأتى الذى دعاك وإياه ، ويقول لك أعط المكان لهذا،
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  102
فلأجل منفعتهم ومنفعتنا فإنه ينطق بتحذير عاجل قائلا : " متى دعي من أحد ، فلا تتكئ في المتكأ  الأول لعل أكرم منك يكون قد دعى منه ، فيأتى الذى دعاك وإياه ويقول لك ،
هذه الأمور تتقذه من لوم كثير له وتجعل حياته متئظمة إنتظاما عظيما .
تفسير (لوقا 14: 9) 9 فياتي الذي دعاك واياه ويقول لك اعطي مكانا لهذا.فحينئذ تبتدئ بخجل تاخذ الموضع الاخير.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فتقوم عندئذ وأنت خجل وتأخذ المقعد الأخير. وإنما إذا دعيت فامض واجلس فى المقعد الأخير، حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك : " يا صديقى قم اجلس فى المكان الاعلى. فعنئذ تنال كرامة فى أعين الجالسين معك. لآن كل من رفع نفسه إتضع ، ومن تواضع ارتفع .
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  102
فأولأ، إن الجر.ي وراء الكرامات غير مناسب ولا يليق بنا ، بل يظهر أننا أغبياء، وقحين ، متعجرفين ، ممسوكين بما لا يناسبنا بل بما يناسب الآخرين اللذين هم أعظم وأعلى منا وكل من يتصرف هكذا هو مكروه ، وكثيرا ما يكون أيضا موضع سخرية عندما يعيد للآخرين رغم إرادته — الكرامة التي لم تكن له — لأنه حينما يأتي من هو أكرم منك ، فذلك الذي دعاك وإياه سوف يقول لك أعط مكانا لهذا، آه!! أي خزي عظيم يكون عندما يتم هذا العمل! إنه مثل السرقة وإعادة الأشياء المسروقة فينبغي، أن يرد ما قد أخذه ، لأنه ليس له حق في أن يأخذه . اما الرجل المتواضع والجدير بالثناء ، الذي بدون خوف من اللوم يحق له الجلوس بين الأولي ، ولا يبحث عن هذا المتكأ ، بل يقدم للآخرين ما يحق لهم وهو يبدو غير مغلوب من المجد الباطل ، مثل هذا سوف يحصل على الكرامة كما يحق له ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَل تَأْخُذُ الْمَوْضِعَ الأَخِيرَ".قد يندفع بعض المدعويين الذين يظنون أنهم من الصفوة إلى مكان الصدارة ولكن قد يكون واحدا آخر ذو مركز أهم منه فيئأتى المضيف ليقول له اخلى مكانك له ويكون المكان الوحيد للاتكاء الذي كان متبقياً في ذلك الوقت هو نهاية المائدة. هذا النوع من قلب الدور ( هو شائع في تعاليم يسوع) يتم التركيز عليه أيضاً في (لو 13 : 30)
تفسير (لوقا 14: 10) 10 بل متى دعيت فاذهب واتكئ في الموضع الاخير حتى اذا جاء الذي دعاك يقول لك يا صديق ارتفع الى فوق.حينئذ يكون لك مجد امام المتكئين معك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فكان هذا ابلغ درس فى التنديد بالكبرياء والدعوة إلى التواصع لأنه لا يصح كما أنه لا يستطيع إنسان أن يحكم على قدره ومكانته بين الناس بنفسه وإنما فليترك للناس أنفسم أن يحكموا بما له من قدر ومكانة لديهم. وإلا عرض نفسه للحرج والمهانة إذا تعاظم فجعل نفسه فى المكان الأول ، لأنهم قد يجيئون هم ويضعونه فى المكان الأخير، فينحط بذلك قدره وتنخفض مكانته -
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  102
لأنه سوف يسمع : الذى دعاه يقول له : إرتفع إلى فوق "٠ لذلك فالفكر المتواضع هو خير عظيم يفوق الوصف لأنه يخلص اصحابه من اللوم والاحتقار ومن تهمة المجد الباطل ، أما محب المجد الباطل فيقول : نعم؟ " أنني أحب ان أكون مشهورا ومعروفا وليس محتقرا ومهملأ ومعدودا ضمن غير المعروفين" فإن كنت ترغب في المجد البشرى الزائل ، فأنت إنما تضل عن الطريق المستقيم والذي به يمكن أن تصير لامعا حقا ، وتصل إلى المديح الذي يستحق الاقتداء به ، لأنه مكتوب : " لأن كل جسد كعشب ، وكل مجد إنسان كزرع عشب" ( ١بط ١ : ٢٤) كما يلوم داود النبي هؤلاء النين يحبون الكرامات الزمنية ، وعنهم يتكلم هكذا: وليكونوا كعشب السطوح الذى ييبس قبل ان يقطع " (مز ١٢٨ :٦س). فكما أن العشب الذي ينبت على السطوح ليس له جذر عميق ثابت ، ولذا يجف بسهولة ، فهكذا أيضا من يجل الكرامة العالمية ، فبعد أن يكون بارزا لوقت قصي ر، كزهره فإنه ، ينحط اخيرا إلى العدم.
تفسير (لوقا 14: 11) 11 لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فى حين أن الأحرى به والأكرم له أن يتواضع فيجعل نفسه فى المكان الأخير، لأنهم قد يجيئون هم ويضعونه فى المكان الأول ، فيزداد بذلك . قدر وترتفع مكانته . وهكذا الأمر بالنسبة للذى يتعاظم أمام الله، فإن الله يخفضه وأما الذى يتواضع أمام الله فإنه يرفعه ٠ ١٤: ١٢- ١٤
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  102
لذلك فإن رغب احد بينكم ان يجلس اعلى من الآخرين ، فدعه يربح ذلك بمرسوم سماوي ، وان يكلل بتلك الكرامات التي يمنحها الرب . دعه يتفوق على كثيرين بأن تكون له شهادة الفضائل المجيدة . اما اساس الفضيلة فهو الفكر المنخفض الذي لا يحب التفاخر ، نعم إنه التواضع ، وهذا يحسبه المغبوط بولس جديرا بكل احترام ، لأنه يكتب لمثل من يرغبون باشتياق في السعي إلى القداسة : " أحبوا التواضع " (أنظر كو 3: 12) كما ان تلميذ المسيح يمدح التواضع فيكتب هكذا : " وليفتخر الأخ المتضع بإرتفاعه واما الغنى فباتضاعه، لأنه كزهر العشب يزول " (يع ١ : ٩) لأن الفكر المعتدل والمنضبط يمجد من الرب ، لأنه يقول: القلب المنكسر والمتواضع لا يرزلة الله " (مز ٠ ٥ : ٧ ١ س) ٠
ولكن كل من يظن امورا عظيمة عن نفسه وهو متشامخ ومعجب بنفسه ويرفع نفسه بغطرسة فارغة، فهو مرفوض ومكروه ، وهو يتبع منهجا مضانا لمنهج المسيح الذي قال : تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب " (مت ٢٩:١١)، لأنه مكتوب:"يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعين فيعطيهم نعمة " (١يط ٥:٥) كما ان الحكيم ايضا يبين في اماكن كثيرة امان الفكر المتضع ، ففي مرة يقول:" لا ترتفع لئلا تسقط " وفى مرة اخرى يوضح في تصوير مجازي نفس الشيء ويقول: المعلى بابه يطلب الكسر " (ام ١٩:١٧). إن مثل هذا الشخص مكروه من الله بعدل ، إذ انه قد اخطآ إلى نفسه ، وقد استهدف بحماقة أن يرتفع فوق حدود طبيعته . فعلى اي اساس يفكر الأنسان الذي على الأرض أفكارا عظيمة عن نفسه؟ بالتاكيد إن فكره ضعيف ، وينقاد بسهولة إلى الملذات الدنيئة ، كما ان جسده خاضع تحت طغيان الفساد والموت وايضا أجل حياته قصير ومحدود . وليس هذا هو كل شيء ، لأننا ولدنا عراة ، ولنلك فالغنى والثروة والكرامة العالمية إنما تأتينا من خارجنا وهى ليست ملكا لنا في الواقع ، لأن هذه الأشياء ليست من خصائص طبيعتنا . لذلك فلأى سبب ينتفخ فكر الانسان؟ ماذا هناك عنده حتى يرفعه إلى التسامح والتباهي؟ فإذا نظر أي واحد منا إلى حالته بذهن متفهم ، فإنه سيصير مثل ابرآم الذي لم يفتر من جهة طبيعته فدعا نفسه " تراب ورماد" (تك ١٨ :٢٧)، وآخر يقول أيضا: " كم بالحرى الإنسان الرمة وإبن آدم الدود " (اي ه٢؛٦). وهذا الذي هو دود ورمة وتراب ورماد، هذا العدم نفسه يصير عظيما ورائعا ومكرما أمام الرب إذا ما عرف نفسه ، لأنه يكلل من الرب بكرامة ومدح ، لأن مختص ورب الكل يعطي نعمة للمتواضعين ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح - القدس إلى دهر الدهور. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) هذه ألاية تتكرر فى معناها فى الكتاب المقدس راجع (لو 11: 43 & 18: 14 & 20 : 46) ( 2أخ 7: 14- 15) (أم 3: 34 & 25: 6- 7) ) (مت 18: 4 & 23: 12) (يع 4: 10 ) (1بط 5: 6)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 14

3. دعوته للاحسان ألى الفقراء والضعفاء

اتساع القلب للمحتاجين (لوقا : 12-14)
تفسير (لوقا 14: 12) 12 وقال ايضا للذي دعاه اذا صنعت غذاء او عشاء فلا تدع اصدقاءك ولا اخوتك ولا اقرباءك ولا الجيران الاغنياء لئلا يدعوك هم ايضا فتكون لك مكافاة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد انتهز مخلصنا فرصة هذه الوليمة ليلقن الحاضرين فيها من عظماء اليهود وأثريائهم ووجهائهم درسا آخرلا يقل شأنأ عن الدرس السابق الذى دعاهم فيه إلى التواضع، إذ لاحظ أن رنيس الفريسيين قد دعا إلى تلك الوليمة أصدقاؤه وإخوانه وأقرباءه وجيرانه الأثرياء المترفين المترفهين. فقال : " إذا أولمت وليمة غداء أو عشاء، فلا تدع أصدقائك ولا إخوانك ولا أقربائك ولا  جيرانك الأثرياء لعلا يدعوك هم أيضا ، فتكون قد نلت منهم المكافأة ٠
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  103
إن جمال عقل الإنسان هو رائع حقا ، وهو يظهر ذابه بطرق متعددة ، يتضح في أنماط متنوعة . وكما أن أولئك المهرة في رسم الأشكال في الصور لا يمكنهم بواسطة لون واحد أن يبلغوا إلى الجمال الكامل في رسمهم ، بل بالأولى يستخدمون انواعا مختلفة ومتعددة من تدرج الألوان ، هكذا أيضآ إله الكل الذي هو معطي ومعلم الجمال الروحاني ، يزين نفوسنا بتلك الفضائل المتنوعة التي تكون في سمو حياة القداسة ، لكي يكمل فينا شبهه ، لأن أفضل واعظم جمال في خلائقه العقلية هو على شبه الرب ، والذي يتحقق فينا برؤية الرب الصحيحة وبالفضيلة التي تكمل بالجهد النشط. لنلك لاحظوا كيف ان سيدنا يسوع المسيح يجعل نفوسنا جميلة بواسطة كل زينة روحية ، فهو هنا قد أمر الفريسيين والناموسيين وبالحري الكتبة أن يفكروا باتضاع في أنفسهم وان يقنتوا ذهبا خاليا من محبة المجد الباطل داعيا إياهم ألا يختاروا المتكئات الأولي . فهو كان يأكل معهم لكي في مصاحبته لهم يمكنه أن يفيدهم حتى ولو ضد رغبتهم ، ثم بعد ذلك يحدث الذي دعاهم وجمعهم للوليمة قائلآ : " إذا صنعت غذاء أو عشاء فلا تدع اصدقائك ولا إخوتك ولا أقربا ءك ولا الجيران الأغنياء، بل بالأحرى العرج والعمي والجدع٠"
هل هو بهذا يجعلنا في حالة فكر مكتئب؟ أو هل إرادته لا نكون غير اجتماعيين ولا نصادق أحدا ، حتى إننا لا نحسب أصدقاءناء وأقرباءنا مستحقين لتلك المشاعر التي نتاسبهم بنوع خاص وهي واجبة لهم؟ وهل لا نعطي أي اعتبار لأولئك القريبين منا بالعاطفة والحب؟ وهل هو يمنع واجبات حسن الضيافة؟ بل كيف لا يكون من السخف والجهل ان نتخيل أنه يناقض وصاياه الخاصة؟ ماذا إذا يريد الرب ان يعلمنا؟ ربما يكون شيئا ما كما يأتي: هؤلاء الذين يمتلكون ثروة كبيرة يعطون اهتماتا كثيرا لإظهار غناهم والتفاخر امام الناس ، لأنهم كثيرا ما يدعون اشخاصا للغذاء معهم، ويعدون موائد ذات نكاليف باهظة ، (مهياة) بأطعمة مجهزة بطريقة تثير الفضول ، وهكذا لابد ان يوجه إليهم اللوم بالتبذير. وهذا دابهم أن يعملوها (الموائد) ليربحوا مديح وإطراء ضيوفهم ، وبحصولهم على مديح الذين يتملقونهم كمقابل لإسرافهم (في اعداد الموائد) ، فإنهم يبتهجون كثيرا كما لو كانوا قد حصلوا على شيء ذي قيمة، لأنه من عادة المتلقين ان يمدحوا حتى لو كانت الأمور التي يمدحونها تستحق اللوم.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " لاَ تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلاَ إِخْوَتَكَ وَلاَ أَقْرِبَاءَكَ وَلاَ الْجِيرَانَ الأَغْنِيَاءَ". نحويا : أمر مضارع مبني للمعلوم مع أداة نفي، ما يعني عادة التوقف عن عمل آخذٍ في الحدوث لتوه.  هذا التعليم الذى قاله أورده لوقا فقط ولم يسجله احد غيره من الإنجيليين الاخرين  ، يسوع غالباً ما يُعلن حقيقةً تتناقض تماماً مع ما هو عادي أو مألوف إجتماعيا  أو متوقع فقد كانت بعض هذه الولائم تصنع للتفاخر والتظاهر  (أش 55: 8- 9)
تفسير (لوقا 14: 13) 13 بل اذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجدع العرج العمي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإنما إذا أولمت وليمة فادع الفقراء والضعفاء والمقعدين والعميان، فقض مغبوطا لأنهم لايملكون ما يكافئونك به ، ومن ثم تنال مكافأتك عند قيامة الأبرار،
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  103
لأنه اي نفع يوجد في مثل هذا التبنير الكثير ، أكثر مما تستلزمه الضرورة؟ وكما قال المسيح نفسه في موضع ما: ٠ الحاجة إلى أشياء قليلة، او إلى واحد فقط" (لو1: 42) اي لما هو ضروري لسد احتياجات الجسد. لذلك فلكي نهرب من خطورة فقدان المكافأة عن الأموال التى ننفقها، فينبغي ان ننفق ثروتنا في الأمور التي سوف تحمل ثمارا طيبة ، لذلك فهو يامرنا ان ندعو المساكين والجدع والعمي ، واولئك الذين يعانون من أمراض جسدية أخرى وبسخائنا ني تتميم هذا ، فإننا نبلغ إلى الرجاء الآتي من فوق ، من الرب ، لذلك فإن الدرس الذي يعلنا اياه هو محبة الفقراء ، الأمر الذي هو ثمين في نظر الرب . هل تشعر باللذة عندما تمدح حينما يكون لديك اصدقاء أو أقارب يشاركونك الوليمة؟ إنني سأخبرك عن شيء افضل جدا حيث بواسطته ، فإن الملائكة والقوات العقلية من فوق ، وكذلك القديسين أيضا ، سوف يثنون على سخائك . بل إن الرب الذي يفوق الكل ، والذي يحب الرحمة والشفقة هو أيضآ سوف يقبل سخائك. أقرضه دون أن تخاف شيئا ، وأي شئ أعطيته ستاخذه مع أرباحه ، لأنه يقول : " من يتعطف على المسكين يقرض الرب  (ام ١٩ :١٧) إنه يقدر ما تقرضه ويعد بالوفاء، لأنه يقول متى جاء ابن الإنسان في مجد ابيه مع الملائكة القديسين، فإنه يجلس على كرسي مجده ثم يقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره ويقول للذين عن يمينه : " تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني كنت جوعانا فأطعمتمونى ، كنت عطشانا ٠فسقيتمونى ، كنت عريانا فكسوتمونى ، كنت مريضا فزرتمونى محبوسا فأتيتم إلى " وأضاف إلى هذا : " الحق الحق أقول لكم بما انكم فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم " (مت ٣١:٢٥-٤٠). فالأنفاق إذن لم يكن هنا بلا ثمر ، ولكن العطف على الفقراء سيجعل ثروتك ذات رائحة حلوة اشتر النعمة التي تأتي من الرب ، وأقتتن رب السماء والأرض صديقا لك ، فإننا بالحقيقة كثيرا ما نشتري لأنفسنا صداقة الناس بمبالغ باهظة من الذهب ، أما إن كان من يصطلحون معنا هم من مراتب عالية ، فإننا نشعر بسرور عظيم عندما نقدم لهم هدايا حتى لو كانت فوق مقدرتنا بسبب الكرامة التي تنشأ لنا منهم ، رغم أن هذه الأشياء إنما هي عابرة وسريعا ما تخبو، وهي أضغاث أحلام.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) تركزت رسالة يسوع على طبقة من الناس هم المحتاجين لإله يشفيهم من مرض أو ألم أو روح شريرة أو فقر  أو عوز أو خطيئة أو حتى من إجرام مثل ديماس اللص هؤلاء المتألمين هم من أتى لخدمتهم يسوع ( تث 14: 28- 29 & 16: 11- 14 & 26: 11- 13) (أش 29: 18- 19 & 23: 5- 6 &  24: 7 ، 16) (إر 31: 8) ولم تنتهى خدمة يسوع بصعوده بل سلم قوة فعل المعجزات لتلاميذه حتى قبل موته على الصليب وصعوده أما  هؤلاء المسيحيين الذى لم يحصلوا على هذه القوة الإعجازية فإنهم يتولون رعاية المنبوذيين والمرضى والمتألمين بإقامة المستشفيات والملاجئ وغيرها بالتبرعات وغيرها من الخدمات التى تسمى مدنيا خدمات إجتماعية ولكن الذى  اسسها فى الأصل هو يسوع المسيح
تفسير (لوقا 14: 14) 14 فيكون لك الطوبى اذ ليس لهم حتى يكافوك.لانك تكافى في قيامة الابرار
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وذلك أن أولئك القوم وأمثالهم من ذوى الثروات الطائلة والمناصب الرفيعة فى المجتمع قد درجوا على أن يدعو . بعضهم بعضا إلى ولائم فخمة فاخرة ، يقدمون لهم فيها أثمن ما يستطيعون من أطايب الطعام والشراب ، وينفقون فى ذلك الأموال الطائلة ، لا لشئ إلا الرغبة فى التفاخر والتظاهر بالمكانة العظيمة والجاه العريض . ومم يتنافسون فى ذلك . فلا يفتأ كل مدعو إلى إحدى تلك الولاتم يقيم لمن دعاه إليها وليمة يجتهد ان تكون أفخم وأفخر منها ، ليثبت أنه أعطم مكانة وأعرض جاها. وبذلك يكون قد نال مكافأته عن طعام أرضى بطعام أرضى مثله ، فيظل فضله فضلا أرضيا مجردا عن أى فضيلة ينال بها مكافأة فى السماء . فى حين ان كل من وهبه الله مالا أو جاها فى هذه الدنيا ينبغى أن يجعل من ذلك المال ومن نلك الجاه وسيلة يدخر بها لنفسه فى السماء المكافأة التى ينالها الابرار عند قيامتهم فى يوم الدينونة العظيم . وذلك بأن يتصدق مما وهبه الله من نعمة فى الأرض على الفقراء الذين لامال لهم ، والضعفاء والمقعدين والعميان الذين يعجرون - بسبب يعانون هن ضعف أو مرض أو عاهة - عن اكتساب المال. لأنه بذلك ، وإن كان لا يسترد فى حياته على الآرض ما أنفق على هؤلاء البؤساء من مأكل او مشرب، سينال فى السماء ما هو أثمن من كل مأكل أو مشرب ، بل ما هو أثمن من كل ما فى الأرض من ثروات ومقتنيات ومشتهيات فانية زائلة، وهو النعيم فى الحياة الأبدية الخالدة .
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  103  
ولكن أن نصير أعضاء في بيت الرب ، ألا يجب أن نحسب ذلك شيئا يستحق أن نربحه ، ونحسب ذلك كما لو كان ذا أهمية قصوى؟ فنحن بالتأكيد بعد القيامة من الأموات سوف نقف في حضرة المسيح وسوف توجد بالضرورة مكافاة للرحومين والشغوقين ، ولكن دينونة مساوية لأعمال أولئك الذين كانوا قساة وليس لهم محبة متبادلة، لأنه مكتوب : " الحكم بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة٠" (يع 2: 13) وان كان الأمر هكذا ، فكيف لا يكون هذا برهائا وكمالآ للعقل الفطن ، بأنه يجب قبل أن نهبط إلى هوة العذاب ان نتفكر مسبقا لحياتنا؟ تعال ودعنا نناقش هذا الأمر فيما بيننا ، افترض أنه لسبب أو لآخر من الأمور التي يدينها الناموس قد ساقونا أمام القضاة ، ثم بعد الأدانة نضع علينا حكم مناسب لما تستحقه تعدياتنا ، أما كنا ، وبكل سرور نضحي بثروتنا لننجو من كل عذاب وعقوبة؟ أيمكن أن يوجد اي شك في هذا؟ لأن النفس أفضل من الممتلكات ، والحياة افضل من الثروة . نحن الآن مدانون في خطايا كثيرة ، ويلزم ان نقدم حسابا للديان عن كل ما فعلناه ، فلماذا لا نخلص انفسنا إذن من الدينونة والنار الأبدية مادام الوقت يسمح لنا؟ والطريقة التي بها ننقذ انفسنا هي أن نحيا في  قداسة، ونعزي الأخوة الحزانى بسبب فقرهم ، وان نبسط أيدينا بسعة لجميع من هم في احتياج ، وان نتعاطف مع المرضى.
اخبرني ماذا يوجد اصعب من الفقر ، هذا الوحش الذي يفترس بلا هدوء ، هذا السم الذي ليس لنصيحة أن نشفى منه ، الذي هو اردأ الأمراض ، بل بالحري هو أكثر قسوة من اي مرض؟ لذلك يجب علينا أن نمد يد المعونة لأولئك الذين يعانون منه ، ويلزم ان نفتح قلوبنا لهم بسعة ، ولا نعبر بدون مبالاة على عويلهم . افترض ان وحشا فظا وثب على عابر سبيل ، اما كان يجب على اي من يشهد الواقعة ان يمسك بأي شيء يكون في متناول يده ، مثل حجر او عصا ، ثم يطرد الوحش الذي يمزق ويقطع الرجل الواقع تحت ضرباته بدون رحمة؟ من ذا القاسي القلب والمملوء بالبغضة للجنس البشرى الذي يعبر (بدون اكتراث) على شخص مثل هذا يتحطم في بؤس عظيم؟ الا ينبغى ان تعرف انت ان الفقر - كما قلت - هو أكثر قسوة من اي وحش مفترس؟ ساعد إذن اولئك النين يسقطون تحت سطوته ، امل اذنيك إلى الفقير واستمع له كما هو مكوب:" من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو ايضا يصرخ ولا يستجيب إليه أحد (ام ٢١ :١٣). اعط لكي تأخذ ، استمع لكي يسمع منك، ابذر القليل الذي لك حتى تحصد كثيرا ، وبالإضافة إلى ذلك ، فإن لذة الجسد هي قصيرة ووقتية وتتهي بالتعفن ، لكن العطاء والمحبة للفقير لايتوجان أولئك الذين يمارسونهما ، بالمجد من الرب ، ويقودانهم إلى تلك السعادة التي لا تضمحل، التي يهبها المسيح لأولئك الذين يحبونه ، هذا الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  كلمة يسوع يبارك makarios) أو الطوبى أى يا لسعادة التى أوردها لوقا  (لو 6: 22 &7 : 23 &10: 23 & 11: 27- 28 & 12: 37- 38 & 14: 14 & 23: 29) وأيضاً يحذّر مستمعيه (أي "الويلات")  (لو 6: 24- 26 & 10: 13 & 11: 42 - 52 & 17: 1 & 21: 23 & 22: 22) هذه البركة التى ننالها سواء أكانت فى ألاخرة أو حتى فى حياتنا هى نعمة من نعم يسوع تصاحبها سلام داخلى لا يستطيع أحد وصفه  إنھها تستند إلى الأعمال الخيرية الآن التي تعكس موقفاً جديداً نحو يهوه  (مت 25 : 23- 46)  يستخدم يسوع كلمة "الأبرار" بالمعنى الذي أورده متى في (مت 6 :1)  : والذي يشتمل على الصدقات والصلاة، والصوم  كانت شريعة العهد القديم  تنص على قوانين كثيرة فيها العناية بالفقراء والصدقات وغيرها وأنها ا أعمال جديرة بالتقدير ويهوه سيكافئ عليها : ومع أهمية هذه الأعمال لدى الرب إلا أنه ينظر إلى النية والقلب أولا

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 14

4. مثل المآدبة العظيمة:

الاهتمام بالدعوة للوليمة (لوقا : 15-24)
تفسير (لوقا 14: 15)  15 فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن ياكل خبزا في ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إذا حض مخلصنا الأثرياء والقادرين على دعوة الفقراء والضعفاء إلى ولائم، لأن مكافأتهم عن ذلك لن تكون وليمة فى الأرض . وإنما فى ملكوت الله فى السماء عند قيامة الأبرار، أعجب ذلك القول أحد الجالسين معه إلى المائدة - ويبدو أنه كان تقيا يخاف الله -فصادق عليه قائلا : " طوبى لمن يأكل خبزا فى ملكوت الله .
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
ومرة أخرى، ان معنى الدروس المطروحة أمامنا يضطرني . ان أقول إن ثمار الأعمال الصالحة إنما هي جديرة بالثناء ، لأن تعب القديسين ليس بلا مكافأة ، لأنهم يتعبون بمشقة لكي يحيوا تلك الحياة التي هي حقا جديرة بالإعجاب عند الرب والناس. فبولس الحكيم يكتب: : الله ليس بظالم حتى ينسى تعبكم ومحبتكم التى أظهرتموها نحو أسمه (عب 6: 10) وأيضا يستخدم كلمات مشابهة في موضع آخر: " لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر ثقل مجد أبديا ، ونحن غبر ناظرين إلى الأشياء التى ترى بل إلى التى لا ترى ، لأن الأشياء التي ترى وقتية أما التي لا تري فأبدية (2كو 4: 17) أن الأشياء الوقتية هي الأرضية ، وهي التي نقول عنها إنها تدعى الأشياء التي ترى٠ أما تلك الأشياء الآتية والتي لا ترى في الوقت الحاضر، بل هي الأمور المرجوة عند الرب فهي مخزونة لنا في منازل لا يمكن أن تتزعزع. أما لمن أعدت هذه الأشياء ، ولمن سوف تعطى ، فهذا شرحه لنا المخلص هنا،  موضحا. كما في صورة بالمثل الموضوع أمامنا ، طبيعة وفاعلية التدبير ، ولكن من الضروري على كل حال أن أذكر أولأ المناسبة التي أدت إلى هذا الحديث.
كان الرب يأكل في وليمة عند أحد الفريسيين بصحبة آخرين كثيرين مجتمعين من أصدقاء دعاهم إلى الوليمة ، وهكذا فإن مخلص الجميع لكي يفيد أولئك المجتمعين هناك ~ إذ أنه يحب الرحمة بالحري وليس الكرامة والعظمة - فإنه يقود هذا الذي دعاه إلى الكمال، بألأ يسمح له بأن يصرف بإسراف أو يهبف إلى أن يظهر بأكثر مما تسمح له موارده المالية لكي يحصل على مديح الناس ، لأنه قال: اذا صنعت غذاء او عشاء فلا تدع اصدقاءك ولا اخوتك ولا اقرباءك ولا الجيران الاغنياء بل المساكين ، الجدع والعمى" لأنه يقول : " إن هؤلاء الذين يفعلون هكذا يكافأون فى قيامة الأبرار ".
وهكذا فإن واحد من أولئك المتكئين معهم على المائدة ، عندما سمع مثل هذه الكلمات الباهرة قال : طوبى لمن يأكل خبزا فى ملكوت الله " ربما هذا الرجل لم يكن روحانيا رلكنه كان لا يزال نفسانيا وغير مؤهل أن يفهم ما قاله المسيح فهما سليما . لأنه لم يكن بعد واحدا من الذين آمنوا ولا كان قد اعتمد بعد ، لأنه افترض أن مجازاة القديسين بسبب أعمال محبتهم المتبادلة سوف تكون بأشياء مختصة بالجسد وبسبب أنهم كانوا حتى هذا الوقت إلى هذه الدرجة من غباوة القلب حتى يفهموا فكرة دقيقة ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا فِي مَلَكُوتِ لله ". فى بعض الأحيان كان شخص من المجتمعين يصدر عبارة تدل على التجاوب العاطفى الواضح القلبى مع يسوع  ولكن يسوع يرى فيه موقفاً يهوديا مليئاً بالبر الذاتي يتوقع أن يُبارك.هذه العبارة  وتكلم بمثل عن تعامل اليهود مع الوليمة الإلهية التى هى ملكوت السموات  راجع (لو 8: 31- 59)
(2) " يَأْكُلُ خُبْزًا فِي مَلَكُوتِ للهِ". من الواضح أن المتكلم  فريسي محبا للولائم لأنهم كانوا يتوقعون حياة  جسدية بها أكل وشرب .. ألخ  الوليمة المسيانية هى صورة شائعة وردت ً في الكتابات المقدسة لتصف الشركة الشخصية والبهجة حينما تتلاقى  الروح الإنسانية مع المصدر الذى هو الروح الإلهية حيث ستكون فى بهجة ليس لها مثيل مع يهوه في السماء ( لو 13: 29) (مز 23: 5) (أش 25: 6- 9) (مت 8: 11- 12& 26: 29) (رؤ 19: 19)
تفسير (لوقا 14: 16) 16 فقال له.انسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وعندئذ أراد مخلصنا أن يعلن ان اليهود عامة ! والفريسيين وأمثالهم من معلمى الشريعة على الخصوص ، لن يكون لهم نصيب فى تلك المائدة السمائية ، لأنهم سيرفضونها ، وستكون هذه المائدة من نصيب الفقراء من اليهود ٠ والضعفاء المتواضعين منهم الذين سيقبلونها. كما سيكون فيها مكان للوثنيين الذين سيرتضون المجئ إليها . بيد أن مخلصنا لم يشأ أن يقول ذلك صراحة لئلا يثير أولئك الأشرار عليه فيتخذوا قوله ذريعة لقتله قبل الموعد المحدد فى التدبير الإلهى لذلك، فاكتفى بان يوضحه بعقل من أمثاله الدقيقة اللفظ العميقة المعنى٠ فقال:" ,إن رجلاً أقام مأدبة عظيمة. ودعا كثيرين  ومن كل شخص سواه ٠ ولكن إن زادت محبته هذه لنفسه عن محبته مخلصنا وتعارضت معها أو حالت بينه وبين مخلصنا ، فلينزع هذه المحبة للنفسه من نفسه، مما كانت عزيزة عليه وأثيرة لديه ، وليوجهها كلها إلى محبة مخلصنا ، وليحتمل فى سبيل ذلك كل مالا بد ان يؤدى إليه ذلك من ضيقات وإضطهادات، وإهانات وإزدراءات٠ ومصاعب ومصائب ، وأوجاع وتعذيبات ولو بلغت حد الموت فى أشنع صوره بشاعة وأفظع أساليبه عارا ، لأنه بذلك يحمل الصليب الذى حمله مخلصنا نفسه وهو فى طريق الآلام إلى الموضع الذى بذل فيه دمه فداء عن البشر.
وقداوضح مخلصنا بذلك للذين كانوا يسيرون معه ويريدون أن يتبعوه ويتتلمنوا له ، الثمن الغالى الذى يقتضيهم ذلك ان يدفعوه ، والطريق الشائك الشاق الذى عليهم ان يقطعوه - إن كانوا صادقين فى رغبتهم ومصممين على عزمهم - لكى لايسيروا معه مخدوعين بآمال كاذبة، او يتبعوه مدفوعين بأوهام زائغة، أوبعواطف عابرة سرعان ما تتبين لهم حقيقتها فيتضعون ويتراجعون , مخذولين فاشلين، مدحورين مقهورين، فلا ينالهم إلا الهزء ولاتلحق بهم إلا السخرية

 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
فإن المسيح صاغ لهم مثلا بوضح بما يحويه من صور ملائمة ، طبيعة التدبير المزمع أن يؤسسه لأجلهم ، ويقول : " إنسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين. وارسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا لان كل شيء قد اعد."
دعونا أولأ أن نتسائل هنا ، ما السبب في أن المدعوين قد دعوا إلى عشاء وليس إلى غذاء؟ بل بالحرى وقبل هذا أيضا ، من هو الإنسان الذي قيل عنه في المثل إنه أرسل عبده ليدعو إلى العشاء، وايضئا من هو الداعي ، ومن هم الذين دعوا ولكنهم احتقروا الدعوة.
لذلك فينبغي أن نفهم أن المقصود بالانسان هنا هو الرب الآب . ان التشبيهات قد صيغت لتمثل الحقيقة ، ولكنها ليست الحقيقة نفسها، لذلك فخالق الكون وأبو المجد صنع عشاء عظيما ، اي عيدا لكل العالم تكريما للمسيح . إذن ففي ازمنة هذا العالم الأخيرة ظهر الابن لأجلنا . وفى تلك الوقت ايضا عانى الموت لأجلنا ، وأعطانا جسده لنأكل ، لأنه هو الخبز الذي من السماء الواهب حياة للعالم ونحو المساء أيضآ وعلى ضوء السرج كان يذبح الخروف بحسب ناموس موسى . لذلك ولسبب معقول نقول ان الدعوة التي بواسطة المسيح تدعى عشاء .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) هذه الوليمة تشبه  ما أورده متى فى (مت 22: 2- 14) رغم إختلاف التفاصيل  (فى متى وليمة عرس) 
تفسير (لوقا 14: 17) 17 وارسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا لان كل شيء قد اعد.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
وبعد ذلك، من هو الذي أرسل ، والذي يقال عنه إنه عبد؟ ربما يكون المقصود هو المسيح نفسه. لأنه مع ان الله الكلمة هو بطبيعته إله ، والابن الحقيقي للرب الآب ، الذي ظهر منه ، إلا أنه أخلى ذاته ليأخذ شكل العبد . ولأنه أيضآ إله من إله فهو رب الكل ، ولكن يمكن استخدام لقب عبد بصواب عنه من جهة بشريته . ومع انه - كما قلت — قد أخذ شكل عبد إلآ انه رب بسبب كونه إلها.
ومتى ارسل؟ يقول:" وقت العشاء " لأن الكلمة الإبن الوحيد لم ينزل من السماء في بداية هذا العالم ليصير في الهيثة مثلنا ، بل بالحرى نزل عندما اراد الكلي القدرة نفسه ذلك ، اي في هذه الأزمنة الأخيرة كما سبق . ان قلنا ايضآ منذ قليل.
وما هي طبيعة الدعوة؟ : " تعالوا لأن كل شئ أعد " أن الله الآب قد أعد في المسيح لسكان الأرض تلك العطايا التي منحت للعالم بواسطته ، التي هي غفران الخطايا ، والتطهير من كل دنس، وشركة الروح القدس ، والتبنى المجيد له ، وملكوت السموات . وإلى هذه البركات دعا المسيح إسرائيل بواسطة وصايا الإنجيل قبل أن يدعو كل الآخرين ، لأنه يقول في موضع ما بصوت المرنم: " أنا أقمت منه ملكا - أى بواسطة ألاب - على صهيون جبل قدسه ، لأكرز بأمر الرب " (مز 2: 6) وايضا: "أنا لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " (مت ١٥ :٢٤).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) يبدوا أنها كانت عادة يهودية إجتماعية يعرفها الجميع  حيث ترسل الدعوات الرسمية إلى الوليمة  والتى كانت ترسل قبل الوليمة بفترة وكان الخدام يذهبون إلى المدعويين إذا تأخروا بسبب أعمالهم ليخبروهم أن كل شئ قد أعد (المائدة وضعت والطعام ساخن وجاهز) وذلك لكى يأـوا فى الحال .
تفسير (لوقا 14: 18) 18 فابتدا الجميع براي واحد يستعفون.قال له الاول اني اشتريت حقلا وانا مضطر ان اخرج وانظره.اسالك ان تعفيني.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
فهل كان تصميمهم إذن لصالحهم؟ هل نظروا بإعجاب إلى لطف ذلك الذي دعاهم ، وإلى وظيفة هذا الذي حمل الدعوة ليس هكذا ،

(1)  "الْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ يَسْتَعْفُونَ". كانت الأعذار لا تخرج عن إهتمامات الإنسان فى الحياة  بيت وعمل وإنشاء أسرة  كما يلي : أ) الأول  اشترى حقلا  ب) الثانى  اشترى أبقار ج) الثالث تزوج لتوه
رغم أن هذه الأمور التى إنشغل بها هؤلاء المدعوين ليست سيئة بحد ذاتها ، إلا أنه عندما توضع  أمام إسنان كإختيار شراء بقرة أو حقل أو زواج مع الوليمة السمائية ألبدية فأيهما يختار الإنسان وما هى أولويات ألإنسان فى حياته .. أنه نوع من الرفض الشخصى وهو معرفة أن الرب يريدنى لعمل أو خدمة ثم افضل أعمالى أو علاقاتى الإجتماعية علي طلبه منى كما يعتبر نوع من الإحترام للمضيف الذى دعاهم  الذى دعاهم بسخاء وكرم يعتبر ايضا عدم محبة لـ يهوه الإله الذى أعد لنا وليمة سمائية هو ملكوتا إلهيا ثم نفضل الإنشغال عنه فى حياة مليئة بالأعمال التى لا تنتهى يشغلنا بها الشيطان
تفسير (لوقا 14: 19) 19 وقال اخر اني اشتريت خمسة ازواج بقر وانا ماض لامتحنها.اسالك ان تعفيني.

 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
لأنه يقول: " فإبتدأ الجميع للتو برأى واحد يستعفون - كما لو كان بغرض واحد، وبلا إبطاء يعتذرون . قال الأول؛ إني اشتريت حقلأ وأنا مضطر أن أخرج وأنظره. أرجوك أن تعفيني ، وقال آخر: " ٠٠ إني اشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماض لأمتحنها ، ارجوك ان تعفيني ،
تفسير (لوقا 14: 20) 20 وقال اخر اني تزوجت بامراة فلذلك لا اقدر ان اجيء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
وقال آخر؛ إني تزوجت بإمرأة فلذلك لا أقدر أن أجئ " إنك تلاحظ انهم إذ استسلموا تماما وبحماقة لهذه الأمور الأرضية ، فإنهم لم يتمكنوا ان يروا الأمور الروحية ، لأنهم إذ قد انغلبوا من محبة الجسد فقد صاروا بعيدين عن القداسة وأصبحوا شهوانيهن وجشعين للثروة. إنهم يطلبون تلك الأمور السفلى ولا يسرون بالمرة ذلك الرجاء والمواعيد المذخرة عن الرب . كان الأفضل جدا ان يربحوا افراح الفردوس بدلأ من الحقول الأرضية وبدلآ من الفرحة المؤقتة — وهذا هو المقصود بأزواج البقر - ان يجمعوا اثمار البر ، لأنه مكتوب٠٠ : " ازرعوا لأنفسكم بالبر ، واحصعحوا كغلة الكرم ثمر الحياة " (هو 10: 12 س) اما كان يجب عليهم - بدلأ من الانسال الجسدي للأطفال - ان يختاروا بالأحرى الإثمار الروحاني؟ لأن الأول تعرض للموت والفساد اما الآخر فهو ابدي وذا غنى دائم للقديسين ٠
تفسير (لوقا 14: 21) 21 فاتى ذلك العبد واخبر سيده بذلك.حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده اخرج عاجلا الى شوارع المدينة وازقتها وادخل الى هنا المساكين والجدع والعرج والعمي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
ويقول المثل ان رب البيت لما سمع رفضهم ، فإنه غضب وامر ان يجمعوا من الشوارع والأزقة ، المساكين والجدع والعمي والعرج . فمن هم الذين يمكن ان نفهم عنهم - كما قلت لكم - أنه من اجل الأراضي والفلاحة والإنجاب.الجسدي للاولاد -رفضوا أن يأتوا؟ إنهم بالضرورة هم هؤلاء الذين وقفوا في صدارة المجمع اليهودي، الذين هم ذوو ثروات طائلة ، عبيد الشهوات ، الذين عقولهم منصبة على الربح ، الذي يركزون عليه كل اجتهادهم . لأنه في كل الكتاب الموحى به نراهم مستوجبين اللوم بسبب هذا الأمر نفسه.
فأولئك إذا الذين هم اعلى مقاما من جماعة الشعب العام لم يخضعوا انفسهم للمسيح عنبما قال لهم : " إحملوا نيرى عليكم " (مت ١١ :٢٩). بل رفضوا الدعوة ولم يقبلوا الايمان وظلوا بعيدا عن الوليمة ، وازدروا بالعشاء العظيم بسبب عصيانهم المتقسى . اما عن كون الكتبة والفريسيين لم يؤمنوا بالمسيح ، فهذا .ظاهر بما يقوله لهم ؛ .اخذتم ٠ مفتاح المعرفة ، فلم تدخلوا والداخلون منعتوهم (لو١١ :٢ه)ا
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  هذه الولائم ألإجتماعية لا يقدر على إقامتها إلا الأغنياء ذو السلطة والجاه وكانت باهظة التكاليف ومكلفة جدا .. وكانت يجرى إعدادها قبلها بأيام بالتفكير فى عدد المدعويين وأصناف الأكلات التى ستوضع على المائدة  وغيرها
(2)  الفكرة الأولى عند صاحب الوليمة  التى أعدت ولم يأتى المدعوين كانت أن يدعوا المحتاجين فى المجتمع (لو 14: 21)   وهذه اللآئحة الأولى من المدعويين الجدد فيها مضمون مسيانى من العهد القديم .. ولكن لم يكونوا كافيين لملئ الأماكن التى أعدت سابقا فبدأ يدعوا فئة أخرى وهم المسافرين والغرباء الذين كانوا يمرون عابرين (لو 14: 22)   هذه الفئة الثانية ربما كانت إشارة إلى "اليونانيين"
تفسير (لوقا 14: 22) 22 فقال العبد يا سيد قد صار كما امرت ويوجد ايضا مكان.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
ذلك. فبدلآ منهم دعا الذين كانوا في الشوارع والأزقة التين ينتسبون إلى عامة الشعب اليهودي الذين كان عقلهم مريضا غير ثابت ، مظلما ومتوقفا لأن مثل هؤلاء يمكن ان نعتبرهم عميان وعرج ولكنهم صاروا أقوياء وأصحاء في المسيح وتعلموا أن يمشوا باستقامة وقبلوا النور الإلهى في عقولهم. اما عن أن جمعا كبيرا من اليهود لا يمكن إحصاءه بسهولة قد آمن ، فهذا يمكن أن نعرفه من سفر أعمال الرسل.
تفسير (لوقا 14: 23) 23 فقال السيد للعبد اخرج الى الطرق والسياجات والزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
والمثل يقول إنه بعد ان دعا هؤلاء الذين في الشوارع ، فإن الذي كانت وظيفته ان يدعو إلى العشاء قال لصاحب البيت : " يوجد أيضا مكان " فقال السيد لخادمه: ٠٠ اخرج. إلى الطرق والسياجات والزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي لأني اقول لكم إنه ليس واحد من اولئك الرجال المدعوس يذوق عشائي "
أرجوكم أن تلاحظوا هنا دعوة الأمم بالايمان بعد أن دخل الإسرائيليون. كان الأمم في الزمان القديم لهم ذهن غير مثقف ، وسذجا في الفهم ، اي أنهم كانوا خارج المدينة، كما لو كانوا يعيشون في إباحية ، ويشابهون البهائم أكثر من البشر، ويستخدمون العقل قليلا ، وبسبب هذا الاعتبار فإن الداعي إلى العشاء ارسل إلى الطرق خارج المدينة وإلى السياجات في الحقول . بل والأكثر من هذا ، فإنه أمر من هذا الذي ارسله ، لا أن يدعوهم ويحضهم فقط بل وأيضا يلزمهم. ان الايمان بالنسبة لجميع الناس هو فعل إرادي ، وببلوغ البشر بحريتهم الخاصة إليه يكونون مقبولين لدى الرب وينالون عطاياه بوفرة. ولكن كيف (في هذا المثل) أن الناس يلزمون بالدخول. هذا ذكر هنا ايضا عن قصد ، وكان هذا ضروريا بل وضروريا على نحو جازم بالنسبة للأمم الذين كانوا مقيدين بطغيان لا يحتمل ، والذين كانوا واقعين تحت نير الشيطان ، والذين كانوا ممسوكين بشباك خطاياهم التي لا تنحل ، والذين كانوا جاهلين تماما بهذا الذي هو بالطبيعة والحق ، الرب ، فكان يلزم أن تكون دعوتهم بإلحاح كما لو كانت باستخدام القوة، حتى يكونوا قادرين أن يتطلعوا نحو الرب ، ويتذوقوا التعاليم المقدسة، وأن يتركوا ضلالهم السابق ، وأن يخرجوا من يد الشيطان . لأن المسيح قال أيضا:" لا يقدر أحد أن يقبل إلى إن لم يجتذبه الآب الذى أرسلنى " (يو٦ : ٤ ٤) ٠ ان الجنب هنا يعنى ضمنا أن الدعوة هي فعل بالقوة ، وهذا لا يصنعه إلا الرب . ونجد أيضا المغبوط داود يخاطب الرب بعباراته مشابهة بخصوصهم (الأمم): " بلجام وزمام تجمح (تقيد) فك هؤلاء الذين لا يقتربون إليك " (مز٣١ :٩ س)٠ ها انت ترى كيف أن رب الكل بلجام يحول إلى نفسه هؤلاء الذين انحرفوا عنه ، لأنه صالح ومحب لجنس البشر ويريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) ربما تكون هذه الاية جواباً عن السؤال على كم عدد الذين سيخلصون (الوارده فى (لو 13: 23)  وينبغى أن نعرف مسبقا أيضا ان يسوع قال فى بيت أبى منازل كثيرة  وأن  الذين سيدخلون هم المختارين  من الذين إختارهم ودعاهم وهم أيضا قبلوا الدعوة  (هؤلاء المختارين لن يكونوا من شعب واحد أو أمه واحده إنهم من كل أمة وكل لسان كما حدث فى يوم الخمسين
(2)  " لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ أُولئِكَ الرِّجَالِ الْمَدْعُوِّينَ يَذُوقُ عَشَائِي". ھذه خلاصة الكلام عند "  ما هو عشاء يسوع غير التناول من الخبز والخمر ومن هم المدعوين الذين لن يذوقوا عشاؤه إلا شعب إسرائيل (راجع ألآية لو 14: 15) (رو 9: 11) اليونانيون كانوا مشتملين أما إسرائيل فقد أخفق فى قبول الدعوة والتكليف الإراسالى الوارد فى (تخر 19: 5- 9) (أف 2: 11- 13) وألان أغلق المضيف الإلهى الباب .. من يقرأ تاريخ شعب إسرائيل يجده أنه كثيرا ما تمرد على الرب (أنظر أع 7) أقلية تقية فقط كانت فعلا بارة أمام يهوه  
كان يهوه يريد شعباً باراً مكرساً ليشھد يأتى منه يسوع مخلص العالم وهذا الشعب يشهد لشخصة ويرسله إلى عالم ساقط فاسد (حز 36: 22) والبر كان فى الحقيقة هو نتيجة لعلاقة قوية مع يهوه لقد وضع لهم شريعة لتساعدهم ليكونوا أبرارا ولكنهم نسوا علاقتهم به وتمسكوا بالشريعة فاصبح برهم برا شخصيا وأصبح تطبيقهم للشريعة بلا معنى لأنهم طبقونها بدون الأساس الذى هو يهوه
تفسير (لوقا 14: 24) 24 لاني اقول لكم انه ليس واحد من اولئك الرجال المدعوين يذوق عشائي
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  104
لذلك فقد ظل رؤساء الشعب الإسرائيلي بعيدين عن العشاء لأنهم كانوا عنيدين ومتكبرين وعصاة ومحتقرين للدعوة الفائقة جدا، لأنهم انحرفوا نحو الأشياء الأرضية ، وثبتوا عقولهم نحو انشغالات هذا العالم الباطلة. أما عامة الجمع فقد دعوا (إلى الوليمة) وبعدهم مباشرة وبدون إبطاء الوثنيون. لأن ربنا يسوع المسيح بعد أن قام من الأموات صرخ نحو رسله القديسين قائلا : " دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الاب والإبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا  جميع ما أوصيتكم به ، وها أنا معكم كل اليام وإلى إنقضاء الدهر " (مت ١٨:٢٨، ١٩).

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 14

5. حمل الصليب (لوقا : 25-35)
تفسير (لوقا 14: 25) 25 وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وحدث أن كانت جموع عظيمة تسير مع معلمنا ، وكان اغلبهم يريد أن يكونوا له تلاميذا ، إذ سحرهم بتعاليمه، وبهرهم بمعجزاته. كما أن بعضهم خدعه الفهم الخاطئ الذى كان يسود اليهود لرسالة المسيح الذى ينتظرونه ، إذ توهموا أنه سيقيم مملكة أرضية ، ومن ثم راودت ذلك البعض الآمال الكاذبة بأنهم إن تتلمذوا له فستكون لهم المناصب العليا فى تلك المملكة .
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  105
الذين يقودون جيوشا استعدادا للحرب وقد اكتسبوا لأنفسهم مجدا عسكريا ، عندما يكون وقت المعركة قد حان ، يعلمون الكتائب التي تحت قيادتهم كيف يربحون انتصارا باهرا إذ يصطفون هم أنفسهم بشجاعة في مواجهة فيالق العدو ؛ ومخلص الكل إذ يتمثل بمهارة أولئك المذكورين هنا ، ببين بكل وضوح لكل من يتبعونه طريق الشجاعة الروحية : إنه بالتقدم بقوة لا يحدها عائق إلى كل ما فيه نصرة التقوى وبواسطة اجتهاد شديد لا يقاوم ، يمكنهم بعدل ان يحصلوا على الحق في ان يكونوا معه وأن يتبعوه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "كَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ". نحويا : زمن ماضي متصل.كانت الجموع الكبيرة تذهب وراء يسوع لأسباب مختلفه وأراد لوقا أن يسجل شغف الجموع بيسوع ولم يذهب أحد من هذه الجموع وراء يسوع ورجع خائبا إلا الذين رفضوه من قادة اليهود الدينيين كالفريسيين والناموسيين والكتبة وغيرهم رأجع (لو 9: 51) إذ يبدأ يسوع رجلته التكريزية وخدمته التبشيرية إلىأورشليم ليموت
تفسير (لوقا 14: 26) 26 ان كان احد ياتي الي ولا يبغض اباه وامه وامراته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولذلك اراد مخلصنا أن يوضح لهم الشروط التى ينبغى أن تتوافر فى تلاميذه ، ويصحح فهمهم لرسالته ، وللآثار التى تترتب على تلمذتهم له ، إذ إلتف وقال لهم:" من يأتى إلى ولا يبغض أباه وآمه وزوجته وأبناءه وإخوته وأخواته ، ونفسه أيضا ، لا يستطيع أن يكون لى تلميذا ،
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  105
وقال : " ان كان احد ياتي الي ولا يبغض اباه وامه وامراته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا." (لوقا 14: 26) ربما يقول احد : " فماذا يارب ، هل انت تحتقر العاطغة الطبيعية؟ هل تامرنا أن نبغض بعضنا بعضا وان نتجاهل الحب الذي يحق للآباء من أبنائهم ، وللزوجات من ازواجهن وللاخوة من إخوتهم؟ هل سنجعل من هم اعضاء في نفس العائلة أعداء لنا، وللذين من واجبنا بالأولى ان نحبهم يلزمنا ان نعتبرهم كاعداء وذلك لكي نكون معك ولكي ما يمكننا ان نتبعك؟
ليس هذا هو ما يقصده المخلص ، حاشا ان يكون له مثل هذا الفكر الباطل ، فإن الذي يأمر بان نحب حتى الأعداء وبأن نغفر لكل من يسيء إلينا إذ يقول: " أحبوا أعدائكم ... وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم (مت 5: 44) ، كيف يمكن أن يريدنا أن نبغض من هم مولودون من نفس الأسرة ، وان نففل الإكرام الواجب بالوالدين ، وان نزدري بإخوتنا ، بل نبغض اولادنا ايضا وكذلك أنفسنا؟ لأن الذي قد نطق بالدينونة حتى على أولئك النين يهملون قانون المحبة المتبابلة ، لا يمكن ان يريد ان يكون لأحبائه ذهن متوحش او فكر مقهور ، لكن ما يريد ان يعلمه بهذه الوصايا هو واضح لأولئك النين يمكنهم ان يفهموا ما قيل في موضع آخر عن نفس الموضوع : " من احب أبا أو اما  اكثر منى فلا يستحقنى ، و٠من أحب غبن أو إبنة اكثر منى فلا يستحقنى " (مت ٠ ١ :٣٧). إذا بإضافة عبارة " أكثر مني" يتضح انه يسمح لنا ان نحب لكن الآ نحبهم اكثز منه ، لأنه يطلب لنفسه عاطفتنا الرئيسية . وذلك عادل جدا ، لأن محبة الرب فيمن هم كاملون في الذهن ، فيها شيء ما اعلى واسمى من الإكرام الواجب للوالدين واسى من العاطغة الطبيعية التي نشعر بها تجاه الأولاد.
لكن يلزمنا ان نوضح ما هي المناسبة التي جعلت الرب يوجه كلماته نحو هذا الموضوع. إن النص الذي قراناه من الانجيل في اجتماعنا السابق كان عن وصف عشاء عظيم ، دعي إليه كثيرون من قبل من صنع الوليمة ، ولكن كان المدعوون غير مبالين بالدعوة ، إذ ابتدا الجميع براي واحد يستعفون. قال له واحد إنه اشترى حقلا وإنه مضطر ان يخرج وينظره ، وقال آخر إنه اشترى خمسة ازواج بقر ، وقال ثالث إنه تزوج بامراة ، وبواسطة هذه الأعذار الواهية اغاظوا من دعاهم لذلك فقد أعطي لنا ان نفهم بمنتهى الوضوح انه عندما يدعونا الرب إليهه ليجعلنا شركاء في جوده وإحسانه ، فإنه يلزمنا أن نزدري بشهوات الجسد التي تخدم الجسد . وأن لا نعطي أي اعتبار لأمور هذا العالم بل يتحتم ان تبذل قصارى جهدنا للتقدم نحو تلك الأشياء التي لن نتخل عنها أبدا والتي تملأنا بكل غبطة ، إذ أن الرب يمنحنا عطاياه بيد سخية مثل من يرحب بنا في وليمة ثمينة ويعطينا الحق أن نبتهج مع باقي القديسين برجاء البركات الآتية . لأن الأرضيات ليس لها سوى قيمة قليلة ولا تدوم إلا لبرهة قصهرة وهي تختص بالجسد وحده ، الذي هو فريسة للفساد ، ولكن الأمور الإلهية والروحية هي دائما وباستمرار تصاحب اولئك الذين حسبوا أهلا لنوالها وتصل إلى دهور لا نهاية لها. لذلك فأي قيمة يعلقها العاقلون على المزارع الأرضية أو على حب اللذة الجسدية، أو على الاحترام الواجب لأقرباء بالجسد ، إن كان ينبغي ان نترك لأجل محبة المسيح ، مزدرين بكل هذه الأشياء التي ذكرت؟ لأن هناك أمثلة كثيرة كانت لأناس راغبين في حياة بلا لوم ، الذين حتى بعد أن لمسوا - إن جاز القول — تراب حلبة المصارعة ، واختبروا المصارعة فيها ، وكادوا أن يصلوا إلى حق نوال إكليل الدعوة السماوية ، نجدهم قد ارتدوا إلى الخلف إما لارتباطهم بالأقرباء او بسبب كونهم أضعف من أن يحتملوا معركة المثابرة ، او لكونهم تعرقلوا في فخاخ الشهوانية ، وفضلوا بحماقة اللذة الحاضرة طى البركات الموضوعة أمامهم بالرجاء . وايضا فإن خوف الموت قد أرعب كثيرين ، وحينما جاء وقت الاضطهادات — حتى بواسطة الامتحان ينالون إكليل عدم الفساد — نجدهم وقد أنكروا الإيمان وتحاشوا واجب التألم بصبر ، وأظهروا أنفسهم ضعفاء وجبناء ، فسقطوا من ثباتهم ، لذلك فلكي يخلق الرب فينا ذهنا لا يتزعزع ، ويجعلنا غير مكترثبن بكل الأمور العالمية ، لأجل محبتنا له ، فإنه يأمرنا أن نبغض حتى اقربائنا حسب الجسد، بل ونبغض انفسنا حين يدعونا الوقت لهذا كما سبق أن قلت حالأ.
ثم يورد الرب بعد ذلك مثالين، .ليشجع أحباءه ليبلغوا إلى ثبات لا يقهر، وليؤسس أولئك الذين يريدون ان يصلوا إلى الكرامات بالصبر والاحتمال ، ويجعل فيهم غيرة لا تتزعزع ، لأنه يقول: " ٠٠ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله النفقة هل عنده ما يلزم لكماله ، لئلا يضع الأساس ولا يعثر أن يكمل فيبتدئ جميع (لو ٤ ١؛٢٨ و٢٩). لأن الذين اختاروا أن يحيوا حياة مجيدة وبلا لوم يجب أن يختزنوا مقدما في ذهنهم غيرة كافية لتحقيق ذلك ، وأن يتذكروا الذي يقول: ٠" يا ابنى إذا تقدمت لخدمة الرب أعدد نفسك للتجربة وأجعل قلبك مستقيما وإحتمل " (يشوع بن سيراخ ٢؛ ١ و٢). أما أولئك الذين ليست لهم مثل هذه للغيرة فكيف يمكنهم أن يصلوا إلى الهدف للموضوع أمامهم؟
بقول الرب: " واي ملك ان ذهب لمقاتلة ملك اخر في حرب لا يجلس اولا ويتشاور  هل يستطيع ان يلاقي بعشرة الاف الذي ياتي عليه بعشرين الفا. " ماذا يعني هذا الكلام؟ " إن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع رؤساء مع السلاطين  مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السموات" (أف ١٢:٦)ا ونحن ويضا لنا أعداء كثيرون : الذهن الجسدانى ، الناموس الذي يحارب في أعضائنا ، الأهواء المتعددة الأنواع: شهوة اللذة ، شهوة الجسد ، شهوة الغنى ، وغيرها من الشهوات ، وينبغي أن نصارع مع هذه الشهوات ، فهذه هي كتيبة أعدائنا المتوحشين. كيف إذن سننتصر؟ بإيماننا كما يقول الكتاب : إننا " بالله سوف نصنع ببأس وهو سيبيد أعداءنا " (مز 59: 12 س) وبهذه الثقة يقول ولحد من الأنبياء القديسين : " هوذا السيد الرب يعيننى فمن هو الذى يجعلنى أخزى " (إش 50: 9 س) . ودلود يرنم أيضا قائلا؛ " الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب عاضد حياتي ممن أرتعب" ١مز 26: 8 س) لأنه هو قوتنا وبه سوف ننال النصرة ، لأنه قد أعطانا أن ندوس على الحيات والعقارب وعلى كل قوة العدو٠ ولذلك يقول: "الملح جيد.ولكن اذا فسد الملح فبماذا يصلح.؟" ٠٠ ثم يقول " أنه يطرح خارجا." وقال أيضا " ليكن فى أنفسكم ملح" (مر 9: 50) أي أن يكون لكم الكلام الإلهي هذي يجلب الخلاص ، لكن لو ازدرينا بالكلام الإلهي فإننا سوف نصير بلا طعم وأغبياء وعديمي الفائدة تماما . ومثل هذه الأشياء ينبغي لجماعة القديسين أن يطرحوها خارجا ، بعطية الرحمة والمحبة التي لهم من.. المسيح مخلصنا كلنا، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح وللسلطان ، مع الروح القدس الى دهر الدهور. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "إِنْ". نحويا : جملة شرطية من الفئة الأولى يفترض أن تكون صحيحة من منظار الكاتب أو لأغراضه الأدبية.
(2)  "أَحَدٌ". كلمات رائعة لدعوة البشر فى الكتاب المقدس ل "أحد"، و"كل من"، 􀍿 و"كثيرين"، و"من"! ولكن هناك مطالب ومتطلبات أليس كذلك يارب كل من قبل الدعوة وهو فى الطريق يجب أن يكون لا بسا ثياب العرص هذه الثياب (ثياب بيض) لونها أبيض رمز البر والطهارة والحب  لأنه بمجرد قبولنا لدعوته إذا كانت خطايانا كالقرمز تبيض كالثلج
(3)  " يَأْتِي إِلَيَّ". كل من أراد الخلاص فليأت إلى يسوع هذا هو المطلب الشخصى الذى يطلبه يسوع لدعوته هو أن يكون الإنسان متجاوبا يطلب الخلاص (ويشبه ما أورده لوقا هنا إنجيل يوحنا) يسوع هو المفتاح إلى المغفرة وهو الوسيط الوحيد فى العلاقة الشخصية مع يهوه  :لأنه ليس بغيره الخلاص لأنه به خلقنا يهوه (تك 1: 26- 27) لنعرف يهوه ونعيش فى شركة معه (تك 3: 8) الحياة بدون يهوه فارغة وليس لها أى معنى (مر 38: 36)
وهناك فجوة وضعها الرب  في كل كائن بشري، وسوف لن نكون سعداء إلى أن نجد سلاماً بالصلح الذى أتمه يسوع معه
(4) "لاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ".  هذا الجزء من ألاية عبارة اصطلاحية عبرية ھهدفها المقارنة (تك 29 : 31 ، 33) (تث 21: 15) (مل 1: 2- 3) (رو 9: 13) (يو 12: 25) من الواضح أن هذه ألاية لا تؤخذ بمعناها الحرفى  بسبب تعليم يسوع ووصيته  وقوله بأن عليك أن تُكرم أباك وأمك في (متى 15: 4) والتى هى وصية من الوصايا العشر هذا القسم يتكلم عن إماتة الذات (غل 22 ) والأولويات الأرضية الدنيوية. في الشرق التعهد والالتزام نحو العائلة يلغي أي التزام آخر،  والتي تعكس الوصايا العشر. ولكن يسوع يجب أن يصبح الأولوية الأولى للمؤمنين  حينما يوضع إختيار بين ترك ألإنسان غيمانه بيسوع أم العائلة كان هذا ألأمر شائعا فى إعتناق المسيحية فى العصور الأولى وما زال شائعا اليوم عندما يعتنق مسلم المسيحية فإنه يخيرونه بين العائلة والمجتمع أو يصير مسيحيا أو حتى يخيرونه بين الموت أو أن يصير مسيحيا ففى هذه الحالة يجب أن يبغض نفسه ويفضل يسوع عن إنكاره  يسوع هو الأولوية فى ألإختيار  (لو 12: 49، 53 ) (مت 10: 34- 39)
(5) "حَتَّى نَفْسَهُ". ووضع يسوع نموذج الخدمة ( لو 9: 23 & 17: 33) (1يو 3: 16)
(6) "لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا". التلمذة ليسوع هى عبارة عن تكريس حياة الإنسان لخدمة يسوع ونشر رسالته وتعاليمه ووصاياه وتطبيقها عمليا وملخصها فى ألايتين (لو 14: 27 ، 33) أنه لأمر صعب حينما نضع حياتنا وبيوتنا وأعمالنا وعائلاتنا فى كفة ميزان ونضع فى الكفة الثانية يسوع  والمهم أى جهة سيكون قلبك فيها   غذا إخترت ألولى فلن يكون لك سلام أما الثانية فسوف تفوز بالحياة والنعمة والبركة مع يسوع وسيعطيك كل ما تتمناه وفى النهاية الوليمة السمائية المسيانية (لو 14: 15- 24) هذا إذا فزت بالدعوة بالتضحية الكاملة للذات (لو 14: 25- 33)  أين هو قلبك .. هل هو عند الرب ؟ من هو الأول والآخر عندك هل تبدلت حياتك؟(لو 14: 24)
تفسير (لوقا 14: 27) 27 ومن لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن لايحمل صليبه ويتبعنى لا يستطيع أن يكون لى تلميذا ، أى أنه على الذى يريد أن يتبع مخلصنا ويصبح تلميذا له ، أن يجعل محبته له مقدمة على محبته لأبيه وأمه وغيرهم من أقرب الناس إليه ، بحيث إن ازدادت محبته لهؤلاء عن محبته لمخلصنا حتى شغلته عنه، لا يستطيع أن يصبح له تلميذا - إذا تعارضت محبته لهم عن محبته لمخلصنا حتى حالت بينه وبين معلمه لا يستطيع ان يصبح له تلميذا. واذا منعته محبته لهؤلاء عن الاعتراف بمحبته لمخلصنا لايستطيع أن يصبح له تلميذا. وليس معنى ذلك بطبيعة الحال أن يبغض أباه وأمه وأقرب الناس إليه ، لأن من التعاليم الأساسية لمخلصنا أن يحب الإنسان حتى أعداءه . فكم بالأخص أحباءه وأقرباءه ولكن معناه أنه مهما كانت محبة الإنسان لهؤلاء شديدة وقوية وعميقة ، فلتكن محبته لمخلصنا أشد وأقوى وإعمق لأن صلته بهولاء على أى حال صلة جسدية موقوتة بحياته على الأرض. وأما صلته بمخلصنا فهى صلة روحية خالدة فى السماء . بل إن على الذى يريد ان يتبع مخلصنا ويصبح تلميذا له أن يبغض حتى نفسه، مع أن من طبيعة الإنسان ان يحب نفسه اكثر من كل شئ  من إهتمامات وينذروا أنفسهم لخدمة مخلصنا نذرا كاملا، فلا يملكون إلا محبته ، ولا يهتمون -إلا بأن يدخلوا ملكوته السماوى.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ". يفسرها البعض بأن أى معاناه يعانيها المسيحى لأنه مسيحى الإضطهاد الدينى من المسلمين بسبب تمسك الإنسان بيسوع والذى يصل أحيانا إلى الموت ويفسرها البعض الآخر إلى الموت بحد ذاته فقط 0لو 9: 23- 26) (مت 10: 34 - 36& 16: 24) (غل 2: 20)  لقد كانت عادة  في القرن الأول أن المسجونين المدانين الذين كانوا سيُصلبون كان يُفرض عليھم أن يحملوا الخشبة الأفقية للصليب إلى مكان الصلب.
تفسير (لوقا 14: 28) 28 ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إذ قال لهم مخلصنا ,فمن منكم . إذا اراد ان يبنى برجا ، ألا يحلس أولإ ويحسب النفقة ، وهل بملك ما يكفى لإتمامه، لئلا يضع الأساس ثم لا يقدر ان يكمل،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) إنه على الإنسان أن يحسب حساب التكلفة أو ما عبر عنه يسوع بحساب النفقة  -  أراد يسوع أن يعطى فكرة لتلاميذة عن معنى التلمذة الحقيقية . فمن أراد أن يكون ليسوع تلميذا لا بد له أن يترك كل شئ ويتبعه كل شئ أى إذا أحب شيئا أكثر من يسوع أنهم يتبعونه لكي يجلس واحد عن يمينه وآخر عن يساره في مجده. وهم يتبعونه لكي يجلسوا معه علي كراسي ويدينون أسباط إسرائيل. أنهم لم يفكروا مطلقاً في عمل ما يريده  كهذا الذي يشير إليه! لكى يصيروا له تلاميذ وإذ تبدو عليهم علامات التردد يكمل كلامه معهم طالباً منهم أن يقرروا أمرهم باتزان وبهدوء لا بعجلة وبعدم درس. ويذكر لهم مثل الرجل الذي قصد أن يبني برجاً وكيف انه جلس أولاً  وحسب حساب التكاليف ورتب أمرها ومن ثم شرع في البناء. هذا رجل عاقل. أما الجاهل فيبدأ في البناء قبل أن يحسب حساب النفقة. ولكنه بعد قليل يكتشف أن ما معه من المال نفذ فيتوقفّ عن البناء. ويمرّ الناس علي "برجه الناقص" ويتحدثون عن "أبراج ناقصة" أى تفكيره الناقص . ويبتدئ جميع الناظرين يسخرون  به قائلين هذا الإنسان ابتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل !!
ووذكر لهم مثلاً آخر يؤكد فيه لزوم حساب النفقة. ملك يحارب ملك آخر. يجلس أولاً ويتشاور هل يملك الجند والسلاح الذي يمكنه من محاربة عدوه فإذا لم يكن ذلك ميسوراً فانه يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح! ومعنى كلام السيد  أنه إذا كان الناس يحسبون حساب النفقة في أمورهم الهامة فيتقدمون أو يتأخرون تبعاً لاستعدادهم أو عدم استعدادهم، فأولي بهم في أمر خطير، أخطر من كل ما في حياتهم وهو إتباعهم للمسيح، أولى بهم أن يجلسوا أولاً ويحسبوا النفقة، هل يقدرون أن يتركوا الأب والأم والأخ ويحملوا الصليب هل يقدرون أن يفعلوا ذلك؟؟
وهو يقولها لهم كلمة صريحة واضحة : " فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً"!! إن عبارة أترك مالك (مت 13: 44: 46) لا تعنى المال فقط ولكنها تعنى كل ما تحبه فى العالم لأن كل ما فى العالم يزول ويمضى وشهوته أيضا  فى عالم اليوم ينشغل الناس بالعالم نحن نملك كنائس ضخمة فاخره والمنظمات المتقنة والرامج ولكن ليس لهم قوة روحية ولآ حياة متغيرة  ولا مواقف تتميز بروح البذل والتضحية هذا نوع من الثقافة المسيحية السطحية نريد أن نملك العالم ويسوع معا الأنسان الذى يسير مع يسوع يجب أن أ)  أن يعرف الكتب المقدسة  ب)  أن يعرف أنه يخالفها ج)  أن يفهم الإنجيل د)  أن يكون قادراً على أن يدفع "تكلفة التلمذة" .. إن كانت "القرارات" تُتخذ في وقت باكر جداً ينشأ عنھا مسيحيون مُشوّشون أو مسيحيون غير ناضجين دائماً.
 
تفسير (لوقا 14: 29) 29 لئلا يضع الاساس ولا يقدر ان يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزاون به.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فيأخذ كل الذين أبصروا ذلك يسخرون منه فائلين: إن هذا الرجل قد شرع يبى ولم يقدر أن يكمل ٠
تفسير (لوقا 14: 30) 30 قائلين هذا الانسان ابتدا يبني ولم يقدر ان يكمل.
تفسير (لوقا 14: 31) 31 واي ملك ان ذهب لمقاتلة ملك اخر في حرب لا يجلس اولا ويتشاور هل يستطيع ان يلاقي بعشرة الاف الذي ياتي عليه بعشرين الفا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أو أى ملك ذهب ليحارب ملكا آخر، ألا يجلس أولا ويشاور نفسه فيما إذا كان يستطيع بعشرة آلاف أن يلاقى ذبك الذى ياتى إليه بعشرن ألفا؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَتَشَاوَرُ". هذه العبارة  لا تعني تقدير مواردنا الخاصة ، بل خيارنا المدروس الذى يوزن فيه  تكلفة أن نقوم ونتبعه مثل اللاوى الذى كان فى مكان الجباية
تفسير (لوقا 14: 32) 32 والا فما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسال ما هو للصلح.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإلا فإنه ما دام هذا بعيدا يرسل سفراء عنه ويسعى فى طلب الصلح؟ هكذا فإن أيآ منكم لا ينبذ كل ما يملك لا يمكنه أن يكون لى تلميذا ، لأنه كما أن الذى يعتزم أن يقيم بناء ينبغى أن يجلس أولآ ويحسب ما سيكلفه هذا البناء من نفقة ، وإلا بدأ فى البناء ثم يعجز عن إتمام ما بدأ فلم ينل إلا سخرية الناس. هكذا الذى يريد أن يتبع مخلصنا فليفكر جيدا فيما يقتضيه ذلك منه، وإلا بدأ فى حياة الإيمان ثم عجز عن المضى فيما بدأ فيجلب على نفسه السخرية ايضا. وكما أن الملك الذى يعتزم شن الحرب على ملك آخر يجلس كذلك ليفكر ،
تفسير (لوقا 14: 33) 33 فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع امواله لا يقدر ان يكون لي تلميذا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
واذ يجد أنه لا يستطيع مواجهة خصمه بعدد من الجنود أقل من عدد جنوده ، يسعى إلى الصلح معه، وإلا أتاح أن يهزمه هكذا الذى يريد أن يتبع مخلصنا فليفكر جيدا فيما إذا كان يملك من قوة الارادة وصدق العزيمة وعمق الايمان ما يوهله لذلك وإلا لم ينل إلا الهزيمة هو أيضا وهكذا فليعلم كل العلم أولئك الذين يتطلعون لأن يتبعوا مخلصنا ويطمعون فى ان يكونوا تلاميذه إن ذلك يتطلب منهم أن ينبنذوا كل ما يملكون فى هذا العالم من ممتلكات ، ويتخلوا عن كل ما بنعلق به عيونهم، فأصبحوا زاهدين فى الدنيا وكل ما فيها من متاع كاذب ، متلهفين إلى حياة النعمة والبركة الحقيقية فى السماء . بيد أن هؤلاء كانوا قليلين ، فى حين ان رب المجد قد اعد وليمته لكثيرين ، وقد كان من دواعى مسرته ان يمتلئ بهم ملكوته ، فطلب رسوله ان يذهب إلى غير اليهود من الوثنيين يجتهد ان يقنعهم بالإيمان به والمجىء إلى وليمته السمائية. وأما اليهود الذين استهانوا فى استخفاف بدعوته ، وأهانوا فى سفاهة جلال ربوبيته ، ورفضوا فى غلظة وفظاظة المجئ إلى وليمته ، فقد قضى بحرمانهم من أن يذوقوا ماكان قد اعده لهم من طعام سمائى ومن أن يدخلوا ملكوته إلى الأبد..
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) قبل أن ينصرف فكرنا إلى إعتبار ما قاله يسوع هو غلو أو تطرف، لنقرأ من جديد ما قاله الإنجيل (لو 9: 23- 26، 61- 62 & 12: 33 & 15: 22) الإيمان بيسوع فى البداية يتطلب أن يكون هو أولا ما من شيء، ما من شي يجب أن يكون فوق المسيح (العائلة، المجتمع، الرزق، أو حياة المرء الذاتية). إن تقدم عليه أي شيء، فألقوا به بعيداً. وكل ما تبقى، استخدموه لأجل المسيح ، يبقى شيئا واحد إن ايوب البار تمسك بيهوه وفقد كل شئ ولكن أعاد له الرب أضعاف ما فقده إبراهيم أراد يهوه أن يكون هو أولا وقال له خذ إبنك حبيبك وأصعده محرقة  يسوع هو من أحبنا  إلى المنتهى وضحى من أجل خلاصنا فبماذا نكافئ محبته ولنتذكر تلك الجملة التى قالها عن كل الأشياء التى حولنا أطلبوا ملكوت الله وبرة وهذه كلها تزاد لكم .. ولنتذكر أيضا أن يهوه يشرق شمسيه على الأبرار والأشرار إن نور يسوع فينا سوف يعطينا بركة ونعمة  حتى عند أعدالئنا
تفسير (لوقا 14: 34) 34 الملح جيد.ولكن اذا فسد الملح فبماذا يصلح.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
واما ذلك الإنسان الذى يتبع مخلصنا على هذه الشروط ، ويصبح صالحا ومفيدا للناس ، كما أن الملح الصالح مفيد للتربة ، فينبغى أن يستمرفى طريقه التى اختارها بمحض إرادته، فلا يتضعضع أو يتزعزع أو يتراجع أو يرتد . لأنه كما أن الملح الذى فقد ملوحته ففسد لايمكن إعادة ملوحته إليه ، ومن ثم لا يعود ذا فائدة للتربة ولا صالحا للسماد ، فيطرحه الناس بعيدا كشئ يضر ولاينفع ، هكذا الانسان الذى فقد إيمانه بمخلصنا وارتد عنه ، ففسد بذلك ، لايمكن بعد ذلك إصلاحه، ومن ثم لا يعود ذا فائدة لنفسه ولا لغيره من الناس ، فيطرحه الله خارج ملكوته، بإعتباره إنسانا شريرا لاخيرفيه٠ وهذا ما عناه مخلصنا إذ قال بعد ذلك للذين كانوا يسيرون معه إن الملح جيد ، ولكن إذا فسد الملح فأى شئ يرده ملحا من جديد؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ". مصدر الملح فى الأراضى المقدسة هو البحر الميت .. والبخر الميت يحتوى على ملح الطعام (كلوريد الصوديم) مع أملاح معدنية كثيرة جدا فهو ليس ملح طعام نقى وقيمة الملح وفسادة تعتمد على نسبة ملح الطعام بالنسبة للأملاح المعدنية الأخرى  فإذا تعرض لرطوبة ضاع طعمه وظهر طعم الأملاح المعدنية فلا يعطى ملوحة فى الطعام ويصير بلا فائدة أو للإستخدامات الأخرى مثل أ)  الشفاء والتطھير ب) لأجل حفظ الطعام ج) لإعطاء نكھة للأكل  د) لحفظ رطوبة جسم الإنسان في الجو الجاف، فى بعض أماكن العالم القديم كان الملح  يُعتبر من المقتنيات الباهظة الثمن. لقد كان يُستخدم لدفع أجور الجنود. ويُدعى المسيحيون "ملح الأرض" بسبب قدرتھم على الحفظ والاختراق في عالم ضال شرير . المؤمنون ملح. ليس لنا خياراً. الخيار الوحيد هو نوع الملح الذي ننشدة جيد أم فاسد . يمكن للملح أن يصير مغشوشاً وعديم الفائدة. إن الناس الضالين الهالكين يراقبون أى نوع من الملح نحن
تفسير (لوقا 14: 35) 35 لا يصلح لارض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجا.من له اذنان للسمع فليسمع
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إنه لا يعود يصلح للتربة ولا للسماد ، فيطرحه الناس خارجآ. .تم ختم مخلصنا تعليمه بتلك العبارة النى كثيرأ ما كان يختم بها تعاليمه، إذقال من له أذنان للصمع فليسع، ، أى أن الله قد وهب الانسان أذنين ليسع بهما ويعنفبد نى حياته يهن. الموهبة الغالية، فليفعل نلك أولئك النين كانوا يسمعون حينناك تعاليم مخئمخا٠ وليستفيدوا بما سعوا، لا أن يفعلوا كما نال حزتيال افى عن اليهود وهويندد بهم إنهم ,لهم دان ليسمعوا ولا يسمعون، لأنهم بيت متمرد. (حزقيال 12: 2) ٠
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ ، فَلْيَسْمَعْ". تشير هذه الآية إلى حقيقة إشتياق الإنسان لمسع كلمة ايسوع وإستعدادا لتنفيذها مثل جندى وقبول إناره  الروح القدس ليعمل فينا عمل الإيمان من لا يسمع لا يعمل لأنه لا يعرف ماذا سيفعل (مت 13: 9 ، 43) (مر 4: 9 ، 23) (لو 8: 8) (رؤ 2: 7، 11، 17، 29 & 3: 6، 13 ، 22 & 13: 9)
؛8 : 23 ؛ لو 8 ،9 : 43 ؛ مر 4 ،9 : بصيرة المؤمنين لا يمكنھم أن يفھموا الحقائق الروحية (مت 13
9). وأيضاً تشتمل على ضرورة استعداد الفرد :13 ؛22 ،13 ،6 :3 ؛29 ،17 ،11 ،7 : رؤ 2
ليسمع ويتجاوب.
أسئلة للمناقشة

 

 

 




 

This site was last updated 08/18/20