Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الخامس عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل20 

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الخامس عشر
1. مثل الخروف الضال (لوقا 15: 1-7)
2. مثل الدرهم المفقود (لوقا 15: 8-10)
3. مثل الابن الضال (لوقا 15: 11-32)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 15

 1. مثل الخروف الضال (لوقا 15: 1-7)

 
تفسير (لوقا 15: 1) 1 وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
كان الفريسيون والكتبة وسائر معلمى اليهود الدينيين كارهين لمخلصنا ، بسبب غيرنهم منه وحسدهم له وحقدهم عليه لأنه اجتذب إليه الشعب اليهودى فالتفوا حوله وأحبوه واحترموه وأكرموه، فى حين أن اولئك الحاسدين الحاقدين من رجال الدين كانوا يريدون أن يحتكروا حب الشعب لهم واحترامه وإكرامه إياهم ، فكانوا لا يفتأون يترصدون له متربصين به الدوائر ليجدوا تهمة يلصقونها به ليهلكوه وفقآ لشريعتهم . وقد طالما نددوا بمخلصنا لأنه كان يصنع معجزات الشفاء فى يوم السبت ٠ولأنه لم يكن يبالى بتقإليد الاغتسال الشكلى الظاهرى التى ابتدعوها وفرضوها على الناس فى صرامة وتزمت ولكنه نقض هاتين التهمتين بما افحمهم وألجمهم لا أنهم مع ذلك يترقبون فرصة أخرى يقوم فيها بعمل آخر يتضمن فى إعتقادهم تهمة يوجهونها إليه ,
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  107
لاشك أنكم انتبهتم هنا أيضا إلى ما فرأ. وقد تعجبتم معي من كلمات المخلص ، فهل فهمتموها بطريقة شاملة وروحية ، وهل ثبتم عين العقل الفاحصة على تفسيرها العميق؟ وهل التقطتم معنى ما قيل؟.أم أن الكلمة بعدما رنت في أسماعكم جرت سريعا ، ولم يستقر منها شيء هناك ليكون لفائدتكم . ولكنني أتخيل أنه بما أنكم مؤمنون وتحبون التعلم ، فإن المخلص ينير أفهامكم ، لأنه هو الذي يكشف خفايا الظلام ، ويضع نور الفهم في قلوب أولئك الذين يحبونه.
إن هذين المثلين اللذين ذكرا مرتبطين معا يوضحان لنا صورة عن الحنان الإلهي ولهما معنى متشابه. وهما متفقان معا . ولكن اليهود عديمى الحس يوبخونه علانية لرفضهم أن يفهموا سر التجسد العظيم والعميق. فإنه كان مخفيا تماما بالنسبة لهم أن الرب الآب أرسل ابنه من السماء لا ليدين العالم كما يقول هو نفسه، بل ليخلص به العالم (انظر يو ١٧:٣). فبأي طريقة إذن كان مناسبا للعالم أن يخلص ، ذلك العالم الذي أمسك في شباك الخطية ، وصار مذنبا بتهمة الشر ، وصار خاضعا لسيد قاس أي الشيطان؟ هل كانت الطريقة المناسبة هي أن يعاقب لسقوطه في التعذي والخطية؟ ألا يكون بالأحرى بمساعدته، إذ أن الرب طويل الأناة ومستعد أن يغطى بالنسيان على تلك الأشياء التي تعنى فيها الإنسان، وأن يجد إلى قداسة الحياة أولئك النين لم يعرفوا كيف يعيشون باستقامة؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "جَمِيعُ". يستخدم لوقا غالباً الكلمات القوية  (استخدم "جميع" في (لو 13: 16 & 4: 15 & 9: 1)
 ليظهر التأثير الذي كان يتركه يسوع في المتعبين من الخطاة والمرضى والذين يريدون رؤيته ومن سمعوا عنه .. ألخ (لو 1: 56 ، 66 & 2: 1، 38 ، 47 & 3: 15 ، 20 & 4: 5 ، 15 & 6: 26 & 7: 16 ، 17 ، 29 .. ألخ)
(2)"الْعَشَّارِينَ". هم يهود كانوا يعملون لصالح الرومان (أو هيرودس) وكانت العادة فى العالم القديم أنهم يبيعون مناطق أو بلد لرئيس عشارين بمبلغ نمن المال التى هى ضرائب البلدة وهو يوزع أحياء البلدة على عشارين يجمعون ما يحلوا لهم وكانوا يظلمون لجمع الكثير من المال بحجة أنها رواتبهم  فيفرضون
ضرائب زائدة على أبناء جِلدتهم وكان هذا واضحا فى قصة زكا العشار . لقد كانوا مبغضين ومنبوذين من قِبل الناس المحليين. حتى أن يسوع دعا أحدھم ليكون رسولاً، لاوي (انظر مت 9 : 9- 10)
(3) "الْخُطَاةِ". وهم إما : - ◙
أ) الأشخاص الخليعين صراحة وعلانية ب) أشخاص كانوا منبوذين بسبب مهنتهم  فى جمع العشور مثلا  ج) القرويون من عامة الناس الذين لم يتبعوا كلياً التقاليد الشفهية حيث كان من الصعب جداً على عامة الناس أن يحفظوا بشكل كامل كل القوانين الرابية.
ھوالعشارين والخطاة  مجموعتان كانت النخبة الدينية يرفضونھم في أيام يسوع (لو 5: 30) (مر 2: 16)  وكانت  الجماعات والطوائف في االيهودية (الفريسيين، الصدوقيين، الغيورين، الأسانيين) يقصون بعضھم البعض من أن يكونوا مقبولين لدى يهوه ، فقد تخيلت هذه الفئات الدينية أنهم الباب الذى يدخل منه اليهود إلى يهوه وكانت كل طائفة تنعزل عن الطائفة الأخرى معتقدين أنهم الأفضل 
(4) "يَدْنُونَ مِنْهُ".نحويا : ماضٍ متصل فيه كناية يتضمن إشارة إلى حادث عادي مألوف. لقد كان يسوع يرحب بمن يأتى إليه ، لم يجدوه عند رؤساء الدين الآخرين. إنه لأمر لافت أن هذا الفعل اليوناني  نفسه يُستخدم في الدنو من لله في (عب 7 : 19) (يع 4: 8) هذه الجموع من الناس  بكل أفكارهم وأشكالهم وطوائفهم ومشاكلهم وآلامهم وضيقاتهم كانوا يطلبون لله ( 2 أخ 15 : 2)  الفريسيون كانوا يدعون أنھم يطلبونه، ولكن في الواقع كانوا متمسكين بتقاليدهم  (أش 29 : 13) وبدلا من أن يقودوا الشعب إلى يهوه قادوه بعيدا عنه (مت 23: 16 ، 24) (رو 2: 19)
(5) " لِيَسْمَعُوهُ". نحويا : مصدر مضارع. إختلف إحتياج الجموع لسماع يسوع  ولكنهم فى النهاية يريدون أن يسمعوا ما هو تعاليم يسوع.
تفسير (لوقا 15: 2)  2 فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة وياكل معهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد واتتهم هذه الفرصة ، إذ حدث ان جميع العشارين والخطاة كانوا يدنون منه ليسمعوا تعاليمه السمحة السامية التى كانوا يجدون فيها مرفأ يحتمون به من حيرة نفوسهم وزوابع الندم التى كانت تضطرم فى أعماق ضمائرهم ٠ وقد كان اليهود يقرنون دائما العشارين جباة الضرائب حين يتحدثون عنهم بالخطاة ، كما كانوا يقرنونهم بالزناة (متى ٢١؛ ٣٢) ، لأنهم كانوا يعاونون الرومان أعداءهم ، ومستعبديهم فى جباية الضرائب. وكان أغلبهم أشرار مفترين متجبرين قساة القلوب فى مزاولة مهنتهم تلك ومن ثم وجد الفريسيون والكتبة فى ذلك مأخذا يأخذونه على مخلصنا لأنه لم يكن يطرد أولئك العشارين والخطاة من حضرته كما كان يفعل سائر اليهود ، ولاسيما المتزمتون منهم. وإنما كان على العكس يستقبلهم ويرحب بهم ، ويجالسهم ويأكل معهم ، ليفتح لهم بتعاليمه باب التوبة وينفذهم من ضلالهم ، ومما كانوا غارقين فيه من شرورهم وآثامهم وسوء اعمالهم . فتذمر الفريسيين والكتبة قائلين:" إن هذا بقبل الخطاة ويأكل معهم ولم يكونوا يهدفون بقولهم هذا إلى إتهام مخلصنا بانه يقبل الخطاة وياكل معهم فحسب، وإنما كانوا يهدفون إلى اتخاذ ذلك دليلا على انه مادام يفعل هنا مع الخطاة فهو خاطئ مثلهم .
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  107
اخبرني إذن ايها الفريسي لماذا تتذمر لأن المسيح لم يساتكف أن يأكل مع العشارين والخطاة ، بل هيأ لهم عن قصد هذه الوسيلة للخلاص؟ فلكي يخثص الناس فقد اخلى نفسه وصار مثلنا في الشكل وارتدى لباس فقرنا البشزي. وهل نلوم إذن تدبير الابن الوحيد في الجسد؟ وهل تجد.خطأ في إنزال نفسه من السماء وهو الذي يفوق العقل؟ إنك لا تدع التجسد نفسه بدون انتقاد. ومع ذلك فان الأنبياء القديسين يتعجبون من جمال التدبير المحكم الذي في هذا السر. فداود النبى يعلن في المزامير: " رنموا بفهم ، لأن الله قد أقام ملكا على كل الأمم" (مز46: 7س) وحبقوق النبى يقول : " ٠ يارب قد سمعت خبرك فجزعت ونظرت إلى أعمالك فإندهشت" (حب ٢:٣ س) فكيف إذن لا تخجل من توجيه اللوم إلى تلك الأشياء التي كان ينبغي أن تعجب بها . هل ترييد أن يكون رب الكل صارما عنيدا أم بالأحرى يكون صالحا وشغوفا بالبشر؟ فالأسرة البشرية قد ضلت طريقها ، وقد ابتعدت عن يد رئيس الرعاة ، لذلك فإن الذى يطعم القطعان السماوية ، صار مثلنا لكي يجعلنا نحن أيضا نسكن في مساكنه ، لكي يوحدنا مع. اولئك الذين لم يضلوا أبدا ويطرد منا الوحش المفترس ، ويدفع عنا إذى الشياطين النجسين الذين هم كعصابة لصوص شريرة قد أضلوا كل الذين تحت السماء.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ".  تكرر هذا الترتيب  كما فى (لو 5: 30) ولكنه جاء معكوسا فى ألايات (5: 17، 21) ومن الأرجح أنهم جزء من وفد رسمي مفوض  أُرسل من أورشليم ليتجسسوا على يسوع وكانوا فيما يبدوا  يأملون أن يجدوا شيئاً ما يتهمونه به رسمياً أمام المحكمة. في أيام يسوع كان معظم الكتبة (الناموسيين الموسويين) فرّيسيين. ا
(2) " تَذَمَّرَ". نحويا : ماضي متصل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري ما يشير إلى عمل تكرر في  الماضي (انظر لو 5: 30) هذه الكلمة مركبة  (dia + gogguzoō) أسخدمت هنا فقط
وفى (لو 19: 7) كلتاهما تدلان على دمدمة القادة من رجال الدين. أستخدمت أيضا هذه  الكلمة المركبة في الترجمة السبعينية للدلالة على بني إسرائيل الذين تذمروا على موسى بل وحتى على الرب خلال فترة التيه في البرية (خر 15: 24& 16: 2 ، 7 ، 8) (عد 14: 2)
(3) " هذا / هذا الإنسان". هذه العبارة غالباً ما تُستخدم في الأناجيل بمعنى انتقاصي ازدرائي يُقصد بها تجنب إستخدام الأسم (مر 14: 71) وما زالت يستعمل هذا التعبير حتى الآن حينما يقال " هذا ألإنسان" أو "هذا الشخص " أو " هذا البنى آدم"
(4) " يَقْبَلُ خُطَاةً".   نحويا :فعل حاضر متوسط خبري (مجهول الصيغة معلوم المعنى) يعني أن يسوع كان على الدوام يقبل هؤلاء الخطاة والمنبوذين من المجتمع . ربما كان يسوع هو الذي أعد هذه الوليمة  ودعاهم بشكل شخصى محدد  ، وقد تكرر نقد الفريسيين والكتبة له كما فى (لو 5: 27) ( لو 7: 34) ومن المعروف فى العهد القديم ألأن علامة من علامات مجئ المسيا هو أن يرحم ويتودد إلى المنبوذين  والمحتاجين، والمرضى .. ألأخ وهذه العلامات كان يجب على رؤساء الدين أن يعرفوها ، الجانب المدهش فى هذه الأمثال الثلاثة ليس فقط ليس فقط نوع الناس المخاطبين فى الجموع (الرعاة ، النساء ، المتمردين) بل أيضا  المعنى الضمنى بأن يسوع يتكلم مع الخطاة ويقبلهم لأنه غافر هذه الخطايا هذا هو عمل الرب هذا هو حامل خطايا العالم (مر 2: 1- 12) وهذا دليل على فهم يسوع لذاته ومكملا للرسالة التى تجسد من أجلها
(5) "وَيَأْكُلُ مَعَهمْ".  نحويا فعل حاضر مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري. غالباً ما كان الأثرياء من اليهود يطعمون الفقراء في مجتمعھم بان يقدموا صدقة إلى المجمع المحلي الذى يقوم بإعداد الولائم وإطعامهم . ولكنهم لم يأكلوا معهم إستعلاءا وإستكبارا . أن تأكل مع أحد في زمن يسوع كان يدل على قبول تام وشركة فالجالسين على مائدة الطعام يجب أن يكون من طبقة واحدة أو من طائفة واحدة أو من الأغنياء أو من الحكام أو الأغنياء مع الحكام ولكن من المستحيل ان يجلس القادة الدينيين أو الأغنياء مع الفقراء على مائدة واحدة . لقد أتى يسوع إلى عالمنا متجسدا محبة للخطاة والساقطين أحبهم يسوع/ويحبهم  وحاول/ويحاول أن يصل إليهم مليصالحهم مع يهوه ، وهذا ما غير مستوى هؤلاء الخطاة التائبين والفقراء من مستوى المرفوض من المجتمع إلى ضيوف واصدقاء ، بمعنى أن الأحداث التى حدثت مع يسوع فى الولائم الأرضية تشير   بصورة أو أخرى إلى الوليمة المسيانية ، البعض الذين يعتقدون أنهم سيكونون هھناك، لن يكونوا هناك في الواقع.
هذه هى  البيئة أو الخلفية اللاهوتية لكل الأمثال الثلاثة في الأصحاح 15 من أنجيل لوقا. والتى وردت ايضا فى (متى 18: 12- 13) وتظهر قلب يهوه ومحبته لبنى البشر
تفسير (لوقا 15: 3) 3 فكلمهم بهذا المثل قائلا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
بيد أن مخلصنا بمنطقه القوى وحجته الدامغة لم يلبث أن هدم كل إتهام يوجهونه إليه فى هذا الشأن ، 
تفسير (لوقا 15: 4) 4 اي انسان منكم له مئة خروف واضاع واحدا منها الا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لاجل الضال حتى يجده.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 إذ خاطبهم بهذا المثل قائلا لهم:" أى رجل منكم يملك مائة خروف ، إنا ضاع واحد منها لا يترك التسعة والتسيعن فى البرية ويذعب وراء ذلك الضال باحثا عنه حتى يجده
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  107
لذلك ، فقد فتش عن الضال، ولكي بيين أن تصيد الأخطاء من اليهود بخصوص هذا الأمر باطل، قال لهم : " اي إنسان منكم له مئة خروف وأ ضاع واحدا منها الا بترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده، وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحا " : ويقول إنه يفرح به أكثر من الذين لم يضلوا. -إفهموا من هذا — يا أحبائى __ الحدود المتسعة لمملكة المخلص ، وجموع رعاياه الغفيرة التي تفوق الحصر ، وخطة تدبيره الحكيمة من نحونا . فإنه يقول إن ءدد الخراف مائة ، وبذلك يجعل عدد رعاياه يصل إلى عدد كامل ومتكامل معا . فإن العدد مائة هو٠ ءدد٠ كامل ويتكون من عشرة عشرات . وقد تعلمنا أيضا ٠ن الأسفار الإلهية الموص بها أن الوف ألوف يخدمون أمام الرب ، وربوات وربوات وقوف حول عرشه السامى. لذلك، فالخراف هي مائة، وقد ضل واحد منها، وأعني به العائلة البشرية التي على الأرض ، والتي جاء رئيس رعاة الجميع يبحث عنها، تاركأ التسعة والتسعين في البرية ، فهل لأنه ليس عنده اهتمام بالكثيرين قد اظهر الرحمة للواحد فقط؟ كلا، فان نلك ليس لعدم اهتمامه بالكثيرين ، فان هذا مستحيل ، ولكن بسبب أنهم في أمان وهم محروسون بيده المقتدرة ؛ لذلك من الصواب ان تظهر الرحمة من نحو ذلك الذي ضل لكي لا ينقص شيء من العدد الغفير الكامل ، بل إذ يرد الذي ضل ٠ فإن المئة تسترد جمالها.
لذلك، فالبحث عن الذي ضل ليس احتقارا لأولئك الذين لم يضلوا ، بل هو فعل نعمة ورحمة وحب للجنس البشرى ، وهو عمل لائق بالطبيعة العالية الغائقة لكي تمنحه لخلائقها الساقطة.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ". من الواضح أن يسوع يكلم الجموع الذين كان كثير منهم  أصحاب قطعان وماشية. كانت مهنة هؤلاء من المهن  المنبوذة من الفريسيين بسبب أعمالھهم التي كانت تمنعهم من حفظ كل قوانين وإجراءات وأعراف التقاليد الشفھية. أولئك المحتقرين من  رؤساء الدين كانوا موضع ترحيب من يسوع. ويجب أى ننسى أن ، الرعاة هم أول من تلقى إعلان ولادة المسيا (انظر لو 2)
(2) "يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ". عدد محدد جداً وكان  الراعي  يعد الخراف ليلا وهو يدفعهم في حظيرة مسيجة لقضاء الليل. وكان يعرف كل خروف منهم لعشرته اليومية معهم  وكان كل خروف مهما بالنسبة إلى الراعي. القطيع المؤلف من مئة خروف كان يُعتبر قطيعاً متوسط الحجم.
التسعة والتسعين لم يُتركوا لوحدهم  بل مع رعاة آخرين يسهرون عليهم أو لا يزالون في الحظيرة.
إستعار العهد القديم يوهة مهنة الراعى فى التشبيه لعمله مع بنى إسرائيل وكان هذا أمرا مألوفا  (مز 23& 80 : 1) (اش 40: 10- 11) كما تستخدم أيضا للإشارة إلى القادة الكاذبين الزائفين (انظر حز 34 وما تلاها) (أش  56: 9- 12) كما أشار العهد القديم إلى راعٍ مسياني جريح ورد ذكره فى (زكريا 13)  يسوع يدعو نفسه الراعى الصالح فى (يوحنا 10)
(3) " فِي الْبَرِّيَّةِ". يُقصد بذلك أرض المرعى على التلال والجبال المنتشر فى الأراضى المقدسة والغير مأهولة بالسكان. "
(4) "الضَّالِّ".  من هو الضال ؟ قد يكون تلميحا إلى (أشعياء 53: 6)   "كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. "  وهم اليهود الخطاة يتشبهون بالخراف الضالة التى ضلت عن القطيع وقد وصفوا بالخراف الضالة ( إر 50: 6) (مت 9: 36)
تفسير (لوقا 15: 5) 5 واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إذا وجده يجعله على كتفيه فرحا ويجئ إلى البيت
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا". إنه يسوع فقط الذى يحمل  خطايا الضال على كتفيه أنه أحد الأعمال الفنية الجميلة تصوّر يسوع كراعٍ وحملٌ على كتفيه. ھذه تظهر محبة يسوع للتائه والضال والذى فقد الطريق  هذه عناية عناية الراعي الحقيقى الحافلة بالمحبة.
تفسير (لوقا 15: 6) 6 وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
فيدعو تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلميأصدقاءه وجيرانه قائلا لهم :" افرحوا معى فإنى وجدت خروفى الضال؟.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "افْرَحُوا مَعِي". نحويا : أمر ماضي بسيط مبني للمجهول (مجهول الصيغة معلوم المعنى)
تكرر في الآية (لو 15: 9 ) ويشبه الآية (لو 15: 23) المعنى الحرفى  "كونوا فرحين"، ( نحويا ماضي بسيط مبني للمجهول احتمالي شرطي). هذه رغبة إلهية فى قبول الذى يبعد عن حظيرته فيفرح ويبتھج بكل الذين يرجعون بالتوبة  إلى المسيا، ابنه. بل أن السماء كلها تفرح بخاطئ واحد يتوب
تفسير (لوقا 15: 7) 7 اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
اننى اقول لكم إنه هكذا يكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر مما يكون بتسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلى توبة، . وهكذا استشهد مخلصنا بما يفعلونه هم انفسهم فى حياتهم العملية. وفد كان أغلب اليهود رعاة غنم. فلئن كان لأحدهم مائة خروف وحاد واحد منها عن سائر القطيع حتى ضل فى شعاب البرية ، لا يلبث الرجل أن يترك التسعة والتسعين الباقية ، ويذهب ليبحث فى لهفة عن ذلك الضال ، حتى إذا وجده بعد الجهد يحمله على كتفيه إعزازا له وفرحا بالعبور عليه ، ثم إذ يبلغ بيته يدعو أصدقاءه ليشاركوه فرحه . فهكذا يفعل الله بالنسبة للبشر الذين هم جميعا خليفته ورعيته ومملوكين له إذ يقول بلسان حزقيال النبى "كل النفوس هى لى" (حزفيال ١٨ ؛ ٤) . ولم يضل ويضيع منهم واحد فقط وإنما ضلوا وضاعوا جميعآ ، إذ يقول إشعياء النبى كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد فى طريقه. (إشعياء ٥٣ : ٦) . وإذ كان الآب - على مقتضى صلاحه المطلق - يحب مع ذلك أولئكك الضالين الضائعين جميعا ويطلب هدايتهم وخدمتهم أرسل ابنه الوحيد الذى هر واحد معه , ليسعى فى طلب الذى قد ضاع ويخلصه. (لوقا 19: 10) ، وليفعل ما يفعله كل راع صالح، إذ انه كما تنبأ عنه إشعياء النبى " بذراعه يجمع الحملان وفى حضنه يحملها" (إشعياء 40: 11) ٠ ومن ثم كان هذا من أهم أهداف الرسالة التى اتى مخلصنا من أجلها إلى العالم . فهو لم يأت إلى الأبرار لأنهم لا يحتاجون إلى التربة ، وإنما أتى إلى الخطاة ليفتح لهم أبواب التوبة. وقد صرح هو نفسه بذلك إذ قال٠:" لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ٠ما جئت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة، (لوقا: 5: 31- 32) . حتى إذا تاب واحد من أولئك الخطاة تفرح به قوات السماء كلها. لأن رب السماء نفسه يفرح به ولتوبته. فكيف يلوم اللائمون مخلصنا على أمر يطلب رب السماء تحقيقه ، ويفرح به إذا تحقق؟
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  107
إذن فإن الذي فقد قد  خلص بواسطة النور ، وكان هناك فرح بين القوات العلوية . لأنهم يفرحون بخاطئ يتوب، كما علمنا الذي يعرف- جميع الأشياء . لذلك فإن كانوا يفرحون معا — متناغمين  مع القصد الإلهى بواحد فقط خلص ويمجدون رحمة المخلص بتسابيح لا تنقطع ، فبأي فرح عظيم يمتلئون حينما يخلص جميع الذين تحت السماء ، ويدعون للإيمان بالمسيح ويعترفون بالحق ، ويخلعون أدناس الخطية ، وتتحرر رقابهم من رباطات الموت ، ويحررون من اللوم أعني لوم الضلال والسقوط! فاننا نحصل على جميع هذه الأشياء في المسيح الذي به وله من الرب أبيه التسبيح والسيادة مع الروح القدس إلى دهر الدهور امين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَتُوبُ". نحويا : اسم فاعل مضارع مبني للمعلوم يشير إلى عمل مستمر الحدوث. الكلمة اليونانية (metanoeō) معناها "تغيير الذهن".  الكلمة العبرية التي تشبهها تعني "تغيير التصرف". وكلتاھما تشيران في التوبة. من اللافت للنظر أن إنجيل متى ولوقا يذكران "التوبة" أكثر بكثير من إنجيل مرقس ويوحنا، اللذان لا يذكران الكلمة على الإطلاق. وملخص رسالة الإنجيل هى : ( 1) توبة و( 2) إيمان/ثقة/اتكال (مر 1 : 15) (أع 20: 21) يذكر إنجيل لوقا غالباً شدة الحاجة إلى التوبة قبل ألإيمان ( لو 5: 32 & 10: 13 & 11: 32 &  13: 3 ، 5 ) (16: 30) ولاحظ أيضا (أع 2: 28 & 3: 19 & 8: 22 & 20: 21 & 26: 20)
(2) " يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ".ما هو شعور الإله عندما يسقط الإنسان فى قبضة الشرير ويعيث فى الأرض فسادا ؟ وفى هذه الآية يظهر شعور يهوه بخاطئ واحد يتوب  هذا الفرح يعبر يهوه عنه برغبته فى خلاص الإنسان وترحابه به وقبوله فى السماء غافرا خطاياه بدم يسوع  في الأمثال الثلاثة في هذا الأصحاح من إنجيل لوقا  يتم إعلان هدف الرسالة الإلهية فى  الإنجيل بشكل واضح (استعادة صورة لله في  البشرية، (تك 1 : 26 - 27) واستعادة الإنسان من طريق الشر  وعودته لشركة يهوه (تك 3: 8)
(3) " لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ".الذين لا يحنتاجون لتوبة هم المؤمنين المتواجدين فى الحظيرة ويعمل فيهم الروح القدس راجع (لوقا 5: 31- 32 )  (مت 9: 12- 13) (مر 2: 17)  وهناك تفسير آخر أولئك الخطاة الذين كانوا الذين كانوا يشتاقون للعودة إلى يهوه  كانوا يأتون إلى يسوع عن طيب خاطر، وأما النخبة من المتدينين فما كانوا يشعرون بهذه  الحاجة. يسوع يأكل ويصادق ويغفر لأولئك الذين جاؤوا (ويجيئون) إليه بإيمان وتوبة.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 15

 2. مثل الدرهم المفقود (لوقا 15: 8-10)
تفسير (لوقا 15: 8) 8 او اية امراة لها عشرة دراهم ان اضاعت درهما واحدا الا توقد سراجا وتكنس البيت وتفتش باجتهاد حتى تجده.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم ضرب مخلصنا لمناوئيه مثلا آخر يدعم به ذلك المثل الأول ، ويزيد معناه وضوحا وعمقا في عقولهم المظلمة وقلوبهم الظالمة قائلا لهم : " أم أية امرأة تملك عشرة درهم ؛ إذا ضاع واحد منها ، لا توقد سراجا وتكنس البيت باحثة عنه باهتمام حتى تجده ،
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة  107
بل هيا بنا لنفحص الأمر بمساعدة مثل آخر أيضا ، لكي ما نظهر في كل الأوقات شفقة المسيح مخلصنا جميعا ، نلك الشفقة التي لا تجارى. فلنفترض انه في بيت واحد يوجد أكثر من ساكن ، ويحدث ان احدهم يسقط مريضا . فلمن يستدعى الأطباء المعالجون؟ أليس لذلك الذي سقط مربضا؟ ولكن استدعاء الأطباء للمريض لا يعتبر إهمالآ لبقية سكان البيت ، والأطباء يشفون المريض — بمهارتهم بحسب ما يحتاجه من وقت وعناية . ولذلك فبنفس الطريقة كان جديرا بالرب ، بل وجديرا جدا ، الذي يضبط الكل ان يمد يده المخلصة لذلك الذي ضل بعيدا. وقد اقتنص الوحش المفترس الفرصة ، وقاد العائلة البشرية على الأرض إلى الضلال بعيدا عن الراعي ، واسرع بها إلى كل انواع البؤس . اما رئيس الرعاة فقد خلص العائلة البشرية ، لأنه بحث عن ذلك الذي ضل الطريق ، وأسس لنا حظيرة حصينة لا ثهاجم من الوحوش المفترسة واللصوص واعني بها الكنيسة ، التى يمكن ان نقول في وصفها بكلمات النبي: " .انظروا فإن لنا مدينة قوية وحصينة ، ويجعل لنا الخلاص اسوارا ومترسة "(إش 26: 1 س)
اما معنى المثل الآخر التالي فهو مشابه للأول تماما ، والذي فيه يقول إن إمرأة كان لها عشرة دراهم اضاعت درهتا واحدا ، وانها اوقدت سراجا ووجدته ، وانها -فرحت به كثيرا ، وجعلته سببا لفرح خاص . كذلك فمن المثل الأول الذي فيه يشير الخروف الضال إلى العائلة البشرية ، نتعلم ، اننا نحن خاصة الرب فوق الكل ، فانه هو الذي اوجد الأشياء غير الموجودة . لأنه " هو صنعنا ، وليس نحن " كما هو مكتوب وهو إلهنا ، ونحن شعب مرعاة وغنم يده " (مز 100 : 3س) . وفى المثل الثاني الذي فيه يشار إلى المفقود بدرهم ، وايضا هذا المفقود هو واحد من عشرة ، اي من عدد كامل ، ومن جملة مبلغ كامل في الحساب - لأن الرقم عشرة هو عدد كامل ايضا، وهو نهاية مجموعة الأعداد من واحد إلى عشرة - فهذا يوضح ، اننا على صورة الرب ومثاله ، أي من الرب الذي هو فوق الكل لأن الدرهم ، كما أفنرض هي العملة المختوم عليها الصورة الملكية فمن يستطيع ان يشك ، اننا نحن الذين سقطنا ، وفقدنا ، قد وجدنا المسيح ، وقد تغيرنا بالقداسة والبر إلى صورته ، بعد ان كتب الرسول بولس هكذا: ؤنحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (٢كو ٣ :٨ ١). وهو يرسل إلى الغلاطبن ايضا قائلا لهم:" يا اولادى الذين أتمخض بكم الى ان يتصور المسيح فيكم" (غل ٩:٤)
إذن فقد حدث البحث والتفتيش عن ذلك الذي فقد ، ومن اجل ذلك أوقدت المراة, سراجا ، وكما قلت إننا قد وجدنا من الضلال بواسطة حكمة الرب الآب ، التي هي الابن ، وذلك حينما اشرق علينا النور الإلهي والعقلى ، واشرقت الشمس " وطلع كوكب الصبح وإنفجر النهار" حسب الكتب(٢بط ١ :١٩) فإن الرب قد قال ايضا بواسطة احد الأنبياء الذين تنبأوا عن المسيح :"برى يقترب سربعا ، وبظهر رحمتي ، ويتقد خلاصى كمصباح" (إش ٦٢ :١ س) . وهو يقول عن نفسه مرة:" أنا هو نور العالم من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون ل نور الحياة (يو ٤٦:١٢).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) "إِنْ".نحويا : جملة شرطية من الفئة الثالثة، والتي تعني احتمال حدوث فعل ما.
(2) " عَشْرَةُ دَرَاھ هم". الكلمة اليونانية التى تعبر عن عشرة دراهم (drachma)  ذكرت هنا فقط  في العهد الجديد. وكانت هذه الدراهم العشرة هى أجرة  عامل ليوم كامل  أو جندى (شبيھة ب denarius) قد تكون هذه الدراهم ركز لفقر  وعوز المرأة وربما كانت مهرها أو ربما كان ثمن غطاء رأسها
(3) " وَتُفَتِّشُ بِاجْتهادٍ حَتَّى تَجِدَهُ". الباحث عن المفقود فى حياة الإنسان هو العلاقة الناقصة مع الرب حتى تكتمل الدراهم العشرة قد تكون الدراهم رمزا لما عندنا وما حققناه من إنجازات فى حياتنا ولكن ينقص أن نبحث بإجتهاد عن ما نقص إنها فعلا عقيدة الخلاص التى تستلزم البحث عنها بالعمل لقد أمنا بل ورثنا افيمان فماذا بقى لنا هو أن نعمل لنجد هذا الدرهم المفقود وهو عمل الروح القدس فينا  ونلاحظ هنا أن يسوع الذى هو نور العالم لم يلاحظه الفريسيين لأنهم لم يكونوا يبحثون عنه ولكنهم كانوا يريدون أن يثبتوا عظمتهم كمعلمين للشريعة بالنسبة ليسوع
(4) " تُوقِدُ سِرَاجًا". بيوت أفقر الناس في تلك الحقبة لم تكن فيھا نوافذ ولذلك لم يكن يدخلها  نور  الشمس فكانت تحتاج سراجا لترى فى الظلام 
تفسير (لوقا 15: 9) 9 واذا وجدته تدعو الصديقات والجارات قائلة افرحن معي لاني وجدت الدرهم الذي اضعته.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فإذا وجدته ندعو صاحباتها وجاراتها قانلة : افرحن معى فإنى وجدت درهمى الضائع؟. اننى اقول لكم إنه هكذا يكون فرح أمام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب ، وقد استشهد مخلصنا فى هذا المثل أيضا بما يفعله مناوئوه أنفسهم إذا ضاع من إحدى نسائهم درهم واحد من دراهمها العشرة ، وهو لا يساوى أكثر من ثلاثة مليمات ، ولكنها مع ذلك توقد سراجا وتكنس بيتها كله باحثة فى اهتمام ولهفة عنه ، حتى إذا وجدته كان فرحها به عظيما .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) تكرار لاهوتى للآيات (لو 15: 6- 7)
تفسير (لوقا 15: 10)  10 هكذا اقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وفى هذا المثل يتضح مدى ما يبذله مخلصنا من جهد وجهاد فى البحث عن الضالين الضائعين من البشر لينقذهم من ضلالهم وضياعهم ، ويفتح لهم ابواب التوبة لينالوا الخلاص موقدا فى سبيل نلك سراج تعاليمه، ومفتشا عنهم فى كل ركن من أركان الأرض- حتى إذا وجدهم يفرح بهم، وهو. رب السماء، ومن ثم يفرح بهم معه كل ملائكة السماء. فكيف يلومه اللائمون أيضا على هذا وهو أمر يطلب الله الآب تحقيقه ويفرح به إذا تحقق كما يطلب الله الإبن تحقيقه ، ويفرح به معه ملائكة الله إذا تحقق؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مَلاَئِكَةِ للهِ".  . معلمى الناموس الدارسين يعرفون أنه أحيانا كان يهوه يظهر فى صورة ملاك وكان الكتاب يقرن اسم الملاك بـ الله (كما في القول "فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ" في الآية (لو 15: 7)يستخدم لوقا العديد من هذه العبارات التي تشير إلى لله دون ذكر اسمه صراحة

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 15

3. مثل الابن الضال (لوقا 15: 11-32)
تفسير (لوقا 15: 11) 11 وقال.انسان كان له ابنان.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولكى يوضح مخلصنا للذين يعادونه من الفريسيين والكتبة معنى المثلين السابقين إيضاحا أكثر بساطة وأكتر عمقا ولكى يصحح لهم المعنى الخاطئ الذى فهموه او زعموا انهم فهموه من قبوله مخالطة الخطاة والأكل معهم ، وأرادوا أن يستنتجوا منه - فى حقدهم عليه وكيدهم له -إتهامه بانه مادام يخالط الخطاة ويؤاكلهم فهو خاطئ مثلهم ، ضرب لهم متلا ثالثا ، فقال لهم , كان لرجل إبنان ، فقال اصغرهما لأبيه يا ابى أعطنى نصيبى الذى يخصنى من المال ،
وواضح من هذا المثل الذى ضربه مخلصنا ان الرجل الذى كان له إبنان يرمز إلى الله ، لأن الله أب لكل البشر . والبشر جميحا ابناؤه (الأعمال ٧ ١ : ٢٨) وإبناه فى هذا المثل ، يرمز الابن الأكبر منهما إلى قوم من البشر إلتزموا طاعة الله ، وإرتضوا البقاء تحت رعايته وسلطان ، ولو فى الظاهر .
ويرمز الابن الأصغر إلى قوم آخرين من البشر شردوا على الله وابتعدوا عنه رافضين سلطانه عليهم ليسلكوا حسب هواهم ، منساقين وراء شهوات الدنيا وملذاتها
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   107( مثل لإبن الضال)
إني أسمع أحد الأنبياء القديسين وهو يحاول أن يربح البعدين عن الرب إلى التوبة. فيقول : " إرجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك خذوا معكم كلاما وآرجعوا إلى الرب " (هو ٤ ١:١ و٢). لذلك فأي نوع من الكلام يأمرهم بإرشاد الروح ، أن يأخذوه معهم؟ الا يكون لائقا بالذين يرغبون أن يتوبوا ، ان يرضوا الرب ، الذي هو شفوق ويحب الرحمة؟ لأنه قد قال بواسطة احد الأنبياء االقديسين: " إرجعوا أيها البنون العصاة لأشفى عصيانكم " (ار ٢٢:٣). وأيضا يقول بصوت حزقيال:" إرجعوا ، توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم يا بيت إسرائيل، اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها لك لا تصير لكم مهلكة .. لأنى لا أسر بموت الخاطئ ، بل أن يرجع ويحيا " (حز ١٨:.٣و٣١). ونفس هذا الحق يعلمه لنا المسيح هنا في هذا المثل الجميل ، الذي ساحاول ان ابحثه باقصى طاقة ممكنة عندي ، وساجمع نقاطه الهامة باختصار وساشرح وادافع عن الأفكار لكى يحويها.
يرى البعض ان الابنين في المثل يشيران إلى الملائكة القديسين ، من ناحية وإلينا نحن سكان الأرض من الناحية الأخرى . وان الابن الأكبر ، الذي عاش بتعقل ، يمثل .مجموع الملائكة القديسين ، بينما الابن الأصغر المنحرف يمثل الجنس البشرى. وهناك آخرون بيننا يعطون المثل تفسيرا مختلفا، قائلين : لن الابن الأكبر السالك حسنا يشير إلى إسرائيل حسب الجسد ، بينما الابن الأصغر إلذى اختار ان يعيش في الشهوات والملذات والذي إبتعد بعيدا عن ابيه ، إنما يشير إلى جمهور الأمم الوثنيين . هذه الشروحات أنا لا اوافق عليها وارجو ممن بحب التعلم ، ان يبحت ما هو حقيقي وما ليس عليه اعتراضات.
لأن ما أقوله هو كما يأتي " أعط فرصة للحكيم ، وقدم معرفة للأبرار " (ام ٩:٩)، كما يوصي الكتاب ، لأنهم من الشروحات التي تعطى . لهم سوف يفحصون عن المعنى المناسب ، فإن كنا ، نشير . بالابن المستقيم إلى الملائكة ، فإننا لا نجده يتكلم الكلمات التي تليق بالملائكة ، ولا نجده يشارك الملائكة فرحهم بالخطاة التائبين الذين يرجعون من حياة دنسة إلى حياة وإلى سلوك جدير بالإعجاب - لأن مخلص الجميع يقول: " إنه يكون فرح فى السماء قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب(لو 15: 7) ، بينما الابن الموصوف لنا في هدا المثل ، باعتباره مقبولآ من ابيه ، ويسلك حيا؛ بلا لوم ، يظهر أنه غاضب، بل ويصل في مشاعره غير الحبية إلى درجة انه ينسب اللوم إلى ابيه بسبب محبته الطبيعية لابنه الذي خلص . فالعدل يقول: إنه لم يرد أن يدخل البيت " لأنه اغتاظ بسبب قبول الابن التائب ومن ذبح العجل المسمن ولأن أباه صنع له وليمة. ولكن هذا كما قلت ، يختلف عن مشاعر الملائكه القديسين . لأنهم يفرحون ويسبحون الرب حينما يرون سكان الأرض يخلصون . لأنه حينما أخضع الابن نفسه ليولد بالجسد من امراة في بيت لحم ، حمل الملائكة عندئذ الأخبار السارة إلى الرعاة قائلين: " لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ، لأنه ولد لكم اليوم في مدينة داود٠ مخلص هو المسيح الرب" . ويتوجون الذي ولد بالتمجيد والتسابيح قائلين:"ا المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة" (لو١٠:٢و١١و١٤) ولكن إن كان اي أحد يقول: ان إسرائيل حسب الجسد هو المقصود بالابن الأكبر في المثل الذي كان متمسكا بوصية ابيه فإننا أيضآ لا نسطيع أن نوافق على هذا الراي ، ذلك لأنه من غير المناسب على الإطلاق ان نقول عن إسرائيل إنه عاش حياة. بلا لوم. فغي كل الأسفار الموحى بها نجد شعب إسرائيل متهمين بأنهم متمردون وعصاة ؛ لأنهم قد أخبروا بصوت إرميا: " ماذا وجد فى أباؤكم من جور حتى إبتعدوا وساروا وراء الباطل وصاروا باطلا ؟ " (إر 2: 5) .
وتكلم الرب أيضآ بعبارات مشابهة بصوت إشعياء : " هذا الشعب قد اقترب بفمه، واكرمني بشفتيه، واما قلبه فأبعده عني، وهم يعلمون تعاليم هى وصايا الناس " (إش ١٣:٢٩)ا فكيف يستطيع احد ان يطبق على اولئك الذين يوجه إليهم اللوم هذه الكلمات المستعملة في المثل عن الابن الأكبر المتمسك بوصية أبيه؟ لأنه قال:" ها أنا أخدمك سنبن هذا ءددها وقط لم أتجاوز وصيتك ، لأنهم لم يكونوا ليلاموا على طريقة حياتهم لو لم يتعدوا الوصايا الإلهية، وبذلك ادوا بأنفسهم إلى حياة مستهترة مدنسة.
وايضآ يقول البعض إن العجل المسمن الذي ذبحه الأب حينما رجع ابنه إنما يشير إلى مخلصنا . ولكن كيف يمكن للابن الأكبر الذي يوصف أنه حكيم وفطين ومتمسك بواجبه والذي يشير به البعض إلى الملائكة القديسين - كيف يمكن لذلك الابن أن يعتبر ذبح العجل سببا للغضب والغيظ؟ كما أننا لانسنطيع أن نجد برهانا على ان القوات السماوية قد حزنت حينما احتمل المسيح الموتة بالجسد أي حينما ذبح المسيح لأجلنا. إنهم بالحرى فرحوا ، كما قلت عصا رأوا العالم يخلص بدمه المقدس ، وأيضا ما هو السبب للذي جعل الابن الأكبر يقول: " جديا لم تعطنى قط " : فأي بركة كانت نتقص الملائكة القديسين ، إذ ان رب الكل قد انعم عليهم — بيد سخية بفيض من المواهب الروحية؟ وهل كانوا يحتاجون إلى أية ذبيحة فيما يخص حالتهم؟ لأنه لم يكن هناك احتياج ان يتألم عمانوئيل نيابة عنهم . ولكن ان تخيل أحد كما سبق ان قلت ، ان المقصود بالابن الأكبر هو إسرائيل حسب الجسد، فكيف يستطيع ان يثول بالحق؛ " جديا لم تعطنى قط "؟، لأنه، سواء دعوناه عجلأ ام جديا فالمسيح هو الذي يجب ان يفهم أنه هو الذبيحة المقدمة لأجل الخطية . ولكنه قدم ذبيحة ليس لأجل الأمم فقط، بل ايضا لكي يفدي إسرائيل ، الذي بسبب تعدياته الكثيرة للناموس ، قد جلب على نفسه لوما عظيما، وبولس الحكيم يشهد لهذا الأمر قائلا: " لذلك يسوع أيضا لكى يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب " (عب ٣ ١ :٢ ١).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "ابْنَانِ".يمثّلان طائفتين من الشعب اليهودى من الذين سمعوا يسوع: ( 1) عامة الناس و( 2) رؤساء الدين. .. هم بنى أسرائيل الذين إنقسموا لمجموعتين رئيستين بالنسبة لقبولهم يسوع  مجموعة تفرح بالخلاص المحتمل لجميع البشر، ولكن المجموعة الأخرى تنزعج من محبة لله لكل البشر.
تفسير (لوقا 15: 12) 12 فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال.فقسم لهما معيشته.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقسم بينهما تركته  - ويرمز الابن الأصغر إلى قوم آخرين من البشر شردوا على الله وابتعدوا عنه رافضين سلطانه عليهم ليسلكوا حسب هواهم ، منساقين وراء شهوات الدنيا وملذاتها ، فأخذوا نصيبهم من اموال هذه الدنيا ومقتنياتها الأرضية الفانية متنازلين عن نصيبهم فيما يضمن لهم البقاء مع أبيهم السماوى من بركات روحية خالدة .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ". أنه إرث من والده كيف يطالب الأبن إرثا لا يستحقه لأنه ليس ماله ولم يتعب فيه ولا يملكه يطلبه من والده وهو حى وما كان ليحصل على هذه الحصة حتى موت والده. وكانت حصة هذا الأبن ألأصغر  تساوي ثلث الممتلكات إذ أن الابن البكر ينال الثلثين (انظر تث 21 : 17) تصرف الإبن الإصغر وتهوره وتطاوله على والده موقف يظهر روحاً متمردة عاصية إنساقت وراء أهوائها وشهولاتها صمت أذنيها عن الحياة العائلية فى حضن الآب السماوى ، فكر غير مُحِبّ ، ميال للتحرر من النظام التى وضعه الآب فى بيته مفضلا الإنفلات فى معيشة بهيمية  غير مهتم لاعائلته ولا بمستقبله  ولم يسلك ايضا بترتيب مهملا ما سييفعله عندما يصرف إرث والده .. إن مطلبه هذا لأبوه يعتبر خروجا عن التقاليد المتبعة فى الثقافة الشرقية ويطلق عليه المجتمع "ابن عاق غير بار بوالده" . بنظرون إليه على أنه رغب فى موت الأب بل أنه أماته وهو حى بطلبه ميراثه
(2) "فَقَسَمَ لهما مَعِيشَتَهُ". توجد عدة أسباب ثقافية وتشريعية تسمح بإعطاء الإرث مبكّراً، ولكن ليس بطلب من الابن. تصرفات الأب في السماح بتلبية هذا المطلب غير ملائمة وغير مستساغة ثقافياً ولا تشير إلى طبيعة المجتمع الشرقى إذا طبقنا المثل حرفيا ، هذا المثل هو وسيلة أدبية لتأكيد محبة لله الغامرة والتي تُعطى (قوة أو نعمة .. ألخ) بدون طلب استحقاق ومغفرته فيما بعد التي وردت في المثل.
وهذا المثل من أشهر الأمثلة التى كتبت فيها تأملات كثيرة جدا وهناك عدة نقاط يجدر الإشارة لها وهى : بالنسبة إلى الابن الأكبر، صمته عند طلب الابن هل يعتبر هذا موافقة لأنه حصل على ميراثة وظل مع أبيه ؟ وتصرف الأب ليس مغفوراً في الثقافة الشرقية. كان يجب أن يحتج بقوة. وهو  أيضاً من سيقع عليه اللوم في خاتمة المثل. ويقال أنه في الواقع، إنه يمثّل مواقف الفريسيين. ( هل سيقبلون الخطاة كما يفعل لله، أم أنهم سيرفض أخيه؟).
تفسير (لوقا 15: 13) 13 وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شئ له ورحل إلى بلد بعيدة وهناك بدد كل أمواله عائشا فى فجور . مما يدل على فسلد الإبن الصغر الذى يمثل قوم سلكوا فى طريق الطيش والتهور والإستهتار والمجون . وكان مما لا بد منه أن هذا النزق والطيش والتهور . والاستهتار يدفع بهم إلى الإسراف فى الشهوات الجسدية ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "جَمَعَ كُلَّ شَيْءٍ". أى أنه باع الممتلكات الزراعية وحصل على أموال بما يعني ( 1) أنه رهن المزرعة مصدر دخله وحتى تعريض وجودها المستقبلي للخطر و( 2) ويعتقد أنه فى هذه الحالة لسرعة طلبه للمال يقبل أى سعر لهذا بيعھا بسعر منخفض جداً. إذا كانت الأرض من بين الممتلكات، فإن الشاري ما كان ليأخذ ملكيتها حتى يموت الأب. والأب كان سيستخدمها حتى ذلك الوقت. لأن نظام التوريث يخضع لنظام معين مرتبط بأراضى السبط الذى ينتمى إليه الشخص
(2) "وَسَافَرَ". يظهر أن هذا ألبن المتمرد أراد أن يختفى عن عيون عائلته حتى وقريته حتى لا يوبخه أحد على فعلته ففضل السفر ليفعل ما يفعله بعيدا عن العيون وعن الألسنة التى ستتحدث عن أخباره فيما بعد والتى ستشعره بخطئة الذى فعله نحو ابيه  فيؤنبه ضميره ◙
(3) "هُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ " وفي الترجمة السريانية (البسيطة) تأتي هذه الآية : "هُناكَ بَدَّدَ مالَهُ عائشًا في التَّبْذير". نحويا : صيغة من الفعل اليونانى (sozoō)  ويعنى "يدّخر" مع أداة نفي (أي أنه لا يستطيع أن يدّخر). جميع ھالترجمات لإنجيل لوقا تستخدم الصيغة هنا في شكل ظرف حال، وهذا لا يرد في العهد الجديد إلا هنا فى هذه ألاية ، كنمط
لحياة ومعيشة حافله بالخلاعة والفحشاء (انظر الآية 3 والسبعينية للأم 7 : 11 & 28: 7)
وهذه الاية في الترجمة السريانية (الآرامية) في القرن الخامس تشير إلى من  هو يعيش حياته  بلا مبالاة أو تفكير بخصوص موارده المالية. وإن كلمة إسراف لا تعنى بأى حال من ألأحوال أنه كان يعيش بخلاعة أو بشكل غير اخلاقى
تفسير (لوقا 15: 14) 14 فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدا يحتاج.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
حتى إذا انفق كل ما عنده وقعت فى تلك البلد مجاعة فظيعة فبدأ يحتاج. والاسراف إلى الملذات الدنيئة التى سرعان ما تستنفذ كل ما يملكون من مقتنيات مادية ومواهب روحية ومن ثم سرعان ما يجدون أنفسهم صغر اليدين من كل شىء مادى وروحى على السواء ،
تفسير (لوقا 15: 15) 15 فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فارسله الى حقوله ليرعى خنازير.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 ومن ثم ذهب وإلتحق بواحد من أهل تلك المدن ، فأرسله إلى حقله ليرعى الخنازير - فلا يجدون امامهم من سبيل إلا أن يبيعوا أنفسهم للشيطان الذى يجد فيهم فريسة سهلة ، فيشتريهم بأبخس الأثمان ويستعبدهم إستعباد القوى للضعيف ، والثرى الشرير للمحتاج البائس ، فكما أن ذلك الرجل الذى لجأ إليه الابن الأصغر بعد أن ببد أمواله وأنفق كل ما عنده فى الشر والفجور ، لم يستخدمه راعيا للغنم التى هى مهنة كريمة ، وإذ ما استخدمه راعيآ للخنازير والتى هى أحقر الحيوانات وأقذرها ، حكذا يعمل الشيطان بالذين يلجأون إليه ويبيعون انفسهم له ، إذ يمرغهم فى الأوحال . ويسوقهم إلى أحقر وآقذر الأعمال .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "مَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ ْأهل ِ تِلْكَ الْكُورَةِ". مفتاح التفسير فى هذه الآية  كلمة "التصق" (kollaoō): وأستخدمها لوقا وبولس بشكل كبير. قد  تعني "يلازم" (أع 5: 13& 9: 26 & 10: 28)  أو "يلتصق ب" (مت 19: 5) (لو 10: 11) أو "ينضم إلى" (أع 8 : 29 & 17: 74) كانت  تعني بالأصل "يلتصق". هل عمل هذا الشاب اليھودي ابالأجرة عند ذاك الشخص؟  أم أنه التصق بشكل يائس بمزارع محلي وواضح أنه غير يهودى لأن مزرعته تربى الخنازير الذى هو نجس لليهود طلبا للمأوى فقط  من أجل الحياة؟ إنھا مسألة يأس. إلى أي درجة كان ذلك الشاب يائساً؟ وكم كان في حاجة وفاقة؟ ربما كان ذلك "الواحد من تلك الكورة" يحاول أن يذل ذلك الشاب اليهودى  بأن يطلب منه أن يطعم الخنازير! ولربما كان جائعاً جداً، وفي حالة شديدة من اليأس والحاجة والعوز ، حتى أنه كان ليفعل أي شيء لأجل البقاء على قيد الحياة.
تفسير (لوقا 15: 16) 16 وكان يشتهي ان يملا بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تاكله.فلم يعطه احد.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وكان يشتهى ان يملأ بطئه من الخرنوب الذى كانت تـكله الخنازير فلم يكن يعطيه أحد - وكما أن ذلك الرجل الذى لجأ إليه الابن الأصغر ضن عليه ولو ببقايا الطعام الذى يأكله هو أو يأكله حتى عبيده ليقتات به . وإنما تركه جائعا حتى يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب الذى كانت تأكله الخنازير، وهوثمر شجرة تنبت فى بلاد الشرق ويستخدمه رعاة الخنازير فى تسمينها، فلم يكن أحد يعطيه حتى من هذا الطعام الحقير الذى لا تأكله إلا الخنازير . هكذا يفعل الشيطان بمن يقعون تحت رحمته، إذ يتلذذ بتعذيبهم وإذلالهم كما يتلذذ بتعذيب وإذلال كل بشر من أبناء الله الذى اسقطه وحكم بالهلاك عليه فيضن عليهم بعد أن وقعوا فى قبضته بأى شئ فيه راحتهم أو كرامتهم.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "كَانَ يَشْتهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ" ترجمة فاندايك- البستاني   تتبع المخطوطات اليونانية القديمة  ،L،D،B،!،p75  ونص أوغسطين اليوناني، التي تحوي الفعلgemizoō   وكلمة "بطن/معدة".   وأما الترجمة المشتركة تتبع المخطوطة اليونانية القديمة A هى والفولغاتا اللاتينية القديمة والترجمة السريانية، وتحوي  الفعل(chortazoō) ولا تحوي الكلمة "بطن/معدة". عموماً، عندما تتوافق المخطوطتان !  وB   وتختلفان عن،  A فإن النقاد النصيين المعاصرين يتبعون المخطوطات الأسبق والأقدم. مهما يكن  من أمر، وكالمعتاد، فإن الفروق في المخطوطات لا تؤثر على معنى المقطع.
(2) "الْخُرْنُوبِ".  من الواضح أنه هناك نوعان من حبوب الخروب ھوالنوعين موجودين فى سوريا أحدهما حلو ويأكله عامة الناس. والآخر خروب بري وھو نبات قصير القامة ذو حبات سوداء حامضة المذاق . إنه لا يقدم طاقة غذائية كافية للحياة فهو يملأ المعدة فقط ويشعرها بالشبع . وهذا النوع البرى من الخرنوب والذى ترعاه الخنازير فى البرية هى التي كان يشتھي الشاب أن يأكلها ،
(3) " فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ". وهذا يعنى أن الرعاة أو الخدام الآخرين كانوا يجمعون طعام الخنازير من الخرنوب  ولم يكونوا يسمحون له بأن يأكل من طعام الخنازير.
ھ هذه مشكلة عالم قاسٍ.هذه حالة لم يخطط لها  ذلك الشاب، وقد صار الآن في  حالة جوع شديد تهدد حياته
تفسير (لوقا 15: 17) 17 فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فرجع إلى نفسه وقال: " كم لأبى من اجراء يتوافر لهم من الخبز ما يكفيهم ويفيض عنهم وانا اموت جوعا هنا؟.  وعندئذ يدأون - كما فعل ذلك الابن الأصغر- يفيقوق من سكرتهم ، ويرجعون إلى نفوسهم، ويندمون على ما فعوا إذ تمردوا على ابيهم السماوى وابتعدوا عن رعايته ومحبته وحنانه. وكما قال ذلك الابن فى لحظة ندمه ٠كم لابى من أجراء يتوافر لهم من الخبز ما يكفيهم وفيض عنهم وأنا أموت جوعا هنا
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ"
هذا الجزء من الآية  عبارة اصطلاحية عبرية تشير إلى ( 1) قبول المسؤولية والتوبة أو ( 2) عملية التفكير الشخصية الداخلية، الظھور أو التجلي (انظر لو 18: 4 ، نفس العبارة اليونانية تماماً). الآيات لو 18 : 19 تشير فى مضمونها إلى المعنى في البند الأول.
(2) "أَجِيرٍ". كان هناك درجات من الخدام والأجراء في حياة القرية الزراعية الريفية في الشرق  الأوسط أ) الخادم أو العبد فى البيت الذى يقوم بالعمال المنزلية التى تحتاج لمجهود عضلى ب) العبيد أو الخدام الذين كانوا يقومون بأعمال  وضيعة ولكن يعيشون في  الحقل أو المزرعة ج) العمال المستأجرين والمؤقتين الموسمين الذين كانوا يعيشون في المزرعة لفترة زمنية معينة عند الحصاد مثلا أو فى بداية الزراعة  وفى هذه القصة البند "ب" هو الذي يلائم حالة الابن .
(3) " إِلَى السَّمَاءِ". ھ تشير إلى الرب فى السماء . انظر التعليق على (لو 15 : 10 )
تفسير (لوقا 15: 18) 18 اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فكما قال ذلك الابن , اننى سأقوم وأذهب إلى أبى وأقول له: "يا أبي قد أخطأت إلى السماء وأمامك ،  يقولون هم أيضا فى انفسهم كم لأبيهم السماوى من خدام يرتعون فى ظل محبته التى لا تنتهى ، ويشبعون من فيض نعمته التى لا تنفذ ، بل تكفى الجميع وتفيض عنهم٠ وعنداستشعار الندم يبدأ العزم فى طلب المغفرة ، ويحل التواضع محل الكبرياء ، فلما عاد الابن الضال نادمآ نائبا معترفآ بخطاياه ، مستعدا لأن يتحمل ، نتائج ضلاله ، العقوبة التى يفرضها أبوه عليه وأن يجعله كأحد أجرائه ، لم يطرده أبوه خارجا ، وهذا يتفق مع قول فادينا . ومن يقبل إلى لا اخرجه خارجآ. (يوحنا ٦ :٣٧) بل فتح له خزائن مراحمه وأمر له بالحلة الأولى . والحلة الأولى هى المعمودية ، وهوالسر الأول من أسرار الروح القدس للخاطئ التائب ، لأنه بها يلبس المسيح (غلاطية ٣: ٢٧) بعد أن يخلق الخليقة الجديدة. ( غلاطية 6 : 15) كما أمر له بخاتم البنوة ، الذى يثبت حقه فى البنوة التى استردها من جديد وخاتم الثبيت فى التوبة هو سر المسحة للمقدسة أو الميرون ، المسمى بسر التثبيت ، الذى ينال به المعمد فيضا جديدا من مواهب الروح القدس لتثبته فى نعمة البنوة التى حصل عيها بالمعمودية ولذلك يستخدم الكاهن عند مسح اعضاء المعمد بالميرون تعبير ختم موهبة الروح القدس - وامر له بالعجل المسمن الذى به يغتذى الابن الضال الذى رجع إلى بيت ابيه جائعا بعد ان ذاق من خرنوب الخنازير . وهذا يشير إلى الخبز السماوى الذى يناله المعمدون بعد مسحهم بالميرون وهو سر التناول ، والقربان المقدس خبز الحياة الذى لايموت من يأكله بل يحيا إلى الأبد(يوحنا6: 50- 51)إذ قال الرب يسوع إن الخبزالذى أنا اعطى هو جسدى الذى ابذله من أجل حياة العالم. (يوحنا ٦: ٥١) .
تفسير (لوقا 15: 19) 19 ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا.اجعلني كاحد اجراك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولم أعد مستحقا أن أدعى لك إبنا ، فاجعلنى كأحد اجرائك . اننى سأقوم وأذهب إلى أبى وأقول له ؛ با ابى أخطأت إلى السماء وأمامك ، ولم أعد مستحقا ان أدعى لك إبنا ، فاجعلنى كأحد أجرائك ، يقرر أولئك النادمون هم أيضا أن يعودوا إلي أبيهم السماوى . معترفين بخطئهم إليه . ويعلم استحقاقهم - بسبب عقوقهم . أن يكونوا أبناء له مرتضين أن يعاملهم كما يعامل السيد عبيده ، لا كما يعامل الأب أبناءه بيد أنهم إذ يفكرون على هذا النحو لا يعلمون مدى صلاح الله أو إستعباده لقبول التوبة ومنح الغغران .
يفضوا إليه بندمهم وتوبتهم ، إذ يقول بلسان إشعياء النبى . إنى قبلما يدعون انا أجيب. (إشعياء 65: 24) . وهر يغفر لهم خطاياهم حتى قبل ان يطلبوا ذلك لانه عالم بما فى نفوسهم ، ويفول بلسان حزقيال النبى فإذا رجع شرير عن جميع خطاياه التى فعلها ، وحفظ كل فرائضى وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا لا يموت ٠ كل معاصيه التى فعها لا تذكر له ، (حزقيال 18: 21- 22). ومن ثم فإنهم - ولو قالوا كما قال الابن الضال فى تواضع لم اعد مستحقا أن أدعى لك إبنا ، يعيد إليهم اعتبارهم ويرد إليهم صبغة بنوتهم له كاملة ، مقررا إستحقاقهم لهذه البنوة ماداموا قد ندموا واسغفروا ، وعادوا إلى طاعته وارتضوا ان يعيشوا تحت رعايته بل إنه لفرحه بعودتهم إليه يحتفل بهم إحتفال ذلك الاب بإبنه الضال
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة   107( مثل لإبن الضال)
فما هو موضوع المثل إذن؟ دعونا نفحص المناسبة التي قادت إليه، فإننا بنلك سنتعلم الحقيقة. لذلك فإن لوقا المبارك نفسه قد تكلم قليلأ عن المسيح مخلصنا قبل هذا المثل فقال:" وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه ، فتذمر الفريسييون والكتبة قائلين هذا الأنسان يقبل الخطاة وياكل معهما" (لو 15: 1و 2) لذلك ، فلأن الفريسيين والكتبة اعترضوا على رحمته ومحبته للإنسان وبشر وبعدم تقوى لاموه على قبول وتعليم الناس الذين كانت حياتهم مدنسة ، فكان من الضروري ان يضع المسيح أمامهم هذا المثل ، ليريهم هذا الأمر ذاته بوضوح : إن إله الكل يريد من الأنسان الثابت والراسخ ، والذي يعرف ان يعيش حياة مقدسة وقد وصل إلى ما يستحق اعلى مديح لأجل تعقله فى السلوك ، يربد من هذا الأنسان ان يكون مخلصنا في إتباع مشيئته، لكن حينما يدعى اي واحد بى التوبة حتى ان كان من الذين يعيشون حياة ملومة جدا، فإنه ينبغي بالحري ان يفرح ولا يكون عنده غيظ مضاد للمحبة من جهة للتائبين٠
لأننا نحن احيانا نخبر شيئا من هذا النوع لأنه يوجد البعض الذين يعيشون حياة كاملة مكرمة ثابتة ، ويمارسون كل نوع من اعمال الفضيلة ، ويمتتعون عن كل شيء مخالف لشريعة الرب ، ويتوجون بمديح كامل في نظر الرب والناس. بينما البعض الآخر ربما يكونون ضعفاء عاثرين ، ومنحطين إلى كل نوع من الشر ومذنبين بأفعال رديئة ، محبين للدنس والطمع وملوثبن بكل إثم . ومع ذلك يحدث كثيرا أن يرجع أحد هؤلاء إلى الله في سن متقدم ويطلب .غفران خطاياه السابقة: " إنه يصلي طالبا الرحمة ، ولذ يترك عنه إستعداده للسقوط في الخطية ، وتشتعل فيه الرغبة للحياة الفاضلة ، أو ربما حينما يوشك على الإقتراب من نهاية حياته ، فإنه يطلب المعمودية الإلهية ويغتسل من خطاياه تاركا شروره ، فإن الرب يكون رحيما به . وقد يحدث احيانا ان يتذمر بعض الأشخاص من هذا ، بل ويقولون: " هذا الإنسان الذي كان مذنبا بكذا وكذا من الأعمال الشريرة ، وقد تكلم بكذا وكذا من الكلمات ، هذا . الإنسان لم يف دين سلوكه الرديء امام قاضي العدل ، بل إنه حسب أهلا لنعمة سامية وعجيبة وقد حسب بين أبناء الرب ، وكرم بمجد القديسين . مثل هذه الشكوى ينطق بها الناس أحيانا نتيجة ضيق العقل الفارغ. وشكواهم لا تتفق مع غرض أب الجميع . لأن الآب يفرح فرحا عظيما حينما يرى الذين كانوا ضالين يحصلون على الخلاص ، وهو يرفعهم ثانية إلى ما كانوا عليه في البداية ، معطيا لهم ثياب الحرية مزينا اياهم بالحلة الأولى ، ويضع خاتما في يدهم ، أي السلوك باستقامة ، الذي يرضي الرب ويليق بالأحرار.
لذلك فإن واجبنا ان نخضع أنفسنا لما بريده الرب ، لأنه يشفي الذين هم مرضى ، وهو يرفع الساقطي ن، ويمد يده بالمعونة للذين يعثرون ، ويرد إليه الذين ابتعدوا عنه ، وهو يشكل من جديد في شكل حياة ممدوحة وبلا لوم أولئك الذين كانوا يتمرغون في وحل الخطية ، إنه يفتش عن اولئك الذين ضلوا ، وهو يقيم من الموت الذين كانوا يعانون من الموت الروحي.
دعونا نفرح أيضا ، هيا نفرح ، مع الملائكة القديسين ونسبح الرب لأنه صالح ومحب للبشر ، ولأنه رحيم ولا يذكر الشر ، لأنه ان كنا نفكر هكذا فالمسيح سوف يقبلنا ، الذي به ومعه للرب الآب كل تسبيح وسيادة مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
تفسير (لوقا 15: 20) 20 فقام وجاء الى ابيه.واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
ثم قام وجاء إلي أبيه وإذ كان لا يزال على مسافة شاسعة رآه أبوه فتحنن عليه وركض والقى بنفسه على عنقه وقبله . لأنه كما إن ابا ذلك الابن الضال راه وهو آت من بعيد ، فتحنن عليه وركض والقى بنفسه فى فى عطف وفرح على عنقه وقبله، هكذا يفعل الله بالذين يندمون ويتوبون عن خطاياهم ويأتون إليه ليطلبوا غفرانه، إذ يراهم وهم آتون من بعيد، فيتحنن عليهم ويفرح بهم ويسارع إلى معانقتهم وتقبيلهم حتى قبل أن
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ". انتظار وترقب الأب والأفعال غير الاعتيادية التي قام تدل على شدة محبته لإبنه الذى تركه بالرغمن إسائته إليه . وقام الأب بعملين هما أنه "عانقه" و"قبّله"، وفى ترجمة العهد القديم السبعينية  في (تك 33 :4 & 45: 14- 15) تشير إلى لم شمل العائلة الفعل الأخير ، "قبّله"، يمكن أن يكون علامة على المغفرة من ( 2 صم 14 :33) وهى كلمة مركبة (kata + phileoō)  تدل على عاطفة محبة متقدة وحانية  (لو 7: 38) (أع20: 37) عند تفسير الأمثال يجب البحث عن الحقيقة المركزية (وعادة تكون فيما هو صادم ثقافياً أو غير متوقع لتقاليد المجتمع أو تفكير القادة الدينيين) ويجب ألا يفترض أن تكون كل التفاصيل مجازية. أفعال الأب في موافقته على مطلب الشاب الأولي الذي يهدد حياة العائلة بأكملها  بالخطر كما هدد حياة الأبن أيضا بالخطر ، كان غير ملائم ثقافياً وأخلاقياً ولكن بإعتباره مثلا ينتقى منه النموذج المحب للأبوة قد يقول بعض المفسرين أن هذا الأفعال لا يجب اعتبارها من صفات لله. فالله لن يعطينا ما يدمرنا ويهلكنا .  وهناك مفسرين آخرين يعطونا أمثال كثيرة من الكتاب المقدس تبين أن يهوه لا يسير الإنسان بل يخيرة بل بالأحرى يعطينا 􀍿الحرية فى ألإختيار بين اثنين أن نكون معه أو نقترق عنه مثل الشعب اليهودى باكمله كان يخيره بين أن يكون معهم ويساعدهم إذا أطاعوه وحفظوا كلامه أو يتركهم فى حاله عصيانهم وتمردهم عليه كما أن الشيطان نفسه يجرب أولاد يهوه ويعطوننا مثلا عن أيوب البار
إن النقطة المركزية والمحورية فى هذا المثل هو  مغفرة الأب غير المشروطة واستعادته السمحة لشخص لا يستحق هى بالتأكيد من سمات كلمة يهوه . أما ما يهدف إليه ويشير إليه المثل بوضوح هو الموقف الرافض للآخر ليدخل حظيرة الإيمان معه  وهو موقف لا يتسامح مع الخطاة ويدل على البر الذاتى الذي يتخذه الفريسيون (أي الأخ الأكبر، الآيات )لو 15: 25- 32 وخاصة ألاية 28) 
تفسير (لوقا 15: 21) 21 فقال له الابن يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال له ابنه: يا أبى قد أخطات إلى السماء وأمامك،
كما أن هنا المثل ينطبق بصورة أكثر عمرما على كل البشر الذين هم جميعا فى الأصل أبناء الله، والذين توجد منهم قلة باره أو تدعى البر وتريد أن تحتكر لنفسها نعمة الله ونعيمه كما توجد منهم قلة أخرى أوغلت فى الشر وأسرفت فى الضلال . بيد أنها إن ندمت وتابت وعادت إلى الله طالبة غفرانه ، فإنه يفرح بندمها ويقبل توبتها ، ويمنحها ما طلبت من غفران . وفى هذه الحالة يكون الابن الضال هو كل إنسان شارد عن طريق الخلاص . ورجوعه إلى نفسه معناه ان الخاطئ - كل خاطئ - يكون بشروره قد تاه هاربا حتى من نفسه ، فإذا رجع إلى نفسه ، ثاب الى رشده٠ والرجوع إلى النفس يقود النفس إلى خير عظيم، لأنه يمهد لها الطريق إلى مقام المراجعة والمحاسبة والفحص أمام محكمة الضمير . وحكم الضمير حاسم وصارم على النفس إذا ملكها . فإنه يحجم عليها أولا باللوم . فتندم وتنسحق بالأسى أمام الل ه، وتذوب إتضاعا ومسكة وخشوعا وخوفا ورعبا وجزعا ، فتحتقر ذاتها ، وتذرف الدمع جزعا على ما صنعت ، وأسفآ على ما فقدت وخسرت، وهذا هو معنى قول مخلصنا فى المثل الذى ضربه عن الابن الضال فرجع إلى نفسه وقال؛ كم لأبى من أجراء يتوافر لهم من الخبز ما يكفيهم ويفيص عنهم ، وانا اموت جوعا هنا. والضمير يحكم على النفس ثانيا بالتوبة ، اى بالرجوع عن الخطأ والعزم على تجديد السيرة ، إذ يقول الابن الضال . اننى سأقوم وأذهب إلى أبى ، وأقول له: يا ابى قد اخطأت إلى السماء وأمامك ، ولم أعد مستحقا أن أدعى لك إبنا ، فاجعلنى كأحد أجرائك .. والضمير يحكم على النفس طالبا بإصلاح الخطأ والعمل فورا على ذلك ، بالاعتراف الصريح العلنى بالخطأ وتحمل نتائج الخطأ فى رضا كما فعل الابن الضال فى المثل إذ قام وجاء إلى ابيه.. فقال له.. يا أبى قد أخطات إلى السماء وامامك، ولم أعد مستحقا أن أدعى لك ابنا.
وليس الإعتراف الصحيح بالخطأ هو الاعتراف لله فقط . .بل أيضا إلى من أساء إليهم المخطئ بخطئه وخطيئته، ومن بينهم ، الكاهن حارس الشريعة التى اعتدى عليها الخاطئ وتجاوزها . ولذلك قال يشرع بن نون لعاخان بن كرمى الذى اقترف جريمة سرقة فتسببت فى الهزيمة فى الحرب لبنى إسرانيل ٠ يا ابنى أعط الآن مجدآ للرب إله إسرائيل واعترف له وأخبرنى الآن ماذا عملت . لا تخف عنى. (يشوع 7: 19 ) .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) هناك تغاير في المخطوطات اليونانية في هذه الآية. بعض نصوص المخطوطات القديمة  تنتهى  بعبارة "لَكَ ابْنًا"، ولكن مخطوطات أخرى تضيف التكملة في الآية (لو 15: 19 ) : "اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ".  ويعطي  UBS أرجحية عالية للنص الأقصر (مؤكد).
تفسير (لوقا 15: 22) 22 فقال الاب لعبيده اخرجوا الحلة الاولى والبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولم أعد مستحقإ أن أدعى لك إبنا وأما الأب فقال لعبيده : أسرعوا وأخرجوا الحله الأولى ، وألبسوه إياها ، وضعوا خاما فى يده وحذاء فى قدميه ، وكما قال ذلك الأب لعبيده ، أسرعوا وأخرجوا الحلة الأولى والبسوه إياها ، يلبسهم الله الحلة الأولى التى كانوا يلبسونها حين كانوا أبرارا قبل تمردهم وضلالهم ، وهى أفضل حلة وأفخرها وأكثرها بهاء وضياء، وأجدرها بالفرح والبهجة ، لأنها ثوب الخلاص ورداء البر الذى حين يلبسه إنسان لا يسعه إلا ان يهتف مع إشعياء النبى قائلا فرحا افرح بالرب . تبتهج نفس بإلهى ، لأنه قد ألبسنى ثياب الخلاس ، كسانى رداء البر ، مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها (إشعياء ١٠:٦١)-
وكما وضع أبو الابن الضال خاتما فى يده تكريما له وإقرارأ ببنوته وبعوده ما بملك من سلطان فى بيت أبيه ، هكذا يكرم الله التائبين العائدين إليه ويعطيهم سلطانا كأبناء فى بيته ، كما فعل فرعون حين أراد أن يمنح السلطان ليوسف ، إذ قال له كما جاء فى سفرالتكوين قد جعلتك على كل أرض مصر وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله فى يد يوسف. (التكوين 41: 41- 42)-
وكما وضع أبو الابن الضال حذاء فى قدميه بعد أن جاءه حافيا ، فأعاد بذلك كرامته ومكانته كإنسان حر، بعد أن كان عبدا حافى القدمين ، هكذا يعيد الله للقادمين التائبين كرامتهم ومكانتهم بحكم ما ينبغى لهم من مكانة وكرامه كأبناء لله .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) . نحويا : أمر ماشي بسيط مبني للمعلوم. فى أفعال الأمر الثلاثة ، وكل منهم يأمر الخُدّام بأن يقوموا بتلك الأمور فوراً. أ) الْحُلَّةَ الأُولَى". كانت ھهذه العلامة على المكانة في العائلة. ب) "خَاتَمًا". هذه علامة استعادة المكانة والسلطة في العائلة كان الخاتم ينقش عليه علامة العائلة. ج) "حِذَاءً". هذه دلالة على أن الابن مالك وليس أجير فالجير لا يلبس حذءا . "
تفسير (لوقا 15: 23) 23 وقدموا العجل المسمن واذبحوه فناكل ونفرح.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وهاتوا العجل المسمن واذبحوه ، فنأكل ونفرح ،  وكما ذبح أبو الابن الضال العجل المسمن ليأكل مع أهل بيت ، إحتفالآ بعودة إبنه إليه ، وإظهار الفرحه ، قائلا :" ان ابنه هذا كان ميتا فعاد إلى الحياة ، وكان ضالآ فوجدناه ، هكذا يفرح الله بالنادمين التائبين العائدين إليه ، لانهم كانوا وهم فى حالة تمردهم عليه وعنادهم له .ابتعادهم عنه وانقيادهم للشيطان - فى حكم الأموات ، بل كانوا أمواتأ بالفعل ، حتى إذ ندموا وعادوا إلى الحياة وفقا لقول بولس الرسول فى رسالته إلى آهل أفسس : " أنتم كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا التى ملكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم ، حسب رئيس سلطان الهواء ، الروح الذى يعمل الآن فى أبناء المعصية ، الذين نحن أيضا جميعا تصرفنا قبلا بينهم فى شهوات جسدنا ، عاملين مشيئات الجسد والأفكار ، وكنا بالطبيعة أبناء الغضب الباقين أيضا . الله الذى هو غنى فى الرحمة من أجل محبته الكثيرة التى أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا ، أحيانا مع المسيح. (افسس ٢ : ١ - ۵) ولأنهم كانوا ضالين عن طريق الله ، هائمين فى الظلام خارج أسوار ملكوته النورانى فعادوا واهتدوا إلى باب ذلك الملكوت وطرقوه ، ففتحه الله لهم ، فرحا بهم ، غافرا كل ذنوبهم منتقلا بهم من الموت إلى الحياة ومن النقمة إلى النعمة، ومن الظلام إلى النور. وقد أعد لهم وليمة فاخرة زاخرة ، لا بلحوم العجول المسمنة ، وإنما باطايب البركات السماوية التى هى أشهى وأبهى من كل مسنات الأرض ، والتى يفرح ويبنهج بها كل من يحظى بها ، وينسى كل ما تكبد فى العالم الشرير من الام ، وما سفك من دموع ، وما عانى من ذل وعار ، إذ قال إشعياء النبى ٠ يصنع رب الجنود٠ وليمة سمائن ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه ، وينزع عار شعبه عن كل الأرض (إشعياء ٢٥ : ٦ - ٨) . وهكذا يعم السماء كلها فرح بعودة أولئك الأشرار الضالين إلى أبيهم السماوى ، نادمين تائبين مستغفرين .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ". كان اليهود يأكلون اللحم الأحمر فقط في المناسبات الخاصة جداً. : وكان هذا اللحم الأكثر ثمناً  غالبا ما يؤكل فى المناسبات الهامة وكانوا دائما يأكلون ألأغنام  حيث يكون عدد المدعوين قليلا  . ويشير ذبح العجل المسمن يعني ضمناً مشاركة كل الجماعة أو معظم أهل القرية في الوليمة. وذبح العجل يعنى قبول القرية لهذا الأبن الذى ترك القرية مسافرا عندما أخذ إرثه من أبيه  وقد تكون ذبيحة مغفرة صنعها الآب وهذه الوليمة السخية التي تُقام لأجل الابن المتمرد هى عنصر أساسى من عناصر الغير متوقعة  في المثل. الشركة على المائدة كانت استعارة يهودية  تدل على السماء (الوليمة الأخروية). والمفاجئة  هو أن الابن الأصغر (الذي يرمز إلى جباة الضرائب والخطأة) هو  المُحتفى به في الوليمة، بينما الابن الأكبر (الذي يرمز إلى رؤساء الدين) يرفض أن يحضر ويقول أنه ليس هناك وليمة له ولا ذبيحة .الفكر الذى قلب التقليد الشفهى اليهودى   أمر نمطي في تعاليم يسوع.
تفسير (لوقا 15: 24) 24 لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد.فابتداوا يفرحون.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
لأن ابنى هذا كان ميتا فعاد إلى الحياة ، وكان ضالا فوجدناه فأخذوا يفرحون .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) هذه ألاية تشبة الآيات (لو 15: 6- 7& 9- 10)  السماء تبتهج بعودة الخطاة واستردادهم من قبضة الشرير .
تفسير (لوقا 15: 25) 25 وكان ابنه الاكبر في الحقل.فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت الات طرب ورقصا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وكان ابنه الأكبر فى الحقل فلما جاء واقترب من البيت سمع أصوات غناء ورقص ، والفريق الآخر من أبناء الله الذين يرمز إليهم الابن الأكبر لذلك الأب الذى ذكره مخلصنا فى المثل الذى ضربه ، ,والذين ظلوا - ولو فى الظاهر . مبدين له الخضوع ، والخشوع ، ولا سيما الفريسيون والكتبة وأمثالهم من معلمى الدين اليهودى ، إذ لا يدركون مدى صلاح الله ورحمته ومحبته للبشر جميعا ، لايلبثون أن تأكل الغيرة قلوبهم ، فيفطون ما فعله ذلك الابن الأكبر حين عاد من الحقل وسمع أصوات الغناء والرقص فى بيت أبيه ، وعلم بعودة أخيه وبما غمره به أبوه من حفاوة وتكريم . إذ أنهم سيغضبون كما غضب ذلك الابن ، ويرفضون أن يجمعهم مكان واحد بأولئك الذين كانوا يعتبرونهم أشرارآثمين من العشارين وأمثالهم ، فكانوا يزدرونهم ويحتقرونهم ويتجنبون مخاطبتهم او مخالطتهم، متعالين عليهم ، مقررين أنهم ملعونون من الله ، ومفاخرين بانهم هم وحدهم موضع رضى الله وورثة ملكوته ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "ابْنُهُ الأَكْبَرُ". إذا كان الابن المبذّر (الضال / المفقود / الشاطر) يمثل البشرية الضالة والساقطة الخاطئة التى أبتعدت يهوه، فإن الابن الأكبر يمثل موقف رؤساء الدين ذوي البر الذاتي.
ھولكن المثل يوضح تماما موقف الرب يهوه  : أ) فرح ألآب بذلك الذي يتوب لهذا أرسل كلمته إلى العالم حتى يخلص الذى يؤمن به وتكون له حياة ابدية ب) ألم لله عندما لا يقبل أحد أعضاء عائلته الروحية أن يغفر ويقبل الأعضاء الآخرين (أخوتهم الخاطئين)
في الواقع يظهر بعض المؤمنين والأكليروس أنهم من سلالة الفريسيين . هناك خطاة وهناك ايضا إبن اكبر يصر على عدم مغفرة ما فعله أخيه ألأصغر بعد توبته  إن عائلة هذا الأب لا تزالان تعيشان في مبنى الكنيسة اليوم وهناك نوعان من الإقصاء والتباعد: أ)  التمرد الصريح العلني  ب) الفوقية المخفية والغيرة المحتجبة - كل من هذين الأبنين ، ولأسباب متناقضة متعاكسة، كانوا خارجين على  الشركة مع الأب.
تفسير (لوقا 15: 26) 26 فدعا واحدا من الغلمان وساله ما عسى ان يكون هذا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فاستدعى أحد الغلمان وسأله : ما هذا؟
تفسير (لوقا 15: 27) 27 فقال له.اخوك جاء فذبح ابوك العجل المسمن لانه قبله سالما.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال له: إن أخاك قد جاء فذبح أبوك العجل المسمن ، لأنه عاد إليه سالما .
تفسير (لوقا 15: 28) 28 فغضب ولم يرد ان يدخل.فخرج ابوه يطلب اليه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فغضب ولم يرد ان يدخل فخرج أبوه وراح يتوسل إليه.
تفسير (لوقا 15: 29) 29 فاجاب وقال لابيه ها انا اخدمك سنين هذا عددها وقط لم اتجاوز وصيتك وجديا لم تعطني قط لافرح مع اصدقائي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فأجاب وقال . لأبيه: ها أنا ذا أخدمك هذه السنين كلها ، ولم أعص لك أمرا قط . ومع ذلك ما أعطيتني فى يوم من الأيام جديأ لأفرح مع أصحابى . بل إنهم يروحون يتفاخرون على الله نفسه ، وينكرون فضله عليهم ، كما تفاخر ذلك الابن على أبيه وأنكر فضله عليه ، إذ قال له ها أناذا أخدمك هذه السنين كلها ، ولم أعص لك أمرآ قط ، ومع نلك ما أعطيتنى فى يوم من الأيام جديآ لأفرح مع أصحابى ، وكأنما كانت خدمتهم له وطاعتهم له فضلا أسدوه إليه ، وليست واجبا عليهم إزاءه ، وكانت كل البركات التى أغدقها عليهم فى رعايته لهم لاتساوى جديا يعيرونه بانه لم يعطه إياهم ليفرحوا مع أصدقائهم ، فرحا جسنيأ أرضيا ، لا فرحآ روحيا سمائيا ، مما يدل على أن خدمتهم لله إنما كانت عن نفاق ، وأن طاعتهم له إنما كانت عن رياء ، وان صلاحهم الذى يتظاهرون به إنما ينطوى على أقبح صفات يتصف بها البشر، وهى الحقد والحسد والغيرة من إخوتهم النادمين التائبين الذين شملهم الله برضاه وغفرانه ٠ إذ أنهم كما فعل نلك الابن الأكبر إذ قال لأبيه , ولكنك ما إن جاء ابنك هذا الذى بدد ثروتك على الزانيات ، حتى ذبحت له العجل المسمن ، يفعلون هم إذ يلومون الله لانه ساوى بينهم - وهم الذين يعتبرون انفسهم ابرارا أطهارآ - وبين أولئك الذين يعتبرونهم أشرار فحارا ، مهما ندموا وتابوا . بيد ان الله فى صلاحه وحكمته ورحمته وحلمه وعلمه بضعف البش ر، لا يقابل بغضبه غضب أولئك الذين يتفاخرون عليهم ويترفق بهم ، ويوضح لهم حكمته فيما يعمل بل ويصحح لهم فهمهم الخاطئ لتعاليمه الكريمة الرحيمة لإخوتهم الذين مهما كانوا قد تصرفوا من قبل فى شر وفجور فإن ندمهم وتوبتهم يطهرانهم من كل شر ارتكبوه ، ومن كل فجور اقترفوه ويجعلانهم مستحقين لعفوه وغفرانه الذين لا حدود لهما ولا قيود عليهما - بل يجعلانهم مستحتين لان يفرح ويبتهج بعودتهم إليه وخضوعهم له خضوع الأبناء لأبيهم وهذا هو الذى يرمز إليه ما فعله الأب مع إينه الأكبر فى المثل الذى ضربه مخلصنا حين غضب ورفض أن يدخل البيت حقدا على أخيه العائد وحسدأ له إذ خرج وراح يتوسل إليه قائلآ له ، يابنى أنت دائما معى ، وكل ما لى فهو لك ، إلا أننا كان ينبغى أن نفرح ونبتهج ، لأن أخاك هذا كان ميتا فعاد الحياة ، وكان ضالا فوجدناه . وذلك لأن الله كما يفرح بعودة أبنائه التمردين حين يعودون إلى طاعته ، يحزن من تمرد ابنائه المطيعين حين يتمردون عليه ، ويبذل كل جهد فى إسترضائهم وإستبقائهم تحت رعايته ، مشمولين بعنايته ونعمته وبركته ، ومتمتعين بالسلطان الذى منحهم إياه حين كانوا دائما معه بإعتباره أباهم وباعتبارهم أبناءه ، ذلك السلطان الذى يجعل كل ما للأب مملوكآ للابن تحت تصرفه- لأنه إلى هذا المدى يبلغ حب الآب السماوى لأبنائه من البشر، حتى إنه ليحتمل فى محبته تلك تذمرهم عليه ، كما يحتمل كثيرأ من صور حماقتهم وغباوتهم ، وقصورهم فى تفكيرهم ، وتهورهم فى شعورهم ، ويعمل بمقتضى رحمته على إصلاح ذلك لامساوئ والنقائص فيهم ٠ مستخدمأ فى ذلك كل وسيلة وسالكآ كل سبيل ، حتى لا يعود ثمة من وسيلة أو سبيل لاصلاحهم، فيغضب عندئذ عليهم ، ويقضى بمقتضى عدالته بهلاكهم.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "ها أَنَا أَخْدِمُكَ". تتظهر هذه العبارة غضب الابن المحبوس واستيائه، وربما الغيرة  أنه يتهم الأب بعدم العدل بينه وأخيه الأصغر  - بالرغم من خدمة الأبن الأكبر لأبيه إلا أنه لم يتمتع بجلوسه مع الاب وفى بيته إنها نعمة كبيرة لم يحس بها ربما كان فى قلبه شيئ من الحسد بإحتفال أبيه بالضغير فظن أنه لعمله معه كان يريد المقابل ألم يتفق معه على عمله بإرادته قعد فى بيت ابيه متنعما بعيدا عن جوع العالم وشقائة فماذا يريد هذا الأبن . وعموما يشعر الابن الأكبر أنه يستحق محبة الوالد بسبب إطاعته له ومثابرته (الناموسية  التشريعية لذوي البر الذاتي، (راجع المثل في مت 20 : 1- 16)
(2) الآب يحب الفريسيين أيضاً!
(2) " جَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ". الجدى قيمته أقل من قيمة العجل المسمن الذى ذبحه أبيه لأخوه . يشعر الابن الأكبر أنه مهمل فهو بذلك لم يشعر بأن فى فمه ملغقة من ذهب كل ما لأبيه كان يتمتع به قبل وبعد غياب أخيه إنها محبة ألاب وهو معه لم يشعر بها لأنه لم يفقدها مثل أخيه .
لماذا هذا الأبن يلوم الأب هل طلب منه جديا ورفض الأب ألم يقل أطلبوا تعطوا
تفسير (لوقا 15: 30)  30 ولكن لما جاء ابنك هذا الذي اكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
ولكنك ما إن جاء ابنك هذا الذى بدد ثروتك على الزانيات ، حتى ذبحت له العجل المسمن
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "ابْنُكَ هذَا". هذه العبارة التى قالها الأخ ألكبر عن أخيه تظهر بوضوح مدى غضب الابن الأكبر واستمرار رفضه لأخيه. (2) "مَعَ الزَّوَانِي". قد يكون هذا حدث أو مجرد تخمين من الابن الأكبر. ولكنه يسئ لسمعه أخيه ويدينه فى الوقت الذى لم يدينه صاحب الأمر والنهى والسلطة الآب
تفسير (لوقا 15: 31) 31 فقال له يا بني انت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال له: يا بنى، أنت دائما معى ، وكل ما لى فهو لك .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) "كُلُّ مَا لِي فهو لَكَ". بقية الميراث يخص الابن الأكبر كلياً. حياة ورزق الابن الأصغر كانت في الواقع بيد الابن الأكبر. الأبن ألكبر هو من يتولى مسئولية الرعاية فى العائلة بعد موت الأب لقد كان الابن الأصغر تحت رحمة الابن الأكبر بشكل كامل بعد أن يموت الأب.
تفسير (لوقا 15: 32) 32 ولكن كان ينبغي ان نفرح ونسر لان اخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إلا أننا كان ينبغى أن نفرح ونبتهج ، لأن اخاك هذا كان ميتا فعاد إلى الحياة ، وكان ضالا فوجدناه.
ولئن كان هذا المثل الذى ضربه مخلصنا ينطبق على الفريسيين والكتبة الذين كانوا يدعون لأنفسهم الصلاح وطاعة الله ، والذين لاموه على قبوله للعشارين والخطاة من اليهود الذين كانوا يعتبرونهم أشرارا ملعونين من الله ، والذين كانوا يجيئون إليه باحثين لديه عن التوبة والخلاص، إنه ينطبق بصورة أعم . على الأمة اليهودية كلها التى كانت تعتبر نفسها الشعب المختار من الله والمستحفة لملكوته السماوى وحدها دون سائر الامم الوثنية التى إن كانت غارقة فى الشرور والاثام فإنها كانت مستعدة مع ذلك للتوبة وقبول الخلاص.
وهكذا هدم مخلصنا بتلك الأمثال الثلاثة التى ضربها للفريسيين والكتبة ، الاتهام الذى وجهوه إليه، ليكيدوا له ويسعوا إلى هلاكه ، فأخرسهم وأخجلهم.




 

 

 

 

 

This site was last updated 08/18/20