Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير  / شرح إنجيل لوقا الإصحاح التاسع (لو9: 18- 62) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل18
تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح التاسع  (لو9: 18- 62)
4. التلاميذ والتعرف على شخص المسيح (لوقا 9: 18-21)
5. التلاميذ والصليب (لوقا 9: 22-27)
6. التلاميذ ومجد التجلي (لوقا 9: 28-36)
7. التلاميذ وشفاء مريض بالصرع إخراج الأرواح الشرِّيرة (لوقا 9: 37-43)
8. التلاميذ وتسليم ابن الإنسان (لوقا 9: 44-45)
9. التلاميذ والتواضع (لوقا 9: 46-48)
10. التلاميذ وخدمة الآخرين (لوقا 9: 49-50)
11. التلاميذ والنار من السماء السيد المسيح لم يأتى ليهلك بل ليحى (لوقا 9: 51-56)
12. شروط التلمذة للسيِّد : الخدمة والتجرد والتفرغ (لوقا 9: 57-62)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

 4. التلاميذ والتعرف على شخص المسيح (لوقا 9: 18-21)
تفسير (لوقا 9: 18) 18 وفيما هو يصلي على انفراد كان التلاميذ معه.فسالهم قائلا من تقول الجموع اني انا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد حدث أن فادينا كان يصلى على إنفراد كعادته كلما أتيحت له فرصة لذلك بين كل فترة واخرى من فترات خدمته التعليمية التى كانت تشتغرق كل وقته ، وكان تلاميذه - الذين هم بمثابة عائلته ، محيطين به أو قريبين منه وهو يصلى ، ليعلمهم أن يصلوا فى كل حين ، على إنفراد أو مع الناس ، وليهيئ أذهانهم بصلاته وصلاتهم معه للإجابة على السؤال الخطير الذى كان مزمعا أن يوجهه إليهم ، كى يمتحن مدى ما وصلوا إليه من ألإيمان به والإدراك لحقيقة شخصيته ، وقد مهد لذلك بأن سألهم قائلاً : "  من تقول الجموع اني انا؟"
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 49
حسنا أن ننادى على أولئك الذين يريدون أن يفتشوا الكتب المقدسة قائلين لهم: قوموا، واستيقظوا ، لأنه من المستحيل أن ندرك معنى سر المسيح بالضبط إن كنا نستعمل لهذا الغرض عقلآ فاسدا، وذهنا - كما لو كان -غارقا في النوم . فالأمر يحتاج بالحري إلى عقل يقظ، وبصيرة ثاقبة، لأن الموضوع يصعب فهمه إلى أقصى درجة، وهذا ما يتضح الآن حينما وصل حديثنا إلى شرح هذا المقطع الذي أمامنا. لأنه ماذا يقول البشير؟: "وفيما هو يصلى على انفراد ، كان التلاميذ معه فسالهم قائلآ، من تقول الجموع عنى ". والآن فإن أول شيء يجب أن نبحث عنه هو: ما الذي جعل ربنا يسوع المسيح يوجه هذا السؤال أو الاستفسار إلى الرسل القديسين . فلا كلمة من كلماته ولا عمل من أعماله تكون في وقت غير ملائم أو بدون سبب مناسب ، بل بالحري هو يعمل كل الأشياء بحكمة وفى حينها. لذلك، فماذا نقول، وأي شرح مناسب نجده لأعماله الحاضرة؟ لقد أطعم جمعا كببرا من خمسة آلاف رجل في البرية، وكيف أطعمهم؟ بخمس خبزات! وكسر معها سمكتين إلى أجزاء صغيرة ! وهذه تكاثرت جدا من لا شيء حتى إنهم رفعوا اثنتي عشر قفة من الكسر المتبقية. لذلك، فالتلاميذ المباركون والجموع أيضا
دهشوا ورأوا بواسطة المعجزة التي أجريت إنه حقا هو الرب وابن الرب . وفيما بعد، حينما انصرف من الجموع، وكان هو على انفراد، وكنان منشغلآ بالصلاة ، وفى هذا أيضآ يجعل نفسه مثالأ لنا، أو بالحري يعلم التلاميذ كيف
يؤدون بكفاءة واجب وظيفتهم كمعلمين، لأني اعتقد ، أن هذا هو واجب أولئك الذين يقامون لرعاية الشعب ، والذين نصيبهم أن يرشدوا قطعان المسيح، أن يشغلوا أنفسهم على الدوام بعملهم الضروري، وبحرية يمارسون تلك الأمور التي يسر بها الرب جدا، أي سلوك القداسة والفضيلة الذي ينال إعجابا عظيما، وهو بالتأكيد ينفع الشعب الذي تحت إشرافهم. لأنهم ينبغي إما أن ينشغلوا بنشاط في تلك الواجبات التي لمجد الرب ، أو انهم في خلوتهم يحضرون لهم بركة ، ويستنزلون عليهم قوة من الأعالي ، وواحدة من هذه الأخيرة وهى الممتازة جدا فوق الكل في الصلاة. والتي عرفها بولس فقال: صلوا بلا انقطاع "(1تس 5: 17)
وكما قلت حينئذ، فإن رب ومخلص الكل ، جعل نفسه مثالا للتلاميذ فى سيرة القداسة ، بصلاته على انفراد مصطحبا يباهم وحدهم فقط معه . ولكن عمله هذا ربما يسبب ارتباكا للتلاميذ ويولد فيهم أفكارا خطرة . لأنهم رأوه يصلى بطريقة بشرية ، وهو الذي نظروه بالأمس يعمل معجزات تليق بالرب. لذلك فلا يكون بلا سبب لو أنهم قالوا فيما بينهم: آه، إنه سلوك غريب! ماذا ينبغي ان نعتبره؟ إلها أم إنسائا؟ فإن قلنا إنسان ، ومثل واحد منا ، أي مثل أحد الأنبياء القديسين ، فإننا نرى من معجزاته الفائقة الوصف ، التي بعملها يعلو على حدود الطبيعة البشرية علوا كبيرا ، لأنه يعمل عجائب بطريقة متنوعة كإله ، وإن قلنا هو الرب ، فبالتأكيد كونه يصلى فهذا. لا يناسب من هو الرب بالطبيعة ، لأن من هو الذي يستطيع الرب أن يسأل منه ما يريد أن يناله؟ وما هو الذي يمكن أن يكون الرب في حاجة إليه؟
لذلك، فلكي يطرد مثل هذه الأفكار المربكة، ولكي يهدئ إيمانهم، الذي - كما لو كانت - تتقاذفه العاصفة ، فإنه يسألهم هذا السؤال ليس كمن يجهل كليا ما كان يشاع عنه عموما ، سواء من أولئك الذين لا ينتمون إلى مجمع اليهود ، أو من الإسرائيليين انفسهم ، بل كان هدفه بالحري ان ينقذهم من ٠طريقة التفكير العامة، ويزرع فيهم إيمانا صحيحا . لذلك سألهم : " من تقول عنى الجموع إنى أنا؟ "
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “وَفِيمَا هو يُصَلِّي عَلَى انْفِرَادٍ ”.  انظر (مت 16 :13)  ذكر القديس  لوقا أن يسوع كان يصلّي قبل كل حدث كبير خلال خدمته أكثر من أي إنجيلي آخر. لقد
كان يسوع يصلّي لوحده، وربما كان قد يبتعد لمسافة عن التلاميذ؛ قد تعني العبارة أن يسوع وحده
مع الحلقة الخاصة الداخلية من التلاميذ (بطرس ويعقوب ويوحنا) فقط كانوا حاضرين فى كل المعجزات والأعمال الهامة التى فعلها .
لمن ولماذا كان يسوع يصلى ؟؟ والإجابة بسيطة جدا يسوع المسيح ناسوت ولاهوت أى أى جسد وكلمة ةالإله بغير أمتزاج أى أن الجسد كإنسان يقوم بكل وظائفه الإنسانية فى المعيشة وعلاقته الروحية من صلاة وممارسة الشريعة اليهودية كالذهاب لأورشليم فى الفصح وغيره
وعندما ذكر البشيرين عماد يسوع هناك عدة نقاط جوهرية نذكر منها نقطتين أولهما عن الصلاة  أن القديس لوقا ذكر في بشارته صلاة يسوع المسيح عقب معموديته من يوحنا المعمدان ,ـ{ انجيل لوقا 3 : 21 ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا. وإذ كان يصلي انفتحت السماء }ـ بينما كانت صلاته قبل أى حدث فى أعماله ومعجزاته الأخرى ، وثانيا : سجل لنا القديس متى البشير حواراً دار بين المسيح ويوحنا المعمدان قبل النزول إلى مياه الأردن.  "ليعتمد منه. 14 ولكن يوحنا منعه قائلا: «انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي!» 15 فقال يسوع له: «اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر». (مت 3: 15) لا شكَّ أن هذا العماد وهذا الحوار أهمية الناسوتية  لاهوتية بسبب العبارة العميقة ذات المغزى والتي ختم بها المسيح الحوار: «هكذا يليق بنا أن نُكمِّل كل برٍّ»
يذكر لنا كتبة الاناجيل افى أكثر من موضع أن المسيح كان يصلى , بل ويجتهد فى الصلاة بأشد لجاجة للاب .
ويتسائل  البعض إذا كان المسيح هو الله , أو أن المسيح والاب واحد , فلمن كان المسيح يصلى ولماذا كان يصلى ؟ حتى نفهم من هو يسوع يجب أن نفهم أن جميع الناس = جسد + روح .. أما يسوع فهو = جسد إنسانى + روح + كلمة الإله وإذا كان يسوع كلمة الإله فهو قوة هذا ألإله وقدرته .. فإنه أيضا إنسان فى نفس الوقت وقيل عنه في ملء الزمان جاء إلى الأرض «مولودا من امرأة » (غلاطية 4:4) ولقد قال الرسول بولس جامعا الطبيعتين الإلهية والإنسانية (فيليبي 5:2 - 8) «المسيح يسوع... الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس وإذ و جد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب». وهو كإنسان يحمل الطبيعة البشرية أخذ صورتنا البشرية ولكن المسيح (كإنسان) «ليس فيه خطية» (1يوحنا35:3) . ولم يعرفها (2كورنثوس21:5) ولم يفعلها(1بطرس 22:2) . فهو البار بطبيعته (1يوحنا1:2) . لهذا فعليه أن يكمل كل بر وهو بالرغم من أنه إنسان فهفذهب إلى يوحنا المعمدان وتعمد بمعمودية التوبة ليكمل كل بر بالرغم من أنه لم يفعل خطية وفعل يسوع ما يفعله الإنسان فى صلته بالآب والصلاة ما هى إلا صله بين الإنسان والآب  ويسوع كان معلما (مرقس21:1, 22): يختلف عن المعلمون اليهود الآخرون لأنهم علموا ما اقتبسوه من تعاليم الشيوخ فيقولون المعلم فلان قال. ولكن طريقة يسوع كانت مختلفة في التعليم فبدلا من اقتباس آراء الآخرين قد م لهم تعليمه الخاص (متى 21:5, 22). وكان من ضمن تعليمه الخاص أنه قال (مت 6: 5- 6) " ومتى صليت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع، لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم  وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية " إذا فهو من الواضح أنه كإنسان يطبق ما قاله بروح النبوة ككلمة الإله وعندما كان المسيح ينعزل وينفرد فى البرارى والجيال فإنه علم تلاميذة بطريقة عملية المكان المفضل للصلاة فى المخدع أو البرارى والجبال حيث لا يراك أحدا ويتجنبوا لاصلاة فى الأذقة والشوارع حتى أنهم إشتاقوا ليصلوا مثله فقالوا له يارب علمنا أن نصلى فعلمهم الصلاة الربانية  
فى إنجيل مرقس يحكى أن المسيح خرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلى ـ{ انجيل مرقس 1 : 35 ) , فقد الزم تلاميذه أن ينصرفوا وودع الجمع الذى كان معه ثم انفرد ليصلى { انجيل مرقس 6 : 45 – 46 وللوقت ألزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع. وبعدما ودعهم مضى إلى الجبل ليصلي. }ـ وكذلك فى انجيل متى ـ{ انجيل متى 14 : 23 وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلي. ولما صار المساء كان هناك وحده. }ـ
 والأمثلة على أن المسيح كان دائما ينفرد بنفسه او يذهب الى موضع خلاء ليصلى على انفراد فى الاناجيل كثيرة ـ{ انجيل لوقا 6 : 12 وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله. }ـ ـ{ انجيل لوقا 5 : 16 وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي. }ـ
بل ويذكر الانجيل ايضا أن أول أعمال المسيح بعد التعميد كانت الصلاة , حيث لم يكن له تلاميذ ولا اتباع
وفى قصة لقاء المسيح (موسى وإليا) على الجبل يحكى لنا كاتب انجيل لوقا : { انجيل لوقا 9 : 28 – 32 وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلي. وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعا.
وفى انجيل لوقا الاصحاح الحادى عشر وبعد أن ذكر  هذا الانجيل العديد من المواقف التى انفرد فيها المسيح ليصلى وفى احد هذه المواقف بعد أن أنهى صلاته يتقدم إليه أحد تلاميذه ليطلب منه أن يعلمهم الصلاة كما يعلم يوحنا تلاميذه ـ{ انجيل لوقا 11: 1
 يخبر كاتبوا الاناجيل عن صلاة المسيح وكيفيتها وهو ـ{ انجيل متى 26 : 39 ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا: «يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت». }ـ ـ{ انجيل مرقس 14 : 35 ثم تقدم قليلا وخر على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن. }ـ ـ{ انجيل لوقا 22 : 39 – 45 وخرج ومضى كالعادة الى جبل الزيتون.وتبعه ايضا تلاميذه. ولما صار الى المكان قال لهم صلّوا لكي لا تدخلوا في تجربة. وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلّى. قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس.ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك. وظهر له ملاك من السماء يقويه. وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ثم قام من الصلاة وجاء الى تلاميذه فوجدهم نياما من الحزن }ـ
وعندما لم يستطيع التلاميذ إخراج شيطانا  فَقَالَ لَهُمْ: «هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ». إذا لم يستطع تلاميذ المسيح إخراج هذا الروح النجس وشفاء الغلام لأن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ولأن تلاميذ المسيح لم يكونوا يصلون ولا يصومون , وهذا بعلم المسيح . إنجيل متى 9 : 14 حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.
فإذا كان المسيح يعلم أن تلاميذه لا يصومون , ويلتمس لهم الحجج والاعذار أن العريس (المسيح) معهم فلا يستطيعوا أن يصوموا , وإذا كان المسيح يعلم أن مثل هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم , فلماذا ينتهرهم المسيح على عدم قدرتهم على إخراج الروح النجس ؟؟!!
تفسير (لوقا 9: 19) 19 فاجابوا وقالوا يوحنا المعمدان.واخرون ايليا.واخرون ان نبيا من القدماء قام.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كان يعلم أكثر منهم ما يقوله الناس عنه ، ولكنه كان بهذا السؤال يستدرجهم إلى موضوع يؤاله الأهم ، فأجابوا : " يقولون انك  يوحنا المعمدان.واخرون ايليا.واخرون ان نبيا من القدماء قام. " ويبدو من ذلك ان اليهود قد ادركوا أن مخلصنا ليس إنسانا عاديا من إناس الأرض  ، وإنما هو شخصية سامية نزلت من السماء ، ولما كانوا لا يعرفون فى حياتهم أسمى من شخصية الأنبياء ، فقد إتقدوا أنه يوحنا المعمدان ، وقد عاد إلى الحياة بعد أن قتله ملكهم هيرودس ، أو أنه إيليا النبى الذى يعرفون من اسفارهم المقدسة أنه لم يمت ، وإنما صعد حيا فى مركبه نارية إلى السماء (الملوك الثانى 2: 11) أو انه على أى حال أولئك الأنبياء الأولين الذين كانوا قديسين ابرارا ممتلئين بروح الرب ، وقد نزل مرة أخرى من السماء إلى الأرض ليواصل رسالته النبوية ، فبرهن اليهود بذلك على  أنهم - وإن كانوا قد إعتبروا  مخلصنا من أسمى الشخصيات  التى يعرفونها وبقدسونها
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 49
ها أنت ترى مهارة السؤال. هو لم يقل مباشرة، "من يقول إني أنا؟" ولكنه يشير أولأ إلى ما اشاعه أولئك الذين من هم من خارج ، وبعد أن يدحض رأيهم ، ويوضح انه غير سليم ، عندئذ يعود بهم إلى الرأي الحقيقي . وهذا ما حدث أيضا ، لأنه حينما قال التلاميذ : البعض يقول إنك يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إن نبيا من القدماء قد قام ، فقال لهم وأنتم من تقو/ون "إنى أنا"؟ آه ! كم هي مملوءة معنى تلك الـــ " أنتم "!!! فهو يفصلهم عن كل الآخرين ، لكي يتحاشوا آراءهم ، لكي لا بفكروا عنه فكرة غير جديرة به، ولا يضمروا أفكارا مشوشة متذبذبة ، أو يتخيلوا أن يوحنا (المعمدان) او احد الأنبياء قد قام ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) مَنْ تَقُولُ الْجُمُوعُ أَنِّي أَنَا؟”. التخمينات الثلاث التي تُذكر في الآيتين  (لوقا 9: 7,9)  تتكرر هنا أنه لأمر لافت للنظر أن إيليا مرتبط بالملكوت وظهور المسيا (مل 4: 5) وفى التقاليد اليهودية حتى يومنا هذا خاصة ما يفعله اليهود فى عيد الفصح أما عن عبارة " نبيا من القدماء فهى تشير إلى ما ورد فى كلام موسى فى (تث 18: 15: 15 و 18) عن النبى  
تفسير (لوقا 9: 20) 20 فقال لهم وانتم من تقولون اني انا.فاجاب بطرس وقال مسيح الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 لم يدرك اليهود بعد ان هذا هو المسيح إبن الرب الذى ينتظرونه والذى تنبأ بمجيئه كل انبيائهم ، لأنهم كانوا يعتقدون أن المسيح سيجئ فى صورة ملك جبار وقائد معوار يخلصهم من إحتلال الرومان الذين كانوا يستعيدونهم ، ويقودهم بجيوشه الجرارة ليفتح بهم العالم كله ويجعلهم سادة البشر جميعا ومستعبديهم ، ، ولم يكونوا يعتقدون أنه سيجئ فى صوة إنسان وديع ومتواضع لا يعادى أحدا ولا يعتدى على أحد كما جاء مخلصنا وقد كان هذا الإعتقاد الخاطئ لدى اليهود هو الذى أراد محلصنا أن يصححة فى أذهان تلاميذه ، ومن ثم وجه إليهم سؤاله الذى كان يهدف إليه منذ البداية ، قائلاً لهم : " وأنتم تقولون من أنا؟ " وعندئذ جاءت الإجابة الرائعة التى كان يريدها منهم ، إذ قال بطرس نيابة عنهم : " أنت هو مسيح الرب " فبرهن بذلك على أن التلاميذ قد غنكشفت لهم الحقيقة السامية السمائية التى ظلت خافية على سائر اليهود ، وادركوا أن هذا الإنسان البسيط الوديع المتواضع هو المسيح إبن الرب ، وأنه هو الرب ذاته لا بسا صورة إنسان ، فعلى الرغم من أنه لم يسبق له أن صرح لهم بهذه الحقيقة ، امنوا بها مما سمعوه من تعاليمه ، وما رأوه من معجزاته ، وما تبينوه طوال ملازمتهم له من كماله المطلق الذى هو كمال الرب وحده ، ومن جلاله الفائق الذى هو جلال الرب وحده ،     *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 49
لذلك يقول "..وأنتم.." الذين تم اختياركم ، "..وأنتم.." الذين -بقراري-قد دعيتم إلى الرسولية، أنتم شهود معجزاتي، "من تقولون أنى أنا؟ "
أولأ: انطلق بطرس أيضآ، قبل الباقين، وجعل نفسه الناطق بلسان الجماعة كلها ، وسكبا تعبير المحبة للرب ، ونطق باعتراف صحيح وبلا عيب للإيمان قائلا: "مسيح الله" ٠ التلميذ هنا معصوم، وهو شارح للسر بذكاء وشمول ، لأنه لم يقل مجرد إن (يسوع) هو مسيح ، بل بالحري "مسيح الله " لأنه يوجد كثيرون قد لقبوا بلقب " مسيح " بسبب أنهم قد مسحوا من الرب بطرق متنوعة . لأن البعض قد مسحوا ملوكا ، والبعض انبياء ، بينما آخرون قد فالوا الخلاص من ذلك "المسيح" الذي هو مخلص الجميع ، بل نحن انفسنا نحصل على لقب المسيح ، لأننا قد مسحنا بالروح القدس ، لأنه مكتوب في كلمات المرتل ، عن اولئك القدماء، .أي قبل مجيء المسيح: " لا تمسوا مسحائى ولا تسيئوا إلى أنبيائى (مز 105: 15) أما كلمات حبقوق فتشير إلينا؛ " خرجت لخلاص شعبك ، لتخلص مسحائك (حب١٣:٣ سبعينية). لذلك فالمسحاء كثيرون، وقد دعوا هكذا من حقيقة "إنهم قد مسحوا" أما الذي هو مسيح الله الآب فهو واحد، وواحد فقط، ليس كأننا نحن حقا مسحاء ولسنا مسحاء الله، بل ننتمي إلى شخص آخر ، ولكن بسبب أنه هو ، هو وحده له ذلك الذي في السماء أبا له٠ لذلك، حيث إن بطرس الحكيم جدا، باعترافه بالايمان ٠٠ بصواب وبدون خطأ - قال: "مسيح الله" فواضح بتمييزه إياه عن أولئك الذين نطلق عليهم اللقب عموما ، فإنه ينسبه إلى الله، باعتبار٥ مسيحه الوحيد. لأنه رغم كونه بالطبيعة الله وأشرق بطريقة لا ينطق بها من الله الآب ككلمته الوحيد ، إلأ أنه صار جسدا بحسب الكتاب. لذلك، فبطرس المبارك، اعتزف بالايمان به ، وكما قلتأ سابقا، عبر كلماته عن كل جماعة الرسل القديسين ، وقام بدور الناطق بلسانهم جميعا ، باعتباره أكثر دقة من الباقين.
وينبغي أن نلاحظ هذا أيضآ : إنه في رواية متى نجد التلمبذ المبارك قال: ٠٠ائت هو المسيح إبن الله الحى (مت١٦:١٦)، ولكن الحكيم لوقا، إذ يلخص المعنى ، فهو يتفق معه في الأفكار ، ولكنه يستعمل كلمات أقل ، ويخبرنا أنه قال *مسيح الله*. وبالاضافة إلى ذلك ، فلا يوجد ذكر هنا لما قاله له المخئص ، أما في متى أيضآ فإننا نجد إنه قال بوضوح: " طوبى لك يا سمعان إبن يونا لأن لحما ودما لم يعلن لك ،   لكن أبى الذى فى السموات  (مت١٧:١٦). لذلك فالتلميذ تعلم حقا من الله، وهو لم يجيء لنا بهذا الاعتراف بالإيمان من مجرد أفكاره الخاصة، بل بسبب أن النور الإئهي أشرق على ذهنه، وقاده الآب إلى معرفه صحيحة لسر المسيح . لذلك، فماذا يقول أولئك المبتدعون عن هذا  أولئك الذين يحرفون بلا لياقة السر العظيم والموقر جدا، سر تجسد الابن  الوحيد، ويسقطون من الطريق المستقيم ، سائرين في سبيل الاعوجاج؟ لأن بطرس الحكيم اعترف بمسيح واحد ، بينما هم يقسمون ذلك الواحد إلى اثنين ، مضادين لتعاليم الحق . وهو يجيب ويقول: "ولكن التلميذ اعترف بمسيح واحد ، وهكذا نحن أيضا نؤكد أنه يوجد مسيح واحد ونعنى به الابن ، اي الكلمة الذي من الآب وبماذا نجيب عن هذا اذا؟ نقول، اليس واضحا لكل واحد ، أن المسيح لا يسأل الرسل عن ماذا يقول الناس عن كلمة الله أنه هو؟ بل من هو ابن الإنسان؟ وإنه هو الذي اعترف به بطرس أنه مسيح الله ٠ دعهم أييضا يشرحون هذا لنا ، كيف يكون اعتراف بطرس جديرا بالإعجاب إن كان لا يحتوى على أي شيء عميق وخفي ، وكما لو كان ، غير ظاهر لعامة الناس؟ لأن ما الذي أعلنه له الله الآب بالحقيقة؟ هل أعلن له أن ابن الإنسان هو إنسان؟ هل هذا هو السر المعلن من الله؟ هل لأجل هذا صار موضع إعجاب، ويحسب أهلأ لمثل هذه الكرامات الفائقة؟ لأنه هكذا خاطبه (الرب)، "طوبى لك يا سمعان بن يونا "
ومع ذلك فالسبب الذي لأجله نال هذا التطويب هو سبب عادل تماما ، وذلك لأنه آمن أن ذلك الذي رآه كواحد منا ، أي على شبهنا ، هو ابن الله الآب ، الكلمة ، أي ذلك المولود من جوهره ، والذي تجسد وصار إنسانا. أرجو أن تروا هنا، عمق الأفكار ، وأهمية الإقرار (بالإيمان)، والسر العالي الخطير ، لأن الذي كان هناك في شبه البشر ، وكجزء من الخليقة ، هو الله الذي يفوق كل المخلوقات ويتجاوزها ! وهو الذي يسكن في المكان العالي الرفيع ، نزل من مجده ليكون في فقر مثلنا؟ والذي هو ، كإله هو رب الكل ، وملك الكل صار في شكل عبد ، وفى درجة عبد ! هذا هو الايمان الذي يكلله المخلص ، وهو يمد يده  اليمنى السخية للذين لهم هذا الفكر . لأنه حينما مدح بطرس ، وقال إنه تعلم من الرب كمن قد حصل على إعلان من فوق ، من الله الآب ، فإنه جعله أكثر يقينا، واكثر تثبثا بغزارة ، في الإيمان الذي قد اعترف به، وذلك بقوله:وأنا اقول ، لك أنت صخرة ، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي... وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات . كل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السموات . وكل ما تحله على الأرض يكون محلولآ في السموات (مت 16: 18 و 19) لاحظوا كيف يجعل نفسه رب السموات ورب الأرض في نفس الوقت ، لأنه يعد بأمور تفوق طبيعتنا ، وتعلو على قياس البشرية ، نعم ، بل تعلو أيضا فوق قياس الرتبة الملائكية ، وتلك الطبيعة وحدها هي التي يليق بها أن تعطى، والتي مجدها وسيادتها تتفوق على الكل . لأنه، أولأ ، يقول إن الكنيسة هي خاصة به ، ومع ذلك فإن الكتب المقدسة تنسبها بالحري بوضوح للرب ، وحده، إذ تقول إنها " كنيسة الله" (١تى٧:ه١) إنها نقول إن المسيح احضرها لنفسه بلا دنس ولا عيب ٠ ٠ بل بالحري مقدسة . وبلا لوم (انظر أف :٢٧). لذلك، فلكونه الرب ، يقول إنها له، وفضلا عن ذلك يعد أن يؤسسها ، ويعطيها أن تكون غير متزعزعة إذ أنه هو نفسه رب القوات..
وبعد ذلك يقول إنه يعطيه مفاتيح السماء. من هو ذلك الذي يفيض بالكلمات اللائقة بالرب؟ هل هو ملاك؟ أو من أية قوات عقلية ، سواء كانت رئاسات أم عروش، أم ربوبيات؟ أو أولئك السيرافيم المقدسين ، ليس ٠ كذلك بالمرة ، بل كما قلت سابقا ، مثل هذه اللغة إنما تخص الرب الضابط الكل وحده ، الذي له السيادة على الأرض وعلى السماء . إذا فليكف هؤلاء المبتدعين عن تقسيم الرب الواحد ، فيقولون إن كلمة الرب الآب هو ابن واحد ، وإن الذى من نسل داود هو ابن آخر . لأن بطرس ذكر مسيحا واحدا ، الذي هو الابن الوحيد الذي تجسد وصار إنسانا ، ولأجل هذا الاعتراف نسب أهلا لهذه الكرامات غير العادية.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) “وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ أَنِّي أَنَا؟”. كلمة “أنتم” (في الجمع) توكيدية. ھذا السؤال طُرح على كل التلاميذ.
(2) مَسِيحُ لله ”. كان بطرس سريع الرد ينطق مباشرة بما يجول بخاطره فأكّد بطرس، كناطق بلسان الآخرين، أن يسوع  المسيا الموعود والمنتظر وكلمة المسيح هى الترجمة اليونانية لكلمة “الممسوح”. ولكن مفھومهم  ومفهوم بطرس بالذات كان متأثراً باليهودية الربانية وظهر هذا واضحا إنفعال بطرس فى بستان جسثيمانى عندما أستل سيفا وضرب ملخس عبد رئيس الكهنة وقطع أذنه ان ظاهرا ولم يدخل فى أعماقهم تعاليم يسوع تعاليم يسوع بعد (أع 1 : 6) فقد كان اليهود وما زالوا يترقبون قائداً يهودياً قوياً، مثل قضاة العهد  القديم، ليحرر إسرائيل عسكرياً من السيطرة
الأجنبية والإحتلال الرومانى ويعيد اليهود سابق عهدهم وقوتهم كأمة والدين اليهودى يصنف عموما دين ودولة وكان آداء التلاميذ أثناء تلمذتهم تحت رجلى يسوع يشير إلى انهم لم يدركوا معنى ما ورد فى (تك 3: 15) (مز22) )أش53) حز 9: 14) (زك 9) والتى ذكرت بصراحة عن مسيح مخلص متواضع متألم يموت  
تفسير (لوقا 9: 21) 21 فانتهرهم واوصى ان لا يقولوا ذلك لاحد
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   ما مخلصنا فلم يشأ أن تذاع هذه الحقيقة فى نطاق أوسع من نطاق تلاميذه ، قبل الموعد المحدد لذلك ، لأن البراهين التى كانت خليقة أن تقنع الناس بها لم قد إكتملت بعد ، ولم تكن لتكتمل إلا بموته وقيامته من بين الأموات وصعوده إلى السماء ، ولم تشأ أن تذاع هذه الحقيقة فى محيط واسع لما يترتب على إذاعتها من تعطيل الصليب ، وبالتالى من تعطيل تدبير الفداء والخلاص كما سبق أن قلنا ، ومن ثم نهى تلاميذه فى حزم زإنتهار عن أن يصارحوا بتلك الحقيقة أحدا قبل أن يحين الوقت الملائم لذلك.         *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 49
ومن جهة أخرى، حينما اعترف التلميذ من جهة إبمانه فإنه انتهرهم وأوصاهم ألا يقولوا ذلك لأي إنسان ، إذ يقول : " لأن إبن الإنسان سوف يتألم كثيرا ، ويرفض ويقتل ، وفى اليوم الثالث يقوم " ومع ذلك كيف لا يكون واجبا على التلاميذ، بالحري أن يبشروا في كل مكان؟ إذ أنه هذا هو العمل نفسه الذي كلف به اولئك الذبن دعاهم إلى الرسولية . ولكن كما يقول الكتاب المقدس : لكل شيء. وقت " (جا١٠:٣) فقد كانت هناك أمور لم تتم بعد، والتي ينبغي ان تكون ضمن محتويات كرازتهم به ، مثل الصليب ، والآلام ، والموت بالجسد ، والقيامة من الأموات ، تلك الآية العظيمة والمجددة حقا التي بها تتم الشهادة له ان عمانوئيل هو الله حقا ، وهو بالطبيعة ابن - الرب الآب . لأنه ابطل الموت تماما ، ولاشى الهلاك ، واباد الجحيم ، وهزم طغيان العدو ، وأزال خطية العالم ، وفتح الأبواب التي فوق للساكنبن على الأرض ، ووحد الأرض بالسماء ، هذه الأشياء برهنت على أنه - كما قلت - هو الرب بالحقيقة. لذلك اوصاهم الرب أن يحفظوا السر بصمت ملائم ، إلى ان نصل خطة التدبير الكاملة إلى خاتمة مناسبة . لأنه حينما قام من بين الأموات اعطاهم وصية ان السر ينبغي أن يعلن لكل سكان الأرض ، واضعين امام كل إنسان التبرير بالأيمان والقوة التي للمعمودية المقدسة . لأنه قال: " دفع لى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض ، فإذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم ان يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها انا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر " (مت١٨:٢٨_٠ ٢). لأن المسيح معنا وهو فينا بالروح القدس، ويسكن في نفوسنا جميعا ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسيادة والكرامة مع الروح القدس، إلى دهر الدهور
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “فَانتهرهم وَأَوْصَى أَنْ لاَ يَقُولُوا ذلِكَ لأَحَدٍ ”. ھ فَانتهرهم وَأَوْصَى كلمتان قويتان في صيغة فعل أمر،
وتشتملان معنى الوعيد والتحذير الشديد. وفيما يبدوا أنه كان بينهم  نقاش كثير حول ذلك لأنھا تبدو مستغربة جداً وغير مألوفة. كانت الأخبار فى ذلك الزمان تنتشر بسرعه عبر الناس الذين ينتقلون من مكان لآخر وكان يسوع دائم التنقل بل أنه أرسل تلاميذه للتبشير والكرازة وخبر مثل ظهور المسيا كان سيكون له رد فعل كبير إلا أن يسوع لم يكن يريد نشر الخبر حتى يتم صلبه وقيامته لأن الشياطين كانوا يشكون فيه فيقولولون عندما يخرجهم " أن أعرفك أنت هو المسيح أبن الله الحى وأنه كثيرا ما كان يقول يسوع لتلاميذه عن صلبه وقيامته إلا أنه كان مخفى عنهم (لو 9: 44- 45) " «ضعوا انتم هذا الكلام في اذانكم: ان ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس». 45 واما هم فلم يفهموا هذا القول وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه وخافوا ان يسالوه عن هذا القول.  علينا أن نتذكر أن أنه ليس لديهم ما يخبرون به سوى آرائهم عن المسيا الذى يقودهم فى الحرب ضد المحتل الرومانى كما علينا أن نتذكر أن هذه  ھ الأناجيل كُتبت بعد الأحداث ما بين عدة سنين وعشرات السنين. كان الإنجيليون يعرفون الرواية الكاملة ولكنهم (باستثناء يوحنا) كتبوا وكأنه كشف للحقيقة يقدّمونه لقرّائھهم  بما يلائم هذا القارئ .

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

 5. التلاميذ والصليب (لوقا 9: 22-27)
تفسير (لوقا 9: 22) 22 قائلا انه ينبغي ان ابن الانسان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *   ثم اوضح فادينا لتلاميذه أن طريقهم وطريق كل الذين سيؤمنون به وكل الذين سيسعون إلى الخلاص بواسطته ، ستكون مغطاه لا بالزهور والرياحين والمباهج والمسرات ، وإنما بالأشواك والعراقيل والصعاب وكل ألوان العذاب ، لأن العالم كله سيقوم ضدهم ، معاديا لهم ، ومعتديا عليهم ، ومطاردا إياهم ، مدعيا الكاذيب فى حقهم ، وساعيا إلى تحطيهم وهلاكهم ،   *
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “ابْنَ الإِنْسَانِ ”. كانت هذه التسمية التي اختارها يسوع لنفسه. ليؤكد للمسلمين خاصة أنه مولود وليس مخلوق لأنهم يعتقدون أنه مخلوق مثل آدم ولكنه فى الحقيقة أبن آدم أى مولود من أبناء آدم أى أبن ألإنسان (حز 2: 1) "فقال لي يا ابن ادم قم على قدميك فاتكلم معك. " ووفى نفس الوقت عبارة إبن ألإنسان إحتوت معنى الألوهية فى وضوح تام  كما ورد فى (دا 7: 13- 14) "كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه.  فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " أطلق المسيح  على نفسه لقب إبن الإنسان  لأنه أخذ جسدا بشريا " الكلمة صار جسدا"
(2) " يَنْبَغِي”. هذه الكلمة اليونانية dei تعني “ضرورة”. لقد كان من الضرورى  على يسوع أن يتألم ([ لو 9: 44- 47& 12: 50 &  13: 33 & 17: 25 & 31: 18- 33 & 22: 37 & 24: 7 ، 26 ، 27) وإبن الإنسان يسوع أتى خادما وفاديا  (مر 10: 45) "لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».  ولعل بعض آبائنا الكهنة الذين يتلذذون بالإحترام وبعض الساقفة الذين يعتقدون أنهم ملوك يجب أن يضعوا فى فكرهم أنهم خداما ليس إلا وأن الكرامه التى هم فيها هى ليسوع وليس لهم وفعله بطالون وأن سيدهم يسوع قد جاء خادما فإذا كان الأكليروس عبيد لسيد هو خادم الكل فمن يكونون وإذا كانوا تلاميذ لمعلمهم يسوع الذى خدم الكل فمن يككونون هم ..   اوليتذكر الجميع شعبا وأكليروس أن رئيسنا وسيدنا يسوع ومعلمنا أننا جميعا خطاه وأن يسوع حمل خطايانا (2كو 21) "لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه " فلا نتكبر إذا بزى أو مركز أو مالا فالجميع زاغ وفسد ولنعيش قديسين لأنه أمرنا بذلك وقال كونوا قديسين (1كو 1: 30) " ومنه انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء"
(3) "يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا”. ما زالت هذه العبارة تعتبر حائلا لإيمان المسلم بالمسيحية فإنهم يريدون نبيا يقودهم فى الحروب كما أنها كانت أيضا حجر العثرة للشعب اليهودى الذى ينتظر يسوع المسيا قائدا مثل يشوع بن نون يقودهم فى الحرب ولكن الأنبياء قادوهم إلى أرض الموعد وهى فى الأرض ولكن يسوع أتى لكى يقودهم للملكوت الأبدى ولكى يقودهم  البشرية تألم ومات على الصليب والمسلمين واليهود لا يتصورون أن كلمة الإله صار فى الجسد فكيف يكون يسوع بهذه القوة فى فعل المعجزات والتحكم فى الريح والبحر .. ألخ ويموت على الصليب بين لصين من المجرمين ولكن أنظروا حتى على الصليب وبين سكرات الموت أحد اللصين   وهو ومجرم خطير من البشر آمن بسوع أما ألاخر فذهب إلى النار الأبدية أى ان واحدا منهم رأى الحقيقة  عندما رأى يسوع البار يتألم فآمن اما الثانى فقد كان يريد قوة يسوع فلم يؤمن بيسوع فى فى ألامه وإذا كان يسوع مخلص العالم قد تألم فهذا (1كو 1: 29) "لكي لا يفتخر كل ذي جسد امامه. " وبالرغم من أن العهد القديم يصف مجئ المسيا المنتظر (المسيح) فى قوة ومجد إلا أنه ايضا وصف بالتفصيل كل حياته فى نبوئات مختلفة أهمها ما جاء فى سفر أشعياء النبى حتى ليتخيل قارئه أن أشعياء كان مع التلاميذ حاضرا مع يسوع فى حياته ورأى كل ما حدث بالتفصيل (مع أن اشعياء جاء قبل ميلاد يسوع بـ 700 ينة ق.م)  وقد أكتشفت مخطوطة كاملة لسفر أشعياء من ضمن مخطوطات وادى القمران وترجع  زمنها إلى 100 سنة قبل الميلاد ويحتفظ بها اليهود ونجد أيضا مقاطع تصف المسيا كعبد متألم مثل (تك 3: 15 ) (مز 22) (أش 53) (حز 9- 14) و (زك 9) ولكن يفضل الإنسان دائما  القوة والمجد على الضعف والألم 
(3) "يُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكهنة وَالْكَتَبَةِ ”.كلمة “يرفض” ھهى كلمة قانونية تدل على فحص ورفض أحد الأشخاص ، ربما تشير إلى مشاورات المجمع السنهدريم المجلس اليهودى الدينى الذى كان يطبق الشريعة في أورشليم ومكوناً من سبعين عضواً ويتمتع بسلطة محدودة جداً تحت حكم الإمبراطورية الرومانية.
والرفض من مجلس السنهدرين وردت عنه إشارة فى (مز 118 : 22- 23)  " الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار راس الزاوية.من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا  "
(4) "فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ ”. مكث يسوع في القبر حوالي ثلاثين ساعة، ولكن بحسب طريقة اليهود في حساب الوقت، أعتبرت المدة ثلاثة أيام ( 1 كور 15: 3- 4)  وهى كل جزء من اليوم، من الغروب إلى الغروب، كان يُعتبر يوماً كاملاً.
1- (اليوم الأول) مات عند الساعة الثالثة بعد الظهر ، ولكنه دُفن قبل الساعة السادسة مساءً. في يوم الجمعة
2-  (اليوم الثاني) ظل في القبر طوال يوم السبت المقدس العظيم من أسبوع الفصح
3-  (اليوم الثالث) قام قبل فجر الأحد الذي يلى السبت المقدس الذى تسميه الكنيسة القبطية سبت النور
وقيامته فى اليوم الثالث ذكرت فى (هوشع 6: 1- 2) "هلم نرجع الى الرب لانه هو افترس فيشفينا.ضرب فيجبرنا.  يحيينا بعد يومين.في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا امامه. " وقد فُسّرت بطريقة مشابھة في الترجوم الآرامي ونبوءة يسوع المسيح عن قيامته فى اليوم الثالث كانت هى المحك والدليل الذى يعرف به ما إذا كان قادما من الرب أم لا وذكر النبوءة وتحقيقها هى الدليل على صحة نبوة النبى (تث 18: 18- 22)  وكان رؤساء الكهنة والشيوخ يقولون ليسوع : " يا هادم الهيكل وبانية فى ثلاثة أيام " ولكنهم أدركوا فيما بعد أنه ربما يتم هذا فطلبوا من بيلاطس أن يحمى القبر بجنود الرومان ومع ذلك قام يسوع وهدم الموت أما عن التلاميذ فلم يفهموا وقد أستخدم لوقا عبارة "ثلاثة أيام" فى معظم الأحياتن (راجع لو 9: 22 & 13: 32 & 18: 33 & 24: 7 ، 21 ، 46 ) (أع 10: 40) فيما يتعلق بقيامة السيد المسيح
وجاء فى قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية تحت عنوان "شرح كلمة ثلاثة | اليوم الثالث"
في خمس مناسبات مختلفة، عندما أنبا الرب بموته الوشيك، كان يردف ذلك بالقول، بأنه: "في اليوم الثالث يقوم ". لقد ذكر ذلك في السنة الأولى من خدمته، وهو في أورشليم عندما طرد الصيارفة والباعة من الهيكل، وسأله الجمهور الغاضب " آية آية ترينا حتى تفعل هذا ؟ أجاب يسوع وقال لهم: " انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام اقيمة " ويضيف يوحنا الرسول قائلا: " أما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو 2 : 18 21).
وفي منتصف أيام خدمته، صرح بقوله الشهير: " كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال" (مت 12: 40). وقد كرر مثل هذا القول في ثلاث مناسبات أخرى في إنجيل متى (16: 21، ويقابلها مرقس 8: 31، لوقا 9: 22)، وفي إنجيل متى (17: 23، ويقابلها مرقس 9: 31)، وفي إنجيل متى (20: 9)، ويقابلها مرقس 10: 34، لوقا 18: 33).
ولا بد أن أول مرة صرح فيها المسيح بهذا الأمر، كان لكلامه وقع شديد في نفوس أعدائه، لان شاهدين كاذبين، عند وقوفه للمحاكمة أما م قيافا، إشارة إلى هذا القول وان كانا لم يصدقا في اقتباسهما (مت 26: 61، مرقس 14: 58). وعندما كان يسوع على الصليب، قال المجتازون استهزاء به: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام" (مت 27: 40، مرقس 15: 29) وذلك بعد مرور ثلاث سنوات على حديث المسيح بذلك. وفي مساء السبت عندما تقدم رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس طالبين منه أن يأمر بحراسة القبر بقوات عسكرية: "قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي أني بعد ثلاثة أيام أقوم" (مت 7: 62 64).
ولم يكن اليهود فقط هن الذين أشاروا إلى هذا " اليوم الثالث "، إذ يذكر ثلاث مرات في الإصحاح الأخير من إنجيل لوقا (ولم يذكر ذلك في الجزء المقابل في إنجيلي متى ومرقس) فقد ذكر الملاك النسوة أن يسوع سبق أن قال وهو في الجليل، انه " في اليوم الثالث يقول" (لو 24: 7). ولا بد أن التلميذين اللذين كانا منطلقين إلى عمواس، كان في فكرهما هذا الأمر عندما قالا له: "ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك" (لو 24: 21). وفي مرة من المرات الأخيرة التي ظهر لهم فيها، وجه التفات التلاميذ إلى تلك الحقيقة : "هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث" (لو 24: 46). كما يظهر هذا القول مرتين في التاريخ المبكر للكنيسة. فيقول بطرس في بيت كرنيليوس: "هذا أقامه الله في اليوم الثالث" (أع 10: 40). وفى الإصحاح المختص بالقيامة في رسالة بولس الرسول إلى الكنيسة في كورنثوس، يقول الرسول: "انه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (ا كو 15: 4).
وتتضمن عبارة بولس الرسول " حسب الكتب " أن أسفار العهد القديم لم تتنبأ عن قيامة المسيح من الأموات فحسب، بل وتنبأت أن ذلك سيحدث في " اليوم الثالث " ولعل ما كان يشير إليه الرسول بصورة خاصة هو البقية التقية في القول: "يحيينا بعد يومين. في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه. ولا مغالاة مطلقا في ما يقوله دكتور " بوسى " (Pusey) أستاذ جامعة أكسفورد العظيم: "إن قيامة المسيح وقيامتنا فيه، لا يمكن أن تكون النبوات عنها أكثر وضوحا... فإن اليومين واليوم الثالث، ليس لهما من دلالة في التاريخ إلا في تحققهما في قيامة المسيح في اليوم الثالث، لأنه إذ قام في اليوم الثالث من القبر أقام كل المؤمنين ".
وهناك شواهد أخرى في كلمة الله، يجب أن نذكر عند دراستها، قول مؤرخ الكنيسة العظيم دكتور " فيليب تشاف " الأستاذ بجامعة أكسفورد أيضاً: "إن رموز الأعداد في الكتاب المقدس تستحق دراسة متفحصة جادة أكثر مما نالته حتى الآن في علم اللاهوت في الإنجليزية ". أفليس ذكر " اليوم الثالث " لأول مرة في الكتاب له معنى عظيم. ففي " اليوم الثالث " في الإصحاح الأول من سفر التكوين، ظهرت الحياة البيولوجية ( تك 1: 9 13). وفي قصة يوسف نراه يتنبأ لرئيس السقاة بأنه في ثلاثة أيام يرفع فرعون رأسه (تك 40: 13 و14). كما أن يوسف أطلق اخوته بعد ثلاثة أيام "من الحبس:"فجمعهم إلى حبس ثلاثة أيام. ثم قال لهم في اليوم الثالث: افعلوا هذا واحيوا" (تك 42: 17 و18). ولا تفوتنا ملاحظة كم كان " اليوم الثالث " في غاية الأهمية لحياة هؤلاء الناس الذين ذكرناهم في الشاهدين الأخيرين. أما الإشارة إلي اختبار يونان فأمر مشهور لأن الرب نفسه استشهد به (يونان 1: 17، مت 12: 40).
كما أن العدد " ثلاثة " يذكر في فصول تدل على الانفصال، كما انفصل الشعب عن العالم المادي المنظور حولهم، وانفصل كل واحد منهم عن الآخر بالكلام: "فكان ظلام دامس في كل أرض مصر ثلاثة أيام ولم يبصر أحد أخاه ولا قام من مكانه ثلاثة أيام" (خر 10: 22 و23). كما ظلت الظلمة التي خيمت على العالم ساعة الصلب، ثلاث ساعات: "ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة " (مت 27: 45). كما مكث بولس في ظلمة العمى ثلاثة أيام: " وكان ثلاثة أيام: "وكان ثلاثة أيام لا يبصر" (أ ع 9: 9).
كما أن العدد " ثلاثة " يرد أيضاً في الفصول المرتبطة بمعاملات الله في العقاب، فقد عاقب الشعب قديما بثلاث سنوات من الجوع (2 صم 21: 1)، كما أن الجفاف الذي تنبأ به إيليا استمر ثلاث سنين (1 مل 17: 1، 18:1). والانفصال عن الأحياء يرتبط مرارا " بالعدد ثلاثة "، فعندما كان يسوع في الثانية عشرة من عمره، انفصل عن مريم أمه ويوسف لمدة ثلاثة أيام (لو 2: 46).
كما أن العدد " ثلاثة " يرتبط بالمدة التي يجب بعدها أن يحرق ما بقى من ذبيحة السلامة منعا من فساده (لا 7: 17 و18، 19: 6 و7). ولا شك أن هذا كان في فكر بطرس وهو يقتبس من المزمور السادس عشر، وعد الرب: "لن تدع تقيك يرى فسادا" (مز 16: 10، أ ع 2: 31).
كل هذه دلائل على أهمية الوقت فيما يختص بقيامة المسيح في اليوم الثالث حسب الكتب.
تفسير (لوقا 9: 23) 23 وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*    فأولئك الذين يتبعونه ، منكرين ذواتهم ، حاملين كل يوم صليبه الذى يرمز إلى آلامه ، صامدين أمام كل الأهوال مجاهرين ومفاخرين حتى النفس الأخير بالإيمان به وبتعاليمه ، سيهلكون فى الرض ، ولكنهم بذلك يبرهنون على أنهم أبرار فينالون الخلاص فى السماء ، اما أولئك الذين ينكرونه ، أو يكفرون به أو يتخلون عنه ، أو يتخاذلون أمام المتاعب التى يواجهونها من اجله ، أو يخزون من الإعتراف به وبتعاليمه ، متشبثين بحياتهم الأرضية الفانية ، ناجيين بها من كل خطر يتهددها بسببه ، فإنهم بذلك لا ينالون الخلاص بواسطته فيخسرون حياتهم السمائية الباقية ومن ثم  يخرجون بصفقة خاسرة ، لأنهم فى سبيل الحرص على حياة قصيرة ، ولو ربحوا فيها العالم كله ، سرعان ما ستنتهى ، سيفقدون الحياة الأبدية التى لا تنتهى ، لأنهم كما أنكروا غبن الرب الذى إتخذ صورة الإنسان ونزل من السماء ليخلصهم ، سينكرهم هو عندما يجئ ثانية للدينونه ، ومن خزوا من الإيمان به وبتعاليمه ، سيخزى هو منهم فى ذلك اليوم لأنهم اثبتوا أنهم اشرار ، ومن ثم سيحكم عليهم الحكم الخليق بالأشرا وهو الهلاك ، إذ قال مخلصنا لتلاميذه : " إن اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني"  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 50
ان قادة الجيوش ؛ الأقوياء يستحثون جنودهم المدريين على أعمال الشجاعة، ليس فقط بأن يمدوهم ، بكرامات النصر ، بل بأن يخبروهم بحقيقة أن التألم يجلب لهم المجد ، ويكسبهم كل مديح ، لأنه من المستحيل على اولئك الذبن يريدون ان يربحوا الشهرة في المعركة ان لا يتحملوا الجروح احيانا من اعدائهم ، ولكن تألمهم ليس بلا مكافأة . ونحن نرى ربنا يسوع المسيح يستخدم الأفكار نفسها تقريبا في الحديث الذي كانت مناسبته كالآتي: فقبل هذا الكلام مباشرة كان قد اظهر للتلاميذ انه ينبغي له ان يحتمل مغامرات اليهود الشريرة ، وأنهم سيهزاون به ، ويتفلون فى وجهه ، ويقتلونه ، وفى اليوم الثالث يقوم ثانية لذلك فلكي يمنعهم من أن يتخيلوا أنه ن اجل حياة العالم، سيحتمل هو نفسه استهزاء اولئك القتلة واعمالهم الوحشية الأخرى التي اصابوه بها ، بها يتاح لهم أن يعيشوا بهدوء ، وأن يتحاشوا التألم لأجل تقواهم — دون أن يكون عليهم لوم في ذلك ، وان يتحاشوا أن يحتملوا الموت نفسه في الجسد إن أتى عليهم ، وانهم لن يلحقهم أي عار إن فعلوا ذلك ، فلكي يمنعهم من هذا التخيل فهو - بالضرورة أن أولئك الذين سيحسبون أهلا للمجد الذي يعطيه هو ، ينبغي ان يصلوا إليه بأعمال شجاعة مناسبة، قائلا: " من أراد أن ياتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنى"
وهنا أيضا، ينبغي أن ندهش من محبة المسيح مخلصنا جميعا نحو العالم، لأنه لم يقبل فقط أن يتألم وأن يحتمل عارا عظيما ، ويضع نفسه حتى إلى الصليب والموت لأجلنا ، لكنه يرفع تابعيه المختارين أيضا إلى نفس هذه الرغبة الممتازة، أولئك الذين كانوا سيصيرون معلمين للناس في كل مكان ، ويشغلون وضع القادة لشعوبهم الذين يوكلون إلى عنايتهم. لأن أولئك الذين يقامون على خدمة عظيمة يجب ان يكونوا بالفعل شجعانا وباسلين تماما، متسلحين بعقل غير متزعزع وشجاعة غير مغلوبة ، وذلك لكي لا يخافوا الصعوبات ، وحتى أتاهم الموت فإنهم يسخرون من رعبه، ويلاشون كل خوف. وذلك الذي يتصرف هكذا ، فإنه ينكر نفسه إذ أنه يتخلى عن حياته الزمنية ويحسب اهتماماتها غير مستحقة لأي اعتبار ، وذلك بقدر اختياره لأن يتألم لأجل الغبطة والمحبة التي في المسيح. هكذا يتبع الإنسان المسيح، لأن صحبة الرسل القديسين كما لو كانت تضع
آمامنا، بواسطة قيثارة المرنم ، صارخا إلى المسيح مخلص الجميع: من أجلك نمات كل يوم ، قد حسبنا مثل غنم للذبح" (مز٢٢:٣س). فهم في هذا أيضا مثل عمانوئيل" الذى من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب، مستهينا بالخزي.. (عب٢:١٢). لذلك فإن أولئك الذين كانوا سيصيرون معلمين لكل الذين تحت الشمس، كانوا مرتفعين فوق الجبن وفوق حب العالم الدنيء، واضعين أمامهم كواجب عليهم ان يتألموا لأجل محبة المسيح. وهو نفسه علمنا ما هي ميزة رسله الذين يحبونه ، إذ قال لبطرس المبارك:" يا سمعان إبن يونا أتحبنى؟ ارع خرافي ، ارع غنمي٠٠ (يو 21: 15) "هو الراعى الصالح بذل نفسه عن الخراف (يو 10: 11) فهو لم يكن أجيرا ، بل بالحري أولئك الذين خلصوا هم خاصته ، وقد رأى الذئب مقبلا ، فلم يحاول أن يهرب فهو لم يحتقر القطيع ، بل بالعكس سلم نفسه ليمزقه الذئب لكي يحررنا ويخلصنا لأننا "بجراحاته شفينا" وهو مجروح لأجل معاصينا" (إش٥٣:5). لذلك، فأولئك الذين يتبعونه، وبرغبون بإخلاص أن يكونوا مثله والذين يقامون على قطعانه الناطقة ، فينبغي ان يجتازوا أتعابا مماثلة . لأن وحوشا شرسة كثيرة تحيط بهم ، وحوشا عنيفة حقودة ، وهم يذبحون بقسوة ، ويسرعون بالنفوس إلى هوة الهلاك . لأن الأكثر علما ومهارة ببن الوثنيين يملكون فصاحة عظيمة ، ويزينون تعليمهم الزائف بلغة جذابة ، وهكذا يخدعون بعض البسطاء ويجعلونهم راغبين في المشاركة في مرضهم ، ويبتعدون عن الرب الذي هو فوق الكل ليعبدوا آلهة بدلأ منه وهم ليسوا بالحقيقة آلهة . هؤلاء أثاروا اضطهادات لا تحتمل على الرسل القديسين ، وكانوا يعرضونهم للأخطار مرة بعد أخرى . لأن بولس المبارك يتذكر الآلام التي أصابته في ايقونية ولسترة ، وفى أفسس ودمشق . فإنه مرة يقول: " فى دمشق والى الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقين  بريد ان يمسكنى فتدليت من طاقة في زنبيل من السور ونجوت من يديه (2كو 11: 32 - 33) وفى مرة أخرى يقول: اسكئدر الحداد أظهر لي شرورا  كثبره"٠ (٢تى٤: ٤ ٦). فبماذا يشهد هذا الكارز الكبير، هذا البطل الشجاع الباسل ، الذي ازدرى بأعظم الأخطار في كل مكان؟ إنه يقول: : " لي الحياة هى المسيح والموت هو ربح." (فى ١ : ١ ٢) . وأيضا : " مع المسيح صلبت ، فلست أحيا أنا بعد ، بل المسيح يحيا فى ، ، فما أحياه الآن في الجسد، أحياه في الأيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غل 2: 20) 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “إِنْ ”. نحويا ھذه جملة شرطية من الفئة الأولى
(2) " أَحَدٌ ”. ربما لكل من كرز لھم وأطعمھم ولكن اليوم دعوة يسوع مفتوحة على مصراعيھا للمؤمنين به وغير المؤمنين “ وسر الاختيار يسوع لأتباعه يعتمد على إرادتهم الحرة فى إتباعه  والإرادة الحرة.
للجميع ()، ولكننا هناك نصوص أخرى أنه ما من أحد في  مقدوره أن يتجاوب بدون تقرب الروح القدس منه واجتذابه له "وليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس" (1كو12 : 3) .
(3) "فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي”. نحويا صيغة تمنّي في الأسلوب الخبري ھناك ثلاثة أفعال أمر في ھذه العبارة. الأول “فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ" (مجھول الصيغة معلوم المعنى، “)،   يليه ("يَحْمِلْ كُلَّ يَوْمٍ") ،ماضي بسيط مبني للمعلوم  ثم  ("ويستمر في اتباعي"). مضارع مبني للمعلوم
فيما يلى مقالة للدكتور نجيب سليمان
دعوة لحمل الصليب:  اتبعني
في الإنجيل، كما كتبه القديس لوقا، يأتي حديث المسيح عن تبعيته وحَمْل صليبه بعد مثلٍ سرده الرب، وهو على عشاء في بيت أحد رؤساء الفرِّيسيين (لو 14: 16-24). والمثل يحكي عن عشاء عظيم ومدعوين يستعفون من المجيء: هذا اشترى حقلاً، وذاك اشترى أبقاراً، وذاك تزوج؛ فيغضب رب البيت ويطلب إلى عبده أن يدعو المساكين وأصحاب العاهات من الشوارع والأزقة حتى يمتلئ بيته؛ أما الذين رفضوا الدعوة فحرمهم أن يذوقوا عشاءه. وبعد أن خرج الرب من البيت إلى الطريق قال للجموع السائرين معه شروطه عن تبعيته. فالذين يُقبـِلون إليه ويحملون صليبه تائبين سيكونون ضيوف عشاء عُرس الخروف (رؤ 19: 9)، ويتمجَّدون مع الرب في يوم مجيئه: "إن كنا نتألَّم معه لكي نتمجَّد أيضاً معه" (رو 8: 17)؛ أما المتثاقلون والمعتذرون والمترفِّعون عن حَمْل عاره (عب 13: 13) والغارقون في اللهو والهموم وغرور الغِنَى والمتمسِّكون باستقلالهم عن الرب، فلا نصيب لهم.
هذه هي دعوة الله، وهذه هي شروط تبعيته: "والسامعون يحيون".
في أكثر من مناسبة تكلَّم الرب عن التزامات تبعيته، أي الإيمان به كتلاميذ يلتصقون بمعلِّمهم: يسيرون على نهجه، ويلتزمون برسالته، ويحفظون وصاياه ويُبشِّرون بها، ويُكرِّسون حياتهم له مخلِصين له حتى النهاية، وخلال مسيرتهم يحتملون الآلام من أجله متشبِّهين بمن أحبهم حتى المنتهى.
فماذا قال الرب؟
+ "إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. فإنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها، ومَن يهلك نفسه من أجلي (ومن أجل الإنجيل) يجدها (فهو يُخلِّصها). لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه." (مت 16: 24-26، مر 8: 34-38، لو 9: 23-25)
+ "إن كان أحدٌ يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأُمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً... ومَن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً." (لو 14: 26و27)
+ "مَن أحب أباً أو أُماً أكثر مني فلا يستحقني. ومَن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني. ومَن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. ومَن وجد حياته يُضِيعُها، ومَن أضاع حياته من أجلي يجدها." (مت 10: 37-39)
+ "إن أردتَ أن تكون كاملاً، فاذهب وبـِعْ كل ما لك وأعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعالَ اتبعني (حاملاً الصليب)." (مت 19: 21، مر 10: 21، لو 18: 22)
+ "كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله، لا يقدر أن يكون لي تلميذاً." (لو 14: 33)
هذه هي إذن التزامات تبعيته:
الالتزام الأول: إنكار الذات:
ولماذا إنكار الذات، أي إزاحتها من المشهد؟ ذلك، حتى يكون المسيح الكل في الكل، الأول والآخِر، محبوباً مُطاعاً أكثر من النفس وأكثر من الأهل والعالم كله. ففي حضور الذات ومَن ينتسب إليها لا يوجد مكان لله. وفي إرضاء الذات وإكرامها والإصغاء لمطالبها والركض بها إلى فيض الخلاعة والفساد، وتخليصها من شركة الألم وعبور الباب الضيق، ضياعها وهلاكها؛ بينما مَن يرفض شهواتها ويُحطِّم كبرياءها وينفي عنها اكتفاءها وانكفاءها على ما لها ولامبالاتها بالآخر، هو في الحقيقة يحفظها من الضياع ويستبقيها إلى الأبد.
وفي الحياة المسيحية العملية، فإن التوبة والقداسة والخدمة وطاعة الوصية تبدأ وتستمر وتنمو بإنكار الذات. وحضور الذات وتألُّقها، إما أن يُعطِّل كل اتجاه نحو الله، وإما أن يزيِّف الحياة كلها. فتبقى الذات نشطة، ولكن تتنكَّر تحت عباءة رقيقة من التظاهُر بالعبادة لإرضاء الناس، أو تنسب لها كل العمل الروحي لا للنعمة. ونتيجة هذا البر الذاتي دائماً صفر. فهو جهاد فاشل لا طائل من ورائه دون اكتشاف مصدر التغيير والقوة وهو الروح القدس.
الالتزام الثاني: حَمْل الصليب:
هذا الالتزام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالالتزام السابق: فمَن يحب نفسه لن يقبل حَمْل الصليب أو يحتمله، ولن يقتنع بضرورته وسيجتهد أن يتفاداه بكل وسيلة.
- والمعنى المباشر لحمل الصليب هو قبول الألم والعار والاضطهاد والظلم بأنواعه من أجل المسيح والكنيسة حتى إلى بذل الحياة ككل شهيد. وكان المحكوم عليه بالصَّلْب يحمل صليبه إلى مكان تنفيذ العقوبة، وهو ما جازه الرب نفسه: "فخرج وهو حاملٌ صليبه" (يو 19: 17). والمؤمن وهو يحمل صليبه يُشارِك الرب الذي تألَّم مظلوماً ولم يفتح فاه (إش 53: 7)، "وأُكمِّل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده، الذي هو الكنيسة" (كو 1: 24)، "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه مُتشبِّهاً بموته لعلِّي أبلغ إلى قيامة الأموات" (في 3: 10و11). فالذين يتفادون الاضطهاد من أجل المسيح ويهربون منه طالبين اللجوء إلى حيث الراحة، ينكرون الإيمان وينسحبون من تبعيتهم للمسيح مهما قالت أوراقهم غير ذلك.
- والقديس بولس تكلَّم عن الخطوة التالية لحمل الصليب، وهي الصَّلْب مع المسيح: "مع المسيح صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 2: 20). وقد عاش القديس بولس حياته في الإيمان مصلوباً، وقائمة آلامه سجَّلها في (1كو 4: 9-13، 2كو 11: 23-28)، ويفيض بها سفر الأعمال: سجيناً، ومضروباً، ومجلوداً، ومرجوماً إلى حافة الموت، وطريداً، ومُعرَّضاً للأخطار، في البحر والبر، من اللصوص، من اليهود ومن الأُمم، في المدينة وفي البرية، وعطشاناً ومكدوداً، ومتحمِّلاً أعباء خدمة متسعة امتدَّت إلى قارتين ولم تتوقف حتى وهو سجين في روما يُبشِّر سجانيه ويكتب للكنائس، وفي النهاية قدَّم حياته شهيداً.
- والقديس بطرس هو أيضاً عاش مُقاتلاً شجاعاً لم تهزمه أسوار السجن ولا جلدات الجلاَّدين، وقاد الكنيسة الوليدة في أورشليم واليهودية والسامرة، وبشَّر الأمم أيضاً، وكتب للمؤمنين مُشجِّعاً على احتمال الآلام تمثُّلاً بالرب (1بط 2: 19و21)، وانتظاراً لمجيئه لتمجيد قديسيه، وحَمَل الصليب حتى روما حيث سلَّم أنفاسه الأخيرة مصلوباً منكَّس الرأس. فهو نفَّذ الوصية بقبول الألم والجهاد ضد الخطية وضد محبة العالم الحاضر حتى الموت.
- وحَمْل الصليب يعني أيضاً التخلِّي عن رفاهية الحياة ومحبة المال وتعظُّم المعيشة، وبَدَلَ المغالاة في التمتُّع يكون السعي لسدِّ حاجة المعوزين اقتساماً للخيرات، ومشاركة المرضى(1) ومنكوبي اضطرابات الطبيعة والمجاعات وغيرها، بالخدمة والتبرُّع السخي برهاناً لصِدْق الإيمان. لقد صار الصليب بالفعل رمزاً لشركة الألم مع المسيح ومع الآخرين(2).
- ويندرج تحت حَمْل الصليب والصَّلْب مع المسيح أيضاً إنكار الشهوات ومقاومة الرغبات الجسدية ورفض إغراءات الحياة مهما كان الثمن: "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24). ويوسف احتمل ظلم الاتهام وظلام السجن الطويل، وأَبـَى السقوط السهل والمبرَّر، وهاله أن يصنع الشر ويُخطئ إلى الله (تك 39: 9). ويتكامل مع رفض نداءات الجسد ويساند هذه المقاومة، العبادة الجادة من نسك وصلاة وصوم وعكوف على الكلمة، تؤازرها النعمة ويُضرمها روح القداسة، فتهدأ الحروب ويسود السلام، ويمتلئ القلب بيقين النصرة في كل ما يثيره العدو.
- كما يعني حَمْل الصليب أيضاً احتمال المرض الطويل وألم الجسد وضعفه والتجارب الثقيلة كشركة مع المسيح في آلامه بشكر وصبر دون تذمُّر أو دمدمة وكتدبير إلهي يقصد نمو الإيمان والتوبة وضمور الميول الجسدية: "فإن مَن تألَّم في الجسد كُفَّ عن الخطية" (1بط 4: 1). وأيوب الصدِّيق في محنته الهائلة وصبره واحتماله يُقدِّم نموذجاً من العهد القديم لحمل الصليب بتسليم كامل لمشيئة الله، حتى صار مثالاً في العهد الجديد: "ها نحن نُطوِّب الصابرين. قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب" (يع 5: 11). والرسول بولس تضرَّع كثيراً من أجل "شوكة في الجسد"، ولكن طُلِبَ إليه أن يحتملها، وسمع رسالة لكل مَن يجتازون مثل ضيقته: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكْمَل." (2كو 12: 9)
- ويتصل بالمعنى السابق أيضاً احتمال رفيق الحياة أو القريب (شيخاً أو شاباً أو طفلاً) المريض أو المُعاق أو فاقد العقل أو المنحرف. وبعض هذه الآلام أقسى احتمالاً مما لو كانت في الإنسان نفسه. والتعايش معها خاصة لو امتدت طويلاً محنة قد يهون معها الموت. ولكن استحضار شركة الصليب مع المسيح هنا تملأ النفس بروح الطاعة والتسليم "لِمَن يقضي بعدلٍ" (1بط 2: 23)، والثقة في أن هذه الآلام ليست منسية قدَّام الله، وسيأتي اليوم الذي يُكافأ فيه مَن صبروا إلى المنتهى (مت 24: 13).
- وبالنسبة للخادم في خدمته، فإنَّ حَمْل الصليب هو بذل نفسه من أجل مخدوميه صلاةً وجَهداً ووقتاً واحتمالاً وصبراً وافتقاراً وملاحقةً للشاردين والمقاومين لإعادتهم إلى الحظيرة، والاهتمام بالبعيد والقريب، والغريب والضيف، والاتضاع حتى إلى غسل الأقدام طاعةً لوصية السيِّد.
الالتزام الثالث: يترك كل ما له:
نحن لا نستطيع أن نتبع إلهنا ونحن نحمل معنا أثقالنا: محبتنا لذواتنا ولميول جسدنا وللعالم والمال والأشياء. وكان تَرْك التلاميذ الأوائل للسفينة الممتلئة بالسمك الكثير وللأهل ليتبعوا يسوع (مت 4: 20و22، مر 1: 18و20، لو 5: 11)، وتَرْك لاوي لمكان الجباية (مت 9: 9، مر 2: 14، لو 5: 28)، وتَرْك السامرية لجرَّتها (يو 4: 28)؛ رمزاً للتخلِّي عن الماضي الشرير (أو المضاد للإيمان) أي للتوبة وتحوُّل توجُّه الحياة نحو المسيح. فتغيير الحياة شرطٌ واضح لنصير ضمن خاصة الرب أي تلاميذه. والشاب الغني، الذي استكثر أن يتخلَّى عن أمواله ويُوزِّعها على الفقراء(3)، أخفق أن يتبع الرب (حاملاً الصليب)، رغم نيته الطيِّبة، لأنه أحب أمواله أكثر (مت 19: 16-22، مر 10: 17-22، لو 18: 18-23). والقديس بولس، عندما تبع يسوع، حَسِبَ موقعه المرموق في الجماعة اليهودية وكل التزامه الناموسي واضطهاده للكنيسة، وهو ما كان له ربحاً وكرامةً؛ خسارة ونفاية من أجل فضل معرفة الرب وبرِّه وربحه (في 3: 4-8).
والذين يريدون "خدمة السيِّدين" باعتبارها الحل الوسط المريح الذي يتيح لهم إرضاء ذواتهم وتخدير ضمائرهم بالتديُّن الشكلي، هي مرفوضة من قِبَل الرب لأنها حل محكوم عليه بالفشل (مت 6: 24)، وطريق لا يؤدِّي إلاَّ إلى الضياع. فامرأة لوط خرجت من سدوم مع عائلتها، ولكن سدوم ظلَّت في قلبها، وكانت النتيجة وبالاً عليها (تك 19: 26). وبنو إسرائيل، الذين خرجوا من أرض مصر بذراع رفيعة، ظل اشتياقهم لا إلى أرض الموعد، وإنما إلى أرض العبودية، فبادوا جميعاً في البرية ولم يدخل منهم كنعان إلاَّ اثنان (تث 1: 35-38).
فلنحسب النفقة:
لكن يُبيِّن الرب أن الأمر في غاية الجدية، وأن الطريق إليه ذو اتجاه واحد "ليس أحدٌ يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" (لو 9: 62)، فالنكسة أليمة والرجوع من جديد لن يكون سهلاً. من هنا فقد طلب من كل مَن يتطلَّع إلى تبعيته أن يجلس أولاً ويحسب النفقة، ليس فقط لأن يبدأ بل ليواصل المسير إلى النهاية (لو 14: 28-30).
ولكن لنلقِ رجاءنا على النعمة:
عندما تكلَّم الرب عن صعوبة دخول المتَّكلين على أموالهم إلى ملكوت الله، وأنَّ أيسر منه مرور جمل من ثقب إبرة، بُهِتَ التلاميذ جداً قائلين: "إذاً مَن يستطيع أن يخلص"، فقال لهم يسوع: "هذا عند الناس غير مستطاع، ولكن عند الله كل شيء مستطاع" (مت 19: 23-26، مر 10: 23-27، لو 18: 24-27). فالمسيح مسئول عمَّن يتبعه، وهو الذي بنعمته يسند إيمانه وجهاده واحتماله وصبره وتوبته وعبادته وخدمته. وبحسب كلماته فنحن بدونه لا نقدر أن نفعل شيئاً (يو 15: 5). ومعلِّمنا بولس يهتف: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يُقوِّيني" (في 4: 13). والقديس بطرس يحثُّنا أن نلقي رجاءنا بالتمام على النعمة (1بط 1: 13). والذين يُنادون باستحالة حياة القداسة وتبعية الله هم صادقون إذا كان الاعتماد في ذلك على الإرادة وحدها وضبط النفس الذاتي، فهذا بالفعل طريق مسدود نهايته الفشل واليأس؛ ولكن المسيح الذي دعانا لنتبعه، هو الذي يمسك بأيدينا ويقودنا في موكب نصرته، وهو إذ كان يقول: "احملوا نيري عليكم" (مت 11: 29) ويصفه أنه هيِّن، فذلك لأنه حالما نقبل بالنية حمل نيره يأتي هو ليحمل العبء كله عنا.
قيمة النفس:
الله وهو يُنادينا أن نتبعه، يقصد إنقاذنا من الهلاك: "لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16)، مؤكِّداً أن نفس الإنسان هي أغلى ما له؛ بل هي أغلى من "العالم كله" (مت 16: 26، مر 8: 36، لو 9: 25)، وأنَّ مَن يخسر نفسه يكون قد خسر كل شيء، فماذا عنده ليُقدِّمه "فداء عن نفسه"؟ وهذه الوديعة الثمينة التي خُلِقَت على صورة الله، تستحق إذن أن يبذل من أجلها كل شيء كي تنجو من الهلاك وتنال نصيبها في المجد الأبدي.
تفسير (لوقا 9: 24) 24 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها.ومن يهلك نفسه من اجلي فهذا يخلصها.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
"فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها.ومن يهلك نفسه من اجلي فهذا يخلصها."
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 50
ولكن عنف اليهود كان بنفجر كثيرا ضد الرسل الآخرين أيضا ، حيث اضطهدوهم، واستدعوهم أمام مجامعهم وجلدوهم بقسوة ، وأمروهم أن يصمدوا، ويكفوا عن كرازتهم المقدسة ، قائلين لهم: " أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم؟ أي اسم المسيح ، مخلصنا جميعا ٠ وها انتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم (أع٥ : ٢٨)ا ولكن بعد ان احتمل التلاميذ اتهامهم العنيف ، بسبب محبتهم الراسخة للمسيح ، فإنهم خرجوا فرحبن لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل أسمه (أع 5 :٤١). ولكن لو أنهم كانوا جبناء واذلاء ، ويخافون هن التهديدات ويرتعبون من خوف الموت ، فكيف كانوا يثبتون ؟ أو كيف كانو١ يقدمون أولئك الذين دعوا بواسطتهم كثمار للرب ؟ لأن بولس الحكيم أيضا ، الذي لم تستطع أى صعوبة أن تغلبه، حينما كان في طريقه إلى اورشليم، وجاء النبي أغابوس وأخذ منطقته ، ربط رجلي نفسه ، وقال : الرجل الذى له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود فى أورشليم " فأجاب بولس : " ماذا تفعلون تبكون وتكسرون قلبى لأنى مستعد ليس أن أربط فقط بل أن اموت أيضا فى أورشليم لأجل أسم الرب يسوع المسيح "(أع 21: 11و 13)
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)    “نَفْسَ... نَفْسَ ”. تكررت كلمة تفس مرتين وكلمة نفس ،psuchē اليونانية وردت فى اللغة العبرية فى العهد القديم  .nephesh
تشير كلتا هاتين الكلمتين ببساطة إلى شخص الإنسان أو قوة الحياة (لو 17 : 33) (مت 10: 38- 39) (يو 12: 25)
وتمثل هاتين الكلمتين بالعهدين العهد القديم الذى يمثل الحياة الجسدية المقيدة بالشريعة الموسوية بهذا الدهر وبالرغم من ذلك سقط الإنسان فى الخطية وهلاكه وبين العهد الجديد  الحياة التى أعدها يسوع لأحباءه والتى هى عبارة عن جزئين الأول نعيشه فى هذه الحياة حيث يكون الملكوت فى داخلنا والثانى فى الدهر الاتى والملكوت السمائى الذى أعده يسوع لنا بعد القيامة
وهنا أورد لوقا الكلمتان يمعنيين مختلفين فى الغعدين كما أن كلمة يخلص تأتى أيضا بمعنيين ففى العهد القديم وردت بمعنى التحرر الجسدى أو الخلاص من الأعداء ولكن وردت فى الغعد الجديد بمعنى التحرر الروحى الأبدى
 وكلمة من أراد هى تقديم الذات ليسوع وتتبعه تبعات فى هذا الزمن ولاحقا هى أن ننفذ عهدنا الجديد معه وعلينا أن نبادله بالمثل ( 2كو 5: 14- 15)  "لان محبة المسيح تحصرنا.اذ نحن نحسب هذا انه ان كان واحد قد مات لاجل الجميع فالجميع اذا ماتوا. وهو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم وقام."  (غل 2: 20)  مع المسيح صلبت، فاحيا لا انا، بل المسيح يحيا في. فما احياه الان في الجسد، فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله، الذي احبني واسلم نفسه لاجلي. (1يو 3: 16)  بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لاجلنا فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة.
تفسير (لوقا 9: 25) 25 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله واهلك نفسه او خسرها.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 50
لذلك كم هو رائع ، أن يوصيهم ان يتغلبوا برجولة على كل اضطهاد، وان يجتازوا التجارب بجسارة ، مؤكدا لهم بيقين أنهم إذ يكونون غيورين هكذا لأجله، فإنهم يصيرون أصدقاء ، ويشتركون في مجده . لذلك فان كان إنسان ما مستعدا أن يحتمل مخاوف الموت ويزدرى بها ، فهل لو ضيع نفسه ورحل ، أفلا يبقى له شئ مذحرا له ، لأنه فيما هو يضيع حياته ، فإنه يجدها بنوع خاص ، بينما لو وجد حياته فإنه يجلب الهلاك لنفسه لذلك، فأي خوف يمكن أن يشعر به القديسون، إن كان ما كان يبدو قبلا انه صعب ، يتضح أنه مفرح لهم بالحري ان يتحملوه ، بينما الحياة العزيزة على الناس ، لكونها خالية من ائم ، فإنها تنحدر بهم إلى الهلاك وإلى فخ الجحيم ، كما يقول الكتاب.
ولكنه يوضح لنا ، أن التفوق في محبة المسيح هو افضل جدا بما لا يقاس فوق أبهه العالم ولذته ، ذنلك بقوله : لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله واهلك نفسه أو خسرها ؟" ٠لأنه حين ينظر الإنسان بشكل رئيسي إلى لذة ومكسب اللحظة الحاضرة ، وبسبب هذا يتحاشى الألم راغبا أن يحيا في متعة ، فإنه حتى ان كان له غنى وممتلكات وفيرة ، فماذا يننفع بها حينما يكون قد خسر نفسه؟ الكنوز لا تنفع الأشرار (أم 10 : 2 س)
فإن : " هيئة هذا العالم تزول " (1كو 7: 31) ومثل ظلال تزول كل تلك اللذات " (حكمة 5: 9 س) والثروات تهرب من الذين يملكونها : " أما البر فينجى من الموت " (أم 10 : 2) وأكثر من ذلك فلكى يضع أمامنا بوضوح المكافأة لاستعدادنا للتعب والألم ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

(1) سؤال ذكي بمعنى وماذا بعد أن تربح العالم؟ إنه سؤال إجابته مثل الغني الجاهل (لو 12: 16- 20) ومحبة العالم والإنغماس فى شهواته وتعظم المعيشة فلا يمكن للمرء مثلا أن يخدم سيدين المال والرب (لو 16: 13) ( مت 6: 24)  لأن الإنسان لا يمكنه أن يملك العالمين لأنهما متضادين فالحياة التى نعيشها فى عالم هالك بينما العالم فى الدهر الآتى هو عالم أبدى عالمنا الذى نعيشه الهالك حتى الإنسان نفسه مصيره الموت
تفسير (لوقا 9: 26) 26 لان من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي ابن الانسان متى جاء بمجده ومجد الاب والملائكة القديسين.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
" من خزى منى ومن كلامى سيخزى منه إبن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الاب والملائكة القديسين. "
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 50
يقول : " لأن من استحى بي وبكلامي ، فبهذا يستحي ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد أبيه وملائكته القديسين إنه يحقق بهذه الكلمات، كثير مما هو نافع وضروري معا . لأنه ، اولأ ، يبين ان أولئك التين لا يستحون به وبكلامه يلزم تماما وبالضرورة ان ينالوا المكافأة التي يستحقونها ، واي شيء يمكن أن يعطينا فرحا مثل هذا؟ لأنه إن كان هناك بعض الناس الذين يشعر امامهم الديان بالتوقير باعتبارهم مستحقين بسبب طاعتهم ، لمكافأة وكرامات وإكليل بسبب محبتهم وولائهم له ، والكرامات التي ربحوها بشجاعتهم ، فكيف لا نقول نحن إ، الذين وصلوا إلى مثل هذه البركات الممتازة ، سيعيشون بالتأكيد من الآن في تمجيد وتكريم بلا نهاية.
ولكنه بعد ذلك ، يولد فيهم الخوف ايضآ ، وذلك بقوله إنه سينزل من السماء، ليس في اتضاعه ومذلته السابقة ، مثلنا ولكن في مجد ابيه، اي في مجد إلهي فائق، والملائكة القديسون يحيطون به.
إذا فكم هو بائس جدا ومدمر ان يكون الانسان مدانا بالجبن والتراخي حينما ينزل الديان من الأعالي ، والرتب الملائكية واقفة بجانبه . ولكن كم هو عظيم ومبارك التذوق المسبق للغبطة النهائية ، اى ان يستطيع الانسان ان يبتهج بالأعمال التي تمت فعلا ، وينتظر المكافاة عن الأتعاب الماضية . لأن مثل هؤلاء سوف يمدحون ، إذ يقول لهم المسيح بنفسه: " تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم (متى25 :٣٤). ليتنا نحسب نحن ايضا أهلا لهذه المكافآت بالنعمة ومحبة البشر التي للمسيح مخلصنا جميعا ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  “مَن”. التحذير واسع شامل كما الحال مع الدعوة (راجع الآيتين 23 ،24)
(2) "اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي”. تشير هذه الكلمات إلى الوقت الذي سيأتي فيه يسوع يواجَه كل إنسان بالإنجيل. وهى حقيقة حتى عند المسلمين الذين يعتبرون أن يسوع هو الديان  هذه الحقيقة نفسها تم التعبير عنها بطريقة مختلفة في مت 10: 32- 33) (لو 12: 8- 9)  اليوم أنتشر الإنجيل من خلال الإنترنت فأنت بلا عذر أيها ألإنسان فلو إستحيت منه ومن تعاليمه ولم تؤمن بيسوع وتنفذ تعاليمه فأنت ستدان بهذه التعاليم وليس بتعاليم العالم ونظرياته الإلحادية والأديان المختلفة  التى منها الإسلام
(3)" : مَتَى جَاءَ ”. تعلن أسفار العهد القديم بشكل واضح مجيئاً واحداً للمسيا. (تك 3: 15) (مز 22) (أش 53) وهذه النبوات لا تفرق بين المجيئين ويمكننا أن نري ذلك في أسفار (أشعياء 14:7 & 6:9-7 ) ( زكريا 4:14) ولكن من الواضح ايضا أن العهد القديم تحدث عن مجيئين فى نبوءات بلغت 300 نبوءة عن المسيح وخاصة سفر أشعياء (النبى الإنجيلى ) الذى تكلم عن  مجيئ المسيا الأول عندما (في 2 : 7) " أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شِبه الناس" وفى آلامه وموته على الصليب وقيامته فقد أتم المسيح ما كتب عنه في العهد القديم (أشعياء 53) في مجيئه الأول. ولأن اليهود ينتظرون نبيا قائدا فلم ينتبه فكرهم أن يسوع هو المسيا المنتظر لأنهم ينتظرون ملكا أرضيا ويسوع يبشر بملكا سماويا يبغون ملكا زمنيا وأعطاهم ملكا ابديا وسيتم يسوع المسيح دوره كمخلص اسرائيل وملك الملوك بمجيئه الثاني والايات (زكريا 10:12) (ورؤيا 7:1 ) يصفون فيها المجيء الثاني لأنه فى هذه ألايات يذكرون أن أسرائيل والعالم كله سيذكر يداه المثقوبتان وسيحزنوا لعدم قبوله عند مجيئه الأول.
كما أشار ايضا إلى آلام المسيا (المسيح) ولكن يسوع فى تعاليمه ذكر لنا  المجيء الثاني المجيد للمسيا كرب وديّان للكون Kosmos الذى كان اليهود يتوفعونه في المرة الأولى فى العهد القديم (مت 10: 23 & 16: 27- 28) (مر 8: 38- 39& 13: 26) (لو 21: 27) (بو 21: 22) (أع 1: 11) ( 1كو 1: 7) فيل 3: 20) (1تس 1: 10 & 2: 19) (2تس 1: 7 ، 10 & 10: 2- & 2: :1- 8) (يع 5: 7- 8) (2بط 1: 16) (1يو 2: 28) (رؤ 1: 7)
(4) " بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ ”. وردت هذه ألاية فى العهد القديم  من ( دا 7  : 10)  وهنه آيات تشير إلى المجئ الممجد والذى يؤكد ألوهية يسوع المسيح  (انظر مت  16: 27) (مر 13: 20 ) ( لو 9: 26) (2تس: 1: 7)  وذكر متى أن الملائكة ھم الذين يجمعون البشر فى المجئ الثانى ويفرزونھم في آخر الزمان  (مت 13: 29- 41 ، 49 &  24: 31)
 ” في العھد القديم، الكلمة العبرية الأكثر شيوعاً، لكلمة “مجد (kbd)  كانت أصلاً كلمة تجارية (والتي كانت تشير إلى كفتي ميزان) بمعنى “يكون ثقيلا ”. ما كان ثقيلاً كان ثميناً قيّماً أو له قيمة حقيقية فعلية. وغالباً ما كانت تُضاف فكرة الإشراق إلى الكلمة لتعبّر عن جلال لله (خر 15: 16 & 24: 17) )(أش 60: 1- 2) وإشراق الإله لدرجة أنه لا أحد من بنى البشر يستطيع النظر إليه  (خر 33: 17- 23) (أش 6: 5) والإله لا يمكن معرفته إلا بالمسيح ومن خلال يسوع المسيح ( إو 1: 14) (مت 17: 2) (عب 1: 3) (يع 2: 1) .
تفسير (لوقا 9: 27) 27 حقا اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* ثم اوضح مخلصنا لتلاميذه أن ملكوت الرب الذى تسود فيه شريعته على الأرض لن يتأخر حتى يوم الدينونه الذى حدثهم عنه ، وإنما سيجئ ذلك الملكوت بمجرد أن يستمع العالم إلى البشارة بمجئ مخلص العالم ، ويؤمن به ، وسيكون ذلك فى وقت قريب حتى أن بعض الحاضرين ممن كانوا يستمعون إليه عند ذلك سيشهدون ملكوت الرب ، إذ قال لهم :"  ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله"  وبالفعل عاش بعض التلاميذ حتى شهدوا بشارة فادينا تملأ الأرض كلها.      * 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 51
إن أولئك الماهرون في المصارعة يفرحون حينما يصفق لهم المشاهدون ، وهم يرتفعون إلى مستوى عال ومجيد من الشجاعة بواسطة رجاء الحصول على إكليل النصر . وهكذا أيضا أولئك الذين يرغبون أن يحسبوا أهلا للمواهب الإلهية ، والذين يعطشون إلى أن يصيروا شركاء الرجاء المعد للقديسين ، فإنهم يدخلون المعارك لأجل التقوى في المسيح، ويسلكون حياة زكية ، ولا يركنون إلى الكسل في عدم الشكر ، ولا يفرقون في جبن وضيع ، بل بالحري ، يقاومون برجولة كل تجربة ، ولا يخافون من عنف الاضطهادات ، إذ هم يحسبونه ربحا أن يتألموا من أجله ، لأنهم يتذكرون أن بولس المبارك يكتب هكذا : " . آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا(رو٦٨:٨).
لذلك، لاحظوا كم هي جميلة جدا الطريقة التي يستعملها أيضا ربنا يسوع المسيح
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " حقا اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله "هناك عدة تفسيرات لقول يسوع هذا تشير إلى:
-1 صعود يسوع
-2 الملكوت الحاضر لتوه في يسوع
-3 مجيء الروح القدس في يوم الخمسين
-4 دمار أورشليم عام 70 م.
-5 توقع عودة يسوع الباكرة
-6 الانتشار السريع للمسيحية
-7 التجلّي .. المبشرين الثلاثه ذكروا مباشرة بعد قول المسيح عن (الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته ) تكلموا عن حادثة التجلي بقول وبعد هذا بايام وفي حادثة التجلي تغيرت هيئة المسيح وايضا سمعوا صوتا من السحابة يشهد لمجده وانه الابن الحبيب فمتي البشير قال (انجيل متي 17) "17: 1 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا اخاه و صعد بهم الى جبل عال منفردين 17: 2 و تغيرت هيئته قدامهم و اضاء وجهه كالشمس و صارت ثيابه بيضاء كالنور  " (نجيل مرقس 9 ) " 9: 1 و قال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد اتى بقوة 9: 2 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا و صعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم و تغيرت هيئته قدامهم "  9: 3 و صارت ثيابه تلمع بيضاء جدا كالثلج لا يقدر قصار على الارض ان يبيض مثل ذلك " (انجيل لوقا 9) " 9: 27 حقا اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله 9: 28 و بعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس و يوحنا و يعقوب و صعد الى جبل ليصلي 9: 29 و فيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة و لباسه مبيضا لامعا "
وفي التجلي رأى بعض التلاميذ بعضاً من مجد السيد المسيح بقدر ما كشفه لهم، وعلى قدر ما إحتملوا، وهم تمتعوا بمجده، وكان هذا إعلاناً عن بهائه الإلهي، وهؤلاء لم يموتوا حتى رأوا هذا المجد وآخرون ممن سمعوا كلمات المسيح هذه رأوا قيامته وصعوده وحلول الروح القدس على الكنيسة وبدء ملكوت الله داخل قلوب المؤمنين، رأوا آلاف تترك آلهتها الوثنية (بل وتبيع ممتلكاتها كما رأينا في سفر أعمال الرسل) ويحرقوا كتب السحر ويتبعوا المسيح ويملكوه على قلوبهم، ورأوا آلاف الشهداء يبيعون حياتهم حباً في المسيح، كل هؤلاء كان ملكوت الله في داخلهم (لو 21:17). لقد رأوا ملكوت الله معلناً في حياة الناس ضد مجد العالم الزائل فلم يذوقوا الموت حتى رأوا اتساع مملكة المسيح الروحية وراي الكثير منهم ابن الانسان ومجيئ ملكوته واتساعة . (2بط 1: 12- 18) لانه اخذ من الله الاب كرامة ومجدا اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به.18 ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء اذ كنا معه في الجبل المقدس.
هذا التفسير يركز على عبارات مختلفة في النص:
أ- "ههنا قَوْمًا"
ب - "مَلَكُوتَ لله "
ج- “قَدْ أَتَى بِقُوَّةٍ ” (الموازاة في مر 9 : 1)  والتي تحدث فيها السيد المسيح عن المجد، أصبح إشتياق التلاميذ شديداً أن يروه أو حتى يعرفوا ما هو. والسيد في هذه الآية يطمئنهم بأن بعضاً منهم لن يذوقوا الموت قبل أن يروا ملكوت إبن الإنسان. فما هو ملكوت إبن الإنسان؟
ملكوت إبن الإنسان هو حين يجلس عن يمين أبيه، ويكون في صورة مجد الآب. وهو قيامته من الاموات وصعوده الي السموات فهو مجد وملكوت بدأ بالقيامة وهذا ما شرحته بتفصيل قليل في ملف
معني تعبير ملكوت السموات وملكوت الله وهذا ما تنبأ عنه دانيال (سفر دانيال 7) 13 «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ." وبالفعل استفانوس شهد ان هذا تحقق (سفر أعمال الرسل 7: 56) فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ». فبقيامة المسيح راى تلاميذه ابن الانسان اتيا في ملكوته
(2) " حَقًّا”. كتب لوقا البشارة إلى الأمم الذين لا يعرفون العبرانية فإستبدل كلمة "آمين" باللغة العبرية الواردة فى (مر 89: 1) بكلمة alēthōs  لأن الشعب الناطق باللغة اليونانية  لن يعرف معنى الكلمة
(3) "لا”. نحويا  نفيٌ مضاعفٌ مشدّد. “
(4) "يَذُوقُونَ الْمَوْتَ ”. ھذه العبارة الاصطلاحية نفسھا تُستخدم في الأناجيل الإزائية (مرقس ولوقا ومتى) في (مت 16 : 28) (مر 9: 1) كما أستخدم يوحنا أيضا فى  (يو 8: 51 و 52) وبولس فى (عب 2: 9) .
القديس مارإفرام السرياني : القوم الذين قال عنهم أنهم لا يذوقون الموت حتى يعاينوا صورة مجيئه هم هؤلاء التلاميذ الثلاثة الذين أخذهم معه إلى الجبل، وأعلن لهم طريقة مجيئه في اليوم الأخير في مجد لاهوته وجسد تواضعه.وصعد بهم إلى جبل عال لكي يُظهر لهم أمجاد لاهوته فلا يتعثّروا فيه عندما يرونه في الآلام التي قبلها بإرادته، والتي احتملها بالجسد من أجلنا. صعد بهم إلى جبل لكي يُظهر لهم ملكوته قبلما يشهدوا آلامه وموته، فيرون مجده قبل عاره، حتى متى كان مسجونًا ومُدانًا من اليهود يفهمون أنه لم يصلب بواسطتهم عن عجز، بل لأنه سُرّ بصلاحه أن يتألّم لأجل خلاص العالم. ، أصعدهم إلى جبل لكي يُظهِر لهم قبل قيامته مجد لاهوته حتى متى قام من الأموات يدركون أنه لم يتقبّل هذا المجد كجزاء لعمله كمن لم يكن له هذا المجد، وإنما له هذا المجد منذ الأزل مع الآب والروح القدس. وكما سبق فقال عندما ذهب إلى الآلام بإرادته: {الآن مجّدني أيها الآب بالمجد الذي لي قبل إنشاء العالم} (يو17: 9). أضاء وجهه ليس كما أضاء وجه موسى من الخارج، وإنما أشعّ مجد لاهوته من ذاته ومع هذا ظلّت أمجاده فيه. من ذاته يشع نوره ويبقى نوره فيه. إنه لا يأتيه من الخارج ليزيِّنه ولا يقبله لاستخدامه إلى حين، إنه لم يكشف لهم أعماق لاهوته التي لا تُدرك، وإنما كشف لهم قدر ما تقدر أعين التلاميذ أن تتقبّل وتميّز.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

 6. التلاميذ ومجد التجلي (لوقا 9: 28-36)
تفسير (لوقا 9: 28) 28 وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى جبل ليصلي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  وبعد هذا الكلام الذى وجهه مخلصنا إلى تلاميذه بنحو ثمانية أيام ، أخذ معه ثلاثة من تلاميذه القربين ، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا ، وصعد إلى الجبل ليصلى ، وقد كان معلمنا يصلى دائما ، وكان يصلى على الخصوص حين يشرع فى عمل خطير جليل ، وقد كان يزمع فى هذه المرة أن يتيح لتلاميذه أن يروا لمحة من مجده الإلهى العلى المتوارى خلف جسده الإنسانى المتواضع ، ليتوطد إيمانهم به ، وبحقيقة شخصيته ، الذى سيأتى فى مجيئه الثانى الذى سبق له أن كلمهم عنه فى حديثه الأخير إليهم      *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 51
لمنفعة وبنيان جماعة الرسل ٠ لأنه قال لهم: " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنى ، لأن من يخلص نفسه يهلكها ، ومن يضيع نفسه من أحلى يجدها " الوصية هي حقا لأجل خلاص القديسين ولأجل كرامتهم معا ، وهى تؤدي إلى أعلى مج د، وهى طريق الفرح الكامل ، لأن اختيار التألم لأجل المسيح ، ليس واجئا لا شكر فيه ، بل بالعكس يجعلنا مشاركين في الحياة الأبدية وفى المجد المعد . ولكن لأن التلاميذ لم يكونوا قد حصلوا بعد على القوة من الأعالي ، فربما يكون من المحتمل ، أنهم هم أيضا سقطوا في ضعفات بشرية ، وحينما فكروا في أنفسهم في قول كهذا ، ربما سألوا أنفسهم : " كيف ينكر الإنسان نفسه؟ أو كيف يجد نفسه بنفسه ثانية إذ يكون قد ضيعها؟ و أي مكافأة يعوض بها أولئك الذين يتألمون هكذا؟ أو ما هي الهبات التي سييصيرون شركاء فيها؟ لذلك فلكي بنقذهم ، من مثل هذه الأفكار الجبانة ،
ولكي يصوغهم — كما لو كان— في قالب الرجولة ، بأن يولد فيهم رغبة في المجد العتبد أن يمنح لهم لذلك يقول : " أقول لكم، ان من القيام ههنا ، قوما لا يذوقون الموت
حتى بروا ملكوت الله " هل هو يقصد أن حياتهم ستمتد جدا حتى تصل إلى ذلك الوقت الذي سيأتي فيه من السماء في نهاية العالم ، ليمنح القديسين الملكوت المعد لهم؟ وحتى هذا كان ممكنا عنده ، لأنه كلى القدرة ، وليس هناك شيء غير ممكن أو صعب بالنسبة لإرادته الكلية القوة . ولكنه - يقصد بملكوت الله: رؤية المجد الذي سيظهر به عند ظهوره لسكان الأرض لأنه سيأتي بمجد الله الآب وليس في الحالة المتواضعة التي تمثل حالتنا ، لذلك ، كيف جعل أولئك الذين قد نالوا الموعد مشاهدين لأمر عجيب كهذا؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) لوقا 9: 28“بَعْدَ هذا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ ”.  ولكن ذكر البشيرين مرقس ومتى أن التجلى كان بعد ستة أيام (متي 17: 1) ( مرقس 9: 2 ) لهذا نفاجأ بالسؤال التالى هل حادثة التجلي كانت بعد ستة ايام ام بعد ثمانية ايام من كلام المسيح ؟  الرد باختصار ان متي البشير ومرقس البشير تكلموا عن الفرق الايام فهم احصوا الايام الستة بين يوم وعد المسيح ويوم التجلي اما لوقا البشير فاحصي الثمان ايام بما فيهم يوم الوعد والستة ايام ويوم التجلي وهذا واضح من اسلوب لوقا البشير عندما قال " بعد هذا الكلام " أما البشيرين مرقس ومتى فلم يحسبوا اليوم الذى تكلم فيه وقالوا " وبعد ستة ايام" اي اليوم الذي تكلم فيه الرب يسوع المسيح غير محسوب فيهم ولا يوم التجلى - فلو اعتبرنا ان المسيح تكلم معهم يوم الاحد فبعد انتهاء هذا اليوم ومرة ستة ايام اي الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة والسبت ثم في اليوم التالي وهو يوم الاحد اخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وحدثت حادثة التجلي -  نـور بـزغ من يسوع المسيح الذي هو شعاع مجد الآب وصورة أزليته، نور شهده ثلاثة شهود وهـم بطرس يعقوب ويوحنا الذين سبق مخلصنا فأنبأ قبل تجليه بستة أيام عـن مشاهدتهم هذا النور الإلهي والمجد الأزلي بقوله: " ههنا قـوم من القيـام لا يرون الموت حتى يعاينوا ابن البشر آتياً بمجـده ". لـذلك يقول متـى البشـير " ومـن بـعـد ستة أيـام ..." أي ستة أيام من هذا الوعد، أو بعد " ثمانية أيام بحسب رواية لوقا البشير، لأن القديس متى أراد بالستة أيام تلك التي بين يوم الوعد ويوم التجلي وأن القديس لوقا فأنه أراد بالثمانية أيام يوم الوعد ويوم التجلي والستة أيام التي بينهما. فمن بعد هذا الوعد أخذ يسوع تلاميذه بطرس يعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل عال وتجلى أمامهم فأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور وظهر لهم موسى وإيليا يتكلمان معه والنور الإلهي الذي يتمتع برؤيته ملائكة السماء قد شاهده تلاميذه . الرب على جبل تابور فكان الجبل سماء والناس ملائكة
(2) " صَعِدَ إِلَى جَبَل لِيُصَلِّيَ ”.
يقول التقليد المسيحى أن جبل تابور هو جبل التجلى ومن الأدلة أن جيروم ذكر ان جبل التجلى هو جبل تابور  وأول من ذكر أن جبل التجلي هو جبل طابور هو أريجانوس في القرن الثالث الميلادي ويؤكد “إنجيل العبرانيين " Gospel According to Hebrews) وهو إنجيل غير القانوني  على أن جَبَلِ تَابُور هو جبل التجلى ويوجد على قمة جبل تابور الآن كنيسة بإسم كنيسة التجلى تابعة للأباء اللاتين الكاثوليك بينت فوق آثار كنيسة بيزنطية بنيت فى القرن الرابع الميلادى تحيى ذكرى التجلى وزوار الأراضى المقدسة يصعدون جبل تابور بالأتوبيسات الكبيرة لمنتصف الجبل بينما يستقلون ميكرو باص تأخذ 12 فردا لتصعد بهم لقمة الجبل لكنيسة التجلى وفى طريقهم للنزول يزورون كنيسة أرثوذكسية تحيى ذكرى خلاف التلاميذ حول الرآسة ومن هو الأعظم 
ويوجد رأى آخر أن جبل حرمون هو جبل التجلى وهو رأى ضعيف ولا يتوافق مع التقليد ولكنه وارد وحجتهم أنه  يبدو سياق ألايات أنها يجعل جبل حرمون هو أفضل احتمال أن يكون هو جبل التجلى (مت 16 ) ( كان السيد المسيح بصحبة تلاميـذه في نواحـي مدينـة قيصرية فيليبس، وهي مدينـة بانياس الحالية، الواقـعة عـنـد سفـح جـبـل حـرمـون، سـأل تـلاميـذه، «مـن يقول الناس أني أنـا».). وفى 12\8\2009 كتب ادوار عشي فى جريدة السفير مقالة بعنوان " المطران كفوري يطلق مشروع بناء كنيسة التجلي على الجبل المقدس قمة حرمون حيث الشروق و«كلام بين الأرض والسماء.." وقال : هنا على قمة حرمون، جبل التجلي، حدثت واقعة التجلي فوق ثرى هذا الجبل المقدس قبل ألفي عام، وفق ما يعتقد أبناء الدين المسيحي. تغير السيد المسيح في هيئته، وظهر في صورة مجد لاهوته، وانعكس مجد الرب عليه «فأضاء وجهه أكثر بهاء من الشمس، وحتى ملابسه أشرقت من مجده..» (لوقا 9:29).وتميزت مناسبة العام، بإعلان المطران الياس كفوري، إطلاق مشروع بناء «كنيسة التجلي» على قمة جبل حرمون، خلال عظة ألقاها بعد صلاة الغروب في المخيم الذي أعدته بلدية راشيا الوادي. وعلى هذا الجبل المكللة هامته بالثلوج غالبية أيام السنة، ذلك الارتفاع الشاهق والموقع الاستراتيجي المطل على كل ما يسع العين أن تشاهده، من بادية الشام إلى بحيرة طبرية وجبال لبنان، والبحر المتوسط وجزيرة قبرص حتى تركيا. وتذكر المصادر التاريخية، أن الوثنيين الذين عبدوا الشمس، ظنوا أنهم يقتربون من معبودتهم الساطعة فوق الجبل، أكثر من أي مكان آخر. جلال وروعة المنظر، دفعت الكنعانيين إلى تأليه الجبل، فأطلقوا عليه بعل حرمون، وشيدوا فوقه هياكل ومعابد، ما يزال يحمل آثارها إلى اليوم.
كان القدماء يصعدون قمة الجبل أواخر كل صيف، ويقدمون نذورهم وأضحيتهم، وظلت الطقوس الدينية تقوم فوق الجبل إلى العهد البيزنطي، حتى إبّان انتشار الديانة المسيحية. ومن أقدم ما بقي من آثار، المعابد الوثنية فوق بعل حرمون، معبد الإله شوب القابع فوق أعلى قمم الجبل على ارتفاع 2814متراً. ويوجد حول الجبل، تسعة معابد تتشابه فيما بينها إلى حد كبير، تتكامل مع المعبد الكبير القائم فوق قمة الجبل، أحدها معبد بعل جاد في الهبارية، ومعبد عين حرشا، وفي منطقة البقاع، والسفوح الشرقية للجبل من الجانب السوري، وفي هضبة الجولان المحتل.
ويبدو أن الموقع، استعمل في وقت لاحق مكاناً للسكن، لذلك أسماه الناس قصر شبيب، وتداولوا حكاية أقرب إلى الأسطورة تقول إن شبيب التبِّعي كان أميراً يمنياً مات على أيدي أبو زيد الهلالي في إحدى حجرات القصر، الذي عُرف أيضاً بقصر عنترة. ولكن لا قيمة تاريخية لكلتا التسميتين.
هناك أيضاً بناءٌ آخر قريب من القصر، بناه الأمير نجم الشهابي عام 1195، لغرض الاستجمام في فصل الصيف، وفيه فاضت قريحة الأمير ببعض الأبيات من الشعر.
ومن الآثار المتبقية فوق جبل الشيخ أيضاً، تلك الأجران الرومانية قرب تلة الجراجمة، حيث كان الرومان يشعلون فيه النار، فتشاهد من مدينة قبرص على ما يذكر الدكتور فيليب حتّي، وكانت بمثابة رسائل يُعرف قصدها من بعيد، في إشارة إلى إشعال النار فوق الجبل، يوم ارتفاع الصليب الذي اكتشفته القديسة هيلانة في القدس بعد أكثر من ثلاثمئة سنة. فأعطيت الإشارة للقسطنطينية بواسطة «قبولة» النار، التي ما يزال المؤمنون يقيمونها ليلة عيد الصليب في 14 أيلول من كل عام، في حين تقام في معلولا في سوريا، التي ما يزال أهلها يتكلمون الآرامية لغة السيد المسيح، احتفالات ضخمة في المناسبة، وهذه العادة متوارثة من جيل إلى جيل، منذ ما يقرب الألفي عام. وكانت قمم جبل الشيخ في لبنان وجبال القلمون في سوريا، من النقاط الثلاث بعد جبل الزيتون في القدس، التي أرسلت عبرها بشرى اكتشاف الصليب المقدس إلى القسطنطينية في بلاد الأناضول.
إضافة لتلك البقايا الأثرية، هناك نص اكتشف على أيدي الأثري البريطاني جورج سميث عام 1966 م، يعود إلى القرن التاسع ق. م، دوّنه الملك الأشوري شلمنصر، ويصف فيه أعماله الحربية فيقول، «في السنة الثالثة من ملكي، عبرت الفرات للمرة السادسة عشرة»، وكان الملك حزائيل الآرامي الواثق من قوته، قد حشد جيشاً عظيماً وتمركز عند جبل سنير عند مدخل لبنان حصنه القوي». حزائيل هذا كان ملك آرام دمشق، وسنير هو جبل الشيخ عند الأشوريين، إضافة لما عرف به من أسماء كثيرة. فالصيدونيون كانوا يدعونه حرمون سيرون، والأموريون سنير أو شنير، وعرفه العبرانيون باسم سيئون وسعير، كما ورد في العهد القديم، ودعاه الآراميون طور ثلجا، أما اليونانيون ومن بعدهم الرومان، فأطلقوا عليه اسم انتيليبانوس أي المواجه للبنان، وأخيراً أطلق عليه العرب اسم جبل الثلج. فقد جاء فيه في قصيدة لحسان بن ثابت يمدح فيها أميرين من أخواله من آل جفنه الغساسنة.
وقد تكون وعورة الجبل قد أجّلت قيام مسوحات أثرية فوق سطحه، كما أن وقوع القسم الجنوبي الغربي من الجبل ضمن نقاط الصراع العسكري في إطار الصراع العربي الإسرائيلي، قد منع من دراسة بعض الآثار المنتشرة عند تلك السفوح.
إحياءً لذكرى تجلي السيد المسيح، الذي يصادف في السادس من شهر آب كل عام، وترعى هذه المناسبة وتمولها بلدية راشيا الوادي، التي تعنى بتشجيع السياحة الدينية والبيئية. مناسبة العام تميزت أيضاً بإعلان المطران الياس كفوري، إطلاق ورشة عمل في مشروع بناء كنيسة التجلي على قمة جبل حرمون، خلال عظة ألقاها بعد صلاة الغروب في المخيم الذي أعدته بلدية راشيا الوادي، بالتعاون والتنسيق مع مطرانية صور وصيدا ومرجعيون وراشيا وتوابعها للروم الأرثوذكس، وبدعم ومؤازرة الجيش اللبناني الذي أشرف وتابع ونظم، عمليات انتقال الزوار والوافدين الى الجبل، من مناطق لبنانية مختلفة. منظـر عجيب ومشهـد عـام غـريـب علـى جـبـل حرمون! نـور سـطـع علـى الجبل، فأضـاء مـنـه جـبـل ثابور، السيد المسيح ظهر في صورة مجد لاهوته، كــمـا يهتـف المـلك داود نـبـويـاً، «ثابـور وحـرمـون بـاسمـك يتهـللان».
فبينما كان السيد المسيح بصحبة تلاميـذه في نواحـي مدينـة قيصرية فيليبس، وهي مدينـة بانياس الحالية، الواقـعة عـنـد سفـح جـبـل حـرمـون، سـأل تـلاميـذه، «مـن يقول الناس أني أنـا». وبعد أن أجابـوه بما يفيد حـيرة الشعب وباختلاف آرائهم، سألهم مباشرة، «وأنتـم مـن تقولـون بأنـي هو؟». وهنا أعترف التلاميذ وأعلن سمعان بطرس، «أنـت هـو المسـيح أبـن اللـه». لـذلك يقول متـى البشـير، «ومـن بـعـد ستة أيـام، أي ستة أيام من هذا الوعد، ويوم التجلي، أخذ يسوع تلاميذه بطرس يعقوب ويوحنا، وصعد بهم إلى جبل عال وتجلى أمامهم، فأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور، وظهر لهم موسى وإيليا يتكلمان معه، والنور الإلهي الذي يتمتع برؤيته ملائكة السماء قد شاهده تلاميذه». (متى 16:16).
تفسير (لوقا 9: 29) 29 وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* وفيما هو يصلي تغير منظر وجهه الإنسانى الجسدى متخذا صورته الإلهية النورانية ، وصارت ثيابه بيضاء متألقه كالبرق ، فأصبحت هيئته كلها نورا فى نور
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 51
إنه يصعد إلى الجبل آخذا معه ثلاتة تلاميذ مختارين ، وبتفير إلى مثل هذا اللمعان الفائق والبهاء الإلهي ، حتى أن ثيابه كانت تتألق بأشعة من نار، وبدت تضئ مثل البرق . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "صارت هيئة وجهه متغيرة "يصف الإنجيلان الآخران متى ومرقس (انظر مت 17 :1- 11) (مر 9: 2- 8) عبارة تغيير هيئة وجهه مع الكلمة اليونانية metamorphoō  نفسها التي تعني يتحول، وتعنى تتغير هيئته الخارجية. يستخدم بولس هذه الكلمة  مع الكلمة اليونانية استعارياً للإشارة إلى المسيحيين إذ يتحولون في (رو 12 : 2) (2كور 3: 18)
تفسير (لوقا 9: 30) 30 واذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وايليا.

تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *  وإذا رجلان ممن فى السماء يخاطبانه وهما النبيان العظيمان موسي وإيليا ، اللذان إذا رايا ربهما متجليا فى طبيعته الإلهية أسرعا إليه يقدمان له فروض الإجلال والولاء ، وقد تراءيا فى مجد  هو المجد الروحانى المتلألئ بالضياء الذى يتسربل به الأبرار والقديسون فى ملكوت السماء ،    *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 51
واكثر من ذلك، وقف موسى وايليا إلى جوار يسوع ، وتكلم أحدهما مع الآخر عن خروجه، الذي كان عتيدا ان يكمله في أورشليم ، والذي يقصد به سر التدبير في الجسد، وآلامه الثمينة على الصليب.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “مُوسَى وَإِيلِيَّا”. نحويا  (مصدر مضارع مبني للمعلوم  فيه كناية) من الواضح أنهما كانا شخصيتان مهمين من العهد القديم  القديم (تث 18) (ملا3- 4) فالأول مات ولم توجد جثته والثانى لم يمت ولا أثر لجسده لأنه أخذ فى مركبة نارية
ويوجد ودليل فى اليهودية  على أن موسى وإيليا كانا يمثلان أقسام الناموس والأنبياء التي في القانون العبري الأول فى الشريعة والثانى  ممثل عن الأنبياء الأول عبر بالشعب من أرض العبودية إلى أرض الميعاد والثانى ترك الأرض ورفع إلى السماء الأول تنبأ بأن الرب سيعطى شعبه نبيا مثله والثانى وردت النبوات عن مجيئه مع المسيح  لقد كان القصد من ظهورهما أن يشجعا يسوع ويناقشا الحدثين الوشيكين المتعلقين به وهما الصلب والقيامة (انظر الآية 31) ويقول لوقا أنهما ظهرا بمجد.وهذا هو المجد الذى قال عنه يسوع أنه لن يذوقوا الموت حتى يروا مجده
 موسى كان حليمًا وإيليا كان ناريًا في غيرته، وملكوت المسيح أتى بحلم موسى وغيرة إيايا على بيته  و
كان على جبل التحربة مع  المسيح ممثلي العهد القديم موسى وإيليا ومع ممثلي العهد الجديد بطرس ويعقوب ويوحنا،  قال بعض الناس عن المسيح أنه إيليا أو أحد الأنبياء. والتلاميذ الآن رأوا الفارق بين إيليا وموسى وبين المسيح الرب.
كما حرر  موسى الشعب من عبودية فرعون الوثنى ، وغلب  إيليا أخاب وأستأصل عبادة البعل، هاذين الأثنين هما رموزاً للمسيح في غلبته على الشيطان والوثنية، وتحريره لشعبه من سلطان حكام العالم وعبوديتهم والشيطان من سلطان الشيطان. ظهر موسى بالروح بشكل نوراني، أمّا إيليا فقد ظهر بجسده وبشكل نورانى أيضا لأنه لم يمت. وهذا يظهر سلطان المسيح فهو رب الأحياء والأموات. هذا الظهور كان آية إعجازية لثلاثة من الحلقة الضيقة التى كانت حول  يسوع من تلاميذه  ألم يذكر لوقا أن يسوع صعد إلى الجبل ليصلى وهذا مثل نحتذى به أنه عندما نصلى ونتشفع بالقديسين فيرسلهم الرب لنا ، وكأننا نعقد اجتماع صلاة بيننا وبين القديسين
تفسير (لوقا 9: 31) 31 اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا ان يكمله في اورشليم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 *   وكانا يتكلمان عن غطلاقه الذى كان مزمعا أن يتممه فى أورشليم ، متنقلا من الموت إلى الحياة ، ثم صاعدا من الأرض إلى أضاتن أبيه السماوى ، إذ كان هذا الحدث الجليل الذى يتم به التدبير الإلهى الأزلى ،  والذى يفرح بإتمامه كل أهل السماء
 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 51
لأنه حق أيضا أن شريعة موسى وكلمة الأنبياء القديسين أشارت مسبقا لسر المسيح: .فالأول منهما بواسطة أمثلة وظلا ل، راسما إياه - كما لو كان — فى صوره بينما الآخر بطرق متنوعة معلنة قبل موعدها، وكلاهما يفيد أنه فى الوقت المناسب سيظهر في صورتنا ، ولأجل خلاصنا وحياتنا كلنا ، يرضى أن يعانى الموت على الخشبة لذلك ، فوقوف موسى وإيليا أمامه ، وكلاهما الواحد مع الآخر ، كان نوعا من الإشارة الرمزية تظهر بصورة رائعة ، ربنا يسوع المسيح ، وله الشريعة والأنبياء كحارسين لجسده، باعتباره رب الشريعة والأنبياء ، وكما أعلن عنه مسبقا فيهما بواسطة تلك الأمور التي سبق أن بشرا بها باتفاق متبادل . لأن كلمات الأنبياء ليست مختلفة مع تعاليم الشريعة وهذا هو ما أتخيل أن موسى الكهنوتي العظيم وإيليا العظيم في الأنبياء كانا يتكلمان عنه أحدهما مع الآخر.
تفسير (لوقا 9: 32) 32 واما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم.فلما استيقظوا راوا مجده والرجلين الواقفين معه. .
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *  واما بطرس والتلميذان الآخران اللذان معه ، فقد كانوا حين حدث هذا مثقلين بالنوم ، فلما افاقوا رأوا مجد معلمهم ، وراوا الرجلين اللذين كانا واقفين معه     *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 51
ولكن التلاميذ المباركين ينامون فترة قصيرة ، بينما استمر المسيح طويلا في الصلاة — لأنه مارس هذه الواجبات البشرية باعتبارها خاصة بالتدبير — وبعد ذلك عند استيقاظهم صاروا مشاهدين لتغيرات باهرة ومجيدة جدا ، فقد أخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلى الجبل وتجلى امامهم ، واضاء وجهه كالشمس وأراهم مجده الذى سيرتفع به فوق العالم في الوقت المناسب . لأنه سيأتي ليس في حقارة مثل حقارتنا ، ولا في وضاعة حالة الإنسان ، بل في جلال اللاهوت وعظمته ، وفى مجد فائق ، وايضا حينما نزل من الجبل ، فإنه أنقذ إنسانا من الروح الشرير العنيف ومع ذلك فقد كان مزمعا بالتاكيد ان يحمل آلامه الخلاصية لأجلنا ، ويحتمل خبث اليهود ، وكما يقول خادم اسراره: يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل إنسان (عب 2: 9). ولكن حينما حدث هذا ، ليس هناك ما سيمنع الافتراض ان تلاميذه سينزعجون ، وربما يقولون في افكارهم الخفية : " الذي له كل هذا المجد ، الذي اقام الموتى بقوته الإلهية ، الذي انتهر البحر والرياح ، الذي سحق الشيطان بكلمة ، كيف يقبض عليه الآن كسجين ، ويمسك به في فخاخ القتلة؟ فهل كنا مخطئين حينئذ في تفكيرنا عنه أنه هو الله؟
وهل سقطنا من المعرفة الحقيقية عنه؟ لأن كون اولتك الذين لم يعرفوا "السر" ٠، ان ربنا يسوع المسيح سوف يحتمل الصليب والموت ، سيجدون فرصة للتعثر ، هذا امر سهل ان ندركه ، حتى مما قاله له بطرس المبارك . لأنه رغم أنه لم يكن قد شاهد آلامه بعد ، ولكنه سمع فقط مسبقا أن هذه الآلام سيتحدث له ، فإنه قاطعه ، قائلا : " حاشاك يارب ، لا يكون لك هذا "(مت16 : 22).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “بُطْرُسُ وَاللَّذَانِ مَعَهُ فَكَانُوا قَدْ تَثَقَّلُوا بِالنَّوْمِ ”.نحويا مبني للمجهول فيه كناية.  وتعنى حرفيا أنهم كانوا متعبين ومرهقين للغاية 
وما حدث من نوم التلاميذ هنا مشابھة جداً لما حدث في بستان جَثْسَيْمَانِي (مت 26 : 43)
(2) " رَأَوْا مَجْدَه ”. كان هذا أحد الأهداف من إختيار هؤلاء الثلاثة تلاميذ أن يروا مجده  وهنا تبدوا لنا ملاحظة أن موسى وإيليا ظهرا بمجد أنه من الواضح أنه أعطى لهم ولكن قيل عن يسوع أنه ظهر بمجده أى أنه يملك هذا المجد وهذا ما أورده يوحنا فى الإنجيل عندما قال : « والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده » (يوحنا 14:1)
تفسير (لوقا 9: 33) 33 وفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع يا معلم جيد ان نكون ههنا.فلنصنع ثلاثة مظال.لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة.وهو لا يعلم ما يقول.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وفيما هما منصرفين عنه ، قال بطرس لمخلصنا : " يا معلم جميل أن نكون هنا  .فلنصنع ثلاثة مظال.لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة.وهو لا يعلم ما يقول. " إذ من فرط ذهوله وإنبهاره من المنظر الرائع الذى رآه لم يكن يعى ما يقول ، لأن مخلصنا وهو فى هيئته الإلهية لم يكن محتاجا لمظلة يقيم تحتها ، ولا كان يحتاج لمثل هذه المظلة موسى وإيليا وهما فى عالم الأرواح ، ولكن بطرس إذ بهره سحر المكان الذى كان عند ذلك متألقا بالأنوار السماوية ، ود أن يقيم إلى الأبد فى ذلك المكان ، مع معلمه والنبيين اللذين كانا يخاطبانه
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 51
إذ ظن (بطرس) حينئذ أن زمن ملكوت الله قد أتى الآن فعلا فاقترح إقامة مساكن على الجبل ، وقال إنه من اللائق أن يوجد هناك ثلاث مظال : واحدة للمسيح، والمظلتان الأخريتان للشخصين الآخرين موسى وإيليا ، ولكنه كما يقول الكتاب : " وهو لا يعلم ما يقول" لأنه لم يكن هو وقت نهاية العالم ، ولا الوقت الذي فيه يمتلك القديسون الرجاء الموعود لهم به، لأنه كما يقول بولس : " ٠٠ سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة الذى له ، اي صورة جسد مجد المسيح " (فى٢٢:٣). ولذلك ، إذ أن التدبير كان لا بزال في بدايته ، ولم يكن قد تحقق بعد ، فكيف يكون مناسبا للمسيح ان يتخلى عن محبته للعالم ، ويتحول عن غرض التألم لأجله؟ لأنه فدى كل من تحت السماء ، باحتماله الموت في الجسد وبإبادته الموت بالقيامة من الموت ، معا. لذلك فبطرس لم يكن يعلم ما يقوده.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “مظال” عموما كان بطرس مندفعاً فعلا وقولا جداً وغالباً ما كان يتكلم بشكل عفوي غير واعٍ وعندما قال كلمة مظال  قالها وكان ما بين النوم واليقظة لا يعى ما يقول كلمة مظال تعنى مظلة ما يُستتر تحته ويُستظلّ به من الشّمس أو المطر وغيرهما ومظال جمع مظلة وهى تشير إلى مظلة من أوراق وفروع الشجر وكان اليهود يشيدوا هذه المظلة لفترة وجيزة ليقيموا فيھا خلال عيد المظال. واشتق الاسم من عادتهم في أن يسكنوا مظالًا أثناء مدة العيد (لا 23: 4-4). وكانت تنصب هذه بعد تشييد الهيكل في أورشليم في ساحات المدينة وعلى سطوح البيوت وأفنيتها وفي دور الهيكل (نح 8: 16), وعلى الجبال المجاورة لأورشليم. وكان قمة الأعياد في السنة. وعلى كونه عيدًا زراعيًا في الأصل والجوهر (لا 23: 39) فقد اختلط بذكرى تاريخية وهي إقامة العبرانيين في المظال في البرية (لا 23: 43 وهو 12: 9). وكان يقام في الشهر السابع،الذي كان بسبب رقمه مقدسًا عند نهاية الفصل الزراعي بعد أن تكون غلال البيادر وبساتين الزيتون والكروم قد أدخلت إلى الإهراء. (خر 23: 16 و34: 22 ولا 23: 39 وتث 16: 13 - 15).ويعتقد أن بطرس قال هذا لأنه  كان بطرس يريد أن يطيل المكوث في ھذه اللحظة المجيدة.
(2) " وهو لاَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُ ”. يمكن فهم ماق اله بطرس ع بعدة وجوه أنه ربما كان بين اليقضة والنوم أو أنه لم يميز أن يسوع قد أصبح بمفرده
تفسير (لوقا 9: 34) 34 وفيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم.فخافوا عندما دخلوا في السحابة.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 * وبينما كان بطرس يقول ذلك ، إذ سحابه ظهرت فى السماء وغظته هو والتلميذين الآخرين ، فخافوا وهم يدخلون فى السحابة ، لأنها لم تكن سحابة عادية من سحاب الأرض ، وإنما هى سحابة  نورانية متألقة الضياء باهرة البهاء ، كان ظهورها هو العلامة الظاهرة لوجود الرب فى ذلك المكان ، ، ولقد طالما ظهرت هذه السحابة لبنى إسرائيل حين كانوا فى صحراء سيناء كعلامة لوجود الرب بينهم ، ولا سيما فى خيمة الإجتماع التى كانت هى معبدهم وهيكلهم ، : " وملأ بهاء الرب المسكن ، فلم يقدر موسى ان يدخل " (الخروج 40: 34- 35) كما جاء فى سفر اخبار الأيام الثانى أنه عندما أتم الملك سليمان بناء هيكل أورشليم  حدث أن "  بيت الرب إمتلأ سحابا ، ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب ، لأن مجد الرب ملأ بيت الله" (اخبار الأيام الثانى 5: 13و 14)  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “سَحَابَة ”. أعتقد أن السحاب والنور مرتبط بمجد الشكيناه Shekinah   الشيكينا هو عظمة حضور او ظهور الله ونزوله وحلوله بين البشر مثل الميمرا التي تساوي الكلمه اي اللوغوس ويكارا اي كبود تساوي مجد
هذا اللفظ استخدم بالربوات في مكان كلمة الله
( اي ان الميمرا او اللغوغوس تعني الله ) وان الشكينا هو الميتاترون وهو المسيا
 In the Targumim.
The majestic presence or manifestation of God which has descended to "dwell" among men. Like Memra (= "word"; "logos") and "Yeḳara" (i.e., "Kabod" = "glory"), the term was used by the Rabbis in place of "God" where the anthropomorphic expressions of the Bible were no longer regarded as proper (see Anthropomorphism).
ونرى هذا المجد فى الظهور الإلهى فى العهد القديم فى : (خر 13: 21 ، 22 & 14: 19 ، 20 ، 40 & 40: 34 - 38) (عد 9: 15- 23) والتي تمثّل حضور الرب/يھوه نفسه . وتُرى ھذه السحابة عدة مرات في العھد الجديد. 1- في معمودية يسوع 2- في تجلّي يسوع 3-  عند الصعود 4-  لدى عودة يسوع في المجيء الثاني ( 1 تس 4 : 13 وما وما يليها ) 5- بمعنى من المعاني إنھا تشير إلى تنقل لله من هيئة لأخرى  (دا7: 13) (مت 24: 30 & 26: 64) (أع1: 9، 11) (رؤ 1: : 7)
(2) " فَظَلَّلَتهم ”.هذه نفس الكلمة التي تُستخدم للإشارة إلى تظليل الروح القدس لمريم في الحمل بيسوع (راجع لو 1: 35)
تفسير (لوقا 9: 35) 35 وصار صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب.له اسمعوا.

تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *   وفيما كانت السحابة تغطى التلاميذ كعلامه لوجود الله ، إذ صوت من السحابة يقول : " هذا هو إبنى الحبيب الذى إخترته فله إسمعوا " وكان هذا صوت الآب بعلن ان مخلصنا هو إبنه الذى إختاره  ليقوم بفداء البشر ، تكفيرا عن خطاياهم ، وبما أنه هو إبن الرب وهو الرب ذاته متجسدا ، فليسمع له التلاميذ ، وليسمع له بنو البشر جميعا ويطيعوه فيما يقول : " طاعتهم للآب ذاته ، وقد اراد الآب أن يسمع التلاميذ هذه الشهادة وهو يعلم إذ قال إن : " الآب نفسه الذى ارسلنى يشهد لى " (يوحنا 5: 37)   
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1)  “صَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ ”.هذا الصوت الذى أتى من السحابة هو صوت الرب ، ولم يكن أمراً  فريدا فقد كان الربانيون من المعلمين والكتبة وغيرهم يشيرون إليه بالقول Bath-kol وكان هذا الصوت يأتى للأنبياء وحيا  يؤكدكيفية معرفة وتأكيد إرادة أو رسالته إلى الشعب
(2)"هذا هو ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا"*. ورد قول الآب هذا فى الأناجيل ألازائية (مرقس ومتى ولوقا)  مدون بثلاث طرق مختلفة 1- مرقس “هذا هو ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا” (مر 9 : 7) 2- متى، هذا هو ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا” (مت 17 : 5) 3- لوقا، "هذا هو ابْنِي الذي اختَرتُهُ. لَهُ اسْمَعُوا” (المخطوطات 45 L،B،!،P75،P ) وهذه ألاية التى أوردها لوقا  تبدو مزيجاً من المزمور المسياني الملكي، المزمور 2 (أنت ابني) ونشيد العبد (أش 42: 1) "  هوذا عبدي " وفى المزمور وفى أشعيا نلاحظ عدة وظائف ملك وعبد ومخلص وديان وفادى 
 الأمر الإلهى والعنصر المشترك في كل هذه الثلاثة آيات ، “له اسمعوا” (أمر حاضر مبني للمعلوم-جمع). وهذا ما أمر به الوحى الإلهى على لسان موسى (تث 18: 15)  "يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي.له تسمعون "
      
تفسير (لوقا 9: 36) 36 ولما كان الصوت وجد يسوع وحده.واما هم فسكتوا ولم يخبروا احدا في تلك الايام بشيء مما ابصروه
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   وحين مضى ذلك الصوت الإلهى رأى التلاميذ معلمهم وحده ، فلزموا الصمت ، ولم يخبروا احدا فى تلك الآيام بشئ مما رأوا ، ولم يكن احد ليصدق حينئذ ما يقولونه إذ أخبروا بما رأوا ، ولم يكن أحد ليصدق ذلك عن مخلصنا إلا حين تكتمل البراهين على حقيقة شخصيته حين يقتله اليهود ثم يموت ، ثم يقوم فى اليوم الثالث من بين الموات ويصعد للسماء      *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 51
ولكن إلى جانب مناظر مجد المسيح العجيب والذي يفوق الوصف ، حدث شيء أخر، نافع وضروري لتثبيت إيمانهم به ، وليس نافعا للتلاميذ فقط بل حتى لنا نحن أيضا ، لأن صوتا أعطي من السحابة من فوق من الله الآب ، قائلا : " هذا هو أبنى /لحبيب له اسمعوا وحينما كان الصوت وجد يسوع وحده؟ كما يقول الكتاب. فماذا يقول المجادل والعاصي إذن أمام هذه الأمور؟ ها هو موسى هناك ، فهل يأمر الآب الرسل القديسن أن يسمعوا له؟ لو كانت إرادته هي أنهم ينبغي أن يتبعوا وصايا موسى، لكان قد قال ، كما أظن ، أطيعوا موسى ، احفظوا الناموس . ولكن ليس هذا هو ما قاله الرب الآب هنا ، بل في حضور موسى والأنبياء ، فإنه يأمرهم بالحري أن يسمعوا للمسيح.
ولكن لا يقلب أحد الحق ويقول ان الآب طلب منهم أن يسمعوا لموسى وليس للمسيح مخلصنا جميعا ، فان البشير ذكر بوضوح قوله؛ " وحينما كان الصوت ، وجد يسوع وحده . لذلك حينما أمر الرب الآب من السحابة التي ظللتهم ، الرسل القديسين قائلأ؛ له اسمعوا .. كان موسى بعيدا جدا ، وإيليا أيضا لم يعد قرييأ، ولكن كان هناك المسيح وحده لذلك فإياه وحده أمرهم الآب أن يطيعوا.
لأنه هو أيضا غاية الناموس والأنبياء : ولهذا السبب صرخ بصوت عالى لجموع اليهود ؛ لو كنتم تصدقون تكون ٠لأنه هو كتب عنى (يو٥:٤٦). ولكن لأنهم استمروا إلى النهاية يحتقرون الوصية المعطاة بواسطة موسى الحكيم جدا ، وبرفضهم كلمة الأنبياء القديسين ، فقد اسثبعدوا بعدل وحرموا من تلك البركات التى وعد بها لآبائهم لأنه : " الطاعة أفضل من الذبائح ، والاستماع أفضل من شحم الكباش" (١صم٢٢:١٠).
وهكذا قد منحت كل هذه البركات بالضرورة لكثيربن من اليهود كما منحت لنا نحن أيضا الذين قد قبلنا الإعلان االإلهى ، بواسطة المسيح نفسه كهبة منه لنا الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس، إلى دهر الدهور آمين   
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " فسكتوا ولم يخبروا احدا " حثت لهم حالة من الإندهش فقد رأوا شيئا عجيبا جدا لدرجة أنهم " أ)   لم يسألوا يسوع أي سؤال ب)لم يخبروا أحداً، حتى بقية التلاميذ، حتى بعد القيامة. * *

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

7. التلاميذ وشفاء مريض بالصرع إخراج الأرواح الشرِّيرة (لوقا 9: 37-43)
تفسير (لوقا 9: 37) 37 وفي اليوم التالي اذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   وفى اليوم التالى ، بعد ذلك التجلى الذى ترائى فيه مخلصنا أمام تلاميذه فى هيئئته الإلهية وأضاء كالشمس فى حلكة الظلام ، إذ نزلوا من الجبل ، إستقبله جمع عظيم مع باقى التلاميذ  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 52
كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع ، ولكن بنوع خاصى الأناجيل المقدسة، لأن ذلك الذي — في القديم — تكلم بالناموس للإسر١ئيلين بواسطة خدمة الملائكة ، قد تكلم بشخصه إلينا ، حينما أخذ شكلنا وظهر على الأرض وتجول بين الناس لأن بولس الحكيم جدا يكتب : " الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة ، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة فى ابنه" (عب ١:١). ويقول هو نفسه في موضع آخر بواسطة أحد أنبيائه القديسين : " أنا هو المتكلم قريب مثل البرق على الجبال ، مثل قدمي المبشر بالسلام المبشر بالخيرات" (إش٢ه:٦ سبعينية). لأنه ها هو يحررنا من طغيان العدو، لكيما نتبعه بنقاوة وإذ قد أبطل " ولاة العالم على ظلمة الدهر " (اف١٢:٦) أى الأرواح الشريرة ، فإنه يقدمنا محفوظين. بلا أذى إلى الله الآب. 
تفسير (لوقا 9: 38) 38 واذا رجل من الجمع صرخ قائلا يا معلم اطلب اليك.انظر الى ابني.فانه وحيد لي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  وإذا رجل من الجمع صرخ قائلا : "  يا معلم اتضرع اليك.انظر الى ابني.فانه وحيد لي    * 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 52
لأننا قد حصلنا بواسطته على الخلاص من سلطان الأرواح النجسة كما يتضح من هذا الفصل، لأننا سمعنا في القراءة أن رجلا جرى نحوه من وسط الجمع وأخبره بمرض ابنه غير المحتمل ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
ذهب أب ليسوع المسيح يترجاه أن يشفى ابنه ومع هذا الرجاء شكوى
وصرخ قائلا يا معلم أطلب إليك ومعنى هذا الصراخ أن الرجل بداخله ألم نفسى أخرجه عن طريق الصوات العالى حتى يصل إلى يسوع الذى كان حوله جمع كثير أنه صراخ الضيق لمن كان عنده مشكله ولا يستطيع أن يحلها أنه الرجاء والإيمان والتصديق  أما عن الشكوى أن تلاميذه لم يستطيعوا إخراج الروح الشرير
 
تفسير (لوقا 9: 39) 39 وها روح ياخذه فيصرخ بغتة فيصرعه مزبدا وبالجهد يفارقه مرضضا اياه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   وقد طلبت من تلاميذك أن يطردوه فلم يستطيعوا
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) وردت معجزة إخراج الروح الشرير أيضا فى (مت 14:17-21) وأورد متى عبارة" يُصرع ويتألم شديدًا " = أصل الآية يُصرع في رؤوس الأهلة وبعض الترجمات ترجمتها يُصرع بالقمر (رؤوس الشهور القمرية) وهذا خداع شيطاني ليوحى للناس علاقة صرع الولد بالكواكب.
هناك العلامات عن حلول روح شرير في الإنسان، تحدثه تأثيرات وإضرابات وآلاماً جسدية وعقلية في بعض الأوقات والروح الشيطانية الشريرة وقد وصف هذا الرجل علامات الروح الشيطانية فى أبنه فقال : " وها روح ياخذه فيصرخ بغتة فيصرعه مزبدا وبالجهد يفارقه مرضضا اياه." وهذه نفس العلامات التى كأن يعانى منها رسول الإسلام محمد وهناك أحاديث تذكر هذه العلامات وهم يعتقدون أنها من علامات النبوة البداية كانت فى غار حراء حيث يقول محمد رسول الإسلام : " حيث فجاءني جبريل، وأنا نائم بنمط (درج) من ديباج فيه كتاب فقال: اقرأ، قال: قلت: ماذا أقرأ؟ (في روايات أخرى ما أنا بقارئ)، قال فغتني به (حشاه في فمه وكاد يخنقه بالكتاب) حتى ظننت أنه الموت. " (إبن هشام ج 1 ص 218-223) . وفيما يلى الأعراض الأخرى التى كانت تنتاب محمد وتصاحب رؤيته لجبريل  1- تصبب العرق 2- تبدل لون الوجه [  أ- احمرار الوجه ب - الرُّبْدَةُ ]  3- تتابع الأنفاس وترددها 4 -الغطيط 5- انبعاث الأزيز ناحية رأسه 6 - ثقل الوزن 7 - ألم فى الرأس  8 - كان رسول الإسلام يعتقد أنه مجنون
 9 - ممارسة الجنس بشراهه .. ويمكنك قراءة المزيد بكتابة عبارة "أعراض الوحى المحمدى" فى محرك البحث على شبكة الإنترنت
ومثلا دعيا رجلا كورة الجرجسين أنهما مجنونان ولكن
لم يكن جنونهم ناشئاً عن مرض ، وقد تصيبه بشلل غير واقعى أو صمت (تخرسه) أو تعميه .. ألأخ وليس نتيجه مرض بل مسكن الشياطين فيهم. وكثيرا ما يؤذى الروح النجس من يسكن فيه ليذله فيجعل هذا ألإنسان يجرح نفسه أو يفعل فيه كما فعل فى أبن هذا الرجل فقد كان وكثيرا ما ألقاه في النار وفي الماء ليهلكه أو حتى يدفع لممارسة الجنس بشراهة والعلامات على وجود شيطان كثيرة ويمكن جمعها من معجزات إخراج الشياطين التى فعلها يسوع
ومما يثبت ذلك تصديق السيد المسيح على هذا الاعتقاد بدليل قوله أن فيهم أرواح نجسة، وخاطبتهم لتلك الأرواح كما يخاطب الأشخاص، وقد أمرهم بالخروج من هؤلاء الناس
+( للتخلص منها )  من رؤيه عينيه لحالات كثيره 1- الذى عليه روح نجس لا يذهبوا به لعمل أحجبه  هذا يحدث عند الدجالين . وبهذا يفرح الروح النجس ويسكن أكثر 2-أن يذهب لأب كاهن ( متخصص فى ذلك )  لأن لكل كاهن موهبه . وهناك كهنه أعطاهم الرب تخصص فى ذلك
تفسير (لوقا 9: 40) 40 وطلبت الى تلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 52

قال الرجل إن روحا شريرا . كان يمزق ابنه بقسوة ويصرعه بشنجات عنيفة ، ولكن طريقة حديثه لم تكن خالية من اللوم ، لأنه اشتكى ضد صحبة الرسل القديسين قائلا إنهم لم يستطيعوا أن ينتهروا الشيطان ، بينما كان من المناسب أكثر أن يكرم يسوع وهو يسأل مساعدته ويطلب نعمته. لأن الرب يمنحنا سؤالنا حينما نكرمه ونثق فيه أنه هو بالحقيقة رب القوات ، ولا يستطبع أحد أن يقاوم مشيئته ، بل بالحري، فإن كل واحد قابل للحصول على أية قوة إنما يحصل منه على إمكانية وجوده كلية . لأنه كما أنه هو نفسه النور الحقيقي ، فإنه يشرق بنوره على أولئك الذين لهم قابلية أن يستنيروا٠ وبنفس الطريقة كما أنه هو نفسه الحكمة والفهم الكامل ، فهو الذي يمنح الحكمة لأولئك الذين يقبلونها. وهكذا أيضا فكما أنه هو القوة ، فهو يمنح القوة لأولئك الذين لهم قابلية لنوالها . لذلك فحينما نحتقر مجده بعدم إيماننا ، ونزدري بعظمته الفائقة ، فإننا لا نستطيع أن ننال منه شيئا ، لأننا ينبغي " أن نطلب بإيمان غير مرتاببن البتة" كما يقول تلميذة (يع 1: 6)
ويمكننا أن ندرك أن هذا القول صحيح مما يحدث بيننا . لأن الذين يقدمون الالتماسات لأولئك الذين يترأسون الأعمال على الأرض ويحكمون العروش العظيمة ، يوجهون طلباتهم بعبارات تكريم مناسبة ، ويعترفون بسلطانهم الشامل وبعظمتهم ، ويفتحون خطابهم الذي يقدمونه هكذا : " إلى سادة الأرض ، والبحر ، وكل شعب وجنس وسط البشر " ، وبعد ذلك يضيفون موجزا لما يطلبونه لذلك ، فوالد الصبي الذي به الروح الشرير ، كان خشئا وغير لطيف ، لأنه لم يطلب ببساطة شفاء الولد ، ويتوج الشافي بالمديح والشكر ، بل بالعكس ، تكلم باحتقار عن التلاميذ ، ويعيب على النعمة المعطاة لهم إذ يقول : " وطلبت من تلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا" ومع ذلك فإنه بسبب نقص إيمانه فإن النعمة لم تعمل . لا يدرك هو أنه هو نفسه كان السبب في عدم إنقاذ الولد . من مرضه الخطير؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "طلبت الى تلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا." ما حدث هنا يمثل عدم قيام الكنيسة بواجباتها التلاميذ حصلوا على القوة والسلطة ولكنهم لم يقدروا على إخراج الشباطبن لقد اخرجوا شياطين من قبل ولكن هذا الشيطان لم يستطيعوا أن يخرجوه وهذا ألموقف تكلم عنه سفر الرؤيا للكنائس السبع عندما قال (رؤ2:4,5) "أنت .. أنت .. لكن عندي عليك انك تركت محبتك الاولى " وفى هذه الآية تكلم عن المحبة والمحبة تشمل الخدما وأشياء أخرى هناك سبب قاله لهم يسوع فيما بعد وهو أن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم لقد أستمر التلاميذ بلا صوم ولا صلاه فى حماية يسوع وكان يحامى عنهم ضد الفريسيين وقال لهم لاي قدروا أن يصوموا ما دان العريس معهم ولكن هنا كلمهم بصراحة عندما سألوه لماذا لم نقدر تان نخرجه فقال لهم هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم .. الصلاة والصوم فى المسيحية ليست فرضا مثل الإسلام ولكنها علاقة حب بين المسيحى والإله  
تفسير (لوقا 9: 41) 41 فاجاب يسوع وقال ايها الجيل غير المؤمن والملتوي.الى متى اكون معكم واحتملكم.قدم ابنك الى هنا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   فأجاب مخلصنا وقال : " ايها الجيل غير المؤمن والملتوي.الى متى اكون معكم واحتملكم " فإن تلاميذك أن يطردوه إخراج الشيطان من الصبى لعدم رسوخ إيمانهم بعد به الرسوخ الكافى لأن ينجحوا خين يغيب عنهم فى أن يستخدموا بأنفسهم السلطان الذى منحه إياهم ، كما أن بعض فشلهم فى ذلك يرجع إلى عدم إيمان الجمع الذى كان محيطا بهم ، ومن ثم غضب مخلصنا من اولئك هؤلاء لأنه كان يوشك أن يتركهم بعد زمن وجيز لينطلق إلى السماء ، فكان على تلاميذه  أن يمل إيمانهم به قبل أن يصعد عنهم ليواصلوا رسالته ، معززين ذلك بإستخدام القدرة ، التى أفاضها عليهم فيصنعوا المعجزات التى يصنعها هو ، كما على ينبغى أن يكتمل إيمان سائر اليهود من اهل ذلك الجيل به ، بعد ما سمعوه من تعاليمه وما رأوه من معجزاته ، وبعد أن إحتمل غباوتهم وغلظة قلوبهم وعمى ابصارهم وبصائرهم ، ثم إلتفت إلى الرجل الذى توسل إليه ان يخرج الشيطان من وحيده ، وقال له: " إحضر لى إبنك هنا؟" ففيما هو يتقدم إليه صرعة الشيطان وهو يهزة بعنف ، فإنتهر مخلصنا ذلك الروح النجس ، فأذعن على الفور وإنطلق هاربا ، ومن ثم برئ الصبى مما كان بسببه له    من نوبات صرع عنيفه    *  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 52
لذلك، ينبغي أن يكون لنا إيمان حينما نقترب من المسيح ، ومن أي واحد قد حصل منه على نعمة الشفاء ، وهو يعلمنا هذا بنفسه بأن يطلب إيمانا من أولئك الذين يقتربون منه راغبين أن يحسبوا مستحقين لأي عطية من عطاياه. فمثلا مات لعازر في بيت عنيا ، ووعد المسيح أن يقيمه ، وحينما شكت إحدى أختيه في هذا ، ولم تكن تتوقع أن تحدث المعجزة ، قال المسيح : " ٠ أنا هو القيامة الحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا (يو11: 25). ونجد حادثا مشابها في موضع آخر، لأن يايرس رئيس مجمع اليهود، حينما كانت ابنته تلفظ انفاسها الأخيرة ، وقد أمسكت فى شباك الموت ، توسل إلى يسوع ان ينقذ الصبية مما حدث لها ، وبناء على ذلك وءد المسيح أن يفعل ذلك وصوله إلى بيت السائل ولكن بينما كان في الطريق ، جاء رجل من أقرياء رئيس المجمع قائلا :" قد ماتت إبنتك ، لا تتعب المعلم " (لو٤٩:٨)ا فماذا كان جواب المسيح ؟ " آمن فقط وهى ستحيا " (لو 8: 50))٠
لذلك ، كان من الواجب على والد الصبي ان يلقى باللوم على عدم إيمانه ، بدلأ من ان يلقيه على الرسل القديسين . لهذا السبب قال المسيح بحق ، أيها الجيل الغير مؤمن والملتوى، إلى متى اكون معكم واحتملكم؟ لذلك ، فهو بحق يدعو ذلك الرجل نفسه واولئك الذين على شاكلته "جيل غير مؤمن.." لأنه مرض رديء وكل من يمسك به ، فهو يكون ملتويا ، ولا معرفة عنده لكي يسلك باستقامة . لذلك فالكتب المقدسة تقول عن مثل هؤلاء الأشخاص : " أن طرقهم معوجة وهم ملتوون في سبلهم."(أم 2: 15). وقد هرب داود من هذا المرض ، ولكي ينفعنا أيضآ ، فهوي علن لنا هدفة من هذا الهروب قائلأ: " يلصق بى قلب معوج" (مز 101 : 4)، اي أن ذلك الإنسان لا يستطيع أن يسلك بإستقامة .
وإلى مثل هؤلاء صرخ المعمدان المبارك ، كسابق للمخلص قائلأ: " أعدوا طريق /لرب ، /صنعوا سبله مستقيمة ". لذلك فالرجل كان ، على وجه العموم ، غير مؤمن ، وملتوي ، ورافضا للطرق المستقيمة ، ويضل عن الصواب ، وينحرف عن السبل الصحيحة . والمسيح لا يتنازل ليتعامل مع هؤلاء .الذين سقطوا ؟ إلى هذا الشر ، وإذا تكمنا بطريقة بشرية ، فإنه يتعب ويسام منهم وهذا هو ما قاله : " إلى متى أكون معكم وأحتملكم لأن ذلك الذي يقول ، إن اولئك الذين نالوا القوة بمشيئة المسيح أن يخرجوا الأرواح الشريرة ، ليس لهم قوة ان يطردوا هذه الأرواح ، فهو يعيب على النعمة نفسها بالحري لا على الذين نالوا النعمة . لذلك فقد كان تجديفا رديئا ، لأنه إن كانت النعمة بلا قوة ، فلا يكون العيب او اللوم عليهم هم الذين نالوها ، بل بالحري يكون على النعمة نفسها . لأن أي واحد يريد أن يدرك يمكنه أن يرى ان النعمة التي عملت فيهم كانت نعمة المسيح. فمثلا ، الرجل المقعد الذي كان على باب الهيكل الجميل قد قام وصار صحيحا ، ولكن بطرس نسب المعجزة للمسيح قائلا لليهود: " لأن الذى صلبتموه أنتم الذى أقامه الله من الآموات ، بذاك وقف هذا الإنسان أمامكم صحيحا ، وبواسطته أعطاه هذه الصحة" (أع٤: . ١، ١٦:٣) وفى موضع آخر فإن بطرس المبارك أعلن لأحد الذين شفاهم قائلا : يا إيناس يشفيك يسوع المسيح" (اع٣٤:٩). لذلك ، فواضح من كل ناحية أن الرجل وجه اللوم إلى قوة المسيح ، بقوله عن للرسل القديسين : لم يستطيعوا أن يخرجوه "
وأكثر من ذلك ، فإن المسيح يغضب حينما يساء إلى المبشرين القديسين الذين اؤتمنوا على كلمة إنجيله ، واختارهم ليعلموها لكل الذين تحت السماء ، إذ يشهد لهم بنعمته ، أنهم تلاميذه وأنهم أناروا بنور معرفة الله الحقيقية على ولئك الذين إقتنعوا بتعاليمهم وبالمعجزات العجيبة التى أجروها في كل مكان . لأن المعجزة تقود إلى الإيمان . لذلك ، فلو أن والد الصبي مضى خائب الأمل وقد منعت عنه العطية السخية، لكان مستحقا لذلك ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
". ان اخراج الشياطين ليس موهبه روحيه من مواهب الروح القدس ولكنه سلطان لكل مؤمن حقيقى لأنه قال تتبع المؤمنين ولكن المشكله ان هناك الكثيرين الذين لايعلمون ان لديهم هذا السلطان وهناك من يعلم ولكنه لا يمارس هذا السلطان . ولكن ماذا فعل الرب يسوع بهذا السلطان . قال " فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الأب والأبن والروح القدس " أى ان الرب يسوع فوض هذا السلطان الى الكنيسه والى المؤمنين . والكنيسه ممثله فى المؤمنين ان لم تقوم بممارسة هذا السلطان المعطى لها من الرب تكون قد تنازلت لابليس لكى ما يسود ويتحكم ويقيد الاخرين . فان لم تقوم الكنيسه بخدمة التحرير بواسطة الإبن فمن ذا الذى يقوم بها ومن يملك هذا السلطان غير الكنيسه ممثله فى جماعة المؤمنين . لقد وبخ الرب يسوع المسيح عدم ايمان التلاميذ عندما قال له والد الصبى الذى به روح نجس انى أحضرته الى تلاميذك ولم يستطيعوا ان يشفوه فوبخ الرب يسوع عدم ايمانهم وقال لهم أيها الجيل غير المؤمن الملتوى , الى متى أكون معكم ؟ الى متى أحتملكم ؟ وأنتهر الروح الشرير فخرج الشيطان وشفى الغلام من تلك الساعه ولكن الرب يسوع لم يعطيهم قوة وسلطان على جميع الشياطين فقط بل وشفاء امراض . أى انه أعطاهم مسحه للشفاء لكى ما يستطيعوا ان يشفوا المرض . ان عمل المسيح الاساسى كان الكرازة والشفاء . فى ( متى 4 :23 ) " وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم فى مجامعهم , ويكرز ببشارة الملكوت , ويشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب " . لابد لنا كمؤمنين ان نقوم بدورنا ونمارس سلطاننا الذى أعطاة لنا الرب يسوع على الارواح الشريرة وعلى الامراض وننتهرها جميعا باسم الرب يسوع المسيح فتطيع وتهرب فى الحال .  *
موضوع موهبة إخراج الشياطين التى يمنحها الروح القدس لشخص موضوع له العديد من الجوانب والآراء هنا يوبخ الرب يسوع تلاميذه لأنهم لم يستطيعوا إخراج الشيطان من أبن هذا الرجل والبداية عندما دعا يسوع تلاميذه الاثني عشر واعطاهم قوة سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض و كل ضعف. كما دعى الرسل السبعون وأعطاهم أيضا سلطانا على الأرواح النجسة فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!». و اما اسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه الاول سمعان الذي يقال له بطرس و اندراوس اخوه يعقوب بن زبدي و يوحنا اخوه. فيلبس و برثولماوس توما و متى العشار يعقوب بن حلفى و لباوس الملقب تداوس. سمعان القانوي و يهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه. ( مت 10 : 1 ـ 4 ) ولكننا نفاجأ بأن يهوذا الأسخريوطى الذى حصل على سلطان وقوة إلهية لصنع المعجزات وإخراج الشياطين خان معلمه وسلمه فهل سيستمر معه هذا السلطان وآخر أسمه ديماس كان مساعد بولس الرسول  صنع العجائب حينما كان كارزاً ولكنه ارتد وصار من فاعلى الاثم وقال عنه الرسول بحزن ديماس تركنى اذ احب العالم الحاضر ( 2 تى 4 : 9 ) كثيرون كانوا فى البداية من المؤمنين الاقوياء وكانوا يصنعون المعجزات ولكنهم ضلوا عن الايمان المستقيم ولا يوجد ما يمنع ان يحصل شخص على موهبة ليربح ألاخرين ويبشر بالمسيح لأنه يعطى موهبة لمجد أسمه والطامة الكبرى أنه بعد ذلك  ويخسر نفسه وهذا هو العبد الذى طمر وزنته ولم تاجر ويربح بها آخرين بل حتى نفسه يخسرها  كثيرون بدأوا ولم يكملوا  والكتاب المقدس يذكر امثلة لهؤلاء الذين صنعوا معجزات وهلكوا تعالوا بنا نقرأ ما قاله يسوع عن هؤلاء (مت 7 : 22 ، 23) " كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا و باسمك اخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم  " السيد المسيح المسيح هنا يحكم على اشخاص أنهم خطاة ( فاعلى اثم ) هؤلاء اشخاص وهبهم الله موهبة صنع المعجزات فبهرتهم المعجزات وارتفعت قلوبهم وسقطوا بالكبرياء وصاروا من فاعلى الاثم وعبارة ( اذهبوا عنى يا فاعلى الاثم ) تعنى ما انتهوا اليه بعد ارتدادهم لان كثيرين بدأوا بالروح وكملوا بالجسد ( غل 3 : 3 ) وهكذا يقول الكتاب قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح ( ام 16 : 18 )  أليس يهوذا كان تلميذا وكان واحدا من ألأثنى عشر  وكان مقربا من يسوع يراه ويأكل ويسير معه ويرى أعماله  طيلة ثلاث سنين  وهو أسقفا بلغة هذه الأيام هذا التلميذ أو الأسقف معروف كيف كانت نهاية يهوذا كأبن للهلاك ( يو 17 : 12 ) 
 ان معجزات اخراج الشياطين هى موهبة يعطيها الروح القدس للقديسين
اذا انحرف الشخص الذى ُاعطى موهبة عمل المعجزات واخراج الشياطين عن الايمان المستقيم يعمل فيه الروح القدس لاجل التوبة (نح 9 : 20)
اذا استمر ذلك الانسان فى مقاومة الروح (اع 7 : 51) ُيحزن الروح (إش 63 : 10) ، (اف 4 : 30) وُيطفأ الروح الذى بداخله (1تس 5 : 19) ويفارقه الروح القدس (1صم 16 : 14) ولا يستطيع ان يصنع المعجزات بعد
يصبح هذا الانسان فاعل شر بأنحرافه وعدم استجابته للروح القدس بالتوبة وبذلك يكون مسئولاً عن خطيته ويستحق حكم السيد المسيح عليه فى يوم الدينونة
تفسير (لوقا 9: 42) 42 وبينما هو ات مزقه الشيطان وصرعه.فانتهر يسوع الروح النجس وشفى الصبي وسلمه الى ابيه
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   فسلمه مخلصنا إلى أبيه سليما معافى ، فذهل الجمع من عظمة الرب التى تجلت فى قدره مخلصا ، وقد بهرتهم تلك القدرة التى لا يمكن أن تكون إلا قدرة الرب وحده .     * 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 52
ولكن لكي لا يتصور أحد أن المسيح أيضا كان غير قادر أن يصنع المعجزة ، لذلك فقد انتهر الروح النجس ، وهكذا . أنقذ الصبي من هذا المرضى وسلمه لأبيه . لأنه قبل ذلك لم يكن ملكا لأبيه بل كان ملكا للروح الذي يتسلط عليه ، أما الآن — إذ قد أنقذ من يده القاسية ، فقد أصبح مرة أخرى ملكا لأبيه ، كهبة من المسيح ، الذي أعطى أيضا للرسل القديسين أن يصنعوا معجزات إلهي ة، وينتهروا الأرواح النجسة بقدرة لا تقاوم، وييسحقون الشيطان .
ويقول البشير ، أن الجموع يهتوا من عظمة الله ، إذن ، فحينما يصنع المسيح معجزات ، فإن الرب هو الذي يتمجد ، الرب فقط والرب وحده . لأنه هو الرب بالطبيعة ، وعظمته لانقارن ، وعلوه لامنافس له وهو يقع بمجد الربوبية الكاملة التى الرب الآب . لنلك يليق به أن نمجده بتسابيح ، ولنقل له: أيها الرب إله القوات من مثلك ؟ أنت قوى أيها الرب ، وخفك من حولك (مز 88: 8 سبعينية) لأن كل شيء مستطاع لديه ، وسهل عليه أن يتممه، وليس شيء عسير عليه أو عاليا عنه، الذى به ومعه، للرب الآب التسبيح والملك، مع الروح القدس |لى دهر. الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
وفيما يلى  كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث 41- سلطان المسيح على الشياطين : 1 كان الشياطين يخافون الرب ويصرخون عند لقائه، خائفين من أن يهلكهما أو يعذبهم. أ ومن أمثلة ذلك الإنسان الذي كان عليه روح نجس في مجمع كفر ناحوم هذا الروح صرخ قائلًا " آه، ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت قدوس الله" (مر1: 22، 24). وانظر أيضًا (مر3: 11). ب كذلك مع الإنسان الذي كان اسمه لجيئون، لأن فيه شياطين كثيرة وبسبب عنفه كان مربوطًا بسلاسل وقيود. هذا لما رأي خر له وصرخ بصوت عظيم مالي ولك يا يسوع ابن الله العلي. أطلب أن تعذبني" (لو8: 28). ج وهكذا أيضًا مع المجنونين الهائجين من القبور في كورة الجرجسيين " حتى لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق " هذان لما أبصرا السيد " صرخا قائلين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله. أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا" (متى8: 29). فسمح الرب أن الشياطين التي في هذين المجنونين تخرج منها وتمضي إلى قطيع الخنازير... 2 وكان السيد ينتهر الشياطين بالأمر فيخرجون: ففي كفر ناحوم، انتهر الروح النجس قائلًا " اخرس واخرج منه" (مر1: 25). مع لجيئون " أمر الروح النجس أن يخرج من الإنسان" (لو8: 29، 31). وفي إخراج الروح الأخرس، انتهره قائلًا " أيها الروح الأخرس الأصم، أنا آمرك أخرج منه ولا تدخله أيضًا" (مر9: 29). كذلك في حالة الصبي الذي كان يمزقه الشيطان ويصرعه " انتهر الروح النجس، وشفي الصبي وسلمه إلى أبيه" (لو9: 42، 43). وفي كل تلك الحالات كانت الأرواح النجسة أي الشياطين تطيع أمره وتخرج في الحال. هذا السلطان لا يمكن أن يكون لإنسان. 3 وليس فقط بأمر المسيح كانت تخرج الشياطين، إنما أيضًا باسمه: مثلما قال له الرسل " يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو10: 17). ذلك لأنه كان قد أعطاهم سلطانًا على قوة العدو (لو10: 11). وهذا هو الفرق بين الرب والبشر في إخراج الشياطين: هو يخرجهم بأمره، وهم لا يخرجون بأمرهم، إنما بسلطانه هو. وفي هذا قال عن المؤمنين به " وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي" (مر16: 17). ولعل من أجمل الأمثلة على ذلك: قصة الجارية التي كان عليها روح عرافة، وكانت تتبع بولس الرسول. يقول سفر أعمال الرسل أن القديس بولس " التفت إلى الروح وقال: أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها فخرج في تلك الساعة" (أع16: 18). 4 ونلاحظ هنا أن إخراج الشياطين كانت تأتي تحت أسماء ثلاثة:
إما أنهم شياطين صراحة، أو أرواح نجسه، أو مجانين. كما يتضح من الأمثلة السابقة... وأيضًا قارن (لو10: 17، 20)، (مر7: 25، 26، 29)، (لو8: 29، 30)، (لو9: 42)، (لو10: 17، 20)، (متى10: 1، 8).  لقد قال الرب يسوع فى ( متى 28 : 18 ) " دفع الى كل سلطان فى السماء وعلى الآرض "أعطى الرب يسوع تلاميذه قوة لكى ما يستطيعوا ان يذهبوا ويكرزوا بالملكوت ومع القوة أعطاهم أيضا سلطان على جميع الشياطين وشفاء امراض . ولاحظ قول الكتاب جميع الشياطين أى مهما كانت رتبة الشياطين الروحيه فالمؤمن الحقيقى له سلطان عليهم .وفى ( مرقس 16 : 17 ) " هذه الآيات تتبع المؤمنين . يخرجون الشياطين بأسمى ويتكلمون بالسنه جديدة "
تفسير (لوقا 9: 43) 43 فبهت الجميع من عظمة الله واذ كان الجميع يتعجبون من كل ما فعل يسوع قال لتلاميذه
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
  * وفيما كان الحاضرون كلهم يتعجبون من ذلك الذى فعله مخلصنا ومن كل ما فعل من قبل أمامهم من معجزات ، علم هو بما راود تلاميذه فى تلك اللحظة من إنبهار بقدرة معلمهم ، ومن آمال كانوا لا يزالون يعقدونها على ذلك السلطان الذى اظهرة ، وهم لا يزالون ، على الرغم من كل ما سبق أن قال لهم ، يعتقدون أنه  سيقيم مملكة ارضية يكونون فيها هم العظماء والكبراء ،    
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 53
عميق وعظيم هو بالحقيقة سر التقوى ، بحسب تعبير بولس الحكيم(١تى٦٦:٣)، ولكن الله الآب يعلنه لمن يستحقون نواله. لأن المخئص نفسه أيضا حينما كان يكلم اليهود قال:لا تتذمروا فيما بينكم ، لا يقدر أحد أن يأتى إلى ، إت لم يجتذبه الآب الذى أرسلنى " (يو٤٣:٦). فحينما حسبب بطرس المبارك أهلا لنعمة مجيدة هكذا وعجيبة ، إذ كان في نواحي قيصرية فيلبس ، فإنه صنع اعترافا بالإيمان به صحيحا وبلا عيب قانلأ: أنت هو المسيح إبن الله الحى " وماذا كانت المكافأة التي حسب مستحقا لها؟ المكافأة هى أن يسمع المسيح يقول : " طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم  يعلن لك لكن أبى الذى فى السموات" (مت١٦: ٦٧،١٦)، ثم بعد ذلك نال كرامات فائفة ، لأن المسيح ائتمنه على مفاتيح ملكوت السموات ، وصار اعترافه بالايمان هو الأساس الراسخ للكنيسة إذ قال له : " أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها ٠

وفي اليوم التالي إذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير. وإذا رجل من الجمع صرخ قائلا يا معلم اطلب إليك انظر إلى ابني فانه وحيد لي. وها روح يأخذه فيصرخ بغتة فيصرعه مزبدا وبالجهد يفارقه مرضضا اياه. وطلبت من تلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا. فأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن والملتوي إلى متى أكون معكم واحتملكم قدم ابنك إلى هنا. وبينما هو آت مزقه الشيطان وصرعه فانتهر يسوع الروح النجس وشفى الصبي وسلمه إلى أبيه. فبهت الجميع من عظمة الله وإذ كان الجميع يتعجبون من كل ما فعل يسوع قال لتلاميذه. 1) كعادة يسوع صعد جبل تابور ليصلى أما تلاميذه فلم يصلوا وثقلت أعينهم بالنوم بالرغم من أنه قال لهم كثيرا: أسهروا وصلوا حتى لا تدخلوا فى تحربة وفى الموعظة على الجبل ذكر موضوع الصلاة وفى هذه المعجزة يشفى يسوع ولدًا يصرعه الشيطان ويخرجه منه. وتأتى هذه المعجزة مباشرة وراء حادثة التجلى. أى ان له علاقة بيسوع الذى صلى والتلاميذ الذين لم يصلوا  ونفهم أنه ليس معنى أن يعطينا الرب كهنوتا أو خدمة فى مدارس الأحد أو سلطانا أو قوة وآيات تتبع المؤمنين أن نكف عن الجهاد ضد الشيطان. وكانت هذه المعجزة والإخراج الذى اصاب التلاميذ من عدم قدرتهم على إخراج الشيطان هنا نلاحظ دعوة (وليست أمرا) السيد لتلاميذه لأن يصوموا ويصلوا ليهزموا إبليس. إذاً الحياة الروحية هي جهاد ضد مملكة إبليس بصوم وصلاة وخدمة النفوس التي يعذبها الشيطان بل يستعبدها، وجَذْبَ هذه النفوس المعذبة للمسيح،
ولكن هناك من يخطىء ويظن أن الحياة الروحية هي خلوة مع يسوع فقط كما فعل التلاميذ ، وأيضاً هناك من يخطىء ويظن أنه قادر على الخدمة المتواصلة بدون خلوة مع الله. 2) يُصرع ويتألم شديدًا = أصل الآية يُصرع في رؤوس الأهلة وبعض الترجمات ترجمتها يُصرع بالقمر (رؤوس الشهور القمرية) وهذا خداع شيطاني ليوحى للناس علاقة صرع الولد بالكواكب. 3) يقع كثيرًا في النار وكثيرًا في الماء= وهذا تغذيب للإنسان الذى وقع تحت سلطة إبليس وهذا أيضا ما يفعله إبليس مع كل واحد منا فهو يحاول أن يدفعنا لنيران الشهوات أو نيران الغضب أو يدفعنا لبرودة الفتور. إن من يخضع للخطية يفقد سلامه ويتشتت فكره ويتألم جسده، ويندفع في خصام بل قتال عنيف مع من حوله، أمّا عن حياته الروحية فهي فتور كامل. 4) تلاميذك لم يقدروا أن يشفوه = االموهبة موجودة ولكن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم  الصلاة (الصراخ لله باستمرار) وأهمية الصوم (الزهد في ملذات الدنيا) ويكون لديهم شعور مستمر بالاحتياج. فيبدو أنهم بعد التجلي وما رأوه شعروا بنشوة واكتفاء جعلهم ينسون الصلاة والصوم. والصوم هو سحب السلاح الذي في يد إبليس الذي هو ملذات العالم. والصلاة هي سلاح في يدي أضرب به إبليس. فالصلاة هي صلة مع الله القوي الذي يرعب إبليس. 5) أيها الجيل غير المؤمن= 1) ضعف إيمان التلاميذ؛ 2) ضعف إيمان الوالد وهو صرح بهذا أعن عدم إيماني (مر 24:9) 3) ضعف بل عدم إيمان الجمع، جلسوا يحاورونهم في إستخفاف وقساوة قلب وعدم إيمان. هنا نلمس في كلمات الرب رنة عدم الرضا ونفاد الصبر فالمسيح أراد أن يرى تلاميذه ولهم صلوات قوية وأصوام يصرع أمامها الشيطان. ولنعلم أن الإيمان ينمو حتى ولو كان مثل حبة خردل، لذلك فالتلاميذ طلبوا مرة من السيد قائلين "زد إيماننا" (لو 5:17) وبولس يمدح أهل تسالونيكى أن إيمانهم ينمو (2تس 3:1). والله يعمل مع كل واحد من أولاده ليزيد إيمانه، تارة بعطايا حلوة وتارة بتجارب نرى فيها يد الله. ولكن من يأخذ عطايا حلوة فليشكر ويسبح، ومن تأتى عليه تجارب فليسلم الأمر لله ويصلى فيرى يد الله. أماّ من يأخذ عطايا فينشغل بها عن الله أو من تأتى لهُ تجارب فيتذمر ويترك صلواته، فمثل هذا لن يرى يد الله ولن ينمو إيمانه. ونرى هذا الأب أتى للمسيح وإعترف بأن إيمانه ضعيف أو معدوم، لكن المسيح لم يرفضه إذ أتى إليه، بل شفى له ابنه وبهذا زاد إيمانه. فلنصرخ لله بدون تذمر شاكرين على كل حال فينمو إيماننا وما يساعد على نمو الإيمان. أيضاً الصلاة الكثيرة والأصوام المصاحبة لها. 6) ولكن في الحقيقة فإن القديس مرقس يقدم إجابة واضحة لسبب غضب الرب على تلاميذه في (مر9: 33-37) فبعد رجوع السيد مع تلاميذه للبيت سألهم عما كانوا يتكالمون فيما بينهم في الطريق، وهم تحاجوا فيمن هو أعظم. والسيد الذي يعرف ما في القلوب عرف ما في قلوبهم. وكانت سقطتهم وهي البحث عن العظمة الدنيوية، هي سبب فشلهم في إخراج الشيطان من الولد. ولذلك كانت إجابة السيد أن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم. ولاحظ أن الصوم هو الزهد الكامل عن كل ملذات الدنيا، أما البحث فيمن هو أعظم فهو على النقيض تماما، أي البحث عن أمجاد الدنيا. 7) تقولون لهذا الجبل انتقل= الجبل هو أي خطية محبوبة أو شهوة نستعبد لها أو عقبة مستحيلة أو أي صعوبة بحسب الظاهر تواجه المسيحي، كل هذا يمكن أن يتزحزح بالصلاة والصوم مع الإيمان. ولقد تم نقل جبل المقطم فعلًا بحسب هذه الآية 8) جاء المسيح للتلاميذ في الوقت المناسب، فهم فشلوا في إخراج الروح والكتبة والجمع يحاورونهم في استهزاء. ودائمًا يأتي المسيح لكنيسته في الوقت المناسب ليرفع عنها الحرج ويبكم المقاومين "الله في وسطها فلا تتزعزع (مز 5:46). وهذا هو وعده (مت 19:10-20) فهو المسئول عن الكنيسة والمدافع عنها، فهي عروسه. 9) مفهوم السيد المسيح هنا عن الصلاة والصوم ولزومهم لطرد الأرواح الشريرة إلتقطته كنيستنا ووضعت أصوامًا كثيرة مع صلوات وتسبيحات عديدة، حتى تعطى شعبها قوة في حربه ضد إبليس. والله يعطى مواهب (كما أعطى التلاميذ سلطان إخراج الشياطين) لكن لنحافظ على هذه الموهبة لا بُد من الصلاة والصوم. 10) (مر 15:9):- تحيروا= ربما لأنه كان نازلًا من الجبل مبكرًا، أو لأنهم فوجئوا به، وهم أرادوا أن يستمر حديثهم السافر مع تلاميذه، وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون شيئًا أمامه هو شخصيًا، فإن حضر لن يستطيعوا السخرية من عجز التلاميذ. أو هل كان وجهه مازال يشع نورًا من أثار التجلي !! عمومًا فالسيد لاحظ تكتل الكتبة ضد تلاميذه فسألهم بماذا تحاورونهم (مر 16:9) فلم يجيبوا. ثم صرخ هذا الأب طالبًا الشفاء. ولاحظ أن هناك من يفضل الحوار غير الهادف بدلًا من الإيجابيات كالصلوات والتسابيح وهذا ما أسماه بولس الرسول "المباحثات الغبية" (2تي23:2) 11) (مر 20:9) للوقت صرعهُ الروح= إن طرد روح الشر من حياتنا يصحبه صراع شديد، ولكن بعد أن تتقابل النفس مع المسيح وتدخل في عشرة معه تموت عن العالم ثم يمسك بيدها ويقيمها فتقوم مستندة على ذراعه. 12) أومن يا سيد فأعن عدم إيماني= أعلن الوالد إيمانه = أومن.. ولكن خشى أن لا يكون كافيًا فصرخ متذللا= أعن عدم إيماني .. فهو اعتبر إيمانه كالعدم، وطلب من الرب أن يعينه في حالته. فمهما كان إيماننا فهو مازال ناقصًا، وإذا قيس بما يجب أن تكون عليه ثقتنا في المسيح فهو عدم.. ولكي يقوى إيماننا يجب أن نصرخ أؤمن يا سيد فاعن عدم إيماني. والله دائمًا يستجيب لهذه الصرخة واستجابته تزيد إيماننا. ولاحظ أن السيد لم يرفضه إذ اعترف بعدم إيمانه بل شفى له ابنه وبالتالي شفى له إيمانه. 13) قول المسيح إلى متى أكون معكم= فيه إشارة لصعوده، فإن كان تلاميذه ضعفاء وهو في وسطهم يسندهم، يرونه ويسألونه ويكلمونه، فماذا سيحدث لهم بعد الصعود إذ لا يجدونه.. هذا يحتاج لإيمان، لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان. 14) كم من الزمن منذ أصابه هذا (مر21:9) = هذا السؤال يوجه لكل من طال زمانه في الخطية (زمان بقائه مستعبدًا لها) وطال زمان بقائة في أسر إبليس. وسؤال المسيح معناه لماذا لم تأتى إليَّ لأشفيك منذ زمان. ويشير السؤال لتأثر المسيح لاستعباد الشيطان للبشر كل هذا الزمان. 15) (مر 26:9) فصار كميت = من يخرج منه روح شرير يصير كميت عن العالم (مر27:9) فأمسكه يسوع وأقامه= هو ميت عن العالم حيّ مع المسيح، وهذه = مع المسيح صلبت فأحيا (غل 20:2). 16) السيد أعطى تلاميذه الموهبة على الشفاء وإخراج الشياطين ولكن يلزم إضرام أي موهبة بالصلاة والصوم (2تى 6:1). 17) نفهم من (لو 37:9) أن هذه القصة كانت في اليوم التالي للتجلى. 18) إلى متى أكون معكم وأحتملكم= واضح تكرار الأناجيل الثلاثة لهذه الجملة. إن أكثر ما يحزن الرب يسوع هو أن يرى أولاده مهزومين أمام الشياطين. لقد أعطانا سلطانًا أن ندوس الحيات والعقارب (لو 19:10) فلماذا لا نستخدمه، لماذا نستسلم ونقول " الشيطان شاطر " هذه الجملة تحزن رب المجد جدًا.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

8. التلاميذ وتسليم ابن الإنسان (لوقا 9: 44-45)
تفسير (لوقا 9: 44)  44 ضعوا انتم هذا الكلام في اذانكم.ان ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 * ومن ثم فإنه كى يصحح مرة اخرى هذا الفهم الخاطئ فى اذهانهم قال لهم : "  .ان ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس" وكان من قبل قد اوضح لهم أن أولئك الناس الذين سيسلم إليهم سيقتلونه ، فلا ينبغى للتلاميذ أن يستمروا فى الإستسلام لأوهامهم الكاذبة عن ملكوته الأرضى    *
  تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 53
لذلك، فلكي يعرف أولئك الذين سيعلمون العالم كله سره بالضبط ، فإنه يشرحه لهم مسبقا بطريقة نافعة ، وبوضوح ، قائلا : ضعوا أنتم هذا الكلام فى قلوبكم ٠أن إبن الإنسان سوف يسلم إلى أيدى الناس" وأظن أن السبب الذي جعل المسيح يتكلم هكذا، هو موضوع نافع كما أنه يستحق التفكير.
لذلك، فلكي يعرفوا ما سوف يحدث بالتأكيد ، فهو - كأنه - يدعوهم أن يحتفظوا بالسر في عقلهم لأنه يقول : " ضعوا انتم هذا فى قلوبكم وكلمة."أنتم" تميز بينهم وبين كل الآخرين لأنه اراد في الحقيقة أنهم هم انفسهم ينبغي ان يتعلموا فقط عن آلامه المقبلة ، ولكن من الأفضل جدا ، ان يقتنعوا في نفس الوقت بأنه سيقوم من القبر بقوة إلهية وأنه سيبيد الموت ، وهكذا يتحاشى تعرضهم للعثرة لذلك ، فهو يقول ، حينما يأتي الوقت الذى ينبغي ان أتألم فيه ، فلا تسألوا ، كيف ان واحدا له كل هذا المجد، والذي صنع كل هذه الآيات ، قد سقط كواحد منا ، على حين غرة ، في أيدي أعدائه ، ولكن بالعكس، تاكدوا ، حينما تتأملون في التدبير ، انني لا أنقاد بإجبار من الناس، أمضى إلى الآلام بإرادتى . لأن ما الذى يعرف مسبقا ما سوف٠ يحدث ويعلنه بوضوح ، أن يرفض إن يتألم إذا أراد ذلك؟ ولكن أنا أخضع للآلام لكى أفدى كل الذين تحت السماء . لأن هذا هو ما يعلمه لنا بوضوح في موضع أخر قائلا ليس أحد يأخذ حياتى منى ، بل أضعها أنا بإرادتى ، لى سلطان أن أضعها ، ولى سلطان سلطان أن آخذها أيضا" (يو 10: 18) .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "ضَعُوا أَنْتُمْ هذا الْكَلاَمَ فِي آذَانِكُمْ". نحويا "الفعل tithemi يعني بشكل رئيسي “يضع"،أو “يُلقي”.هذه عبارة اصطلاحية  كثيرا ما يقولها شعوب منطقة الشرق الأوسط فيقولون "ضع هذا الموضوع فى عقلك" بما يعنى أهتم بهذا العبارة أو لا تنسى ما قلته لك والكلمة ألأولى ضعوا تعنى : لتدخل أو أسمعوا أو أودعوا وهذه يعنى أيضا  لاسترعاء الانتباه والتذكر
وهذه العبارة تتشابه وظيفيا فى العبارة التى يستخدمها يسوع دائما “الحق، الحق” لاستھلال قول حق ذي مغزى كبير.
 (2) "إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ ”. يسوع المسيح كان صادقا بهرنا بمعجزاته وتعاليمه التى تؤيد أنه كلمة الإلع هنا يظهر يسوع روح النبوة ومعرفة الغيب وهذا لا نجده فى محمد رسول الإسلام لإإذا كنا نطلق على  شخص أنه نبى فلا بد أنه تنبأ فلماذا يدعونه نبيا وقد اشتركت كل الأناجيل ألازائية (متى ومرقس ولوقا) فى تسجيل نبوءة يسوع هذه ويحذر يسوع تلاميذه من الأحداث الآتية على أورشليم. - وأنه نلاحظ أنه أستعمل لقب إبن الإنسان لأن  الجسد والروح الذى حل فيه الكلمة للأبد سوف يسلم ويموت والموت هنا هو إنفصال الروح عن الجسد وظل الكلمة مع الجسد بعد الموت فلم ترى فسادا وظل مع الروح أيذا بالرغم من أنفصالهما
يسوع في كل الأناجيل الإزائية ويحذّر “ ◙يعتقد ألأن هذه ألاية التى ذكرها يسوع هى تلميح إلى أش 53 ، وخاصة الآية 12 ، في السبعينية (أي، “تسليم"). وقد أورد مرقس رواية أكثر تفصيلا في 9وقد تنبأ يسوع بهذا لعدة أسباب   1- أنه عل علم بالغيب والمستقبل  2-  ليُعلن مخطط لله الفدائي 3- ليساهم على الاستعداد لتقبل المسيح الفادى والمخلص وليس حسب فهمهم المسيح القائد الحربى الذى سيخلصهم من الرومان
تفسير (لوقا 9: 45) 45 واما هم فلم يفهموا هذا القول وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه.وخافوا ان يسالوه عن هذا القول
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *ولكنهم مع ذلك لم يفهموا قوله ، وكانت تلك الأوهام التى تسيطر على عقولهم ، تخفى معنى ذلك القول عنهم فتحول بينهم وبين ان يفهموه ، وقد تهيبوا أن يسألوه عنه ، خشية أن يكونوا قد أساءوا الفهم فيوبخهم مرة أخرى ، بعد أن وبخهم منذ قليل على عدم إيمانهم .       *  
  تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 53
ولكنه يقول : " .أما هم فلم يفهموا هذا القول وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه" وألآن  من الطبيعي أن يتعجب أي واحد ، حينما يتأمل مع نفسه ، كيف أن التلاميذ لم يعرفوا سر المسيح ، فرغم فهم ينتمون إلى جماعات اليهود، إلا أنهم لم يكونوا كسالى أو مزدرين ، بل على العكس جادين جدا ومجتهدين . فرغم أنهم يعتبرون عمالا يدويين ، إذ كانت مهنتهم الصيد في البحيرة ، إلا أنهم — كما قلت ٠ كانوا متعلمين وعقلاء، ولم يكونوا يجهلون كتب موسى ، لأنه لهذا السبب قد اختارهم المسيح ، فكيف كانوا إذن يجهلون سر المسيح ، حينما كان قد أشير لهم عنه كظل في مواضع مختلفة بواسطة الناموس ، وسبق التبؤ به بطريقة جميلة في رموزه كما في رسم ، ولكي أوضح ما أقصد بمال ، فإنهم لم يستطيعوا أن يهربوا من عبودية مصر ، ولا أن يفلتوا من اليد التي اضطهدتهم ، إلا عندما ذبحوا حملا حسب ناموس موسى ، وحينما أكلوا لحمه فإنهم مسحوا العتاب العليا بدمه ، وهكذا انتصروا على المهلك . فالرموز تتمخض بالحق ، وعملهم هذا، كان كما قلت ، نتبؤا ، بواسطة ما تم في ظلال ، عن الفاعلية الخلاصية لموت المسيح وعن إبطال الهلاك بواسطة دمه ، وهو الذي يطرد أيضا الطاغية القاسي، الشيطان ، وينقذ من سيطرة الأرواح النجسة ، أولئك الذين كانوا قد استعدوا ، والذين، مثل الإسرائيليين الذين سخروا في عمل الطوب والبناء ، قد صاروا ضحايا الاهتمامات الأرضية والشهوات الجسدية الدنسة ، وارباكات هذا العالم غير النافعة.
ان سر الآلام يمكن أن يرى في أمر آخر ، فإنه حسب ناموس موسى، كان يقدم تيسان ، لا يختلفان في شيء أحدهما عن الآخر ، بل هما متماثلان في الحجم والشكل.. واحد من هذين التيسين . كان يسمى "للرب" فإنه يقدم ذبيحة والآخر*المرسل بعيدا.."
وحينما تخرج القرعة على التيس الذي يسمى " .للرب.." فإئه يقدم ذبيحة بينما الآخر كان يرسل بعيدا عن الذبح، ولذلك  كان يسمى "المرسل بعيدا " ومن هو المشار إليه بهذا ؟ إنه " الكلمة " الذى على رغم أنه الله ، فقد صار مثلنا ، وأخذ شكلنا نحن الخطاة فيما يختص بطبيعة الجسد٠ ولكن كان الموت هو ما نستحقه نحن ، إذ أننا بالخطية قد سقطنا تحت اللعنة الإلهية ، ولكن حينما حمل مخلص الكل نفسه العبء، فإنه نقل الدين الذي كان علينا إلى نفسه، ووضع حياته لأجلنا ، لكي نطلق نحن بعيدا عن الموت والهلاك.
لذلك فالسر سبق أن أعلن بشكل غامض لليهود بواسطة ما أشير به كالظل في الناموس ، لو أنهم كانوا فقط عارفين الكتب المقدسة. ولكن، كما كتب بولس المبارك : " إن العمى قد حصل جزئيائيا لإسرائيل" (رو11: 25)،وحتى اليوم حين يقرأ موسى ، البرقع موضوع على قلبهم ، وهو لا ينكشف ، لأنه يبطل فى المسيح " (٢كو 4: 13- 15 ), فهم في للواقع يفتخرون بالناموس ، ولكن هدفه مخفى تمامأ عنهم ، إذ أن هدفة أن يقودنا إلى سر المسيح . ولكن مخلصنا يوضح أنهم بلا فهم إذ يقول : " فتشوا الكتب ، لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية ، وهى التى تشهد لى ، ولا تريدون أن تأتوا إلى لتكن لكم حياة " (يو 5: ٣٩و٠ ٤). لأن الكتب الموحى بها تقود الانسان الذي له فهم إلى معرفة دقيقة لتعاليم الحق ، ولكنها لا تنفع عديمي الحكمة والجهال والمهملين. ليس لأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا هذا ، بل بسبب أن ضعف ذهنهم يجعلهم غير قادرين على استقبال النور الذي تعطيه الكتب المقدسة . لأنه كما أن نور شعاع الشمس غير نافع لأولئك المحرومين من البصر ، ليس لأنه لا يستطيع أن يضئ ، بل بسبب أن عيونهم غير قادرة على رؤية النور واستقباله . هكذا الكتب المقدسة ، فرغم أنها موحى بها من الرب ، فهي لا تنفع الجهال والأغبياء شيئا.
لذلك فواجبنا، هو أن نقترب إلى الرب ونقول : " أفتح عينى لكى أبصر عجائب من ناموسك " (مز١٨:١١٨ السبعينية)، وهكذا فسوف يعلن لنا المسيح سره ، الذي به ومعه لله الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أخفى" أغشى (فيه كناية اسم فاعل تتام مبنى للمجهول )  عيونهم (لو 18: 34) خوفهم يعنى أنهم لا يريدون معرفة التفاصيل وهذا تندرج تحت النبوة المختومة التى لا تعرف معناها حتى تتحقق وتنكشف تفاصيلها بعد حدوثها والبرهان أن كل سر الفداء والخلاص وتفاصيل موت يسوع على الصليب  وردت فى كتب   العهد القديم وخاصة سفرأشعيا ولكن وكانت مختومة أى لا يستطيع تفسيرها احد إلا بعد تمم يسوع سر الفداء وصار الخلاص مجانا للجميع

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

9. التلاميذ والتواضع (لوقا 9: 46-48)
تفسير (لوقا 9: 46) 46 وداخلهم فكر من عسى ان يكون اعظم فيهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  غير أن التلاميذ تمسكوا مع ذلك بإعتقادهم أن معلمهم سيكون ملكا أرضيا وسيقيم مملكة أرضية ، ومن ثم خامرهم الفكر فيما عسى أن يكون هو الأعظم فى ذلك المملكة ،   
  تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 54
أنتم الذين تغارون للحذق الروحي، وتعطشون لمعرفة التعاليم المقدسة ، تنالون مرة أخرى الأمور التي تحبونها . والذي يقودكم إلى الغنيمة المربحة ليس معلما أرضيا ، ولا واحد مثلنا نحن الذين نرشدكم ، بل هو كلمة الرب ، الذي نزل من فوق ، أي من السماء ، وهو النور الحقيقي للسموات والأرض ، لأن كل الخليقة العاقلة تستنير بواسطته ، إذ هو واهب كل حكمة وفهم ، ونحن ننال منه كل معرفة الفضيلة ، والقدرة الكاملة على ممارسة الأعمال الصالحة كما يليق بالقديسين . لأنه، كما يقول الكتاب : " نحن متعلمون من الله" (يو6: 45، إش54: 13س) والمقطع الموضوع أمامنا يشهد أيضا لما قد قلته . إذ يقول: " داخلهم - اي بين الرسل القديسين من هو أعظم فيهم"
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "  من عسى ان يكون اعظم فيهم " فكر من يكون الأعظم فيه سجلته جميع ألأناجيل الازائية (متى 18: 1- 5ومرقس 9: 33 - 37 ولوقا 9: 46-48)
تفسير (لوقا 9: 47) 47 فعلم يسوع فكر قلبهم واخذ ولدا واقامه عنده
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *   فعلم معلمنا فكر قلوبهم ، وإذ أراد أن يصحح تفكيرهم فيما يتعلق بمملكته ، ، وفيما يتعلق بمفهوم العظمة ذاتها ، ليدركوا معنى العظمة الحقيقية ، التى كانوا وكان البشر جميعا فى ذلك الحين يسوقون فهمها ويعتبرونها تكمن فى الثروة والجاه والمنصب والسلطان ، أخذ طفلا وأقامه بينهم ، ليكون تعليمه لهم بوسيله حسية ملموسة يستطيعون بعقولهم البسيطة أن يفهموها ،   *
  تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 54
والآن فالذي يظن أن يسوع كان مجرد إنسان ، دعوه يعرف أنه على خطأ وأنه ضل بعيدا عن الحق. مثل هذا فليعرف ، انه رغم أن كلمة الله صار جسدا، إلا أنه لم يكن ممكنا بالنسبة إليه أن يكف عن أن يكون ما كان عليه ، وأنه استمر إلها كما كان. فأن يكون قادرا أن يفحص القلوب والكلى ، ويعرف أسرارها ، هذه هي صفة الإله العلي وحده ، وليست صفة أي كائن غيره مهما كان . ولكن ها هو المسيح يفحص افكار ارسل القديسين ، ويثبت عين اللاهوت على مشاعرهم الخفية . إذن فهو الرب لكونه مكلل بالكرامات المجيدة جدا والإلهية .
ولكن دعونا الآن نبحث هذا السؤال، هل كان التلاميذ قد أصيبوا معا بهذا المرض؟ وهل هذا الفكر دخل فيهم جميعا مرة واحدة؟ في رأيي، إنه أمر لا يصدق بالمرة أن نفترض أنهم جميعا صاروا فريسة مشتركة لنفس المرض في نفس اللحظة، ولكن، كما أتصور ، حينما صار أحدهم فريسة للمرض ، فإن الإنجيلي الحكيم لكي لا يصوب اتهاما لواحد بعينه بين زملاءه التلاميذ ، لذلك يعبر بشكل غير محدد قائلا : " وداخلهم فكر من هو أعظم " وبهذا يتاح لنا أن نرى كيف أن الشيطان ماكر في شره . لأن هذه الحية هي متلونة جدا ومملوءة بكل حيلة للأذى ، متآمرا بطرق متنوعة ضد أولئك الذين يثبتون أشواقهم نحو حياة مكرمة ، والذين يسعون باجتهاد وراء الفضائل الممتازة . وإن كان يستطيع بواسطة اللذات الجسدية أن يسيطر على عقل أي واحد ، فإنه يصنع هجومه بوحشية ، ويجعل مهماز الشهوانية حادا ، وبوقاحة هجماته، يذل حتى العقل الثابت الى حقارة الشهوات الوضيعة . أما الذي يكون شجاعا ويهرب من هذه الفخاخ ، فحينئذ يستعمل معه حيل أخرى ويخترع إغراءات ليجربه بأفكار مريضة ، لأنه يزرع نوعا أو آخر من البذار التي لا ترضى الرب : وأولئك الذين فيهم ثعيئا نبيلا، ويمدحون لحياتهم الممتازة، يدير فيهم شهوة المجد الباطل، محركا ياهم قليلا نحو عجرفة بغيضة. لأنه كما أن أولئك الذين يتهيئون بالزي الحربي لمحاربة الغزاة ، يستعملون ضدهم حيلأ كثيرة ، اما بلوي الأقواس التي تطلق السهام ، أو بقذف الحجارة من القلاع ، أو بأن يهجموا عليهم برجولة بسيوف مسلولة ، هكذا الشيطان يستعمل كل حيلة في محاربة القديسين بواسطة خطايا منتوعة.
لذلك، فإن ألم وشهوة المجد الباطل قد هجم على واحد من الرسل القديسين، لأن مجرد المجادلة في من هو أعظم بينهم ، هو علامة على شخص طموح ، متلهف أن يكون رئيسا للباقين . ولكن الذي يعرف أن يخلص ، أي المسيح ، لم ينم ، فقد رأي هذا الفكر في عقل التلميذ - يطلع، بحسب كلمات الكتاب، مثل نبات "مر" ( عب 12: 15- 17) لقد رأى الزوان، عمل الزارع الشرير، وقبل أن ينمو عاليا ، قبل أن يصير قويا ويمتلك القلب ، فإنه ينتزع الشر من جذوره . لقد رأي سهم البربري (آى الشيطان) الذي قد وجد مدخلأ ، وقبل أن يسود ويخترق العقل ، فإنه أعطى الدواء. لأن الشهوات حينما تكون في بدايتها ، وكما لو كانت في طفولتها ، ولم يكتمل نموها بعد ولا صارت لها جذور راسخة ، يكون من السهل التغلب عليها. ولكن |حينما تكون قد زادت ونمت ، وصارت قوية ، فعن الصعب خلعها أو اقتلاعها . لهذا السبب قال الحكيم: إن صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك، لأن الهدو ء يشفى خطايا كثيره (جا 10: 4) بأي طريقة إذن ، يبتر طبيب النفوس مرض المجد الباطل؟ كيف يخلص التلميذ المحبوب من أن يكون فريسة للعدو ، ومن أمر ممقوت من الرب والإنسان؟ يقول الكتاب: " أخذ ولدا وأقامه عنده " وجعل هذا الحديث وسيلة لمنفعة الرسل القديسين أنفسهم ، ولمنفعتتا نحن خلفائهم ، لأن هذا المرض - كقاعدة عامة — يؤذى كل أولئك الذين هم في وضع اعلى من غيرهم من الناس من اي ناحية.
ولكن الولد الذي قد أخذه، لأي شيء جعله مثالأ ورسما؟ لقد كان مثالآ لحياة بريئة غير طامعة ، لأن عقل الطفل خال من الخداع ، وقلبه مخلص وأفكاره بسيطة ، وهو لا يطمع في الدرجات ، و.لا يعرف معنى أن يكون إنسان أعلى من أخر في المركز، وهو ليس عنده عدم ترحيب بأن يحسب أقل من غيره ، وهو لا يضع نفسه فوق اي شخص آخر مهما كان . وحتى ان كان من عائلة شريفة فإنه لا يتشاجر بسبب الكرامة حتى مع عبد ، حتى لو كان والداه غنيين ، فهو لا يعرف اي فرق بينه وبين الأطفال الفقراء ، بل على العكس فهو يحب ان يكون معهم ، ويتحدث ويضحك معهم بلا أي تمييز ... وفى قلبه وعقله توجد صراحة كبيرة ناشئة من البساطة والبراءة. والمخلص نفسه قال مرة للرسل القديسين ، او بالحري لكل الذين يحبونه:" الحق أقول لكم .. إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد ، فلن تقدروا أن تدخلوا ملكوت الله " (متى 18: 3).
وفى مرة اخرى، حينما احضرت النساء اطفالهن إليه، ومنعهم التلاميذ، قال: " دعواالأولاد ياتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (لو١٦:١٨) وايضا بولس الحكيم جدا يريد ان اولئك الذين يؤمنون بالمسيح ينبغي ان يكونوا رجالا ناضجين في الفهم، " ولكن أطفالا فى الشر " (انظر 1كو١٤؛٢٠)، واحد الرسل القديسين الآخرين قال : " كأطفال مولودين الآن إشتهوا اللبن العقلى عديم الغش لكى تنموا به   للخلاص، إن كنتم قد ذقتم أن الرب صالح "(1 بط 2: 2)  وكما سيق أن قلت ، فإن المسيح أحضر الولد كنمونج للبساطة والبراءة ، " وأقامه عنده ، مبيئا بنلك - كما في رسم توضيحي - أنه يقبل الذين مثل هذا الولد ويحبهم ، ويحسبهم مستحقين ان يقفوا إلى جواره ، لكونهم يفكرون مثله ويتوقون للسير في خطواته . لأنه قال: نعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب" (متى٢٩:١١) . وإن كان الذي هو فوق الكل ، المكلل بتلك الأمجاد الفائقة ، متواضع القلب ، فكيف لا تنطبق على أمثالنا تهمة الجنون المطبق ، إن كنا لا نتصرف باتضاع نحو الفقراء ، ونعرف ما هي طبيعتنا ، بل نحب ان ننتفخ بأنفسنا فوق مقياسنا ويقول بعد ذلك " من قبل هذا الولد بإسمي يقبلنى ، ومن قبلنى يقبل الذى أرسلنى " حيث لن مكافأة اولئك الذين يكرمون القديسين هي نفس المكافأة الواحدة ، سواء كان الذي يكرمونه من رتبة متواضعة او من مركز عالي وكرامة كبيرة — لأنهم يقبلون المسيح ، وبواسطته وفيه يقبلون الآب — فكيف لا يكون أمرا شديد الحماقة منهم أن يتشاجروا فيما بينهم ، ويسعون للترأس ، ويكونون غير راغبين أن يحسبوا أقل من الآخرين ، في حين انهم سيقبلون من الآخرين على أساس متساوي!
ولكنه يجعل معنى هذا الإعلان أكثر وضوحا بقوله ؛ ٠ا لآن الأصغر فيكم جمبعا هو يكون أعظم " وكيف يكون المعتبر أصغر هو الأعظم؟ هل المقارنة من جهة الفضيلة؟ ولكن كيف يكون هذا؟ أي بأية طريقة يكون الأصغر هو الأعظم؟ إنه ربما يدعو الذي يسر بالأمور المتواضعة ، بالأصغر ، وهو الذي — بسبب تواضعه - لا يفكر تفكيرا عاليا عن نفسه مثل هذا يرضى المسيح ، لأنه مكتوب: " الذي يرفع نفسه سوف يوضع ، والذي يضع نفسه سوف يرفع " (لو٤ ١ :١ ١) والمسيح نفسه ,يقول في أحد المواضع : " طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات " (مت 5: 3) لذلك فإن زينة النفس التي تتقدس هي الفكر المسكين المتواضع ، أما الرغبة في النظر إلى النفس نظرة عالية ، والنزاع مع الإخوة بسبب الكرامة والمركز ، والشجار معهم بحماقة ، فهذا
 في المقابل هو عار عظيم . مثل هذا السلوك يفرق الأصدقاء ، ويجعل ذوي الميول المتشابهة أعداء . هذا السلوك يتغلب على قانون الطبيعة ، ويقلب المحبة الفطرية التى ئكنها لأخونتا . إنه يقسم المحبين أحيانا ، ويجعل حتى المولودين من رحم واحد ؛ أعداء بعضهم لبعض . إنه يحارب بركات السلام ويقاومها . إنه بؤس عظيم ومرض اخترعه شر الشيطان . لأنه أي شيء هناك أكثر خداعا من المجد الباطل؟ إنه يتلاشى مثل الدخان ، مثل سحابة يزول ، ومثل منظر الحلم يتحول إلى لا شيء ، وبالكاد يساوى العشب في احتماله ، ويذبل كالحشائش ، لأنه مكتوب: كل جسد كعشب ، وكل مجد إنسان كزهر العشب " (١بط٢٤:٦). لذلك فهو ضعف وهو محتقر في وسطنا، ويحسب من أعظم الشرور . لأن من الذي لا يعتبر الإنسان المحب للمجد الباطل ، والمنتفخ بكبرياء فارغة مزعجا؟ من الذي لا ينظر بإحتقار ، ويعطى اسم المتفاخر " لذلك الذي يرفض أن يكون على قدم المساواة مع الآخرين ، ويقحم نفسه في المقدمة كمن يدعي أنه يحسب رئيسا لهم؟ إذن، فليكن مرض محبة المجد الباطل بعيدا عن أولئك الذين يحبون المسيح ، ولنعتبر رفقاءنا بالحري أفضل من أنفسنا ، ولنكن تواقين أن نزين أنفسنا بتواضع العقل — الذي يسر الله جدا. لأننا إذ نكون هكنا بسطاء الفكر ، كما يليق بالقديسين ، فإننا سنكون مع المسيح، الذي يكرم البساطة ، الذي به ومعه ، لله الآب الشبيح والسلطان مع الروح القدس، إلى دهر الدهور آمين. *  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "  وداخلهم فكر".  يسوع المسيح كان يعلم ما يدور فى فكر الناس . المسيح إذا علام الغيوب: الإنجيل يذكر عن يسوع المسيح علمه بالغيب ، ومعرفته اللا محدودة بكل شئ ، ويصفه بصفه جميلة هى: فاحص القلوب والكلى. إن السيد المسيح يفحص القلوب ويعرف الأفكار ومن أمثلة ذلك:فعندما حورب التلاميذ بالعظمة ، يقول الكتاب أنه
1- عرف فكر تلاميذه "وداخلهم فكر من عسى أن يكون أعظم فيهم. فعلم يسوع فكر قلبهم ، وأخذ ولدا وأقامه" (لو9: 46-47).
يقول الكتاب المقدس عن التلاميذ أنهم: "فكروا فى أنفسهم قائلين: إننا لم نأخذ خبزا. فعلم يسوع وقال لهم "لماذا تفكرون فى قلوبكم يا قليلى الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزا" (يو16: 7 ، 8) (مر11: 16 ، 17) (متى16: 8).
2- عرف فكر فكر المقاومين له من الفريسين ..  ولما قال الرب للمفلوج "مغفورة لك خطاياك" يقول الكتاب عن الكتبة أنهم "قالوا فى أنفسهم هذا يجدف ، فعلم يسوع أفكارهم فقال لهم "لماذا تفكرون بالشر فى قلوبكم أيهما أيسر..." (مر2: 6-8) (متى9: 3 ، 4).
وبعد شفاء المجنون الأعمى والأخرس ، يقول الكتاب "وأما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين. فعلم يسوع أفكارهم" وقال لهم: كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب" (متى12: 24 ، 25) ، (لو11: 17). وفى حادثة شفاء ذى اليد اليابسة ، يقول الكتاب "وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه هل يشفى فى السبت لكى يجدوا عليه شكاية ، أما هو فعلم أفكارهم ... ثم قال لهم.. هل يحل فى السبت فعل الخير أم فعل الشر" (لو7: 7-9).
وفى حالة المرأة الخاطئة التى بللت قدمى المسيح بدموعها ، أجاب له المجد على أفكار الفريسى. وفى ذلك يقول الكتاب "فلما رأى الفريسى الذى دعاه ذلك ، تكلم نفسه قائلا: لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التى تلمسه وما حالها ، إنها خاطئة فأجاب يسوع وقال له... "(لو7: 39 ، 40).
وفى معرفته بالخفيات ، نضرب مثلا بما قاله لبطرس عن السنارة والأستار (متى17: 27). ومعرفته بشك توما وحديثه مع باقى الرسل (يو20: 27). ومعرفته بموت لعازر يو11: 11). ومعرفته بما حدث لنثنائيل تحت التينة (يو1: 47-50). ومعرفته بماضى السامرية (يو4: 18).
ثانيا: علم الساعة:
جاء فى سورة الزخرف: "ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون... وإنه لعلم للساعة". (الزخرف 56 ، 61). قال الجلالان فى تفسير هذه الكلمة "لعلم الساعة" أنه عيسى لعلم الساعة يعلم بنزولها. ومتى ذكرنا أن المعروف عند الناس ، أن الله ينفرد عن خلقه بأنه وحده عنده علم الساعة ، ندرك الميزة التى أفردها القرآن للمسيح.
الله وحده له علم الساعة:
أ‌) جاء فى سورة (لقمان 34) إن الله عنده علم الساعه.
ب‌) وجاء فى سورة (الشورى 17) "وما يدريك لعل الساعة قريب" ولأن كلمة الساعة مؤنثة وكلمة قريب مذكر لذلك اعتمد فضيلة الشيخ الشعراوى فى حديث تلفزيونى على تفسيره "وما يدريك لعل وقت الساعة قريب" مضيفا كلمة وقت قبل كلمة الساعة حتى يذكر المعنى لتلائم وتتناسب مع الكلمة المذكرة (قريب) وليس (قريبه).
ج‍‌) جاء فى سورة (محمد 18) "فهل ينظرون إلا الساعة إن تأتيهم بغته فقد جاء إشراطها".
ه‍‌) أما فى سورة (النازعات 42-46) فقد أدلى القرآن بحديث طويل يوضح أنها من أختصاص الله وحده قال فيه موجها الحديث لمحمد: "يسألونك عن الساعة ، إيان مرساها ، فيم أنت من ذكراها ، إلى ربك منتهاها ، إنما أنت منذر من يخشاها ، كأنهم يوم يرونها ، لم يلبثوا إلا عشية وضحاها".
فالكلام السابق يدل على الدلالات الآتية:
لله هو مرسىال ساعة والله هو منتهاها ، هو أولها وآخرها ، ألفها وياؤها. فمن ذا الذى يدعى غيره علم الساعة. فهى من تخصصات الله وحده ، لا يعلم بها أحد ولا الملائكة.
أما المسيح فعنده علم الساعة فمن يكون المسيح إذا ؟
تفسير (لوقا 9: 48) 48 وقال لهم.من قبل هذا الولد باسمي يقبلني.ومن قبلني يقبل الذي ارسلني.لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*    وقال لهم  : " من قبل هذا الولد باسمي يقبلني.ومن قبلني يقبل الذي ارسلني.لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون الأعظم فيكم" أى أن العظيم هو الذى يتصف  ببساطة الأطفال ووداعتهم وتواضعهم ، وهو الذى بهذه المميزات الروحية السماوية ، لا بالثروة أو الجاه أو المنصب أو السلطان أو غير ذلك من المميزات المادية الدنيوية ، خليق بأن يؤمن بمخلصنا إبن الرب ، ومن ثم يؤمن بالآب الذى أرسله لخلاص العالم ، لأن الأكثر بساطة ووداعة وتواضعا بحيث يبدو هو الأصغر بين الناس فى هذه الحياة الدنيا على الأرض ، هو سيكون الأعظم فى الحياة الأبدية فى ملكوت السماء .   
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي”. قبول يسوع المسيح يعنى الإيمان به وبالذى أرسله  هذه العبارة هى تأكيد لاهوتى   لإنجيل يوحنا (انظر يو 17 : 4، 8، 18، 21، 23، 25) وقد ورد فى نفس الإنجيل تفسير لهذه العبارة يشير الولد التلاميذ أى أن يسوع يشبه تلاميذه بهذا الطفل ولما كان الإنسان ينجذب إلى الأطفال ويريد أن يرضيهم ويسمع منهم ويجيب لهم طلباتهم وهى عاطفة موجودة فى كل البشر فالذى يسمع ما يقوله الو أو الطفل (التلاميذ) عن البشارة كأنه يسمع من يسوع نفسه ( لو 10: 16) " اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَٱلَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي، وَٱلَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي " . وهناك آيات ذكرها يسوع أكمل فيها هذا المفهوم التعليمى بصور أخرى (مت 10: 40 42) " من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني. من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي ياخذ ومن يقبل بارا باسم بار فاجر بار ياخذ42 ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره». الحقيقة هى أن عظمة الخدمة ومحورها فى أولئك الناس الذين يُعتبرون “الأصغر” لهم أهمية كبيرة فى نظر يسوع لأنهم أتصفوا بودلعه وتواضع وبساطة الأطفال (لو 20: 26) " واما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر والمتقدم كالخادم. ؟"  إضافة إلى ذلك، أنه لا يجب أن نعتمد على سلطان يسوع والقوة المعطاه لنا منه بل انه يجب علينا أن نكمل تعاليمه من صوم وصلاة .. ألخ أى بإختصار  علينا أن نشاكل يسوع ونحاكي*

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

10. التلاميذ وخدمة الآخرين (لوقا 9: 49-50)
تفسير (لوقا 9: 49) 49 فاجاب يوحنا وقال يا معلم راينا واحد يخرج الشياطين باسمك فمنعناه لانه ليس يتبع معنا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقال يوحنا أحد تلاميذ مخلصنا  : "  يا معلم راينا واحد يخرج الشياطين باسمك فمنعناه لانه ليس يتبع معنا" وقد إعتقد يوحنا أنه هو وسائر التلاميذ قد أحسنوا بذلك صنعا ، لأن ذلك الذى كان يطرد الشياطين بإسم معلمهم لم يكن من تلاميذه القربين إليه ، الملازمين له ، فبرهن يوحنا بذلك وبرهن التلاميذ جميعا على أنهم ظنوا أنهم إحتكروا لأنفسهم إمتيازات الإيمان بمعلمهم وما تتضمنه هذه الإمتيارزات من سلطان لا يصح أن يكون لأحد غيرهم وإن كان مؤمنا بمعلمهم إيمانا راسخا يتمكن به من إخراج الشياطين بإسمه ، ومن ثم برهن للتلاميذ بذلك على أنهم لا يزالون - على الرغم من كل تعاليم مخلصنا لهم ، يتطلعون إلى الأمجاد الدنيوية ، معتبرن أنفيهم هم وحدهم أصحاب الحق فى المناصب العليا التى يؤهلهم لها إختياره إياهم ليلازموه ويتتلمذوا  عليه
  تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 55
بولس يطلب منا أن : " نمتحن كل شيء٠٠ ويقول: " كونوا حكماء " (1تس 5: 21) ولكن المعرفة المضبوطة والمدققة لكل امر بذاته ، لا يمكننا أن نحصل عليها من أي مصدر آخر سوى من الكتب الموحى بها من الرب . لأن داود ، كما لو كان يخاطب المسيح مخلص الكل ، في المزامير، يعلن: سراج لرجلى شريعتك ونور لسبيلى " (مز١١٨: ٠٥ ١س) وسليمان أيضا يكتب: " الوصية مصباح والشريعة نور " (أم٦: ٢٣). لأنه كما أن هذا النور المحسوس الذي في هذا العالم ، حينما يسقط على عيوننا الجسدية يطرد الظلمة ، هكنا أيضا شريعة الرب ، حينما تدخل إلى ذهن الإنسان وقلبه فإنها تنيره كلية ، ولاتدعه يتعثر بعثرات الجهل ، ولا أن تمسكه الخطية بشرورها.
وأقول هذا من إعجابي بالمهارة التي تظهر في الدروس المأخوذة من الإنجيل الموضوع أمامنا الآن ، والمعنى الذي تريدون بلا شك أن تعرفوه ، وأنا أراكم قد اجتمعتم هنا بسبب محبتكم للتعاليم المقدسة ، وقد كونتم هذا الاجتماع الحاضر باشتياق كثير . لذلك ، فما الذي يقوله التلاميذ الحكماء ، او ما الذي يرغبون أن يتعلموه من ذلك الذي يمنحهم كل حكمة ، ويعلن لهم فهم كل عمل صالح؟ " يامعلم ، رأينا واحدا يخرج الشياطين بإسمك فمنعناه " فهل لدغة الحسد أزعجت التلاميذ ؟ هل هم يحسدون أولئك الذين أنعم عليهم؟ هل هم أدخلوا داخل نفوسهم شهوة رديئة جدا ومكروهة جدا من الله؟ فهم يقولون: " رأينا واحدا يخرج الشياطين بإسمك فمنعناه " أخبرني ، هل انت تمنع واحدا يزعج الشيطان باسم المسيح ، ويسحق الأرواح الشريرة؟ كيف لا يكون من واجبك أن تفكر أنه ليس هو فاعل هذه العجائب ، بل إن النعمة التي فيه صنعت المعجزة بقوة المسيح؟ لذلك كيف تمنع الذي بالمسيح يربح النصرة؟ يقول: أنعم لأنه ليس يتبع معنا آه، يا للكلام الأعمى ! لأنه ماذا إن لم يكن معدودا بين الرسل القديسين ، ذلك الذي كلل بنعمة المسيح ، ومع ذلك فهو مزين بالسلطات الرسولية بالتساوي معكم . فهناك أنواع كثيره من مواهب المسيح ، كما يعلم بولس المبارك ، قائلأ: فإنه لواحد يعطى كلام حكمة ولآخر كلام علم ، ولآخر إيمان ولآخر مواهب شفاء" (1كو12 : 8 و 9)
إذن ، فما هو معنى هذه العبارة : " ليس يسير معنا" أو ما هي قوة هذا التعبير؟ انظروا إذن ؛ فإني سأخبركم بأفضل ما أستطيع . فقد أعطى المخلص للرسل القديسين سلطانا على الأرواح النجسة ، ليخرجوها ، وليشفوا كل مرض وكل ضعف في الشعب (مت ١: ١)، وهكذا فعلوا ، ولم تكن النعمة المعطاة لهم غير فعالة . لأنهم رجعوا فرحين قائلين: "يارب حتى الشياطين تخضع لنا بإسمك " (لو٠ ١: ١٧). لذلك ، .فهم قد تخيلوا ، أنه لم يمنح الإذن لأي شخص آخر غيرهم وحدهم ، أن يتوشح بالسلطان الذي منحه لهم. ولهذا السبب فإنهم يقتربون ، ويريدون أن يتعلموا ، ان كان آخرون ايضا ربما يمارسونه ، حتى ان لم يكونوا قد اختيروا للرسولية ، ولا حتى لوظيفة معلم. ونجد شيئا مثل ذلك أيضا في الكتب المقدسة القديمة . لأن الله قال مرة لموسى " معلم المقدسات " (Hierophant) " إختر أنت سبعين رجلا من شيوخ إسرائيل ، وأنا آخذ من الروح الذى عليك واعطي لهم (عد ١١: ١٦، ١٧). وحينما اجتمع أولئك الذين اختيروا ، عند الخيمة - فيما عدا اثنين فقط قد بقيا في المحلة — وحل روح النبوة عليهم ، فليس فقط الذين اجتمعوا في الخيمة المقدسة تنبأوا ، بل أولئك أيضآ الذين بقوا في المحلة . فيقول إن : يشوع خادم موسى قال : ألداد وميداد يتنبآن فى المحلة ، يا سيدى موسى أردعهما فقال موسى ليشوع هل تغار أنت لى؟ يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء ، إذ جعل الرب روحه عليهم "  (عد ١١: ٢٧_٢٩). والمسيح هو الذي جعل موسى ) " معلم المقدسات " (Hierophant) يتكلم هكذا في ذلك الوقت، بالروح القدس،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) الآيات فى (لو 49- 50 ) مكرره فى مرقص (9: 38- 40)
(2)  “وَاحِدًا”. السؤال هل: هل كان طارد شياطين يهوديا  يستخدم اسم يسوع ببساطة كوصفة سحرية أم كان تلميذاً ولكنi ليس من الاثني عشر؟ ولم يعرفه التلاميذ فقد كانا نيقوديموس ويوسف ألارامى تلاميذا ليسوع وهناك آخرين لم يذكرهم الإنجيل  - ومن ناحية أخرى قد يكون إيمان أقارب المسكون بالشياطين إيمان بيسوع وهذا أفيمان يساعد على خروج الشيطان من جسد قريبهم
وإيليا النبي الجبار، لما خاف من إيزابل ووصله تهديدها (1صم 19: 2) فخاف وهرب! ولما سأله الله عن هروبه بقوله "مالك ههنا يا إيليا؟" فقال مرتين "قتلوا أنبياءك بالسيف، وبقيت أنا وحدي. وهم يطلبون نفسي ليأخذوها" (1مل 19: 10 - 14).  نسى كل أعمال الله العجيبة معه، وكيف قواه على مقابلة آخاب الملك وتوبيخه (1مل 18: 18)، كما قواه على قتل 450 نبيًا من أنبياء البعل (1مل 18: 22، 40). فلم يكن هناك داع للخوف والهروب مادامت يد الله معه..  أما عبارة "بقيت أنا وحدي "فرد الرب عليها بأنه أستبقى 7000 ركبة لم تجث للبعل (1مل 19: 18) وهذا يعنى أن يسوع يقول ليوحنا هناك أشخاص هم تلاميذ لى لا تعرفهم يعملون معى
 المعجزات miracles وإخراج الشياطين هي هبة من يسوع ذاته ، لا تتوقف على قدسية مجريها، بل على صلاح  واهبها.
وحتى فى العهد القديم وهناك أمثلة كثيرة في الكتاب تدل على أن أشخاصًا تنبأوا أو أخرجوا شياطين، أو صنعوا قوات، وهلكوا..! ومن هؤلاء:
* مثال شاول الملك: "وإذ بزمرة من الأنبياء لقيته، فحلَّ عليه روح الرب فتنبأ.. حتى قال الناس بعضهم لبعض أشاول أيضًا بين الأنبياء؟!" (صموئيل الأول 9:10-12). وشاول هذا هلك. وقيل عنه: "وذهب روح الرب من عند شاول، وبغته روح رديء من قبل الرب" (صموئيل الأول 14:16). ولما ناح عليه صموئيل النبي "قال الرب لصموئيل: حتى متى تنوح على شاول، وأنا قد رفضته..؟!" (صموئيل الأول 1:16).
* مثال بلعام النبي: هذا ظهر له الرب وكلمه (عدد 9:22). ولما عرض عليه بالاق أن يكرمه إكرامًا عظيمًا إذ لعن الشعب، قال: "ولو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهبًا، لا أقدر أن أتجاوز قول الرب إلهي لأعمل صغيرًا أو كبيرًا" (سفر العدد 18:22). وقال أيضًا: "الكلام الذي يضعه الله في فمي، به أتكلم" (عدد 38:22). وبنى سبعة مذابح، وأصعد محرقات للرب. وتنبأ بلعام بنبوءات صحيحة (عدد 7:23-10). وقيل عنه: فوافى الرب بلعام، ووضع كلامًا في فمه.." (عدد 10:24). "وكان عليه روح الله. فنطق بمثله وقال: "وحي بلعام بن بعور. وحي الرجل المفتوح العينين. وحي الذي يسمع أقوال الله، الذي يرى رؤيا القدير.." (عدد 2:2-5). وظل ينطق بكلام الرب حتى "اشتعل غضب بالاق على بلعام.." (العدد 10:24). وتنبأ بلعام عن السيد المسيح فقال: "..أراه ولكن ليس الآن.. أبصره، ولكن ليس قريبًا. يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل.." (سفر ألعدد 17،16:24). ومع ذلك هلك هذا النبي بلعام..! وتكلم الرب ضده في (سفر الرؤيا 14:2). وتكلم عن ضلالته أيضًا القديس بطرس الرسول الشهيد (رسالة بطرس الثانية 16،15:2)، وكذلك تلكم عن ضلالة بلعام القديس يهوذا الرسول أيضًا (رسالة يهوذا 11).
* مثال قيافا رئيس الكهنة: وهو الذي حكم على السيد المسيح في المجمع. ومزَّق ثيابه وقال: "قد جدّف. ما حاجتنا بعد إلى شهود..؟! ها قد سمعتم تجديفه!" (إنجيل متى 65،57:26). قيافا هذا، تنبأ عن السيد المسيح وقال: "إنه خير لما أن يموت واحد عن الشعب.. ولك يقل هذا من نفسه، بل إذ كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة.." (إنجيل يوحنا 49:11-51).
* مثال النبي أو الحالم حلمًا (التثنية 13): قال الوحي الإلهي في سفر التثنية "إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلمًا، وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت تلك الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلًا: لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها. فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم، لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم وكل أنفسكم" (تثنية 1:13-3). هنا نبى، ويقدم آية أو أعجوبة، وتتحقق. ولكنه من فاعلي الإثم، لأنه يدعو لاتباع آلهة أخرى. والله يسمح بهذا لامتحاننا.
" مثال آخر، وهو الأنبياء الكذبة الذين يظنون أن روح الرب يحركهم، بينما هم مخدوعون، ولا يحركهم سوى الشيطان!! مثال هؤلاء صدقيا بن كنعنة (ملوك الأول 24،11:22). كان الشيطان قد دخل كروح كذب في أفواه الأنبياء الذين يشيرون على آخاب الملك، لكي يضل الملك. إذ ينصحونه أن يحارب راموت جلعاد لأنه سينتصر، بينما هذه الحرب لهلاكه (الملوك الأول 23،22:22). وتنبأ له صدقيا بن كنعنة بهذا الانتصار (ملوك الأول 11:22) (نص السفر موجود هنا بموقع القديس تكلا)!! ولما قال ميخا نبي الرب عكس ذلك يقول الكتاب: "فتقدم صدقيا بن كنعنة، وضرب ميخا على الفك وقال: من أين عبر روح الرب من ليكلمك؟! (ملوك الأول 24:22). هنا صدقيا بن كنعنة يظن أن روح الرب هو الذي ينطق على فمه، بينما هو مخدوع! والذي ينطق على فمه بالحقيقة هو روح كذب..
من هنا يظهر أن البعض قد يقولون للرب: "باسمك تنبأنا"، بينما يكونون في الحقيقة مخدوعين..!!
فى العهد الجديد
: هناك أشخاص كانوا ملازمين ليسوع ولبولس الرسول حينما تنبأوا باسم الرب، وأخرجوا شياطين. ولكن حياتهم تغيرت بعد ذلك، وصاروا فاعلي إثم.
يهوذا الأسخريوطى :  لاشك أن يهوذا كان ضمن الاثني عشر حينما أرسلهم الرب، و"أعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة ليخرجوها، ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (إنجيل متى 1:10). ونحن نعلم كيف انتهت حياة يهوذا كابن للهلاك (إنجيل يوحنا 12:17).
وديماس مساعد بولس الرسول ، لا يوجد ما يمنع أنه كان يصنع عجائب حينما كان كارزًا. ولكنه ارتد وصار من فاعلي الإثم، وقال عنه بولس الرسول: "ديماس قد تركني، وأحب العالم الحاضر" (رسالة تيموثاوس الثانية 9:4).
وحينئذ تكون عبارة "باسمك تنبأنا" تعني حياتهم الأولى البارة.
وعبارة "اذهبوا عني يا فاعلي الإثم" تعني ما انتهوا إليه بعد ارتدادهم. لأن كثيرين "بدأوا بالروح، وكملوا بالجسد" (غلاطية 3:3).
تفسير (لوقا 9: 50) 50 فقال له يسوع لا تمنعوه.لان من ليس علينا فهو معنا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *  ومن ثم صحح لهم هذا الفهم الخاطئ قائلا لهم : " لا تمنعوه.لانه ليس ضدكم ، من ليس ضدكم فهو معكم " أى أنه ما دام ذلك الرجل قد آمن به وكان إيمانه من القوة بحيث غستطاع أن يخرج الشياطين بإسمه ، كما كانوا يفعلون هم ، فليعتبروه واحد منهم ، وإن لم يكن تلميذ له مثلهم ، أو ملازما له معهم ، فإنه ما دام لم يعمل ضده أو ضدهم ، فهو معه ومعهم ، وقد أعطاه إيمانه به الحق فى رعوية ملكزته السماوى .     *
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 55
وهو هنا الآن أيضآ بشخصه يقول للرسل القديسين "لا تمنعوه " أي الذي يسحق الشيطان باسمه ، ٠٠" لأنه ليس عليكم ، لأن من ليس عليكم فهو معكم" ، لأن كل الذين يريدون ان يعملوا لمجد المسيح ، هم معنا نحن الذين نحبه ، وهم مكثلون بنعمته، وهذا قانون  بالنسبة للكنائس مستمر حتى هذا اليوم - لأننا نكرم فقط أولئك الذين يرفعون أيادي مقدسة ، وبطهارة وبلا عيب ولا لوم ، وينتهرون الأرواح النجسة بإسم المسيح وينقذون الجموع من أمراض متنوعة لأننا نعلم أن المسيح هو الذي يعمل فيهم.
ومع ذلك ، ينبغي أن نفحص مدى هذه الأمور بعناية ، فإن هناك إشخاص هم في الحقيقة لم يحسبوا مستحقين لنعمة المسيح ، ولكنهم جعلوا من سمعة أنهم قديسين ومكرمين ، فرصة للربح . ويمكننا أن نقول عن هؤ لاء فهم مراؤون جسورون ولا يخجلون ، الذين يقتنصون الكرامات لأنفسهم ، رغم أن الرب لم يدعهم إليها ، وهم يمدحون انفسهم ويقلدون الأعمال الجسورة للأنبياء الكذبة في القديم ، الذين قال الرب عنهم : أنا لم أرسل الأنبياء ، بل هم جروا ، أنا لم أتكلم إليهم ، بل هم تنبأوا ( إر 23: 21 س) أيضا يمكن أن يقول عن هؤلاء: " انا لم أقدسهم ، ولكنهم ينسبون الموهبة لأنفسهم كذبا، فهم لم يحسبوا مستحقين لنعمتى ، ولكنهم بخبث يقتنصون تلك الأمور التى أمنحها لأولئك الذين هم وحدهم مستحقين لنوالها فهؤلاء ، إذ يصنعون مظهرا.للصوم يمشون بحزن وعيونهم ساقطة إلى أسفل ، بينما هم مملوئون خداعا ودناءة وكثيرا ما يفتخرون بأنهم لا يقلمون أظافرهم وهم مغرمون بنوع خاص بأن تكون وجوهم شاحبة ، ورغم أن أحدا لم يجبرهم ، فإنهم يحتملون مثل ذلك البؤس الذى يحتمله المسجونون، فيعلقون أطواقا على رقابهم ، وأحيانا يضعون قيودا في أيديهم وأقدامهم. مثل هؤلاء الأشخاص ، قد اوصانا المخلص أن نتجنبهم ، قائلا: إحترزوا من الأنبياء الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة (مت 7: 15) .
ومع ذلك ، ربما يعترض أحد على ذلك ، ويقول: " ولكن ، يا رب من هو الذي يعرف قلب الإنسان؟ من هو الذي يرى ما هو خفي في داخلنا ، إلأ أنت وحدك ، أنت الذي خلقت قلوبنا بنفسك ، والذي تمتحن القلوب والكلى؟" ثم يقول: ٠ من ثمارهم تعرفونهم" (مت٧: ٢٠)، وليس بالمظاهر، ليس بالشكل الخارجي ، بل بالثمار. لأنه ما هو هدف ريائهم؟ واضح تماما أنهم يسعون إلى محبة الربح . لأنهم يحدقون في ايدي الذين يزورونهم ، فإن رأوها فارغة يحزنون حزنا عظيما ويلدغهم الانزعاج، لأن التقوى

عندهم تجارة. فإن كنت تحب الغنى، وتطمع في الربح القبيح ، وقد أعطيت مكانا في قلبك لتلك الشهوة الدنيئة جدا - أي محبة المال - فإخلع عنك جلد الحملان ، نماذا تتعب نفسك باطلا ، بالتظاهر بحياة متقشفة غير عالمية؟ تخلى عن هذه القسوه الزائدة في الحياة ، وبدلا من ذلك اطلب أن تكون شخصا مكتفيا بالقليل . اطلب هذا من الرب ، ووأنظر بره : " ألق على الرب همك ، فهو يعولك (مز 54 : 22س)
بل هناك بعضى الناس الذين يستعملون - من وقت إلى آخر - تعازيم وغمغمات معينة كريهة ، وبخبث يعملون تبخيرات معينة ويوصون باستعمال التمائم . ويقول واحد من الذين اشتركوا في هذه الممارسات بدون تفكير " ولكنهم في تعزيمهم يستعملون اسم "رب الصباؤوت" فهل نبرئهم إذن من اللوم ، لأنهم يطلقون على شيطان خبيث نجس تعبير يليق بالرب وحده ، ويسمون الشيطان الشرير رب الصباؤوت ، طالبين منه - كمكافأة على التجديف — معونة في الأمور التي يسألونه إياها؟ ليس أنه يساعدهم حقيقة ، إذ هو بلا قوة ، بل بالحري هو يحدر أولئك الذين يدعونه إلى هوة الهلاك ، لأن الرب لا يتكلم بغير الحق حيث يقول ان الشيطان لا يخرج شيطانا.
لذلك فمن الضروري لخلاصنا ، كما أنه أمر مرضي للرب ، أن نهرب بعيدا من كل أمر مثل هذا ، ولكن حينما ترى واحدا قد تربى ونشأ في الكنيسة ، وهو طاهر ، وبسيط وبدون رياء ، وطريقة حياته جديرة بالاقتداء ، وهو معروف من كثيرين كصديق للرهبان القديسين ، ويهرب من ملاهي المدينة ، وهو مغرم بالمناطق الصحراوية، ولا يحب الربح ، ولا الانشقاقات ، والى جوار كل هذا له يعان صحيح ، وبواسطة فعل الروح القدس يصير مكرما بوا سطة نعمة المسيح ، ليكون قادرا أن يعمل تلك الأمور التي هي بواسطة المسيح ، إلى مثل هذا اقنرب بثقة : فهو سيصلى لأجلك بنقاوة، ونعمته ستساعدك ، لأن المخلص ورب الكل يستجيب لتوسلات الذين يسألونه ، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والملك مع الروح القدس ، إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لاَ تَمْنَعُوه ”. نحويا فعل أمر حاضر مبني للمعلوم مع أداة نفي، ما يعني التوقف عن عملٍ آخذٍ في الحدوث.
(2) "مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فهو مَعَنَا”. عندما نقارن بين هذه العبارة التى قالها يسوع الواردة فى  (لوقا 9: 50) تبدو عكس  الواردة العبارة  (لو 11: 23 ) و (متى 12: 30) " من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق. " والفرق بين العبارتين هو الفرق بين بين المتلقى تعليم يسوع فى الحدثين هنا يكلم يسوع تلميذه عن شحص يخرج الشيطاطين بإسمه بينما فى العبارة الثانية يكلم الفريسيين وهم يقاومون يسوع

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

11. التلاميذ والنار من السماء السيد المسيح لم يأتى ليهلك بل ليحى (لوقا 9: 51-56)
تفسير (لوقا 9: 51) 51 وحين تمت الايام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق الى اورشليم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *  وعندما حان الوقت الذى حدده التدبير الإلهى ، والذى كان يعرفه فادينا معرفة كاملة ودقيقة ، لإرتفاعه من الأرض إلى السماء التى جاء منها ، وإذ كان يعلم أن ذلك سيحدث فى أورشليم ، إعتزم المضى إلى تلك المدينة ليتمم ذلك التدبير الإلهى ، الذى كان يتضمن أن يقبض اليهود عليه ويهزأوا به ثم يقتلوه على خشبة الصليب ، ومع ذلك لم يتراجع او يتردد وإنما تقدم بنفسه وبمحض إرادته وإنما تقدم بنفسه وبمحض إرادته وبكامل إختياره لينجز عمل الفداء الذى غرتضاه من أجل خلاص البشر   
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 56
أولئك الذين وهب لهم بوفرة غنى كثير، ويفتنرون بثرواتهم الوافرة، يجمعون أشخاصا مناسبين لولائمهم ، ويضعون أمامهم مائدة مجهزة بسخاء وبواسطة أنواع مختلفة من الأطباق والتوابل يمتعونهم بلذة تفوق مجرد الإشباع من الجوع. ولكن لا فائدة تنشأ من هذا ، بل بالحري ضرر كبير للاكلين ، لأن ما يزيد عن الكفاية بعد إشباع نداءات الجوع هو دائما مؤذى.
أما أولئك الذين يملكون الغنى السماوي ، ويعرفون التعاليم المقدسة ، وقد استناروا بالنور الإلهى ، فإنهم يغذون أنفسهم بالاستمتاع بالأحاديث المنيرة، لكي يصيروا مثمرين نحو الرب ، كما أنهم يصيرون ماهرين في الطريق إلى كل فضيلة ، وجادين في تكميل تلك الأمور التي بواسطتها يصل الإنسان الى نهاية سعيدة. ولذلك فالكلمة المقدسة تدعونا إلى هذه المائدة العقلية والمقدسة ، لأنها تقول : " كلوا وإشربوا ، وإسكروا يا اصدقائى" (نش٥: ٦). ولكن أصدقاء من؟ واضح أنهم أصدقاء الرب : وجدير بالملاحظة أننا سنسكر بهذه الأمور، وأننا لا يمكننا أبدا أن نشبع بما هو لأجل بنياننا. دعونا نرى إذن، أي نوع من المنفعة يقدمه أمامنا، درس الإنجيل في هذه الفرصة.
 لأنه يقول: حين تمت الأيام لإرتفاعه ، ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم " . وهذا يعنى انه بما أنه قد جاء الآن الوقت الذي يحمل لنا آلامه المخلصة ويصعد بعده إلى السماء ويقيم مع الرب الآب ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "ثَبَّتَ وَجْھَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ " .مصطلح سامي آخر. يقول الإنجيل استعارياً أن يسوع نظر أمامه مباشرة. لم يدع شيئاً يصرف انتباھه ولم ينظر إلى اليمين أو إلى اليسار. مستعدا لما سيحدث له فى  أورشليم (مر 10: 32) (انظر دا 9 ،15 : 32 ). قد يكون إشارة إلى (أش 50:7 ) أو (إر 42: 15 - 17) - يبدأ لوقا فى قسم جديد يصف فيها رحلة يسوع إلى أورشليم (لو 9 :51 & 19 : 44- 51) يسرد  لوقا حياة يسوع فى ألإنجيل من خلال  رحلات يسوع وخاصة مسيرته نحو أورشليم (لو 13: 22 & 17: 11 & 18: 38 & 19: 11 ، 28)   ويحتوى هذا القسم على معلومات هائلة فريدة التي دائما  يتميز بها لوقا.
(2)  "حِينَ تَمَّتِ الأَيَّامُ" مصطلح يعني حرفياً “يملأ بــ " -   نحويا مصدر مضارع مبني للمجهول  - عبارة حين تمت الأيام تعنى أن هناك خطة أعدها القدير بإحكام  (أع 3: 18) واما الله فما سبق وانبا به بافواه جميع انبيائه، ان يتالم المسيح، قد تممه هكذا.  كان يسوع قد أعلن لتلاميذه ما سيحدث فى أورشليم "إبن الإنسان سيسلم "  (لو 22: ، 31) ويعلّق لوقا الآن على أن وقت حدوث هذه ، الأحداث قد صار وشيكاً. (أع 4: 26- 28) قامت ملوك الارض، واجتمع الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه. 27 لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع، الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي مع امم وشعوب اسرائيل، 28 ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك ان يكون " ( أع 13: 29) ولما تمموا كل ما كتب عنه، انزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر. 30 ولكن الله اقامه من الاموات. 31 وظهر اياما كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل الى اورشليم، الذين هم شهوده عند الشعب   (أع 2: 23) واذ ارتفع بيمين الله، واخذ موعد الروح القدس من الاب، سكب هذا الذي انتم الان تبصرونه وتسمعونه
 (3) "لارْتِفَاعِهِ ”. لقد أخبر يسوع تلاميذه عن ما سيحدث له فى أورشليم التي ستحدث له: المحاكمة، والموت، والقيامة“ (لو 9: 22) ) (متى 16: 21) من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم " (مر 8: 31)  "وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم  ولوقا يمهد فى سرده لحياة يسوع لـ " الصعود " هذا الحدث الخاص الذي وقع بعد أربعين يوماً من قيامة يسوع، حيث صعد يسوع إلى السماء على سحابة من جبل الزيتون (لو 24: 51) وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء. (أع 1: 2 ، 9 ، 11 )  2 الى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم " - " 9  ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. واخذته سحابة عن اعينهم. " 11  وقالا:«ايها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء»  ( تيم 3: 16)  وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد
تفسير (لوقا 9: 52) 52 وارسل امام وجهه رسلا.فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  وإذ كانت تقع فى طريقة قرية من قرى السامريين أرسل رسلا أمامه إلى أهلها ليعدوا له مكانا يستريح فيه ،     *  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 56
 فإنه قرر أن يذهب إلى أورشليم٠ لأني أظن أن هذا هو معنى " ثبت وجهه " لذلك فهو يرسل رسلأ ليعدوا مسكنا له ولرفاقه . وحينما جاءوا إلى قرية للسامريين ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)" وارسل امام وجهه رسلا. هذه هى المرة الوحيدة التي تذكر الأناجيل إرسال يسوع لأناسٍ أمامه ليعدوا زيارته. ولم يذكر الإنجيل من هم هؤلاء الرسل وهل أرسلهم إلى السامرة أم هم ذهبوا إليها من تلقاء أنفسهم لأن الكتاب يقول أنه كان متجها لأورشليم وقد رفضت السامرة رسله ولم يذكر لبوقا سبب رفضهم ، ولوقا هو الوحيد من الأناجيل الآزائية (متى ولوقا ومرقس) هو الوحيد الذى دون هذه الرواية السلبية بالنسبة للسامرين بينما كانت رواياته عنهم إيجابية  (راجع لو قا 10: 25- 27 & 17: 11- 19 & ) ( أعمال 1: 8*: 1- 13 ، 14، 25 & 9: 31 & 15: 3)  وكان يسوع يبشير برسالة الفداء فى كل مكان وكان السامرين جماعة منبوذة يعتبرون نجسين بالنسبة لليهود وكان اليهود يتجنبون المرور من مدينتهم بالرغم من أن السامرة / نابلس اليوم مدينة فى الوسط بين الجليل وأورشليم  ولهذا كان اليهود عند ذهابهم لأورشليم يسلكون طريقا بعيد عن مدينة السامرة (السامريين هم من تبقى من عشرة أسباط أثناء حكم أبن سليمان)  وقد إهتم لوقا  بإظهر محبة يسوع للأجناس الأخرى مثل اليونانيين الذين كانوا ينتشرون فى مدنهم اليهودية وكذالك السامريين المنبوذيين
إنقسام الأسباط
اسم من كلمة عبرانية لفظها "شبط" ومعناها "عصا" أو "جماعة يقودها رئيس بعصا",  وكانت تطلق عادة على كل من أفرايم ومنسى ابن يوسف.  ولم يكن سبط لاوي محسوباً من ضمن الأسباط, فكان عدد الأسباط إثني عشر سبطاً,  لأن ألإرايم ومنسى أُضيفا بدل يوسف (عدد 26: 28)  وهكذا تقسمت أرض كنعان إلى إثني عشر قسماً,  أما سبط لاوي فقد تعين للخدمة في الهيكل, وكان باقي الأسباط يعولونخم. وكان لكل سبط رئيس (عدد 1: 16 و 1 أخبار 27: 22) كما كان لكل سبط استقلال ذاتي ولكنه كان يرتبط بمعاهدة مع باقي الأسباط. وكثيراً ما حارب سبط مع سبط آخر أو على حدة (قضاة 1: 3 و 1 أخبار 4: 42 و 43 و 5: 10 و 18 - 22) كما كان بعض القضاة على سبط واحد أو على عدة أسباط. وبقي الأسباط الإثنا عشر مرتبطين في مملكة واحدة حتى مات الملك سليمان, فحدثت بينهم مخاصمات ومشاحنات,  وحدثت خصومة بين يهوذا وأفرايم (2 صموئيل 2: 4 - 9 و 19: 41 - 43) انتهت إلى انقسام المملكة إلى قسمين:  فانحاز يهوذا وبنيامين إلى رحبعام ابن الملك سليمان ودعوا مملكتهما باسم "مملكة يهوذا" أو "المملكة الجنوبية",  وانحاز الأسباط العشرة الباقون إلى يربعام بن نباط, ودعوا أنفسهم "مملكة إسرائيل" أو "المملكة الشمالية". وقد عيّن المسيح اثني عشراً رسولاً بناءً على عدد الأسباط الاثني عشر.
تفسير (لوقا 9: 53) 53 فلم يقبلوه لان وجهه كان متجها نحو اورشليم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 * ولكن السامريين هناك لم يقبلوه ضيفا عليهم ، بل أنهم لم يقبلوه حتى أن يمر فى قريتهم ، لأنه كان متجها إلى اورشليم التى كانوا يعادون أهلها ، وكان اهلها يعادونهم ، وقد رأى تلاميذه أن فى ذلك إهانه لمعلمهم الذى كان الجميع يستقبلونه بالترحاب فى كل مكان ،      *
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 56
لم يقبلوهم السامريين. وهذا جعل التلاميذ المباركين ساخطين ، ليس لأجلهم هم أساسا ، بل بالأكثر بسبب أنهم لم يكرموه وهو المخلص ورب الكل . وماذا بعد ذلك؟ انهم دمدموا بشدة ، ولأن جلاله وقوته لم تكن غير معروفة لديهم ، قالوا: " يارب أتريد أن تنزل نار من السماء فتفنيهم ؟ ولكن المسيح انتهرهم لأنهم تكلموا هكذا . وفى هذه الكلمات الأخيرة يكمن مغزى الدرس ، ولذلك دعونا نفحص المقطع كله بدقة . لأنه مكتوب " أعصر اللبن ، وهو يصير زبدا "(أم٣٠: ٣٣).
إذن سيكون أمرا غير صحيح أن يؤكد أحد ان مخلصنا لم يعرف ما كان على وشك أن يحدث ، فلأنه يعرف كل الأشياء ، فقد عرف طبعا ، أن السامريين لن يقبلوا رسله . لا يمكن أن يكون هناك شك في ذلك. إذن فلماذا أمرهم أن يسبقوه؟ السبب في هذا أن عادته كانت أن يفيد الرسل القديسين بكل طريقة ممكنة: ولأجل هذا الهدف فقد كان أحيانا يعمل على ان يضعهم موضع الاختبار. كما حدث مثلا ، حينما كان في السفينة مرة على بحيرة طبرية مع التلاميذ ، فأتناء ذلك نام عن قصد: وهبت ريح عاتية على البحارة ، وبدأت عاصفة قوية غير عادية تثور ، وكانت السفينة في خطر، وانزعج البحارة جدا. لأنه سمح عن قصد للريح وغضب العاصفة أن تثور ضد السفينة ، لكي يمتحن إيممان التلاميذ ولكي تظهر عظمة قدرته . وهذه أيضا كانت النتيجة ، لأنهم في قلة ايمانهم قالوا: " ياسيد نجنا ، فإننا نهلك" فقام في الحال وأظهر أنه رب العناصر، لأنه انتهر البحر والرياح ، فصار هدوء عظيم . وهكذا أيضا في هذه المناسبة ، فإنه كان يعرف أن أولئك الذين ذهبوا أمامه لكي يعلنوا عن إقامته
بينهم ، لن يقبلهم السامريون ، ولكنه سمح لهم أن يذهبوا لكي يكون هذا أيضا وسيلة لفائدة الرسل القديسين ٠
فما هو إذن الغرض من هذا الحادث؟ لقد كان صاعدا إلى أورشليم ، إذ أن وقت آلامه كان يقترب . كان على وشك أن يحتمل احتقار اليهود ، وكان على وشك أن يتعرض للإعدام على يد الكتبة والفريسيين ، وأن يحتمل تلك الأشياء التي أصابوه بها حينما تقدموا لكي يكملوا كل عنف وكل تهور شرير لذلك، فلكي لا ينزعجوا حينما يرونه متألما ، إذ يفهمون أنه يريدهم هم أيضا أن يكونوا صاابرين ، وألأ يتنمروا كثيرا ، حتى لو عاملهم الناس بازدراء فهو، كما لو كان قد جعل الاحتقار الذي تعرضوا له من السامريين ، تدريبا تمهيديا في هذا المجال . فالسامريون لم يقبلوا الرسل . وكان من واجب التلاميذ، باقتفائهم آثار خطوات سيدهم ، أن يحتملوا ذلك بصبر كما يليق بقديسين ، وألأ يقولوا عنهم أي شئ بغضب ولكنهم لم يكونوا بعد مستعدين لهذا ، ولكن إذ تملكهم سخط شديد ، فإنهم كانوا يريدون أن يطلبوا نزول نارا من السماء عليهم. ولكن المسيح انتهرهم لأنهم تكلموا هكذا.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

(1) “لَمْ يَقْبَلُوهُ لأَنَّ وَجْھَهه كَانَ مُتَّجِھًها نحْوَ أُورُشَلِيمَ ”. يرجع ھذا إلى التحامل :9
أنقسم أسباط اليهود ألأثنى عشر فى عصر أبن الملك سليمان إلى سبطين يهوذا واللاويين  يسجدون فى الهيكل فى أورشليم المقام على جبل المريا المقدس بينما اقام الأسباط أالعشرة معبدا على جبل جورزيم وأدعوا أنه مقدس أيضا وكانت عاصمتهم السامرة / نابلس اليوم ولقبوا بالسامريين وكانت الجماعتان تكرهان بعضهما البعض. ولما جان يسوع وجهته أورشليم ليحتفل فرفضوا إستقباله فى مدينتهم بينما هم يحتفلون على جبل جِرِزِّيمَ، قرب شكيم. يذكر يوسيفوس المسافرين اليهود الذين كانوا يذهبون إلى أورشليم في الأعياد ويتعرضون للمضايقة والغارات (راجع 1. 6. 20 Antiq. ) وما فعله أهل السامرة فى رفضهم ليسوع كان سببا لطلب يعقوب ويوحنا فى (لو 9: 54)  وأنتهرهما عليه يسوع فى ألاية (لو 9: 55)

تفسير (لوقا 9: 54) 54 فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا يا رب اتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* فغضب تلميذاه يعقوب ويوحنا  اشد الغضب ، وقالوا : "  ا يا رب اتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا." وقد كان هو قادرا أن يفعل هذا ، وكان تلاميذه قادرين أيضا أن يفعلوه بمقتضى السلطان الذى وهبه إياهم       * 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 56
فأرجو أن تنظروا هنا ، ما أعظم الفرق بيننا وبين الرب ، لأن المسافة لا يمكن قياسها . فهو بطيء الغضب وطويل الأناة ، ولطفه ومحبته لجنس البشر لا تضاهى ، أما نحن أبناء الأرض فنسرع إلى الغضب ، فينفذ صبرنا سريعا ، ونرفض بسخط أن يديننا الآخرون حينما نرتكب أي فعل خاطئ ، بينما نحن نسرع إلى انتقاد الآخرين . لذلك فان رب الكل يؤكد قائلا: " لأن أفكارى ليست أفكارهم ، و-لا طرقكم طرقي، لأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقى عن طرقكم وافكارى عن أفكاركم (إش 55: 8و 9) هكذا ، هو إذن، الذي هو رب الكل، أما نحن، كما قلت ، فإذ نغتاظ بسهولة ، وننقاد بسرعة إلى الغضب ، فإننا نقدم على انتقام فظيع لا يحتمل ضد أولئك الذين قد تسببوا لنا في إزعاج تافه ، ورغم أننا قد أمرنا أن نعيش بحسب الإنجيل ، إلا أننا نعجز   عن السلوك الذي أمر به الناموس. لأن الناموس فى الواقع يقول: عين بعين وسن بسن ويد بيدا (خر ٢١: ٢٤)، وأمر أن العقوبة المساوية تكفى، أما نحن، فكما قلت ، رغم أننا ربما نكون قد عانينا فقط من خطأ تاف ه، إلا أننا نننقم بقسوة ، غير متذكرين المسيح ، الذي قال: " ليس التلميذ أفضل من معلمه ، ولا العبد أفضل من سيده " (مت ٤:٦٠ ٢) الذي أيضا : " إذ شتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدل " (1بط 2: 32) وأيوب الصابر كثيرا هو أيضا موضع إعجاب بحق بسيره في هذا الطري ق، إذ كتب عنه : " أي إنسان كأيوب يشرب الهزء كالماء؟" ( أي ٣٤_٧). لذلك، فقد انتهر الرب التلاميذ لأجل منفعتهم، كابحا جماح غضبهم بلطف ، ولم يسمح لهم أن يتذمروا بشدة ضد أولئك الذين أخطأوا ، بل حثهم بالحري أن يكونوا طويلي الأناة ، وأن يحتفظوا بقلب غير متحرك بواسطة أي شيء من هذا القبيل .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

(1) “يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا”.  أطلق على هاذين التلميذين لقب “ابنا الرعد”.  (مر 3: 17)  "ويعقوب بن زبدي ويوحنا اخا يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس (اي ابني الرعد). " وطلبهما هذا يظه ركيف التصق ذلك اللقب أو الكنية بهما

بعض المخطوطات تضيف عبارة “كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضًا"، مثل المخطوطات W،D،C،A ولكن لم تورد مخطوطات L،B،!،P75،P45
هذه العبارة

تفسير (لوقا 9: 55) 55 فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من اي روح انتما.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *  ما مخلصنا ، بالرغم من أن تلميذيه اللذين قالا ذلك ، إنما قالاه غيره منهما على كرامته - غضب غضبا شديدا من قولهما ، وإنتهرهما إنتهارا عنيفا ، قائلا لهما : " لستما تعلمان من اي روح انتما."أى ما زال يكمن فى  روحكما من الشر ما لستما تعلمانه ، ذلك الشر الذى ظل طوال مكوثه مع تلاميذه يسعى جاهدا لإنتزاعه من أرواحهم بتعاليمه السمائية السامية عن المحبة والتسامح والغفران     *
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 56
وحادثة الصامريين الذى لم يقبلوا السيد المسيح أفادهم أيضا بطريقة أخرى فهم كانوا سيصيرون معلمي العالم كله ، ويتجولون في المدن والقرى مبشرين بأخبار الخلاص السارة في كل مكان ٠ ولذلك ، فإنهم أثناء سعيهم لتتميم إرساليتهم ، بالضرورة يلتقون مصادفة مع أناس أشرار ، يرفضون الأخبار الإلهية ، وكما لو كانوا ، لا يقبلون يسوع ليسكن معهم. لذلك ، فلو أن المسيح مدحهم لرغبتهم أن تنزل نار على السامريين ويأتي عليهم مثل هذا العذاب المؤلم يصيبهم ، لكانوا قد تصرفوا بطريفة مشابهة في مناسبات أخرى كثرة ، وحينما يحدث أن يتجاهل الناس الرسالة المقدسة فإنهم ينطقون بالدينونة عليهم ، ويطلبون أن تنزل نار عليهم من السماء. وماذا تكون النتيجة عندئذ من مثل هذا السلوك؟ إن المتألمين يصيرون كثيرون جدا بلا عدد ، ولا يعود التلاميذ يكونون أطباء فيما بعد ، بل بالحري معذبين ، ويصيرون غير محتملين من الناس في كل مكان. لذلك ، فلأجل خيرهم الخاص، انتهرهم الرب، حينما ثاروا أكثر من الحد بسبب احنقار  السامريين ، وذلك لكي يتعلموا ، أنهم كمعلمين للأخبار الإلهية ، ينبغي بالحري أن يكونوا مملوئين من طول الأناة واللطف ، ولا يكونوا منتقمين ولا يستسلموا للغضب ، ولا يهاجموا بقسوة أولئك الذين يسيئون إليهم.
ويعلمنا القديس بولس أن خدام رسالة الرب كانوا طويلي الأناة ، إذ يقول: |ائيي أرى أن الله أبرزنا نحن الرسل آخرين كأننا محكوم علينا بالموت ، لأننا صرنا منظرا للعالم للملائكة والناس... نشتم فتبارك، يفترى علينا فنعظ ، صرنا كأقذار العالم ووسخ كل شيء إلى الآن(1 كو 4: 9- 12) وكتب أيضا إلى آخرين ، أو بالحري إلى كل الذين لم يكونوا بعد قد قبلوا المسيح في داخلهم بل كما لو كانوا ، لا يزالون مصابين بكبرياء السامريين : " نطلب عن المسيح، تصالحوا مع الله(2كو 5: 20) .
لذلك ، عظيم هو نفع دروس الإنجيل لأولئك الذين هم كاملون في العقل بحق. وليتنا نحن أيضا ، إذ نتخذ هذه الدروس لأنفسنا ، ننفع نفوسنا ، مسبحين المسيح مخلص الكل دائما إلى الأبد ، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والربوبية مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
*

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا!
تفسير (لوقا 9: 56)  56 لان ابن الانسان لم يات ليهلك انفس الناس بل ليخلص.فمضوا الى قرية اخرى
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   ولئن كان إيليا قد انزل نارا من السماء لتحرق الخطاة ، فقد كان ذلك فى العهد القديم ، عهد النقمة والإنتقام ، لا فى العهد الجديد الذى جاء به هو ، عهد النعمة والسلام والحب ، وقد اوضح ذلك لتلميذيه الحانقين قائلا : " إن إبن الإنسان لم يات ليهلك النفوس بل ليحيها " فقد كان هذا هو جوهر رسالته التى جاء من اجلها إلى العالم ، بل لقد كان هذا هو الهدف الذى من اجله إرتضى أن يضحى بنفسه ذبيحه على الصليب وقد طالما اوضح ذلك لتلاميذه ، فكيف تخطر فى بال تلميذيه هذين تلك الفكرة الشريرة التى تنطوى على الرغبة فى الإنتقام ، والتى تناقض رسالته وتناقض هدفه ، كما تناقض كل التعاليم التى سمعاها منه ، وكان ينبغى أن يعملا بها ويعاملا الناس على أساسها ، ثم يعلماها للناس إلى سلوك سبيله ، وبرهن على أنه يعمل بما يقول ، ويقول ما يعمل ، ومن ثم غفر لأهل تلك القرية الساكرية إهانتهم له ، ومضى فى هدوء مع تلاميذه إلى قرية أخرى لقرى السامريين كان اهلها أقل تعصبا وأكثر أدبا ، فقبلوا أن يمر فى قريتهم ويستريح بعض الوقت عندهم .  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِييهلِكَ »: هذه العبارة “وَقَالَ " لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا! لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِييهلِكَ  أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ ”  نجدها في المخطوطة K المكتوبة بالأحرف الكبيرة وفي الإصدارات اللاحقة. ولكنها لا توجد في المخطوطات W،L،C،B،A،!،P75،P45وإن لجنة  UBS . أعطت الجملة الأقصر نسبة أرجحية عالية (مؤكدة)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 9

12. شروط التلمذة للسيِّد : الخدمة والتجرد والتفرغ (لوقا 9: 57-62)
تفسير (لوقا 9: 57) 57 وفيما هم سائرون في الطريق قال له واحد يا سيد اتبعك اينما تمضي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وفيما كان فادينا سائرا مع تلاميذه فى الطريق قال له واحد : " يا سيد اتبعك اينما تمضي" وقد علم فادينا أن هذا الرجل ، الذى نعلم من إنجيل القديس متى أنه كان من الكتبة الذين عم علماء الشريعة اليهودية ، لم يكن مخلصا فى رغبته التى أبداها ، إذ كان قد رأى ما صنعه الفادى من معجزات ، ورأى إلتفاف الناس حوله وتعلقهم به ، فإعتقد أنه سيجنى من ذلك مالا وفيرا ، وسيكون له مركز ممتاز فى المملكة ، ومن ثم إعتقد أنه لو تبعه سيكون له نصيب من ذلك المال ، وسينال مغانم كثيرة مما سيكون له من ذلك المركز
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 57
 إن اشتهاء المواهب النازلة من فوق من الله هو في الواقع أمر يستحق أن نسعى إليه ، وهذا يجعلنا نربح كل خير . ولكن رغم أن رب الكل هو معطي سخي وكريم ، إلأ أنه لا يعطي كل الناس هكذا ببساطة دون تمييز ، بل يعطي بالحري لمن هم مستحقين لسخائه ، لأنه كما أن أولئك المتوشحين بمجد الملوكية يمنحون كرامتهم ، ووظائف الدولة المتنوعة ليس لأناس أجلاف وجهال ، الذين ليس عندهم شيئا جدبرا بالإعجاب ، بل بالحري يكرمون أولئك الذين يملكون نبلا وراثيا ، وقد أثبتوا بالاختبار أنهم جديرون بالقبول ، ومن المتوقع أن يكونوا ناجحين في تأدية واجباتهم. هكنا الرب أيضا ، الذي يعرف كل الأشياء فانه لا يمنح نصيبا في عطاياه للنفوس المهملة التي تسعى للذة ، بل للذين هم في حالة مناسبة لنوال هذه العطايا . إذن فأي واحد يريد أن يحسب مستحقا لهذه الكرامات العظيمة ، وأن يكون مقبولأ من الرب ، فدعه أولأ ينقى .. نفسه من أدناس .الشر ، وخطية عدم المبالاة ، لأنه. هكذا يصير قادرا على نوال هذه العطايا، ولكن إن لم يكن هذا اتجاه تفكيره فدعه يرحل بعيدا .
وهذا هو المعنى الذي تعلمنا إياه آيات الإنجيل التي وضعت أمامنا الآن، لأن إنسائا ما اقترب من المسيح مخلصنا جميعا وقلل له: يا سيد أتبعك أينما تمضى ٠ ولكنه رفض هدا الإنسان وقال له : " للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ، وأما هو فليس له أن يسبد رأسه " ومع ذلك فربما يسأل أحدهم ويقول وان ذلك الذي وعد أن يتبعه قد وصل إلى اشتهاء ما هو مكرم ، وصالح، ونافع ، لأن أي شيء يمكن مقارنته بالوجود مع المسيح واتباعه ؟ أو كيف لا تساعد هذه الشهوة على خلاصه ؟ فلماذا إذن يرفض المخلص من يرغب باشتياق أن يتبعه باستمرار؟ لأن المرء يمكن أن يتعلم من كلماته الخاصة (أي المسيح)، أن اتباعه يؤدى إلى كل بركة ، لأنه قال : " من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة؟ (يو٨: ٢ ١). فما هو الأمر غير اللائق في أن يعد بأن يتبعه، لكي يربح نور الحياة) إذن فما هي إجابتنا على هذا؟ إجابتنا أن هذا لم يكن هو هدفه. كيف يمكن أن يكون له هذا الهدف؟ لأنه من السهل على أي واحد يفحص هذه الأمور بدقة أن يرى ، أولا ؛ ان طريقة اقترابه من المسيح كانت مملوءة بجهالة عظيمة، ثانيا: أنها كانت مملوءة بإجتراء زائد جدا. لأن رغبته لم تكن مجرد ان يتبع المسيح كما فعل كثيرون آخرون من الجمع اليهودي ، بل بالحري ان يقحم نفسه على الكرامات الرسولية . هذا هو إذن الإتباع الذي كان يسعى لأجله ، إذ انه دعا نفسه ، بينما بولس المبارك يكتب : " ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون أيضا " (عب 5: 4) . لأن هرون لم يدخل إلى الكهنوت من نفسه ، بل بالعكس فقد كان مدعوا من الرب ، وهكذا نجد ان كل واحد من الرسل القديسين لم يرفع نفسه إلى الرسولية ، بل بالحري نال الكرامة من المسيح، لأنه قال : "هلم ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس (مر1: 17) وأما هذا الإنسان - كما قلت — فإنه بجسارة يتخذ لنفسه مواهب كريمة بهنا المقدار ، ورغم أن أحدا لم يدعة ، فإنه يقحم نفسه إلى ما هو فوق رتبته.
والآن، لو ان أي واحد اقترب من ملك أرضي وقال:: " سوف ارفع نفسي إلى هذه الكرامة أو تلك ، حتى ولو لم تمتحنى إياها ، أيا كانت هذه الكرامة" فإن هذا يكون عملا خطيرا ، بل قد يؤدي به إلى أن يفقد حتى حياته نفسها. ومن يستطيع أن يشك أن هذه هي النتيجة بالتأكيد؟ لأننا في كل أمر ، يجب أن  ننتظر قرار نلك الذي يملك السلطة المهيمنة . فكيف إذن يكون مناسبا لهذا الانسان أن يعين نفسه بين التلاميذ ، ويتوج نفسه بالسلطات الرسولية بدون أن يكون مدعوا إليها بالمرة من المسيح؟
وهناك سبب آخر جعل المسيح يرفضه بصواب ، ويحسبه غير مستحق لكرامة بارزة مثل هذه. لأن اتباع المسيح بحماس شديد هو بلا شك أمر نافع للخلاص ، ولكن من يرغب أن يحسب مستحقا لمجد عظيم مثل هذا ، ينبغي أن يحمل صليبه - وما معنى أن يحمل الصليب؟ معناه أن يموت بالنسبة إلى العالم، بأن يتنكر لارتباكاته الفارغة ، ويتخلى برجولة عن الحياة الجسمانية المحبة للذة ، فإنه مكتوب : " لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ، لأن كل ما في العالم هو شهوة الجسد ، وشهوة العيون ، وتعظم المعيشة" (١يو٢: ١٥). و أيضا: " ألستم تعلمون أن محبة العالم هي عداوة لله ؟ لذلك فمن أراد أن يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله " (يع ٤ : ٤). لذلك فالانسان الذي اختار أن يكون مع المسيح يحب ما هو جدير بالإعجاب وما هو نافع للخلاص ، ولكنه يجب أن ينصت لكلماتنا : ابتعد بنفسك عن الشهوات الجسدية ، تطهر من أدناس الشر ، تنق من البقع الناتجة عن الحب الدنيء للذة ، لأن هذه تجعلك بعيدا، ولا تسمح لك أن تكون مع المسيح انزع عنك ما يفصلك ، حطم العداوة ، أنقض الحاجز المتوسط ، فإنك حينئذ تكون مع المسيح. أما إن كان الحاجز الذي يبعدك عن الشركة معه لم يهدم بعد ، فبأي طريقة تستطيع أن تتبعه؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)   "قال له واحد". الشخص الذى أراد أن يتبع يسوع أينما يذهب كان كاتبا كما ورد فى إنجيل متى (مت8: 18- 19)  فتقدم كاتب وقال له: «يا معلم اتبعك اينما تمضي "
ثمـــن التلمذة للمسيح وشروطها :
كثيرين أرادوا أن يتبعوا المسيح وكثيرين إختارهم ودعاهم يسوع بنفسه ولما كان التلميذ يدفع ثمنا لمعلمه ليتعلم وكان واضحا أن كل الذين دعاهم يسوع لتلمذته دفعوا ثمن تلمذتهم أنهم تركوا كل شئ وتبعوه  وساروا ورائه  ووضعوا ايديهم على المحراث وساروا ولم يلتفتوا إلى الوراء لمجد العالم مثل إمرأة لوط .  وكما أن للتلمذة ثمنا فلا بد أن تكون هناك مواصفات تنطبق على طالب التلمذة حتى يختاره الرب
وطالبى التلمذة منهم من كان صادقآ وقلبة مشتاق للحياة مع المسيح رافضا حياة العالم ولكن كبشر  كانت تربطهم بالعالم روابط مثل ضيق أو رحب المعيشة شهوة العالم الحياة العائلية وهناك الكثير من الأسباب الأخرى ومن منا لا يرتبط بالحياة العالمية بصورة أو أخرى  أما ومنهم من كانت نيته غير صادقه وقلبه متعلق بالعالم وملذاته يريد السلطة أو الكرامة الكهنوتية وهو ما يندرج تحت المجد الأرضى الباطل يختفى وراء  صورة دينية وتنهال عليه المكاسب الزمنيه من وراء هذة التبعيه.
وعند قرائتنا للأنجيل نجد جميع هذه الفئات والأصناف من الناس تريد أن تتبع يسوع وتتلمذ له  ولكن يسوع فاحص القلوب والكلى يعرف من هو المستحق لخدمة التلمذة والزمن الذى يدعوه فيه كان من ضمن هؤلاء من إستجاب فى الحال لدعوة السيد المسيح ومنهم من أعتذر بسبب مشاغل زمنيه أو واجبات عائليه وضعها فى المرتبه الاولى قبل تلبية نداء المسيح .ومنهم من أتى ليسوع وفى قلبه حب المال الذى لم يستطع أن يتخلى عنه وشعر أن ماله سند وقوة له فى الحياة فى العالم وأن حب الإله لن يغنيه عن حبه للمال ففضل المال وشعر أن أن كنوز العالم أهم من الكنز الأبدى كما فعل الشاب الغنى ولأنه لم يستطع أن يجمع بين الأثنين الإله والمال مضى حزينآ… إن يسوع المسيح يهمه  جدا حساب النفقة أى هل سيسي من يتبعه سيسير فى طريقة للنهاية أم أنه سيسير برهة ثم لم يكمل
وفى المسيحية من يصير تلميذا يصبح أخا فى عائلة يسوع ويولد من رحم المعمودية ويصير تعبير أخوة الرب عاما وشاملاً للخارج من جرن المعمودية ولكن ربما يكون تعبير أخوة بالتبنى أدق  (مت : 12: 46- 50) و (مر 3: 31- 35)   وفيما هو يكلم الجموع اذا امه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه. 47فقال له واحد: «هوذا امك واخوتك واقفون خارجا طالبين ان يكلموك». 48 فاجابه: «من هي امي ومن هم اخوتي؟» 49 ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: «ها امي واخوتي. 50 لان من يصنع مشيئة ابي الذي في السماوات هو اخي واختي وامي».
واليوم هذا السؤال يطؤح نفسة من أى صنف من الناس أنا وما هو موقعى مع يسوع المسيح ؟  التلمذة فى المسيحية هو تعهد والتزام جذريان يفوقان الروابط العائلية هو حياة التسليم وهناك نوعين من حياة التلمذة وهى الكاملة
العلنية والخفية العلنية مثل التلاميذ وإيليا النيى والخفية مثل نيقوديموس ويوسف الرامى والـ 7000 ركبة التى لم تسجد لبعل فى زمن إيليا النبى
يقدم القديس لوقا هنا ثلاث عينات لثلاث أشخاص أرادوا أن يتتلمذوا للسيد المسيح. وذكر القديس متى مثلين منهم فقط. ومتى يورد هذا بعد شفاء حماة بطرس ليقول أن الخدمة ليست امتيازات فقط (كما شفى المسيح حماة بطرس) بل لها تبعاتها.
تفسير (لوقا 9: 58) 58 فقال له يسوع للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار.واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *  فأجابه فادينا قائلا: " للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار.واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه. " أى أننى فقير أشد الفقر فلا تطمع منى فى شئ مما تطمع فيه ، ولا تتطلع إلى شئ مما تتطلع إليه ، وقد كاتن هذا القول كفيلا بأن يصرف ذلك الرجل عنه ، وقد خاب امله فيما كان يطمع فيه ويتطلع إليه ، ويدل هذا القول على الدرجة التى إختارها مخلصنا من درجات الفقر ، حتى أنه لم يكن يملك مجرد كوخ متواضع يبيت فيه ، كما لم يكن له فى المجتمع اليهودى أى منصب من المناصب ذات المركز الرفيع ، كأن يكون رئيسا للكهنة ، أو عضوا فى مجلس السنهدريم ، وإنما ظل اليهود ، على الرغم من كل تعاليمه ومعجزاته ، يعيرونه بانه نجار ، وهكذا شائت الحكمة الإلهية أن يجئ المسيح مخلص العالم فقيرا فى المال ، متواضعا فى المركز الإجتماعى ، وذلك لكى يقتلع جذور تلك المفاهيم بالناس إلى الإنحطاط من حياة الروح إلى حياة المادة ، والإبتعاد عن الجوهر السامى فى افنسان إلى الجوهر الدنئ ومن ثم فقدوا افنسان الذى فى كيانهم وإستبقوا الحيوان الكائن فى ذلك الكيان ، فمان هذا هو سبب ماساتهم وإذ كانت رسالة مخلصنا هى أن ينتقل الناس من عالم المادة غلى عالم الروح ، ومن مملكة الأرض إلى ملكوت السماء ، أثبت لهم بالمثل الذى ضربه بذاته ، ان الثراء ليس ثراء المال وإنما ثراء النفس ، وأن المركز الدنيوى لا يصح أن يكون هدفا لهم ، لأنه وهم زائل ، وغنما يجب أن يكون هدفهم هو المركز السماوى ، لأنه حقيقة خالده ، كما اثبت لهم ، بإشتغاله نجارا قبل أن يبدأ رسالته التعليمية ، أن العمل مهما كان متواضعا لا يصح ان يكون موضع إزدراء أو إستهانة ما دام عملا شريفا ، بل يجب أن يكون موضع الإحترام والتشريف والتكريم ، وإنما الذى يستحق افزدراء وافستهانة هو الإنسان الذى يعمل عملا غير شريف مهما كان مركزه رفيعا ، أو الذى لا يعمل على الإطلاق مستغلا عمل الاخرين من العبيد والتابعين ، ظالما غياهم ، آثما فى حقهم ، مغتصبا ثمره جهدهم ودهادهم
وقد رفض معلمنا ان يتبعه ذلك الرجل الذى لم يكن اهلا لأن يكون تلميذا له ،    

 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد
وهو يوضح أن هذا هو الحال مع الإنسان الذي أمامنا، بالتوبيخ غير المباشر الذي اعطاه له، لا لكي يؤنبه، بل بالحري لأجل إصلاحه، لكي ينمو إلى الأفضل من تلقاء ذات ه، ويصير مجتهنا في اتخاع طريق الفضيلة. لذلك يقول:  ا ابن الانسان فليس له اين يسند راسه  والمعنى البسيط والقريب لهذا المقطع هو كالآتي: إن الوحوش والطيور لها جحور ومساكن، أما أنا فليس عندي شيء لأقدمه من هذه الأشياء
 فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم إفتقر وهو غنى لكى تستغنوا أنتم بفقرة" (٢كو٨: ٩). لأن أخذه ما لنا ٠ أي حالة الطبيعة البشرية ٠ هو افتقار بالنسبة لله الكلمة ، أما أخذنا ما له فهو غنى للطبيعة البشرية ، وواحدة منها هي كرامة الحرية ، وهي هبة تليق خاصة بمن قد دعوا إلى البنوة، وهذه أيضا هي هبة منه كما ذكرت لأنه قال لنا : " لا تدعوا لكم أبا على الأرض ، لأن أباكم واحد الذى فى السموات ٠ وأنتم جميعا إخوة " وهو أيضا نفسه كنلك، من أجل محبته اللانهائية للبشر، لا يستنكف أن يدعونا إخوة قائلأ هكنا : " أخبر بإسمك أخوتى" (مز٢٢:٢٢)فلأنه صار شبيها بنا لهذا بعينه قد ربحنا الأخؤة معه.
لذا فهو يوصينا أن تكون لنا دالة ونصلي قائلين: ٠"ابانا" نحن أبناء الأرض والعبيد والخاضعون له بحسب ناموس الطبيعة ، هو الذي خلقنا ندعوه هو الذي في السماء "أبا"٠ إنه لمن المناسب جدا أن يجعل الذين يصلون يفهمون هذا أيضا، أنه إذا كنا ندعو الله ..أبا وقد حسبنا أهلأ لهذه الكرامة السامية جدا، ألا ينبغي علينا أن نسلك في سيرة مقدسة وبلا لوم تماما، وأن نحيا هكذا كما يرضي أبانا , وألا نفتكر في شئ أو أن نقول شيئا لا يليق أو لا يتناسب مع هذه الحرية التي منحت لنا.
وهكذا يقول أحد الرسل القديسين: " وإن كنتم تدعون أبا الذى يحكم بغير ٠محاباه حسب عمل ككل واحد ، فسيروا زمان غربتكم بخوف "(1 بط ١: ١٧). إئه لأمر خطير للغاية أن نحزن ونغضبب أبا لنا بالأنحراف وراء الأمور غير المستقيمة، فكيف يتصرف الآباء الأرضيون أو ما هو شعورهم نحو أبنائهم عندما يرونهم موافقين لرغباتهم ، سالكين ذلك الطريق الذي يرضيهم؟ إنهم يحبونهم ويكرمونهم، ويفتحون لهم بيوتهم، ويغدقون عليهم هدايا كثيرة من كل ما يرغبون. ويعترفون بهم كورثة لهم. أذا إذا كانوا متمردين غير طائعين، لا يحترمون نواميس الطبيعة غير مبالين حتى ولا بالحب الفطري المغروس فينا،   صوت المرنم قديما : " أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم" (مز ٨١: ٦ س) فهو هنا يحررنا من مستوى العبودية واهبا لنا بنعمته ما لم نكن نملكه بالطبيعة ، ويسمح لنا أن ندعو الله أبا لنا ، بعد أن أدخلنا في مرتبة البنين ، وهذا — مع كل الامتيازات الأخرى — قد نلناه من الرب ، حسبما يشهد بذلك الحكيم يوحنا الإنجيلي إذ يكتب: : " إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله ، وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطائا أن يصبروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه ، الذين ولدوا لبس من دم ولا من مشيئة جسد ، ولا من مشيئه رجل بل من الله " (يو ١: ١ ١-٣ ١) لأننا قد خلقنا في البنوة ، بواسطة تلك الولادة التي حدثت فينا روحيا لا من زرع يفنى بل بكلمه الله الحية الباقية إلى الأبد " كما يقول الكتاب ( ١بط ١: ٢٣). و أيضا هذا ما يعلنه أحد الرسل القديسين قائلا: " شاء فولدنا بكلمة الحق لكى نكون باكورة من خلائقه(يع 1: 18)
والمسيح نفسه يشرح بوضوح في موضع آخر طريقة هذا الميلاد قائلأ ١١ الحق أقول لك ، ما لم يولد الإنسان من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5) إذ بالحري - لأنه يحق ان نكلمكم عن تلك الأمور التي هي سرية ٠ فالمسيح نفسه قد صار في نفس الوقت كلا من الطريق والباب، وسببا لنعمة وهبت لنا ، وهى نعمة مجيدة هكذا وجديرة بأن نحصل عليها، ونلك باتخاذه صورتنا . فبالرغم من حقيقة كونه هو الرب ، وهو حر تماما إلا أنه أخذ صورة عبد (فى٢: ٧)، ليهبنا ما له ، ويثرى العبد بامتيازاته الفائفة، فهو وحده بالطبيعة حر تماما ، لأنه هو وحده ابن الآب ، أي من ذاك الذي هو العالي وفوق الكل والذي يسود على الكل والذي بالطبيعة وبالحقيقة حر تماما. لأن كل الأشياء التي خلقت تخضع بعنق العبودية لمن خلقها ، وها مرنم المزامير يرتل له قائلأ:" لأن كل الأشياء متعبدة لك " (مز١٨ ١: ١٩ س). ولكن كما أنه في التدبير نقل إلى نفسه ما هو لنا ، هكنا فقد أعطانا أيضا ما هو له. ويشهد لنا بنلك بولس الحكيم جدا، خادم أسراره، عندما يكتب هكذا قائلأ:

*التي يسعى وراءها عموم الناس ، إذ ليس لي مكان لنفسي لأسكن فيه وأستريح ، وأسند رأسي . وأما المعنى الداخلي السري لهذا المقطع فيمكن الوصول إليه بواسطة أفكار أكثر عمقا . لأنه يبدو أنه يقصد بالثعالب وطيور السماء تلك القوات الشريرة ، والخبيثة ، والنجسة ، أي قطعان الشياطين ، لأنهم يلقبون هكذا أ في مواضع كثيرة في الكتب الموحى بها. لأن المرنم المبارك يقول عن بعض الناس: "يكونون أنصبة للثعالب " (مز 63 : 10) ، وفى نشيد الأناشيد مكتوب أيضا : " خذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغيرة المفسدة الكروم" ١ نش2: 15) . والمسيح نفسه يقول في موضع ما عن هيرودس ، كان إنسائا شريرا وماكرا في شره، "قولوا لهذا الثعلب" (لو13: 32) . وفى موضع آخر قال عن البذار التي سقطت على الطريق، "جاءت طيور السماء وأكلتها " (لو٨: ٥) وهذا ، نحن نؤكده أنه قال هذا ليس عن الطيور المادية المنظورة ، بل بالحري عن تلك الأرواح النجسة الشريرة التي أحيائا كثيرة ، حينما نقع البذار السماوية على قلوب الناس فإنهم ينتزعونها وكما لو كان يحملونها بعيذا لكي لا تأتي بأي ثمر . لذلك ، فكما أن الثعالب والطيور لها أوجرة وأوكار فينا ، فكيف يستطيع المسيح أن يدخل؟
أين يمكنه أن يستريح؟ فأي شركة هناك بين المسيح وبليعال؟ لأنه يستريح في القديسين ، ويسكن في أولئك الذين يحبونه ، ولكنه يبتعد عن النجسين وغير الأنقياء فاطرد الوحوش ، وامسك الثعالب ، وشتت الطيور بعيدا ، وطهر قلبك من نجاستهم ، لكي ما يجد ابن الإنسان مكائا في داخلك ليسند فيه رأسه ، أي الذي هو كلمة الرب الذي تجسد وصار انسانا . لأن النور ليس له توافق مع الظلمة ولا النجس له توافق مع المقدس . إنه أمر لا يصدق أن تختزن العطر والرائحة الكريهة في زجاجة واحدة ، انه من المستحيل على أي إنسان أن يتوشح بالكرامة الرسولية ويكون بارزا بسبب فضائله وكل صفات صالحة ورجولية إن لم يكن قد قبل المسيح في داخله . وهكذا قد علمنا بولس الحكيم جنا قائلا : " هل تطلبون برهان المسيح فينا" (٢كو١٣: ٣) ولكن ذلك الذي يسكنفيه المسيح هو هيكل ، ليس لواحد من تلك الآلهة الكاذبة ، بل هيكل للذي هو بالطبيعة وبالحقيقة، الرب . لأننا قد تعلمنا أن نقول ٠٠" إننا هيكل الله الحى " (٢كو٦: ١٦). أما الهيكل الإلهى فيليق به البخور ، الذي يكون من أطيب رائحة ، وكل فضيلة هي بخور عقلي، مقبول تماما عند إله الكل.
لذلك، " فلنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح " (٢كو٧: ١). " ولنمت تلك ألأعضاء التى على الأرض " (كو٣: ٥) دعونا نغلق المنافذ امام الأرواح النجسة. ولا ندع الطيور المرفوضة والشريرة تسكن داخلنا. وليكن قلبنا .مقدسا وغير مدنس ، بأقصى ما هو مستطاع لأننا هكذا نتبع المسيح ، بحسب النعمة التي يعطيها لنا ، وهو سيسكن فينا بفرح ، لأنه حينئذ سيكون له أين يسند رأسه. ويستريح فينا كقديسين . لأنه مكتوب : " كونوا قديسين لأنى أنا قدوس" (لا١١: ٤٥) وإذ نكرس انفسنا لهذه المساعي الهامة جدا ، فإننا سنصل إلى المدينة التي فوق بعون المسيح نفسه ، الذي بواسطته ومعه للرب الآب التسبيح والربوبية مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) أوجرة = كهوف. أوكار= مآوى.

(2) ثلاثة أشخاص يريدون أن يتبعوا يسوع
 الأول : جاء شخص يطلب من السيد المسيح أن يريد أن يتبعه فقال له السيد المسيح “للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار واما إبن الإنسان فليس له أين يسند رأسه”(لو 58:9)

(3) " أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي”. هذا الإنسان رأى المسيح وأحبه، نمت مشاعره تجاه السيد، لكنه لم يفهم أن تبعيته للمسيح فيها حمل للصليب، الكلام سهل ولكن العمل فى المجال الكرازى (التبشيرى) صعب فجميع التلاميذ لاقوا الصعاب والأهوال وإنتهت حياتهم بالإستشهاد ، هذا الإنسان يمثل البذور التى سقطت وسط اعلى الأرض المحجرة فنمت سريعا ولكن عندما طلعت شمس التجارب ولأنها لم يكن هناك أصل وجذر إحترقت لقد فرح بالمعجزات وبسلطان المسيح وربما تصوَّر أن تبعية المسيح فيها مجد أرضى، لذلك أفهمه المسيح أنه حتى المسيح وهو السيد ليس له مكان يسند رأسه فيه. ونلاحظ أنه في الحالات الثلاث كان السيد يجيب ليس بحسب قول الشخص ولكن بحسب ما في فكره الداخلي. كثيرون يشتهون الخدمة لامتيازاتها ولا يعرفون صليبها فيسرعون بدخول الخدمة، وما أن تصادفهم مشاكل الخدمة يسرعون بالهرب لذلك نجد السيد هنا يُظهر هذا لذلك الشخص، أن هناك تكلفة للتلمذة.
وهناك تفسير آخر ٍ، أن المسيح يعرف ما فى القلوب فلم يجد في قلب هذا الشخص مكانًا يسند رأسه فيه وذلك لأن حماسه كان خارجيا ظاهرا ولكن قلبه بعيدعن يسوع لرفضه الصليب، لقد جعل فى قلبه مكانا لأوجرة الثعالب ومكانا آخر أوكارا للطيور لقد قال الكتاب
“خذوا لنا الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم” (نش 2: 15) “للثعالب أوْجِرة”؛ فالشيطان كالثعلب مخادع، ينصب الفخاخ ويحيا بالمكر… يبحث عن فريسة داخل مسكن الإنسان نفسه فكيف سيسكن المسيح فى القلب إذا كان فيه ثعالب تفسد كرومه (أى تعاليمه) فى الإنسان . ففي قلبك تجد الثعالب لها أوْجِرة. إذ أنت مملوء مكرًا وخداع وشر . وفي قلبك تجد طيور السماء أوكارًا لأنها مرتفعة ومتشامخة. أنت مملوء كبرياء وتشامخ الروح فلا تتبعني، إذ كيف يمكن للماكر أن يتبع البساطة؟ ويقارن الرب الهراطقة أيضًا بالثعالب كما يشبههم بالزوان ، لذا يعزلهم عن حصاده:  الذين يستطيعون إفساد الكرم الصغير لا الكبير…

هذا الشخص كان يطلب تبعية المسيح في خبث ومكر الثعالب يريد أن يخطف الملكوت مثل الطيور الجارحة ليحصل على امتيازات كشفاء المرضى، أو المناصب العالمية، وقطعًا فهو غير مؤمن بالمسيح ولكن يحب سلطان المسيح  هو ظن أن المسيح سيملك ملكًا عالميًا وسيملك هو معهُ مثله مثل باقى اليهود الذين يؤمنون أن المسيح سيأتى قائدا محاربا يقودهم لدولة قوية (أو مثل سيمون الساحر الذى كان يريد كسب موهبة الرب يسوع بدراهم) وكون السيد ليس له أين يسند رأسه فذلك لأنه سماوي، لا مكان لهُ ولا راحة لهُ على الأرض، ومن يتبعه فعليه أن يقبل هذا الوضع فيجد المسيح مكانًا في قلبه، ولكن قلب هذا الشخص كان به أماكن للطيور والثعالب فقط والسبب أن هذا القلب رافض للصليب الذي استند عليه المسيح. ومن يقبل هذا الوضع عليه أن يتجرد من محبة المال والسلطان الأرضي وتعظم المعيشة .

ونلاحظ حتى الذين لهم قامة روحية مثل بطرس قد تبلبل ولكن صلى يسوع صلى من أجلة حتى لا يفنى إيمانه فأكمل طريق التبشير حتى الإستشهاد (مت 26: 33- 35) :  33 فقال بطرس له: «وان شك فيك الجميع فانا لا اشك ابدا». قال له يسوع: «الحق اقول لك: انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات». قال له بطرس: «ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك!» هكذا قال ايضا جميع التلاميذ. " وظنت أن إبنى زبدى أن  ملكوت يسوع هو ملك أرضى فطلبت من يسوع ( مت 20: 20 - 28) أن يجلس ابناها واحد عن يمينه والآخر عن يساره " وحتى أبنى زبدى كانت لهما هذه الرغبة ( مر 10 : 35- 45) وتقدم اليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين: «يا معلم نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا». فسالهما: «ماذا تريدان ان افعل لكما؟»  فقالا له: «اعطنا ان نجلس واحد عن يمينك والاخر عن يسارك في مجدك» وحتى بعد قيامة يسوع كان التلاميذ يظنون أن يسوع سيملك ملك أرضى وييدفع الإسرائيليين نحو الحرب ليرد الملك لإسرائيل ويحررهم من الإحتلال الرومانى (أع 1: 6)  اما هم المجتمعون فسالوه قائلين:«يارب، هل في هذا الوقت ترد الملك الى اسرائيل؟»

(1) "ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي”. تشبه كثيراً رد أليشع على إيليا في (1 مل 19 : 19- 20 )  " فذهب من هناك ووجد اليشع بن شافاط يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثاني عشر فمر ايليا به وطرح رداءه عليه. 20 فترك البقر وركض وراء ايليا وقال دعني اقبل ابي وامي واسير وراءك.فقال له اذهب راجعا لاني ماذا فعلت لك."
 في منطقة الشرق الأوسط والشعوب الساكنة حول البحر الأبيض المتوسط
كان ينبغي على الأولاد (وخاصة الذكور البكور) أن يعتنوا بوالديهم وكانت دعوة الآب فلاىى العهد القديم هى نفس دعوة الإبن (يسوع) الكلمة فى العهد الجديد (مت 10: 27- 39) من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني 38 ومن لا ياخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. 39 من وجد حياته يضيعها ومن اضاع حياته من اجلي يجدها. " و(لو 14: 26- 27) «ان كان احد ياتي الي ولا يبغض اباه وامه وامراته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا. 27 ومن لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا." من الواضح أن تعليم يسوع هو تعليم فريد فى نوعه غير المفاهيمالفريسيين وأضاف فكرا جديدا للنفس البشرية
(2) "موتى" يحتوى الكتاب المقدس على كلمات لها أكثر من معنى وهنا كلمة موتى  يقول الكتاب المقدس أنه بخطية أبينا آدم "دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية (جاء) الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية 12:5). وكلمة (الموت) تعني: أ) الموت الجسدي: وهو انفصال الروح عن الجسد. ونحن جميعاً نعرف معنى الموت الجسدي، إذ نشاهده، ونسمع ونقرأ عنه كثيراً. ب) لموت الروحي: وهو يشبه الموت الجسدي، فكما تنفصل الروح عن الجسد فيموت الإنسان جسدياً، هكذا بإنفصال الإنسان عن الله بسبب الخطيئة يموت روحياً أي أن الإنسان يحيا على هذه الأرض بدون أن تكون له شركة حقيقية حيّة مع الله. وهذه حالة كل إنسان غير مؤمن. يقول الإنجيل أننا كنا سابقاً "أمواتاً بالذنوب والخطايا" (أفسس 1:2). ج) الموت الأبدي: هو الإنفصال عن الله، أي الطرح في جهنم النار، لأنه "وضع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة" (عبرانيين 27:9).

تفسير (لوقا 9: 59) 59 وقال لاخر اتبعني.فقال يا سيد ائذن لي ان امضي اولا وادفن ابي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*   لقد فعل فادينا العكس  بالنسبة لرجل آخر إختاره هو لأن يكون تلميذا له ، غذ رآه بحكته الإلهية أهلا لذلك فقال له : " إتبعنى" فقال الرجل : " يارب إئذن لى أولا أن اذهب لأدفن ابى" ربما لأن اباه قد مات بالفعل وهو يريد دفنه ، أو لأنه شيخا وهو يريد ان يظل بجانبه  يخدمه فى شيخوخته حتى يموت ويدفنه ، وما من شك فى ان هذا شعور نبيل من الرجل نحو ابيه وقام الرب يسوع بتوضبح الرساله التى إختاره لآدائها اكثر نبلا ، لأنها تتعلق بخدمة ألاب السماوى ، التى ينبغى أن يقدمها على أى خدمة أخرى ولو كانت لأبيه الأرضى     *
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 58
المسيح هو لنا أصل ومعلم كل فضيلة ، لأننا " نحن متعلمون من الرب : " كما يعلن إشعياء النبي (إش٥٤: ١٣ س) وأيضا يشهد الحكيم بولس قائلا : " الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة ، كلمنا في هذه الأيام الأخبرة في ابنه ( عب 1: 1و 2) فبماذا كلمنا خلال ابنه ، فمن الواضح أن رسالة الأنجيل رشدنا بنجاح إلى كل أنواع الفضائل ، وبها نتقدم في الطريق الممدوح والرائع ، طريق الحياة الأفضل ، لكي باقتنائنا خطواته ، نربح كنز مواهبه . والدرس الموضوع أمامنا الآن لعلمنا بوضوح الطريق التي بها نتبعه ونحسب مستحقين لهذه الأمجاد الفائقة الكاملة التي منحت أولأ للرسل لأن الأنجيل يخبرنا انه: "قال لآخر إتبعنى"(لو٩: ٥٩).
فأول نقطة يجب ان نلاحظها الآن هي هذه : أننا في الفقرة السابقة تعلمنا أن واحدا اقترب منه وقال له: " يا معلم أتبعك أين تمضى " لكن المسيح رفضه، لأنه أولآ: يدعو نفسه ويقحمها في الأمجاد التي يهبها الرب لمن يستحقها ، فالمسيح يتوج المشهود لهم بكل الخصائص الممتازة والحاذقين في ممارسة الأعمال الصالحة ، ويدرجون ضمن جماعة المعلمين القديسين .. وإذ لم يكن له هذا الميل ،. فقد وبخه المسيح ، لأن عقله كان مسكنا للأرواح الشريرة ، ومملوءا بكل نجاسة .. فالمخلص لمس حالته بطريقة غير مباشرة فقال له : " للثعالب أوجرة ولطيور السماء اوكار ، وأما ابن الإنسان فلببس له ابن يسند رأسه ٠
ففي اجتماعنا الأخير ناقشنا الطريقة التي بها فهمنا هذا بصورة كافية . وأما الآن فالذى أمامنا لم يدع نفسه بنفسه ، وليس هو متقدما بوقاحة ليقوم بأعمال ممدوحة ، بل على العكس ، فهو شخص دعاه المسيح إلى الرسولية كمن هو لائق لها ، لأنه قد نال الكرامة بواسطة القرار الإلهي، إذ هو بلا شك مقدس، ومكرم ، وقادر أن يشكل نفسه ليطابق قصد رسالة الانجيل . ولكنه لم يكن يعرف بعد بوضوح بأي طريق يجب عليه أن يسلك في هذا الأمر العظيم ، فربما كان له أب قد أحنته السنون ، وقد ظن في نفسه أنه بشرفه هذا يرضي الرب جدا بإظهاره العطف والحب المناسب من نحو والده. فلقد عرف بالطبع من كئب الناموس أن إله الكل قد أعطى وصية بهذا قائلا: "/كرم أباك وأمك ليكون لك خير ولكي تطول أيامك على الأرضى "(خر20: 12 سبعينية)لذلك خينما دعى لهذه الخدمة المقدسة ولمهمة الكرازة برسالة الإنجيل ٠ كما يتضح من أمر المسيح له أن يتبعه - فقد أعياه فهمه البشرى ، وطلب مهلة ليجد الوقت الكافي كي يرعى والده في شيخوخته ، لأنه يقول: " ائذن لي ان امضي اولإ وأدفن بي" . فما نقوله عنه، ليس أنه طلب إذنا ليدفن أباه ، لكونه قد مات فعلا ، ولم يدفن بعد ~ لأن المسيح لم يكن ليمنع ذلك وإنما استخدم كلمة " أدفن" أ بدلا من " أن أرعاه في شيخوخته حتى دفنه" .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
وذهب يسوع إلى رجل ثانى وأمره بأن يتبعه فطلب منه أن يأذن له أن يذهب أولا ويدفن أبيه فقال له السيد المسيح “دعى الموتى يدفنون موتاهم وأما انت فاذهب وناد بملكوت الله” (لو60:9)
(1)   “اتْبَعْنِي”. فعل الأمر هذا من المصطلحات التي كان يستخدمها الربانيون (المعلمون والكتبة والفريسيون وغيرهم من معلمى الناموس ) لدعوة  تلاميذهم لدينا أمثلة مشابهة عن يسوع يقول نفس الأمر للاثني عشر  مثل (مت 3: 19)  فقال للصيادين من تلاميذه : «هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس». وبعد أن انكر بطرس قال يسوع له (يو 21: 19- 22) «اتبعني» ولــ متى "لاوى" الذى كان جابيا للضرائب  (لو 5: 27) (مت 9: 9) قال له: «اتبعني» وللشاب الغنى قال (لو 18: 22) (مت 19: 21) " وتعال اتبعني» وقال لفيلبس (يو 1: 43)  :«اتبعني» وقال يسوع لمن يريد أن يخدمه  (يو 12: 26) " ان كان احد يخدمني فليتبعني" ولكن من يريد أن يتبعه فلا بد أن يحمل صليبه فهو طريق ليس مفروشا بالورود بل بالألم والشوك والصلب أى الإستشهاد (لو 9: 23) «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني.
الثاني:- لم يطلب هذا الشخص أن يتبع يسوع بل أن يسوع أمره أن يتبعه وفيما يبدوا أن هذا الشخص كان يفكر في أن يتبع المسيح لكنه مرتبك ببعض الأمور فلربما كان له والد شيخ وكان ينتظر موته ليدفنه ثم يتبع المسيح إنه نوع من التأجيل بسبب معوقات عائلية لهذا طلب أن ينتظر يسوع حتى يموت أباه .
يُعلِّق القديس أغسطينوس عن الشخص الثاني الذي لم يطلب التلمذة بشفتيه كالأول، إنما تحدَّث بنقاوة قلبه، فكان مستعدًا للتلمذة، لكنه خلال اِلتزام عائلي تجاه والده طلب التأجيل، إذ يقول: [إيمان قلبه أعلن عن نفسه أمام الرب، لكن عاطفته واِلتزامه (الأُسَري) جعله يؤجِّل، غير أن المسيح الرب إذ كان يهيئ البشر للإنجيل لم يرد أن يُوجد عذر بسبب عاطفة جسديَّة مؤقَّتة. حقًا إن الشريعة الإلهيَّة قد قرَّرت هذه الالتزامات، والرب نفسه وبَّخ اليهود لأنهم حطَّموا هذه الوصيَّة الإلهيَّة (مت 15: 4-5). ويقول الرسول بولس في رسالته: “التي هي أول وصيَّة بوعد”… ما هي؟ “اِكرم أباك وأُمّك” (أف 6: 2).
تفسير (لوقا 9: 60) 60 فقال له يسوع دع الموتى يدفنون موتاهم واما انت فاذهب وناد بملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  و من ثم قال له : " أما انت فإذهب وبشر بملكوت السموات " أى دع الموتى بالروح يدفنون موتاهم أما أنت فإذهب وبشر بملكوت الرب أى بعبارة اخرى ، دع أهل الأرض ذوى الإهتمامات الأرضية الذين فى حكم الموتى يدفنون موتاهم بالجسد أما الإهتمامات السماوية التى أهمها التبشير بملكوت الرب والتى تؤدى إلى الحياة البدية ، فتتطلب ممن يختارهم مخلصنا أن يكرسوا كل حياتهم لها ، وينقطعوا إنقطاعا كاملا لآدائها ، مهما بذلوا فى سبيل ذلك من تضحيات 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 58
فماذا كانت إجابة المخلص إذن؟ دع الموتى يدفنون موتاهم ، وأما أنت فاذهب وناد بملكوت الله ٠ فليس هناك من شك أن ثمة أقرباء ومعارف آخرين لأبيه ، ولكن اعتبرهم أمواتا ، لأنهم لم يكونوا قد آمنوا بالمسيح بعد ، ولم يستطيعوا أن يقبلوا الميلاد الجديد للحياة غير الفانية بواسطة المعمودية المقدسة . فالمسيح يقول " دعهم يدفنون موتاهم " لأن لهم في داخلهم عقل ميت ، ولم يحيوا بعد مع هؤلاء الذين لهم الحياة التي في المسيح . فمن هنا إذن نتعلم أن مخافة الرب يجب أن نسبق الاحترام والحب الواجبين للوالدين ، لأن ناموس موسى أيضا بينما يأمرنا أولا أن " تحب الرب إلهك من كل نفسك ، ومن كل قدرنك ، ومن كل قلبك (تث 6: 5) يضع بعدها في فى المرتبة الثانية تكريم الوالدين قائلا: " أكرم أباك وأمك "
والآن هيا لنفحص الأمر ونبحث لماذا نعتبر التكريم والحب الواجبين للوالدن شيئا لا ينبغي إهماله، بل على العكس يجب أن يراعى باهتمام ، وحينئذ ربما يقول واحد ان هذا يرجع إلى أننا ننال وجودنا بواسطتهم ، ولكن إله الكل هو الذي أوجدنا حينما. كنا غير موجودين على الإطلاق. فالرب هو خالق وصانع الكل ، وهو الأصل والجوهر الأساسي لكل الأشياء. لأن وجود أي شيء إنما هو عطيته . فالأب والأم إذن كانا هما الوسيلة التي بواسطتها أتى نسلهما إلى العالم . أليس علينا إذن أن نحب الموجد الأول أكثر من الثاني أو التابع؟ أليس الرب هو معطينا النعم الثمينة التي تستوجب منا الإكرام الأعظم له؟ فمساعينا إذن لإرضاء والدينا يجب أن تخضع لحبنا للرب ، والواجبات إلإلهية . وقد علمنا المخلص نفسه هذا عندما قال: " من أحب ابا وأما أكثر منى فلا يستحقنى ، ومن أحب إبنا أو إبنة أكثر منى فى يستحقنى " (مت ٠ ١ ؛ ٣٧).
وهو لا يقول إنهم يدانون لأنهم ببساطة أحبوا ، ولكن لأنهم أحبوهم " أكثر منى " ٠ فهو إذن يسمح للأبناء والبنات أن يحبوا آبائهم لكن ليس أكثر من حبهم له٠ لذلك عندما يلزم أن تفعل اي شيء يتعلق بمجد الرب ، فلا تدع اي عقبة تقف في الطريق ، دع حماسك يكن بغير تعطل ، اجعل جهودك الغيورة مشتعلة وغير قابلة للكبت . لذلك هيا حالآ ودع عنك الاهتمام بأبيك وامك وأولادك ، واجعل قوة العاطغة الطبيعية نحوهم نتوقف واجعل الغلبة لحب المسيح.
هكذا عاش إبراهيم المثلث الطوبى، لذلك فقد تبرر ودعى " خليل الله " ، وحسب أهلا للكرامات الفائقة ، فأي شيء يساوى كونه خليل الرب؟ وماذا يستطيع العالم أن يقدم ما يمكن مقارنته بنعمة مجيدة وبديعة جدا؟ فقد كان له وحيد محبوب ، أعطاه الرب له بعد تأخير طويل وذلك في شيخوخته ، ووضع فيه إبراهيم كل رجائه من جهة النسل ، إذ قيل له:" لأنه بإسحق يدعى لك نسلا " (تك٢١: ١٢). لكن كما يقول الكتاب المقدس إن الله امتحن إبراهيم قائلا:"خذ إبنك حبيبك الذى تحبه إسحق وإذهب الى الأرض المرتفعة واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك"(تك 22: 2 سبعينية)هل كان الرب يمتحن إيراهيم، وكأنه لم يكن يعلم مسبقا ما سيحدث. وينتظر النتيجة؟ ولكن كيف يمكن أن يكون هذا صحيحا؟ لأن الرب يعرف كل الأشياء قبل أن تحدث ، فلماذا إذن امتحن إبراهيم؟ وذلك لكي يمكننا بهذا الأمر أن نعلم أن الرب جعله غير مستعد لهذا العمل لينال البطريرك تقديرا جديرا بالإعجاب ، لكونه لم يفضل أي شيء على إرادة ربه. فلم يقل له الله ببساطة خذ إسحق بل قال : " إبنك وحيدك الذى تحبه ، فهذا يقوي حركة العاطفة الطبيعية تجاه ابنه. آه ! يا له من اهتياج عنيف لأفكار مرة ثارت في نفس الشيخ ، فقوة العاطغة الفطرية الطبيعية تدعو ه أن يحنو على ابنه . لقد تمنى أن يكون أبا ، إذ شكى عقمه للرب عندما وعده الرب أن يهبه كل الأرض التي أخبره بها ، " فقال أبرام أيها السيد الرب ماذا تعطينى وأنا ماض عقيما (تك 15: 2) فقانون العاطفة الطبيعية إذن يحثه أن ينقذ الصبي ، بينما قوة حبه للرب تدعوه للطاعة المتأهبة . فقد كان أشبه بالشجرة التي يحركها عنف الرياح للامام وللخلف ، أو كسفينة في بحر تتمايل وتترنح بضربات الأمواج ... لكن ثمة فكرة واحدة صحيحة وقوية تمسك بها يراهيم بشدة،
" لأنه آمن أن. الله قادر على الإقامة من الأموات" (عب11: 19) حتى ؤ سع ١عصدبي وراح ضحية النيران كمحرقة مرضية للرب .
فإبراهيم إذن قد تعلم الكثير من هذه التجربة ، فقد تعلم أولأ: أن الطاعة المستعدة تؤدي إلى كل بركة ، وهى الطريق المؤذي إلى التبرير ، وعربون صداقة مع الرب ، وثانيا: أن الرب قادر على الإقامة من الأموات . وأكثر من ذلك فقد تعلم ما هو أهم وأكثر استحقاقا للتقدير ، أعني سر المسيح : إنه لأجل خلاص وحياة العالم فالرب الآب سيقدم ابنه الوحيد ذبيحة ، الذي هو المحبوب بالطبيعة ، أي المسيح . والمبارك بولس يؤكد لنا ذلك بقوله عن الرب" الذى لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين " (رو٨: ٣٢).
فإبراهيم البطريرك تعلم إذن مدى عظم عدم اشفاقه على ابنه الوحيد الذي يحبه، لذلك فقد تبرر لأنه لم يفضل أي شيء آخر على الأشياء التي ترضى الرب . فالمسيح يطلب منا أن نكون كذلك لكي نحب ونقدر كل ما يتعلق بمجده أكثر جدا من روابط قرابتنا الجسدي ة، ومرة أخرى لننظر إلى الأمر في ضوء آخر ، فمن الصواب أن قوة حبنا للرب يجب أن تفوق حتى حبنا لمن ولدونا بالجسد . لقد أعطانا الرب نفسه كأب لأنه قال: "ولا تدعوا لكم أيا على الأرض . لأن أباكم واحد ، الذي في السموات. وأنتم جميعا إخوة " (مت 23: 8و 9) وعنه يقول يوحنا الحكيم: " إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله ٠ وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطان أن يصيروا أولاد الله" (يو 1: 11و 12) هل كان على هؤلاء الذين يعترفون به أنه الآب رب السماء والأرض، الذي يعلو كل المخلوقات ، الذي يقف حوله الشاروبيم المقتدرون ، والذي يفوق كل العروش والربوبيات ، والرئاسات ، والقوات ، أقول هل كان من الضروري أن يسقط هؤلاء في هذا الحمق العظيم بألأ يجعلوه فوق كل قرابة طبيعية ؟ فهل يمكن أن نكون مذنبين عندما نهمل التكريم الواجب لوالدينا والأولاد والإخوة ، لكننا نتحرر من الذنب إذا لم نقدم الإكرام الواجب لرب الكل؟ فلنسمع ما يقوله الرب لنا بوضوح "الإبن يكرم ابا٥ والعبد يكرم سيده. فان كنت أنا أبا فأين كرامتي وإن كنت سيدا فأين هييتي ، قال رب الجنود (ملا 1: 16) .
لذلك فالمسيح، جعل المدعو للرسولية على دراية بالسلوك الرسولي والرجولة الروحية التي تطلبها الدعوة إذ يقول "دع الموتى يدفنون موتاهم " وأما أنت فإذهب وناد بملكوت الله" فخدام الرسالة الإلهية يجب أن يكونوا كذلك . فلنلتصق إذن بتعاليمه الحكيمة في كل شيء متقدمين نحو المسيح الذي بواسطته ومعه للرب الآب التسبيح والربوبية.مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “اذهب وَنَادِ بِمَلَكُوتِ لله ”. فعل أمر يعنى تفويض بخدمة الكرازة والتبشير (لو24: 47)   وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم (مت 28: 18- 20) فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به (أع 1: 8)  لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض».(أع 8: 4) "فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة " لقد أرسل الاثني عشر (لوقا الأصحاح 9) ليكرزوا، كما فعل أيضاً مع الس(لوقا 10)
إذن هذا الشاب اِشتاق أن يطيع الله ويدفن أباه… حقًا يجب إكرام الأب، لكن يجب أن يطاع الله أولًا. يلزم محبَّة من ولدنا، لكنه لا يُفضل عمَّن خلقنا. كأنه يقول له: دعوتك لإنجيلي؛ أنا محتاج إليك للقيام بعملٍ آخر أعظم من العمل الذي توَد أنت أن تقوم به… دع الموتى يدفنون موتاهم.]
مثل هذا يشجعه المسيح ليتخذ قراره، لذلك نسمع السيد يقول له اتبعني وهنا يصرح بمشكلته، ويحل له الرب مشطلته وسبب تأجيل ه لإتباعه فيقول له السيد دع الموتى يدفنون موتاهم= أي دع الموتى روحيًا (الذين يرفضون أن يتبعونني وينتظرون تقسيم الميراث ويتصارعوا عليه) يدفنون الموتى جسديًا. (أي يدفنوا أباك حين يموت بالجسد طبيعيًا). والمسيح هنا لا يدعو للقسوة مع الوالدين، بل معنى قوله أن هناك كثيرين سيقومون بهذا الواجب ولكن اتبعني أنت. وكثيرًا ما منعت العواطف البشرية كثيرين من تبعية المسيح. دعوة المسيح لهذا الشخص تعني أنا أريدك لأعمال أعظم من دفن الموتى. وواضح أن يسوع يريده ويحتاج خدمته الآن  حيث يقول وضعت الفأس على اصل الشجرة ليكرس نفسه لخدمة الملكوت. فتلميذ المسيح كرس حياته لخدمة الأحياء، ليس لخدمة الموتى، هو بخدمته يقود الناس للحياة وهذا أهم.قطعًا السيد لن يمنعه من دفن والده إذا مات، لكن المقصود عدم التعطل عن الخدمة بسبب التعلقات العاطفية الزائدة، والانشغال بميراث الميت وتقسيمه.. إلخ. ومراسيم العزاء اليهودية تمتد لشهور. يقول القديس أمبروسيوس: [لكن كيف يُمنع هذا الإنسان من دفن أبيه مع أن هذا العمل من أعمال التقوَى؟ يعلِّمنا الرب أن يكون هو في المقدِّمة ويأتي بعده الإنسان. هذا العمل حسن لكنه غير لائق، لئلاَّ إذ يقسِّم (التلميذ) اِهتمامه تفتر محبَّته (للكرازة) ويتأخَّر نُموُّه. يليق بنا أن نذهب أولًا لعمل الكرازة حتى لا تُعاق… لذلك عندما أرسل الرب التلاميذ أمَرَهم ألا يُسلِّموا على أحد في الطريق، ليس لأن المحبَّة تُضايقه، وإنما لأن الاهتمام بنُموُّ الخدمة يُرضيه بالأكثر
تفسير (لوقا 9: 61) 61 وقال اخر ايضا اتبعك يا سيد ولكن ائذن لي اولا ان اودع الذين في بيتي
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  وقال له رجل آخر ايضا : " يارب سأتيعك ولكن ائذن لي اولا ان اودع الذين في بيتي" وقد كان ذلك كذلك ينطوى على شعور نبيل من الرلجل نحو اسرته ، ولكن أوضح مخلصنا له ايضا أن الرسالة التى سيوضع على عاتقه أداؤها غذا تبعه ، أكدر نبلا ، لأن الذى إختار خدمة السماء ينبغى ان يترك فى سبيلها خدمة الأرض ، فى ثبات وتصميم وحسم ، وبغير تزعزع أو تردد أو إرتداد ، تاركا الأرض خلفه ، واضعا السماء نصب عينيه ، وإلا جذبته الأرض فأبعدته عن السماء ، وجعلته غير قادر على الوصول إليها وغير جدير بأن يكون من أبنائها ،  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 59
إننا نقول عن الغيرة في مساعينا الفاضلة ، إنها تستحق كل مدح ، لكن أولئك الذين قد وصلوا إلى هذه الحالة الذهنية يجب أن يكونوا أقوياء في تصميمهم ، وليسوا ضعيفي العزم في صبرهم نحو الهدف الموضوع أمامهم . بل بالحري يجب أن يكون لهم ذهن غير متذبذب ولا ينثنى، لأنهم بذلك سوف يبلغون الهدف ، ويفوزون بالنصر ، ويضفرون حول رؤوسهم إكليل المنتصر . ومخلص الكل يشجعنا على هذا الإخلاص للهدف بوصفه خاصية تستحق الاقتناء ، إذ يقول " ومن منكم وهو بربد أن ببنى برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يكفى لتكميله ، لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل ، فيبدأ جميع الناظرين يهزأون به قائلين هذا الإنسان لم يقدر ان يكمل (لو 14: 28- 30) فمن يتصرف هكذا لا يصبح إلأ موضوعا للسخرية ، لأن كل مسعى مكرم وفاضل له خاتمة لائقة يجب أن تعقبه . وناموس موسى كي يعلم هذا الحق ، أمر أولئك الذين كانوا يبنون بيتا ان يقيموا فوقه حائطا للسطح (انظر تث٢٢: ٨) ، لأن من هو ليس كاملا في الصلاح لا يخلو من اللوم . فكما كان البيت الذي ليس له حوائط سطح ، يوصم بالعار ، هكذا فالفقرة التي قرئت علينا من الإنجيل الآن تعلمنا درسا مشابها ، لأن واحدأ إقترب قائلا : " أتبعد يا سيد ولكن إئذن لى أولا أن أودع الذين فى بيتى "
فالوعد الذي تعهد به، إذن، يستحق التمثل به ، وهو مملوء بكل مدح ، ولكن حقيقة رغبته في توديع الذين في بيته توضح أنه منقسم على نفسه ، وأيضا أنه لم يدخل بعد الطريق بذهن غير نقى ، فانظر كيف أنه مثل مهر متحفز للسباق ، هناك ما يعوقه كأن به لجام ، هكذا فإن تيار الأمور العالمية ، ورغبته في الاهتمام بمشاغل هذا العالم تعوقه بالمثل، لأن ليس هناك أحد يمنعه من الإسراع اللى الهدف المشتهى إذا أراد وفقا لميول عقله الحرة . ولكن الرغبة نفسها في اسشارة أقاربه وجعلهم مستشارين له وهم لا يضمرون مشاعر مشابهة له ، ولا يشاركونه مطلقا في قراره ، فتلك الرغبة تكشف وبصورة كافية أنه ضعيف ومتردد للوصول للهدف ، والفوز بالنصر ونوال إكليل المنتصر ، وليس له الاستعداد الكامل بعد ليتصرف وفقا لرغبته في اتباع المسيح.
ولكن المسيح، وكأنه يستعمل توبيخات رقيقة، أصلحه، وعلمه أن يكون له غير أكثر تصميما قائلا : " ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله " وتمامأ مثل الفلاح الذي قد بدأ في حرث أرضه بالمحراث ، إذا تعب وترك عمله بعد إنجاز نصفه ، فلن يرى حقله مملوء بسنابل القمح ، ولا أرضه التي يدرسها مليئة بالحرم، وسيعاني بالطبع من الخسارة التي هي نتيجة طبيعية للتكاسل، وغيابا المحصول ، وما يتبعه من فقر ، وأيضا يجلب على نفسه سخرية أولئك الذين ينظرونه . لذلك فمن يرغب في الالتصاق بالمسيح ، دون أن يودع العالم ، ويهجر كل حب للجسد ، وينكر حتى أقربائه الأرضيين (إذ بفعله هذا يبلغ الشجاعة المصممة في كل المساعي الممدوحة)، فهو لا يصلح لملكوت الرب . فمن لا يستطيع الوصول إلى هذا القرار، لأن عقله مقيد بالتكاسل: فليس بمقبول لدى المسيح ، ولا هو لائق وبالضرورة لا يصرح له أن يكون معه.
فعن هؤلاء تكلم المسيح عندما صاغ ذلك المثل في الأناجيل، لأنه قال: إنسان غني صنع عرسا لابنه ، أرسل عبده ليدعوا المدعوين، قائلأ ثيراني ومسمناتى قد ذبحت وكل شيء معد٠ (مت٢٢: ٢). لكنهم كما يخبرنا الإنجيل لم يأتوا ، لكن واحدا قال لقد اشتريت حقلا ولا أستطيع الذهاب . وقال ثان لقد اشتريت زوج بقر ، وآخر لقد تزوجت بامرأة فاعذرني. فأنت ترى أنهم جميعا دعوا، وبينما كان في استطاعتهم أن يشاركوا في الحفل اعتذروا ، وصاروا مستعبدين وبلا قيد لهذه الأمور الأرضية الوقتية، التي سرعان ما تضمحل ، و التي لابد أن نتخلى عن ملكيتها سريعا ولكن كان بالتأكيد من واجبهم أن يدركوا أن الزوجة والأراضي والممتلكات الأخرى ما هي
إلأ لذات زائلة، قصيرة الوقت، وتضمحل كالظلال ، وهى كأنها مرارة ممزوجة بشهد . ولكن أن يكونوا أعضاء في كنيسة الرب ، تلك التي هربوا منها بغباء ، وبطريقة لا أعرفها ، فهذا كان سيسبب لهم فرحا أبديا غير متغير . فأي شخص يتبع المسيح ، دعة يكن ثابتا تماما ، هادفا فقط إلى تلك الغاية ، ولا يكن منقسما ، ولا يستولى عليه الجهل أو الكسل ، دعة يكن متحررا من كل شهوة جسدانية ، ولا يفضل أي شيء على حبه له ، فإذا لم يكن له مثل هذا الميل ، أو ليس له هذا الإتجاه في إرادته ، فحتى إذا اقترب ، فسوف لا يقبل٠
وناموس موسى قد علمنا أيضآ شيئا من هذا القبيل بطريقة رمزية غير مباشرة ، فإن بني إسرائيل حينما كانت تطرأ عليهم طوارئ ، كانوا يخرجون ليحاربوا أعدائهم، وقبل أن يشتبكوا في القتل ، كان المنادي ينادي فيهم قائلأ: ٠ الرجل الذي خطب امرأة ولم يأخذها، فليرجع إلى بيته لئلا يموت في الحرب فيأخذها رجل آخر . والرجل الذي قد بنى بيتا.جديدا ولم يدشنه ، فليرجع إلى بيته لئلا يموت في الحرب فيدشنة رجل آخر. فأي رجل خائف وضعيف القلب ، ليرجع لئلا تذوب قلوب إخوته من الخوف مثل قلبه ٠٠ (تث 20: 7و 5 و8) فأنت ترى أن الرجل الذي يحب العالم أو الثروة والمملوء بالاعتذارات ، ليس في مكانه ، ولكننا سنجد أن الرسل القديسين مختلفين تماما عن أمثال هؤلاء.
فعندما سمعوا المسيح يقول " هلم ورائي، تصيران صيادي الناس، فللوقت تركا السفينة وأباهم. وتبعاه (مر 1: 17) وايضا الحكيم بولس يكتب : " ولكن .لما سر الله أن يعلن ابنه فى ، للوقت لم استشر لحما ودما " (غل٦: ١٠). فأنت ترى أن العقل الشجاع والهدف القلبي الشجاع غير خاضع لرباطات الكسل ، لكن يفوق كل جبن وكل شهوة جسدية ، فهكذا ينبغي ان يكون أولئك التين يتبعون المسيح ، لا ينظرون إلى الوراء ، لا يرجعون ولا يحولون وجوهم عن تلك الفضيلة الرجولية اتي تليق بالقديسين ويعفون .أنفسهم من واجب الجهد ، غير محبين للأمور الوقتية ، فهم ليسوا ذوى رأيين ، ولكنهم يسرعون للأمام بالغيرة الكاملة إلى ما يرضى المسيح جدا ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسيادة والكرامة مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
  وجاء ثالث قال للسيد المسيح أنه يريد ان يتبعه ولكن سيذهب ليودع الذين فى البيت فقال له السيد المسيح “ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء لا يصلح لملكوت السموات ” (لو 62:9)
الثالث:- هذا له نظرة مترددة، قلبه موزع بين المسيح والعالم. يهتم بهموم العالم أو يخشى الاضطهادات عليه وعلى أسرته أو خسارة المال، مثل هذا الإنسان لا يستطيع خدمة الإنجيل أو أن يتبع يسوع، فيسوع لا يقبل من قلبه موزع بينه وبين العالم.
مثل هذا يبدأ ولا يكمل، لهذا قيل له: “ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله” هذا الشخص الثالث يشبه امرأة لوط. الله يريد القلب كله له، ويبقى له دون اِرتداد للوراء، حتى لا يصير عمود ملح كامرأة لوط التي خلصت بخروجها من سدوم مع لوط وبنتيها، لكنها لم تكمل الطريق بل اِرتدَّت بقلبها فهلكت. من أجل هذا جاءت الوصايا تشدِّد لا أن نبدأ فقط
تفسير (لوقا 9: 62) . 62 فقال له يسوع ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إذ قال مخلصنا لذلك الرجل : "  ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله"    
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 هذا الثالث يطلب التلمذة ولكنه بقلبه مع عواطفه البشرية تجاه أهل بيته، مثل هذا يبدأ الطريق مع المسيح لكنه لا يكمل. من يضع يده على المحراث، لا بُد وأن ينظر للأمام ليسير في خط مستقيم غير ملتو، ومن ينظر للخلف يلتوى منه خط السير. فمن كلمات ربَّنا يسوع: “الذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئًا، والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه” (مت 24: 17-18). هكذا من اِرتفع بالرب إلى السطح يعاين الأسرار السماويَّة، فلا ينزل إلى أسفل حيث الزمنيَّات، ومن انطلق إلى حقل الكرازة فلا يرجع عن الخدمة. وهكذا من يرتد ليهتم بالمشاعر الإنسانية ويترك خدمة المسيح بسببها، أو تفشل خدمته. لاحظ أن المسيح لا يمنع من أن يذهب هذا الشاب لوداع أهله لكن إذ يذهب هو سيبقى معهم فترة ربما تمنعه من تبعية يسوع بعد ذلك. بل هناك من يترك المسيح إذا صادفه مرض فهو يحب نفسه ونفس الشيء إذا فقد قريب له أو مرض أحد أحباءه.
يقول القديس يوحنا كاسيان: [إنه الأمر شرِّير للغاية أنه بينما يجب عليك أن تحمل المبادئ الأوليَّة والبدايات لكي تنطلق متقدِّما نحو الكمال تبدأ تسقط مرتدًا لأمور أردأ. فالعبرة لا لمن يبدأ بهذه الأمور بل لمن يصبر إلى المنتهى فيُخلُص (مت 24: 13)] كما يحثُّنا على الجهاد الروحي بلا توقُّف ولا تراجع، قائلًا: [إن ثِمة اِتِّهامًا موجَّها بطريقة خفيَّة في سفر التثنية إلى الذين يقولون بأنهم نبذوا هذا العالم غير أنهم ينهزمون في عدم إيمان خشية ضياع ممتلكاتهم الأرضيَّة، إذ قيل: “من هو الرجل الخائف والضعيف القلب، ليذهب ويرجع إلى بيته لئلاَّ تذوب قلوب إخوته مثل قلبه” (تث 20: 8) أيِّ شهادة أكثر وضوحًا من هذه…؟ أليس من الواضح أن الكتاب المقدَّس يؤْثِر ألاَّ يقدِموا على هذا العهد في أوائل مراحله أو يحملوا اسمه، لئلا يصيروا قدوة سيِّئة تجتذب الآخرين للاِنحراف عن كمال الإنجيل المقدَّس *
* ونلاحظ في إنجيل لوقا أن لوقا وضع هذه الشروط للتلمذة مباشرة قبل إرساليته السبعين رسولًا لتكون لهم دستور حياة.
*







This site was last updated 08/19/20