(ش1 ف13) قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل لوقا 6: 40 ليس التلميذ أفضل من معلمه، بل كل من صار كاملاً يكون مثل معلمه , هذا في الظاهر غلط لأنه صار ألوف من التلاميذ أفضل من معلميهم بعد الكمال ,
وللرد نقول بنعمة الله : وجَّه المسيح هذا القول لقادة الدين اليهود المصابين بالعمى الروحي، وقصده أن يوضح لهم أنه لا يتوقع أن أتباعهم يكونون أفضل منهم, وبما أنهم عميان، كان أتباعهم مثلهم، لأن المسيح في الآية التي قبلها قال: هل يقدر أعمى أن يقود أعمى؟ أَمَا يسقط الاثنان في حفرة؟ ليس التلميذ أفضل من معلمه , وأن الواجب عليهم أن يتعلموا الحقائق الإلهية وتعاليم الإنجيل حتى لا يكونوا قادة عميان للناس, وكل من وقف على الحقائق الإلهية وبلغ فيها مبلغاً كاملاً، واتحد قلبه مع الله واستقامت أمياله وعواطفه، وتطهرت طباعه وتحسنت أخلاقه، لا بد أن يكون قدوساً طاهراً منفصلاً عن الخطاة مثل سيده يسوع المسيح، وإن كان لا يبلغ شأو سيده, فالتلميذ الذي يفهم قوانين معلمه ويرى مثاله وقدوته يسير في خطواته، فلذا كان المعلم مسؤولاً عن نفسه وعن غيره, فالمعلم إذا كان أعمى القلب جرَّ غيره إلى عماه, فهل يظن المعترض أن أمثال هؤلاء يكونون أعظم من معلميهم؟ حاشا وكلا, |