Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شبهات وهمية الفصل الحادى عشر من مجمل الأناجيل الأربعة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
هل شتم المسيح؟

هذه الصفحة منقولة من

شبهات شيطانية حول العهد الجديد

سِلْسِلَةُ هِدَايَةِ المؤمنين للحق المبين

شبهات وهمية الفصل الحادى عشر من مجمل الأناجيل الأربعة

(الحرف ش1 = تعنى الشبهه الأولى ، والحرف ف11 = تعنى الفصل الحادى عشر من مجمل الأناجيل الأربعة )

(ش1 ف11)

(ش1 ف11) قال المعترض الغير مؤمن:جاء في متى 6: 7 و8 وحينما تصلّون لا تكرّروا الكلام باطلاً كالأمم، فإنهم يظنّون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم, فلا تتشبَّهوا بهم, لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه , ولكن جاء في متى 18: 1 ينبغي أن يُصلّى كل حين ولا يُملّ , يقول أحد الفصلين: صلوا بالإيجاز، ويقول الآخر: صلوا على الدوام وبلا انقطاع ,

وللرد نقول بنعمة الله : يكفي قليل من التأمل للدلالة على عدم تناقض القولين، فمتى يتكلم عن صلاة ظاهرية قاصرة على مجرد كلام, وقد زعم الأمم أن قيمة الصلاة في عدد كلماتها وكثرتها، ولذا كانوا يكررون أقوالاً وعبارات كثيرة بطريقة ميكانيكية دون أن تعبّر أقوالهم عن معانٍ في قلوبهم، فوبَّخ المسيح صلاةً كهذه بأسلوب صارم للغاية,

ولكن توجد في الوقت نفسه صلاة مستمرة مقبولة عند الله ومرضيّة أمامه، وهي صراخ القلب إليه باشتياق وإخلاص, وصاحب هذه الصلاة لا يفشل إذا أبطأ الرب في الإجابة, على أن المؤمن عند عدم استجابة صلاته سريعاً معرَّض لخطر الشك في استماع الله له فيكفّ عن الصلاة, ولذا يحثّنا المسيح في لوقا 18: 5-7 على الاستمرار في الصلاة حتى ولو ظهر كأن أبواب السماء موصدة في وجوهنا, والخلاصة أن المسيح يوبخ صلاة الأمم المطوَّلة المجرَّدة من المعنى وما يشابهها, ومن الجهة الأخرى يحضّ على اللجاجة في الصلاة الصادرة من قلب واثق مخلص,

ويحسن بنا أن نذكر أن بولس في 1تسالونيكي 5: 17 يحض على المواظبة على الصلاة قائلاً: صلّوا بلا انقطاع وكأنه يقول: لتكن حياتكم بالجملة حياة صلاة، ولتكن لكم دائماً شركة دائمة مع الله, عند أول وهلة يظهر قول كهذا مناقضاً لتعليم يسوع عن بطلان كثرة الكلام (متى 6: 7) ألا يعلم الله كل احتياجاتنا؟ فلماذا إذن نستمر في تكرار الطلب والتضرع إليه؟ الرد هو أن المسيح يعلّمنا أنه من الخطأ أن نظن أن كثرة الكلام تزيد الله علماً باحتياجاتنا، فمن هذا القبيل لا حاجة إلى الكلام مطلقاً، لأن الله يعلم كل احتياجاتنا قبل أن نعرفها نحن, ولكن في 1تسالونيكي 5: 17 يتكلم بولس عن حالة القلب، فيحضّنا أن نحيا دائماً في جوّ الصلاة، فنفتكر عن الله وننشغل به كما يفعل الطفل من جهة أبويه, فيجب أن نرغب على الدوام في بَسْط كل مسائلنا ومشاكلنا أمامه، والانقياد على الدوام بكلمته وروحه,

فنرى إذاً أن هذين الفصلين لا يتضمَّنان أقوالاً متناقضة، بل يؤيدان حقيقتين مهمتين: أولاهما أن الصلاة يجب أن لا تكون ميكانيكية على أساس الظن أن فاعليتها تتوقف على كثرة الكلام, والثانية أن حياة المسيحي يجب أن تكون حياة صلاة غير منقطعة وشركة دائمة مع الله,

****************************************************************************************************************

نقل هذا الجزء من موقع الدكتور العظيم / غالى  الذى أشتهر بإسم Holy_bible_1 لتطلع على المزيد أكتب فى محرك البحث على الإنترنت عبارة " الموقع الرسمي للدكتور غالي المعروف باسم هولي بايبل "

****************************************************************************************************************
هل نصلي بلا انقطاع ام نصلي باختصار ؟ 1 تسالونيكي 5: 17 و متي 6: 7-8

Holy_bible_1

الشبهة

هل الصلاة بلا انقطاع؟..نجد في 1تسالونيكي 5 :17 » 17صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ.«.

في حين أنه قد ورد في متى 6 : 7 و8
» 7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.. «.

***

الرد

في البداية ارجو الرجوع الي ملف

الرد علي شبهة هل نصلي باختصار ام نصلي باستمرار

وباختصار اكرر بعض الاشياء البسيطة

لايوجد تناقض بين العددين لان باختصار الرب في انجيل متي يقول لشعبه ان لا يكرروا الكلام الباطل في الصلاه مثل الامم التي تعتقد ان بكثرة التكرار في الصلاه ياخذون حسنات اكثر فيظلوا يكررون جمل باستمرا مع ركوع وقيام وكلما كررها يعتقد انه اخذ حسنات اكثر اما كلام معلمنا بولس الرسول هو عن حياة الصلاح الحقيقيه التي هي ليست تكرار كلام باطل ولكن هي الكلام والصله باستمرار مع الله مثل الابن الذي يشتاق ان يتكلم مع ابيه الذي يحبه باستمرار وبالطبع الابن لا يمل من الكلام مع ابه الذي يحبه ولا الحبيب يمل من الكلام مع حبيبته بل يشتاق ان يتكلم معها في كل حين وهكذا علاقتنا في حياة الصلاه الحقيقيه هي اشتياق ان اتكلم مع الرب حبيبي وليس تكرار بل حوار مستمر مع الله المحبوب

والعدد الاول يقول

انجيل متي 6

هذا الاصحاح يتكلم الرب فيه عن الصدقه والصلاه والصوم كعلاقه شخصيه مع الله وليست للتظاهر واكتساب حسنات ليوضح ان ما وصل اليه اليهود من خطأ فقد كان الفريسيين يصلون ويصومون ويتصدقون في مظهرية ليحصلوا على مديح الناس وإعجابهم وهو يدعون انهم يفعلون ذلك لكي يفعل بقية الناس هذا مثلهم. أماّ السيد هنا فيقول وماذا تستفيد من إعجاب الناس، السيد يطلب أن نكف عن المظهريات، وأن ندخل في علاقة حب وحياة حب عميق يربطنا مع الله أبينا. السيد يعطينا مفهوماً جديداً للعبادة أنها دخول إلى حضن الآب السماوى فى المسيح يسوع، وهذه علاقة خاصة سرية ليست للإعلان. فالرب يعالج هنا موضوع حب التظاهر وهو امر خطأ

6: 7 و حينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم فانهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم

العدد لايقول ويمنع تكرار الصلاه والتامل فيها ولكن يرفض تكرار الكلام باطلا اي الكلام الباطل

والامم حول اليهود كانت عندهم افكار شيطانيه بانهم يحفظون ثلاث او اربع جمل مديح اسم الههم ويظلوا يكرروها اوقات طويله وتختلف الحركات الجسميه في تكرارها من وقوف وسجود او دوران ووصل البعض من ان يجرح جسده اثناء تكرارها

سفر الملوك الاول 18
18: 26 فاخذوا الثور الذي اعطي لهم و قربوه و دعوا باسم البعل من الصباح الى الظهر قائلين يا بعل اجبنا فلم يكن صوت و لا مجيب و كانوا يرقصون حول المذبح الذي عمل
18: 27 و عند الظهر سخر بهم ايليا و قال ادعوا بصوت عال لانه اله لعله مستغرق او في خلوة او في سفر او لعله نائم فيتنبه
18: 28 فصرخوا بصوت عال و تقطعوا حسب عادتهم بالسيوف و الرماح حتى سال منهم الدم
18: 29 و لما جاز الظهر و تنباوا الى حين اصعاد التقدمة و لم يكن صوت و لا مجيب و لا مصغ

وهم يفعلون ذلك لسببين الاول هو اعتقاد بانهم بتكرار كلامهم يستجاب لهم وياخذون حسنات اكثر وثانيا هم يفعلون ذلك للمظهريه ولكي ينالوا اجر اكثر من الولاه والحكام لما يطيلوا الصلاه والدعاء لهم

والفريسيين بداوا في فعل ذلك كما قال رب المجد

انجيل متي 23
23: 14 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تاكلون بيوت الارامل و لعلة تطيلون صلواتكم لذلك تاخذون دينونة اعظم

فهم كانوا يطيلون الصلاه لكي يحصلوا علي اجر عالي في اثناء زيارتهم لبيوت الارامل ويطيلون صلواتهم ليمدحهم الناس على برهم وتقواهم، أو لظنهم أن الله يُخدع بكثرة الكلام. مثل هذا النوع من التكرار مرفوض.

فهو يقول تكررون الكلام باطلا لانه كلام لا ينبع من القلب فالتكرار الفمي للكلام بدون حتي الدخول في عمق معني هذا الكلام فهو باطل لان التكرار الباطل لن يستجاب له ولن ياخذ عليه احد حسنات لان هذا ليس فكر صحيح

فالصلاه يجب ان تكون بدافع محبة وعلاقه بين الانسان فالله فالانسان يحب ان يتكلم مع ابيه السماوي ويشتاق اليه وتخرج الكلمات من قلبه سواء شكر او تسبيح او طلبه يحتاج اليها الانسان ويصلي بثقه ان الرب سيستجيب له

والتكرار بلجاجه وبحراره ليس بخطأ ولكن لا يكون بنية التظاهر وتكرار شفوي والقلب منصرف تماما في شيئ اخر او بنية البحث عن اجر من الله والناس

فالمسيح كرر صلاته ثلاث مرات

انجيل متي 26
26: 44 فتركهم و مضى ايضا و صلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه

فتكرار الصلوات من قلب ملتهب بالحب ليس فيه عيب، ولكن تكرار الكلام والعقل غائب وراء أفكار أخرى مرفوض. إذاً فلنكرر الصلوات ولكن لا نقول كلمات لا نعنيها بل نفكر ذهنياً فيما نقول

رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل كورنثوس 14
14: 14 لانه ان كنت اصلي بلسان فروحي تصلي و اما ذهني فهو بلا ثمر
14: 15 فما هو اذا اصلي بالروح و اصلي بالذهن ايضا ارتل بالروح و ارتل بالذهن ايضا

ولا نقول سوى ما نقصده. والسيد نفسه طلب اللجاجة في الصلاة، وهو فعل هذا

انجيل لوقا 22
22: 44 و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض

فالصلاه اهم ما فيها اني اعرف ماذا اقول واقوله من القلب للرب

واقوله بايمان لذلك العدد يكمل ويقول

6: 8 فلا تتشبهوا بهم لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسالوه

فلا نتشبه بالتكرا الباطل مثل الامم للتظاهر او لنوال شيئ رغم ان قلبي منصرف بعيدا ولا يؤمن بالصلاه الا انها فرض يجب ان نؤديه فهذا الفكر هو باطل ولن يستجاب له

اما ابناء الرب فيتكلمون مع ابيهم السماوي بدافع المحبه ويشكرونه لانهم يؤمنون انه يستجيب لهم بما هو مناسب وما يراه هو وهو ما يسمي الطلبه بلجاجه ولكن ايضا حياة التسليم اي اسلم حياتي في يد الرب ليفعل الصالح لانه يعرف احتياجي قبل ان اقوله

ولتجهيز الانسان ليدخل في عمق الصلاه يحاج الانسان الي مقدمه ليطرد الافكار الغريبه من مشاغل العالم ويهدئ قلبه وبعده للدخول في محضر الله وحياة الشركه مع الله في حياة الصلاة

ولهذا يجب ان نبدأ بشيئ مهم وهو ابانا الذي في السموات

6: 9 فصلوا انتم هكذا ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك

هي للاعداد للصلاه وبعدها يقول الانسان بعض المزامير المناسبه لهذه الساعه ليتذكر مناسبه الساعه مثل محاكمة المسيح او صلبه او دفنه او قيامته وغيرها من مناسابات السواعي وبعد هذه المقدمه من المزامير والقطع يستطيع الانسان بعد ان اعد روحه ان يدخل في الصلاه الارتجاليه وينطلق قلبه بكلمات الحب المتبادل مع الله ومثل اب يطلب من ابيه طلبه بلجاجه نصلي طالبين احتياجاتنا وايضا نصلي شاركين الرب علي غني نحمته ورحمته وايضا نصلي لاجل الاخرين لنكون في حاة الشركة



الشاهد الثاني

رسالة بولس الرسول الاولي الي أهل تسالونيكي 5

في هذا الاصحاح معلمنا بولس الرسول يشجع مؤمنين تسالونيكي ويطلب منهم الحياه الروحية بانواعها فتكلم عن حياة السهر وحياة المحبة ثم الصلاه والعملة والحرارة في الروح القدس

5: 17 صلوا بلا انقطاع
5: 18 اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم

وهنا معلمنا بولس الرسول لايطلب ان نكرر الكلام باطلا ليكون يناقض ما قاله رب المجد ولكن هو يكرر ما قاله رب المجد

إنجيل مرقس 13: 33
اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ.

انجيل لوقا 18
18: 1 و قال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين و لا يمل

إنجيل لوقا 21: 36
اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ».

فهنا يتكلم عن الصلاه بحرارة الروح القدس فالصلاة بلا انقطاع تساعد على الامتلاء من الروح القدس وبالتالي أن نحيا في فرح (أية 16). فمن يصلي دائماً يكون له القدرة أن يفرح دائماً ويشكر دائماً في الضيق، والصلاة الدائمة هي الطريق لحب الناس والطريق إلي احتمال ضعفاتهم (آية 14، 15، 16) إذاً الصلاة الدائمة هي الطريق لما سبق. ويجب أن نصلى بلا انقطاع لأننا في حرب بلا انقطاع. ومن له جهاد في الصلاة الدائمة لن يطفئ الروح ومن يفعل سيضرم الروح فيه وسيعبد بالروح أي سيقوده الروح في كل شيء خصوصاً في عبادته. وسيفرح ولن يصير الروح داخله كالمياه الراكدة. أما من لا يصلي سيصير الروح داخله كمياه راكدة ويصير إنسان تحركه شهواته. الصلاة الدائمة هي عمل الملائكة خاصة الشكر (آية 18). بهذا تتحقق غاية الله فينا، في المسيح حياتنا، حيث تصير لنا الحياة السماوية معلنة في داخلنا كما في تصرفاتنا وإن كانت الصلاة تعني الصلة، فإن الصلاة الدائمة تعني العلاقة المستمرة مع الله أي أن يكون الفكر في اتصال دائم بالله وإدراك وجودنا في الحضرة الإلهية بلا انقطاع

فهذلا لايناقض عدم تكرار الكلام باطل بل يشرح كيف يجب ان نصلي بحرارة

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الباء

ماذا تعني الصلاة الدائمة؟

أ. إن كانت الصلاة تعني "الصلة"، فإن الصلاة الدائمة تعني العلاقة المستمرة مع الله وإدراك وجودنا في الحضرة الإلهية بلا انقطاع، في عبادتنا كما في أثناء عملنا، وفي يقظتنا كما في أثناء نومنا. يقولالقديس چيروم: [كان العبرانيون مطالبين أن يظهروا أمام الرب ثلاث مرات في السنة (خر ٢٣: ١٧)... إذ كان الكتاب المقدس يتحدث في سفر الخروج إلى أناس صغار (في القامة الروحية)، أما هنا فيحث النبي (الرسول) المؤمنين بالله أن يطلبوه على الدوام، إذ يأمرنا العهد الجديد بالصلاة بلا انقطاع[68].]


ب. الصلاة الدائمة في ذهن القديس هيلاري أسقف پواتييه هي تخطي حدود الجسد ومطالبه التي تربطنا على الدوام لنهتم بالأكثر بالروحيات، إذ يقول: [إننا ملتزمون أن نستخف بمطالب الجسد وأن نستمر في الصلاة بلا عائق[69].]

لا يعني هذا تجاهل الجسد واحتقاره, وإنما لأننا قد أُسرنا باحتياجاته بطريقة مبالغ فيها يلزمنا أن نتحرر من هذه العبودية لنحيا روحيًا فنعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله, فيما نهتم باحتياجات الجسد دون استعباد له نهتم بالروح بلا انقطاع!

كيف نمارس الصلاة الدائمة؟

يقول القديس أغسطينوس: [هل بقوله: صلوا بلا انقطاع يعني أننا نحني ركبنا ونطرح أجسادنا أو نبسط أيدينا بلا انقطاع؟ لو كانت الصلاة تعني هذا فإنني أظن أننا لا نقدر على الصلاة بلا انقطاع. وإنما يوجد نوع آخر داخلي للصلاة بلا انقطاع، وهي رغبة القلب إلى أمر يعمله... فإن كنت مشتاقًا إلى السبت (الراحة الأبدية) فأنت لا تكف عن الصلاة. إن أردت ألاَّ تمتنع عن الصلاة، فلا تكف عن الشوق إليها، فإن استمرار الاشتياق إنما هو استمرار للصلاة[70].]

فالصلاة الدائمة إنما هي التهاب القلب المستمر بل والمتزايد، في حنين لا ينقطع نحو الحياة الأبدية أو السكنى مع الله وفيه إلى الأبد. هذا الحنين يلتهب كلما خلع الإنسان عنه ثوب الدنس وارتدى بالروح القدس الناري الحياة المقدسة، منطلقًا من حياة الخطية المثقلة للنفس إلى الحياة الفاضلة في الرب التي تسحب الفكر والقلب وكل الأحاسيس نحو الإلهيات. وكما يقولالأب إسحق: [لا نقدر أن ننفذ هذه الوصية (الصلاة بلا انقطاع) ما لم يتنقَ عقلنا من كل وصمات الخطية إلى الفضيلة حتى يكون صلاحه طبيعيًا، ويتغذى على التأمل المستمر في الإله القدير[71].]

هذه الصلاة المستمرة تسندها الصلوات اليومية للسواعي، وكما يقولالقديس چيروم: [إن كان الرسول يأمرنا أن نصلي بلا انقطاع، وإن كان حتى النوم ذاته يُحسب توسلاً بالنسبة للقديسين، يلزمنا أن نحدد ساعات للصلاة، حتى إذا ما أعاقنا العمل يذكرنا الموعد نفسه بالتزامنا. الصلاة، كما يعرف الجميع، يلزم أن تمارس في الثالثة والسادسة والتاسعة وفي الفجر والغروب. لا تبدأ وجبة طعام بدون صلاة، وقبل ترك المائدة يلزم تقديم الشكر للخالق. يلزمنا أن نقوم في الليل مرة ومرتين ونراجع أجزاء من الكتاب المقدس التي نحفظها عن ظهر قلب. عندما نترك السقف الذي ننام تحته لتكن الصلاة هي سلاحنا، وعندما نعود من الشارع فلنصل قبل أن نجلس، ولا نعطي للجسد الهزيل راحة حتى تتقوت النفس[72].]

والمجد لله دائما
 

(ش2 ف11) قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 6: 13 ولا تُدْخلنا في تجربة لكن نجِّنا من الشرير، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين , وجملة لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد إلحاقية، ولا توجد في التراجم اللاتينية ولا في غيرها ,

وللرد نقول بنعمة الله : هذه التسبحة ثابتة في نسخ عديدة قديمة, ومما يدل على إنها أصلية وليست ملحقة: (1) كان اليهود يختمون صلواتهم بجملة تسبيحات تشبه الصلاة الربانية, قال آدم كلارك: ثبت عندي أنها أصلية لقدمها , (2) لأنها ثابتة في نسخ عديدة, 

(ش3 ف11) قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 6: 18 فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية , قال آدم كلارك إنها زائدة، وإن كرسباخ ووتستين وبنجل أسقطوها من النص ,

وللرد نقول بنعمة الله : في أول متى 6 تكلم المسيح عن الصدقة والصلاة والصوم، فقال: فمتى صنعت صدقةً فلا تصوِّتْ قدامك بالبوق إلى أن قال فلا تعرِّفْ شمالك ما تفعل يمينك , ثم قال في آية 4 لكي تكون صدقتك في الخفاء, فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية , ثم تكلم عن الصلاة فقال في آية 6 ومتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية, ثم تكلم عن الصوم وقال في آيتي 17 و18 وأما أنت فمتى صُمْت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية , فترى من هنا أن الكلام كله جرى على نسق واحد بديع، بحيث لو حذفت كلمة علانية من العبارة الثالثة لدلَّت عليها العبارتان السابقتان, فسياق الكلام يستلزم وجودها لفظاً أو تقديراً, ولا ننكر أن هذه اللفظة المذكورة في آية 18 لم تثبت في بعض النسخ، ولكنها ثبتت في غيرها، وسياق الكلام يدل عليها,

(ش4 ف11) قال المعترض الغير مؤمن:جاء في متى 6: 31 فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ ولكن جاء في 2تسالونيكي 3: 12 فمثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء ويأكلوا خبز أنفسهم , يظهر هنا كأن المسيح يعلّم عدم التبصّر أو عدم التدبّر، بينما بولس يلوم على هذا ,

وللرد نقول بنعمة الله : هل يقصد السيد في متى 6: 31-34 أن يعلّمنا الكسل والإهمال والإسراف؟ كلا على الاطلاق، وإنما يوصينا أن لا نشغل قلوبنا بهموم هذه الحياة, وهذا ما نستفيده من فصول شتى في العهدين القديم والجديد, تأمل مزمور 127: 2 باطل هو لكم أن تبكروا إلى القيام، مؤخّرين الجلوس، آكلين خبز الأتعاب, لكنه يعطي حبيبه نوماً ومزمور 5: 22 ألقِ على الرب همّك فهو يعولك, لا يدع الصديق يتزعزع إلى الأبد , وفيلبي 4: 6 لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلَم طلباتكم لدى الله ,

ثم إن 2تسالونيكي 3: 12 لا يعلّم الطمع أو البخل أو اشتهاء الأشياء الأرضية، بل يحرّض المؤمنين على الاجتهاد في العمل حتى لا تحل الفاقة بهم، فيصبحوا عالةً على الآخرين, فنرى أن هاتين الآيتين تتكلمان عن وجهين لموضوع واحد, فيسوع ينهى عن اشتهاء الأشياء الأرضية والسعي وراءها، وبولس ينهى عن التقاعد والكسل,

ونجد توحيداً لهاتين الوجهتين في تعليم بولس في 1 كورنثوس 7: 29-31, فعلى المؤمنين أن يعملوا باجتهاد دون أن يكونوا مستعبَدين لأشغالهم, فعلى كل مؤمن أن يتمم عمله بحسب الدعوة التي تلقّاها من الله، ذاكراً أن وطنه في السموات (فيلبي 3: 20 و21), فعلينا إذن أن نعمل لاكتساب معيشتنا، وأن نتذكر في الوقت نفسه أن الله يمدّنا بكل ما نحتاج إليه, ويجب على كل مؤمن أن يرى صدق هذين المبدأين في حياته العملية,

(ش5 ف11) قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 7: 14 ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه , وورد في 11: 29 و30 احملوا نيري عليكم وتعلَّموا منّي، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم، لأن نيري هيِّن وحملي خفيف , وفي هذا تناقض ,

وللرد نقول بنعمة الله : (1) المسيحية منزهة عن الفرائض الثقيلة، لأنها ديانة روحية لا تقوم بالأعمال الخارجية,

(2) إنها مناسبة للعقل والقلب والروح والأخلاق الشريفة,

(3) إنها تعلم الإنسان أن يترك الخطية والشرور، التي هي سبب البلايا, فهي صعبة بالنظر إلى قداستها، فالمسيحي يصلب الجسد وشهواته, ومع ذلك فهي خفيفة سهلة لأن الباعث الأصلي فيها هو المحبة, فإذا وُجدت المحبة في المسيحي رأى لذةً في طاعة الأوامر وترك الخطايا بسهولة، وهان على المحب كل شيء , فنير المسيح هيّن وخفيف، وهذا لا ينافي أن الطريق المؤدي إلى الحياة هو صعب وكرب، ولاسيما على الذين فضّلوا محبة العالم وانغمسوا في الرذائل, 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 

 

 

This site was last updated 06/28/14