Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح السادس  ص6: 17- 49 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا -  مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل13

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح السادس  ص6: 17- 49
4. تعاليمه الموعظة فى السهل أ. حديث شخصي للمتألِّمين (لوقا 6: 17-26)
4. تعاليمه ب. طوبة : من هم السعداء الحقيقيون (لوقا 6: 20-23) 
4. تعاليمه د . مظاهر السعادة ليست فى الغنى والشبع والضحك (لوقا 6: 24-26)
4. تعاليمه : التبشير بالمحبة والتسامح (لوقا 6: 27-46)
4. تعاليمه د . الحاجة للبناء على الصخر (لوقا 6: 47-49)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 6

4. تعاليمه الموعظة فى السهل أ. حديث شخصي للمتألِّمين (لوقا 6: 17-26)
تفسير (لوقا 6: 17) 17 ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيدا الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من امراضهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وبعد أن إختار فادينا تلاميذه الأثنى عضر وهو على الجبل ، نزل معهم ووقف فى منبسط من الأرض (سهل) هو وأولئك التلامبذ وجماعة من تلاميذه الآخرين ، وكان جمهور عظيم من الشعب ينتظره هناك ، وقد جائوا من كل اليهودية وأورشليم ، متكبدين مشقة السفر عشرات الأميال ، كما جاءوا من ساحل صور وصيدا المتاخمين للشعوب الوثنية فى أقصى الشمال من الأراضى المقدسة ، ليسمعوا تعاليم ذلك المعلم السماوى 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " ونزل معهم ووقف في موضع سهل " هناك موعظتين ألقاهم  يسوع بنفس الأفكار أحدهما ذكرت فى إنجيل متى وإشتهرت بإسم " الموعظة على الجبل " (مت 5- 7) والأخرى ذكرت فى إنجيل لوقا زإشتهرت بإسم "الموعظة فى السهل" (لو 6) والأثنين بالقرب من بحر طبرية فى منطقة التابغة
2) “يُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضمْ، وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ ”. في الأناجيل ھناك تمييز بين المريض جسدياً ومن تلبّسته الأرواح النجسة.
هذا بالرغم أن قوى الأرواح الشريرة قد تسبب أعراضاً جسدية، فإن الشفاء من كل منهما أمر مختلف. لقد شفى يسوع جميع من أُحضروا إليه. ونعلم من روايات أخرى أن الشفاء كان يستند أحياناً على: (أ)  إيمان الشخص المريض نفسه (ب) إيمان أصدقاء الشخص المريض (ج) وأحياناً كان الشفاء يأتي بدون وجود إيمان على الإطلاق (يو 5 : 1- 6أ)
الشفاء الجسدي لم يكن يعني دائماً أو يدل ضمناً على خلاص روحي فوري مباشرة ( يو 9)
تفسير (لوقا 6: 18) 18 والمعذبون من ارواح نجسة.وكانوا يبراون.

تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وليبرئهم من أمراضهم بقدرته الإلهية ، فأخذ يعلمهم ويشفى مرضاهم ويطرد الأرواح النجسة ممن كانت تقيم فى أجسادهم وتعذبهم ،
تفسير (لوقا 6: 19) 19 وكل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وقد كان الجميع يتهافت عليه ليلمسوه ، لأن قوة كانت تخرج منه فتبئهم جميعا ، فأى قوة تلك بذاتها وبغير تدخل اى عنصر سواها تقدر أن تمنح الشفاء لكل مريض مهما كانت خطورة مرضه أو إستعصاء شفائه ، إن لم تكن هى قوة الرب وحده القادر على كل شئ ، والذى لا يستحيل عليه شئ؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْه " .. نحويا فعل ماضٍ متصل (مجهول الصيغة معلوم المعنى) في الأسلوب الخبري. قوة الروح القدس كانت ساكنة في يسوع وكانت تتدفق منه نحو الآخرين عند الحاجة ( لو 5: 17 & 8: 46) (مر 5: 30)  الخدمة كانت تُخرج شيئاً من يسوع.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 6

4. تعاليمه  ب. طوبة : من هم السعداء الحقيقيون (لوقا 6: 20-23) 
تفسير (لوقا 6: 20) 20 ورفع عينيه الى تلاميذه وقال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد رفع مخلصنا عينيه نحو تلاميذه وأخذ يعلمهم ، ناصحا إياهم ، موضحا لهم الحقائق الخفية عنهم ، شارحا أسرار ملكوت السموات الذى جاء ليبذر مبادئه فى الأرض بواسطتهم ، معزيا أولئك التلاميذ عما سيلقون فى سبيل المهمة التى سيلقيها على عاتقهم من متاعب ومصاعب وإضطهادات وويلات ، تبلغ آخر الأمر القتل بأشنع الوسائل وأبشع الأساليب ، إذ قال لهم سعداء أنتم فإن لكم ملكوت الرب
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 27
هذه هى كلمات المخلص حينما كان يوجه تلاميذه ‘اة عمق الحياة تإنجيلية بعد أن غختارهم للرسولية ، ولكننا يجب أن نعرف من  هم المساكين الذين يتكلم لهم بمثل هذه الأمور العظيمة ، لأنه فى الإنجيل حسب متى مكتوب هكذا : " طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3) وهو يريدنا بهذا أن نفهم بكلمة المسكين بالروح أنه هو الإنسان الذى يفكر أفكار منخفضة عن نفسه ، وعقله منخفض بوضوح ، وقلبه لطيف ، ومستعد للطاعة والخضوع ، وهو برئ كلية من إثم الكبرياء .
مثل هذا الإنسان هو جدير بالإعجاب وهو صديق الرب حتى إن الرب قال بواسطة أحد أنبيائه القديسين : " إلى من أنظر إلا إلى المتضع والمنسحق الروح والمرتعد من كلامى؟ " (إش 66: 2) وداود النبى يقول : " إن المنسحق والمتواضع القلب لا يرذلة الله" (مز 51: 17)   والمخلص نفسه يقول : " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب " (مت 11: 29) وفى الدروس الموضوعة أمامنا الآن يقول إن المساكين سيكونون مغبوطون بدون أن يضيف كلمة " بالروح" ولكن البشيرين يتكلمون بهذه الطريقة لا كمتناقضين أحدهم مع الآخر ، بل كما لو كانوا فى أحيان كثيرة يقسمون الرواية بينهم ، فمرة يلخصون ، نفس التفاصيل ، وفى مرة أخرى فإن ما يهمله أحدهم يذكره ألاخر فى روايته ، حتى لا يخفى أى شئ نافع عن أولئك الذين يؤمنون بالمسيح . لذلك فإنه يبدوا محتملا أن المقصود بالمساكين الذين يطوبهم هم أولئك الذين لا يهتمون بالغنى ، وهم مرتفعون فوق الطمع ويحتقرون الهدايا الوضيعة ، وهم متحررون من محبة المال ، وهم  لا يعطون أى إعتبار لمظاهر التفاخر بالغنى وهكذا فإن بولس الحكيم يرشدنا بوضوح إلى أفضل التعاليم حيث يقول : " لنكن سيرتكم خالية من محبة المال ، كونوا مكتفين بما عندكم " (عب 13: 5) واضاف إلى هذا قوله : "  فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما" (1 تى 6: 8) لأنه كان ضروريا بصورة مطلقة ، لأولئك الذين سيكون عملهم هو الكرازة برسالة الإنجيل الخلاصية أن يكون لهم عقل لا يبالى بالغنى ، بل يكون منشغلا فقط بشهوة الأمور الفضلى ، وبالإضافة إلى ذلك فإن الحديث لا يؤثر على أولئك الذين لهم موارد كثيرة ، بل فقط على أولئك الذين شهوتهم فى الغنى ، ومن هم هؤلاء ؟ هم كل الذين تنطبق عليهم كلمات المخاص : " لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض" (مت 6: 19)
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ ”. فى إنجيل لوقا يُلقي يسوع ھ هذه العظة على تلاميذه فى سهل ، بينما في متى فى الموعظة على الجبل نجده يخاطب  مجموعات مختلفة في الحشد الكبير. والموعظتين  متشابهتين ولكنهما فى مكانين مختلفين والمتلقيين للعظة مختلفين أيضا
2) " طُوبَاكُمْ أَيها الْمَسَاكِينُ ”.  يربط متى سلسلة  التطويبات (مت 5 : 1- 12)  بالحياة  الروحية، بينما الصيغة المختصرة عند لوقا تبدو مرتبطة بالأحوال الاجتماعية [أي، الفقر ، الجوع ، البكاء، الكرا هية ، (لو 6:  20 - 22) ]
 كلمة طُوبَاكُمْ makarios) تعني “مغبوط” أو “مُشرَّف” “مغبوط” من “الغبطة”. سعداء  إن السعادة التي يمنحها الرب  / يهوه للمؤمنين لا تستند إلى ظروف مادية بل إلى فرح داخلي لا يوصغف وكان هذ الفرح بتطبيق تعاليم المسيح نتيجة للحب الجارف من آباء الكنيسة الأولى للمسيح هو الدافع لإنتشار المسيحية . هذه العبارات والأقوال. تعتبر خطابية من الدرجة ألأولى هتافية خطابية فيما يبدوا من شكلها في اللغة الآرامية والعبرية (مز 1 : 1) هذه الطوبى أو الغبطة تأتى من موقف الشخص من طاعة هذه التطويبات نحو الرب / يهوه وكذلك تطبيقها عمليا فى الحياة بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى
3) " مَلَكُوتَ لله ”. عبارة “مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ ” أو “مَلَكُوتَ لله ” أستخدمت أكثر من 100 مرة في  الأناجيل. إن متى، الذي يكتب إلى أناس من خلفية يهودية وكانوا حريصين إزاء لفظ اسم لله بسبب (خر 20: 7)، غالباً ما كان يستخدم عبارة “مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ"، رغم أنه في مت 6 : 33 & 12: 28 & 19: 24 & 21 : 31 ، 43)  (خر 20) وإنجيل :متى يستخدم عبارة “مَلَكُوتَ لله ”. ولكن إنجيل مرقس (مر 10 : 14)  كتبا لليونانيين
آيات توضح أن الملكوت هو حاضر ومستقبلي بآن معاً:
(أ) حاضر (مت 11: 12 & 12: 28 & 16: 19) (لو 11: 20 & 16: 16& 17: 21) والأمثال مثل : الزارع ، الزوان ، الخميرة  ، والشبكة
(ب) مستقبلى :  (دا 7: 27) (مت 13: 43 & 19: 38 & 25: 34 & 26: 29) (1كور 6: 9) ( 2بط 1: 11) (رؤ 20 )
تفسير (لوقا 6: 21) 21 طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون.طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 إذ قال لهم سعداء أنتم  ايها الجياع الان لانكم تشبعون ، إذ قال لهم سعداء أنتم  ايها الباكون الان لانكم ستضحكون ،
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 27
فى إنجيل متى يقول : " طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم سيشبعون " وأما هنا فهو يقول فقط إن الجياع سيشبعون ، لذلك فنحن نقول انه امر عظيم وسامى جدا أن نجوع ونعطش إلى البر ، أى نعتاد أن نشترك فى المساعى الجادة نحو التقوى ، لأن هذا هو معنى البر ، كما لو كان هو طعامنا وشرابنا ، وبمقدار ما يجب أن نعطى لهذه الفقرة أيضا معنى ، بحسب الشروحات السابقة فنحن نقول أيضا هكذا ، إن المخلص نطق بالطوبى لأولئك الذين يحبون الفقر الإختيارى ، لكى يمكنهم بكرامة وبدون تشتت أن يمارسوا سيرة الحياة  الرسولية ، لأن هذا يتطابق بوضوح مع عدم إقتناء ذهب ولا فضة فى مناطقهم ولا ثوبين ، وايضا أن يحتملوا خشونة كبيرة فى طريقة حياتهم ، ونادرا ما يحصلوا على الطعام لحاجتهم ، ولكن هذا أمر ثقيل على أولئك الذين يعانون الفقر والإضطهادات ، لذلك فإن ذلك الذى يعرف القلوب لا يسمح لنا أن نفقد روحنا المعنوية بسبب نتائج الفقر ، ولأنه يقول إن أولئك الذين يجوعون الآن لأجل تقواهم من نحوه ، سوف يشبعون أى سوف يتمتعون بالبركات العقلية والروحية المذخرة لهم .
إنه ينطق بالطوبى للباكين ، ويقول إنهم سيضحكون ، ولكننا نقول إن المقصود بالباكيين ليس مجرد الذين يذرفون بالدموع من عيونهم ، لأن هذا أمر عام للجميع بلا غستثناء سواء كتانوا مؤمنين أو غير مؤمنين وهو يحدث من طبيعة متألمة ، بل المقصود بالحرى هم أولئك الذين ينأون بأنفسهم عن حياة الملاهى والغرور واللذات الجسدية.
فعن ألولين نقول انهم يعيشون فى تمتع وضحك أما المؤمنون فيتخلون عن الترف ويتركون حياة الإهمال واللذات الجسدية وكل شئ آخر سوى البكاء وبسبب مقتهم للأمور العالمية فإن مخلصنا يعلن أنهم مغبوطون ، ولهذا السبب فقد أوصانا أن نختار الفقر ، وهو يكرم ألمور التى تصاحب الفقر بالضرورة ، مثل نقس الأشيء الضرورية للتمتع ، وإتضاع الأرواح الذى تسببه البلايا ، فإنه مكتوب : " كثيرة هى بلايا الصديقين ، ومن جميعها ينجيهم الرب" (مز 33: 19 س)
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “طُوبَاكُمْ أَييها الْجِيَاعُ الآنَ، لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ ”.  أفكار  عظة يسوع فى السهل فى لوقا هذه تبدوا مشابهة مع العظة التى ألقاها على الجبل فى متى إصحاحات (مت 5- 7) وبمقارنة هذه ألاية (لو 6: 21) مع الآية المشابهة لها فى  (مت 5: 6) "طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون ".
ذكر لوقا كلمة الجياع فقط ولم يحدد من هم الجياع؟ وجياع للطعام أم ماذا؟ ويفهم من هذه ألاية أنهم فقراء وجياع (لوقا 6: 21) “طُوبَاكُمْ أَييها الْجِيَاعُ الآنَ،" كما يحدد لوقا متى سيشبع الجياع .. بكلمة ألآن ..  وراح لوقا يؤكد على شبع الجياع  بتكرار كلمة “الآنَ ” مرتين في الآية 21 ومرتين في الآية 25 ) أى أن هؤلاء الفقراء البائسين الجوعى الذين يؤمنون بالمسيح ويتكلون عليه سيُباركون ويُكافئون مادياً  لأن الخلاص يبدل كل شئ ، أما متى فقدصنف هؤلاء الجياع بأنهم عطاش إلى صنع البر  (مت 5: 6)
والقارئ للتاريخ المسيجى يعرف أن معظم المؤمنين في الكنيسة الأولى في أورشليم كانوا فقراء (وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت بولس إلى أن يجمع تقدمات وتبرعات لهم من الكنائس اليونانية). ولكن لا يعد لوقا بأن الإنجيل سيغير فورياً ظروف المرء المادية، والمالية، أو الثقافية، بل يؤكد أنه سيبدل في الحال موقف المرء ورجاءه. والقارئ لسفر أعمال الرسل يجد أن كل شئ كان مشتركا بين المؤمنين
ويمكننا هنا أن نقول أن ألآيات التى تتكلم عن الجياع مرتبطة  ببعضها كحلقات السلسلة  فـ متى يتكلم عن الجياع إلى البر أى إلى عمل الخير وتقديم المعونة وهو شعور روحى يخص الأغنياء الذين آمنوا بالمسيحية تحركت فى أحشاءهم الرحمة وفعل البر لإطعام الجياع  وبهذا ينالوا الطوبى أى السعادة والفرح والبهجة الروحية ولوقا يتكلم  عن الفقراء الذين آمنوا ليس فقط ينالوا الطوبى لإيمانهم ولكنهم يشبعون من الطعام المقدم لهم من الأغنياء الأبرار على المائدة التى إشتهرت فى التاريخ القبطى بإسم مائدة أغابى والتى تعنى مائدة محبة حيث يأكل الأغنياء والفقراء من نفس الطعام وعلى نفس المائدة  وقد قال لنا يسوع  " الفقراء معكم في كل حين"  (يو 12: 8)  (مت 26: 11) والذى يقوم بتقديم خدمة إشباع الجياع وإعداد الطعام لهم هو يتعامل مع السيد المسيح نفسع أى أنه يطعم يسوع ذاته لأنه قال للذين عن يمينه "كنت جوعانًا فأطعمتموني، (مت 25: 35) وجعل يسوع مقياسا لعمل البر وهذا المقياس هو بر الكتبة والفريسين وهم قادة اليهود وعلمائهم حيث قال يسوع : "أن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين فلن تدخلوا ملكوت السموات" (متى 5: 20).
وسينال الغنى المحب للمسيح ومؤمن به وينفذ تعاليمه فى عمل البر بإطعام الجياع تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم  وملخص المعنى أن متى يتكلم عن المعطى الخيرات ولوقا يتكلم عن الفقير الجائع ألاخذ خاصة وهذا هو الفرق بين الجوع الروحى والجسدى ولكن الأثنين يربط بينهما رباط المحبة فى المسيح وحصلوا على الطوبى والسعادة فالمعطى والآخذ أخوة فى الرب يسوع ولكن عموما (أع20: 35)  " مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ "
تفسير (لوقا 6: 22) 22 طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم واخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إذ قال لهم سعداء أنتم  اذا ابغضكم الناس ونبذوكم وعيروكم وأهانوا اسمكم مفتريين الشر عليكم من اجل ابن الانسان
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 27
يسبق الرب فيذكر افضطهاد حتى قبل أن يذهب الرسل غلى إرساليتهم ، لقد سبق الإنجيل وأنبأ بما سيحدث ، لأنه كان متوفعا تماما أن أولئك الذين كرزوا برسالة افنجيل ، وجعلوا يهجرون طريقة عبادتهم الناموسية ليتعلموا طريق افنجيل للحياة الفاضلة ، بينما هم أيضا يربحون عابدى الأوثان إلى الإعتراف بالحق ، كان متوقعا أن هؤلاء يحتكون بكثير من الهراطقة والأشرار  لأن مثل هؤلاء هم الذين فى عداوتهم ضد التقوى ، يثيرون حروبا وإضطهادات ضد الذين يبشرون بيسوع ، ولكى يحفظ تلاميذه من السقوط ، فى محنة شديدة تفوق العقل حينما يأتى الوقت الذى فيه تهجم عليهم هذه المصائب من جهة أو أخرى ، فإنه يسبق وينبههم لأجل منفعتهم ، أنه حتى هجوم ألأشياء المحزنة لالتى يصعب إحتمالها سوف تأتى معها بمكافأتها وفائدتها لهم ، فكأنه يقول : " لأنهم سيعيرونكم كمخادعين وكمضللين ، وسوف يفرزونكم من وسطهم وحتى من صداقتهم ومجتمعهم" ولكن لا تدعوا أى شئ من هذه الأشياء يزعجكم  كأنه يقول : " لأنه أى أذى يمكن أن يلحقة اللسان الشرير بالعقل المثبت الراسخ ، لأنه يقول إن إحتمال معاناة هذه الأشياء لن يكون بدون ثمره ، لأولئك الذين يعرفون كيف يحتملون بتقوى ، ولكن هذا هو عربون السعادة العليا ، وبالإضافة إلى ذلك يقول لهم لفائدتهم ، ألأنه يحدث لهم شئ غريب حتى حينما يعانون من هذه الأشياء ، بل العكس فإنهم سوف يشبهون أولئك الذين قبلهم كانوا حاملى كلمات الرب غلى الإسرائيلين ، والذين اضطهدوا ، ونشروا ، وماتوا قتلى بالسيف ، وإحتملوا تلعييرات الواقعة عليهم ظلما - ولذلك فهو يريد أيضا أن يفهم تلاميذه أنهم سيصيرون شركاء مع أولئك الذين يتمثلون بأعمالهم ، وأنهم لن يفشلوا فى ربح إكليل الأنبياء بعد أن ساروا مثلهم فى نفس الطريق . 
انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " طوباكم اذا ابغضكم الناس "   إن الإيمان بيسوع هو الدخول من الباب الضيق والطريق ليس مفروشا بالورود نعم سنأخذ بركات عديدة ونعم كثيرة   ولكن لن يسكت الشرير رئيس هذا العالم  وهو يرى مملكته تنهار  وسلطانه يتهاوى فنجد الإسلام يحض أتباعه  على بغض الأقباط  حيث اتفق أهل العلم من شيوخ المسلمين أيضاً على أن بغض الكافر المسالم الذي لا يُحارب الدين وأهله جائز ولا تثريب على المسلم في ذلك لأن الكافر هو الذي تعاطى أسباب وموجبات البغض الديني  ويمكنك أن تقرأ  على شبكة الإنترنت كتاب: الولاء والبراء والعداء في الإسلام وفتاوى أبن تيمية وغيره وهناك أبواب فى كتب تفسير القرآن تسمى "منهج التعامل مع الكفار"  وكتب الأزهر والمنهج الذى يعلم المسلمين فى مدارس مصر وغيره تعلم المسلمين كيف يبغضوا الكافر والبغض هنا يبدأ بالترغيب بالتقية بالتقرب للكافر والتودد إليه حتى يعتنق الإسلام وإذا رفض فهنا يتحول الوجه إلى سرقة الكافر والإستيلاء على ممتلكاته وأرضه وقتله وتكون زوجته ملكة يمين لهم بأمر الله إله الإسلام والكافر هو غير مسلم  وقد تنبأ السيد المسيح عن هؤلاء المسلمين الذين يبغضون أتباعه فى هذه ألاية وغيرها قائلا  (لوقا 6: 22) " طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم واخرجوا اسمكم كشرير "   وقد أكدها يسوع فى متى فقال (مت 5: 10- 11) " طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات.  طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. " ومن الواضح أن هذه البركة أو الطوبى مختلفة عن غيرها وذلك لوجود ظرف شرطي - الاضطھاد أو البغضاء (أع 14: 22) (رو 5: 3- 4 & 8: 17) (فيل 1: 29) (اتس 3: 3) (2 تيم 3: 12) (يع 1: 2- 4) (1بط 3: 14 & 4: 12- 19 ) (رؤ 11: 7 & 13: 7) هذه التطويبات هو الفرح بالبركات المعلنة التى يحصل عليها المؤمن من المسيح الآن وفى ألآخرة
:2)  ابْنِ الإِنْسَانِ ”.  راجع شرح إبن ألإنسان فى (لو 6: 5)   
تفسير (لوقا 6: 23) 23 افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا.فهوذا اجركم عظيم في السماء.لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء.لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء  وقد كان تلاميذ مخلصنا مساكين لأنهم فقراء ، ولأنهم حتى القليل الذى كانوا يملكونه تركوه ليتبعوا معلمهم الإلهى ، ويكرسوا حياتهم لخدمته والتبشير برسالته ، وكانوا مساكين أيضا لأنهم متواضعين بسطاء أبرياء ، غير متكبرين ولا ماكرين ولا خبثاء ولكن كان ينقصهم السعادة لهذا السبب فى مملكة الناس ، فإنهم سيكونون لهذا السبب نفسه سعداء فى ملكوت الرب ، وقد كانوا جياعا فى ذلك الحين لا يكادون يجدون ما يسد الرمق بسبب عوزهم وبسبب إنشغالهم بتأدية رسالتهم ، ولكن حاجتهم فى  الأرض إلى طعام ستتحول فى السماء إلى شبع ، لا من اكل وشرب مادى مآله إلى نفاذ وفناء ، وإنما إلى نعمة وبركة روحية خالدة القداسة أبدية البقاء ، وقد كانوا فى ذلك الحين يذرفون الدمع باكيين توجعا من الناس أو تفجعا عليهم على ما يعانون من مظالم وآلام ، أو ما يقترفون من خطايا وآثام ، ولكن بكائهم هذا الذى يصدر عن براءه نفوسهم وسمو مشاعرهم ونبل مقاصدهم ، سيتحول فى الملكوت إلى فرح ، ومسرة وسعادة وتهلل ، شأن الأبرار الصالحين والأطهار القديسين ، وقد كانوا معرضين لسخط الأشرار من الناس عليهم وكراهيته لهم ونبذهم إياهم ، وتعييرهم وإهانتهم بسبب ‘نتسابهم للمسيح وتسميتهم بالمسيحيين ، وإفترائهم الشر عليهم من أجل إنتمائهم إلى مخلصنا وندائهم فى كل مكان بالدعوة إلى الإيمان به ، وإستعانتهم فى التبشير به إلى حد الموت من أجله ، ولكن هذا كله لا ينبغةى أن يحزنهم أو يحز فى نفوسهم ، وإنما فليفرحوا ويتهللوا فى ذلك اليوم الذى يكابدونه فيه ، لأن أجرهم سيكون عظيما فى السماء ، حيث تنتظرهم محبة الرب وإحتضانه لهم وتكريمه إياهم وإسباغه المجد الأبدى عليهم ، ولأن هذه الشرور والأحقاد التى سيبديها اليهود وغيرهم نحوهم ، والإساءات والإضطهادات التى سيلحقونها بهم ، ليست امرا جديدا على اليهود ، وإنما ورثوها عن آبائهم الذين ظلوا طوال تاريخهم يبدون الشر والحقد نحو أنبيائهم الأبرار الأطهار ، ويلحقون بهم أبشع الوان الإساءه والإضطهاد ، وقد قتلوا الغالبية العظمة منهم  *  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “اِفْرَحُوا.... وتهلَّلُوا”. نحويا كلاهما أمر ماضٍ بسيط. تطبيق المؤمنين لتعاليم يسوع وتصرفاتهم وسط الضيق والإضطهاد والرفض والتعذيب هى شهادة قوية على خلاصهم  ودينونة لمضطهديهم ، والتطويبات هى الشعور بالسعادة والفرح من أجل تطبيق تعاليم يسوع ، هذا الفرح هو أمر إلهى  هو فرح من نوع عجيب يصاحب الإنسان فى حياته كما أنه سيكافأ أيضا فى ألاخرة حيث يقول يسوع لنا تعالوا إلى يا مباركى أبى رثو الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم 
2) "لأَنَّ آبَاءهم هكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ ”. الاضطهاد الديني ليس أمراً جديداً. أولئك الذين يمارسونه يعتقدون أنهم يخدمون لله (يو 16: 2) ولما كان الأنبياء من اليهود والشعب يهودى من ذات الجنس فقد كان اليهود لھم باعٌ طويلٌ في بداية هذا النوع من الإضطهاد وتعلم منهم الأمم هذا النوع من الإضطهاد مثل الوثنيين والمسلمين  (عب 11: 36 - 40)
ولكن هناك معنى ضمني بأن تلاميذ يسوع وأتباعه هم رسل وأنبياء العهد الجديد  لقد كانوا يتنبأون بالنبأ الرب / يهوه السار
السار. الناطقون باسم الرب / يهوه  في العهد القديم نُبذوا واضطهدوا والآن نفس الأمر يجري مع يسوع وأتباعه فى العهد الجديد ويذكر التاريخ ما عاناه المسيحيين من الرومان الوثنيين ومن المسلمين حتى يومنا هذا  من سرقة وتنكيل وإغتصاب وقتل 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 6

4. تعاليمه  د . مظاهر السعادة ليست فى الغنى والشبع والضحك (لوقا 6: 24-26)

تفسير (لوقا 6: 24) 24 ولكن ويل لكم ايها الاغنياء.لانكم قد نلتم عزاءكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم نادى مخلصنا  قائلا : "   ولكن ويل لكم ايها الاغنياء.لانكم قد نلتم عزاءكم.
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 29
إقبلوا تلك لأشياء التى تقودكم إلى الحياة الأبدية ، لأنه مكتوب ان الإنسان لا يحيا بالخبز وحده ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4: 4)  كل الكتاب هو بالحقيقة موحى به من الرب ، ولكن هذا يون صحيحا بنوع خاص من كلام الإنجيل ، لأن الرب الذى أعطى فى القديم الناموس الذى يتكون من رموز وظلال بواسطة خدمة موسى ، هو نفسه إذ قد صار إنسانا تكلم إلينا ، كما يشهد بولس قائلا : " الله بعد ما كلم الأباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة ، كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى إبنه" (عب 1: 1) فنحن متعلمون فى الرب ، لأن المسيح هو بالحق الرب وإبن الرب ، لذلك فلنثبت إنتباهنا بحرص على ما يقول : " ويل لكم ايها الأغنياء لأنكم قد نلتم عزاءكم" ومناسب جدا أن يضاف هذا القول على الحديث الذى سبق ، لأنه بعد أن يبين أن الفقر لأجل الرب هو أصل كل بركة ، وقال إن جوع القديسين وبكاءهم لن يكون بدون مكافأة ، فإنه يتقدم ويتكلم عن الأمور المضادة ويقول عنها إنها تجلب الحزن والدينونة ، لأنه يلوم الأغنياء ، وأولئك الذين ينغمسون بدون إتزان فى الملذات وهم دائما فى الملاهى والأفراح أى فى الملذات العالمية ، وبذلك فإن المسيح لا يترك وسيلة دون أن يستخدمها لمنفعة لمنفعة الذين يقتربون منه وخاصة الرسل والقديسين ، لأنه إن كان إحتمال الفقر لأجل الرب ، مع الجوع والدموع - التى تعنى التعرض للألم والضيقات فى سبيل التقوى - إن كانت هى نافعة أمام الرب ، وهو ينطق بثلاثة تطويبات (تطويب الفقر ، وتطويب الجوع ، وتطويب البكاء).. لأولئك الذين يختملونها ، فإنه ينتج بالضرورة أن أولئك الذين يعتنقون الرزائل المضادة لتلك الفضائل ،  أن يكونوا معرضين إلى أعظم لوم
لذلك فإن الناس يمكن أن يربحوا فى العمل والفقر الإختيارى لأجل الرب بواسطة شهوة الأكاليل وأيضا من الجهة الأخرى فإنهم يمكن أن يهربوا من الغنى ومن الحياة فى التنعم واللهو عن طريق الخوف من العقاب الذى يهددون به لذلك فهو يقول أن ألولين هم ورثة لملكوت السموات ، وأما ألاخرين فإنهم سيتورطون فى بؤس فائق ، لأنه يقول : " لأنكم قد نلتم عزاءكم"
وتتاح لنا الفرصة أن نرى هذا الحق موضحا بطريقة جميلة فى أمثال الإنجيل كما لو كان فى رسم لأننا قد سمعنا الإنجيل يقول إنه كان هناك إنسان غنى يلبس الأرجوان والبز ، وكان لعازر المسكين مطروحا عند بابه مضروبا بالفقر والقروح ، والغنى لم يشعرب بأى غشفاق من نحوه ، ولكن الإنجيل يقول أن لعازر حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم بينما الغنى كان فى العذاب واللهيب ، وحينما راى الغنى لعازر فى راحة وسعادة فى حضن إبراهيم ، وتوسل قائلا : " يا ابى إبراهيم إرحمنى ، وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ليبرد طرف لسانى ، لأنى معذب فى هذااللهيب (لو 16: 24) ولكن ماذا كان جواب إبراهيم المبارك؟ : " يا ابنى إذكر أنك أستوفيت خيراتك فى حياتك وكذلك لعازر البلايا ، والآت هو يتنعم وأنت تتعذب " (لو 16: 25) لذلك فحق ما يقوله المسيح هنا عن أولئك الذين يعيشون فى غنى وتنعم ولهو : " لأنكم قد نلتم عزاءكم " ويقول عن أولئك الشباعى الآن إنهم سيجوعون ، وعن الضاحكون ألآن إنهم سيحزنون ويبكون .
ولكن هيا بنا ودعونا نفحص الأمر بين انفسنا ، إن مخلصنا فى أمثاله قد تكلم هكذا ، إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا ، واحد فريسى والآخر عشار ، أما الفريسى فوقف يصلى فى نفسه هكذا ، اللهم أنا اشكرك أنى لست مثل باقى الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار ، أصوم مرتين فى الإسبوع وأعشر كل ما أقتنى ، وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء ، بل قرع على صدره قائلا : اللهم إرحمنى أنا الخاطئ .. الحق أقول لكم أن هذا نزل إلى بيته مبررا دون ذاك (لو 18: 1- 14) لأن الفريسى المتكبر كان يفتخر على العشار ، وإذ إدعى لنفسه رتبة واضع الناموس ، ادان رفيقه الذى كان من واجبه أن يظهر شفقة من نحوه ، أما العشار فلأنه قد أدان ضعفه الخاص فإن ذلك أدى إلى تبريره ، لأنه مكتوب " أعلن خطاياك أولا لكى ما تتبرر" (إش 43: 26 س) لذلك فلنفك أولئك الذين يعانون من المراض ونطلقهم أحرارا  ولا ندينهم ، وذلك لكى ما يحلنا الرب من خطايانا ، لأنه هو لا يدين بل بالحرى يظهر رحمة.
والرحمة لها إتصال وثيق بالفضائل التى تكلمنا عليها الآن ، وهى الصفة التى يذكرها بعد ذلك ، لأنها أمر ممتاز جدا وهى تسر الرب جدا ، وهى مناسبة جدا لأقصى درجة ومناسبة جدا بصورة فائقة للنفوس التقية ، والتى فيما يخصها يكفينا أن نطبع فى أذهاننا أنها صفة من صفات الطبيعة الإلهية ، لأنه يقول : " كونوا رحماء كما أن أباكم السماوى رحيم " لقد أعطانا تأكيدا كاملا أننا سنكافأ بيد  سخية من الرب الذى يعطى كل الأشياء بسخاء لأولئك الذين يحبونه ، وذلك أنه يقول " كيلا جيدا ملبدا فائضا يعطون فى أحضانكم " (لو 6: 38) ويضيف أيضا : " لأنه بنفس الكيل الذى به تكيلون يكال لكم" ولكن هناك تناقض ظاهر بين الإعلانين ، لأنه إن كنا سننال كيلا جيدا وملبدا وفائضا ، فكيف سيكال لنا بنفس الكيل الذى نكيل به ؟ لأن هذا يتضمن مكافأة مساوية لنا وليست مكافأة فائضة جدا فوق كل المقاييس ، فماذا نقول إذا إن بولس كلى الحكمة قد حررنا من هذه الصعوبات بأن قدم لنا حلا لهذه الأمور ، لأنه يقول إن " من يزرع بالشح" وهو يعنى بذلك من يوزع حاجات الحياة الضرورية على اولئك الذين هم فى ضيق وعوز بقلة وكما لو كان بيد مغلقة وليس بسخاء وإتساع ، " فبالشح أيضا يحصد  ،  والذى يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد " (2 كو 9: 6) وهو يعنى بذلك أنه يعطى بسخاء ، حتى أنه إذ كان أحد ليس له ما يعطيه فإنه لم يخطئ بعدم عطائه ، لأن الإنسان يكون مقبول بحسب ما له وليس بحسب ما ليس له  ، وهذا هو ما علمنا إياه ناموس موسى بالرمز ، لأن أولئك الذين تحت الناموس كانوا يقدمون ذبائح للرب بحسب ما يملكون وبحسب ما يستطيعون أن يحتملوا ، فالبعض مثلا يقدمون العجول والبعض يقدمون الكباش ، أو الخراف ، أو اليمم أو الحمام ، أو العصافير ، أو الدقيق المخلوط بالزيت ، ولكن حتى ذلك الذى يقدم هذا (الدقيق) .. لأنه ليس له عجل ليقدمه ، ورغم أن هذا قليل جدا ويمكن الحصول عليه بثمن رخيص جدا ، فإنه يكون مساويا للآخر (أى الذى قدم العجل) فيما يخص نيته.   
هذا أيضا يجب أن نبحثة فيما بين أنفسنا ، لأنه هل كل من هو غنى ، ويملك ثروة وفيرة هو بالتأكيد مقطوع الرجاء من جهة نعمة الرب ؟ هل هو مغلق عليه تماما من جهة رجاء القديسيم ؟ وهل ليس له ميراث ولا نصيب مع الذين يكللون ؟ نقول ليس الأمر هكذا؟ بل بالحرى على العكس ، إن الرجل الغنى لو أظهر رحمة على لعازر لصار مشتركا فى عزائه / لأن المخلص أوضح طريقا للخلاص لأولشك الذين يملكون الغنى الرضى بقوله : " إصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فديتم يقبلونكم فى المظال الأبدية " (لو 16: 9) 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  “وَيْلٌ ”. الكلمة :ouai تعني “واحَسْرتاه / واأَسَفاه”. كانت هذه الكلمة صيغة نبوية تُستخدم في الترجمة السبعينية بالغة اليونانية لبداية ترنيمة جنائزية تشير إلى الدينونة.
  وهذه الكلمة تتوازى مع كلمة طوبى ولكنهما متضادتان ومتاعكستان فمن لا يطبق تعاليم يسوع لن يحصل على بركات لوقا هو الإنجيل الوحيد الذي يدون هذا القسم الذي يشير إلى لعنة (الآيات 24 - 26) وكان متى يقوم عن عمد بإجراء مقارنة مع موسى مشابها للنمط الموسوى فالذى ورد فى (تث 27- 28) فسم البركات واللعنات
2) " الأَغْنِيَاءُ ”. الأغنياء يُفرزون خارجاً بسبب أوهامهم بالاكتفاء الذاتي وأنه لا توجد حياة أخرى بعد الموت  ويتكلون على أموالهم قائلين اليوم نأكل ونشرب لأن غدا نموت  “الويلات” هى عكس “البركات”.
ولكن 8 : طرق لله تختلف عن طرقنا (أش 55: 8- 9) إن ما يبدوا إزدهارا ورخاءا قد يكون فى الواقع لعنة ويوجد كثير من أالأغنياء حزانى لأنه ينقصهم شئ ما فالحياة لا تعطى الإنسان كل ما يتمناه دائما
3) "نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ" ..  نحويا حاضر مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري. وايتكلم لوقا عن أن الغنى نال العزاء بينما يتكلم متى عن نوال الأجر فى الأرض الذى يختلف بالطبع عن الأجر فى السماء (مت 6 : 2، 5، 16) فى هذه العبارة (وفي الويلات الثلاثة التالية أيضاً).
تفسير (لوقا 6: 25) 25 ويل لكم ايها الشباعى لانكم ستجوعون.ويل لكم ايها الضاحكون الان لانكم ستحزنون وتبكون.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ويل لكم ايها الشباعى لانكم ستجوعون.ويل لكم ايها الضاحكون الان لانكم ستحزنون وتبكون
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 29
إن بولس المبارك ينطق بالحق حينما يقول : " إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة " (2كو 5: 17)  لأن كل الشياء قد صارت جديدة فيه بواسطته ، كل الأشياء أى العهد ، والناموس وطريقة الحياة ، ولكن أنظروا بدقة ولاحظوا كيف أن طريقة الحياة الموصوفة هنا تليق بصورة شاملة بأولئك المعلمين القديسين ، الذين كانوا عتيدين أن يكرزوا برسالة الخلاص فى كل أركان العالم ، ومع ذلك فبسبب هذا الأمر نفسه (أى الكراوة) ينبغى أن يتوقعوا أن مضطهديهم سيكونون كثيرين ، وأنه سيتآمرون صدهم بطرق محتلفة كثيرة ، فلو كانت النتيجة غذا أن التلاميذ قد صاروا ناقمين على هذه المضايقات وكانوا يرغبون فى الإنتقام من أولئك الذين ازعجوهم ، لكانوا قد ظلوا صامتين وعبروا بهم دون أن يقدموا لهم لارسالة الإلهية ، ولا أن يدعوهم إلى معرفة الحق ، لذلك فقد كان ضروريا أن يشد ذهن المعلمين القديسين بإحساس عال من واجب الصبر ، لكى يجعلهم يحتملوا كل ما يمكن أن يحل بهم ، حتى لو شتمهم الناس ،  وتآمروا ضدهم بلا مخافة ، وهكذا كان سلوك المسيح نفسه قبل كل الاخرين ، وذلك كمثال لنا ، لأنه بينما كان لا يزال معلقا على الصليب الثمين ، بينما كان الشعب اليهودى يهزأون به فإنه قدم للرب صلوات من أجلهم قائلا : " إغفر لهم لنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " (لو23 : 34) وأيضا استفانوس المبارك يقول : " نشتم فنبارك ، يفترى علينا فنعظ" (1كو 4: 12)
لذلك فإن تعليم الرب كان ضروريا للرسل القديسين ، ونافعا جدا لنا نحن أيضا لكى يلزمنا أن نعيش بطريقة صائبة ومثيرة للإعجاب ، لأنها مملوءة من كل حكمة ، ولكن افكارنا المسبقة الخاطئة وتمرد شهواتنا الشديدة ، يجعلها أمرا صعبا على أذهاننا أن نتممها ، لذلك فهو إذ يعرف أن الإنسان النفسانى لا يقبل هذه الأمور ويعتبر كلام الروح جهالة وغير ممكن تحقيقة ، فهو يفصل هؤلاء (النفسانيين ) عن أولئك الذين يستطيعون أن يسمعوا ويقول : " أقول لكم أيها السامعون والمستعدون أن تتممو فى كلماتى ، لأن مجد الثبات الروحانى سظهر فى التجارب والأتعاب ، لذلك تمثلوا بالمسيح  فى هذه الأشياء : " الذى حينما شتم لم يكن يشتم عوضا ، وإذ تألم لم يكن يهدد ، بل كان يسلم لمن يقضى بعدل " (1 بط 2: 23) ولكن ربما ستعترضون قائلين فى داخلكم : " المسيح هو الرب أما انا لإإنسان ضعيف وليس لى إلا عقل ضعيف وغير قادر أن يقاوم هجمات الشهوة والألم " إنك تتكلم بصواب لأن عقل الإنسان ينزلق بسهولة إلى الخطأ ، ومع ذلك اقول إن الرب لم يتركك محروما من رخمته ومحبته ، فأنت حاصل عليه فى داخلك بواسطة لاروح القدس ، لأننا نحن مسكنه ، وهو يسكن فى نفوس أولئك الذين يحبونه ، إنه يعطيك قوة لكى تحتمل بنبل كل ما يحل بك ، وأن تقاوم برجولة هجمات التجارب لذلك ، " لا يغلبنك الشر ، بل غغلب الشر بالخير " (رو 12: 21)    *
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1)“وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّھَا الضَّاحِكُونَ ”. يبدو أن هذه العبارة تشير إلى المرح السطحي المتعلق بالراحة الأرضية الدنيوية.نتيجة لضمان المعيشة والإتكال على الغنى والمال أو السلطة وغيرها  هذه الويلات هى النقيض من بركات يسوع للمؤمنين (الآية 23)
تفسير (لوقا 6: 26) 26 ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس حسنا.لانه هكذا كان اباؤهم يفعلون بالانبياء الكذبة
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس حسنا.لانه هكذا كان اباؤهم يفعلون بالانبياء الكذبة" فلا ينبغى للتلاميذ أن تخدعهم سعادة الأغنياء ، لأن أولئك قد إتكلوا على أموالهم ، وتوهموا أن فيها سعادتهم ولم يتكلوا على الرب ، جاهلين أو متجاهلين ما فى الإتكال على الرب من سعادة حقيقية خالدة ، أما  المال  فمهما سعدوا به فسيفنى ، ومن ثم ستفنى معه سعادتهم الزائفة به ، ولا يبقى لهم إلا غضب الرب عليهم ، لأنهم إذا تجاهلوه سيتجاهلهم ، وفى تجاهلهم الويل كل الويل لهم ، ولا ينبغى للتلاميذ أن يخدعهم شبع الذين جعلوا كل همهم فى بطونهم ، وفى الإستمتاع بكل ما تتلذذ به أجسادهم من مأكل ومشرب مادى ، تاركين أرواحهم تعانى الجوع من جزاء إبتعادهم عن الغذاء الإلهى ، الذى هو تقوى الرب ومراعاة وصاياه وتوثيق الصلة به ، ومن ثم فإنهم بعد فناء أجسادهم ستظل أرواحهم فريسة ذلك الجوع الذى يؤدى إلى شقائهم وعذابهم الأبدى ، ولا ينبغى للتلاميذ أن يخدعهم ضحك الضاحكين الذين يجدون متعتهم ومسرتهم فى مباهج هذا العالم وصفاته الجسدية ، لاهين عما تؤدى إليه حياة القداسة والطهارة الروحية من متعه فى السماء لا تفوقها متعه ، ومن مسرة لا تضاهيها مسرة ، ومن ثم فإنهم على قدر ما يبتهجون ويضحكون فى الأرض ، سيحزنون ويبكون فى السماء ، ولا ينبغى للتلاميذ أن يخدعهم نفاق أولئك الذين يبذلون  جهدهم  فى إرضاء جميع الناس ، متعلقين غياهم غير منددين بشرورهم ليمتدحهم الناس ويبجلوهم غير مهتمين بما هو أهم من ذلك وهو إرضاء الرب بسلوكهم سبله ، ومصارحتهم الأشرار من الناس بما فيهم من شر ، وتوجيههم إلى ما ينبغى أن يتصفوا به من خير ، ومن ثم سيغضب الرب على أولئك المنافقين ، وإن رضى جميع الناس عنهم ، وفى غضب الرب تعاستهم وهلاكهم ، وقد كان من شأن الأنبياء الكذبة الذين سبق لهم أن إمتدحوا آباء اليهود ولم يوبخوهم على شرورهم ، فإمتدحهم آباء اليهود وبجلوهم ، فى حين نكلوا بالأنبياء الصالحين الصادقين وقتلوهم .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَنًا”. وتعنى  بعمل أشياءا وإظهارها ليراها الناس بهدف جلب مديحهم وثنائهم  مثل المسلمين الذين يصلون فى الشوارع والزوايا ويظهرون للناس صائمين  فالصوم والصلاة والصدقة يفعلونها المسلمين علانية بهدق التفاخر والتظاهر وجلب مديح الناس ويحجون بهدف شراء لقب خاج أما المسيحية فتأمر بأن الصلاة والصوم والصدقة يجب أن تكون فى الخفاء فتعاليم الإسلام إذا عكس تعاليم المسيحية لأنهما ليس من مصدر واحد  - وعبارة جميع الناس هى عبارة صعبة التطبيق لأن الناس لا يجتمعون أبدا فى آرائهم وإن إجتمعوا فهناك شئ غير طبيعى وعموما علينا ألا نسعى وراء محاباة أو تهليل العالم بأي ثمن وقد وضع يسوع شرطا بـ أن تكون أعمالنا الحسنة تهدف جزب التمجيد للرب (مت 5: 16) فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات  .. وشرط على الأسقف أن تكون له شهادة حسنة في (1 تيم 3 :7 ) "ويجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير وفخ ابليس" ، ويجب على رجال السلك الكهنوتى من أكبر رتبة مثل البابا إلى أصغر رتبة الشموسية مرورا بالمطارنة والأساقفة والكهنة وسائر الرتب  محاولة إزالة ما يجعلهم عرضة للانتقاد وذلك من أجل إعلان وإظهار صورة حسنة للمسيحية والمسيح وتيسير الكرازة والخدمة.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 6

4. تعاليمه : التبشير بالمحبة والتسامح (لوقا 6: 27-46)
تفسير (لوقا 6: 27) 27 لكني اقول لكم ايها السامعون احبوا اعداءكم.احسنوا الى مبغضيكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم اسدى السيد المسيح إلى تلاميذه بعض نصائحة التى تضمن أسس العهد الجديد الذى جاء به قائلا لهم : "  لكني اقول لكم ايها السامعون احبوا اعداءكم.احسنوا الى مبغضيكم. 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “أَقُولُ لَكُمْ أَيها السَّامِعُونَ ”. هذه العبارة تشبه  عبارة “مَنْ لَهُ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ ” التي في (لو 8 :8 & 14: 35) (مر 4: 9، 23) (رؤ 2: 7 ، 11، 17 ، 29 & 3: 6، 13 ، 22 13: 9)
فيما يبدوا أن الذين كانوا يسمعون يسوع  سينفذون تعليمه  وليسوا مثل هؤلاء الذين (مت 13: 14) " تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون " لقد كان هؤلاء السامعون من المشتاقين الذين يفهمون بسرعة هذه الحقائق الروحية العميقة التى تختلف تماما غن التعاليم العالمية التى تعلمناها كحقائق
باستخدام لوقا عبارة "أَقُولُ لَكُمْ أَيها السَّامِعُونَ" ،  يظهر أن الجماعة التي يخاطبها يسوع هم التلاميذ   فى الايات (لو 6: 27- 38) مختلفة عن تلك الايات التى فى لوقا لأنه بدا بـعبارة  ("وَيْلٌ لَكُمْ"). راجع (لو 6: 25- 26)
2) : أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ”. نحويا : كل أفعال الأمر في هذا الجزء تتعلّق بـمحبة المسيحى لـــ يسوع وتنفيذ تعاليمه التى جائت فى صورة أمر "لأنه بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذى" إن يسوع يظهر فى  المسيحيين الذين ينفذون أوامره التالية كما جائت فى الايات (لو 6: 35) (مت 5: 44)
(أ) " أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ " (لو 6: 27)
(ب) " بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ " (لو 6: 28)
(ج)" صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ" (لو 6: 28)
(د) " اعْرِضْ خَدِّكَ الآخرَ (لو 6: 29)
(هـ ) "لاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ (لو 6: 29)
(ع) " كُلُّ مَنْ سَأَلَكَ أَعْطِهِ (لو 6: 30)
يجب أن ننفذ كمسيحيين ما قاله يسوع  ولنتحمل فى صبر سوء معاملة الآخرين وظلمهم لنا لأنه قال بصبركم أقتنوا أنفسكم . إننا نسلك على هذا النحو بفضل ما نحن عليه لكوننا في المسيح، وليس كرد فعل مساو للمعاملة السيئة التي نتلقاها ، لأن لإيماننا بالمسيح يظهر بتنفيذ تعاليمه  في المحبة المتفانية لبعضنا البعض كمجتمع مسيحى ومحبتنا للآخرين لأن المحبة الباذلة للنفس تكون أقوى بكثير في مواجهة  سوء المعاملة
تقديم لوقا لعظة يسوع تتناول االإهتمامات الاجتماعية الآن. كيف نحيا كمؤمنين كصورة يسوع للمجتمع الذى نعيش فيه (لو 24: 47) (مت 28: 18- 20) (أع 1: 8)
تفسير (لوقا 6: 28) 28 باركوا لاعنيكم.وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كانت هذه التعاليم جديدة على أسماع التلاميذ  وغيرهم ممن كانوا يستمعون إلى السيد المسيح  مخلصنا عندئذ ، كما كانت غريبة لم يألفوها ، عالية على مداركهم ، ويحتاجون إلى شوط طويل من التعمق فى الروح المسيحية ليفهموها ويفطنوا إلى ما فيها من حكمة سامية ، ومن سمو حكيم ، فقد إعاد التلاميذ وإعتاد سائر الناس فى جميع الأجيال من قبلهم أن يحبوا من يحبونهم ويبغضوا من يبغضهم ، متوهمين أن هذا هو الأمر الطبيعى والمنطقى ، وأن هذا هو العقل والعدل ، ولكن معلمنا الإلهى بدد هذا الوهم وهدم هذا المنطق ، إذ طلب إلى تلاميذه والمؤمنين به أن يحبوا أعدائهم ، لأن الحب هو الأساس الذى تقوم عليه شريعة الكون كلها ، فهو القاعدة التى تكفل التماسك والتوازن للكون ، والتى بغيرها يتفكك وينهار وهو الرابطة التى تؤلف بين الكائنات وبغيرها تندثر وتددثر ، ولأن الحب لا يثمر إلا حبا ، والبغضاء لا تثمر إلا بغضاء ، فإذا أحب الناس أعدائهم أطفأوا نار البغضاء فى قلوبهم ودفعوهم دفعاً إلى أن يبادلوهم حبا بحب ، وأما إذا أبغضوهم أججوا تلك النار فى قلوبهم فإزدادت إشتعالاً ، وإمتدت البغضاء من قلب إلى قلب ، كما تمتد النار فى الهشيم حتى يعم المجتمع كله ، فتفتك به وتهلكه وعلى هذا الأساس إذا إستثمر الإنسان البغضاء من أخ له فلا ينبغى أن يسئ إليه فيزيد من بغضائه له ، وإنما ينبغى  أن يحسن إليه فيقضى على تلك البغضاء فى قلبه ، وإذا لعنه فلا يبادله لعنه بلعنه ، فيضاعف من عداوته له وإنما فليباركه ، فيخجله بذلك ويجعله يراجع نفسه ويتراجع عما يطوى عليه جوانحة من حقد عليه  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ ”. وهذا أمر من آوامر يسوع وهو  بالصلاة لأجل الذين يسيئون إليكم فالصلاة لها فعلها الإعجازى ل يسلك المسيحيين مثل أهل هذا العالم لأن الشيطان هو رئيس هذا العالم فإن قام المؤمنون بعمل عدائي أو انتقموا لأنفسھم ، فهم يفقدون البركة، والفرح، والطمأنينة. إن الغضب، والبغضاء، وعواطف وانفعالات الجسد الأخرى تسلب المؤمنين السلام والطمأنينة. وقد تفتح أيضاً باباً روحياً أمام إبليس ليهاجمنا يجب أن نضع آلامنا وليسوع هو يتصرف غالباً ما تكسر محبتنا الحواجز وتمنحنا النعمة فى عيون أعدائنا (رو 12: 14- 21)
مغفرتنا للآخرين تبعث الفرح فينا وتؤجّج في المسيئين الشعور بالذنب.
 
تفسير (لوقا 6: 29) 29 من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا.ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذا اساء إليه فلا يقابل إساءه بإساءه مثلها ، وإلا وإلا فلن ينتهى البغض بينهما ، ولن ينقطع العداء ولا العدوان الذى يتبادلانه ويزيد من شدته وحدته حتى يهلك احدهما الآخر ، ، أو قد ينتهى الأمر بهلاكهما كليهما ، وإنما فليعمل على مصالحته ، حتى إذا فشل فى ذلك فليلجأ إلى الرب بالصلاة ضارعا إليه ان بصلح من أمر ذلك المسئ إليه ويقتلع جذور البغضاء من قلبه ، فلا يعود يسئ إليه أو إلى أحد غيره وحتى غذا تمادى فى الإعتداء عليه ولطمه على أحد خديه ، فى يندغع إلى الإنتقام لنفسه ، لأن الإنتقام لا يؤدى إلا إلى الرد عليه بمثله ، فلا يقف تبادل الإنتقام عند حد ، ولا تكون نتيجة ذلك كله إلا إستمرار  الحرب والضرب بين الطرفين ، وإلى دمارهما معا ، وإنما فليقابل الإنسان إعتداء ذلك الذى لطمه على أحد خديه بالسماحة والتسامح ولو أدى هذا  بذلك المعتدى إلى مزيد من الإعتداء فضربه على خده الآخر ، لأنه بمسالمته لا يدلل بذلك على ضعفه إزاءه ، وغنما على العكس يدلل على قوته الكامنة فى قدرته على ضبط النفس ، كما يدلل على أنه - على الرغم من ان فى إستطاعته مجارة المعندى عليه فى عدوانه ، غير حاقد عليه ، وغير راغب فى ضربة فيكسر بذلك حدة الغضب ، ويحفف من شدة عدوانه له التى أدت إلى عدوانه عليه ، ومن ثم يتوقف عن عداوته ويكف عن عدوانه ، وتكون النتيجة خيرا للضارب والمضروب ومن ثم تعم المحبة بين الناس ويعم السلام ، فلا يعود بينهم ضارب ولا مضروب ، وبذلك كذلك يسود بين الناس التسامح ، كما تسود الرحمة
 ، فإذا أخذ أحد من آخر رداءه عن رغبة فى إغتصابه ، أو عن حاجة إليه ، فلا يحاول إسترداده منه إن كان مغتصبا ، وإنما فليبرهن له على أنه بدافع الحب مستعد أن يتركه له ، بل مستعد أن يترك له ثوبه الذى يرتديه تحت الرداء أيضا ، تسامحا منه وزهدا فى مقاومة عدوانه ، كما لا يحاول إسترداده منه إن كان محتاجا ، وإنما ليبرهن له على أنه ، بدافع الرحمة ، مستعد أن يتنازل عنه ، بل مستعد أن يتنازل عن ثوبه ايضا ، وبدافع من الرحمة كذلك 

 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 29
 إن المسيح هو غاية الناموس والأنبياء ، والأنبياء هذا أمر أعلنه بولس الحكيم فى (رو 10: 4) لأن الناموس خدم كمؤدب لكى يقود الناس إلى سر المسيح ، وكما يقول بولس : " ولكن ألان بعدما جاء الإيمان لنا بعد تحت مؤدب" (غل 3: 25) لأننا لم نعد أطفالا فى اذهاننا ، بل بالعكس قد نمونا " إلى إنسان كامل ، إلى قياس قامة ملء المسيح" (أف 4: 12) لذلك فنحن لا نحتاج إلى لبن ، بل بالحرى إلى طعام قوى حسب ما ينعم المسيح ، بأن يضع أمامنا ذلك الطريق الذى يفوق قوة الناموس ، لأنه هو نفسه قال للرسل القديسين : " الحق أقول لكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسين فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 5: 20) فهذا إذن ما هو ضرورى أن نناقشه ، ماذا يعنى " يزيد بركم على " فيما يخص البر بحسب رسالة الإنجيل المخلصة.
الناموس المعطى لأولئك الذين فى القديم بواسطة موسى حدد العين بالعين والسن بالسن ، وبينما منع فعل الشر ، فإنه لم يوص الذين يؤذون أن يحتملوا الأذى بصبر كما أوصى الإنجيل ، لأنه يقول : " لا تقتل ، لا تسرق ، لا تشهد بالزور " (خر 20 : 15) ويضبف أيضا إلى هذا : " عين بعين ويد بيد ، ورجل برجل ، وجرح بجرح ، ورض برض " (مز 21 : 24 - 25) مثل هذه الوصية تستلزم من ألإنسان ألا يجرح الآخرين ، وإذ تفترض أنه قد جرح فإن غضبه من الذى جرحه لا ينبغى أن يمتد أكثر من رد مماثل ، ولكن المعنى العام لطريقة الحياة الناموسية لم تكن مرضية للرب لقد أعطيت هذه الطريقة للقدمائ كمؤدب لكى تعودهم قليلا قليلا على بر مناسب وتقودهم بلطف إلى إمتلاك الصلاح الكامل ، لأنه مكتوب : " أن تفعل البر هو بداية الطريق الصالح" (أم 16: 5) ولكن فى النهاية فإن كل كمال هو فى المسيح وفى تعاليمه لأن عنده : " من ضربك على خدك فإعرض له الآخر " وفى هذا يشير لنا عن الطريق المودى إلى أعلى درجة من الصبر ،    
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “رِدَاءَ.... ثَوْبَ ”.  كلمة الرداء  تشير إلى الرداء الخارجي ، الذي كانوا يستخدمونه في النوم. كان الرداء الذي يحتفظ به نھاراً من يكون قد اقترض مالاً ليؤكّد أنه سيدفع القرض في االعهد  القديم (خر  : 25 - 26) (تث 24: 10- 17)
كلمة ثوب تشير إلى الرداء الداخلي الذي يُلبس على جسم الإنسان . لقد كان له أطوالا مختلفة.
والثوب ذكر أنه من ملابس يسوع فى (لو 23: 34)   " واذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها. " (مر 15: 24)  ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها: ماذا ياخذ كل واحد؟    (يو19: 23- 24) ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام لكل عسكري قسما.واخذوا القميص ايضا.وكان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق. فقال بعضهم لبعض لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون.ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة . هذا فعله العسكر
تفسير (لوقا 6: 30) 30 وكل من سالك فاعطه.ومن اخذ الذي لك فلا تطالبه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 إذا سأله أى محتاج فليعطه ما يحتاج إليه ، وإذا أخذ ماله فلا يطالبه به ، فقد يكون عاجزا عن رده إليه ، لأنه قد تنعكس الآية فيصبح هو المحتاج ، فإذا كان هذا هو مسلكه مع الناس ، عامله الناس بمثل ما سبق له أن عاملهم به ، فأعطوه ما يحتاج إليه ، ولم يطالبوه بالمال الذى أخذه منهم  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 29
وإلى جانب ذلك فهو يريد ألا تعطى إهتماما للغنى حتى أنه إن كان لا بسا ثوب واحد فإنه لا ينبغى أن يحسبه شيئا غير محتمل أن يعطى معه رداءه ايضا لو غحتاج الأمر إلى ذلك ، ولكن هذه فضيلة ممكنة فقط لعقل تحول تماما عن الإشتهاء والطمع ، لأنه يقول ومن اخذ الذى لك فلا تطالبه ، بل أعط كل من سألك ، وهذا برهان بالحق على المحبة والإستعداد لأن تكون فقيرا ، والإنسان الرحيم ينبغى بالضرورة أن يكون مستعدا أن يغفر ، لكى يظهر أعمال المحبة حتى لأعداءه. 
تفسير (لوقا 6: 31) 31 وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فتلك هى القاعدة الأساسية فى معاملة الإنسان لغيره من الناس ، وهى أن ما يريد الإنسان أن يفعل الناس به  فليفعل هو ايضا بهم ، ،   *
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - عظة 29
قد كان محتملا  أن يفكر الرسل القديسون أن هذه الأشياء يصعب وضعها موضع التنفيذ ، لذلك فإن ذلك الذى يعرف كل الأشياء يتخذ القانون الطبيعى لحب النفس كحكم لما يريد أى واحد أن يحصل عليه من ألآخر ، فهو يقول إعمل مع ألاخرين ما ترغب أن يعمله الاخرين معك ، فإن رغبت أن يكونوا حشنين وبلا شعور وغضوبين ومنتقمين ، ومتخذين موقفا معاديا فأظهر نفسك هكذا أيضا ، ولكن على العكس إن رغبت أن يكونوا شفوقين وصفوحين فلا تظن أنه شئ لا يطلق أن تكون أنت كذالك ، وفى حالة أولئك الذين يكون موقفهم هكذا فى حاجة هناك إلى الناموس ، لأن الرب يكتب فى قلوبهم معرفة مشيئته ، إذ يقول الرب : " لأنى فى تلك الأيام سأجعل نواميسى فى أذهانهم وأكتبها على قلوبهم " (إر 31 : 32)
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  "وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا. " . كانت الوصية فى العهد القديم التى وردت فى ( لا 19 :18)  "لا تنتقم ولا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك.."أصبحت كلمات يسوع كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا" مبدأ عالمى إتخذه الناس فى العالم كله مثلا يحتذون به فى حياتهم ومعاملتهم مع الآخرين مع القريب والبعيد . وقد أورد متى هذه العبارة فى (متى 7: 12) " فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس والانبياء. "
تفسير (لوقا 6: 32) 32 وان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم.فان الخطاة ايضا يحبون الذين يحبونهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وذلك أن مخلصنا القدوس الكامل لم يرتض للمؤمنين به أقل من مرتبة الكمال ، ولما كان الكمال يستوجب الحب الذى لا تشوبه كراهية أبدا من إنسان نحو إنسان ، ولو عاداه أو إعتدى عليه
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى الآيات من (لو6 : 23- 34)  سلسة من الجمل الشرطية
فى ألاية 32 "وان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم.فان الخطاة ..." جملة شرطية من الفئة الآولى
تفسير (لوقا 6: 33) 33 واذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم.فان الخطاة ايضا يفعلون هكذا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أراد مخلصنا أن يحب المؤمنين به كل الناس على السواء ، لأنهم إن أحبوا الذين يحبونهم فقط فأى فضل لهم على الخطاة الذين يحبون هم أيضا من يحبونهم؟ ، وإن أحسنوا إلى الذين يحسنون إليهم فقط ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى الآيات من (لو6 : 23- 34)  سلسة من الجمل الشرطية
فى ألاية 33 " واذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم.فان الخطاة " جملة شرطية من الفئة االثالثة
تفسير (لوقا 6: 34) 34 وان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم.فان الخطاة ايضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
   تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  وإن اقرضوا الذين يستردوا  منهم القرض فأى فضل لهم على الخطاة الذين يقرضون هم أيضا أمثالهم من الأشرار ليستردوا منهم المثل ؟ لا فضل لهم على الخطاة وليس ثمة ما يميزهم عنهم إن هم فعلوا شيئا من ذلك فليكونوا هم أفضل من الخطاة فى تصرفاتهم ،  * 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى الآيات من (لو6 : 23- 34)  سلسة من الجمل الشرطية
فى ألاية 34 " ووان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم.فان الخطاة  " جملة شرطية من الفئة االثالثة

تفسير (لوقا 6: 35) 35 بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وليكونوا مميزين عنهم فى معاملاتهم وفى كل شئون حياتهم ، ومن ثم فليحبوا أعدائهم ، وليحسنوا إليهم ، وليعطوا ولا يخيبوا رجاء أحد ، غير طامعين فى إسترداد شئ ، لأنهم بذلك يقتنون أنفسهم رصيدا من الفضائل والأفضال يسبغ عليهم النعمة والبركة فى حياتهم الحاضرة على الأرض ، ويؤهلهم لأن ينالوا الأجر العظيم فى حياتهم المقبلة فى السماء ، حيث ينعمون بما ينعم به هناك الأبرار والقديسين ، ويجعلهم خليقيين بأن يكونوا أبناء الإله العلى ، إذ يتمثلون به فيما يفعلون ، لأنه صالح لا مع البررة والصالحين فحسب ، وإنما مع الجاحدين والأشرار أيضاً ، ويتمثلون بأبيهم السماوى كذلك ، فيكونون رحماء مع الجميع على السواء ، لأنه رحيم مع الجميع على السواء ، إن شريعة الكمال التى نادى بها مخلصنا ومعلمنا تسمو على كل الشرائع فى القديم التى تبيح للناس أن يكرهوا الذين يكرهونهم ، وأن يمتنعوا عن الإحسان إلى الذين لا يحسنون إليهم ، وعن إقراض الذين لا يرجون أن يستردوا منهم ، لأن فى ذلك منقصة لهم ، وشرا يشوب نفوسهم التى ينبغى أن تتنزه عن كل نقيصة ، وأن تتبرأ من كل شر ، لتكون كاملة كما أن مخلصهم ومعلمهم نفسه كامل
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ”.نحويا أمر حاضر آخر مبني للمعلوم ، وهو أمر دائم من يسوع لينفذه  المؤمنين راجع (لو 6: 32- 34)
ثلاثة أعمال أمرنا بها يسوع فى هذه الآية هى محبة الأعداء والإحسان وإقراض المحتاجين. واصعبهم فى التنفيذ على النفس البشرية  هى محبة
الأعداء  كما أن محبة الأعداء غير ممكنة لنا إلاَّ من فعل نعمة  الرب / يهوه فينا لتجعلنا نسلك بحسب الإنسان الجديد ونظهر صفاتنا كأولاد الله.
2)
"واحسنوا واقرضوا " .. وأما ممارسة الإحسان والإقراض على الكيفية المذكورة هنا فللمحتاجين ولا يوجد عليها شرط إلاَّ أننا يجب أإن نميّز أنهم في الاحتياج حقيقةً ثمَّ نساعدهم على قدر طاقتنا وبالكيفية التي نراها أنسب لخيرهم ولمجد الله. فإذًا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان (غلاطية 10:6). والتوراة تبيح لليهود الإقراض لغير اليهود بربا؛ "للأجنبي تقرض بربا، ولكن لأخيك لا تقرض بربا؛ لكي يباركك الرب"؛ (تث 19:23).

3) الإقراض يفرض أن المقرض في ظروف أحسن من المستقرض (انظر تثنية 6:15؛ 12:28؛ مرقس 7:22). فالتجربة للأول أن يستعبد الثاني؛ فيكون في احتياج صحيح ولكن لا يطلب الصدقة بل قرضًا فقط على الأمل بأنهُ يردُّهُ. فيجب أن يكون غرضنا في الإقراض سدّ الاحتياج لا استرجاع القرض. فلا مدخل هنا للإقراضات التجارية غير أنهُ لا يجوز لنا أن نمارس المتجر حسب قوانين العالم. غير إني أقول: أن الرب في هذا الفصل إنما يظهر الروح الذي يجب أن يتصف بهِ تلاميذهُ بالمقابلة مع أهل العالم ليس أجراءُ أفعالهم بالتفصيل، فأن الوحي يعطينا إرشادات لذلك في مواضع أخرى كما لا يُخفى. فيكون أجركم عظيمًا. سبق وقال عن احتمالهم الاضطهاد من أجلهِ أن أجرهم يكون عظيمًا في السماء (عدد 23)، وأما هنا فيصرح بأن أجرهم يكون عظيمًا بدون ذكر السماء، لأن الله في سياستهِ في الأرض يجد طرقًا لإظهار رضاهُ في الذين يسيرون بحسب قدوة المسيح في الأشياء المذكورة وخير لنا أن نحصل على بركتهِ في بيوتنا من أن نخزن الثروة بلعنتهِ.
4) "لاَ تَرْجُونَ شَيْئًا" أى أنه على المسيحيين تنفيذ تعاليم يسوع فى ألايات السابقة “دون أن ييأسوا”. وهم لا يترجون شيئا أو يتنظرون مقابل
5) " الْعَلِيِّ " .. إسم العلى هو أسم الرب / يهوه فى العهد القديم والجديد ، وهذا الإسم موجود فى اليهودية والمسيحية والإسلام فى اليهودية  (9: 2) افرح وابتهج بك ارنم لاسمك ايها العلي ، وفى المسيحية  قال الملاك عن المسيح للعذراء مريم (لو31: 1-35) " هَذَا يَكُونُ عَظِيماً،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، " كما أن "العلى" هو أيضا من الأسماء الحسنى فى الإسلام : العلو هو ارتفاع المنزلة، والعلى من أسماء التنزيه، والغريب فى القرآن فى  سورة سبأ ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)﴾ إله الإسلام فى القرآن يقول: وهـــو العلى الكبير والسؤال كيف يقول الله عن العلى ويناديه بـ هـــو  و  هو ضمير الغائب إذا كان الله إله الإسلام ينادى العلى بــ هـــو  و  هو ضمير الغائب فيكون العلى بذلك إله آخر غير الله إله الإسلام
6) " تَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ ”.  وفى المسيحية نجد أن بها بنوة للعلى عندما قال الملاك أن يسوع المسيح إبن العذراء مريم هو إبن العلى (لو31: 1-35) " هَذَا يَكُونُ عَظِيماً،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى" . فالمسيح ليس هو عيسى ابن مريم ،  فليس من العدل أو الإنصاف تسميته (له المجد) باسم أمه ما دام ليس له أب أرضي. لأن الأبناء يدعون إلى آبائهم فإذا قال المولى القدير أنه ابني، والبنوة هنا روحية غير منفصلة وليس المقصود أنه ابن الله بالتناسل الجسدي ، والمعروف يسوع مولود وليس مخلوق مثل آدم كما ذكر القرآن فقد أعطى شروطا هى احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا لنعملها والجزاء أن نصير أبناء العلى فى (لوقا 6: 35) " تَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ ”. بل هو يسوع ابن الله كلمته وروح منه ويسوع لأنه إبن العلى ميز  الذين آمنوا أنه كلمة الله، وكل الذين قبلوه في قلوبهم مخلصا وفاديا لهم كرر هذا الوعد بصورة أخرى فى (يو 1: 12) :" "وأما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه " .  فما معنى أنه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله؟ ومن هم كل الذين قبلوه ومن هم الذين رفضوه ويرفضونه اليوم ؟  الذين رفضوه هم اليهود والذين يرفضونه اليوم هم المسلمين ، والذين قبلوه يقصد بها أي شخص في العالم مهما كان دينه أو جنسه أو عقيدته أو بلده. يقبله مثل المنتصرينمن المسلمين أي اعترفوا به رسولاً ونبياً ورباً وملكاً على حياتهم، وآمنوا أنه هو الطريق الوحيد للسماء والنعيم الأبدي والملكوت . ونقرأ عن يسوع فى الإنجيل أن اى إنسان كان يؤمن به كان يغفر له خطاياه ، فالإيمان بيسوع  أنه كلمة الرب هو الخطوة الأولى التى نحصل بها على غفران الخطايا ثم تليها خطوات أخرى للحصول على الفضائل المختلفة والمواهب والنعم ,  وتعريف أولاد الله أى المؤمنون بإسمه !!  إذا هناك ثلاثة أنواع من البنوية لله هي: أولاً- هناك بنوية لله (سبحانه وتعالى) بالطبيعة، بنوية السيد المسيح يسوع (تبارك اسمه) ، كلمة الله وروح منه فمن يقدر أن يقول أنه كلمة الله أو روح الله غير المسيح يسوع أي أن له طبيعة الله نفسه لأنه قوة الله وقدرته ، أي أنه الكلمة والروح كائن منذ الأزل وإلى الأبد. وهو الكائن بذاته فاطر السماوات والأرض لا تأخذه سنة ولا نوم، وهو الفعَّال لما يريد، وله الأسماء الحسنى. وبما أننا نؤمن بالله الواحد، إذن السيد المسيح (تبارك اسمه) هو ظهور الله، أو تعين الله، أو جوهر الله (كلمته الذي اتخذ صورة إنسان، وظهر لنا الوحيد الحكيم الذي له المجد إلى الأبد. وهذا واضح من طريقة ميلاده العجيب الذى لم يولد ولن يولد مثله (تبارك اسمه).
ثانيا : البنوية بالخلق (الملائكة والإنسان أ
يضاً،) لأنه مخلوق بواسطة المولى عز وجل. فتنزيل الحكيم العليم يذكر في الإنجيل (لو 3: 12)  في سلسلة نسب السيد المسيح (له كل المجد)، وفي العدد 38 الكلمات: "بن نوش بن شيث بن آدم بن الله"، أي أنه دعي آدم ابن الله. وهذا بالطبع ابن الله لا تفهم أنها عن طريقة التناسل، بل عن طريق الخلق. ويقول موسى كليم القدير نبي إسرائيل(تث 14: 1) : "أنتم أولاد للرب إلهكم".ثالثا : البنوية بالفداء (البنوية بالتبنى) وهم المؤمنون الذى أعطاهم يسوع السلطان هم المولودين من الماء والروح هم المنتصرين (المسلمين الذين إعتنقوا المسيحية ) الذين إعتمدوا بالماء والروح ة( مفتاح الملكوت الرسالة) إلى أهل غلاطية قال العليم بكل شيء عن السيد المسيح (تبارك اسمه): "إنه لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه (كلمته) مولوداً من امرأة ، مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني". أي أنه بفداء السيد المسيح لنا عند موته كفارة عن خطايانا أصبحنا له أبناء."

7) "فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ" .. وهذه العبارة التى قالها تشبه فى معناها الآية " يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين."( مت 5: 45) إذن الرب لا يسعى مطلقا للإنتقام فى الحال من الأشرار والظالمين والخطاة  ةغير الشاكرين بل يعطى فرصة للإنسان حتى مماته وبعدها تكون الدينوينة 

تفسير (لوقا 6: 36) 36 فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم.  

 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 29
ظيم هو مجد الرحمة ، ولذلك فحق هو ما كتب أن الإنسان له قيمة عظيمة ، والإنسان الرحيم هو مكرم جدا " (أم 20: 6 س) لأن الفضيلة تردنا إلى صورة الرب ، وتطبع على نفوسنا صفات معينة كما لو كانت من الطبيعة السامية جدا . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم. " .. نحويا   (أمر حاضر متوسط [مجھول الصيغة معلوم المعنى ) مرتبط بالآيات (لو 6: 32 -  35) . أوضحت هذه الآية أن هناك أولا : رحمة الرب / يهوه .. وثانيا : نكون نحن أيضا رحماء .. وقد ربطهما يسوع مع بعضهما فقال "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون" (متى 5: 7). ولكن ما هى رحمة الرب؟ : الرحمة هي ألا يعاقبنا الله بحسب إستحقاق خطايانا، الرحمة هي حصولنا على الخلاص من الدينونة. والإنسان ينال الرحمة بمغفرة الخطايا بقبوله يسوع مخلصا وفاديا لأن مغفرة الخطايا تحصل بسفك الدم (بدون سفك دم لا تحصل المغفرة ) [عب 22:9 ] وبدلا من الدينونة ننال بالنعمة الخلاص وغفران الخطايا والحياة الأفضل (يوحنا 10: 10)  وفى كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - كتب الأنبا بيشوي : " فكما أن الرحمة هي صفة من صفات الله، ينبغي أيضًا أن يتصف بها أولاده كما قال السيد المسيح: "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" (لو6: 36). الرحمة تقترن بالعطف والحنان والرأفة وطول الروح وتدل على المحبة وطيبة القلب. ... الرحمة تطرد القساوة من القلب، وتجعل الإنسان مستحقًا لمراحم الرب الكثيرة والفائقة. .. عندما نصلى بلكنسية  قائلين: [يا رب ارحم أو كيرياليسون]. كذلك عندما نتذكر الدينونة نصرخ قائلين: [كرحمتك يا رب ولا كخطايانا]. وقد أعطى يسوع أمثلة عن الرحمة منها ذلك العبد الذى كان يضرب العبيد رفقاؤة مثل السامرى الصالح ونحن كعبيد ينبغى أن نتمثل برحمة ربنا معنا  ” لان(الدينونة) هي بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة … “(يعقوب 2 : 13).
تفسير (لوقا 6: 37) 37 ولا تدينوا فلا تدانوا.لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم.اغفروا يغفر لكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 ثم قال فادينا لتلاميذه ولسائر الذين كانوا يستمعون إليه : " ولا تدينوا فلا تدانوا.لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم ... ألخ
وبهذه العبارات السامية السماوية علم فادينا تلاميذه وكل المؤمنين به أن يتجتبوا إدانة  أحد أو يحكموا على أحد ، لأن من يدين الناس ويحكم عليهم ، يعاملونه هم بالمثل فيدينونه ويحكمون عليه ، ولأن الديان هو الرب وحده الذى يعرف سرائر النفوس ويكشف أسرارها ، فلا يمكن لإنسان أن يغوص فى سريرة إنسان آخر ويعرف ما بها من فضيلة أو رذيلة ، ولا يمكن لإنسان أن يستشف سر إنسان آخر ويكشف ما ينطوى عليه من خير وشر ، فكل ما يمكن وما ينبغى للإنسان إذن نحو غيره من الناس وأن يغفر لهم إن أخطأوا ، أو ظن أنهم أخطأوا ، لأنه عندئذ ينال المغفرة من الرب والناس عن خطاياه 
 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 29
الرب ينزع من أذهاننا شهوة قوية جدا وهى أصل ووالدة الكبرياء ، فبينما هو واجب على الناس أن يفحصوا أنفسهم ويرتبوا سلوكهم حسب مشيئة الرب ، إلا أنهم يتركون هذا الأمر جانبا ويشغلون أنفسهم بأمور الآخرين ، سجعلونه مبررا لتصيد الأخطاء ووسيلة لتشويه السمعة ، فهم يدينون الآخرين ، غير عالمين أنهم لكونهم مصابين بنفس الضعفات بالتساوى مثل أولئك الذين ينتقدونهم ، لإغنهم يدينون انفسهم ، لأنه هكذا أيضا يكتب بولس : " لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك ، لنك أنت الذى على الضعفاء ، مثل أولئك الذين غنغلبوا من هجمات الشهوات وأصطيدوا داخل شباك الخطية ، ولن نصلى لأجلهم ونعظمهم ، ونقيمهم إلى التعقل ونسمى محم أنفسنا ألا نسقط فى أخطاء مماثلة ، لأن : " من يدين أخاه يذم الناموس ويدين الناموس " (يع 4: 11) كما يقول تلميذ المسيح ، لن واضع الناموس والديان هو واحد ، لأن من يدين النفس الخاطئة ينبغى أن يكون أعلى من تلك النفس ، ولكن حيث إنك لست كذلك ، فإن الخاطئ سيعترض عليك فى غدانتك قائلا : " لماذا تدين أخاك" ولكن إن كنت تتجاسر وتدينه دون أن يكون لك سلطان على ذلك ، فإنك أنت بالحرى الذى سوف تدان ، لأن الناموس لا يسمح لك أن تدين ألاخرين.
لذلك فإن من ينقاد بإحساس صالح ، لا ينظر إلى خطايا الآخرين ، ولا يشغل نفسه بأخطاء قريبه ، يل بالحرى يفحص بدقة عن أخطائه الشخصية ، هكذا كان المرنم المبارك ساقطا بوجهه أمام الرب ويقول بخصوص خطاياة : " إن كنت تراقب الآثام يا سيد فمن يحتمل ؟" (مز 129 : 3 س) ومرة أخرى إذ يقدم ضعف الطبيعة البشرية كعذر فإنه يتوسل من أجل غفران معقول قائلا : " إذكر أننا تراب نحن" (مز 102 : 14 س)   
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى الإصحاح 6 ألايات 37- 38 : هذا القسم تتشابه مع متى 7، الذي يتحدث عن موقفنا الآخرين ، مع المسيحيين ومع الغير مؤمنين
1) “لاَ تَدِينُوا.... لاَ تَقْضُوا”. نحويا  أمران حاضران مبنيان للمعلوم مع أداة نفي، ما يعني فى العادةً إيقاف عمل آخذٍ في الحدوث لتوه. إدانة وإنتقاد الآخر عادة بشرية ولكن فى (مت 6: 5 ، 6، 15) (1كور 5: 1- 12 ) ( 1يو 4: 1- 6)
وكان يسوع يتعامل مع تلاميذه بكل إخترام ويحثهم على تعامل الآخر بكل تقدير حتى ولو كانوا أطفالا ( غل 6: 1) (رو 2: 1- 11& 14 : 1- 23) (يع 4: 11- 12)
الكلمة اليونانية “يدين/يقاضي” هى المصدر الأتيمولوجي لكلمة “ناقد”. تدل على روح انتقادية، إدانية، مليئة بالبر الذاتي تجعل الشخص يرى القذى التى فى عين أخيه ولا يرى الخشبة التى فى عينه المرء يدين الآخرين بشدة أكبر مما يدين نفسه. وتركز على مجموعة من الخطايا أكثر من مجموعة أخرى من الخطايا.روح تبرر أخطاء المرء الذاتية، ولا تبرر أخطاء الآخرين ( 2 صم 12 : 1- 9)
2) " فلا تُدَانُوا.... فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ ”. نحويا : كلا العبارتين تحوي نفياً مضاعفاً مشدداً. “
3) "اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ ”. نحويا أمر حاضر آخر مبني للمعلوم. الاثنان الأولان منفيان، ولكن الثالث والرابع إيجابيان. لا يجب فقط انتفاء الإدانة والشجب، بل إنه يجب وجود المغفرة. وقد قال يسوع ما يُشابه ما قاله الرب / يهوه لأيوب في الأصحاح 42 عن كيف يجب على أيوب أن يتصرف نحو أصدقائه الثلاثة.
ما جاء فى هذه الآية هو ناموس المسيحية فطريقة سلوك المسيحيين بعضهم مع بعض ومع الآخرين ما هو إلا إنعكاس لمعاملة الرب / يهوه معهم
(مت 5: 7& 6: 14 - 15 & 18: 35) (مر 4: 24- 25 & 11: 25) (يع 2: 13 & 5: 9)
تفسير (لوقا 6: 38) 38 اعطوا تعطوا.كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم.لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* كما ينبغى أن يملأ قلبه بحب الناس ، فيعطى المحتاجين منهم ، لأنه عندئذ يعطيه الرب ويعطيه الناس قدر ما يعطى ، بل أكثر مما يعطى ، فإن هذا منطق العدل الطبيعى ، وهذا بالتالى منطق العدل الإلهى ، إنه بالكيل الذى يكيل به الإنسان للناس يكال له من الرب والناس   
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) “تُعْطَوْا”. نحويا استعارة مستمدة من السوق التجارية. الكياسة واللطف تنشأ عن الكياسة واللطف.
2) " يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ ”. كان التُجّار أو الباعة في تلك الحقبة غالب اً ما يحملون بضائع جافّة “
(قمح، طحين، فاصولياء) في طيّة في ردائهم ، تُشكّل مع الحزام فوقها جيباً.
3) " بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ ”. تتشابة هذه العبارة م جاء في إنجيل متى التي تستخدم هذا المثل الشائع (متى 5: 7 & 6: 14- 15 & 18: 35) ولا نهرف هل هذا المثل كان قولا مأثورا شائعا فى ذلك العصر أم لا
الأفعال المبنية للمجهول المستخدمة في كل الآيات  تشير إلى عمل لله في: -
(أ) الإدانة (ب) القضاء (ج) المغفرة (د) العطاء (هـ) المكايلة (ز) طريقة تعاملنا مع الآخرين تعطي دليلاً على علاقتنا مع لله. إننا نحصد ما نزرع (غل 6 : 7)
تفسير (لوقا 6: 39) 39 وضرب لهم مثلا.هل يقدر اعمى ان يقود اعمى.اما يسقط الاثنان في حفرة
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فلا ينبغى إذن إدانه الآخرين او الحكم عليهم  ، لأنه كما أن العمى لا يستطيع ان يقود أعمى وإلا سقطا كلاهما فى اول حفرة تصادفهما : هكذا الشرير لا يمكن أن يدين شريرا مثله أو يحكم عليه ، أو يوبخه ، أو ينتهره ، او يندد به ، كما لا ينبغى ان يوصيه أو ينصحه أو يقف منه موقف المعلم أو المؤدب أو المربى ، وإلا أضله بضلالة ، وقاده إلى السقوط فى هوه الهلاك التى يتجه هو نفسه غليها برذائله وشروره ودميم خصاله وذميم أفعاله ، فلكى يكون المعلم صالحا للتعليم والتقويم ، وإدانة الأشرار على شرورهم ، والحكم على خطاياهم وآثامهم ، ينبغى أن يكون هو نفسه كاملاً ، ولما كان الكامل هو معلمنا الإلهى وحده ، فقد امر تلاميذه على أن يتعلموا منه حتى يكونوا كاملين مثله ، وليواصلوا رسالته التعليمية مثله 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 29
هذا مثل أضافه كملحق ضرورى جدا لما سبق أن قيل ، إن التلاميذ المباركين كانوا على وشط أن يصيروا متلمذى ومعلمى العالم ، لذلك كان ضروريا لهم أن يبرهنوا أنهم يملكون كل شئ ضرورى للتقوى ، فينبغى أن يعرفوا طريق الحق ، ومثال للحياة الإنجيلية ، وأن يكونوا عمالا مستعدين لكل عمل صالح ، وقادرين أن سمنحوا السامعين المتعلمين تعليما صحيحا ومخلصا يمثل الحق بدقة ، هذا ينبغى أن يفعلوه بإعتبارهم قد حصلوا أولا على بصيره ، وعلى عقل مستنير بالنور افلهى لئلا يصيروا قادة عميان للعميان ، لأن الرجال الغارقين فى ظلمة الجهل لا يستكيعون أن يقودوا أولئك الذين هم مصابون بنفس الطريقة إلى معرفة الحق ، لأنهم إن حاولوا ذلك فإنهم سيسقطون كلهم غلى حفرة الفسق .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) “حُفْرَةٍ ”. حفرة كلمة اليونانية  استُخدمت في الترجمة السبعينية باللغة اليونانية  بمعنى:(أ) قبر (2صم 18: 17)  (ب) فخ لاصطياد الحيوانات، (أش 24: 17- 18)
إأستخدمت هذه الكلمة  ثلاث مرتات فقط فى العهد الجديد (متى 12 : 11 & 15: 14) كما فى هذه الآية من لوقا وهذه ألاية تعنى أن بعض المعلمين (قد يكون معلما كاذبا طماعا خبيثا يعلى مصلحتة الشخصبة على مصلحة الرب أو قد يكون معلما هرطوقيا أو قد يكون معلما كذابا يحول الحقائق  وشريرا ) قد يقودون أتباعهم إلى ليقعوا فى حفرة التى تشير إلى التهلكة والموت الأبدى 
غالباً ما استخدم يسوع نفس الأمثلة التوضيحية بطرق وسياقات مختلفة. أو بمعانى أعمق فى بعض الأحيان
ونلاحظ أن الآية (لو 6: 39) تشبه  (مت 15: 14 )   والآية (لو 6: 40) تشبه (مت 10: 24) من الناحية النحوية، السؤال الأول في الآية 39 يتوقع إجابة بالنفي، بينما السؤال الثاني يتوقع جواباً بالإيجاب..
تفسير (لوقا 6: 40) 40 ليس التلميذ افضل من معلمه.بل كل من صار كاملا يكون مثل معلمه.

 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 29
وبعد ذلك إذ يلقى جانبا شهوة الإفتخار المتبجحة التى ينغلب منها معظم الناس ، فلكى لا يسعوا بتنافس أن يتفوقوا على معلميهم فى الكرامة أضاف : "ليس التلميذ أفصل من معلمه "  حتى وإن كان البعض يتقدمون كثيرا حتى أنهم يصلون غلى فضيلة تعادل فضيلة معلميهم ، فإنهم لن يحسبوا أنفسهم أعلى من مستوى معلميهم ، بل يكونوا متمثلين بهم ، وبولس سيكون أيضا ضامنا لنا بقوله : " كونوا متمثلين بى كما ايضا أنا بالمسيح" (1 كو 11: 19) ولذلك حيث أن المعلم لا يدين ، فلماذا تدين انت ؟ لأنه جاء لا ليدين العالم ، بل ليقدم رحمة ، وبحسب الشرح السابق فغنه يقول إن كنت أنا لا أدين ، فلا ينبغى لك انت التلميذ أن تدين ، ولكن إن كنت مذنبا بجرائم أردأ من التى تدين بها الآخر ، فكيف تستطيع أن تحفظ نفسك من العار حينما توبخ عليها ؟ وهذا ما سيوضحه الرب بمثل آخر  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "كل من صار كاملا يكون مثل معلمه " يسوع المعلم الذى ليس له مثيل ولن يكون فى هذه ألاية يشير يسوع إلى نفسه لأنه هو الكلمة التى علمت الأنبياء الحكمة ولأن يسوع كلمة الرب فهو بذاته كان فى أفواه الأنبياء ويختلف يسوع فى تعليمه عن الأنبياء وعن أى معلم آخر فى أن   يسوع عاش مطبقا ما كان يعلّمه.خاصة أن طريقه كان ضيقا  ويسوع لأنه كان كاملا أستطاع أن يقول إنجيل يوحنا 8: 46) مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ يسوع أيضا  : "إنه لم يعمل ظلماً، ولم يكن في فمه غش" (إش 53: 9، انظر 1 بط 2: 22) فهو الأمين الشاهد الأمين" (رؤ 3: 14، 1: 5). 
إن يسوع هو بهاء مجد الرب هو الكمال المطلق ذاته فيكفى أن نكون كاملين بحسب نظرتنا الإنسانية الضيقة للكمال فنصير مثله على الأقل فى التعليم لأنه يعطينا ما نتكلم به  خاصة عندما يقبض علينا المسلمين ويسوقونا للذبح  (متى 10: 19)   فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون لانكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به
2) "صَارَ كَامِلاً" .. نحويا اسم فاعل تام مبني للمجهول - وكاملا تعنى شخصا كان به نقص وأكمله ليقوم بمهمة محددة (أف 14) أو لم يكن صالحا ثم أصلح وصار جاهزا للقيام بعمل ما كلفه الرب به (غل 6: 1)
كلمة كاملا  تعني:
(أ)  الصيصان، التي تصبح كبيرة بما يكفي لتباع في السوق كفراخ.(ب) عظام مكسورة، رُمّمت وصار بالإمكان استخدام الذراع والساق من جديد. (ح) شبكات صيد ممزقة، وقد أُصلحت وصار بمقدورها اصطياد السمك. (د) سفينة مكتملة البناء، وقد جُھهزت بأشرعة وحبال وصواري، وصارت جاهزة للإبحار.
تفسير (لوقا 6: 41) 41 لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك.واما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 33
لقد اوضح لنا الرب سابقا أن إدانة الآخرين هى شر فظيع وهى خطر ، وتسبب دينونة نهائية ، لأنه قال : " ولا تدينوا فلا تدانوا.لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم.اغفروا يغفر لكم. " وهو ألان يحثنا بكلمات حاسمة أن نتجنب مجرد الرغبة فى غدانة الآخرين ، ويدعونا بالحرى أن نفحص قلوبنا الخاصة ونحاول أن نحررها من الشهوات التى تسكن فيها ومن ضعفاتها ، وذلك بطلب هذا من الرب ، لأنه هو الذى يشفى المنكسرى القلوب ويحررها من أمراض النفس ، فهو يقول إن كنت أنت نفسك مريض بأمراض أكثر خطرا وأكثر شدة من أمراض الآخرين فلماذا تهمل أمراضك وتبجث عن أخطاء الآخرين ، وبينما أنت عندك خشبة فى عينك ، فإنك تبدأ إتهاما ضد أولئك الذين عندهم قذى فى عيونهم ؟ أخبرنى بأى جسارة تفعل أنت هذا ؟  أنقذ نفسك اولا من جرائمك العظيمة ، ومن شهواتك الجامحة ، وعندئذ يمكنك أن تصلح من هو مذنب فى مجرد أخطاء بسيطة.
هل تريد أن تنظر الأمر بصفاء ووضوح ، لإذ أنه أمر كريه جدا للناس أن تنغلب من هذا الشعور ، كان ربنا يسوع يسير مرة فى يوم سبت وسط الحقول وقطف التلاميذ المباركون بعض السنابل ، كانوا يفركونها بأيديهم ويأكلون الحبوب ، ولكن بعض الفريسين إقتربوا وقالوا : " هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله فى السبوت! ومع ذلك فهم أنفسهم كانوا مذنبين بطرق متنوعة فى التعدى على الناموس كلية ، لأن إشعياء النبى صرخ ضدهم قائلا : " كيف صارت القرية المينة زانية ، كانت ملآنة حقا ، وكان العدل يبيت فيها واما ألان فالقاتلون ، صارت فضتك زغلا ، وتجارك يغشون الخمر بالماء ، رؤساؤك متمردون وشركاء لصوص يحبون الرشوة ، ويتبعون العطايا ، لا يقضون لليتيم ودعوى الأرملة لا تصل إليهم " (إش 1: 21 - 22 سبعينية) ومع ذلك فهؤلاء الرجال انفسهم الذين وجهت إليهم هذه التوبيخات الشديدة جدا ، إتهموا التلاميذ بكسر السبت !!
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 استخدم يسوع السخرية والدعابة وأسلوب المبالغة الشرقي لينقل لمستمعية رسالة بالغة  وهناك أمثلة كثيرة مثل أيها الطبيب أشفى نفسك .. تعشرون النعنع والشبت والكمون وتتركون أثقل الناموس وفى هذه الاية القذى والخشبة  وموجعة إلى  الذين يبالغون فى التدين الظاهرى
وقد أنتقد بعض المفسرين الغربيين قوله هذا الذين لا يعرفون طبيعة المتكلم وكذلك السامعين والتقاليد وأسلوب الحياة فى عصر يسوع إلا أن مثل القذى والهشبة ما زال يستخدم حتى اليوم فى منطقة الشرق الأوسط بالرغم من غالبيتهم مسلمين  أحد الأسباب التي جعلت الحَرْفيين الغربيين يفسّرون أقواله
بشكل متصلّب جداً تُعوزه البراعة.
1) “الْقَذَى”. “الْقَذَى” استخدمها  الكُتّاب اليونانيون الكلاسيكيون للإشارة إلى أعواد الأغصان الرفيعة  التي تكوِّن
عشّ الطيور. ولذا فإننا نتكلّم عن قطع صغيرة من فروع نباتية صغيرة ضئيلة تافهة لا ييهتم بها أحد .
2) الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لها ”. تشير “الْخَشَبَة ” إلى قطعة ضخمة من خشب لوحي منشور، أو خشب البناء أو روافد خشبية.
؛30 -29 : غالباً ما كلن يسوع يستخدم هذا الأسلوب الأدبي من الغلو لتبسيط حقائق روحية (مت 5: 29- 30) & 19: 24 & 23: 24)
تفسير (لوقا 6: 42) 42 او كيف تقدر ان تقول لاخيك يا اخي دعني اخرج القذى الذي في عينك.وانت لا تنظر الخشبة التي في عينك.يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى الذي في عين اخيك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وليس من الكمال فى شئ أن يرى الإنسان نقائص الآخرين الصغيرة وبلومهم عليها ، فى حين ان نقائصة هو أكبر واخطر ولا يلوم نفسه عليها بل إنه .. لغباءه .. أو كبريائه أو تغلغل الشر فى نفسه ، يجهلها أو يتجاهلها ، كمن ينظر إلى القذى الذى لا يتجوز فى حجمه ذرة التراب فى عين اخيه ، وأما الخشبة الكبيرة الضخمة التى فى عينه هو فلا يفطن لها ، كما أنه لا يستطيع ولا ينبغى أن يدعى لنفسه , وهذه حاله صفة المصلح لغيره ، والناصح له والعامل على إنقاذه من نقيصته , كأنما يقول له دعنى أخرج القذى الذى فى عينك ، فى حين أنه هو نفسه لا يرى الخشبة التى فى عينه هو أى يتخلص من كل نقائصة هو ، ومن كل ألوان الشر التى تعمى بصره وبصيرته معا ، حتى يغدوا من نقاء الضمير وصفاء الشعور والتفكير بحيث يستطيع ان يتبين حقيقة ما فى غيره من نقائص وشرور ، وعندئذ يحق له أن يتصدى لإصلاح غيره وإسناد النصح إليه والعمل على إنقاذه من نقيصته ، لأن الذى يريد إصلاح الناس عليه ان يصلح نفسه اولا ، والذى يتصدى لنصحهم عليه أن ينصح نفسه أولاً والذى يعمل على إنقاذهم من نقائصهم عليه أن يبدأ بنفسه أولاً فلينقذ نفسه أولاً ليتمكن بعد ذلك من إنقاذ الآخرين ،  * 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 33
ولكن المسيح يوجه إليهم توبيخا عادلا ويقول لهم : " ويل لكم ايها الكتبة والفريسين المراؤون لأنكم تعشرون النعنع والشيت والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان ، وايضا : " أنتم الذين تصفون عن البعوضة وتبلعون الجمل " ( مت 32: 23- 24) لأنه بينما كان تعليمهم عن أمور تافهة ، وكانوا يدينون الناس عن أمور حقيرة , افقد كان لهم من الوقاحة أن ينظروا إلى تلك الجرائم الثقيلة بلا إهتمام ، ولهذا فإن المخلص دعاهم : " قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهى من الداخل مملوءة عظام أموات ونجاسة " (مت 23 : 27) وهكذا كل مرائى ، وحينما يلصقون أى إتهام بالآخرين الذين إستسلموا لأى ضعف فى أمور صغيرة ، فإنهم يستحقون أن يقال لهم " اخرج اولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى الذي في عين اخيك. " لذلك فالوصية لا غنى عناها لكل من يريد أن يعيش بالتقوى ، ولكن فوق الكل ، لأولئك الذين أئتمنوا على تعليم ألاخرين ، لأنهم كانوا صالحين وعاقلين ويحبون الحياة السامية ، وليس مجرد أن يعلمون عنها ، ولكنهم أيضا يمارسون الفنون الفاضلة ويضعون بسلوكهم نموذج الحياة المقدسة ، إن كانوا كذلك فإنهم يستطيعون بوجه مكشوف أن يوبخوا أولئك الذين لا يفعلون نفس الشئ لأنهم يتمثلوا بهم ، ولا  طبعوا أخلاقهم الفاضلة على نفوسهم طبعوا أخلاقعم الفاضلة على نفوسهم ، ولكن إن كانوا (اى المعلمين) مهملين وينخدعون بسرعة باللذات لفعل الشر ، فكيف يمكنهم أن يلوموا الآخرين حينما يكونون هكذا؟ لذلك كتب التلميذ بحكمة قائلا : " لا تكونوا معلمين كثيرين يا اخوتى عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم" 0يع 4: 1) لأن المسيح الذى هو موزع الأكاليل ويعاقب الذين يفعلون الشر هو نفسه يقول : " من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما فى ملكوت السموات ، أما من لم يعمل ولكنه علم يدعى أصغر ىفى ملكوت السموات " (مت 5: 19)
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  “أخ”. يمكن أن تشير كلمة أخ إلى: (أ) اليهود ألآخرين لو 14: 12) (أع 2: 19 [ راجع الآية 22] ، 37 & 3: 17 & 7: 2) (ب) المؤمنين (لو 17: 3 & 22: 32 ) (أع 1: 15 & 6: 3)
2)  " مُرَائِي”. كلمة مركبة تستعمل من عالم التمثيل واستُخدمت للإشارة إلى ممثّل يقوم بدور على المسرح وهو يرتدي قناعاً. إنها تأتي من الكلمتين اليونانيتين: “يدين (krinō) و"من تحت  ” .(hupo) ”  وهو شخص يخفى وجهة تحت قناع ويمثل بينما هو شخصية أخرى (لو 18: 9) ويوجد مثلا شائعا عن شخص مرائيا فيقول المصريون : هذا الشخص له ستين وش (وجه)
مثال مناسب يمكن رؤيته فى حياة داود (2صم 12: 1- 9) وقد أستخدم يسوع هذه الكلمة ليصف بها الفريسيين ذوى البر الذاتى بينما هم فى الحقيقة ليسوا كذلك (مت 5: 20 & 6: 2، 5، 16 & 15: 1، 7 & 23: 13)
هذه ألآية تعلمنا مساعدة وخدمة الآخرين بكل ضمير صالح تشامخ وبدون ادّعاء لبر ذاتي (رو 14 : 1) وعلى الكنيسة دائماً أن تختبر روحياً وتنصح  أعضائها يالإحتراس من البر الذاتى
تفسير (لوقا 6: 43) 43 لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا.ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
لأن الصالح لا يمكن أن يصدر عنه شر فى سيرته وهو فى مسلكه مع الناس ، فإنه ما من شجرة طيبة تعطى ثمرا رديئا ، وما من شجرة رديئة تعطى ثمرا طيبا 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 33
ولكننى أستطيع ان أتخيل واحدا يقول : " كيف تستطيع أن تميز الإنسان الذى عنده خشبة فى عينه وهو يلوم اولئك الذين عندهم قذى وهم ضعفاء جزئيا فقط ؟ ولكن ليس هناك صعوبة فى هذا لأنه يقول لكل من يريد ، إنه يمكن أن يرى الأمر بسهولة إذ يقول : " لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا.ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا. لان كل شجرة تعرف من ثمرها " لذلك فالحياة الفعلية لكل إنسان ، هى التى تحدد ما هى أخلاقه ، فإن جمال الحياة المكرمة الحقيقية لا يوصق بمجرد الزينات الخارجية أو الفضائل الزائفة ، بل بالأعمال التى يفعلها الإنسان ، لأن هذه هى ثمار العقل الذى يختار حياة بلا لوم لأجل محبة التقوى ، لذلك ينبغى أن نرى من هو الإنسان المقبول حقا ومن هو الذى ليس كذلك ليس بواسطة المظهر الخارجى بل بالأفعال ، وأيضا يقول المسيح : " إحترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة " (مت 7: 15) فإنظروا أيضا إن المسيح يوصينا أن نميز أولئك الذين يأتون إلينا ليس بثيابهم ، بل بما هم عليه حقيقة ، أنه يقول : " بان كل شجرة تعرف من ثمارها " لأنه كما أنه جهل وغباء أن نتوقع أن نجد الأنواع الجيدة من الثمار بين الأشواك مثل العنب أو التين ، هكذا هو أمر سخيف بالنسبة لنا أن نتخيل أننا أن نجد بين المرائين والنجسين أى شئ يستحق الإعجاب أو أى شئ نبيل ، وأنا أعنى أى شئ من الفضيلة .
هل تريد أن ترى حقيقة هذا الأمر ثانية؟ هل تريد ان ترى من هم الذئاب الذين يأتون بثياب حملان ؟ إذا فإفحص كتابات الرسل القديسين وإسمع ما يقولنه عن بعض الناس : " لأنهم رسل كذبة ، فعلة ماكرون يغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح ، ولا عجب فإن الشيطان نفسه يغير نفسه إلى شبه ملاك نور ، فليس عظيما إن كان خدامه أيضا يغيرون شكلهم كخدام للبر " (2 كو 11: 12- 15) هؤلاء يمكن أن نسميهم هم اشواك وعليق ، ومثل هؤلاء لا يوجد فيهم أى جزء من الحلاوة ، بل كل ما هو مر ومن طبيعة شريرة ، لأن التين لا ينموا من الأشواك ولن نجد بين الأشواك أى شئ مفرح ، لأن العنب لا ينتج من العليق ، إذ ينبغى أن نعرف حقيقة المعلم ليس من المظاهر ، بل من اعماله وحياته.
وهذا يتضح أيضا بإعلان آخر يعلنه ربنا قائلا : " الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح ، واما من هو مختلف عن ذلك صار عقله فريسة للإحتيال والخبث المرارة فإنه بالضرورة يخرج ما هو خفى فى أعماقه ، لأن أالأور التى فى العقل والقلب تغلب ويتقيأها ألإنسان مع تيار حديث المتدفق ،  لذلك فالإنسان الفاضل يتكلم بما يليق بأخلاقه ، أما من هو غير مستحق وشرير فهو يتقيأ نجاسته الخفية ، لذلك ، فإن المسيح يعلمنا كل ما هو لمنفعتنا ، ويطلب من تلاميذه أن يكونوا حذرين من الخداع وساهرين وحريصين ، لأجل هذا السبب وهو يريهم الطريق المستقيم ، ويكشف لهم الخداعات التى تقود للشر ، لكى عن طريق الهروب من العثرات وبالثبات والرسوخ فى العقل وتجاوزهم خطر الخطية ، فإنهم يصلون بسرعة إلى المنازل العلوية ببركة المسيح ، الذى له وبه مع الرب الآب التسبيح والربوبية مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  لأنه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا.ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا. " هنا يشبه يسوع الإنسان بالشجرة التى تنتج ثمارا إما جيدة أو ردية فإذا كانت الشجرة هى الإنسان فالثمر عو عمل الإنسان .. وثمر الشجرة ناشئ عن عدة عوامل من الجذور الأصل الذى نشأ فيه الإنسان ومن الشمس والهواء الذى حوله والذى يمثل مصادر معرفته أثناء نموه ثم الشجرة نفسها هل هى مستعدة لتأتى بثمر جيد أم أنه ستتمتع بالرغم من كل الإمكانيات التى حولها ثم تظهر للناس مورقة وجيدة للنظر ولكن لا يوجد فيها ثمر فالشجر الذى يأتى بثمارا ردية ربما عندما تتحسن التربة من حولة وتتغير الظروف قد تأتى بثمر جيد ولكن الثمرة التى تظهر أوراقا فقط فهى غير ذات قيمة فتقطع من أصلها وتلقى فى النار فالنبحث فى ذاواتنا من أى نوع  نحن هل شجرة تنتج ثمارا جيدة أم أننا نعطى ثمارا ذو أخلاق ردية أم أننا نظهر للناس أننا أتقياء ولكننا نظهر للناس مثل  قبورا مبيضة من الخارج وفى الداخل عفونة ونتانة  وفى إنجيل متى يسوع يتكلم أكثر تفصيلا عن الشجرة (مت 7: 16- 20)
تفسير (لوقا 6: 44) 44 لان كل شجرة تعرف من ثمرها.فانهم لا يجتنون من الشوك تينا ولا يقطفون من العليق عنبا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فلا يمكن للشوك أن يطرح عنبا ، ولا يمكن للعليق أن يثمر تينا ، وعلى هذا القياس يمكن للحكم على الناس ممن يتصدون للتعليم فإن كانت اعمالهم التى هى ثمارهم صالحة كانوا صالحين وجديرين بأن يكونوا معلمين للآخرين ، وإن كانت أعمالهم التى هى ثمارهم شريرة كانوا أشرارا وغير جديرين بذلك العمل التعليمى الجليل النبيل ، وإنما كانت فى حقيقتهم مرائين مضللين ، لا ينبغى الإستماع إليهم أو الإنصياع لتعاليمهم
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " لان كل شجرة تعرف من ثمرها. " ...  "الله لم يَرَهُ احدٌ قط " (انجيل يو18:1) ولكننا نرى حولنا أديانا ولكل دينا إلها ولكل إله تعاليم وناموس وشريعة (قوانين) يسير عليها ويتبعها وينفذها أصحاب الدين أو المؤمنين بهذا الإله وبلا شك أن هناك إلها واحدا حقيقيا وباقى الآلهة من إختراع البشر لكى يملكوا ويصنعوا دولة لها دينا وإلها أى "دولة لها دين" وهنا يمكن أن نقول أن الشجرة فى هذه الآية هى الدين ، والثمر هو الأعمال الناشئة عن أتباع هذا الدين الذين ينفذون شريعة إلههم (القوانين) التى وردت فى كتاب دينهم  وما هو ثمر نبات الشوك؟ وهذا هو الإسلام هو الشوك الذى جرح البشرية كلها وهذه هى الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) أصح إسلام ظهر منذ قرون فى العصر الحديث تطبيقا وتنفيذا لشريعة الإسلام وأوامر الله المنصوص عليها فى القرآن وما فعلة محمد رسول الإسلام ولم تجتنى البشرية من الإسلام منذ نشأته فى الجزيرة العربية وبحجة نشر الإسلام "الفتح" وإنتشرت جحافل العرب المسلمين للهجوم على دول الجوار يسفكون الدماء ويقطعون الرؤوس والأطراف على خلاف ويسمون ألأعين بالمسامير المحماة بالنار ويخربون الأرض ويهتكون العرض ويطردوا الشعوب من أراضيهم لإحتلالها ويستولون على ممتلكاتهم ويسرقون أموالهم ويبيعون نساؤهم كعبيد (ملك يمين) هذه هى ثمار الإسلام وقال يسوع عن هذا النوع الشجر وثماره "لان كل شجرة تعرف من ثمرها.فانهم لا يجتنون من الشوك تينا ولا يقطفون من العليق عنبا. " إذا فليحترس المسيحيين أبناء الإله الحقيقى من هذا االشوك الذى لا ينموا إلا فلا الصحراء وحول المقابر وفى ألأرض الجدباء يخفى تحتة الثعابين والجرزان والعقارب وكل قوة العدو 
تفسير (لوقا 6: 45) 45 الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح.والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر.فانه من فضلة القلب يتكلم فمه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
والفارق بين الصالح والشرير من الناس يكمن فى قلبه ، لأن القلب هو المستودع الذى تتجمع فيه صفاته ، والكنز الذى يستخرج منه الصلاح إن كان صالحا ، أو يستخرج منه الشر إن كان شريرا ، فالإنسان الصالح من الكنز الصالح فى قلبه يخرج الصالحات ويتكلم بها ، والإنسان الشرير من الكنز الشرير فى قلبه يخرج الشرور ويتكلم بها ، لأنه من فيض القلب يتكلم الفم ، وعلى هذا الأساس فليميز الناس بين المعلم الصالح والمتكلم بالصالحات فيتبعوه وبين المعلم الشرير الذى يتكلم بالشر فيتجنبوه ويبتعدوا عنه ، على أن كلام فادينا هنا ينسحب على المعاملات ولا ينسحب على المحاكمات فللقاضى أن يدين المجرم الشرير من رعيته ، وإلا إستشرى الشر بين الناس ، وإستحالت الحياة على الوادعين والضعفاء ، وتفاقم الظلم بين الناس ، وذلك أن القاضى والمعلم والوالد والحاكم بحكم صفاتهم ومناصبهم مسئولون عن إدانة المخطئ وهم لا يدينون بدافع الحقد أو التعالى ، بل ليضعوا حد لتجبر العتاة ، ومنعا من تفاقم الشر . *  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " انه من فضلة القلب يتكلم فمه. "  . تصرفاتنا تكشف ما في قلوبنا من كنوز والكنز عادة ربما يكون مالاً أو شهوة أو مقتنيات وتعظم معيشة
وقد تكلم يسوع عن طريقة تعامل البشر مع الكنوز مثل مثل : الكنز المدفون فى حقل ومثل اللؤلئة الكثيرة الثمن  - والكلام من فضلة القلب أكدها يسوع فى لوقا وهى آية غير الآية التى وردت فى متى فى أالعهد الجديد (مت 12: 34- 35& 15: 18)   
تفسير (لوقا 6: 46) 46 ولماذا تدعونني يا رب يا رب وانتم لا تفعلون ما اقوله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وبعد أن أعلن مخلصنا لتلاميذه وسامعيه تعاليمه وأسدى إليهم وصاياه ، طلب منهم ألا يكتفوا بمجرد التظاهر أو التفاخر بطاعته والخضوع له والخشوع فى مخاطبته والتعهد بالعمل بتعاليمه ووصاياه ، ثم إذا دهمتهم الضيقات والبلايا بعد ذلك خافوا وإرتجفوا وضعفوا وفزعوا وتضعضعوا وتزعزعوا وإنهاروا فسقطوا أشنع سقوط  وإنما ينبغى أن يطيعوه فعلا ، وأن يعملوا فعلا تعاليمه ووصاياه ، وأن يغرسوها غرسا فى نفوسهم حتى تتغلغل إلى أعمق اعماقهم ، ويجعلوها أساسا راسخا صلبا يقيمون عليه كل أفكارهم وكل أفعالهم وكل إهتماماتهم وكل شئون حياتهم ، بحيث إذا هبت عليهم أعاصير المتاعب والمحن والألام ، واجهوها فى قوة ، وصدوها فى ثبات ، وصمدوا لها صمود الطود الشامخ أمام الزوابع والأعاصير التى تزمجر حوله وتهاجمه ، ولكنها تعجز عن أن تهدمه أو تهزمه أو تهز أى ركن فيه ، ومن ثم يظلون اقوياء ثابتين فى صلابة الصخر الصلد وإستقرار الجبل الراسخ ، إذ قال مخلصنا لتلاميذه : "   لماذا تدعونني يا رب يا رب وانتم لا تفعلون ما اقوله
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 33
يوجد رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة فهكذا يكتب بولس (أف 4: 5) لأن إسم الربوبية وحقيقتها كلاهما خاصين فقط بتلك الطبيعة التى تفوق الكل ، وهى العالية جدا ، وتحكم كل الأشياء ، فهكذا يقول عنه بولس أيضا فى موضع آخر : " لأنه إن وجد آلهة كثيرون فى السماء أو على الأرض ، لكن لنا إله واحد الذى منه جميع الأشياء ونحن له ، ورب واحد هو يسوع المسيح الذى به جميع ألشياء ونحن به " (1كو 8: 5و 6) ولذلك حيث أننا نعترف به بالطبيعة وبالحقيقة أنه الرب ، فتبعا لذلك نحن نعطى هذا الإسم له ولكنه هو يسأل : " لماذا تدعوننى يارب ولكنكم لا تفعلون ما أقوله؟ لأنه إن كان لا يملك سلطانا حقيقيا ، ولا مجد الربوبية ، بل على العكس إن كانت الربوبية ممنوحة له من الخارج ومعطاه له كنعمة ، فعندئذ لا تقدم له خضوعك ، وعندئذ ترفض خدمته ، ولا تقبل أن تكون سلطانه كرب لك ، ولكن إن كان حقا بالمعنى الدقيق هو الرب ، وكل طبيعة المخلوقات تنحنى تحت صولجانه ، وهى مثل شئ موضوع تحت قدمى سيده ، فحينئذ قدم له ما هو حق له ، اقبل النير وقدم له طاعتك كحق له ، لكى لا تسمعه يوجه لوما لك بالكلمات التى نطقها أحد الأنبياء القديسين القدماء : " ألأبن يكرم أباه والعبد يكرم سيده ، فإن كنت أبا فأين كرامتى ،وإن كنت سيدا فأين هيبتى قال رب الجنود؟ (ملا 1: 6)
بل تعالوا ودعونا نرى بواسطة ما يحدث بيننا اللوم الذى نصير معرضين له بسبب عدم الطاعة ، فنحن أنفسنا يتمردون ويطرحون عنهم نير العبودية فنحن نخضعهم بالقيود والتعذيبات والجلد ، لذلك فإن كنا نحن الذين على الأرض ونحن بالطبيعة أخوة لأولئك الذين ينحنون تحت النير ، لا نستطيع أن نحتملهم حينما يتمردون ، فكيف سيحتمل الرب تمردنا ، وهوالذى تعبده الرياسات والعروش ، والبوبيات، والذى فى حضرته يقف السرافيم الممجدون جدا يقدمون له خدمتهم بإستعداد؟ لأن داود يقول عنهم فى المزامير : باركوا الرب يا جميع ملائكته ، السامعون صوت كلامه ، باركوا الرب ، يا جميع جنوده ، خدامه العاملين مرضاته" (مز 103: 20- 21) لذلك فإنه خطر وامر يستحق دينونه نهائية أن يكون الإنسان غير راغب فى الخضوع للمسيح القدير ، أما أولئك الذين يجلون خدمته فسينالون بركات ممتازة جدا ، لأنه قد قال بواسطة أحد الأنبياء لأولئك الذين يهربون من نيره ولا يخضعون ليكونوا تحت سلطانه : " هوذا عبيدى يأكلون وأنتم تجوعون ، هوذا الذين يطيعوننى يترنمون من طيبة القلب وأنتم تصرخون من كآبة القلب ومن إنكسار الروح تولولون" (إش 65: 143 و14 ) فها أنت ترى أن تاج أولئك الذين يحملون النير ، نير الخدمة هو جميل جدا ، ويستحق أن يقتنى ، وهو ثمين جدا بينما الباقون يحكم عليهم بدينونة شديدة ومتنوعة ، وفى مكان آخر أيضا بمكنك أن ترى الخادم الحقيقى  يزين بكرامة فائقة ، بينما غير المطيع والمهمل يرفض بخزى ، أو بالحرى يطرح إلى الظلمة الخارجية ، لأن الذين اخذوا الوزنات وضاعفوا ما أعطى لهم فإن صاحب الوزنات كرمهم ومدحهم ، لأنه قال لكل واحد منهم : " أيها العبد الصالح وألأمين كنت أمينا فى القليل فأقيمك على الكثير ، أدخل إلى فرح سيدك " (مت 25: 23) أما الذى أحفى الوزنة فى ألأرض كغير محب لللخدمة وكسلان فإتنه حكم عليه بعقوبة شديدة لا مفر منها .
وفى موضع آخر قال ايضا : " فمن هو العبد ألأمين الحكيم الذى اقامه سيده على  خدمه ليعطيهم الطعام فى حينه ، طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا ، الحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أموتاله " (مت 24 : 45 - 46)
لذلك فأولئك الذين يحفظون إرادة مخلصنا يصيرون ممجدين ، ويستحقون أن يحاكيهم ألآخرون ، وأن يزيدوا بالمديح بسبب أمانتهم ، بل واكثر من ذلك فإنهم يحصلون على إسم يعطى لهم لأنه قد قال عنهم فى موضع معين : " والذين يخدموننى سيدعى عليهم إسم جديد ، الذى هو مبارك على الأرض " (إش 65 : 15 سبعينية)
وتوجد أيضا نقطة أخرى اظن أنها ينبغى أن تضاف لما سبق أن قلناه ، وهى أنه بالرغبة فى الخضوع لكلمات مخلصنا وخدمته ، فإننا سنستريح فى المقابل كرامة الحرية بقرار منه ، لأنه قال لأولئك الذين يؤمنون به : " إن ثبتم فى كلامى فبالحقيقة تكونون تلاميذى وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يو 8: 31- 32) لذلك فنحن نربح مجد الحرية بواسطة الخضوع ، أى بعبوديتنا له ، فهذا يجعلنا أبناء وورثة الرب ، وشركاء مع المسيح فى الميراث ، والعبد لا يبقى فى البيت إلى الأبد ، وأما الإبن فيبقى إلى الأبد ، فإن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون احرارا " (يو 8: 34) لذلك فالرغبة فى الخضوع للرب هى التى تأتى بنا إلى الحرية ، وإلى الكرامة التى هى إمتياز الأبناء الخاص ، واما عدم الطاعة فيضعنا وينزل بنا غلى العبودية وضيعة ومخزية حسب قول الحق الأكيد : " إن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: 34) ولكن قد يقول واحد ، نعم إن الطاعة للمسيح هى امر ممتاز جدا وتستحق أعلى تقدير لكنها ليست على كل حال أمر سهل ، لأن هناك الكثير الذى يقف فى طريقنا ويمكن أن يطفئ غيرتنا ، وانا اقول ايضا نعم لأنه أول كل شئ فإن الشيطان يقاوم كل ما هو جليل ، والجسد فى ميله إلى اللذة يحارب ضد الروح : " وخذان يقاوم أحدهما ألآخر حسب تعبير القديس بولس فى ( غلا 5: 17) وناموس الخطية الذى فى الأعضاء يقاوم بضراوة ومرارة ، لأنى أعرف ان بولس الذى كان متعلما فى الناموس سناقش هذه الأمور بروعة لأنه قال : " فإنى أسر بناموس الله حسب الإنسان الباطن ، ولكنى أرى ناموسنا آخر فى أعضائى يحارب ناموس ذهنى ويسبينى إلى ناموس الخطية الكائن فى أعضائى " (رو 7: 22- 23) ويقول ايضا : " إذا أنا نفسى بذهنى أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية " (رو 7: 25) وإلى جانب ذلك يوجد ميل قوى فى عقل الإنسان يجعل الإرادة تضل وراء اللذات ويولد سرورا بالشهوات العالمية ويبعد أفرادة عن حب التعب فى سبيل الفضيلة ، فهل بسبب هذا نرفض خدمتنا للمسيح ؟ هل هو يأمر بأى شئ مستحيل ولا يمكن عمله؟ وهل يطلب منا شيئا يفوق حدود طبيعتنا ؟ ومن الذى يتجاسر أن يقول هذا .
لأنه بالتأكيد يجعل كل ما يوصينا به ، بتكييف من عقولنا ، لذلك حينما تخبرنى عن صعوبة الطاعة ، فإنى أقول لك أيضا هل الأمور العظيمة والممتازة تأتى بسهولة ؟ يتم الوصول إليها بالجد والتعب ، فمن هم الرجال الذين يربحون الإكليل عادة فى جهاد المباريات ؟ هل هم الذين كرسوا أنفسهم كلبة فى المهارة فى فن الكفاح وقد جازوا فى اتعاب مريرة ،  لأنهم يحتملون كل شئ حسب تعبير القديس بولس :(1كو 9: 25) أم على العكس هم الكسالى والمتنعمون الذين لا يعرفون بالمرة ما هو مناسب للرياضين؟
ومن من أولئك الذين يفلحون الأرض تكون آلة الدراسة عندهم مملوءة بالحزم؟ هل هم أولئك الذين يهملون الحرث ولا يقومون بالتعب الشديد الذى للمعول ، أم على العكس هم المجتهدون والكادحون الذين يلازمون الأتعاب الضرورية للحصول على محصول وفير؟ الجواب معروف ، حتى ولو لم ينطق به احد ، إنهم أولئك الذين لهم إرادة العمل وليس أولئك الذين يحبون الراحة ، هم الذين تكون لهم حياة سعيدة ولا ينقصهم شئ لازم للحياة الهادئة ، والمرنم ايضا يشهد لهذا فى أحد الفقرات التى يذكر فيها الذين يفلحون الأرض كمثال لشئ آخر فيقول : " كانوا يسيرون بالدموع حاملين بذارهم ويعودون بالفرح حاملين حزمهم" (مز 125: 6 سبعينية) لذلك فالفرح هو ثمرة التعب
وبالإضافة إلى ذلك ، فإن الرب نفسه بحثا على محبة الجهد فى كل سعى يستحق المدح إذ يقول : " إدخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب واكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة " (مت 7: 13- 14) لذلك لاحظوا أن الطريق الضيق يؤدى إلى الحياة ، بينما النزول السهل فى الطريق الواسع يؤدى بالناس إلى اللهيب والعذابات التى لا تنتهى .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " ولماذا تدعونني يا رب يا رب ".. فى هذه الآية يمكن تفسر بطريقتين الأولى من الناحية اللاهوتية هؤلاء الرجال كانوا يعترفون بلاهوت يسوع بشفاههم ولكن يثتثقل عليهم تعاليمه كما لا توجد تكن لهم علاقة شخصية معه (مت 7: 21- 25) وكلمة يارب أستعملها بطرس باكرا كلقب لاهوةتى ليسوع (لو 5: 8) كما هو الحال فى هذه الاية والثانية من ناحية الإيمان بدون أعمال - ويسوع يؤكد على أن الخدمة بالقول بالإيمان ليست هى جوهر التلمذة الحقيقية إن لم يتبعها تنفيذ تعاليم المسيح ( أش 29: 13) (مت 7: 21- 22)
2)  “يَارَبُّ، يَارَبُّ ”. كان معلمى الناموس يكررون الإسم الإلهى ويقولون أن تكرار الاسم يظهر المحبة العميقة (تك 22 : 11) "يارب" هى الكلمة اليونانية (Kurios)  وكانت تُستخدم بطرق عديدة متمايزة في القرن الأول. كانت تعنى (أ) “سيد"؛ ( ب) معلّم” ( ج) “مالك"؛ أو (د) “زوج”. ولكن، في السياق اللاهوتى وتفسر بمعناها المستمد من الكلمة العبرية التى جائت فى العهد القديم (adon) : (المالك، المعلّم، الزوج، الرب) عند قراءة الكتابات المقدسة لاسم إله العهد الرب/يهوه  (خر 3 : 14) .
 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 6

4. تعاليمه  د . الحاجة للبناء على الصخر (لوقا 6: 47-49)
تفسير (لوقا 6: 47) 47 كل من ياتي الي ويسمع كلامي ويعمل به اريكم من يشبه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "يَسْمَعُ كَلاَمِ ي وَيَعْمَلُ بِهِ ”.هذا المثل تكرر فى (متى 6: 24- 27) ز (لوقا 6: 47- 49)  وهذه تشبه الكلمة العبرية  Shema التى وردت فى (تث 6: 1) حيث تعنى الكلمة : يسمع كى يفعل " وهذا ما يجب أن يفعله المسيحيين حيث تتضمن : (1) المعرفة وقراءة الإنجيل مع الصلوات (ب) التجاوب الشخصى بالصلاة (ج) التطبيق العملى بتنفيذ تعاليم يسوع التى ذكرها فى الإنجيل 
الأمر اللافت للنظر أن هذه الآية فيما يبدوا قالها يسوع
لعمال بناء يسمعون كلامه كما أنهم متدينون وأنهم سمعوا كلامه وتجاوبوا معه على مستو ما
تفسير (لوقا 6: 48)   48 يشبه انسانا بنى بيتا وحفر وعمق ووضع الاساس على الصخر.فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت فلم يقدر ان يزعزعه لانه كان مؤسسا على الصخر.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
( لو6: 48- 49) هذه نهاية العظة على فى السهل تشبة كثيرا نهاية العظة على الجبل (مت 7: 26- 27)
تفسير (لوقا 6: 49) 49 واما الذي يسمع ولا يعمل فيشبه انسانا بنى بيته على الارض من دون اساس.فصدمه النهر فسقط حالا وكان خراب ذلك البيت عظيما
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 33
لذلك فإن كنا ندعوا المسيح مخلصنا جميعا ، يارب فلنعمل الأشياء التى يقولها لنا ، لأنه هو نفسه يعلمنا ما المنفعة من رغبتنا فى ان نعمل ما أوصينا به ، وما هى الخسارة الناتجة من رفضنا أن نطيع ، لأنه يقول : " كل من يسمع كلامى ويعمل به يشبه إنسانا يبنى بيتا ويحفر ويعمق ويضع الأساس على الصخر ، وأما الذى لا يطيع فهو مثل إنساتن يبنى بيتا ولكنه لم يعتن بثباته ، لأن الذى يطيع ويخضع يكون له وضع ثابت فى كل شئ كريم وصالح ، لأنه لا يكون سامعا للناموس فقط ، بل عاملا به ، لذلك فهو يشبه بيت مبنى على مبنى بثبات وله اساس لا يمكن أن يتزعزع حتى إن ضغطت عليه التجارب وحتى إن هاجمته الشهوات الساكنة فينا مثل سيل شتوى ، أو مثل طوفان فإنه سوف لا يخسر ، أما الذى يميل بسمعه فقط إلى ما يقوله المسيح ولكن لا يحتفظ بشئ فى عقله ولا يعمل شيئا مما أوصى به ، فإنه يكون مثل البيت مستعد للسقوظ لأنه سينحرف فى الحال إلى أمور ساقطة غير لائقة حينما تغريه اللذة وتقودة إلى مهاوى الخطية .
لذلك فإن طاعة المسيح كما نؤكد ، تأتى بنا إلى كل بركة ، وإن كنا نتممها بلا لوم فإن المسيح سوف يتوجنا بنعمته ، الذى به وله مع الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين   
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) “لأَنَّه كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ ”. تعنى هذه العبارة عبارة “حَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْر”. والتى نجدها فى بعض المخطوطات اليونانية القديمة وهو نفس المعنى بكلمات مختلفة



  


This site was last updated 08/19/20