Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الثالث 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل4

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الثالث
1. يوحنا المعمدان يعد الطريق أمام المسيح (لوقا 3: 1-6)
2. الحث على التوبة (لوقا 3: 7-14)
3. شهادة يوحنا المعمدان عن المسيح - جرأة يوحنا وصراحته (لوقا 3: 15-20)
4. عماد السيِّد المسيح (لوقا 3: 21-22)
5. نسب السيِّد المسيح (لوقا 3: 23-38)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 3

1. يوحنا المعمدان يعد الطريق أمام المسيح (لوقا 3: 1-6)
تفسير (لوقا 3: 1) 1 وفي السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس قيصر اذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية وهيرودس رئيس ربع على الجليل وفيلبس اخوه رئيس ربع على ايطورية وكورة تراخونيتس وليسانيوس رئيس ربع على الابلية

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “السَّنَةِ الْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ ”. لا نستطيع الجزم بهذا التاريخ بالضبط بالمقابل بالسنة الميلادية ، (السيد المسيح ولد قبل 1 م بأربع سنوات إإلى ست سنوات لأن هيرودس مات قبل بداية 1م بأربع سنوات )  ولكنها على الأرجح أن تكون الفترة التاريخية ما بين 27 - 28 ميلادية.
أمسك طِيبَارِيُوسَ بزمام الحكم في الأقاليم قبل سنتين من موت أغسطس قيصر ، وحكم بين 14 - 37 ميلادية.
أن الآيتين 1 و2 تتظهران إهتمام لوقا في فى توثيق التأريخ الدقيق للهذه الحادثة. كما إستمر لوقا مهتم   بتوثيق أحداث الإنجيل وربطه مع  التاريخ المدني أكثر بكثير من أي كاتب آخر للعهد الجديد وهذا ناتج من خلفيته الأممية وإطلاعه الواسع وثقافته العالية . إن المسيحية دين يرتبط بالتاريخ والجغرافيا . إذ تستند وترتكز أحداث كثيرة  من التي دونها الكتاب المقدس على التاريخ وتحدد مواقعها الجغرافية .
2) " كَانَ بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ وَالِيًا عَلَى الْيهودِيَّةِ ”.
3) " فيلُبُّسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى إِيطُورِيَّة هو .هيرودس فيلبس ( ابن كليوباترا زوجة من زوجات هيرودس الكبير ) أفضل حاكم بين أولاد هيرودس الكبير  -  هيرودس فيلبس، 4 ق.م- 34 م.،  كان رئيس ربع منطقة شمال وغرب بحر الجليل ( 4 ق.م.- 34 م.) )ذكر في ( لو 3 : 1)
4) " لِيسَانِيوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الأَبِلِيَّةِ ”. لم يُذكر لِيسَانِيوسُ في العهد الجديد إلا فى هذه الآية فقط ، ويذكر يوسيفوس ابناً أبكر لبطليموس، الذي حكم خالسيس، المشتملة على أبيلا (ولكن ليس الأَبِلِيَّةِ)، بدءا ًمن العام 40 ق.م. (يوسيفوس: 14.13.3 Antiq. 15.4.1 and )

إلا أنه أكتشف نقشاً من الأَبِلِيَّةِ يذكر على نحو خاص رئيس ربع يُدعى لِيسَانِيُوسُ. وھذا النقش ھو من العام 11 م.أو من 14 - 29 م.  ويذكر يوسيفوس أيضاً شخصاً يُدعى لِيسَانِيُوسُ في ارتباط مع أبيلا -  (انظر: 20.7.1 Antiq. 19.5.1؛; و 2.12.8  Jewish Wars 2.11.5)
من جديد تتأكد تاريخية لوقا. (لقد دعا الكاتب لوقا الإنجيلى بإسم المؤرخ )
تقع الأبلية إلى الشمال من الجليل وكانت أصلاً جزءاً من مقاطعة هيرودس الكبير.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* لقد كان ملاخى النبى هو آخر أنبياء العهد القديم ، وقد عاش قبل ميلاد السيد المسيح بنحو 400 عام ، ثم إنقطع ظهور الأنبياء طوال هذه الفترة حتى ظهور يوحنا المعمدان فى بداية القرن الأول الميلادى ، وقد ذكر القديس لوقا موعد ظهورة بالتحديد إذ قال أنه : "في السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس قيصر؟ حين كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية وهيرودس رئيس ربع على الجليل وفيلبس اخوه رئيس ربع على ايطورية وأراضى تراخونيتس وليسانيوس رئيس ربع على الابلية" وكان قيافا رئيس الكهنة ، كانت كلمة الرب على يوحنا بن زكريا فى البرية وكانت هذه الفترة التى ظهر فيها يوحنا من أسوأ فترات التاريخ ولا سيما بالنسبة لليهود ولا سيما بالنسبة لليهود فقد كان طيباريوس من اشنع وأقسى قياصرة الدولة الرومانية التى كانت تخضع لها ألمة اليهودية فى ذلك الحين ، وكان بيلاطس البنطى الذى عينه طيباريوس واليا على اليهود من أعتى وأعنف الولاة الرومان وأكثرهم عجرفة وصلفا وسفكا للدماء ، وكان هيرودس وفيلبس وليسانيوس الذين كانوا يحكمون اليهود تحت سيطرة الرومان من أبشع وأفظع الحكام جورا وظلما ووحشية وفسادا أخلاق وكان رؤساء الكهنة أنفسهم وعلى رأسهم حنان وقيافا أسوأ مثال لرؤساء كهنة فى تاريخ اليهود كله ، إذ كانوا يستعلون مناصبهم الكهنوتية تجارة يجمعون عن طريقها المال ، ويسترون بمسوحها جورهم وفجورهم وفسقهم وفسادهم ، وكانوا لا يصلون إلى مناصبهم هذه أو يحتفظون بها إلا بالمكائد والمؤامرات وإلا بمساعدة ومساندة الرومان الذين كانوا يستعبدون أمتهم ويسومونها الذل والهوان بواسطتهم وبالتواطؤ فى ذلك معهم
فى هذه الظروف التى كانت تحيط باليهود ظهربينهم ذلك النبى الجديد يوحنا المعمدان بعد أن كان قد إنقطع ظهور النبياء بينهم منذ عهد بعيد ، وقد رأينا كيف أن يوحنا عاش تقيا متقشفا متوحدا فى البرارى ، إستعدادا لأداء الرسالة التى كان مكلفا بها من الرب بآدائها ، وإذ كان يوحنا كاهنا من سبط هارون ، لم يكن يجوز له على مقتضى الشريعة أن يقوم بالخدمة الدينية ككاهن أو كنبى قبل أن يبلغ سن الثلاثين (العدد 4: 3و23و30و35و39و43و47) ،(اخبار اليام الأول 23: 3) فما بلغ هذا السن حتى أظهر نفسه للناس وبدأ فى إنجاز رسالته وإذ كانت هذه الرسالة تنحصر فى تهيئة نفوس الناس ولمجئ المسيح المنتظر وتمهيد افكارهم لتعاليمه جاء ممتلئا من الروح القدس ومؤيدا بكلمة الرب على كل نواحى الأردن يدعوا الناس لأن يتوبوا ويتطهروا من شرورهم ليغفر لهم الرب خطاياهم حتى إذا آمنوا بدعوته وأبدوا إعتزامهم التوبة على يديه عمدهم بالماء فى نهر الأردن برهانا على إيمانهم ورمزا لتوبتهم ورغبتهم فى تطهير أنفسهم لمغفرة خطاياهم رفقا لما هو مكتوب عن يوحنا فى سفر أقوال إشعياء النبى الذى وصفه  فى نبوءاته قائلا : " صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب مهدوا سبله كل واد سيمتلئ وكل جبل وكل تل سينخفض والطريق المنعوجة ستصبح مستقيمة والوعرة ستصبح مستوية وسيبصر كل بشر خلاص الله" (إشعياء 40: 3- 5) ويدل ذلك على أتن صوت يوحنا كان قويا جهوريا فى إعلان دعوته لأن يستعد الناس مطهرين انفسهم من آثامهم ، ممتنعين عن خطاياهم مهيئين عقولهم فاتحين قلوبهم لمجئ الرب مخلصهم الذى طالما إنتظروه وتطلعوا إلىاليوم العظيم الذى سيأتى فيه لينتشلهم من هوة الهلاك التى ألقوا فيها بأنفسهم وعندئذ سيملأ السلام والعدل والمساواة الأرض ، فإن كل نفس وديعة متواضعة كالوادى المنخفض ستمتلئ بالنعمة وتنال حقها من العظمة والسمو ، وكل نفس متعالية متعجرفة مهما كانت مدى تعاليها وعجرفتها غذا تابت فستنخفض لتساوى فى مكانتها الودعاء المتواضعين ، واما إذا كابرت واصرت على كبريائها وغرورها فستهوى إلى أسفل السافلين والذين يسلكون فى حياتهم الطرق الملتوية سيكون كلمة الرب  قادرة على أن تجعلهم يستقيمون ، والذين يجدون فى طاعة وصايا الرب وعورة سيجدونها بتعمة الرب سهلة أمامهم ميسورة لهم ، لأن كل بشر سيبصر خلاص الرب الذى سيفتح - لا أمام اليهود وحدهم وإنما أمام بنى الإنسان جميعاً - سبيل النجاة من الهلاك المحكوم به عليهم ، بالفداء الذى دبرته حكمته ورحمته الإلهية لخلاصهم. 
تفسير (لوقا 3: 2) 2 في ايام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكهنةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا”. .. اسمه في اللغة اليونانية Hannas ، أطلق عليه يوسيفوس المؤرخ اليهودى  إسم  حنانوس Hannanos يبدو أن الاسم خنان من أصل عبري  يعنى“رحوم” أو “رؤوف  Hanan
في العهد القديم كان رئيس الكهنة يخدم طوال حياته وكان يجب أن يكون من نسل هارون إلا أن الرومان حولوا هذا المنصب الدينى إلى وظيفة مرموقة، تشتريھا عائلة من سبط لاوى . كان رئيس الكهنة  يتحكم بتجارة البضائع في ساحة النساء زفى رواق الأمم وباقى أجزاء الهيكل (في الهيكل) ويديرها. وتطهير يسوع للهيكل وقلبه موائد الصيارفة وباعة الحمام وغيرهم  أغضب هذه العائلة.
بحسب فلافيوس يوسيفوس، كان حنّان رئيس كهنة خلال الفترة 6 - 14 م. كان قد عيّنه كيرينيوس والي أرام وأزاحه فاليريوس غراتوس. وتلاه أولاده ( 5 أبناء وحفيد) في هذا المنصب. وكان قيافا ( 18 - 36 م.)، قد استلم المنصب وراءه مباشرة من الرومان لغضبهم من حنان  فاقصوا حنان وعينوا قيافا وكان قيافا صهر حنان (يو 18: 13) فكان حنان هو رئيس الكهنة الفعلى أمام اليهود ولكنه يختفى وراء قيافا رئيس الكهنة أمام الرومان يصفه يوحنا قائلاً أنه أول شخص أُخِذَ يسوعُ إليه (يو 18: 13 ، 19- 22)
2) "قَيَافَا”.  قيافا رئيس كهنة عيّنتْه روما لقاء أموال، خلال الفترة  18 - 36 م.)،  وكان صهر حنان وظل رئيس كهنة من 6- 15م كانت عائلة حنان وقيافا تتحرك بدافع السياسة والحصول على الثروة من تجارة الهيكل أكثر منها بدافع الحفاظ على الدين وروحانيته والحفاظ على الأمة بقتل شخص يسوع الذى كان رفض تجارتهم فى الهيكل وكان مسالما فإعتبروه خطرا على وجود الأمة اليهودية لأنهم كانوا يظنون ان المسيا سيقودهم فى حرب ضد الرومان ولكن يسوع يقود فى حرب ضد قوى الشر الشيطانية
2) "كَلِمَةُ لله ”. هذه صيغة العهد القديم تشير إلى أن الرب/ يهوه يتكلم إلى الأنبياء (مثال، إر 1: 2)
وتُستخدم نفس التعبير هنا أيضا ليشير  لأجل نقل رسالة لرب/ يهوه عن طريق آخر أنبياء العهد القديم ، يوحنا المعمدان أو الحلقة الواصلة بين العهد القديم والعهد الجديد
3) " ِفى الْبَرِّيَّةِ ”. كانت البرية أيضاً مكان سكن إيليا النبى . لقد كان يوحنا (المعمدان) يبدو، ويتصرف ويعيش مثل إيليا. وقال يسوع عنه أن  النبوءات المدونة في ملاخي (3و 4) قد تحققت فيه  والتى تحدثت عن مجيء إيليا قبل المسيا "يسوع" (مت 11: 14 & 17: 10- 13)
ومن جهة أخرى يعتقد بعض المفسرين أن  يوحنا المعمدان كان أحد أعضاء أو زوار جماعة الأسّانيين (مر 1 : 4) (كت 3: 1) ولكن ليس هذا الإعتقاد مثبتا بالدليل ولكنها مجرد ظنون

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة السادسة
إن أشعياء النبى لم يكن يجهل هدف كرازة يوحنا ، بل منذ القديم قبل مجئ الزمان بكثير شهد عن هذا الهدف إذ دعا المسيح ربا وإلها ، أما يوحنا فقد وصفه إشعياء بأنه خادم المسيح ، وقال عنه أنه سراج يتقدم أمام النور الحقيقى ، أى نجم الصباح الذى يبشر بإشراق الشمس ، معلنا مقدما مجئ اليوم الذى سيشرق فيه بأشعته علينا ، وقال إنه صوت وليس كلمة ، يأتى سابقا ليسوع كا يسبق الصوت الكلمة  
تفسير (لوقا 3: 3) 3 فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “مَعْمُودِيَّةِ ”. أساس المعمودية هى معمودية الماء في القرن الأول في الأراضى المقدسة  إستعملها كل من 
أ.  جماعة الأسّانيين (مخطوطات البحر الميت)
ب. معمودية المهتدين حديثاً من اليونانيين
ح.  رمز االتطهير في اليهودية (أش 1 : 16)
2) " التَّوْبَةِ ”.
3) "مغفرة " هذه صيغة من كلمة فى اللغة اليونانية 
aphiem وتُستخدم غالباً بمعنى مغفرة الخطية (لو 5: 20 ، 21، 23، 24 & 7: 47 ، 48) ولكن هذه الكلمة تستعمل أيضا كمصطلح طبى aphesis) بمعنى الارتياح من المرض ( لو 4: 39) يستخدم لوقا هذه الكلمة :aphesis في كتاباته ولكنها جائت مرة واحدة فى إنجيل متى ومرتين فى مرقس ولا توجد فى يوحنا وأوردها مرة واحدة بولس الرسول
كانت مهمة يوحنا المعمدان  تمهيد النفوس للمسيح  فكان يدعو شعب بنى إسرائيل للتوبة عن الخطيئة والعودة لتطبيق الشريعة والإيمان الخاص
كانت رسالته موجھة إلى شعب العهد القديم الذين خالفوا الوصايا وأساؤوا فهم رحمة ومحبة الرب حسب العهد مراراً وتكراراً. أكّد يوحنا بشكل بارز على الحاجة الروحية التي لا يستطيع أحد سوى يسوع أن
يعطيها لهذا الشعب
تفسير (لوقا 3: 4) 4 كما هو مكتوب في سفر اقوال اشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) هذه الآية ذكرت فى (أش 40: 3- 5) وقد لوحظ أن لوقا دونا عن الإنجيلين الثلاثة ألاخرين ذكر آيات أشعياء النبى 4، 5  بينما بقية الأناجيل تقتبس الآية 3 فقط.
وقد حدد لوقا الصلة بين هذا الإقتباس من العهد الجديد لكى يؤيد خطة الخلاص فى العهد الجديد فى
أ. يوحنا نشأ فى البرية
ب. يوحنا كان يهيئ طريق الناس فى طريق التوبة لخدمة يسوع
ج. العراقيل التى توضع أمام الرب /  يهوه التى ترمز لها عوائق مادية يجب أن تزال
هـ كل بشر سيبصر خلاص الله ويتمتع ببركات الفداء
2) “مَكْتُوبٌ ”... نحويا  فعل تام مبنى للمجهول ذات أسلوب خبرى من graphoō   وكلمة مكتوب كلمة إصطلاحية تستخدم بالإستشهاد من آيات العهد القديم والكلمة اليونانية graph
e
 أستخدمت دائما لوصف الكتابات المقدسة في العهد الجديد ( راجع لو 4: 21 & 24: 27 ، 32)
3) " أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ ”. هذه العبارة تشير إلى الإعداد المادى لزيارة ملكية (أش 57: 14، 62: 10) وقد أشارت هذه العبارى إلى خدمة يوحنا المعمدان السابق للسيد المسيح الذى يعد طريق التوبة روحيا بالمعمودية من الماء وهنا كلمة الرب  (kurios) تعنى السيد المسيح الذى هو المسيا
نحويا أمر ماضٍ بسيط مبني للمعلوم ، يشير إلى الإلحاح. وردت فى النص العبري الماسوري بكلمة أدوناى adon) وتعنى القدير كناية ولكن وردت كلمة الرب / يهوه  فى النص
4) " الرَّبِّ ”.  كتابات العهد القديم  تقصد الرب بـ  الرب/ييهوه أما كتابات العهد الجديد فهى تقصد الرب بـ  يسوع
الكلمة المتجسد
5) " اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَة ”. النص الماسوري والسبعينية يقولان: “قوّموا طرق إلهنا”. وقد عدَّل مرقس (أو بطرس) النص (أو اقتبس صيغة نصية غير معروفة) ليجعل العبارة تدل بشكل محدد على يسوع، وليس على الرب/يهوه على إعتبار أن يسوع هو الكلمة المتجسد من يهوه وقد لوحظ فى هذه الآية أن لوقا يستخدم إنجيل مرقس

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة السادسة
 " اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة " يوحنا قد إختير ليكون رسولا ولكنه أيضا كان آخر النبياء ، ولأن الرب لم يكن قد أتى بعد ، لذلك يقول : اعدوا طريق الرب" وما معنى اعدوا طريق الرب؟ المقصودد هو إستعدوا لقبول أى شئ يريد المسيح أن يفعله ، حرروا قلوبكم من ظل الناموس ، وكفوا عن الرموز ، ولا تفكروا فيما بعد تفكيرا منحرفا ، إصنعوا سبل الرب المستقيمة ، لأن كل طريق يقود للصلاح هو مستقيم وممهد وسهل ، ولكن الطريق الآخر المعوج فإنه يقود للذين يسيرون فيه إلى الشر والضلال ، الذين كتب عنهم :" الذين طرقهم معوجة وهم ملتوون فى سبلهم " (أم 2: 15) لذلك فإستقامة العقل هى مثل طريق مستقيم ليس فيه إعوجاج ، وهكذا كانت صفة المرنم الذى كان يرتل قائلا : " لا يلصق بى قلب معوج (مز 1: 1 - 4) ويشوع بن نون عندما حدث الشعب يقول لهم : " إجعلوا قلوبكم مستقيمة مع إله إسرائيل 0يش 24: 22 سبعينية) بينما يوحنا يصرخ : إجعلوا سبلكم مستقيمة ، وهذا معناه أن النفس ينبغى أن تكون مستقيمة فتظهر إدراكها الطبيعى كما خلق ، وهى خلقت جميلة ومستقيمة ، ولكن حينما تنحرف جانبا وتنقلب حالتها الطبيعية فإن هذا يسمى رذيلة وإنحراف للنفس ، لذلك فالأمر ليس صعبا ، لأنه إن كنا نستمر كما خلقنا فإننا سنكون فاضلين ، ولكن حينما يصيح احدهم بنا معترضا قائلا : " كيف نعد طريق الرب؟ أو كيف نجعل سبله مستقيمة ؟ فإنه توجد عوائق كثيرة فى طريق أولئك الذين يسعون ليعيشوا حياة مستقيمة ، فهناك الشيطان الذى يبغض كل ما هو جميل ، وكذلك حشد ألرواح الشريرة ، وايضا هناك ناموس الخطية نفسه الذى يعمل فى أعضاءنا الجسدية ، والذى يقاوم ميول العقل نحو الصلاح ، وشهوات أخرى كثيرة تسيطر على عقل الإنسان - غذن فماذا نفعل - وهناك مثل هذه الصعوبات العظيمة تضغط علينا ؟ إن كلمة النبوة ترد على هذه الإعتراضات قائلة : " كل واد يمتلئ ، وكل أكمة ينخفض ، وتصير المعوجات مستقينمة والشعاب طرقا سهلة ، ويبصر كل بشر خلاص الله " 
تفسير (لوقا 3: 5) 5 كل واد يمتلئ وكل جبل واكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة.
تفسير (لوقا 3: 6) 6 ويبصر كل بشر خلاص الله

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " يُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ لله ”. وردت كلمة “الخلاص” فى الترجمة السبعينية ؛ بينما أوردها متى بمعنى “مجد”
 يُركِّز لوقا على الخلاص العالمي ، يكتب لوقا للشعب اليونانى الأممى وللأمم جميعها وللبشر كلهم أنهم سينظرون خلاص الرب الذى سيتممه المسيح هذه هى البشارة كما قال الملاك أنه ولد لكم مخلص هو المسيح الرب

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة السادسة
 "ويبصر كل بشر خلاص الله " وكل جسد يبصر خلاص الرب أى الخلاص الذى من ألآب ، لأنه أرسل إبنه ليكون مخلصا لنا ، وعبارة "كل جسد" يقصد بها الإنسان عموما أى كل الجنس البشرى لأنه هكذا سيبصر كل جسد خلاص الرب ، ليس إسرائيل فقط بل كل ببشر ، لأن لطف المخلص رب الكل ليس له حدود ، وهو لم يخلص أمة واحده فقط ، بل بالحرى إحتضن العالم كله فى شبكته ، وقد أنار على كل الذين فى الظلمة ، وهذا ما
رتلت به قيثارة المرنم : " كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يارب" (مز86: 9) وفى نفس الوقت فإن بقية إسرائيل تخلص ، وذلك كما سبق أن أعلن موسى العظيم منذ القدم قائلا : " تهللوا أيها الأمم مع شعبه" (تث 32: 43)

 تفسير انجيل لوقا الاصحاح 3

2. الحث على التوبة (لوقا 3: 7-14)
تفسير (لوقا 3: 7) 7 وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “يَقُولُ ”..... نحويا زمن ماضي المتصل أى أن يوحنا المعمدان كان دائم القول للجموع  والجموع هم جميع أنحاء اليهودية واهل اورشليم  (مر 1: 5)
2) " الْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا”....  نحويا  اسم فاعل حاضر متوسط (مجهول الصيغة معلوم المعنى) يُؤكد على أن جموع اليهود استمرت بالمجيء. وهذا يدل على أن الآبار الروحية جفت وتشققت الأرض التى ترمز لنفوس بنى إسرائيل وعطشت للمياة الروحية فقد كان هناك جوع روحي في إسرائيل.
3) " يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي”. أطلق السيد المسيح هذا اللقب على الفريسيين (انظر مت 12 : 34 ) وصب عليهم الويلات ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون (مت  ◙12: 23) وأطلق يوحنا لقب أولاد الأفاعى على القادة الدينيين اليهود (الصديوقيين والفريسيين ) لم يكن يوحنا معجباً ودعاهم للتوبة (مت 3: 7)
4) الغضب الاتى هو توبيخ  الضمير لغير المؤمن والروح القدس للمسيحى ويعنى أيضا يوم الدينونة لكل البشر (مت 24: 25) أولئك الذين لديهم الكثير يطلب منهم الكثير (لو 12: 48)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* وكان يوحنا صارما عنيفا فى تعليمه ، صلبا لا يلين ثابتا لا يتزعزع ، صارخا جهورى الصوت فى توبيخه للجميع بغير إستثناء على شرورهم وآثامهم ، بأشد الألفاظ قوة وقسوة فى غير مواربة ولا محاباة جريئا لا يخاف من احد ولا يبالى بسلطان إنسان مهما بلغ هذا السلطان فكان لا يهدأ يوبخ الجموع الذين كانوا يأتون إليه ليعتمدوا منه لا سيما من الفريسين والصدوقيين(متى3: 7) قائلاً لهم   :" يا اولاد الأفاعى ...وتلقى فى النار (لوقا3: 7- 10)  وعلى الرغم من أن جموع اليهود آمنوا بأنه نبى حتى إعتقد كثيرون أنه هو المسيح الذى ينتظرونه (لوقا3: 15) وعلى الرغم من أنهم جاءوا إليه راغبين فى سماع تعاليمة ونيل المعمودية منه وبخهم على شرورهم السابقة ناعتا إياهم بأنهم "أبناء الأفاعى " لأن آبائهم كانوا غير مسممين بالشر فحسب وإنما اصبحوا ينفصون الشر فى غيرهم كما تنفث الأفعى سمومها فى ضحاياها وكانوا هم فى ذلك مثل آبائهم ، فكانوا مستحقين الغضب الذى صبه الرب عليهم من أجل شرورهم ، ثم سألهم يوحنا عن علة إدراكهم الآن لهذا الغضب الآتى عليهم وعنمن اشار عليهم بأن يعملوا على الهرب من ذلك الخطر الذى يهددهم ، وقد كانوا حتى ذلك الحين غافلين عنه سائرين فى آثامهم وخطاياهم
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة السابعة
نحن نؤكد أن المعمدان المبارك - لأنه كان ممتلئا من الروح القدس - لذلك لم يجهل الأعمال الجسورة التى كان الشعب اليهودى سيجرؤ على القيام بها ضد المسيح ، لأنه سبق فعرف أنهم سوف لا يؤمنون به وأنهم سيستخدمون ألسنتهم المملوءة سما ، ليسكبوا شكواهم وإتهاماتهم ضده ، متهيمنه مرة بأنه مولود من زنى ، ومرة أخرى أنه يجرى المعجزات بقوة بهلزبول رئيس الشياطين (لو 11: 15) ومرة أخرى أيضا أن به شيطان وأنه ليس أفض من سامرى ، لذلك فإذ كان يعرف هذا فإنه يدعوا حتى أولئك الذين يتوبون أشرارا وهو يوبخهم لأنهم رغم أن عندهم الناموس الذى يتكلم إليهم بسر المسيح ، رغم نبوات الأنبياء عنه ، إلا أنهم رغم ذلك صاروا ثقيلى السمع وغير مستعدين للإيمان بالمسيح مخلص الجميع ، لأنه يقول : "  من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي " أليس الكتاب موحى به هو الذى يخبر بسعادة أولئك الذين لا يؤمنون والذين هم أصحاب الجهالة ، أنهم سوف يدانون بعقاب شديد لا مفر منه؟
تفسير (لوقا 3: 8) 8 فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة.ولا تبتدئوا تقولون في انفسكم لنا ابراهيم ابا.لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “اصْنَعُوا أَثْمَارًا”. نحويا أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. لا يكفى للإنسان أن يتوب ولكن ينبغى له أن يصنع ثمارا تليق بالتوبة  ابلنمو فى الفضيلة والقيام بالأعمال الصالحة الت هذه هى الثمار ليرى الناس اعمالكم فيمجدوا أبيكم الذى أتبعتوه وآمنتم به (مت 7: 15 - 23& 12: 23) (لو 6: 39- 46) (غل 5: 22- 23)
2) " لَنَا إِبْرَاهيم أَبًا”. القادة اليهود كانوا يتّكلون على نسلھم وجنسهم فقط وكانوا يتفاخرون بانهم أولاد إبراهيم أى أمة أبراهيم (يو 8: 37- 59) (غل 3: 29)   كان قادة اليهود الدينيين مثل الفريسيين والكتبة وغيرهم يعتقدون أن الله قد حص وعوده لإبراهيم وذريته فقط (تك 12: 15- 17) وظنوا أنها وعودا مطلقة وبغير شروط ولكن من يظن هذا فهو يخطئ لأن العهود تحتوى على شروط ملزمة للطرفين الموقعين على العهد (رو 9: 4- 5) وقارن (رو 10: 1- 4) فالعهود فى العهد القديم إرتبطت دائما بالسلالة والنسل يالثقة فى مواعيد الرب/ يهوه وإطاعته ةالمثابرة والإيمان ، أما فى العهد الجديد  فقد أطلقها المسيح لجميع ألمم لأنه جاء إلى خاصته اليهود وخاصته لم تفبله وأصبح هنام أمة عالمية واحده تؤمن بالمسيح (رو 2: 17- 29)
3) "الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا”....الغريب أن هتين الكلمتين لهما نفس اللفظ الصوتى تقريبا فى اللغة الآرامية التى تكلم بها يسوع  (أولاد  banayya  - وحجارة abnayyaā ) والسؤال هل ذكرت هاتين الكلمتين بقصد الإشارة إلى الأمم الذين سيعبدون الرب   كان يسوع يتكلم باللغة الآرامية ، وليس باللغة اليونانية ، الشعبية. ولعل هذا المعنى عن أولاد الأمم التى كانت قلوبهم حجارة ويعبدون الحجارة وتحولت إلى قلوب لحمية وهو ما قصده الرب /  يهوه عن الغريب والخصيان الذين يؤمنون فى العهد القديم وكان هذا غريبا على أذان اليهود ومعتقداتهم (إقرأ أش 56

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 ثم اسدى إليهم نصيحة بأنهم إن كانوا يريدون حقا الخلاص من هذا الغضب وهذا الخطر فلا سبيل إلى ذلك إلا التوبة التى تقودهم إلى تقوى الرب والخشوع له والخضوع لأحكامة ووصاياة بتقويم أنفسهم وتغيير منهجهم الشرير فى الحياة بتطهير قلوبهم وتنقية ضمائرهم بحيث تكون أعمالهم ثمار طيبة كفيلة بالدلالة على أن توبتهم صادقة ولائقة بهذه التوبة ومحققة لها ، فلا يكفى أن يقولوا فى أنفسهم أنهم ابناء إبراهيم ، متوهمين أن هذا سبب كاف للبرهنة على صلاحهم ما دام إبراهيم كان صالحاً لأن إبراهيم وإن كان صالحاً فإن ابناءه أصبحوا أشرار فلا يجديهم الإتكال على صلاحة إعفاء أنفسهم من عواقب شرورهم ولأن الرب قادر على أن يفديهم بسبب هذه الشرور ، وكما خلق آدم من التراب فهو قادر على أن يخلق من الحجارة أبناء صالحين خليقين حقا بأن ينتسبوا إلى إلى إبراهيم
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة السابعة
 "فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة " وأيضا فإن ثمر التوبة هو بالدرجة القصوى ، الإيمان بالمسيح ، ثم ياتى بعده منهج الحياة الإنجيلية ، وعلى وجه العموم كل أعمال البر المضادة للخطية ، التى ينبغى على التائب أن يصنعها كثمار لائقة بالتوية .
ثم أضاف يوحنا المعمدان  قائلا : " ولا تبتدئوا تقولون في انفسكم لنا ابراهيم ابا.لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم " ها أنتم ترون كيف يحط من كبريائهم الردئ بمهارة عظيمة ، ويبين أن ولادتهم من إبراهيم حسب الجسد هى بلا فائدة ولا منفعة ، لأن أيه منفعة هناك من نبل المولد إن كل الناس لا يمارسون نفس الأعمال الحسنة التى لوالديهم ولا يتمسكون بفضيلة أجدادهم ؟ لأن المخلص يقول لهم : " لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم" (يو 8: 39) إن علاقة القرابة التى يطلبها الرب هى فى الصفات والأخلاق ، ولذلك فإنه أمر باكل أن يفتخر أحد بقداسة وصلاح والديه ، بينما هو نفسه مختلف عنهم وقاصر عن فضيلتهما .
ويتسائل اليهود قائلين ، إن كان ألأمر هكذا ، فبألا طريقة يتكاثر نسل إبراهيم ، وكيف يكون الوعد الذى أعطاه له الرب صحيحا عندما قال له إنه سوف يكثر نسله كنجوم السماء ؟ الجواب أيها اليهودى هو بدعوة الإمم ، لأنه قيل لإبراهيم نفسه إنه إنه : " بإسحق يدعى لك نسل" (تك 21: 12) وأيضا "جعلتك أبا لأمم كثيرة " (تك 17: 4) ولكن عبارة "بإسحق " تعنى بحسب الوعد ، لذلك فهو جعل أبا لأمم كثيرة بالإيمان ، أى فى المسيح ، وعن هؤلاء أيضا تكلم الرب بصوت حزقيال قائلا ، وأنزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم ، لكى يعرفوا أنى أنا الرب " (حز 11: 19) والمعمدان المبارك يدعوا الأمم بوضوح " الحجارة " لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الذى هو بطبيعة الرب ، بل كانوا فى ضلال ، وهى حماثتهم العظيمة قد عبدوا المخلوق بدل الخالق ، ولكنهم مع ذلك قثد دعوا من الرب وصاروا أبناء إبراهيم ، وبإيمانهم بالمسيح إعترفوا بالذى هو إله بالطبيعة .

تفسير (لوقا 3: 9) 9 والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر.فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) (شجرة لا تصنع ثمرا جيدا " ....  لا يكفى أن المسيحى يتوب لهذا قال المعمدان أصنعوا ثمارا تليق بالتوبة ونجد إستعارة عن نفس الشجرة الشجرة الغير مثمرة التى تقطع (مت 7: 19) الملكوت جاء فى يسوع  ونحن الذين آمنا نحس به فى داخلنا إذا طبقنا تعاليمه ووصاياه ولكن هذا لا يعنى عدم السقوط والذى يعنى نتيجة له لذلك عدم تنفيذ الوصايا والتعاليم لهذا ستكون هناك دينونة إذا تمادينا فى كسر التعاليم وعدم القيام بالأعمال الصالحة التى أمر بها المسيح (مت 25: 31- 41) (يؤ 20: 11- 15) وهناك مبدأ روحى فى كلا العهدين القديم الإنسان يحصد ما يزرع ( أى 34: 1) (مز 28: 4) (أم 24: 12) (جا 12: 14) (إ ر 17: 10) (مت 16: 27) (رو 2: 7) (1كور 5: 10) (غل 6: 7- 10) (2 تيم 4: 14 ) ( 1بط 1: 17) (رؤ 2: 6) (ذمور 5: 10) (غل 6: 7- 10) (2 تيم 4: 14) (1 بط 1: 17) (رؤ 2: 23& 20: 12& 22: 12)
2) "النار" .. تشير النار عند أنبياء العهد القديم إلى الدينونة مجازيا (أمثلة من القرن الثامن .. أش 5: 24 & 9: 10 19 & 66: 15- 16 ، 24) (وأمثلة من القرن السابع إر 4: 4 & 5: 14 & 22: 7 & 23: 29 & 43: 12- 13)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
وقد حذرهم يوحنا وأنذرهم بان اللحظة الحاسمة قد جاءت وأن الرب قد صبر عليهم طويلا فإن ذلك لن يستمر بعد ألان وقد جاء المسيح الذى أصبح مجيئه قاصلاً بين عهدى النقمة والنعمة لأنه سيفعل بالناس ما يفعله البستانى الذى يجئ معه بفأسه ليفرز الشجر واحده فواحده فكل شجرة يجدها لا تثمر ثمرا جيدا يقطعها بالفأس من اسولها ويلقى بها فى النار لأنه إذ لا ثمر لها لا تصلح لشئ إلا ان تكون وقودا للنار وأما الشجرة المثمرة فسيبقى عليها ويرعاها بعناية ويرويها بنعمته لتزداد جودتها ويتكاثر ثمرها ، وقد فعل هذا التحذير الصارم والإنذار الرهيب فعله فى نفوس اليهود  * 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة السابعة
 ولكى يفيد سامعيه بدرجة أكبر فإن المعمدان المبارك يقول لهم شيئا أكثر : "والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر " (لوقا 3: 9) ولكنه فى هذه العبارة يشير بكلمة " الفأس" إلى غضب الرب الشديد الذى أنزله ألاب على
اليهود بسبب شرهم ضد المسيح وعفهم وتهورهم ، لأن الغضب أتى عليهم مثل فأس ، وهذا ما شرحه لنا زكريا النبى بقوله : " ويكون النوح فى أورشليم كالنوح على بستان الرمان المقطوع فى الوادى " (زك 12: 11 سبعينية) وإرميا يخاطبها هكذا : " دعا الرب إسمك زيتونة خضراء جميلة الصورة ، وعند إمتلائها أوقد نارا عليها فإنكسرت أغصانها وكان النواح عليها  عظيما ، ورب الجنود غارسك قد تكلم عليك شرا " (إر 11: 16و 17)
ويمكن أن نضيف إلى هذا أيضا المثل الوارد فى الإنجيل عن شجرة التين غير المثمرة ولم تعد من نوع الجيد ، فإن الرب قطعها ، مومع ذلك فهو لا يقول إن الفأس قد وضع فى أصل الشجرة ، بل على أصل الشجرة أى بالقرب من الأصل ، لأن الأغصان قد قطعت أما الشجرة فلم تخلع من جذورها ، ذلك لأن بقية إسرائيل قد خلصت ولم تهلك بالمرة .
تفسير (لوقا 3: 10) 10 وساله الجموع قائلين فماذا نفعل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “فَمَاذَا نَفْعَلُ؟”...  يشير هذا السؤال إلى أن اليهودى عندما طبق القوانين والشرائع اليهودية ومارس الطقوس  والصلوات الليتورجية المكتوبه فى العهد القديم وجدها لم تكن كافية . ولكن كان ينقصها التطبيق الشخصي والفعل العملى فقد إكتشف إن الفعل أمر حاسم وأساسي فيما بعد المرحلة الأولى وهى الإيمان وهناك تدرج فى الروحانية والنعمة ( أى ختان القلب راجع (تث 10: 16 & 30: 6) (إر 4: 4 & 9: 25- 26) (رو 2: 28- 29)
إن اليهود بلا شك تابوا وآمنوا ولكن كان تنقصهم ثمار التوبة وهم لا يعرفون فقالوا ماذا نفعل؟ هناك فرق بين الأديان الأخرى الذي يسير الناس حسب شريعتهم ولكن المسيحية ليست دينا نعيش بشريعته ولكنها حياة نعيشها (يع 2: 14- 26) الإنجيل هو بشارة عن يسوع المسيح وعن تعاليمه وحياتنا يجب أن تتطابق مع شخص السيد المسيح ونعيش كما عاش هو حياته أى التشبه اليومى بالسيد المسيح فكانت حياته صوم وصلاة وتبشير وعمل كل شئ صالحا

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* فسألته مجموعة منهم :" ماذا نفعل" لقد كانوا يعرفون أحكام الشريعة الموسوية وكانوا يعتقدون أنهم بطاعتهم الظاهرية الشكلية لها فعلوا كل شيئ يجعلهم صالحين امام الرب ويكفل لهم رضاءه عنهم وها هو يوحنا الذى آمنوا بأنه نبى يلقبهم مع ذلك بأولاد الأفاعى ويصفهم بالشر ويصمهم بالإثم وبحطم كل أوهامهم عن أنفسهم فماذا عليهم إذا أن يفعلوا غير ما فعلوا ؟ وعندئذبدأ يوحنا يلقنهم أول درس من دروس تعاليم العهد الجديد الذى جاء السيد المسيح ليؤسسه والذى جاء هو من قبلة ليمهد أذهان الناس له ،  
تفسير (لوقا 3: 11) 11 فاجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “ثَوْبَانِ ”... ثوبان كلمة يونانية chiton) قد تكون كلمة عبرية تشير إلى الإعارة أو القرض تُستخدم في الترجمة السبعينية للدلالة على:
أ. الثوب االتحتي للمرأة، (تك 3: 21)
ب. الثوب االتحتي للرجل، (قض 14: 19)
ج. الثوب التحتي للكاهن( لا 6: 3)
The Vocabulary of the ، فى كتابات اليونانية الشعبية فى بردية مصرية
 Milligan و Moulton ص. 688 ، يعتقد ،Greek Testament هى كلمة تعود في إلى آسيا الصغرى. وكان لها معنيان مرتبطان:
أ. الرداء الداخلي الذي يضعه الرجال والنساء على بدنھم (الترجمة السبعينية، مت 5 : 40 & 1: 10) (مر 6: 9)
ب.   تُستخدم بشكل عام في إشارة إلى الثياب (مر 14 : 64)
المسييحية شركة لهذا يجب أن نشارك ما نمتلك مع الفقراء والمحتاجين

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* وكان هذا الدرس هو جوهر تعاليم العهد الجديد وهو أن ينبذ اللناس الأرضيات بما فيها من حيوانية وقسوة وكراهية وأنانية متجهين غلى السمائيات بما فيها من روحانية ورحمة ومحبة وإحسان وهو زهدهم فى الإهتمامات الأرضية الزائفة الزائلة متطلعين إلى الأمجاد السمائية الحقة الخالدة غذ أجابهم يوحنا قائلاً لهم  من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا(لوقا 3: 11) وقد جاء إلى يوحنا لينال المعمودية منه قوم ممن كاتن اليهود يعتبرونهم أكثر الناس شرا وقسوة وظلما وإجراما حتى لقد كانوا يقرنونهم دائما حين يذكرونهم بالخطاة والزناة ،
تفسير (لوقا 3: 12) 12 وجاء عشارون ايضا ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وأولئك هم العشارون الذين كانوا يقومون بجباية العشور أى الضرائب بتكليف من الحكام الرومان زكانوا بالفعل قوم لا ضمائر لهم يستغلون وظائفهم فى التجبر على الناس وإقتضاء ضرائب منهم أكثر مما هو مستحق عليهم ليستولوا على ما زاد منهم لأنفسهم ، وذلك بأكثر الوسائل وحشية وإذ شعر الذين جاءوا إلى يوحنا منهم بمل يثقل كواهلهم من الاثام وإعمال الإجرام ، سألوه :" وماذا نفعل يا معلم "   
تفسير (لوقا 3: 13) 13 فقال لهم لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال لهم   :" لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم"  إذ كان هو أشنع آثامهم وأبشع مظاهر إجرامهم ، كما جاء إلى يوحنا بعض الجند الذين كانوا من أشد الناس فظاعة وفظاظة  وغلظة قلب وإنعدام الضمير وإعتداء على الناس وإفتراء عليهم وإتصابا للرشوة منهم فى غير شفقة ولا رحمة ، وقد قال هؤلاء أيضا لوحنا : " لا تظلموا أحداً" ولا تفتروا على أحد وأكتفوا بأجوركم" وهكذا كان يوحنا ينصح كل من يجئ إليه بما يتلائم مع حاله ربما يتفق مع تعاليم العهد الجديد الذى جاء ليمهد أذهان الناس وقلوبهم له.
وقد رأينا أن اليهود كانوا فى ذلك الزمان ينتظرون مجئ المسيح على مقتضى الوعد الذى ذكره دانيال النبى (دانيال9: 21- 27) وكذلك على مقتضى الموعد الذى ذكره يعقوب أبو أسباط اليهود حينما تنبأ بأنه عندما لا يعود لليهود ملك ولا مشرع يجئ "شيلون" الذى معناه المخلص ، وإذ كان كل الشعب مترقبا ذلك المجئ ومنتظراً إياه فى لهفة ، لم يلبثوا ، إذ ما رأوا عليه يوحنا المعمدان من صلاح وتقشف وتقوى ومداومة على المناداة بطلمة الرب ، أن ظنوا أنه المسيح الذى ينتظرونه بيد أن يوحنا إذ علم أفكارهم ، بادر إلى تصحيح ما وقعوا فيه من خطأ ، والتصريح بانه ليس المسيح ، وأن المسيح من القوة والعظمة بالنسبة إليه بحيث انه لا يستحق أن يكون خادما له ، إذ أجاب الجميع قائلا لهم : " وأنا لست مستحقا أن احل أربطة حذائة ، فهو سيعمدكم بروح القدس وبالنار "ذلك الذى مذراته فى يده وسينقى بيدره ويجمع القمح فى مخزنة وأما التبن فيحرقة بنار لا تنطفئ وبذلك غعترف يوحنا بأن غاية ما يستطيعه هو أن يعمد الناس بالماء ليمهد الطريق أمامه والذى لن يعمدهم كما فعل هو بالبماء الذى لا يصلح غلا لأن يطهر الجسد فحسب وغنما ليمهد الطريق أمامه والذى لن يعمدكم كما فعل هو بالماء الذى لا يصلبح غلا ليطهر الجسد فحسب ، وإنما ، لأنه أقوى منه بغير قياس وأعظم منه بغير حد - سيعمدكم بروح القدس الذى هو روح الآب ذاته، الذى هو من القوة والقدرة بحيث يطهر ، لا الجسد وحده ، وإنما الروح ذاتها ، وتصهرها كما تصهر النار المعدن فى البوتقة ، فتزيل عنه كل ما علق به من شوائب ورواسب، حتى يغدوا خالص الصفاء شديد النقاء ، ولسوف يأتى ذلك السيد العظيم الذى يعترف به يوحنا بأنه ليس مستحقا أن يحل أربطة حذائة   ، كما يأتى الزارع فى وقت الحصاد ومذراته فى يده ةلينقى بيدره الذى وضع فيه محصول حقله ، فيجمع القمح الذى يرمز إلى الأبرار فى مخزنة ، أى فى ملكوته ، واما التبن الذى لا يصلح إلا وقودا للنار والذى يرمز إلى الأشرار فيحرقة بنار لا تطفأ .
وأمور أخرى كثيرة كان يوحنا يبشر بها الشعب ، وهو يعظهم ، فى حدود المهمة التى أرسله الرب  لإنجازها ، وهى أن يتقدم السيد المسيح ، كما يتقدم التابع الملك ليعلن عن مجيئه ويدعوا الناس إلى إستقباله بما يليق به من عظمة وجلال
تفسير (لوقا 3: 14) 14 وساله جنديون ايضا قائلين وماذا نفعل نحن.فقال لهم لا تظلموا احدا ولا تشوا باحد واكتفوا بعلائفكم

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
“عَشَّارُونَ.... جُنْدِيُّونَ ”.وظيفتين كان من يتقلدهما مكروهين من اليهود  لأنهما كانا ينهبان الشعب اليهودى فالعشار كان يشترى بلدة ما مثلا من الرومان ثم يفرضون هم الجزية التى يريدونها ليسدوا ما دفعوه والزيادة تكون منصيبهم وكانوا فى الغالب يفرضون ضرائب باهظة على اليهود أقرانهم وكان الجنود يفرضون على اليهود علائف وأغذية يطالبون بها اليهود وكانت كثيرة عليهم  وفرض يوحنا المعمدان القواعد الأخلاقية عليهم ملخصها أن يكونوا عادلين
الأفعال المستخدمة في مخاطبة الجنود في الآية 14 جاءت في صيغة الأمر.
أ. لاَ تَظْلِمُوا أَحَدًا .. نحويا أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم.
ب. لاَ تَشُوا بِأَحَدٍ، ... نحويا أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم .
ج. اكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ  ... نحويا أمر حاضر مبني للمجھول.
ھ أعفت روما اليهود إعفاءً من الخدمة العسكرية. فلعلّ هؤلاء كانوا يهودا في خدمة هيرودس ويجمعون الضرائب له خاصة لبناء الهيكل . وقد يكونون من جند الهيكل أما وجود كلمة kai في الآية 14يُفسّر أو يترجم  بـ “حتى”. وهدف لوقا بأن يسمع اليونانيون النبأ السار باكراً جداً، حتى خلال خدمة يوحنا المعمدان.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثامنة والتاسعة 
إن لوقا المغبوط  قد قدم ثلاث أنواع منالناس يسألون يوحنا المعمدان وهم : الجموع - والعشارون - وثالثا الجند .. وكما أن الطبيب الماهر يقدم لكل نوع من المرض العلاج المناسب والملائم له ، هكذا أيضا المعمدان قد أعطى لكل طريقة فى الحياة مشورة نافعة ولائقة ، طالبا من الجموع فى طريق توبتهم أن يمارسوا الرحمة المتبادلة ، والعشارون يمنعهم من الطمع ومن أخذ ما هو أكثر من المفروض ، وبحكمة عظيمة يخبر الجنود ألا يظلموا أحدا ، وأن يكتفوا بأجورهم .

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 3

3. شهادة يوحنا المعمدان عن المسيح - جرأة يوحنا وصراحته (لوقا 3: 15-20)
تفسير (لوقا 3: 15) 15 واذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "يَنْتَظِرُ ”. .. هذه الكلمة اليونانية prosdokaoŌ   إستخدمها لوقا فى الإنجيل عدة مرات  عدة مرات في كتابات لوقا (في الإنجيل 6 مرات ؛ وفي أعمال الرسل 4 مرات)، ومعنى هذه الكلمة فى معظم الأحيان “انتظار” (كما في الترجمة السبعينية)، ولها معنى الترقب الأخروي (انظر لو 3: 15 & 7: 19- 20)
2) " لَعَلَّهُ الْمَسِيحُ ”... نحويا حاضر مبني للمعلوم في صيغة تمني - أثارت خدمة يوحنا  وتعميده الألاف من جموع الشعب اليهودة إحياء المل بظهور المسيا (المسيح المنتظر) فى أنه سيقود الأمة اليهودية للتحرر من الرومان وظن اليهود أن يوجنا هو المسيح تُعلّي يسوع وتمجده. كما أنها تساعد في تفنيد ھرطقات الكنيسة الأولى المتعلقة بيوحنا المعمدان (انظر أع 19: 1- 7 ) والإسقاطات الباتّة الرائعة في إنجيل (يوحنا 1 : 6- 8 & 19: 42)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة العاشرة  
من المسلم به أن " الأب البار يربى أولاده حسنا جدا " لأن أولئك الذين يكتسون بمجد البر الذى بواسطة المسيح ويعرفون وصاياه المقدسة ، سوف يدربون أولاده فى الإيمان  بتقوى وبطريقة ممتازة ، إذ يعطونهم ليس الخبز المادى الأرضى بل الخبز الذى من فوق ، أى من السماء ، وهذا الخبز يذكره المرنم العجيب حيث يقول : " خبز يسند قلب الإنسان ، وخمر تفرح قلب الإنسان" (مز 104: 15) لذلك تعالوا بنا ألان لنسند قلوبنا ، وليكن إيماننا بالمسيح يقينا ، وذلك يفهمنا معنى هذه الكتابات الإنجيلية التى قرأت علينا الآن فهما صحيحا فيقول الإنجيل : " إذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون فى قلوبهم عن يوحنا ألعله المسيح " أجابهم بالكلمات التى قرأناها حالا .
لقد لاحظوا بإعجاب جمال طريقة يوحنا المعمدان الذى لا يقارن ، ولمعان سلوكه ، وتقواه الفائقة التى لا تجارى ، لأنه كان عظيما جدا ومثير لإعجاب حتى أن الجمهور اليهودى بدأوا يفكرون عنه هل هو المسيح نفسه الذى وصفه الناموس لهم فى ظلال وسبق الأنبياء القديسين فأخبروا عنه ، لأن البعض تجرأوا أن يفكروا هكذا لذلك نرى المعمدان يقطع ظنونهم فى الحال مقدما كعبد ، الكرامة التى تليق بالسيد وناسبا المجد لذلك الذى يفوق الكل أى المسيح ، لأنه كان يعرف أن المسيح آمين أولئك الذين يخدمونه ، وما يعترف به يوحنا إنما هو الحق تماما لأن المسافة التى تفصل بين الرب والإنسان تفوق القياس ، لذلك فهو يقول : " أنتم أنفسكم تشهدون لى أنى قلت لست انا المسيح ، بل أنى مرسل قدامه" (يو 3: 28) ولكن أين سنجد القديس المعمدان يتكلم هكذا؟ هذا نجده فى غنجيل يوحنا الذى كتب عنه هكذا :" وهذه هى شهادة يوحنا حين أرسل الكتبة والفريسيين فى أورشليم ليسألوه إن كان هو تالمسيح ؟ فإعترف ولم ينكر وأقر أنى لست انا المسيح ولكنى مرسل أمامه (يو1: 19) لذلك فإنه عظيم بالحقيقة ومثير للإعجاب هو يوحنا السابق للمسيح الذى ظهر كنور الفجر قبل ظهور نول المخلص الساطع ، وهو مقدمة لنور النهار الروحى ، وهو جميل كنجم الصبح ، ويدعى مصباح الإله ألاب " (إش 62: 1)
تفسير (لوقا 3: 16) 16 اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه.هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “يَأْتِي مَنْ هو أَقْوَى مِنِّي”.هذه العبارة  تتكرر في كل الأناجيل الثلاثة الأخرى وهى فى صورة رسالة أعلنها وحنا المعمدان الشعب اليهودى الذى جاء يعتمد منه   (انظر مت 3: 11) (مر 1: 7- 8) كان يوحنا يعرف من هو؟ وما هى رسالته؟ وقد إلتزم بها طيلة حياته (أش 40: 3) (مل 3: 1 & 4: 5- 6) لقد كاتن هو السابق للمسيح وهو الذى جاء بروح إيليا وقوته وهو الذى كان يمهد الطريق له وهو الذى كان يعمد اليهود بماء التوبة (أش 40: 4- 5)
2) " لَسْتُ أهَھْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ ”. .. كان معلمى الناموس يأمرون تلاميذهم أن يفعلوا كل ما يفعله العبيد أو الخدم لأسيادھم ما عدا أن يحلوا سيور حذائهم . يستخدم يوحنا المعمدان  ما كان سائدا من التقاليد فى عصره ليظهر مدى إتضاعه للمسيح وتكريمه له وعلو منزلته عنه
3) " بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ ”. .. ظهرت هذه العبارة فى العهد الجديد فقط حيث أظهرت الفرق بين معمودية يوحنا المعمدان بالماء ومعمودية الروح القدس عند يسوع ( لو 3: 16) (مت 3: 11) (مر 1: 8) (يو 1: 33) ( أع 1: 5 & 11: 16) وهذا يعتبر هذا إقرار من يوحنا أن معمودية المؤمن بيسوع وحلول الروح القدس على المعمد على هيئة نار  ألاية 3  وقد كان التلاميذ يعمدون كل من يؤمن بالسيد المسيح والعماد تمارسة جميع الكنائس الرسولية أى التى أسسها رسل وتلاميذ المسيح وتمارسه الكنيسة القبطية وتضعه من ضمن أسرارها السبعة وذلك بالتغطيس فى ماء المعمودية وليس بالرش -
ﻣﺎﻫﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ - ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ -ﻭﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ؟ !!!
ﺝ : ﺃﻭﻻ :ً ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ : ١ - " ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﺯ ﻗﺎﺋﻼ ، ﻳﺄﺗﻰ ﺑﻌﺪﻯ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻨﻰ  ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻟﺪ ﻭﺑﺪﺃ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ، ﻭﺷﻬﺪ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ( ﻣﺖ ١١ :١١ ) - ﻓﺈﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ : ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺄﺗﻰ :
١ - ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺮﻯ - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﻇﻬﺮﻓﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻘﻮﻝ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ( ١ ﺗﻰ ١٦: ٣ ) : ﺷﻬﺪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺋﻼ " ﺍﻟﺬﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻮ ﺃﺭﺿﻰ٠٠٠ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺄﺗﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ " ﻳﻮ ٣١:٣ ٠ ٢ - ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻳﻨﻘﺺ - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﻳﺰﻳﺪ : ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ " ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺃﻧﻰ ﺃﻧﻘﺺ " ﻳﻮ ٣٠:٣ ٠ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺘﻤﺠﺪ ﻭﻳﻈﻬﺮ ، ﻭﻧﺤﻦ ﺧﺪﺍﻣﻪ ﻧﺨﺘﻔﻰ ﻭﻧﺘﻮﺍﺭﻯ ٠ ٣ - ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺇﻣﺘﻸ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺃﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ( ﻟﻮ ١٥: ١ ) - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ٠ ٤ - ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﻪ ﺍﻷﺻﻠﻴﻪ - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﻟﻮ ٣٥:١ ٠ ٥ - ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﺎ ( ﺇﺵ ٣ :٤٠ ، ( ﻳﻮ ٢٣:١ - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻳﻮ ١ :١ ) ٠ ٦ - ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺳﺠﺪ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻭﻫﻮ ﺟﻨﻴﻦ ﻓﻰ ﺑﻄﻦ ﺃﻣﻪ - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﺩ ﻟﻪ ( ﻟﻮ ٤٤:١ ) ٠ ٧ - ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺳﺮﺍﺝ = ﻣﺼﺒﺎﺡ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ( ﻳﻮ ٣٦؛٥ ) - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺒﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻤﺎﻩ ﻣﻼﺧﻰ ﺍﻟﻨﺒﻰ ( ﻣﻞ ٢ :٤ ) ٠ ٨ - ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ : ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ " ﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻘﻒ ﻭﻳﺴﻤﻌﻪ ﻓﻴﻔﺮﺡ ﻓﺮﺣﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ " ﻳﻮ ٢٩: ٣ ٠ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺳﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ : " ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻤﺪﻛﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﺴﻴﻌﻤﺪﻛﻢ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ " ٠٠ " ﻭﻧﺎﺭ " ( ﻣﺖ ١١:٣ ) ٠
ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﻛﺒﻴﺮ : ١ - ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻐﺴﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪ - ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﺒﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻴﻐﺴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻰ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﺸﺒﻪ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﺤﻴﺺ ٠ ٢ - ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺘﻮﺑﻪ ﻓﻘﻂ ، ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺔ ﺃﺩﻡ - ﺃﻣﺎ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻠﻠﺘﻮﺑﻪ ﻭﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻﺩﻩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﻩ ٠ ٣ - ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺭﻣﺰ ﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﺍﻟﺬﻯ ﺳﻴﺄﺗﻰ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﺑﻪ ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻛﺎﻥ " ﻳﻜﺮﺯ ﺑﻤﻌﻤﻮﺩﻳﻪ ﺍﻟﺘﻮﺑﻪ ﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ " ( ﻣﺮ ٤ :١ ) ﻓﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺪﻫﻢ ﺑﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺘﻪ ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ - ﺃﻣﺎ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﻤﻤﻬﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺗﻰ ٠ ٤ - ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻭﻗﺘﻴﻪ ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﺍ ﺛﺎﻧﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ - ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻬﻰ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺗﻌﺎﺩ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎﻝ ٠

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة العاشرة  
وبعد أن أعلن عن نفسه  أنه ليس هو المسيح فإنه الآن يقدم البراهين - ينبغى أن نتناولها بالضرورة - ومن هذه البراهين يمكن أن نعرف المسافة الشاسعة جدا التى تفصل بين الإله والإنسان ، بين العبد والرب ، بين الذى يخدم وذاك الذى تقدم له الخدمة ، بين الذى يتقدم كخادم والذى يضئ ساطعا بالكرامة الإلهية ، وألآن ما هو البرهان؟
أولا : يقول المعمدان : " انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه.هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. " وكما قلت أن الإختلاف لا يمكن مقارنته ، والعلو لا يمكن قياسه ، وذلك لأن المهعمدان المبارك ، وهو عظيم جدا فى الفضيلة يعلن أنه غير مستحق حتى أن يلمس حذائة ، إن إعلان المعمدان هذا هو حق وصدق ، لأنه إن كانت القوات العقلية فى السماء : الرئاسات والعروش ، والربوبيات ، والسيرافيم المقدسين أنفسهم الذين يقفون حول العرش الإلأهى وهم رتبة الخدام ، كل هؤلاء يباركونه بتسابيح بلا إنقطاع كرب الكل ، فهل يستحق ساكن الأرض حتى أن يقترب من الرب؟ فرغم أنه يحب الإنسان ، وهو حليم لطيف لكن ينبغى أن نعترف بضعف طبيعتنا  . وبعد هذا يقدم المعمدان برهانا آخرا
ثانيا :  انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" وهذا أيضا له أهمية عظيمة لكى يبرهن ويوضح أن يسوع هو الإله والرب ، لأن هذه الخاصية الوحيدة والمميزة للجوهر الذى يفوق الكل ، وهى أن يكون فى إستطاعته أن يمنح الناس سكنى الروح القدس ، ويجعل أوائك الذين يقتربون منه شركاء الطبيعة الإلهية ، وهذه الخاصية موجودة فى المسيح لا كشئ إكتسبه أو إنتقل إليه من آخر ، بل كخاصيته التى يملكها وهى التى تخص جوهره وهى أن يعمد بالروح القدس ، إذا فالكلمة ، الذى صار إنسانا يتضح أنه الإله ، ومن جوهر ألآب ، ولكن ربما يعترض على هذا (التعليم) أولئك الذين يقسمون المسيح الواحد إلى إبنين ، وأنا أعنى بهم أولئك الذى يقول عنهم بالقول إن الذى يعمد بالروح هو كلمةالإله وليس هو الذى من نسل داود ، فأى جواب نقدم على هذا؟ نعم ! ونحن أيضا نؤكد بدون أن نخاف أى تناقض ، أن الكلمة لكونه إله يعطى من ملئه الروح القدس لأولئك الذين يستحقونه ، ولكنه لا يزال يفعل هذا حتى حينما صار إنسانا ، لكونه الإبن الوحيد مع الجسد المتحد به بطريقة تعلوا عن الفحص وتفوق الفهم ، ولذلك فإن المعمدان المبارك بعد أن قال أولا : "  لست اهلا ان احل سيور حذائه." اضاف بعدا مباشرة : " هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" وهو هنا يستعمل لفظ الحذاء ليعنى به القدمين ، لأنه ليس أحد له عقل يقظ يمكن أن يقول إن الكلمة حينما كان بدون جسد ولم يكن قد صار مثلنا بعد يمكن أن يكون له قدمان وحذاء ، ولكن صار له هذا فقط حينما صار إنسانا ، لكنه إستمر إلها كما هو ، وحينما صار فى الجسد عمل الأعمال اللائقة باللاهوت وذلك بأن أعطى الروح أولئك الذين يؤمنون به لأنه هو نفسه بشخصه الواحد هو إله وإنسان فى نفس الوقت لكنه يعترض قائلا ( غالبا يقصد بكلمة المعترض نسطور ) إن الكلمة عمل اعمال اللاهوت بواسطة ذلك الذى من أصل داود ، فإن كنت تجادل هكذا فنحن سنرد عليك بكلمات يوحنا نفسه
لأنه قال لليهود : " يأتى بعدى رجل صار قدامى لأنه كان قبلى وأنا لم أكن أعرفه ، لكن الذى أرسلنى لأعمد بالماء ذلك قال لى ، الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس ونار وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو إبن الله " (يو 1: 30 - 34) أنظروا إذا كيف يدعوه إنسانا بكل وضوح إذ يقول :  "رجل صار قدامى" وأنه كان قبله لأنه بكل وضوح يسبقه بطبيعته الإلهية والتى بمقتضاها أيضا قال هو نفسه بكل وضوح للبيهود :" الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " (لو 8: 58) ثم يقول يوحنا أيضا إن الروح أتى عليه من السماء ، فهل هم يدعون أن الروح أتى على كلمة الإله حينما كان مجردا وبدون جسد ؟ وهل يعتبرون الذى يعطى لاروح (أى كلمة الله) أنه يحصل على روحه الخاص ؟ أم بالحرى فإن المعنى أنه قد حصل على الروح فى طبيعته البشرية ، وأنه فى طبيعته الإلهية يعمد بالروح القدس ؟ لأنه هو نفسه فريد ووحيد وحده ، وهو بالحقيقة إبن الإله ألاب كما شهد عنه يوحنا المعمدان قائلا : " وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو إبن الله"
تفسير (لوقا 3: 17) 17 الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه.واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “رَفْشُه ”. وردت هذه الكلمة فى العهد العھد القديم تشير إلى الدينونة، حيث يفصل القمح عن لقشر أو التبن (الذي يُحرق،  (حينما يُذَرِّي القمح يفصل الفارغ عن الملآن ) انظر (أي 21: 17- 18) (مز 1: 4 & 35: 5 & 83: 13) (أش 17: 13 & 29: 5 & 41: 15- 16) (أر 15: 7( (هو 13: 3) (صف 2: 21)
2) " يَجْمَعُ الْقَمْحَ إِلَى مَخْزَنِهِ ”. القمح يرمز  للأبرار الذين يُفصلون عن العالم الشرير الذى يرمز له القشر والتبن الذى ليس لهم فائده فالقمح يوضع فى مخن الذى هو ملكوت السموات أما القشر والتبن فمصيرهم نار جهنم وقد تكرر هذا الموضوع عدة مرات فى الأناجيل ( مت 12: 3& 25: 41 ) (مر 9: : 43- 48) وربما يكون تلميحا (أش 66: 24)  عظم استعارات يسوع عن جهنم Gehenna تأتي من مقلب النفايات في وادي أبناء ھِنّوم، الذي يقع جنوب أورشليم حيث إله النارMolech ، مُولَكَ كان يُعبد بتقديم الأطفال كقرابين له.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة العاشرة  
وهل تريدون برهانا ثالثا : يالإضافى إلى ما سبق ؟ أنظروا أنه يقول : "  الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه.واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا. " لأنه يقارن أولئك الذين على الأرض بسنابل القمح أو بالحرى بيدر الدراسة والقمح الذى فيه ، لأن كل واحد منا ينمو مثل سنبلة قمح ، والرب خينما كان يكلم الرسل القديسين عمل مقارنة مماثلة عن حالتنا ، إذ قال : " الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فإطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعله إلى حصاده" (لو 10: 2) لذلك فنحن الذين على الأرض ندعى سنابل قمح ونسمى بالحصاد ، وهذا الحصاد هو ملك الله فوق الكل لأنه هو رب الكل ، ولكن أنظروا ! فإن المعمدان يقول : " إن البيدر يخص المسيح إذ هو ملك له ، ولذلك فهو الذى ينقيه إذ يزيل ويفصل التبن من القمح لأن القمح يشير إلى الأبرار الذين لهم إيمان ثابت وراسخ ، أما التبن فيشير إلى ضعاف الفكر والذين يغوى قلبهم بسهوله ، وهم خائفون وجبناء ويحملون بأى ريح ، ويقول إن القمح حينئذ يجمع فى المخزن أى يحسب مستحقا للأمان قى يد الرب ومستحقا للرحمة والحماية والحب ، وأما لتبن فيحرق فى النار كمادة لا نفع منها .
لذلك فبكل طريقة يمكن أن نلاحظ ونعرف ان الرب ، حتى حينما صار إنسانا فإنه مع ذلك إستمر كما هو إبنا واحدا لأنه يمارس الأعمال التى تخص اللاهوت ، إذ هو يملك جلال ومجد اللاهوت بغير إنفصال ، فإن كنا نؤمن هكذا فسيكللنا بنعمته ، الذى به وله مع الرب الآب المجد والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين
تفسير (لوقا 3: 18) 18 وباشياء اخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “كَانَ يَعِظُ الشَّعْبَ وَيُبَشِّرُھُمْ ”. يوحنا المعمدان كان آخر أنبياء العهد القديم وهو الحلقة الواصلة بين العهدين القديم والجديد كانت مهمته تمهيد الطريق أمام السيد المسيح ولكنه لم يعرف تفاصيل العهد الجديد الكاملة فكان يعظهم بأن يتوبوا ويصنعوا ثمارا تليق بالتوبة كما كان يبشرهم بمن يأتى بعده الذى سيعمدهم بالروج القدس ونار (مر 1: 15)
تفسير (لوقا 3: 19) 19 اما هيرودس رئيس الربع فاذ توبخ منه لسبب هيروديا امراة فيلبس اخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “ هِيرُودِيَّا”. تخبرنا هذه الآية أن هيرودس أمر بذبح يوحنا وقطع رأسه ، كما يخبرنا يوسيفوس أنه كان قد قتله لأنه كان يخشى من حدوث شغب Antiquities of the Jews , ) . كانت زوجة فيلبس، شقيق هيرودُسُ أَنْتِيبَاسُ (مت 14: 3)كانوا يعيشون في روما.وكانت ابنة أخ أَنْتِيبَاسُ أيضاً من أَرِسْتُوبُولُوسَ. كان أَنْتِيبَاسُ قد أغواها فانفصلت عن فيلبس وتزوجها .
بحسب يوسيفوس ( 18.5.4،Antiquities of the Jews   كانت هيرودِيَّا متزوجة من ابن هيرودس  الكبير، وكان اسمه هيرودس (وأمه كانت مريان، ابنة رئيس الكهنة). ويقول أيضاً أن سالومة، ابنة هيرودِيَّا ، تزوجت فيما بعد من فيلبس. ربما كان هيرودس يُعرف أيضاً باسم هيرودس فيلبس.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* وقد رأينا ان يوحنا  كان فى تعليمه صريحا لا يزارى من الحقيقة شيئا ، جريئاً لا يجارى احدا ولا يتملق أحدا ، ولا يهاب إنسان مهما كانت مكانة هذا الإنسان ، حتى كلفته هذه الصراحة وهذه الجرأة حريتة ، ثم كلفته بعد ذلك حياته ذاتها ، لأنه تصدى فى هجومه على شر الأشرار ، لكل أصحاب السطوة والنفوذ فى بلاد اليهود من فريسيين وصدوقيين وغيرهم من أعضاء المجلس الذى كان له السلطان الأعلى على اليهود ، وهو مجلس السنهدريم ، بل أنه فعل هذا مع هيرودس أنتيباس ملك الجليل الذى كان عاتيا عنيفا شرها شريرا سا فكا للدماء ، فكان يوحنا يوبخة علانية على كل الشرور التى كان يرتكبها وكان هيرودس تزوج من هيرودس هيروديا زوجة أخيه فيلبس أثناء حياة أخيه وأخذها لنفسه ، فصرخ يوحنا فى وجهه قائلا له فى جرأة : لا يحل لك أن تأخذها زوجة لك " (متى14: 4" ومن ثم سخط هيرودس عليه ، ولم يلبث أن ألقى به فى السجن ، ثم بعد ذلك أرسل فقطع رأسه (متى14: 10)  *
تفسير (لوقا 3: 20) 20 زاد هذا ايضا على الجميع انه حبس يوحنا في السجن
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ ”...“ يخبرنا يوسيفوس المؤرخ اليهودى أن يوحنا سُجن في قلعة ماكايرس    18.5.2,4 Antiq. )   وكانت قلعة ماكايرس إحدى القلاع التسع التي بناها هيرودس الكبير في أنحاء مملكته والتي كان يستخدمها كدياميس يحبس فيھا أعداءه. ثلاثة من هذه القلاع التسع كانت أيضاً قصوراً (ماكايرس، مسادا، وهيروديوم). وقلعة ماكايرس تقع في الجبل على الجانب الشرقي من البحر الميت     Jewish wars 7 . 6. 2

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 3

4. عماد السيِّد المسيح (لوقا 3: 21-22)
تفسير (لوقا 3: 21) 21 ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا.واذ كان يصلي انفتحت السماء

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “لَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ ”. ھإشتاق الشعب اليهودى ليسمع عظات يوحنا المعمدان وتبشيرة وتعاليمه فذهبت جموع غفيرة منه لكى يعتمدوا وهذا يظهر مدى نجاح كرازة يوحنا التى أثرت فى هذه الجموع فجاءوا إليه فى البرية وهو على مسافة من أورشليم متحملين مشقة السفر لكى يفوزوا بمعمودية التوبة
2) " اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا”. سبب اعتماد يسوع كانت دائماً موضع إهتمام وتساؤل من المفسرين لأن معمودية يوحنا كانت معمودية توبة. لم يكن يسوع في حاجة إلى مغفرة لأنه كان بلا خطيئة ( 2 كور 5: 21) ( عب 4: 15 & 7: 26 ) ( 1بط 2: 22) ( 1يو 3: 5)  وقال المفسرين :-
1- كان مثلا يحتذى به لإكمال كل بر
2-  كان تأييدا لكرازة يوحنا المعمدان وتشجيعا لعظاته التى أثرت فى الجموع وجعلهم يتوبون 
3- كان سيامة وتأهيل لخدمته وبداية لها
4- كان تغطيسه فى مياة نهر الأردن رمزا لموته وقيامته  (رو 6: 4) (كو 2: 12)
5-  إعتمد مثل واحد من الشعب اليهودى ليظهر لهم أنه إنسان وواحد منهم
6-  فى معموديته أعلن يسوع  ليوحنا المعمدان من هو حيث ظهر الإعلان الإلهى الروح القدس وصوت من السماء بينما كان يصلى اثناء ما كان يوحنا يعمده كعادته أثناء حياته كلها - عمادة والظهور الإلهى كان بداية لخدمة يسوع وليست بداية الإتحاد ألأقنومى الظهور الإلهى هو إعلان خاص ليوحنا المعمدان عن يسوع أنه كلمة الرب / يهوه
3) "
إِذْ كَانَ يُصَلِّي”. ركز إنجيل لوقا، أكثر من أي إنجيل آخر، على حياة الصلاة عند يسوع ( 3 : 21 & 5: 16 & 9: 18 ، 28- 29 & 11: 1& 22: 41) يصلى كإنسان ليعلمنا أنه يجب أن تكون لنا صلة بإلهنا فى كل حين

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* وحين بلغ السيد المسيح الثلاثين من عمره إعتزم أن يعلن ذاته للناس ويشرع ويؤدى رسالته التى جاء من اجلها للعالم ، لأنه ككاهن ونبى لم يكن يجوز له الخدمة الدينية وفقا للشريعة قبل هذه السن (العدد4: 3، 23، 30)  ثم شاءت إرادته أن يبدأ هذه الخدمة بأن يعتمد من يوحنا المعمدان ليتم فى هذه المعمودية أول إعلان للعالم عن شخصيته ، وعن حقيقة طبيعته ، وهو الذى حبلت به أمه لا من بشر ، وإنما من الروح القدس الذى هو روح الآب ذاته ، ومع أن السيد المسيح كان بغير خطيئة يحتاج معها لأن يتطهر بالمعمودية منها ، أو ليبدى إعتزامه بالتوبة عنها ، فإنه إذ إتخذ طبيعة الإنسان وخضع للشريعة اليهودية  ، فعل ما فعله سائر اليهود ليبدى لهم أنه بطبيعته كإنسان واحد منهم ، ومن ثم يقول القديس لوقا : " إذ إعتمد جميع الشعب إعتمد يسوع أيضا" وعندئذ جاء الإعلان الإلهى فبينما كان يصلى اثناء ما كان يوحنا يعمده كعادته أثناء حياته كلها ، لأنه كان دائم الصلاة إلى ابيه السماوى ودائم الإتصال به ، لأنه واحد معه ، وقع فى تلك اللحظة أمر مهيب ورهيب ، لم يحدث أن رأى البشر له مثيلا من قبل فى هيبته ورهبته ، إذ إنفتحت السماء فى بهاء عظيم ، ونزل روح القدس على السيد المسيح فى صورة جسمية مثل حمامة ، ليكون مرئيا لجميع الحاضرين ، ولأن الحمامة هى رمز السلام والطهارة والجمال ، وجاء صوت من السماء سمعه جميع الحاضرين ، وهو صوت الآب يقول للسيد المسيح : " أنت أبنى الحبيب الذى به سررت " وبذلك تحققت نبوءة إشعياء النبى التى تقول إن السيد المسيح : " يحل عليه روح الرب"(إشعياء11: 2) ونبوءته القائلة بلسان السيد المسيح : " روح السيد الرب على ، لأن الرب مسحنى لأبشر المساكين" (إشعياء61: 1) كما تحققت كل النبوءات التى أشارت غلى السيد المسيح هو إبن الإله ومنها قولها بلسان الرب : " يولد لنا ولد ونعطى إبنا وتكون الرآسة على كتفه " (إشعياء9: 2) وقوله : " أنا اكون له ابا وهو يكون لى إبنا" (صموئيل الثانى 7: 14) وقوله : " هوذا ... مختارى الذى سرت به نفسى ، وضعت روحى عليه فيخرج الحق للأمم " (إشعياء42: 1) .. وهكذا تم الإعلان الإلهى للبشر أن يسوع هذا الذى جاء من الناصرة ليعتمد من يوحنا المعمدان ، هو إبن الآب الحبيب الذى سرت به نفسه لأنه إرتضى أن يقوم بعمل الفداء ، مقدما نفسه ذبيحة لغفران خطايا البشر وخلاصهم من الهلاك الذى كان محكوما به من العدالة الإلهية عليهم ، وإذا فهذا هو المسيح الذى كان اليهود ينتظرونه لا بشهادة بشر ولا بشهادته هو نفسه ، وإنما بشهادة الإله ذاته ، وقد ايد ذلك يوحنا المعمدان كما جاء فى إنجيل القديس يوحنا ، إذ قال عن السيد المسيح : هوذا حمل الرب الذى يرفع الخطية عن العالم .. وشهد يوحنا المعمدان قائلا : إنى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فإستقر عليه وأنا رأيت وشهدت أن هذا هو إبن الإله " (يوحنا1: 29- 34)
وبهذا ألإعلان الإلهى بدأ السيد المسيح  إنجاز رسالته (الكرازة والتبشير) التى جاء من اجلها إلى العالم وكان عندئذ فى الثلاثين من عمره
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الحادى عشر
 
هيا بنا ايضا ، لنكز أذهاننا عن قصد فى الكتب الإنجيلية ، وذلك لكى ننظر جمال الحق ، تعالوا بنا لنوجه عيون عقولنا الفاحصة المدققة نحو سر المسيح ، ولننظر بدهشة مهارة التدبير الإلهى العجيب ، فإننا بهذا سنرى مجده ، وحينمتا نعمل هذا فإنه يهبنا حياة لنفوسنا كما أكد لنا هو نفسه حينما كان يتحدث إلى الآب السماوى ، بقوله :" هذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته " (لو 17: 3) إذا فكيف أرسل؟ وما هى طريقة مجيئة إلينا؟ لأنه إذ هو بالطبيعة الإله الذى يملأ الكل ، فكيف كما يقول المبارك يوحنا الإنجيلى : " إنه كان فى العالم " (يو1: 10) وهو نفسه الرب ؟ وكيف أرسل من ألاب ، فى حين أنه كإله هو خالق كل الأشياء وحافظها ؟ لأن المخلوقات قد تأسست بواسطته.
إن الحكيم يوحنا الإنجيلى يعلمنا قائلا : " والكلمة صار جسدا " ولكن ربما يقول أحد .. ماذا إذا ؟ هل كف عن أن يكون هو الكلمة؟ وهل تغير الجسد؟ هل سقط من جلاله؟ وهل جرى تحول إلى شئ لم يكن عليه سابقا ؟ إننا نقول ليس الأمر هكذا ، حاشا من ذلك ، لأنه بالطبيعة غير قابل للتغيير ، لذلك فبقوله : " الكلمة صار جسدا" (يو 1: 14) فإن الإنجيل يعنى أنه صار إنسانا مثلنا ، لأننا نحن أنفسنا ، أيضا كثيرا ما ندعى جسدا ، لأنه مكتوب : " ويبصر كل جسد خلاص الرب" (إش 40: 5 سبعينية) ويعنى به إن كل إنسان يبصر خلاص الرب ، لذلك فبينما هو يحتفظ بما كان عليه بدون تغيير ، إلا أنه إذ صار فى حالتنا فإنه أخذ شبهنا ، ولذلك يقال إنه قد صار جسدا .
أنظروه " وإذا كإنسان ، وهو يحتمل معنا الأمور التى تختص بحالة الإنسان / إنظروه وهو يكمل كل بر ، لأجل خطة الخلاص ، وهذا أنت تتعلمه مما يقوله الإنجيل : " وحدث أنه لما إعتمد جميع الشعب إعتمد يسوع أيضا وصلى : فهل كان هو أيضا فى إحتياج إلى المعمودية المقدسة ، وأى منفعة تحصل له منها؟ إن كلمة الله الوحيد هو قدوس من القدوس ، وهكذا يدعونه السيرافيم فى تسابيحهم ، وهكذا يدعوه الناموس فى كل مكان ، ومحفل الأنبياء القديسين يتفقون فى هذا مع كتابات ةموسى ، ما الذى نحصل عليه نخن من المعمودية المقدسة ؟ واضح أنه غفران خطايانا ، ولكن يسوع لم يكن فيه شئ من الخطية : " لأنه لم يفعل خطية ولم يوجد فى فمه غش" (1بط 2: 22) كما يقول الكتاب : " وهو قدوس بلا شر ولا دنس قد إنفصل عن الخطاة وصار اعلى السماوات " (عب 7: 26) بحسب كلمات بولس الرسول .
تفسير (لوقا 3: 22) 22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ.... صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ ”. ھتكررت هذه العبارة عدة مرات فى العهد الجديد عن الظهور الإلهى للأقانيم معا (الثالوث القدوس)
2) "حَمَامَةٍ ”.لأول مرة  يذكر رمز غير اعتيادي للروح القدس لقد أراد الرب / يهوه أن يرى الجميع التجلي صوت الآب الروح القدس على هيئة حمامة والكلمة المتجسد الذى هو السيد المسيح وقد ذكرت الحمامة فى : -
أ. الروح الذي كان يرفرف على المياه في (تك 1: 2)
ب. إرسال نوح لحمامة في (تك 8 : 8- 10)
ج. استخدام الربّانيين للحمامة كرمز لإسرائيل (ھ هو 11: 11)
يمزج يوحنا المعمدان باستعاراته ليصف عمل الروح القدس من نار التطهير إلى سلام وبراءة الحمام.
إنجيل لوقا هو الوحيد الذي إهتم بـ “الهيئة المادية”. من الواضح أن لوقا يحاول أن يؤكد على التجلي المادي للروح القدس غير المنظور. هذا الظهور  المرئي لم يكن فقط تأكيداً ليسوع ، بل ليرى الحشد من المستمعين الذين اعتمدوا ويشهدون للأصدقائهم وجيرانهم أجمع بما رآوه
3) "كَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ ”.  يطلق على هذا الصوت bath kol  وهذه طريقة معلمى الناموس فى فترة ما بين العهدين القديم والجديد لنقل رسالة من الرب / يهوه (مز 2: 7) ( أش 42: 1) لقد كانت مشيئة الرب أن بعلن ظهور الأقانيم أمام المستمعون اليهود ليعلن حضورة لشعب إسرائيل بالأقانيم الثلاثة ويعلن قوته فى يسوع
4)  " أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ ”....   تظهر هذه العبارة ( 1) تأكيد وتثبيت من الآب والروح القدس للابن و( 2) شهادة للجمع ◙المحتشد من  اليهود. وتلميح للمزمور 2، وهو مزمور ملوكي يصف وقوف الرب إلى صف الملك الداودي (أي ابن داود ، انظر 2مز 2. 7) ويتكرر إطلاق لقب الأبن  على يسوع عند التجلى (لو 9: 35)
5) "  الْحَبِيبُ ”.... فى كتاب  ،George E. Ladd 35 بعنوان  A Theology of the New  Testament ص. 164  يحوي تعليقاً على كلمة “الحبيب ،
etosagapē  حيث يؤكد الكاتب أن كلمة الحبيب تظهر في السبعينية كترجمة للكلمة العبرية yachid التي تعني “وحيد” (أي ، الابن الوحيد، انظر تك 22: 2) ( إر 6: 26) ويقول الكاتب  بأن الكلمة ترادف كلمة  monogenes يجعل ھذا الاقتباس ،يشير إلى يسوع على أنه ابن لله الوحيد، الفريد، الذي لا مثيل له (أي المسيا).
6) " بِكَ سُرِرْتُ ”.    تلميح إلى آية فى ( أش 42: 1) (السبعينية ) وهى أحد أناشيد  العبد في أشعياء. وهذا يعنى أن هناك تأييد من السماء ليسوع
أمام يوحنا المعمدان والجموع وهناك مفاهيم فى العهد القديم عن الملك من الأسرة الملكية والعبد المتألم (أش 52: 13 & 53: 12) وهى نفس الكلمات التى وردت فى (مر 1: 11)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الحادى عشر
ولكن ربما يقول أحد من غير المتدربين فى الإيمان : هل هو محتاجا أن يصير مشتركا فى الروح القدس ؟ أبدا بالمرة ، لذلك فهذا هو ما نؤكده أن الجسد الذى كان من نسل داود ، والذى صار واحدا معه ، هو الذى إعتمد ونال الروح .
إذا فأنتم الذين تقولون بغير هذا قد قسمتم غير المنقسم إلى إبنين ، وتقولون ، لأنه إعتمد فى سن الثلاثين سنة فقد صار مقدسا بواسطة المعمودية ، فهل هو إذا لم يكن مقدسا إلى أن وصل لسن الثلاثين ؟ من الذى يوافكم على هذا ، إذ أنتم تفسدون الإيمان المستقيم الذى بلا لوم .
لأنه يوجد " رب واحد يسوع المسيح" (1كو 8: 6) كما هو مكتوب ، ولكننا نؤكد هذا أنه لم يكن منفصلا عنه ، وكان هو نفسه حينما إعتمد وصار مشتركا فى الروح القدس ، لأننا نعرف أنه الرب ، وبلا عيب ، وقدوس من قدوس ، لأننا نعترف أننا : " من ملئه جميعا أخذنا " (يو 1: 16) لأن الروح القدس ينبثق حقا من الرب الآب ، ولكنه خاص بالإبن أيضا ، وكثيرا ما يدعى روح المسيح ، رغم أنه متنبثق من ألاب ، وهذا ما يشهد به بولس قائلا : " الذين فى الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الرب أما أنتم فلستم فى الجسد بل فى الروح إن كان روح الرب ساكما فيكم ، ولكن عن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس للمسيح " (رو 8: 8- 9) وأيضا يقول : " بما أنكم أبناء أرسل الرب روح إبنه إلى قلوبكم صارخا أيها ألاب أبانا " (غل 4: 6) لذلك فالروح القدس ينبثق حقا من الآب كما قلت ، ولكن كلمته الوحيد لكون بالطبيعة هو الإبن حقا ، وهو يلمع بأمجاد ألاب ، فإنه يعطيه (الروح القدس) للخليقة  ، ويمنحه لأولئك الذين يستحقون ، لذلك فقد كان حقا ما قاله : " كل ما للآب هو لى " (يو 16: 15)
ولكن فلنرد على أولئك الذين يقبلون الإيمان الصحيح بهذا السؤال : كيف يستطيع الذى نال الروح ، إن كان هو حسب قولكم إنسانا منفصلا بنفسه ، كيف يستطيع أن يعتمد بالروح القدس ، ويعطى الروح القدس بللذين يعتمدون ؟ لأن القدرة مع غيرها من الصفات الأخرى هى خاصية مميزة للرب القدير وحده ، ولكن ذلك الذى أعطى الروح كان إنسانا ، لأن يوحنا المعمدان يقول : " يأتى بعدى رجل صار قدامى لأنه كان قبلى هو سيعمدكم بالروح القدس ونار " (يو 1 32 & لو 3: 16) فكما أنه غير لائق بالرب الكلمة ، بصفته الرب الكلمة أن يقترب من المعمودية المقدسة ويصير مشتركا فى الروح ، هكذا بنفس الطريقة فإنه لا يصدق إطلاقا ، بل بالحرى أنه من المستحيل أن نؤمن بان القدرة على تعميد الناس بالروح القدس هى من عمل مجرد إنسان لا يزيد عنا فى أى شئ .
كيف يكون السر حقيقيا أنه لأجل مساعدتنا إتخذ نوعا من التكييف ، فالكلمة الإلهى صار إنسانا ، كما يقول بولس : " الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخذ صورة عبد صائرا فى شبه الناس ، ووضع نفسه فى الفقر " فإبحثوا إذن من هو ذاك الذى كان أولا فى صورة الله الآب ، وهو فى الحقيقة مساو له ، لكنه أخذ صورة عبد ، وحسنئذ صار إنسانا ، وإلى جانب ذلك جعل نفسه فقيرا ، هل هو الذى من نسل داود كما يجادلون ، الذى يعتبرونه منفصلا بنفسه كإبن آخر ، مختلفا عن كلمة الرب الآب ؟ إن كان كذلك فدعهم يبينون متى كان مساويا للآب؟ دعهم يبينون كيف إتخذ صورة عبد؟ أو ماذا سنقول عن ماهية صورة العبد تلك؟ وكيف أخلى نفسيه ؟ وهل يوجد افقر من الطبيعة البشرية لذلك فالذى هو صورة الله ألاب وشبهه والتعبير الواضح عن شخصه ، والذى يشع ببهاء فى مساواه معه ، والذى هو بالطبيعة حر ، ونير ملكوته موشوع على كل الخليقة ، هذا هو نفسه الذى إتخذ صورة عبد ، أى صار إنسانا ، وجعل نفسه فقيرا إذ رضى أن يحتمل هذه الأمور البشرية ما عدا الخطية .
إنهم يعارضون قائلين : ولكن كيف إعتمد ونال الروح أيضا؟ فنجيبهم : أنه لم يكن محتاجا للمعمودية المقدسة  إذ هو كلى النقاوة وبلا عيب ، وقدوس من قدوس ، كما أنه لم يكن محتاجا للروح القدس ، لأن الروح القدس منبثق من الآب هو معه ومساو له فى الجوهر ، ولذلك يجب أن نستمع الآن إلى شرح التدبير أى خطة الرب ، ، إن الرب فى محبته  للإنسانزودنا بطريق الخلاص والحياة ، لأننا بالإيمان بالآب والإبن والروح القدس وبإعترافنا بهذا الإقرار أمام شهود كثيرين ، فإننا نمغسل كل وسح الخطية ونغتنى بالحصول على الروح القدس ونصير شركاء الطبيعة الإلهية ، وننال نعمة التبنى ، لقد كان ضروريا إذا أن كلمة ألاب حينما وضع نفسه إلى الإخلاء وتنازل ليتخذ شكلنا ، كان ضروريا أن يصير من أجلنا نموذجا وطريقا لكل عمل صالح ، فالذى هو الأول فى كل شئ ينبغى أيضا أن يضع نفسه مثالا فى هذا ، لذلك فلكى نعرف قوة المعمودية المقدسة نفسها والنعمة العظيمة التى نحصل عليها بالإقبال إليها ، فإنه يبدأ هذا العمل (المعمودية) بنفسه ، وحينما إعتمد صلى لكى تتعلموا أنتم يا أحبائى أن الصلاة بلا غنقطاع هى أمر مناسب جدا لأولئك الذين حسبوا أهلا للمعمودية المقدسة .
ويقول افنجيلى إن السماء قد إنفتحت كما لو كانت مغلقة طويلا ، وقد قال المسيح : " من ألان ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على إبن الإنسان " (يو 1: 51) لأن الجمهور الذى فوق والجمهور الذى تحت قد صار الآن واحدا ، وصار رئيس الرعاة واحدا للكل ، والسماء إنفتحت والإنسان على الأرض جعل قريبا من الملائكة القديسين ، والروح أيضا نزل ، إذ كبداية ثابته لجنسنا جاء الروح على المسيح أولا وقد ناله ليس لأجل نفسه بل لأجلنا ، لأننا بواسطته (المسيح) وفيه نغتنى بكل الأشياء ، لذلك فإنه مناسب جدا لتدبير النعمة أن يحتمل معنا الأمور الخاصة بحاله الإنسان ، وفى أى وضع أخر سنراه فى إخلاء ، ذلك الذى بطبيعته الإلهية هو الملء نفسه؟ وكيف صار فقيرا مثلنا إن لم يتطابق مع فقرنا ؟ وكيف أخلى نفسه إن كان يرفض أن يحمل مقاييس صغر الإنسان؟
لذلك فإذ قد إتخذنا المسيح كمثال لنا ، فلنقترب من نعمة المعمودية المقدسة ، لكيما نحصل على دالة الصلاة بلا إنقطاع ، ونرفع ايادينا المقدسة إلى الرب الآب ، لكى ما يفتح السماء علينا نحن أيضا ، ويرسل علينا الروح القدس ، ولكى يقبلنا كأبناء ، لأنه تحدث عن المسيح فى وقت المعمودية المقدسة ، كما لو كان قبل الإنسان  بواسطته وفيه إلى البنوة قائلا : " هذا إبنى الحبيب الذى به سررت " فالذى هو الإبن بالطبيعة والحق ، وهو وحيد الجنس ، فإنه حينما صار مثلنا أعلن خاصة أنه إبن الإله ، لا كأنه ينال هذا لنفسه ، لأنه كما قلت إنه كان ولا يزال دائما هو الإبن ذاته ، ولكنه يعطى المجد لنا نحن ، لأنه جعل باكوريتنا ، والبكر ، وآدم الثانى ، ولهذا السبب كتب أن : " كل الأشياء صارت جديدة فيه " (2كو 5: 15) لأننا إذ قد خلعنا القدم الذى كان فى آدم ، فقد حصلنا على الجدة التى فى المسيح ، الذى به ومعه ، لله ألاب المجد والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين . 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 3

5. نسب السيِّد المسيح (لوقا 3: 23-38)
تفسير (لوقا 3: 23) 23 ولما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنة ”. تواريخ الأحداث التى وردت فى العهد الجديد تواريخ تقريبية ونلاحظ هنا أن بداية العبارة بكلمة "نحو" ، وبمقارنة النصوص التاريخية بعضها مع بعض والتى تتحدث عن حدث واحد فى العهد الجديد  ومع تواريخ مدنية أخرى وكذلك علم الآثار الحديث، نجد أن فروق التواريخ تتغير في مجال ضيق. لا يؤكد النصُّ السابق أن يسوع كان عمره ثلاثين سنة تماماً بل كان نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً.
2) " وهوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ ”....  يُذكر يوسف هنا بأنه يحقّق ما أمر به الناموس اليهودى. وتؤكد هذا أيضا عبارة “عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ” بمعنى أن يوسف خطيب مريم يعتبر أبوه طبقا للناموس لليهودى وكلمة يظن ـوردها لوقا لتثبت  أن الولادة كانت عذرية (
3) فى ترجمات الإنجيل مرة يأتى أسم هالى وترجمات أخرى تذكر عالى  ترجمة فاندايك- البستاني  وترجمة الحياة  ترجمت الأسم بـ " بن هالى"  ترجمة المشتركة وترجمة البولسية ترجمتا الأسم " بن عالى"  الفارق الوحيد في اللفظ "هـ" و "ع"  علامة التنفس الشاقة.
تفسير (لوقا 3: 24) 24 بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا بن يوسف

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 25) 25 بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجاي

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 26) 26 بن ماث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا

تفسير سلسلة أنساب
المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 27) 27 بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شالتيئيل بن نيري

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 28) 28 بن ملكي بن ادي بن قصم بن المودام بن عير

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 29) 29 بن يوسي بن اليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 3030 بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن الياقيم

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 31) 31 بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 32) 32 بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 33) 33 بن عميناداب بن ارام بن حصرون بن فارص بن يهوذا

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 34) 34 بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم بن تارح بن ناحور

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 35) 35 بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 36) 36 بن قينان بن ارفكشاد بن سام بن نوح بن لامك

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 37) 37 بن متوشالح بن اخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان

تفسير سلسلة أنساب المسيح فى لوقا
تفسير (لوقا 3: 38) 38 بن انوش بن شيت بن ادم ابن الله

تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
تفسير إبن الله

                



 

This site was last updated 08/21/20