Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الرابع 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل6

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الرابع
1. السيد المسيح يجرب من الشيطان (لوقا 4 : 1-13)
أ. تجربة الخبز ب. تجربة الصليب ج. تجربة في المقدَّسات
2. يسوع يبشر ويكرز في الجليل (لوقا 4 : 14-15)
3. يسوع يرفض فى وطنه (لوقا 4 : 16-30)
4. تعجب الناس من تعاليم يسوع العامل بسلطان ومعجزة طرد الشيطان من رجل فى المجمع(لوقا 4 : 31-37)
5. شفاء حماة بطرس وكثيرين آخرين (لوقا 4 : 38-41)
6. كرازته في مجامع الجليل (لوقا 4 : 42-44)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 4

1. السيد المسيح يجرب من الشيطان (لوقا 4 : 1-13)
أ. تجربة الخبز ب. تجربة الصليب ج. تجربة في المقدَّسات

ورد حدث التجربة على الجبل في الأناجيل الإزائية الثلاث (مت 4: 1-11) (مر 1: 12-13) (لو 4: 1-13) ، ولكن لم ترد تفاصيله إلا في إنجيلي متى ولوقا . وبالإضطلاع على نصهما نجد أن كلا الإنجيليين كتبا الحدث والذي يشمل ثلاث تجارب ولكن بترتيب مختلف.

ترتيب القديس متى 1- تحويل الحجارة الى خبز (مت 4: 3-4) 2- الصعود لجناح الهيكل ليطرح نفسه تجريبا للرب الاله (مت 4: 5-7) 3- الصعود الى جبل عالي لرؤية ممالك الارض والوعد بالسلطان عليها مقابل السجود (مت 4: 8-10)

ترتيب القديس لوقا 1- تحويل الحجارة الى خبز (لو 4: 3-4) 2- الصعود الى جبل عالي لرؤية ممالك الارض والوعد بالسلطان عليها مقابل السجود (لو 4: 5-8) 3- الصعود لجناح الهيكل ليطرح نفسه تجريبا للرب الاله (لو 4: 9-12)

ترتيب لوقا الإنجيلي. لوقا الطبيب هو واحد من السبعين رسول الذين أرسلهم المسيح بنفسه، يتميز لوقا أنه يبحث في التفاصيل كما أنه ذكر كثير من الاحداث والأمثال وتفرد بها. لوقا اهتم بتوضيح من هو المسيح للأمم ، ولهذا مثلا عندما سرد سلسلة نسب المسيح (لو 3) فهو لم يبدأ بإبراهيم أبو الآباء (لانه لا يخص الأمم) وإنما بدأ بآدم أبو البشرية (بإعتباره مصدر مشترك لليهود والأمم على حدا سواء)  ما كتبه لوقا –مسوقا بالروح- في تجربة المسيح إنما يعيد لذهننا تجربة الانسان الأول (آدم  وإمرأته ) فالترتيب الذي ذكره لوقا بالروح إنما هو نفس ترتيب الأمور التي فيها وقع الانسان الأول والتي أدت لسقوطه

مع مزيد من الإضطلاع نجد أن كلا الإنجيليين لم يتناقضا ، فالقديس متى قصَّ التجربة بترتيبها الزمني ، أما لوقا فرتبها ترتيب مكاني لذا ذكر تجربة تحويل الحجارة الى خبز ثم تجربة الصعود لجبل عالي لان كلاهما تم في البرية ، ثم أخيرا قصَّ التجربة الثالثة وهي عند مكان الهيكل. نلاحظ أيضا أن متى البشير أستخدم اللفظ (τότε) والترجمة الدقيقة لها (ثم -Then) وهو ما يعني ترتيبه للقصة بترتيب زمني دقيق . أما القديس لوقا أستخدم اللفظ (καὶ) وتُترجم (و -And) وهي تُستخدم للربط ولا تشترط الترتيب. هذا الترتيب المختلف لم يرد هباءا كما قد يرى البعض وانما هو ترتيب مقصود ، فليس كلمة او حرف وُضِعت في الكتب الا ولها مقصد وغاية لإظهار أمر ما.

 ترتيب متى الإنجيلي. متى كما نعلم كتب إنجيله لليهود ، وبسهولة نستطيع أن نرى من خلال انجيله انه كان على اضطلاع كبير بالنبوات وأقوال الأنبياء وعن صورة المسيح المخفية في نصوص العهد القديم فهو أكثر الإنجيليين إقتباسا من العهد القديم. متى الإنجيلي أخبرنا بقصة التجربة بترتيبها الزمني وبعناية لإنه يُقابل تجربة أُخرى معلومة في التقليد اليهودي الشفوي وهي تجربة الشيطان لإبراهام واسحاق اثناء رحلتهما في جبل الموريا. بحسب التقليد اليهودي القديم ، ظهر الشيطان لإبراهام وإسحاق اثناء رحلتهما وجربهما ثلاث مرات ليمنع الأب (ابراهام) من تقديم إبنه (اسحاق) ذبيحة كما أمر الله ابراهيم.

الخلاصة: راعى القديس لوقا الترتيب المكاني للثلاث تجارب، فجاء ترتيب التجارب مشابه لترتيب ما حدث مع الانسان الاول ، وبهذا يشير الوحي الى أن المسيح هو آدم الثاني أو آدم المُنتصر ، لإنه بينما سقط آدم في الجنة ، فإن المسيح قام في البرية وأنتصر له ولنا.
راعى القديس متى الترتيب الزمني للثلاث تجارب، فجاء ترتيب التجارب مشابه لترتيب ما حدث في تجربة ابراهام وهذا يشير بالتالي الى أن المسيح هو اسحاق الثاني او اسحاق الحقيقي ، لإنه ان كان اسحاق انتصر في التجربة وقُدِم الى المذبح ، فإن المسيح انتصر في التجربة وقُدِم للمذبح ومات اخيرا على المذبح فداءا لكل من يقبل الخلاص.

تفسير (لوقا 4: 1) 1 اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ”. بدأ بسوع رسالته بالمعمودية وبلا شك ظهور الأقانيم الثلاثة ملئ جسد المسيح بالروح القدس (لو 3: 22) وفى المفهوم الأرثوذكسى بالنسبة لأى إنسان الروح القدس موجود فينا ولكنه ينشط فى مرحلة معينة للعمل هذا النشاط يطلق عليه إمتلاء ويكز لوقا على الروح القدس فذكره مرتين فى ألايات الإفتتاحية 14 و 18 وقد بدأت التجارب بينما يسوع ممتلئا بالروح القدس كما نقرأ أن الروح القدس إقتادة (مر 1: 2) وكما أن الجندى يذهب الحرب حاملا سلاحه حمل الرب يسوع الروح القدس معه ليحارب به إبليس وشره كما نقرأ ايضا عن أهمية الروح القدس مع يسوع فى إنجيل لوقا  1- حُبِلَ بيسوع من الروح القدس (لو 1: 35)  2- أَتَى (يسوع) بِالرُّوحِ إِلَى الْهيكل (لو 2: 27)   3- سَيُعَمِّد بِالرُّوحِ الْقُدُس (لو 3: 16)  4-  نَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُس (لو 3: 22) 5- مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ (لو 4: 1) 6- كَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوح (لو 4: 1) 7 - بِقُوَّةِ الرُّوح  (لو 4: 14*  8-  مسحه الروح القدس (لو 4: 18)
قارن بعض المفسرين بين “مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ” و"الامتلاء بالروح القدس” ويقولون أن الأولى “مُمْتَلِئاً " دائمة فى السيد المسيح  (لو 4: 14 & 4: 18)  ونلاحظ أن كلمة إمتلاء ذكرت مع عدة أشخاص فى العهد الجديد  1- إنجيل لوقا ( أ) أليصابات في (لو 1: 41) (ب ) زكريا في (لو 1: 67)  2-  أعمال الرسل ( أ) السبعة في (أع 6: 3) (ب ) استفانوس، أحد السبعة في (أع 7 . 55) (ج) برنابا في (أع 11: 24) كما ذكر سفر الأعمال عدة مرات أن التلاميذ “امْتَلأَوا” بالروح القدس 1 - جميع أولئك الذين كانوا في العلّية،(أع 2 : 4* 3- بطرس  (أع 4: 8) 3- الجماعة، (أع 4: 31)  4- بولس ( أع : 17 & 13: 9)
2) " يُقْتَادُ بِالرُّوحِ ”. جائت هذه العبارة بطرق مختلفة فى الأناجيل :-
أ- إنجيل مرقس، (مر 1: 12) أَخْرَجَه")   ◙ekball
o نحويا أتت بصيغة حاضر مبني للمعلوم كانت كلمة أخرجه كلمة قوية
 تعبر عن قوة إخراج الشياطين وطرد ألأرواح الشريرة (مر1: 34 ، 39 & 3: 15 ، 22 ، 23 & 6: 13 & 7: 26 & 9: 18 ، 28، 38)
ب - إنجيل متى ”  اصعد " وبصيغتھا كفعل مبني للمجهول في صيغة ماضي متصل الأسلوب الخبري تدل على حادثة منتهية  جرت مرة واحدة فقط
وكلمة 
anago وهى كلمة مركبة – ana "إلى الأعلى ago  بمعنى " مضي” أو “يقود”. وتستعمل كلمة "أصعد" أيضا فى ذبائح التقدمة (أع 7: 41)
ج - إنجيل لوقا ( 4: 1) "يقتاد بالروح " كلمة  ago  نحويا مبني للمجهول في صيغة ماضي متصل الأسلوب الخبري
للمجھول في الأسلوب الخبري ، ما يؤكد على بدء فعل أو حدث.
4) "الْبَرِّيَّةِ ”. لا تعنى البرية التى هى صحراء ، بل إلى المراعي بها نباتات غير مأهولة بالسكان  في جنوب وشرق أورشليم.  ◙
والبرية تعنى الخروج خلال فترة الترحال في البرية (أي الخروج) كان الرب/ييهوه بشكل فريد حاضراً وقوياً ويعطى بنى إسرائيل حاجاتهم  دعا معلمين اليهود فيما بعد هذه السنوات الأربعين (وكانت 38 سنة) من الترحال . كانت هى نفس المنطقة حيث كان يوحنا قد أمضى فترة استعداده للخدمة.
يقول البعض أن “البرية”   ترمز أيضاً إلى المكان الذي تسكنه الأرواح الشريرة azazel  (لا 16: 8- 10) وكان يشار إليها بحيوانات معينة (أش 13: 21& 34 : 14- 15) وهناك تلميح لهذا فى متى 12: 43)


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
رجع السيد المسيح من الأردن بعد أن إعتمد من يوحنا المعمدان وهو ممتلئ من الروح القدس  ، فذهب به الروح إلى البرية حيث ظل هناك أربعين يوما متوحدا منفظعا عن الطعام إنقطاعا كاملاً ، ومداوما على الصلاة والتأمل فى سكينة وهدوء ، قاصدتا من ذلك وقد تهيا لأداء رسالته السامية ، وأن يتيح للروح فى هيكله الإنسانى أن تزيح جانبا ما تحجبه كثافة الجوهر الجسدى من شفافية الجوهر الروحى ، ومن ثم تتألق الروح بكل ما فيها من نور إلهى
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (أ)
حبنما يتكلم الأنبياء المباركون عن كلمة الرب الوحيد ، الذى هو مساو للرب فى المجد ، وشريك عرشه ، الذى يضئ معه فى مساواه كاملة ، فإنهم أى الأنبياء يقودونا إلى الإقتناع أنه ظهر كمخلص ومحرر لأولئك الذين على الأرض ، وذلك بقولهم : " قم يارب ، أعنى " (مز 44: 26) لذلك قام وأعان وذلك بإتخاذه صورة عبد ، إذ صار فى شبه الناس ، فإنه كواحد منا قد أقام نفسه كمنتقم بدى منا منتقم من تلك الحية القاتلة والمتمردة ، التى أدخلت الخطية إلينا ، وبذلك جعلت الفساد والموت يملكان الأرض ، فإننا بواسطته وفيه نحصل على النصرة بينما كنا فى القديم مهزومين ساقطين فى آدم .
لذلك تعالوا نسبح ونرتل مزامير الرب مخلصنا ، هلموا ندوس الشيطان تحت أقدامنا ، لنرفع صوت النصر على الذى هو الآن مطروح وساقط هيا لنرفع فوق الزحاف الخبيث الذى أمسك فى فخ لا فكاك منه ، ولنقل عنه نحن أيضا بكلمات أرميتاا النبى : " كيف كسرت مطرقة الأرض كلها وضربت ! لقد وجدت وأخذت ، لأنك وقفت ضد الرب " (إر 1: 23 سبعينية) لأنه منذ القدم ، أى قبل مجئ المسيح المخلص الكل ، فإن عدو الجميع كانت له تصورات كبيرة ومخيفة عن نفسه ، لأنه كان يفتخر متعظما على ضعف سكان الأرض قائلا : " سأمسك العالم فى يدى وكعش وكبيض مهجور آخذه ، ولن يهرب أحد منى أو يتكلم ضدى " (إش 10: 14 سبعينية) وفى الحقيقة لم يكن  أحد من أولئك الذين على الأرض يستطيع ان يقوم ضد قوته ، ولكن الإبن قام ضده وتصارع معه إذ قد صار مثلنا ، لذلك كما قلت فإن الطبيعة البشرية وهى منتصرة فيه تربح الإكليل ، وهذا ما أنبأ به الإبن نفسه فى الزمن القديم حينما خاطب الشيطان بواسطة أحد الأنبياء هكذا : " هأنذا عليك أيها الجبل المهلك ، المهلك كل الأرض " (إر 511: 25)
تعالوا إذا وهيا بنا نرى ماذا يقول الإنجيل المبارك ، حينما كان المسيح ذاهبا ليحارب لحسابنا ضد ذلك الذى أهلك الأرض كلها : " أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئا من الروح القدس ، أنظروا هنا ، أرجوكم ، طبيعة الإنسان ممسوحة بنعمة الروح القدس فى المسيح كباكورة ، ومتوجه بأعلى الكرامات ، لأنه منذ القديم قد وعد إله الكل قائلا : ويكزون فى تلك الأيام أنى أسكب من روحى على كل جسد (يؤ 2: 28)  وقد تحقق الوعد لأجلنا فى المسيح أولا ، وبينما يقول الرب عن أولئك الذين فى القديم ، الذين إستسلموا لشهوة الجسد بلا ضوابط : " لا يسكن روحى فى هؤلاء الناس لأنهم جسد " (تك 4: 3 سبعينية) أما ألان فلأن كل الأشياء قد صارت جديدة فى المسيح وقد إغتنينا بالميلاد الجديد بواسطة الماء والروح ، فإننا لم نعد أولاد اللحم والدم ، بل بالحرى ندعو الرب ابا لنا ، لذلك إذ صرنا ألان فى كرامة بحق ، وإذ نمتلك  التبنى المجيد ، فقد صرنا شركاء الطبيعة الإلهية بزاسطة حصولنا على الروح القدس ، ولكن الذى هو البكر فى وسطنا ، وحينما صار هكذا بكرا بين إخوة كثيرين وأعطى نفسه للإخلاء فإنه كان اول من حصل عل الروح ، رغم أنه هو نفسه معطى الروح ، لكى تصل إلينا بواسطته هذه الكرامة ونعمة الشركة مع الروح القدس ، والرسول بولس يعلمنا مثل هذا حينما يتحدث عنه وعنا ويقول : " لأن المقدس والمقدسين جميعهم واحد " (عب 2: 11 ، 12) لهذا السبب لا يستحى أن يدعوهم إخوة قائلا : " أخبر بإسمك إخوتى " ولأنه لم يستح بالمرة أن يدعونا إخوة نحن الذين أخذ شكلنا لذلك إذ قد نقل فقرنا إلى نفسه ، فإنه يتقدس معنا رغم أنه نفسه مقدس الخليقة كلها ، وذلك لكى لا تراه أنت رافضا لمستوى الطبيعة البشرية ، هو الذى رضى من أجل خلاص وحياة الكل أن يصير إنسانا .
لذلك حينما يقول الإنجيلى عنه : "  اما يسوع فرجع من الاردن " فلا تعثروا ولا تخطئوا فى أفكاركم الداخلية وتحيدوا عن تعليم الحق ، فيما يخص الطريق والكيفية التى بها تقدس الكلمة الذى هو الرب ، بل بالحرى أفهموا حكمة التدبير التى بسببها ، هو موشوع إعجابنا ، لأنه قد صار جسدا وأصبح إنسانا ، لا لكى يتحاشى كل ما يخص بحالة الإنسان ويحتقر فقرنا ، بل لكى نغتنى نحن بما هو له ، وذلك بأنه قد صار مثلنا فى كل شئ ما عدا الخطية ، لذلك فهو يتقدس كإنسان ، ولكنه يقدس كإله ، إذ هو بالطبيعة إله صار إنسانا
تفسير (لوقا 4: 2) 2 اربعين يوما يجرب من ابليس.ولم ياكل شيئا في تلك الايام ولما تمت جاع اخيرا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1)  " أرْبَعِينَ يَوْمًا”. كلمة “أربعون” كانت تُستخدم في الكتاب المقدس، بمعنى حرفياً (أربعين سنة فترة الانتقال من مصر إلى كنعان) أو مجازياً (الطوفان 9. كان العبرانيون يستخدمون التقويم القمري. فكلمة “أربعون” كانت تدل على فترة زمنية طويلة غير محدودة أطول من دورة القمر، وليس تماماً على أربعين يوماً مدة كل منها 24 ساعة.
وهناك أحداث جائت فيها عن كلمة الأربعين فى العهد القديم  ( 1) الأربعون يوماً وأربعون ليلة لموسى على جبل سيناء (خر 24 : 18 & 34: 28) (تث 9: 9 &  0: 10) ◙و( 2) فترة تيهان  إسرائيل في البرية لمدة أربعين سنة (عد 14: 26- 35)   
 “أَرْبَعِينَ ”. يبدو أن الإنجيلين  ربطوا عدد الأيام التى قضاها يسوع فى البرية (أربعين يوما) بخبرة موسى فى البرية (خر 16: 35 ) ( عدد 14 : 33- 34) (تث 8: 2) , وبموسى على الجبل ((خر 24: 18& 34: 28) (تث 9: 18 & 10: 10)  وإستطاع يسوع أن يحيا مثل موسى وإيليا اللذان بقوة الرب صرفا أربعين يوما دون أن يأكلا شيئا ،وربط ما حدث مع موسى فى البرية  وعلى الجبل مع ما حدث للمسيح أوضح بكثير عما ورد فى (مت 4)  
2)  " مِنْ إِبْلِيسَ ”. من الكلمة اليونانية diabolos   وتستخدم هذه الكلمة للإشارة إلى الشيطان فى العهد القديم
3) "لم َأْكُلْ شَيْئًا”... الصوم لأجل هدف روحي كان يُمارسه اليهود  بشكل اعتيادي ودائم فى القرن الأول الميلادى . وكذلك فى العهد القديم ونذكر داود النبى العظيم عندما قال أذللت بالصوم نفسى (مز 35: 13) لم يأكل يسوع شيئاً (نفي مضاعف) طيلة الأربعين يوما إلا أن هذا لا يعني أنه لم يشرب سوائل. فالجسد لا يمكن أن يعيش بدون سوائل لأكثر من ثلاثة أو أربعة أيام.
4) " جَاعَ ”. كان يسوع إنساناً طبيعياً ذا حاجات جسدية وفيه ملئ اللاهوت . وهنا يركز لوقا على بشرية يسوع فقد قالت الهرطقة الغنوسية في الكنيسة الأولى، بإنكار ناسوت (إنسانية ) يسوع الحقيقية ولا نعرف ما إذا كان الاهوت قد ساعد المسيح فى هذه المدة الطويلة كما أنه أنه لا يوجد مانع فى مساعدة اللاهوت لجسد المسيح فى ألإستمرار صائما هذه المدة كما ساعدة من قبل فى المشى على الماء وغيرها من المعجزات إلا أن لوقا قرر إحتياج جسد يسوع للأكل بعد هذه المدة فقال وجاع أخيرا وهذا يعنى أن يسوع شابه موسى وإيليا اللذان صرفا أربعين يوما بدون طعام ومن جهة أخرى لم يجربة إبليس إلا عندما شعر أنه جاع ويبدوا أن إبليس/الشيطان ربما انتظر حتى نهاية الصوم، عندما صار يسوع ضعيفاً وجائعاً، ليبدأ بتجاربه، والتي كانت الأولى فيھا تتعلق بالخبز

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
كما أن السيد المسيح أراد أن يتعرض وهو فى صورة الناس لما يتعرض له كل الناس من هجمات إبليس الذى الرمز المجسم للشر ، والمغرى به ، والمحرض عليه  قاصدا أن يقهر إبليس  ويكسر من شوكته ، إذ كان ذلك من أهداف رسالته ، وكان إبليس يعرف ذلك ويخشاه ، بدأ هجومه على السيد المسيح منذ أول لحظة من لحظات الوحدة فى البرية ، ولم يكن هجومة فى صورة وساوس أثيمة يوحى بها إليه أو إغراءات شريرة يبثها فى نفسه   ، كما يفعل مع سائر الناس ، لأن الوقوع فريسة للوساوس والإغراءات لا يتعرض له غلا ضعاف النفوس من بنى افنسان الذين سرعان ما ينقادون لإبليس فى كل ما يوسوس لهم به أو يغريهم بإرتكابه ، فى حين أن السيد المسيح كان طاهرا طهارة كاملة ، ولا خطأ ولا خطية فيه أبدا ، ومن ثم كان غبليس يظهر له علانية فى صورة خارجية مرئية ، متوهما أنه قادر على أن يثنيه عن أداء رسالته التى جاء إل العالم لأجلها ، بأن يجعله زاهدا فى تلك الرسالة أو غير أخل لآدائها ، بأن يغريه بالمجد النيوى ، أو يشككه فى بنوته للرب ، أو عناية الرب به أو يدفع به فى أى صورة من الصور لإرتكاب خطيئة نحو الرب تؤدى إلى عدم رضاء الرب عنه وإنعدام ثقته فيه وحرمانه من الإمتياز الذى أعطاه له ليكون مخلص العالم  ، وبذلك يأمن إبليس على نفسه من الحرب التى جاء السيد المسيح ليشنها عليه كى يهزمه ويحطمه ويقضى على سطوتهوسلطانه على البشر بيد أن ظل إبليس أربعين يوما كامله عاجزا - على الرغم من كل ما  إستخدم  من حيله وأحابيله وأضاليله - على أن يجعل السيد المسيح - وهو مستغرق إبتهالاته وتأملاته - يلتفت إليه أو يعيره أى إهتمام حتى جائت فى النهاية لحظة ظن إبليس أنها الفرصة الذهبية ليتغلب بها على السيد المسيح وصلابته وقوة صموده
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (أ)
 لذلك يقول الإنجيلى : "   وكان يقتاد بالروح في البرية  اربعين يوما يجرب من ابليس " فما هو إذا معنى يقتاد؟ إنها لا تعنى توصيله إلى هناك ن بقدر أنها تعنى أنه قام وإستمر هناك ، لأننا نحن أنفسنا أيضا إعتدنا أن نقول عن أى واحد يحيا بالتقوى  ، إن فلانه أو فلانا أيا كان الشخص إنما يحيا حياة صالحة ، ونحن نعطى لقب مربى لا لنشير به بحسب المعنى الحرفى إلى أولئك الذين يقودون الأطفال فعلا ، بل نعنى أنهم يعتنون بهم ويدربوهم بطريقة حسنة جديرة بالثناء ، مربين إياهم ومعلمينهم أن يسلكوا بطريقة لا ئقة .
إذا فهو قد أقام فى البرية بالروح ، أى روحيا ، فإنه صام ، ولم يمنح أى طعام إطلاقا لحاجات الجسد ، ولكنى أتخيل أن البعض قد يعترضون على هذا قائلين : " وما هو الضرر الذى يلحق بيسوع فى الإقامة فى المدن ؟ وما هو الذى يفيده حتى يختار الإقامة فى البرية ؟ فليس هناك شئ حسن يحتاج إليه ، وأيضا لماذا هو يصوم؟ وما الذى يضطره أن يتعب وهو الذى لا يعرف أى إحساس بتحرك أى رغبة منحرفة ؟ فنحن نمارس الصوم كوسيلة نافعة جدا تميت اللذات بواسطته وتقاوم ناموس الخطية الذى فى أعضائنا ، ونقتلع تلك العواطف التى تؤدى إلى الشهوة الجسدية ، أما المسيح فأى حاجة له إلى الصوم ؟ فهو الذى بواسطته يبيد الآب الخطية فى الجسد ، وبولس إذ عرف هذا كتب : " لأن الناموس فيما كان عاجزا عنه بسبب ضعفه بواسطة الجسد فإن الرب إذ أرسل إبنه فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية ، دان الخطية فى الجسد لكى يتم حكم تالناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (رو 8: 3و 4) لذلك فهو الذى يميت حركات الجسد فينا نحن أنفسنا الكائنات البائسة ، وقد أباد الخطية ، فأى صوم يمكن أن يحتاجه فيما يخصه هو نفسه؟ إنه قدوس وغير مدنس بالطبيعة ، وهو نقى تماما وبلا عيب ، وهو لا يمكن أن يحدث له ، ولا ظل تغيير ، فلماذا إذا جعل إقامته فى البرية وصام وجرب؟ يا احبائى إن المسيح كمثال لنا يهتم بنا ، فهو يضع أعماله أمامنا كنموذج لنا ، ويؤسس مثالا للحياة الفضلى والعجيبة التى يمكن أن تمارس فى وسطنا ، وأنا أعنى حياة الرهبان القديسين ، لأنه منذ متى كان ممكنا للناس على الأرض ، أن يعرفوا أن عادة السكن فى الصحارى هى نافعة لهم ، ومفيدة جدا للخلاص ، لأنهم يعتزلون من أمام الأمواج والعواصف ومن الإضطراب الشديد وإرتباكات هذا العالم الباطلة ، وهكذا كما لو كانوا مثل يوسف المبارك ، فإنهم يتجردون ويتركون العالم كل ما هو خاص به ، وبولس الحكيم يقول شيئا مثل هذا أيضا عن أولئكك الذين يريدون أن يعيشوا هكذا هكذا : " ولكن الذين هم المسيح قد صلبوا الجسد مع الهواء والشهوات " (غل 5: 24) وهو يبين لأولئك الذين يختارون هذه الطريقة للحياة أن الإمساك ضرورى ، الذى ثمرته الصوم وقوة الإحتمال ، والإمساك عن الطعام أو أخذ القليل منه ، فإنه عندئذ حينما يجرب الشيطان فإنه سيهزم .
لاحظوا هذا بنوع خاص أن الرب إعتمد أولا وإمتلأ من الروح القدس ، وبعد ذلك ذهب الى البرية ومارس الإ مساك الا الصوم كما لو كان سلاحا له وهكذا غذ كان مستعدا فحينما غقترب الشيطان إنتصر عليه ، وبذلك فقد وضع نفسه امامنا كنموذج لنا .
فأنت ، لذلك ينبغى ايضا أن تلبس أولا سلاح الرب ، وترس الإيمان ، وخوذة الخلاص ، ينبغى أولا أن تلبس قوة من الأعالى ، أى ينبغى أن تصير مشتركا فى الروح القدس بواسطة المعمودية الثمينة ، وحينئذ يمكن أن تسلك الحياة المحبوبة والمكرمة لدى الرب وحينئذ يمكنك بشجاعة روحية أن تسكن فى الصحارى ، وحينئذ تحفظ الصوم المقدس ، وتميت الهواء وتهزم الشيطان حينما يجربك ، لذلك ، فإننا فى المسيح قد حصلنا على كل الأشياء .. وياللعجب فإنه يظهر بين المصارعين ، وهو نفسه كإله يمنح الجائزة ، يظهر بين اولئك الذين يلبسون إكليل النصر ، وهو الذى يكلل هامات القديسين ، لذلك فلننظر ولنلاحظ مهارته فى مصارعته زكيف هزم خبث الشيطان وشره ، فحينما قضى أربعين يوما صائما فإنه جاع أخيرا ولكنه هو نفسه يعطى الجياع طعاما ، وهو نفسه الجهة الأخرى ، بسبب أنه كان من الضرورى لذلك الذى لم يرفض فقرنا  ، أن لا ينسحب من أى شئ يخص حالة الإنسان ، لذلك فقد وافق أن يحتاج جسده المؤونة الطبيعية ، وهذا هو السبب للقول " إنه جــاع" ولكنه مع ذلك لم يجع إلا بعد أن صام مدة كافية ، وبقوته الإلهية قد حفظ جسده من الخوار ، رغم أمتناعه عن الطعام والشراب ، لكى يسمح لجسده أن يشعر بالإحساسات الطبيعية كما هو مكتوب " أنه جاع" ولأى سبب هذا ؟ لكى بمهارة بواسطة الإثنين ، فإن ذلك الذى هو إله وإنسان معا فى نفس الوقت يمكن أن يعرف بهاتين الصفتين فى نفس الشخص الواحد : أى أعلى منا بطبيعته الإلهية ، ومساو لنا فى طبيعته البشرية .  
 تفسير (لوقا 4: 3) 3 وقال له ابليس ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وقال له ابليس ان"  “إِنْ ”... نحويا جملة شرطية من الفئة الأولى وتعنى : ( 1) لكي يستطيع الكاتب أن يوضح فكرته أو أن يبرهنها فيفترض أن يكون القول صحيحاً   أو ( 2) أن الكاتب يبرهن على صحة القول.فيففترض البند 2. أن الشيطان لم يكن يشك في من هو يسوع (أي أنه “ابن لله"، لو 3: 22 & لو 1: 32: 35) وسنجد الشيطان وجنودة فى كل مرة يخرجهم يسوع من اليهود"والأرواح النجسة حينما نظرته خرّت له وصرخت قائلة إنك أنت ابن الله. وأوصاهم كثيرًا أن لا يظهروه" (مر3: 7-12). "  أنا أعرفك من أنت قدوس الله. فانتهره يسوع قائلًا اخرس (لو4: 33-35)
 وقد إستطاع يسوع أن يخفى شخصيته عن الشيطان حتى يتم تدبير / خطة الخلاص وفى الوقت الذى مان يخفى فيه يسوع شخصيته عن الشيطان أعلنها لتلاميذه ورسله وكل من يؤمن به فكان يظهر ذاته لأى إنسان يؤمن به وليس فى زمن يسوع بل فى كل العصور وحتى يومنا هذا يظهر للمسلم الذى يريد أن يؤمن به فيظهر له ويعرفه الطريق إليه أليس يسوع قال "أظهر له ذاتي" (يو14: 21).
2) “الْحَجَرِ.... خُبْزًا”. من الواضح أن الحجر الذى كان في برية اليهودية والذى اشار إليه إبليس كان على شكل الرغيف أو الخبز المحمّص الذي كان يُستخدم في الأراضى المقدسة في القرن الأول. أو هل هذا كان سرابا ؟ فإن الكثيرين من العطشى فى الصحراء يرون بركة ماء بعيونهم ولكنهم عندما يصلون إلى المكان لا يجدون ماء فعلا  فكان إبليس يغوي يسوع بكل الطرق ليستخدم قواه ألإلهية لسد حاجاته الشخصية ويكسر صومه ولكنه عندما جاع  وجرب بالجوع قدر أن يعين المجربين الجوعى من الناس وذلك برؤية إلهية فى الوقت المناسب والمكان المناسب ولأهداف تخدم خطة الرب / يهوه ولكن ما هو هدف إبليس من هذه التجربة ؟ ومفاومة يسوع له  .. أ. إبليس يريد  أن يعرف ما إذا كان هو يسوع أم لا ولكن يسوع كان يريد إخفاء شخصيته عنه ب. كان طلب إبليس بتحويل الحجر إلى خبز هدفه كسر صوم يسوع وبالتالى سقوط يسوع فى التجربة التى سقطت فيها حواء لأنها سمعت صوت الشرير ولم تصدق الرب / يهوه بأكلها من شجرة معرفة الخير والشر  ج. كان تحويل الحجر إلى خبز مجرد معجزة بلا فائدة أو هدف يخدم الرب (شو إعلامى وقد رفض يسوع هذا النوع من المعجزات طول كرازته) كان يسوع يوصف فى العهد القديم بأنه " مطعمُ الفقراء (أش 58 : 6- 8 ، 10) وقد حقق يسوع خلال كرازته خبرته عن الجوع . بإطعام الخمسة آلاف (مت 14: 13 - 21) والأربعة آلاف (مت 15: 29 - 33)  ألم يطعم الرب شعب بنى إسرائيل أربعين سنة "وَأَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى جَاءُوا إِلَى أَرْضٍ عَامِرَةٍ. أَكَلُوا الْمَنَّ حَتَّى جَاءُوا إِلَى طَرَفِ أَرْضِ كَنْعَانَ" (سفر الخروج 16: 35) ولكن اليوم قد وضعت الفأس على أصل الشجرة اليوم أنت أيها المسيحى يجب أن تطعم يسوع نفسه عندما تطعم فقيرا فيسوع يقول لك شخصيا "لأني جعت فأطعمتموني  "(مت 25: 35)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولأنه لم يأكل شيئا فى تلك الأيام الأربعين التى قضاها متعبدا حتى إذا إنتهت جاع أخيرا ، فقال له ابليس :
" إن كنت إبن الله فمر هذا الحجر أن يصير خبزاً "

وكان إبليس بخبثه يريد بهذا القول أن يزعم للسيد المسيح أن الله تخلى عنه ، وإلا لما تركه يجوع وما دام قد تخلى عنه فهو ليس إبنه فإن كان مع ذلك يعتقد أنه إبنه ، فليثبت أنه قادر بما لإبن الإله من قدرة إلهية أن يصنع معجزة يحول بها الحجر إلى خبز ليأكله ،  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (أ)
حينئذ يقترب الشيطان لكى يجربه ، متوقعا إن الإحساس بالجوع سيساعده فى خطته الخبيثة ، فإن الشيطان كثيرا ما ينتصر علينا بإتخاذه ضعفاتنا كمساعد لمكائده ومغامراته ، لقد تصور الشيطان أن الرب يسوع سيقفز حالا نحو الرغبة فى رؤية الخبز جاهزا للأكل ، ولذلك قال : " إان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا. " إذا فهو يقترب منه ، كإنسان عادى وكواحد من القديسين ، ومع ذلك فهولا يزال متشككا فى امره ، أنه ربما يكون هو المسيح ، فبأى طريقة أراد أن يعرف هذا ؟ لقد إعتبر الشيطان أن تغيير طبيعة شئ إلى طبيعة أخرى إنما هو فعل وعمل قوة إلهية ، لأن الرب هو الذى يصنع هذه الأشياء ، وهو الذى يحولها ، لذلك قال فى نفسه إن فعل هذا ، فإنه يكون هو بالتأكيد ذلك الشخص المنتظر الذى سيبطل قوتى ، ولكن إن رفض أن يعمل هذا التغيير ، فإنى بذلك أتعامل مع إنسان وأطرح الخوف بعيدا ، وانجو من الخطر ، لذلك فإن المسيح لمعرفته بحيلة الشيطان ، فإنه رفض أن يحول الحجر خبزا ، كما أنه لم يقل إنه غير قادر أو غير راغب أن يعمل هذا التغيير ، بل بالحرى يصده بسبب إلحاحه وتداخله فيما ليس له قائلا : " إن الإنسان لا يحيا بالخبز وحده " وهو يعنى بهذا ، أنه إن أعطى الرب القوة للإنسان ، فإنه يمكن أن يصمد بدون طعام ، ويحيا مثل موسى وإيليا اللذان بقوة الرب صرفا أربعين يوما دون أن يأكلا شيئا ، لذلك فإذا كان ممكنا للإنسان أن يحيا بدون خبز ، فلماذا أحول الحجر خبزا؟ ولكن الرب تعمد ألا يقول ، إنى لا أستطيع وذلك لكى لا ينكر قوته الخاصة ، كما أنه لم يقل ، إنى أستطيع لئلا عندما يعرف المجرب بذلك أنه هو الرب الذى عنده وحده كل شئ مستطاع فإنه يتركه ويهرب .
وأرجوكم أن تلاحظوا كيف أن طبيعة الإنسان فى المسيح هى حره من أخطاء شراهة آدم ، فعن طريق الأكل إنهزمنا فى آدم وبواسطة الصوم إنتصرنا فى المسيح .
بواسطة الطعام الذى يخرج من الأرض ، يتقوى جسدنا الأرضى ، ويسعى إلى الحصول على غذائه مما هو مجانس له ، أما النفس العالقلة فإنها تتغذى وتنمو إلى الصحة الروحانية بواسطة كلمة الرب ، لأن الطعام الذى تقدمه الأرض يغذى الجسد الذى هو قريب لها ، أما الطعام الذى من فوق ومن السماء فيقوى الروح ويشددها ، طعام النفس هو الكلمة ألاتية من الرب ، أى الخبز الروحى الذى يقوى قلب الإنسان كما يرنم فى كتاب المزامير ، وإننا نؤكد أيضا أن الطبيعة خبز الملائكة هى هكذا
تفسير (لوقا 4: 4) 4 فاجابه يسوع قائلا مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “مَكْتُوبٌ ”. نحويا فعل تام مبني للمجهھول ذات أسلوب خبري. ووقد ذكر الإنجليين هذه الكلمة عند الإستشاد أو إقتباس آية من العهد القديم راجع ( لو 4: 4 ، 7 وغيرها ) وهذه الاية أخذت من (تث 8: 3) فى الترجمة السبعينية هذا لاقتباس الخاص يتعلق بعهد الرب / يهوه  بتوفير  المنّ لبني إسرائيل خلال فترة البرية.
 جميع ردود يسوع على تجارب الشيطان كانت اقتباسات من سفر (التثنية 6 : 13، 16 & 8: 3) وهذا دليل على أنه كان يحفظ هذة الايات وربما كان يحفظ الكتاب المقدس كله لأنه كان يفحم شيوخ بنى إسرائيل وهو فى الهيكل فى سن 12 سنة ويعتقد بعض المفسسرين أن ةسفر التثنية كان أحد ألسفار المفضلة لدية للأسباب التالية :-
أ.  استشھد ممن سفر التثنية مراراً خلال تجارب الشيطان له في البرية، (مت 4: 10 16 & 4: 1- 13)
ب. قد يحوى هذا  السفر يحوي بعض الخطوط العريضة للعظة على الجبل، مت إصحاحات 5 ، 6، 7)
ح. إقتبس يسوع (تث 6 : 5) باعتبارھا الوصية الأعظم، (مت 22 :  34- 40) (مر 12: 28- 34) (لو 10: 25- 28)
د. استشھد يسوع بھذا القسم من العھد القديم (تكوين-تثنية) في معظم الأحيان لأن اليهود كانوا يعتبرونه القسم الأكثر موثوقية في قانون الكتاب المقدس
ھ2) " لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ ”. هذه العبارة إقتباس من تثنية أيضا 8: 3) وهناك تغاير الترجمات من المخطوطات  فى ترجمة هذه العبارة 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولكن السيد المسيح وإن كان قادرا على أن يصنع هذه المعجزة التى أثبت بعد ذلك أنه قادر على أن يصنع أعظم منها لم يشأ  أن يصنعها لئلا يكون بذلك اطاع إبليس وفى طاعة إبليس معصية للرب ، كما أن كل المعجزات التى صنعها السيد المسيح  فيما بعد لم يقصد بها خيرا لنفسه وإنما خيرا للناس ، وبرهانا لديهم عن حقيقة شخصيته ليؤمنوا به ومن ثم اجاب إبليس قائلا : مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان" (التثنية8: 3)  وليس معنى أن الرب لم يرسل إلى السيد المسيح خبزا فى صومه أنه تخلى عنه ، لأن الرب كان راضيا عن ذلك الصوم ، وإلا كان أنزل عليه المن والسلوى اللذين سبقا له أن انزلهما على بنى إسرائيل فى صحراء سيناء بعد خروحهم من مصر (الخروج16: 4- 16) كما أن الخبز العادى ليس هو الطعام الوحيد الذى يحيا به الإنسان ، وإنما الذى يحيا به قبل كل شئ وفوق كل شئ هو الخنز الروحى الذى هو كلمة الرب التى تضمن تعاليمه ووصاياه ، والتى إن حفظها الإنسان وترنم بها وأطاعها كانت هى الطعام الذى يحيا به حياه حقيقية ابديه لا حياه وقتية زائلة ، وبكلمة الرب هذه كان يحيا السيد المسيح طوال الأربعين يوما التى إنقطع فيها عن الطعام المادى ، والتى كان أثنائها دائم الصلة بالرب الذى هو إبنه وكلمته ، فكان بذلك هو كلمة الرب بطبيعته الإلهية ، وكانت كلمة الرب هى طعامه بطبيعته البشرية .
تفسير (لوقا 4: 5) 5 ثم اصعده ابليس الى جبل عال واراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “أَصْعَدَهُ"*.  كلمة يونانية  anago أستخدمت أيضا فى (مت 4: 1) بينما ago وحرف الجر ana يعنى “إلى الأعلى”.  وبمقارنة تجارب الشيطان الثلاثة للمسيح بين إنجيل لوقا ومتى نجدها نفس التجارب ولكنها بترتيب مختلف وبمقارنه لوقا بمتى الذى أضاف عبارة “إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّ اً” (انظر مت 4 : 8)
النص الأصلي في لوقا (لو 4 : 5) يحوي العبارة “أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ "،  دون ذكر الجبل ولكنه يشير ضمنيا فى معناه صعود أو طلوع جبل وأما متى (مت 4 : 8) فيقول: “أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً”.

2) "أَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ ”.  وهناك رأيين .. أولا : لا يوجد ثمة جبل يمكن للمرء أن يرى  منه جميع ممالك الأرض، حتى في ذلك الجزء من العالم (الأراضى المقدسة ) . وعامل الزمن اللحظي يؤكد أن الشيطان أراه رؤيا . كرؤيا حزقيال 8 ورؤيا يوحنا. والتفسير المنطقى أن الشيطان أخذه إلى جبل عال فعلا حتى يهيئ له رؤيا وهو فيما يعتقد جبل قرنطل أو جبل التجربة ثم أراه فى رؤيا جميع الممالك فى لحظة من الزمان أى صور له الممالك وهو واقف على الجبل فى رؤيا .. ثانيا :  تنطبق مواصفات الجل الذى يمكن من على قمته رؤية ممالك عديدة على جبل نيبو فى الأردن الذى صعد موسى عليه ورأى كل ارض الميعاد والممالك ومن الجبال الأخرى التى يمكن رؤية الممالك حولها من قمة جبل تابور ومن قمة جبل حرمون الذى يدعى جبل الشيخ

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ فشل إبليس فى محاولته تلك مع السيد المسيح لجأ إلى محاولة أخرى كان واثقا أنه ما من إنسان يرفضها ـ وهى بإغراؤه على التسلط على العالم كله والتمتع بكل ما فيه من أملاك وامجاد ، وقد افلح إبليس بهذا الإغراء فى ان يفع أغلب الناس فى الإنصياع لمشيئته والخضوع لسلطانه والرضاء بأن يكون سيدا لهم وأن يكونوا عبيدا له ، ومن ثم صعد إبليس بالسيد المسيح إلى جبل شاهق وأراه كل ممالك العالم فى لمحة من الزمان
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (أ)
 وأنت أيها الكائن الخبيث الشرير الملعون كيف تتجاسر أن ترى الرب ممالك الخليقة كلها وتقول : إنها لى ؟ فإن سجدت أمامى سأعطيها لك ؟ فكيف تعد بشئ ليس هو لك؟ من جعلك وارثا لمملكة الرب ؟ من جعلك سيدا على كل ما تحت السماء ؟ إنك حصلت على هذه الأشياء بالخداع والإحتيال ، لذلك أرجعها ، للإبن المتجسد ، رب الكل ، وأسمع ما يقوله إشعياء النبى عنك : " هل قد أعد لك أيضا أن تملك؟ هى هوة عميقة ، ونار وكبريت، وحطب مرتب ، وغضب الرب كهوة مشتعله بالكبريت " (إش 30: 33 سبعينية) فكيف إذن وأنت نصيبك هو اللهيب الذى لا ينطفئ تعد ملك الكل بما هو ليس لك؟ هل تظن أنك تجعله يسجد لك وهو الذى ترتعد أمامه كل الكائنات والسارفيم وكل القوات الملائكية تسبح بمجدخ ؟ إنه مكتوب : " للرب إلعك تسجد وإياه وحدجه تعبد " لقد ذكر الرب هذه الوصية فى الوقت المناسب ووجهها إليه فى الصميم ، فقيل مجئ الرب ، كل الشيطان قد خدع كل من تحت السماء ، وكان يعبد فى كل مكان ، أما وصية الرب هذه فإنها تطرده من السيادة التى إغتصبها بالخداع ، وتوصى الناس أن يعبدوا الذى هو بالطبيعة وبالحق الرب وأن يقدموا الخدمة والسجود له وحده.
تفسير (لوقا 4: 66 وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهن لانه الي قد دفع وانا اعطيه لمن اريد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ ”... نحويا فعل تام مبني للمجھول في الأسلوب الخبري، ونتيجة لعمل حدث لشئ صار الوضع مستقر ولم تذكر العبارة من قام بذلك ولكنه يشير بطريقة خفية إلى أن من فعل ذلك هو الرب / يهوه يصور لوقا إبليس على أنه حاكم (إله) هذا العالم
يصور الكتاب المقدس إبليس على أنه حاكم (إله) هذا العالم (يو 12 : 31 & 14: 30 & 16: 11) ( 2كور 4: 4) (أف 2: 2) (1 يو 5: 19) إلا أنه ليس مالكة
وعبارة إبليس "إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ" إختلف حولها المفسرون وتسائلوا .. هل ما قاله إبليس صحيح؟ ؟ أم قوله هذا أكذوبة من أكاذيبه المتكررة فهو كذاب وابو كل كذاب فإذا كان صحيحا فيكون هذا نتيجة ما حدث فى (تك 3) وهذا هو إبليس نفسه الذى أستطاع أن يخدع بالكذب آدم وحواء بالملك والسلطة "ستيصران مثل الله"  الرب / يهوه (تك 3: 5) ولكن إبليس لم يستطع خداع يسوع آدم الثانى (رو 5: 12- 21) ( 2كور 15: 45- 49) (فيل 2: 6- 8) لقد كسب الشيطان جولة بأكاذيبه وأسقط البشرية فى شخص ابوينا الأولين آدم وحواء بخداعه وأساليبه الملتوية ولكن أتى يسوع لينقذ البشر من سلطان حكم هذا الكذاب لأن يسوع يملك السلطان فى دحره وإغواءه فكسر سمه بالتأثير على بنى البشر بدفعهم فى الخطية  وبقوته إستطاع أن يخرجة من الذين إمتلكهم ولبسهم من بنى البشر (مت 28: 18) (مت 11: 27) ( يو 3: 35 & 13: 3 & 17: 2)
  2)  " أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ ”...وهذه العبارة أكذوبة أخرى من أبليس لأنه لا يستطيع أن يعطى شيئا ليس ملكة كما أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا إلا بالسماح من الرب /  يهوه  ( 1مل 22: 19- 23 ) ( أى 1- 2) ( زك 3) 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقال له : " أعطيك كل هذا السلطان ومجده لأننى املكه ولى ان أعطيه لمن أشاء ، فإن سجدت لى يكون هذا كله لك وقد زعم إبليس أن له السلطان على كل ممالك العالم وامجاده لأن الإنسان حين عصى الرب وقع بالفعل فى قبضة إبليس ، فصار هو المتحكم فى الناس وفى ممالكهم وأمجادهم ، حتى أصبح كما قال السيد المسيح فيما بعد : " رئيس العالم" (يوحنا 12: 31) ، (14: 30) ، (16: 11)  لا لأن الرب تخلى عن سلطانه على البشر ، فهو صاحب السلطان الأعلى عليهم منذ خلقهم غلى الأبد ، وإنما لأن البشر تمردوا على الرب وأخضعوا أنفسهم لإبليس فإستحقوا بذلك الهلاك الذى قضى به الرب عليهم كما قضى به من قبل على إبليس ، لولا رحمته التى شاءت أن يجئ السيد المسيح ليكفر عنهم ويفديهم مخلصا غياعم من سيطرة إبليس ، لظل حكم الهلاك ساريا عليهم الذى قضى به الرب عليهم كما قضى به من قبل على إبليس ، لولا رحمة الرب التى شائت أن يجئ السيد المسيح ليخلصهم ويفديهم مخلصا إياهم من سيطرة إبليس ، لظل حكم الهلاك ساريا  عليهم إلى نهاية الدهر ولذلك أراد إبليس أن يحول بين السيد المسيح وبين اداء الرسالة فحاول كما حاول من قبل مع البشر جميعا أن يعرض عليه ذلك العرض المغرى ، نظير أن يتخلى عن طاعة الرب والسجود له ، وأن بطبعة هو ويسجد له  وبذلك يضمن تراجع السيد المسيح عن آداء رسالته فى سبيل المجد الدنيوى الذى عرضه عليه وأغراه به ، كما يضمن بقاء البشر جميعا مطيعين له خاضعين لسلطتانه الشيطانى ، ولكن السيد المسيح لم يفحمه بحجته القوية فحسب وإنمتا طرده من امامه فى غضب قائلا له : إذهب عنى يا شيطان فإنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ، وبذلك رفض ذلك العرض الوقح الذى عرضه عليه ، معلنا له مرة أخرى أنه كإنسان قد أطاع كل ما هو مكتوب فى شريعة الإله وقد جاء فى تلك الشريعة أنه لا ينبغى العبادة إلا للرب ولا ينبغى السجود إلا له وحده (التثنية1: 13) فإذا عصى البسر جميعا شريعة الرب فلن يعصاها هو بطبيعته البشرية ، كما انه من غير المعقول أو الممكن أن يعصاهات بطبيعته الإلهية ، لأنه إبن الإله ، ولأنه هو الإله ذاته ، والشريعة هى شريعته .
تفسير (لوقا 4: 7) 7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " إن" .. نحويا إن بداية لجملة شرطية من الفئة الثالثة تشير إلى خيار لعمل مع وجود عناصر إحتمال بالترغيب بلا شك من إبليس
2) "سَجَدْتَ أَمَامِي" .. هذا هو الفرق بين الإله الحقيقى وةإبليس فالرب / يهوه لا يحتاج لعبوديتنا ولكن الإنسان محتاج إلى ربوبيته .. إبليس هدفه هو سقوط البشرية فى الخطية فيكونوا عبيدا للخطية وبالتالى عبيدا له فهو يفعل كل شئ لنصير عبيدا له ونسجد له بكل الأساليب وبكل الطرق بالترهيب تاره والترعيب فى أحيانا كثيرة
وكيف يملك إبليس بدون شعب؟ فهو يريد أن يحلَّ محلّ لله. فيسرق خليقته (أش 14) (حز 28) (دا 11: 36- 39) (رؤ 13) وأبليس كان ملاك مخلوق تمرد على الرب  
تفسير (لوقا 4: 8) 8 فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1)   "للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد. " هذه الآية إقتباس آخر من (تث 6: 13)لقد كان هذا السفر في غاية الأهمية بالنسبة ليسوع . لا بد أنه كان قد حفظه. لأنه استشهد به ثلاث مرات ليرد على الشيطان في هذه التجارب
تفسير (لوقا 4: 9) 9 ثم جاء به الى اورشليم واقامه على جناح الهيكل وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1
) “جَنَاحِ الْھَهيكل ”. كان هذا الركن يطل على وادي قدرون حيث كان الكاهن يعلن ذبائح الصباح والمساء. تجربة إبليس الثالثة هذه هدفها أن يتأكد إبليس من أن يسوع هو المسيا الذى ينتظره الشعب اليهودى وكان الكثير منهم يتوقعون أن يظهر المسيا فجأة فى الهيكل وبطريقة عجائبية (مل 3: 1) وفهم يسوع قصد الشيطان وأن الطريقة العجائبية ليست بأمر الشيطان أو خداعه وليست بتجربة الرب وليست للظهور (شو إعلامى) ولكن المعجزة الحقيقة لها قصد وهدف معين  وليست (شو إعلامى)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
غير أن إبليس اللعين ، على الرغم من أن السيد المسيح إنتهره وطرده من أمامه ، راح فى صفاقة ينصب له شركا آخر عساه أن يفلح فى أن يغريه بأن يقع فيه ، إذ رآه يبدى خضوعة لأحكام الشريعة ويمتثل بأقوالها ، جعل فى هذه المرة الشرك الذى نصبه له مأخوذا من الشريعة ذاتها ، إذ جاء به غلى أورشليم وأوقفه على جناح الهيكل الشاهق الإرتفاع وقال له : " إن كنت أنت إبن الله فألق بنفسك من هنا إلى أسفل لأنه مكتوب يوةصى ملائكته بك ليحافظوا عليك فيحملونك على أيديهم لئلا تصدم بحجر رجلك .. وهذه العبارة وردت فى سفر المزامير (المزمزور90(91) : 11)
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (أ)
التجربة الثالثة التى يستخدمها الشيطان هى .. المجد الباطل قائلا : " ألق نفسك إلى أسفل " كبرهان على ألوهيتك ، ولكنه لم يستطع أن يسقطه بواسطة البغرور ، بل إن سهم الشيطان أخطأ الهدف ، فقد أجابه الرب : " إنه قيل لا تجرب الرب إلهك " فإن الرب لا يمنع معونته لأولئك الذين يجربونه ، بل لأولئك الذين يثقون به ، ولا ينبغى بسبب تلطفه ورحمته علينا أن نتباهى ونغتر ، ولنلاخظ أيضا ان المسيح لم يعط آية لأولئك الذين كانوا يجربونه : فيقول " جيل شرير يطلب آية ولا تعطى له آية" (مت 12: 39) فليسمع الشيطان وهو يجرب هذه الكلمات ، لذلك فنحن قد نلنا الإنتصار فى المسيح ، واما الذى إنتصر فى آدم فمضى ألان خجلا لكى ما نستطيع أن نضعه تحت أقدامنا ، لأن المسيح كمنتصر قد سلمنا أيضا القوة لكى ننتصر ، قائلا : " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو " (لو 10: 19)
تفسير (لوقا 4: 1010 لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) وعندما رأى الشيطان أن إجابات يسوع  مما هو مكتوب فى العهد القديم  ولكنه ُأخطئ في استخدام الاقتباس قليلاً رغم أنه بقى فى نفس المعنى وسياق الكلام (مز 91: 11- 12)
 (فحتى الشيطان يمكن أن يجعل الكتاب المقدس يقول ما يريده هو مستخدماً هذه الطريقة).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (أ)
 أنظروا كيف يحاول بخبث أن يستخدم الكتاب المقدس لكى يحط من مجد الرب كما لو كان الرب محتاجا لمساعدة الملائكة ، وكما لو كان سيعثر لو لم تساعده الملائكة ، لأن هذا المزمور لا يشير إلى المسيح ، والرب العالى لا يحتاج للملائكة ، أما جناح الهيكل ، فقد كان مبنى مرتفع جدا ، مقام إلى جانب الهيكل .
والبعض يشيرون إلى هذا المزمور خطأ إلى شخص الرب يسوع ، ويأخذون عباراته معا التى تقول هكذا : " لأنك يارب أنت رجائى ، جعلت العلى ملجأك " (مز 91: 9) ولذلك يقولون إن الرب له ملجأ هو العلى أى الآب الذى فى السماء  ، وحجتهم فى مثل هذا الطريقة فى الفهم ، أن الشيطان فهمها هكذا فقال : " إن كنت إبن الله فإلق نفسك إلى اسفل : لأنه مكتوب أنه يوصى ملائكتع بك لكى يحفظوك " فالشيطان لأنه كذاب ومخادع ، يطبق ما هو مكتوب عنا نحن على شخص السيد المسيح ، ولكننا نحن لا نفهمها بطريقة الشيطان ، حتى إن كان الأريوسيون قد فهموها هكذا ، فليس هنامك ما يدعوا للدهشة فى موقفنا هذا ، لأنهم يتبعون أباهم ، الذى هو كذاب ، وليس فيه حق ، بحسب كلمات المخلص (أنظر يو 8: 44) فإن كان ما يقولونه هو الحق ، ونحن قد جعلنا المسيح عوننا ، وهو قد جعل الآب ملجأه ، فعندئذ نكون نحن إلتجأنا إلى واحد هو نفسه محتاج إلى المساعدة ، ودعونا ذلك الذى يخلص بواسطته آ خر مخلصا لنا ، هذا لا يمكن أن يكون حاشا للرب ، لذلك فنحن نقول لأولئك الذين يريدون أن يفكروا هكذا ، أنتم تسيرون خارج الطريق الملكى المستقيم ، أنتم تسقطون وسط الأشواك والفخاخ ، لقد ضللتم بعيدا عن الحق ، فالإبن مساو للآب فى كل شئ ، فهو صوره ورسم جوهره ، وهو العلى كما أن الاب هو أيضا العلى .
الشيطان إستخدم إذا هذه العبارات كما لو كان المخلص إنسانا عاديا ، فلأنه ظلام بكليته ، وقد اعمى عقله ، فإنه يفهم قوة المكتوب فى المزمور أنه يقصد به شخص كل إنسان بار ينال عونا من السماء ، وإلى جانب ذلك ، لم يعرف ان الكلمة ، إذ هو الرب ، قد صار إنسانا ، والآن هو نفسه يجرب بحسب خطة الخلاص ، كما سبق أن قلت ، فقد إفترض (الشيطان) إن كلمات المزمور قد قيلت كما على لسان عادى أو على واحد من الأبياء القديسين
ولكن بالنسبة لنا نخن الذين نعرف السر تماما ، والذين نؤمن أنه من الرب وإبن الرب ، وأنه صار من أجلنا إنسانا مثلنا ، فإنه أمر بشع جدا أن تنصور أن عبارات المزمور هذه تتحدث عنه ، إذا فنحن نقول ، إن عبارة " جعلت العلى ملجأك" لا تناسب شخص المخلص ، فإنه هو نفسه العلى ، ملجأ الكل ، ورجاء الكل ، وهو عن يمين الاب الكلى القدرة ، وكل من يجعله حصنا له ، فلن يقترب منه شر لأنه يأمر الملائكة ، الذين عن أرواح خادمة ، أن يحرسوا ألأبرار .
فكما آباءنا الجسديين حينما يرون الطريق خشنا ويصعب عبوره ، فإنهم يمسكون أطفالهمك فى أيديهم لكلا لا تصاب أقدامهم الضعيفة بأذى ، لكونهم لا يزالون غير قادرين أن يسيروا على الطريق الصعبة ، هكذا أيضا قوات الملائكة لا يسمحون لأولئك الذين لا يزالون غير قادرين على الجهاد ، والذين لا يزال ذهنهم طفوليا ، أن يتعبوا بما يفوق طاقتهم ، بل يختطفونهم بعيدا عن كل تجربة
تفسير (لوقا 4: 11) 11 وانهم على اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك.
تفسير (لوقا 4: 12) 12 فاجاب يسوع وقال له انه قيل لا تجرب الرب الهك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) وأقتبس يسوع أيضا رده على الشيطان  من تث 6: 16) وجميعها من فقرات حيث كان إسرائيل في البرية. لقد رفض يسوع الإنسان أن يجبر اللاهوت على التصرف أو الفعل (دا 16- 18)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وأراد الشيطان أن يجارى السيد المسيح فى إستشهاده بأقوال الشريعة كان غبيا ، لأن ذكاءه الذى إشتهر به هو ذكاء فى عمل الشر ، وأما فى عمل الخير فينقلب ذكاءه إلى غباء ، لأنه لا يمكنه أن يفهم أقوال الشريعة وما تنطوى عليه من خير لذلك فهو يستخدمها على عكس معناها الصحيح فيما يفقد إليه من شر ، فإن المقصود بهذه الآية التى إستشهد بها أن يتكل الإنسان على الرب فينقذه الرب بواسطه ملائكته مما يتعرض له من أخطار ، وليس المقصود بها ان يلقى الإنسان بنفسه إلى التهلكة ثم ينتظر من الرب أن ينقذه كما أنه ليس المقصود بها ان يلقى الإنسان بنفسه إلى التهلكة لا لشئ إلا لأن يرى إن كان وعد الرب صحيحا أم غير صحيحا ممتحنا بذلك الرب ومجربا إياه لأنه إن كان يليق بالرب أن يمتحن غبده ويجربه ، فلا يليق بالعبد أن يمتحن إلهه ويجربه ، وإلا كان فى ذلك إهانة للرب وإمتحان لعظمته وجلاله ومن ثم فإن السيد المسيح إذ رأى إبليس يستشهد بأقوال الشريعة كشف له عن جهله بالشريعة وأقوالها لأنه وإن كانت وردت بها تلك العبارة التى ذكرها وردت بها عبارة أخرى فى سفر التثنية (التثنية6: 16) تجعل ما طلب منه إبليس أن يفعله مخالفا للشريعة قائلا : " إنه قيل لا تجرب الرب إلهك" فلا يصح ان نستغل إساءه فهمنا للوصية الأولى فى عصيان الوصية الثانية وبذلك افحم السيد المسيح ابليس وأبكمه وألجمه ، وإذ رأى إبليس إنه قد أفرغ كل ما فى جعبته من كل تجربة أراد أن يدفع بها السيد المسيح إلى إرتكاب الخطيئة ، ويثنية عن إنجاز رسالته التى جاء من اجلها إلى العالم ،
تفسير (لوقا 4: 13) 13 ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “لَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ ”. دون متى ولوقا هذه التجارب الثلاث نفسها ولكن بترتيب مختلف. ولما كان لوقا رتب الإنجيل بحيث يكون أورشليم فى نهاية الإنجيل فعل أيضا هذا فى التجارب الثلاث فجعل أورشليم هى نهاية الثلاث التجارب
كما أنه لا يوجد إشارة إلى الزمن الذى تمت فيه كل تجربة وهل هناك فارق زمنى بين كل تجربة والأخرى ويعتقد أن هذه االعبارة هى خلاصة أو خاتمة شائعة الإستخدام فى كتابات لوقا ، وبعد أن إنتهينا من قراءة التجارب الثلاث التى خاضها يسوع مع الشيطان وإنتصر فيها نخرج بنتائج هى : أ. أن قائدنا خاض التجارب وأنتصر فهذا يعطينا أمل الإنتصار ضد الشيطان إذا جربنا  ب. كلنا سنجرب من الشيطان ج. كان من الأسلحة التى إستعملها يسوع ضد الشيطان أنه كان يرد عليه بآيات من الكتاب المقدس فلنحفظ آيات الكتاب فتحفظنا ألآيات من السقوط (عب 2: 15- 16) 
2)  " فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ ”. تشير هذه العبارة إلى :
أ.  ما دمنا نعيش فالشيطان يجربنا فالتجربة لا تحدث مرة واحده فقط
ب. الأمر الملفت للنظر أن الشيطان يثير تجارب كثيرة وشديدة وقاسية عندما يرى إنسانا يبدأ فى السير مع الرب / يهوه 
ج. إبليس يتحين الفرص لكي نكون بلا منعة (مت 16: 22: 33)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إنصرف عنه ولكن إلى حين ، ريثما يملأ جعبته بعدد آخر من التجارب ليشهرها فى وجهه ، لأن السيد المسيح قد أعلن عليه الحرب مصمما على هزيمته ، فظل إبليس على الرغم من إنصرافه عنه حاقدا عليه ، عاقدا العزم علىأن يتسلح بكل سلاح فى متناول يده ليخوض هذه الحرب مدافعا عن نفسه ، وعما له فى هذا العالم الذى سيطر عليه من سيادة وسطوة وسلطان.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 4

2. يسوع يبشر ويكرز في الجليل (لوقا 4 : 14-15)
تفسير (لوقا 4: 14) 14 ورجع يسوع بقوة الروح الى الجليل وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “رَجَعَ إِلَى الْجَلِيلِ ”. بدأ يسوع خدمته وكرازته بالمعمودية من يوحنا وإنتقائه تلاميذه ثم التجارب وبدأ التبشير فى منطقة الجليل وجعلها مركز كرازته   والإنجيل بحسب لوقا ذكر تسلسل الأحداث كحلقات متماسكة تاريخيا فبدأ بولاده يسوع ثم طفولته ثم بداية كرازته فى منطقة الجليل ( التى تمتد من لو 4: 14 إلى لو 9: 50 وفى يوحنا الآيات 1: 35 - 4: 44)ثم اليهودية وكان أورشليم آخر حلقاته ونهايتها فهى كانت قمة كرازته فيها إن غالبية تصوير لوقا ليسوع هو “على طريق/في الطريق إلى أورشليم"، كما نرى بشكل واضح في  (لو 9: 51) (أي، “ثَبَّتَ وَجْھَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ"، (لو 13: 22& 17: 11& 18: 31 ، 11، 28)
يأخذ لوقا يوماً من حياة يسوع (في كل من الناصرة وكفرناحوم) ليكشف لنا  طريقة حياته وكرازته  تتكرر مواضيع استقبال الناس له، والرفض، ومحاولة قتله في لوقا. يرى القرّاء الكُلَّ في الجزء.

2) "الجليل "يعني في العبرية “حلقة" بمعنى أنه يتحلق حولها اليونانييون أى يسكنون حول منطقة الجليسل  ولهذا السبب كانت المنطقة موضع ازدراء من اليهود االمستقيمي الإيمان في اليهودية
 على كل حال، إن خدمة يسوع فى هذه المنطقة في كتابه كانت تحقيقاً لنبوءة تنبؤية (أش 9 : 1) يصف يوسيفوس ھذه المنطقة فى كتابه Jewish Wars .3.3.1-2).
الآيات (مر 1: 14) (مت 4: 12) كانت عاد يسوع إلى الجليل عندما نواردت أنباء  عن  إلقاء هيرودس القبض على يوحنا المعمدان.
3) "بِقُوَّةِ الرُّوحِ ”. هذه العبارة تعنى نشاط الروح فى يسوع وعمله بقوة
4) "  خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَة”. ھهذا القول مميز لأسلوب لوقا فى الإنجيل ( لو 4: 37 & 5: 15 & 7: 17)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وبعد أن إنقضت ايام صوم السيد المسيح وهزيمته الشيطان بدأ ينجز رسالته ، فرجع من البرية بقوة الروح القدس الذى كان ملازما له ، لأنه متحدا به إتحادا كاملا ، ولم يتجه إلى منطقة اليهودية ، حيث كانت تقع اورشليم عاصمة اليهود ، حيث يقوم الهيكل مركز عبادتهم ، وإنما إتجه إلى الجليل فى شمالى فلسطين لأنها كانت موطئا لكثير من الخطاة ، ولطالما صرح بأنه إنما جاء ليبحث عن الخطاة كى يهديهم إلى طريق الصلاح والخلاص ، ولأن اليهود منطقة الجليل كانوا أقل تعاليا وصلفا من يهود منطقة اليهودية الذين كانوا يتصفون بالكبرياء لإدعائهم العلم بالشريعة ، كما كانوا يتصفون بالرياء لأنهم كانوا يطبقون الشريعة تطبيقا شكليا مظهريا بعيدا كل البعد عن روح الشريعة وجوهرها ، فكانوا تربة صالحة لأن يغرس فيها السيد المسيح أول غراس تعاليمه ، فقد صنع فى الجليل من المعجزات الإلهية واذاع من التعاليم السماوية ما جعل أمره يذيع فى كل أنحاء الجليل ، والأنحاء المحيطة به
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
حينما ترك السيد المسيح سكنى المدن ، فإنه سكن فى البرارى ، وهناك صام وجرب من الشيطان ، وهناك حقق النصرة لحسابنا ، هناك سحق رؤوس التنانين ، هناك سقطت سيوف العدو تماما ، وهدمت مدنا كما يقول داود (مز9: 6) وأعنى بالمدن أولئك الذين كانوا كالأبراج والمدن ، لذلك فهو غذا قد تسلط بإقتدار على الشيطان ، إذ قد توج طبيعة أفنسان بالغنائم التى عنمها بالإنتصار على الشيطان ، رجع إلى الجليل بقوة الروح عاملا بقوة وسلطان واجرى عجائب كثيرة مما اثار دهشة عظيمة جدا عند الجموغ ، وهو قد اجرى المعجزات ليس كمن يقبل نعمة الروح من خارجه أو ينال كموهبة مثل جماعة القديسين ، بل بالحرى كمن هو بالطبيعة وبالحق إبن الرب الآب ، فإنه يأخذ كل ما هو له
بإعتباره ميراثه الخاص ، لنه قال لبيه : " كل ما هو لك فهو لى ، وأنا ممجد فيهم " (يو17: 10) إذا فهو يتمجد بممارسة قوة الروح المساوى بإعتبارها قوته الخاصة وإقتداره.
ا
تفسير (لوقا 4: 15) 15 وكان يعلم في مجامعهم ممجدا من الجميع

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “مَجَامِع”.أنشأ اليهود مبان محلية فى تجمعات اليهود بالقرى والمدن نشأت خلال السبي البابلي لتقدم لليهود الذين تغربوا عن هيكلهم  واصبح المجمع / كنيس كنائس،أصل كلمة كنيسة عبراني، مأخوذ من كلمة "كنيسي"، ومعناها "مجمع" أو "محفل". والبعض يقول أن أصلها يوناني من الكلمة اليونانية εκκλησία (إكليسيا) أو (إككليسيا) ومعناها جماعة أو دعوة/ وهي في صورتها الحالية من السريانية ويطلق لفظ "كنيسة"  فى المسيحية الكنائس (بالعامية كنايس، الكنايس)، ويُطلَق عليها أيضًا: البِيعة، بِيعة - والجمع: بِيَع، البِيَع (المفرد والجمع بِكَسْر الباء). ويُقال على مذهب الشخص المسيحي: مذهبه الكنسي، أو العمل الكنسي. ويُقال أيضًا: الحياة الكنسيّة.. كما يُطلَق على الكنيسة: الكرمة المقدسة، وقد شبَّه الرب نفسه بصاحب الكَرم الذي يخرج ليستأجر فَعَلَة (خدام) لكرمه (إنجيل متى 20). وقد قال الرب عن نفسه كذلك: "أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ" (إنجيل يوحنا 15: 1). الكنيسة هي جماعة المؤمنين، جسد المسيح.. هي واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية.. هي بيت الله المكرس للعبادة.. هي بيت الملائكة الذين يسبحون معنا..وفي الماضي كانوا يعتبرون التنظيم الكنيسة أن الكنيسة هي الأسقف يُحاط به جماعة المؤمنين، وكلهم حول مذبح الله.. فالكنيسة في معناها الحقيقي ليس فقط جماعة المؤمنين، ولكن جماعة المؤمنين حول سر الإفخارستيا، حول الأسقف (الذي يُدير الحركة الكهنوتية في الكنيسة).مكاناً للصلاة، والعبادة، والدراسة، والخدمة. وللعلها كانت الوسيلة الوحيدة الأكثر أهمية لليهود حتى يحافظوا على دينهم وثقافتهم وتقاليهم وإستمر بناء هذه المجامع فى جميع الأراضى المقدسة بعد أن رجع اليهود من السبى بالرغم من قرب الهيكل فى أورشليم
2)  "مُمَجَّدًا مِنَ الْجَمِيع ”. سجلت الأناجيل محبة الشعب اليهودى لـ يسوع وتقبّل عامة الشعب له في مجامع اليهود فى الجليل  كما دونت أيضا معارضة ومقاومة الشيوخ والكتبة والفريسيين وغيرهم من القادة غالباً ما يضيف لوقا تعليقاً عن كيفية حفظ الناس لكلمات يسوع ( لو 4: 22 & 8: 25 & 9: 43 & 11: 27 & 13: 7 & 19 : 48)      *

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
، وكان يعلم فى مجامع الجليليين التى هى بيوت عبادتهم ، فكان الجميع يمجدونه مبهوتين من كلماته وقوة سلطانه على النفوس  

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 4

3. يسوع يرفض فى وطنه (لوقا 4 : 16-30)
تفسير (لوقا 4: 16) 16 وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى.ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “النَّاصِرَةِ ”. كلمة الناصرة نجدهل فقط هنا وفى (مت 4: 13) وهذا دليل على أن مصدر متى ولوقا كان واحدا
الناصرة البلدة التى نشأ وتربى فيها يسوع 
 ذكر لوقا ثلاث زيارات منفصلة إلى الناصرة.
أ. حيث يُكرّم يسوع (انظر متى 4 : 13) ب. حيث أدهش يسوع أهل الناصرة (انظر مت 13 : 54-  58) (مر 6: 1- 6)
ج. أهل الناصرة يتهجمون على يسوع وهذه الزيارة لا يذكرها  متى أو مرقس. وهذا ما حدث طيلة كرازة المسيح قبول اليهود للمسيح ثم رفضهم له
2) "دَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ ”. نشأ يسوع وتربى فى الناصرة كما أنه تعلم العهد القديم فى مدرسة هذا المجمع (بدء من الخاسمة وحتى الثانية عشر من العمر وهذه كانت عادات وتقاليد اليهود فى هذا العصر 
3)  " السَّبْتِ ”.كلمة عبرية تعني “راحة” أو “توقف”. وهذه الكلمة وكل العادات والتقاليد اليهودية ترتبط باليوم السابع حيث توقف الرب / يهوه عن العمل  بعد أن أكمل عملية الخلق الأولية (تك 2: 1- 3)  ويهتم اليهود بيوم السبت كراحة لهم ولم يسترح الرب / يهوه لأنه تعب ولكن لأنه أكمل الخلق ورأى أن هذا كان عملا حسنا وتم حسب إرادته ومشيئته وكذلك للأسباب التالية  :-
أ. لأن الخليقة  التى خلقها كانت مكتملة وحسنة (تك 1: 31)
ب.  ليعطي الإنسان نمطاً منتظماً للعبادة والراحة. يبدأ السبت كيوم ككل أيام (تكوين 1
بالشفق ولذلك فإن الفترة من شفق يوم الجمعة إلى الشفق يوم السبت كانت رسمياً ھي فترة
اليوم العادية. وقد أعطى الرب / يهوه جميع التفاصيل حول حفظ يوم السبت في سفر الخروج (وخاصة الإصحاحات 16، 20 ، 31 ، 35، ) واللاوين (الإصحاحات 23 ، 26) (خر 20: 8- 11) (تث 5: 12- 15) ومما يذكر أن الفريسيون ھأخذوا هذه الشرائع الإلهية وناقشوها ، وفسروها تفسيرا خاصا ووضعوها فى صورة قوانين وقواعد واصبحت بعضها تقاليد يهودية (هذه التقاليد والقوانين الشفهية سجلوها فيما بعد فى كتاب وأسموه التلمود)  ولما كان يسوع هو كلمة الرب / يهوه فهو بالتأكيد يعرف الشريعة الكتوبة فى سفر الخروج واللاويين ويعرف أيضا الفرق بينها وبين ما هو مكتوب فى التلمود وما أقره الفريسيين من قوانين بعيده أو قريبة من الشريعة أو مخالفة لها وقد كان تفسير الفريسيين لحفظ يوم السبت من أكثر المواضيع التى كان الفريسيين يفهمونها خطأ وكثيرا ما كانوا يناقشون يسوع حوله وكان يسوع غالباً ما يقوم بالمعجزات فى يوم السبت ، وهو يعرف أنه ينتهك قوانينھم الصعبة الإرضاء فكان يسوع يدخل في حوار معهم. لم يكن السبت هو ما رفضه يسوع أو قلّل من شأنه بل لأنهم تركوا روح الناموس التشريعية وأقننوا شكليات ومراسيم ظاهرية على البر الذاتي ونقص المحبة التي تتبدّى بوضوح لهذا نقرأ أعظم ما قاله يسوع لهم (متى 23: 23) "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون، وتركتم أثقل الناموس: الحق والرحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك "
4) " قَامَ لِيَقْرَأَ”. الترتيب العام للعبادة في الهيكل كان على النحو التالي: أ. الصلاة وكانت من سفر المزامير  ب. قراءة من الكتب الموسوية (التوراة) ج. قراءة من الأنبياء د. تفسير وشرح للنصوص  وهو ما نسمية اليوم العظة أو الخطبة وهى تشمل ( تعليم ووعظ وإرشاد وتوبيخ وتنبيه .. وغيره)
(كانت الكنيسة فى القرون الأولى تتبع هذا الترتيب أيضاً، إلا أنها أضافت قراءات من العهد الجديد ويقرأ فى الكنيسة القبطية كل أسبوع "[ البولس (جزء من رسائل بولس الرسول) - والكاثيليكون (جزء من رسائل بطرس والرسل ألاخرين ) ثم أعمال (جزء من سفر الأعمال الرسل) ثم الإنجيل ( وهو جزء من الأناجيل بما يوافق اليوم والأعياد) ]
حسب عادة اليهود وتقاليدهم ونظامهم الدينى ، قام يسوع وقرأ النص من الكتب المقدسة، ثم جلس ليعلّم (الآية 20 )
إستشهد يسوع فى عظاته وتعليمه بسفر التثنية عدة مرات خلال تجربته على الجبل وكرازته . وكل هذه  الاقتباسات كانت من الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم، التي تُدعى  وهنا في مجمع الناصرة،  يبدو أن قراءته كانت أيضاً من الترجمة السبعينية. في ذلك الوقت من أيام يسوع كان معظم اليھود قد فقدوا القدرة على قراءة العبرية. كانوا يتكلّمون الآرامية، وكان معظمھم يستطيع أيضاً أن يستخدم اليونانية الشعبية كلغة ثانية  وهذا الأمر يلاحظ عندما قال يسوع جملته الشهيرة على الصليب إيلى إيلى لما شبقتنى فولم يفهموه اليهود الواقفين وقالوا (متى 27: 49 ) :" أنظروا أنه ينادى إيليا فى الوقت الذى كان ما قاله نصا من مزامير داود النبى باللغة الآرامية "
من المؤكد أن يسوع كان يتكلم أكثر من لغة اللغة اليونانية واللغة الأرامية والعبرية ويتسائل الكثيرين بأى لغة كان يتكلم بها السيد المسيح مع بيلاطس البنطى وبأى لغة كان يتكلم يسوع مع المرأة الكنعانية
تؤكد معظم مصادر اليهود على أن القراءة للكتابات المقدسة كان يجب أن تكون باللغة العبرية، ثم يتم تقديم الترجمة الآرامية. وما زالت كنائس الأقباط فى مصر تتبع هذا النظام يقرأ فيها الإنجيل باللغة القبطية ثم تقرأ الترجمة باللغة العربية وكلمة يقرأ تعنى أنه قرأ فعلا أى ان يسوع كان يعرف القراءة والكتابة أيضا لأنه ذكر الإنجيل أنه يكتب على الأرض عندما مسكت إمرأة فى ذات الفعل

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 * ثم جاء يسوع إلى الناصرة حيث نشأ ، وذهب كعادته إلى المجمع يوم السبت الذى كان مخصصا للعبادة ، وهناك طلبوا إليه أن يقوم ليقرأ فصلاً من فصول الكتاب المقدس لليهود الذى يتضمن شريعتهم  *  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
حبث إنه كان ضروريا وواجبا أن يظهر نفسه ألان للإسرائيليين ، وأن يضئ سر تجسده على أولئك الذين لم يعرفوه ، ولأنه الآن قد مسح من الرب الآب لأجل خلاص العالم ، فإنه بحكمه يرتب هذا أيضا أن تنشر شهرته فى كل مكان ، وقد منح هذا الإحسان أولا لشعب الناصرة ، لأنه من الناحية البشرية قد تربى بينهم وإذ دخل المجمع وقد اخذ السفر ليقرأ ، فلما فتحه ، ولما فتحه إختار فقرة من الأنبياء تعلن عن سر مجيئه ، وبهذه الكلمات يخبرنا هو نفسه بوضوح تام بصوت النبى أنه يصير إنسانا ، وأنه يأتى ليخلص العالم ، فنحن نؤكد أن الإبن قد مسح عن طريق مجبئه فى الجسد وإتخاذه طبيعتنا ، فهو لكونه إله وإنسان فى نفس الوقت ، فهو يعطى الروح للخليقة بطبيعته  الإلهية ، كما أنه ينال الروح من الرب الآب فى طبيعته اللبشرية ، وهو نفسه الذى يقدس الخليقة كلها بإشراقه من الآب القدوس ، وهو الذى يمنح الروح الذى يسكبه على القوات العالوية كروحه الخاص ويسكبه أيضا على أولئك الذين يؤمنون بظهوره
تفسير (لوقا 4: 17) 17 فدفع اليه سفر اشعياء النبي.ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ ”. الكتابات المقدسة العبرية مكتوبة على أدراج مخطوطات رقّيّة وكان يجب أن تُلف لإيجاد المكان المناسب. ھ1) " روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني " .. هذه العبارة اقتباس جزئي من (أش 61: 1- 2) ومأخوذ من الترجمة السبعينية اليونانية مع حذف للآيات 61 ج و 62 ب، جمع نصوص العهد القديم وتحريرها كان أمراً شائعاً مألوفاً عند الفريسيين ومعلمى اليهود
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وناولوه سفر أشعياء النبى ، وقد كان من التدبيرات العجيبة التى جاءت بترتيب من الرب أنه لما فتح السفر وجد الموضع الذى يتضمن إحدى النبوءات عنه هو وعن رسالته
تفسير (لوقا 4: 18) 18 روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1)  " روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني"  هذه العبارة إقتباس من سفر أشعياء النبى (أش 61: 1- 2) وهو مأخوذ من الترجمة السبعينية مع حذف للآيات 61 ج و 62 ب، ولكن بإقحام للآية من (أش 58: 6)
جمع نصوص العهد القديم وتحريرها كان أمراً شائعاً مألوفاً عند الفريسيين ومعلمى الناموس 
تختلف المخطوطات اليونانية لإنجيل لوقا حول هذا الإقتباس من (أش 61: 1- 2)
الأولى : بعض المخطوطات تتوقف عند “أرسلني" وهم W و ، L و ، D و ، B
الثانية : مخطوطات أخرى تضيف الجملة كاملة من  (أش 61: 1) وهم A . E و ، D و   ( UBS4  يعطي أرجحية للخيار الأول، النص القصير.
يتساءل المرء إذا ما كان يسوع قد حذف عن عمد عبارة من أش 61 لأنه اختار ألا يصنع أية معجزات في الناصرة.
قد يفسر هذا سبب إضافته لبيت آخر من أش 58 : 6)
2) " رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ ”. فى هذه ألاية يظهر أقنوم روح الرب (الروح القدس) فى المسيح
3) " مَسَحَنِي”. كلمة عبرية هى من نفس الجذر لكلمة “المسيّا” في اللغة اليونانية، تُترجم كلمة “المسيّا” وتعنى المسيح المنتظر أى “المسيح”. كانت ھ كلمة الممسوح من الرب تشير  إلى :دعوة الرب / يهوه للقادة وتأهيله لهم . مثل الأنبياء والكهنة والملوك كانوا يُمسَحون بالزيت في العھد القديم. وكان المسح بالزيت إعلان إلهى بقيادة الشخص للأمة اليهودية 
4) " أُبَشِّرَ ”. في هذه المرحلة لم يكن الإنجيل الكامل (بمعنى “النبأ السار") قد أعلن
ولكن ليس بكاملة وقد أعلن للكل بعد موت يسوع وقيامته صار التركيز الكامل على أعماله وتعاليمه.
ولكن هذا الجزء الذى قرأه يسوع هو بداية الإعلان عن كرازته وعمله ولم يكن الجزء الذى أعطى يسوع ليقرأه فى هذا المجمع إعتباطا ولكنه كان هناك قصد إلهى ليعلن يسوع لمن تربى ونشأ فى وسطهم من هو عن طريق عهدهم القديم  بمعنى أنظروا ما سأفعله مكتوب فى كتابكم الإلهى
5) " الْمَسَاكِينَ.... المَأْسُورِينَ.... العُمْيِ.... الْمُنْسَحِقِينَ ”. أنظروا أيها اليهود هذه فئات الشعب الذين جاء يسوع لمساعدتهم.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 إذ كان مكتوبا فيه :"  روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية "
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
إنه بهذه الكلمات يبين بوضوح أنه إتخذ على نفسه الإنسحاق والخضوع للإخلاء من مجده ، وقد إتخذ إسم " المسيا" وحقيقته من أجلنا ، لأنه يقول إن الروح الذى هو بالطبيعة موجود فى ، وأنا وهو من نفس الجوهر والألوهية ، هذا الروح نزل على أيضا من الخارج ، وهكذا فإنه أتى على أيضا فى الأردن على شكل حمامة ، لبيس لأنه لم يكن موجودا فى ، ولكن لأجل السبب الذى من أجله مسحنى ، وما هو السبب الذى من اجله إختار المسيح أن يمسح؟ السبب هو لأننا نحن صرنا مقفرين من الروح بذلك الحكم القديم : " لا يسكن روحى فى الإنسان ، لأنه بشر" (تك 6: 3)
هذه الكلمات يقولها كلمة الرب المتجسد ، فلكونه الإله الذى من الرب الآب ، ولأنه صار إنسانا لأجلنا دون أن يلحقه تغيير ، فإنه يمسح بزيت البهجة ، إذ نزل عليه الروح فى الردن على شكل حمامة ، لأنه قديما كان كان الملوك والكهنة يمسحون رمزيا ، وبهذا يحصلون على درجة معينه من التقديس ، أما هذا الجسد الذى تجسد من اجلنا ، فقد مسح بالزيت الروحانى زيت التقديس ، نزل عليه الروح القدس بالحق ، وهو قد قبل الروح ل لجل نفسه ، بل لأجلنا ، كما أن الروح غادرنا ولم يسكن فينا لكوننا جسد ، لذلك إمتلأت الأرض من الحزن ، لأنها حرمت من المشاركة فى الرب .
وهو بشر المأسورين بالإطلاق ، الذى تممه حينما ربط القوى ، الشيطان الذى بطغيانه ساد على جنسنا ، وإنتزعنا من الرب جاعلا إيانا غنائم له ،
وهكذا فإن عبارة " مسحنى" تناسب ناسوته ، فليست الطبيعة الإلهية هى التى مسحت بل تلك الطبيعة التى هى منا ، هكذا عبارة "أرسلنى" إنما تشير إلى ما هو بشرى .
أولئك الذين إعتمت قلوبهم منذ القديم بظلمة إبليس ، قد أنار لهم بإشراقه كشمس البر ، وجعلهم أبناء لا لليل والظلمة فيما بعد ، بل أبناء النور والنهار كقول بولس الرسول (1 تس 5: 5) وأولئك الذين كانوا عميانا "لأن المضل أعمى قلوبهم " قد إستعادوا  بصرهم وعرفوا الحق ، وكما يسقول أشعياء " صارت ظلمتهم نورا" (إش 42 : 6و 7) لأن الإبن الوحيد قد جاء إلى هذا العالم وأعطى عهدا جديدا لشعبه ، الإسرائيليين ، الذين منهم ولد حسب الجسد ، وهو فى العهد الذى أعلن عنه سابقا جدا بصوت ألنبياء ولكن النور الإلهى السماوى اضاء أيضا على الإمم ، وذهب وبشر الأرواح فى الجحيم ، واظهر نفسه لأولئك الذين كان مغلقا عليهم فى بيت السجن ، وفك قيود الجميع وحررهم من العنف ، فكيف ل تبرهن كل الأشياء أن المسيح هو إله وإبن الإله بالطبيعة؟
وما معنى   : " وارسل المنسحقين في الحرية " معناه إطلاق الذين سحقهم الشيطان بقضيب العنف الروحى ، ليذهبوا فى طريقهم احرارا ،
ويعنى بـ " المنكسرى القلوب " اولئك الذين لهم ذهن ضعيف مستسلم ، ولا يستطيعون مقاومة هجمات الشهوة ، وهكذا تجرفهم الشهوات ويصبحون أسرى لها ، هؤلاء يعطى لهم الوعد بالشفاء والغفران.
وولعمى يعطى إستعادة البصر ، لأن أولئك الذين يعبدون المخلوق بدل الخالق ، " ويقولون للخشب أنت ابى وللحجر أنت ولدتنى" (إر 2: 27) دون أن يعرفوا ذلك الذى هو الإله بالطبيعة والحق ، مثل هؤلاء هل يممككن أن يعتبروا سوى عميان يبصرون بعيونهم ولكن قلبهم محروم من النور الإلهى الروحانى ، هؤلاء ينعم عليهم ألاب بنور معرفة الرب الحقيقية ، لأنه بدعواهم بواسطة ألإيمان فيعرفونه ، او بالحرى يصيرون معروفين منه ، وبينما كانوا سابقا ابناء الليل والظلمة ، فقد صاروا أبناء النور ، لأن النهار قد اشرق عليهم ، وشمس البر قد انارت وكوكب الصبح اللامع قد ظهر .
ومع ذلك ليس هناك إعتراض على من يطبق هذه الإعلانات على الإسرائيليين لأن هؤلاء أيضا كانوا مساكين ومسحوقى القلوب وماسورين وسجناء فى الظلمة " فلم يكن على الأرض من يعمل صلاحا ، ليس  ليس ولا واحد ، الكل قد زاغوا معا وفسدوا ( مز 14: 3) ولكن جاء المسيح مبشرا بأمجاد ظهوره للإسرائيلين قبل غيرهم وكانت أمراضهم مثل أمراض الشعوب الوثنية ، ولكن هؤلاء الوثنيين إفتدوا بواسطته إذ صاروا أغنياء بحكمته وتوشحوا بالفهم ولم يعودوا ضعفاء مسحوقين فى قلوبهم ، بل صاروا اصحاء واقوياء ومهيئين لقبول وممارسة كل عمل صالح للخلاص ، لأنهم حينما كانوا فى ضلالهم كانوا فى حاجة للحكمة والفهم ، أولئك الذين فى حماقتهم الشنيعة عبدوا لامخلوق دون الخالق ، واطلقوا اسماء الآلهة على الأخشاب والأحجار ، ولكن اولئك الذين عاشوا منذ القديم فى الغم والظلمة بسبب عدم معرفتهم للمسيح ، فإنهم الان يؤمنون ويعترفون به إلها لهم .
تفسير (لوقا 4: 19) 19 واكرز بسنة الرب المقبولة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “أَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ ”.كانت هذه السنة أصلاً سنة اليوبيل (لا25: 8- 17) ولكن وردت فى سياق الكلام من (أش 61: 2) وهذه العبارة تظهر تحقق النبوءات فى أعمال يسوع الكرازية منذ ما حدث فى مجمع الناصرة وحتى نموته وقيامته فى أورشليم  قال إقليمندس السكندرى والعلامة وأوريجانُّوس القبطى  أن هذه تعني أن مدة خدمة يسوع كانت سنة واحدة فقط ، ولا نعرف لماذا قال أوريجانوس هذا لأنه أول من نادى بالتفسير المجازى وهذا التفسير حرفي جداً فى فهم كيف أن هذا المقطع قد تحقق في المسيح.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 " وأبشر بسنة الرب المقبولة"
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
وما معنى   " وأكرز بسنة الرب المقبولة" غنها تشير إلى الأخبار المفرحة عن مجيئه ، أى أن الإبن قد جاء ، فتلك كانت هى السنة المقبولة التى فيها صلب المسيح لأجلنا ، لأننا عندئذ صرنا مقبولين عند الرب ألاب كثمار حملها المسيح ، لذلك فقد قال هو نفسه : " وأنا إن إرتفعت عن الأرض سأجذب إلى الجميع " (يو14: 32) وحقا قد عاد إلى الحياة فى اليوم الثالث حينما داس على قوة الموت ، وبعد ذلك قال لتلاميذه " دفع غلى كل سلطان " (مت 28: 18) وايضا من كل ناحية هى سنة مقبولة التى فيها إذ قد غنضممنا إلى عائبته ، فقد دخلنا إليه بعد أن إتسلنا من الخطية بالمعمودية المقدسة ، وصرنا شركاء طبيعته الإلهية بواسطة شركة الروح القدس ، تلك ايضا هى سنة مقبوله إذ أظهر فيها مجده بمعجزات تفوق الوصف ، ونحن قد إستقبلنا زمن خلاصه بفرح عظيم ، وهو الزمن الذى يشير إليه بولس قائلا : " هوذا الآن وقت مقبول ، هو ذا الآن وقت خلاص " (2 كو 6: 2) وهو اليوم الذى فيه صار أولئك المساكين الذين كانوا سابقا مرضى بسبب غنعدام كل بركة ، والذين لم يكن لهم  رجاء وكانوا بلا إله فى العالم - أى شعوب الإمم - هؤلاء المساكين صاروا أغنياء بالإيمان به ، إذ حصلوا على الكنز الإلهى السماوى ، كنز رساله إنجيل الخلاص ، الذى به جعلوا شركاء فى ملكوت السموات ، وصاروا مشاركين مع القديسين ، ووارثين للبركات التى لا يستطيع عقل أن يدركها ولا لسان أن يخبر عنها ، لأنه مكتوب : " ما لم تره عين وما لم تسمع به اذن ما لم يخطر على قلب بشر ، ما أعده الرب للذين يحبونه" (1 كو 2: 9) وهذا الكلام بمكن أن ينطبق أيضا على فيض النعم السخية المعطاه من المسيح والمنسكبة منه على المساكين بالروح   
تفسير (لوقا 4: 20) 20 ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس.وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "شَاخِصَةً/تشخص" .الفعل atenizō وهذه الكلمة تعبر عن إنبهار وتركيز كل الحاضرين بالمجمع فى طريقة قراءه يسوع للسفر وكانوا ينتظرون ماذا سيقول عما قرأه وكلمة شاخصة تعنى الإعجاب والدهشة
ويلاحظ أن هذه الكلمة غالباً ما يستخدمها لوقا وخاصةً في أعمال الرسل.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* ثم طوى السيد المسيح السفر وأعاده إلى الخادم وجلس ، إذ كانت العادة فد جرت على أن الذى يقوم يقرأ فصلاً من الشريعة ، يجلس بعد ذلك ليفسر للحاضرين الفصل الذى قرأه *  
تفسير (لوقا 4: 21) 21 فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ ”. نحويا فعل تام مبني للمجھول في الأسلوب الخبري. إنه يشير إلى اما سوف يحدث وبدايته اليوم .. اليوم قد حدث خلاص لهذا البيت .. (بيت بنى إسرائيل والوعد بما هو مكتوب وقرئ اليوم على مسامعكم والذى صار حاضرا فى يسوع الذى هو محور التعليم وسيتم عن طريق الكرازة بينكم   *

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  وقد كانت شهرة أعمال السيد المسيح وأقواله قد بلغت أسماع أهل الناصرة ، ومن ثم كانوا متلهفين على أن يستمعوا إليه ، فكانت أبصار جميع الذين فى المجمع شاخصة إليه ، فقال لهم : " اليوم قد تم هذا المكتوب فالذى تلى على مسامعكم" معلنا بذلك أنه هو الذى كانت تعنيه نبوءة إشعياء النبى، وأنه هو الذى مسحه الرب لينجز الرسالة التى جاء تفصيلها فى النبوءة ، وقد حلت بمجيئه سنة الرب المقبولة ، أى الموعد الذى حدده الرب ليصفح فيه عن البشر بواسطة مسيحه ويقبلهم فى ملكوته من جديد ، بعد أن كان رفضهم وطردهم من ذلك الملكوت ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
وحينما قرأ الرب هذه الكلمات للشعب المجتمع ، فإنه جذب أنظارهم إليه إذ كانوا ربما مندهشين كيف يعرف الكتب وهو لم يتعلم ، لأنه كان من عادة الإسرائيلين أن يقولوا النبوات الخاصة بالمسيا قد تحققت ، إما فى أشخاص يعض ملوكهم أو فى  انبيائهم القديسين ، ولأنهم لم يفهموا ما كان مكتوبا عنه فهما صحيحا لذلك فقدوا أفتجاه الحقيقى وساروا فى طريق آخر ، ولكن لا يسيئوا فهم هذه النبوة أيضا لذلك نراه يحرص على تنبيههم للخطأ بقوله : " انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم." واضعا نفسه امامهم بوضوح بهذه الكلمات ، بإعتباره الشخص الذى تتكلم عنه النبوة ، لأنه هو الذى كرز بملكوت السموات للأمم ، الذين كانوا مساكين ، غذ لم يكن لهم شئ ليس لهم إله ولا شريعة ولآ انبياء ، أو بالحرى لقد كرز بالملكوت لكل الذين كانوا محرومين من كنوز الغنى الروحى ، واطلق المأسورين أحرارا إذ قد طرح خارجا الطاغية المرتد الشيطان ، وقد افاض النور افلهى الروحى على الذين كانوا مظلمى القلب ، ولأجل هذا قال : " أنا قد جئت نورا إلى هذا العالم " (يو 12: 46) إنه هو نفسه الذى حل سلاسل الخطية عن اولئك الذين سحقتهم الخطية ، والذى اظهر بوضوح أن هناك حياة آتية .
واخيرا إنه هو الذى كرز بسنة الرب المقبولة تلك التى جاء مخلصنا كارزا ، فإنى
أظن ان المقصود بالسنة المقبولة هو مجيئه الول ، أما المقصود بيوم العودة فمقصوده يوم الدينونة
 
تفسير (لوقا 4: 22) 22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون اليس هذا ابن يوسف.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “كَانَ الْجَمِيعُ يَشهدونَ لَه ”. تربى ونشأ فى الناصرة مع أهلها ولكنهم عندما رأوه يفرأ فى مجمعهم شهدوا بعظمته زإنبهروا بكلماته شعبية يسوع الأولى استمرت (انظر الآية 15 )، ولكنها ستكون فصيرة الأجل  في الناصرة.
2) " أَلَيْسَ هذا ابْنَ يُوسُفَ؟”. هذا السؤال في اللغة اليونانية يتوقع الجواب عليه بـ “نعم”. وهذ السؤال يظهر لنا أن يسوع  كان طفلا عاديا لم يظهر نبوغه أو إختلافه عن باقى أطفال الناصرة وعندما فوجئوا به على المنبر فى مجمع الناصرة يقرأ ويعظ إندهشوا وأفتخروا بأبن بلدتهم

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد كان فيما قاله السيد المسيح من السحر والسلطان ما جعل جميع الحاضرين فى المجمع يشهدون له ، معجبين به ، متعجبين من كلمات النعمة التى كانت تخرج من فمه ، ولكن على الرغم مما ابدوه من إعجاب به وتعجب من كلماته لم يؤمنوا بأنه هو المسيح الذى ينتظرونه كما قال عن نفسه ، لأنه كان من مدينتهم ، وكانوا يعرفونه من قبل إنسانا بسيطا متواشعاً من أسرة بسيطة متواضعة ، لم يكن عائلها إلا نجارا فقيراً ، ثم قالوا متسائلين فى إستخفاف وإزدراء : " اليس هذا هو ابن يوسف؟ " 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
ولأنهم لم يفهموا أنه هو الذى مسح وأرسل ، وأنه هو صانع العجائب ، فقد رجعوا إلى طرقهم المعتادة ، وتكلموا عنه كلاما غبيا وباطلا  ، فبالرغم من أنهم تعجبوا من كلمات النعمة الخارجة من فمه إلا أنهم إعتبروا هذه الكلمات بلا قيمة لأنهم قالوا : " ليس هذا هو ابن يوسف؟ "   ولكن هل هذا ينقص شيئا من مجد صانع المعجزات ؟ فما الذى يمنع أن يكرم ويعجب به حتى لو كان هو إبن يوسف كما ظنوا ؟ ألا ترى المعجزات؟ فالشيطان سقط ، وقطيع الشياطين أبيد ، وجموع كثيره تحررت من مختلف انواع الأمراض ، أنت تمدح النعمة التى كانت فى تعاليمه ، ولكنك بطريقة يهودية تقلل من قدرة فى نظرك ، لأنك حسبت يوسف أبا له ، ياللحماقة  العظيمة !! حق هو أن يقال عنهم : " الشعب الجاهل ، والعديم الفهم الذين لهم أعين ولا يبصرون ولهم آذان ولا يسمعون" (رو 5: 21)
تفسير (لوقا 4: 23) 23 فقال لهم.على كل حال تقولون لي هذا المثل ايها الطبيب اشفي نفسك.كم سمعنا انه جرى في كفر ناحوم فافعل ذلك هنا ايضا في وطنك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “الْمَثَلَ ”. هذه الكلمة من “قول مأثور” وتعني حرفياً “مَثَل"، ويُقصد به “التعليم أو إيصال المقصود منه بشكل غير مباشر”. وقد ذاعت طريقة التعليم بالأمثال هذه  في التعليم اليهودى حيث تستخدم حادثة معروفة من حياة الناس أو قصة ما خيالية لإظهار  أو إلقاء الضوء على حقيقة روحية.
2) " أَيهاَ الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ ”. فكرة المثل الذى قاله يسوع واضحة: أهل الناصرة، يريدون أن يكونوا لهم مكانة خاصة عند يسوع لأنه نشأ بينهم . لقد كانوا يريدون من يسوع أن يصنع معجزات في موطنه كما عل في كفرناحوم. ونعلم من (مرقس 6 : 1- 6)  فهل كانوا يريدون أن يشاهدوا معجزات للفرجة ؟ والذى نعرفه  أن يسوع، أبى أن يصنع  معجزات فى الناصرة بسبب عدم إيمانهم،(الآية 24)
3) "سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ ”. هذا مثال واضح يرينا أن إنجيل مرقس (مر1: 21) كان من ضمن المصادر التى إستعان بها ولم يدون
 لوقا استخدم إنجيل مرقس. تفاصيل خدمة يسوع في كفرناحوم. الشفاء في كفرناحوم الذي نجده فى (لو 4: 31- 37) نجده فى أفصحاح الأول من مرقس 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وهكذا إنقلبوا من النقيض للنقيض فى لحظة ، وقد محت هذه الفكرة التى راودتهم عن السيد المسيح كل أثر للإعجاب والتعجب الذى تركه فيهم لأول وهلة ، وقد أدرك هو ذلك ، كما أدرك أنهم .. إذ كانوا لا يفكرون إلا فى أنفسهم ، سيطالبونه ، على الرغم من عدم إيمانهم به ، بأنه يشفى مرضاهم ، كما شفى المرضى فى كفر ناحوم بمعجزاته التى طالما سمعوا عنها لأنهم وهم أهل مدينته أحق بذلك من اهل المدن الأخرى ،  ومن ثم قال لهم : " لا بد أنكم ستقولون هذا المثل : " ايها الطبيب اشفي نفسك.كم سمعنا انه جرى في كفر ناحوم فافعل ذلك هنا ايضا في مدينتك"
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
كان هذا قولا شائعا بين اليهود ، فحينما يكون الأطباء أنفسهم مرضى ، حينئذ سقول الناس أيها الطبيب أشف نفسك ، لذلك فالمسيح بوضعه هذا المثل أمامهم فكأنه يقول لهم أنتم لا تريدون أن تجرى آيات كثيرة بينكم أنتم بنوع خاص ، لأن ما يحدث دائما هو أن أفضل الأشياء وأندرها تصير حقيرة عندما توجد بكثرة حينما يحصل عليها الناس بوفرة ، وهكذا أيضا نفس الحال مع البشر فإن الأصدقاء أحيانا يرفضون الشخص المألوف لديهم والذى يكون موجودا بينهم على الدوام برغم أنه يكون مستحقا الكرامة ، ولذلك وبخهم بسبب تساؤلهم بغباوة قائلين : " اليس هذا هو ابن يوسف؟ "  ثم أكد موضوع تعليمه فقال لهم :  الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه. "
تفسير (لوقا 4: 24) 24 وقال الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ ”. هذه العبارة تعني حرفياً “آمين”. ويسوع هو الوحيد الذى يستعمل هذه العبارة كعبارة مشهورة يبدأ بيها تعاليمه وأقواله وهى ذات مغزى كبير
2)" لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ ”. إذ كانت عناثوت وطن إرميا (إر 11: 21) لم تُحسن استقباله؛ وأيضًا إشعياء وبقيَّة الأنبياء رفضهم وطنهم أي أهل الختان...
.(57 : 4؛ مت 13 : أنه كان من الصعب على أهل الناصرة أن يقبلوا حقيقة أن المسيح يقف ويعظ بينهم فكيف يتفبلوا أن يسوع هو المسيا ى(مر 6 : 4) (مت 13: 57)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم اوضح لهم عدم إيمانهم به لكونهم يعرفون تواضعه وتواضع أسرته ، يجعلهم غير مستحقين لأن يصنع بينهم معجزاته ، قائلا لهم :" الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في مدينته " وقد أوضح السيد المسيح لهم بذلك أن طبيعة البشر تأبى عليهم أن يؤمنوا بنبى نشأ فى وطنهم ، لأنهم لا يرون فى النعمة التى أسبغها الرب عليه ، وانما يرون فيه مجرد إنستان عادى كان يعيش بينهم كواحد منهم ، فهم يزدرونه ويحسدونه ، ومن ثم قلما تثمر تعاليمه فيهم ، ولذلك يجد من الأجدى والأجدر أن يغرس تعاليمه فى وطن آخر لا يكون متأثرا بذلك الضعف البشرى وقد ضرب السيد المسيح السيد المسيح لأهل الناصرة مثلين وردا فى كتبهم المقدسة يبرهن بهما على صحة قوله
تفسير (لوقا 4: 25) 25 وبالحق اقول لكم ان ارامل كثيرة كن في اسرائيل في ايام ايليا حين اغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة اشهر لما كان جوع عظيم في الارض كلها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(لو 4: 25- 27) إستعان يسوع بمثالين حيث تعامل الرب/ يهوه بطريقة عجائبية مع غير اليهود بدون أن نرى
تدويناً لأي معجزات صنعھا لرب/ يهوه  مع شعب العهد (وأستند استفانوس  في كلامه على هذين المثالين في أعمال 7). ومن هذا يتضح أن استفانوس أطلع على ما كتبه لوقا وتوافر الإنجيل لكل الناس الذين
يتوبون ويؤمنون. ونعلم أن الغالبية العظمى من اليهود سوف لن يؤمنوا كما كان الحال في أيام إيليا وأليشع.
كان إيليا وأليشع من أنبياء الشمال من المنطقة التي كان يسوع يخاطب أهلها
(أي إسرائيل القرن العاشر ق.م.)
1) “حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْھُرٍ ”. ذكرت هذه المدة الزمنية نفسها في (يع :5: 17) ولكن (1مل 18: 1) تذكر مدة ثلاث سنوات فقط. ومن الواضح أن هذا  كان تقليداً فريسيا  وهى عبارة اصطلاحية تشير إلى “زمن محدد من الاضطھاد” (انظر دا 7 : 25& 12: 7) (رؤ 11: 1& 12: 6، 14)


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي

 " اقول لكم ان ارامل كثيرة كن في اسرائيل في ايام ايليا حين اغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة اشهر وحدثت مجاعة عظيمة فى الأرض كلها "
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
حيث أنه - كما ذكرت - بعض اليهود أكدوا أن النبوات المتعلقة بالمسيح قد تحققت إما فى انبيائهم القديسين أو فى بعض رجالهم البارزين ، لذلك فإنه يجتذبهم بعيدا عن هذا الإفتراض ، لأجل منفعتهم ، وذلك بقوله إن إيليا أرسل إلى أرملة واحدة ، وأن إليشع النبى شفى أبرصا واحدا هو نعمان السريانى وكلاهما يشيران إلى كنيسة الأمم الذين كانوا عتيدين أن يقبلوه ويشفواغ من مرضهم ، فى الوقت الذى بقى شعب إسرائيل غير تائب .
تفسير (لوقا 4: 26) 26 ولم يرسل ايليا الى واحدة منها الا الى امراة ارملة الى صرفة صيدا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “يُرْسَلْ إِيلِيَّا.... إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ ”. أرسل الرب / يهوه نبيه إيليا إلى امرأة فينيقية غريبة فقيرة، بدلاً من أن يخدم بني إسرائيل في ذلك الزمان حيث كانوا هم أيضاً في حاجة. وقد دون لوقا أقوال يسوع وتعاليمه اللذان ييوضحان محبة يسوع للمنبوذين وإهتمامه بهم
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 ، فقد نشأ إيليا النبى فى إسرائيل ، ومع ذلك فإنه حين إنقطع المطر ثلاث سنوات وستة اشهر وحدثت مجاعة عظيمة ، لم يصنع إيليا معجزة يطعم بها واحدة من أرامل إسرائيل مع أنهن كثيرات ، وإنما صنع تلك المعجزة لأرملة غير إسرائيلية كانت تعيش فى مدينة "صرفات" الفينيقية التى كانت من أرض صيدون (الملوك الأول 17: 7- 16)
تفسير (لوقا 4: 27) 27 وبرص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمان اليشع النبي ولم يطهر واحد منهم الا نعمان السرياني.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “أَلِيشَعَ.... نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ ”. أرسل الرب / يهوهنبيه (أليشع) كي يشفي قائداً عسكرياً أجنبياً غريبا عن اليهود وكانوا من أعدائهم فى ذلك الوقت وشفاه  بدلاً من أن يشفي العديد من المرضى وسط شعب الرب بني إسرائيل ( 2 مل 5)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
كذلك نشأ إليشع النبى فى إسرائيل ، وكان فيها عدد كبير من المصابيين بالبرص ، ومع ذلك فلم يصنع معجزة لشفاء واحد منهم ، وإنما صنع معجزة شفى بها رجلا غير إسرائيلى ، بل كان عدوا للإسرائيليين ، وهو نعمان قائد جيش بنهدد ملك الآراميين فى سوريا ، وكان فى حرب مع إسرائيل (الملوك الثانى 5: 1- 14)
تفسير (لوقا 4: 28)  28 فامتلا غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1
) “فَامْتَلأَ غَضَبًا جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هذا”. أوضح المسيح أن الرب / يهوه هو إله الناس جميعا بل أنه أتى بأمثال تبين أن الرب إهتم بالغرباء دونا عن الشعب اليهودى وسببت هذه الأمثلة  سبب غضب اليهود ذوي النزعة القومية (وتكررت ايضا  في عظة استفانوس في
أع 7). وكانت فكرة اليهود على يسوع خاطئة  (انظر الآيات 22 أ و 29 ). لم يريدوا أن يسمعوا ماسيفعله مع جميع ألأمم وأرادوا فقط تأكيداً على تقاليدھم وقوميتهم وإمتيازاتهم الخاصة بهم (لم يتغير الكثير في طبع الناس في كل العصور).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي

 فلما سمع الذين فى مجمع الناصرة ما قاله السيد المسيح إستشاطوا غضبا ، لأنه شبه نفسه بإيليا وإليشع أعظم أنبيائهم ، وأنه شبههم بأهل هذا الجيل الفاسد من الإسرائيليين الذين كانوا فى عهد هذين النبيين ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
وبعد ذلك إشتعلوا غضبا لأنه وبخ فكرهم الردئ ، وايضا لأنه قال ، اليوم قد تم هذا المكتوب فى مسامعكم أى : " روح الرب على" وأنه جعل نفسه مساويا للأنبياء ،
تفسير (لوقا 4: 29) 29 فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ.... حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلٍ ”. تربى يسوع بين اهل الناصرة وعرفهم جيدا أنهم يتحولون فى لحظة متبعيبن مشاعرهم الجياشة من النقيض إلى النقيض ولكنه تغير غريب وسريعاً كأن مسهم الشرير .. ففقد كانوا منبهرين من عظته فى مجمعهم وفى لحظات أخرجوه خارج مدينتهم ويريدون قتله فأخرجوه خارج المدينة ليطرحوه من على جبل لأسفل ويقول أهل الناصرة أن الجبل المذكور فى هذه الاية فى مدينتهم هو جبل يسمونه جبل القفزة وذلك لأنهم طلبوا يسوع إجراء المعجزات ورفض لأنه يعرفهم حق المعرفة .. وقال لهم أن المعجزة تفعل لمن يستحقها مثل الأرملة الوثنية التى أطعمها إيليا ، وعلى القائد الوثنى الذى شفاء إليشع  وقد استحقوها هاين الأثنين بالرغم من أنهم وثنيين فهل فهموا أنهم لم يرتقوا لدرجة مساوية للوثنيين ليستحقوا فعل معجزات فى بلدتهم؟ أم أنهم غضبوا لرفضة مطالبهم بفعل المعجزات ؟ سيظل موقف بلدة الناصرة هذه موقف بحث ودراسة من علماء علم نفس الجماهير لتحول الجماهير السريع فى الحشود  والذى ظهر سريعا عند أهل الناصرة وتحولوا من التعجب والخشية والدهشة بعد سماع كلماته فى المجمع إلى الغضب والقتل وهذا يذكرنا بما فعلته الجموع عندما قالت أمام بيلاطس البنطى أصلبه اصلبه 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
  ولأنه أخيرا - وكان هذا موضع حنقهم الأكبر - أثنى فى كلامه على الأرملة الوثنية التى أطعمها إيليا ، وعلى القائد الوثنى الذى شفاء إليشع ، إذ كان اليهود يعتبرون الوثنيين نجسين وملعونين من الرب ومن ثم قاموا وراحوا يدفعون السيد بالمسيح إلى خارج المدينة إلى قمة الجبل الذى كانت مدينتهم مقامة عليه ، وقد عقدوا العزم على قتله بأن يطرحوه إلى أسفل ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
وأكثر من ذلك فقد أخرجوه من مدينتهم وبذلك حكموا بالدينونة على أنفسهم وأثبتوا ما قاله المخلص ، لأنهم هم أنفسهم طردوا من المدينة التى فوق بسبب عدم قبولهم المسيح ، ولكى لا يكون توبيخه لهم على عدم تقواهم بالكلام فقط ، لذلك سمح لوقاحتهم ضده تمتد لتصل إلى أفعال ، فقد كان عنفهم غير معقول وحقدهم بلا رادع ، ولذلك إقتادوه إلى حافة الجبل ، وحاولوا أن يلقوا به فوق الصخور ، ولكنه إجتاز فى وسطهم بدون ملاحظة ، ليس لأنه يرفض أن يتألم - فهو لأجل هذا السبب قد جاء - بل لأنه كان ينتظر الوقت المناسب إذ انه كان ألان فى بداية كرازته ، ولم يكن مناسبا أن يتألم ويعانى الموت قبل أن يكرز بكلمة الحق ، فإن قبول الألام أو عدم قبولها هو أمر متوقف عليه ، لأنه هو رب الأزمنة كما أنه رب كل الشياء ، وهذا برهان يبين أنه حينما تألم قد تألم بإرادته ، وأنه حتى فى ذلك الوقت الذى تألم فيه فإنه لم يكن غير ممكن أن يتألم لو كان يسلم نفسه للألام بإرادته . .
تفسير (لوقا 4: 30)  30 اما هو فجاز في وسطهم ومضى

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “أَمَّا هو فَجَازَ فِي وَسْطِھِمْ وَمَضَى”. ھ  ظاهرة إختفاء المسيح من بين حشود من اليهود تريد قتله ظاهرة عجيبة ولماذا لم يختفى عندما قبض عليه اليهود اسفل أشجار جسثيمانى؟
 لم يفسر الإنجيلى لوقا كيف سار يسوع مجتازا فى وسط جمعا غفيرا يشتد غضبا  وكل واحد يريد قتله بإلقائه إلى أسفل
ونرى هنا الجانب الإيجابى والجانب السلبى فى تحرك الشعور عند الجماهير وعدم إستطاعتها التحكم فى مشاعرهم  وأهل الناصرة مثل لجماهير تحركهم مشاعر الغضب وتقودهم لمحاولة قتل يسوع بإلقائه من جبل عال إلى أسفل  ولم تكن هذه المحاولة الوحيدة من اليهود لقتل يسوع (يو 8: 59) " فرفعوا حجارة ليرجموه. اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا. " و (يو 10: 39- 40) "فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم، ومضى " وظاهرة إختفاء يسوع فى الهيكل تعطينا فكره عما حدث على جبل الناصرة فهذه تعتبر أول معجزة إختفاء  من وسط جمع حاشد يريد قتله ولم يستسلم لهم لأن ساعته لم تكن قد جائت بعد (يو 7: 30) 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
بيد أن شخصيته المهيبة شلت ايديهم عن أن يفعلوا ذلك فمر فى وسطهم ومضى . 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 4

4. تعجب الناس من تعاليم يسوع العامل بسلطان

ومعجزة طرد الشيطان من رجل فى المجمع(لوقا 4 : 31-37)
تفسير (لوقا 4: 31) 31 وانحدر الى كفرناحوم مدينة من الجليل.وكان يعلمهم في السبوت.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ ”.
إنحدر لكفر ناحوم بمعنى أن كفر ناحوم لأنها قريبة من بحر طبرية فإرتفاعها منخفض عن الناصرة صارت كَفْرِنَاحُوم المقر مركز كرازة السيد المسيح وسميت " مدينة يسوع"  الأرجح أنه نقل عائلته إلى كفر ناحوم .
2) " وَكَانَ يُعَلِّمهم فِي السُّبُوتِ ”. بدأ يسوع كرازته وإعلان مجيئة بالتبشير فى داخل المجامع المحلية فى كفر ناحوم والبلاد والقرى حول بحيرة طببرية وفى الجليل (وقد أتبع يسوع بولس ماطريقة كرازة يسوع فى المجامع )أع 3: 26* (رو 1: 15) ثم تبعته الجموع ولم تستطع المجامع إحتواء هذه الحشود فتبعته فى كل مكان وصار يكرزهم على التلال والسهول وفى طرقات المدن ومداخلها وفى أماكن أخرى

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* ثم إنحدر مخلصنا إلى كفر ناحوم ، وهى مدينة أخرى من مدن الجليل ، مواصلا رسالته وكرازته ، ولا سيما حينما كانوا يجتمعون فى مجامعهم للعبادة أيام السبوت
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
أولئك الذين لا يستطيع الجدل أن يجتذبهم إلى معرفة ذلك الذى هو إله ورب بالطبيعة وبالحق ، معرفة يقينية ، هؤلاء ربما يربحون بواسطة المعجزات إلى الطاعة والإذعان ولذلك كان من النافع أو الضرورى وفى أحيان كثيرة أن يكمل تعاليمه بإجراء بعض المعجزات ، لأن سكان اليهودية كانوا غير مستعدين أن يؤمنوا ، وكانوا يستخفون بكلمات الذين يدعونهم للخلاص ، وكان اهل كفر ناحوم خاصة يتصفون بهذه الصفة ، ولهذا وبخهم المخلص قائلا : " وأنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية " (لو 10 : 15) ورغم أنه يعرف أنهم عصاة وقساة القلب ، فإنهم يزورهم كما يزور الطبيب البارع أولئك الذين يعانون من مرض خطير جدا ويحاول ا، ينقذهم من مرضهم ، فهو نفسه يقول : " إنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى (لو 5: 31) لذلك فقد علم فى مجامعهم بحرية كبيرة فى الكلام ، فهذا ما سبق أن تنبأ به بصوت أشعياء قائلا : " لم أتكلم فى الخفاء ، ولا فىمكان مظلم من ألأرض " (إش 45: 19) بل أنه أمر الرسل والقديسين أن يعلنوا كلماتهم عنه بكل جرأة فى الكلام إذ قال لهم : " الذى أقوله لكم فى الظلمة قولوه فى النور ، والذى تسمعونه فى ألذن نادوا به على السطوح " (مت 10: 27) وأيضا فى السبت ، حينما يكونون فى فراغ من العمل كان يتحدث إليهم  وكانوا يتعجبون من قوة تعليمه ومن عظمة سلطانه ، فالإنجيل يقول إنه كان يتكلم بسلطان فلم يكن يداهن فى الكلام ، بل كان يستحثهم على الخلاص ، كان اليهود يظنون أن المسيح لم يكن أكثر من أحد من القديسيم وأنه قد ظهر بينهم كواحد من رتبه الأنبياء فقط ، ولذلك فلكطى يجعلهم يرتفعون بفكرهم عنه ، فإنه يتجاوز مستوى الأنبياء إذ أنه لم يقل أبدا " هكذا يقول الرب " كما كانت عادة الأنبياء طبعا ، إذ هو رب الناموس فإنه تكلم بامور تعلو على الناموس.
بل إن الرب قال بواسطة اشعياء : " وأقطع لكم عهدا أبديا مراحم داود الصادقة ، هوذا قد جعلته شارعا للشعوب ، رئيسا وموصيا للشعوب" (غش 55 : 3و 4) لأنه كان من الملائم أن موسى كعبد يصير خادما للظل الذى لا يستمر ، ولكنى أؤكد أن المسيح ، كان هو المعلن الأبدى لعبادة باقية لا تزول ، وما هو العهد ألأبدى ؟ أنه يعنى كلمات المسيح المقدسة ، الذى هو من نسل داود حسب الجسد ، وكلماته تنشئ فينا قداسة وثقة ، وكما أن مخافى الرب نقية لأنها تجعلنا أنقياء وكلمة أفنجيل هى حياة لأنها تنشئ حياة ، لأنه هو نفسه سقول : " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة" (يو 6: 63) أى أنه روحانى ومعطى للحياة ، ولكن لاحظوا حسنا دقة النبوة ، فإن اشعياء يتكلم بإسم الرب الآب  بخصوص المسيح ويقول : " هوذا قد جعلته شارعا للشعب" أى يشهد لهم ، أن هذه الأمور مقبولة ولكى لا يتصور أحد أنه واحد من الأنبياء القديسين ، بل لكى يعلم كل البشر بالحرى أنه يضئ بمجد الربوبية إذ لكونه الرب فقد ظهر لنا ، وهكذا يواصل القول ، ليس فقط أنه جعل شارعا أو شاهدا بل أيضا رئيسا وموصيا للشعب ، لأن الأنبياء المباركين وموسى أيضا قبلهم إذ كانوا فى منزلة العبيد الخدام فإنهم  كانوا يقولون لمسامعيهم : " هكذا يقول الرب" لا كمن يعطون وصايا أو أوامر ، بل كخدام الكلمات الإلهية ، أما ربنا يسوع المسيح فإنه تكلم كلمات تليق بالرب جدا ، ولذلككان اليهود أنفسهم يدهشون ويتعجبون منه ، لأن كلماته كانت بسلطان ، لأنه كان يعلمهم كواحد له سلطان ، وليس مثل كتبتهم ، لأن كلمته لم تكن عن ظل الناموس ، بل لكونه هو معطى الناموس فقد حول الحرف إلى حق ، والرموز حولها إلى معانيها الروحية ، لأنه كان رئيسا وحاكما وكان يملك سلطان الحاكم أن يأمر ويوصى .
تفسير (لوقا 4: 32) 32 فبهتوا من تعليمه لان كلامه كان بسلطان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1)  “فَبهتوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ ”. الكلمة اليونانية المترجمة “بهتوا” تعني حرفياً “تلقوا لطمة” أو “تخبّطوا”. إختلفت رسالة يسوع عن باقى الرسل وألنبياء فلم يأتى محاربا مقاتلا ليحرر أمة من إحتلال الروممان أو غيرهم بل أتى ليحر الإنسان من عبودية الخطية  (في كل من المحتوى والشكل) لأن يسوع لم يتكلم  مثل الكتبة والفريسيين وباقى طوايف معلمى الناموس كالكتبة الذين كانوا يستشهدون بأقوال وتعاليم معلّمي المدرستين 1- شَمَّاي  Shammai (المدرسة الربّانية المحافظة)،شماي (القرن الأول قبل الميلاد) وشماى حاخام فريسي من معلمي المشناه (تنائيم)، ترأس هو وهليل السنهدرين. له مدرسة في التفسير أطلق عليها «بيت شماي»، اشتهرت بتعنتها. وقد عارض شماي «مبدأ النية»، وهو المبدأ القائل بأن موقف الشرع من أفعال المرء يتوقف أيضا على نواياه. والواقع أن تشدده كان نتيجة خوفه على اليهود من الاندماج في الشعوب الأخرى، وخصوصا أنه كان يعيش في وقت كانت الحضارة الرومانية فيه آخذة في الانتشار بين شعوب الشرق الأوسط. ويقارن بيت شماي عادة ببيت هليل في الأدبيات الدينية اليهودية، وقد كتبت الغلبة لمدرسة هليل في نهاية الأمر في المدارس الدينية اليهودية إلا أن ذلك لا يمنع من إيراد العلماء رأي مدرسة شماي للمقارنة من حين لآخر 2- وهليل  Hillel I  (المدرسة الربّانية المتحررة). هليل الأول (القرن الأول قبل الميلاد)  هليل من أشهر الحاخامات اليهود في فترة معلمي المشناه (تنائيم) في بابل تعلم فيها ودرس على يد معلمين فريسيين. وهو يعد من أهم المعلقين اليهود على العهد القديم ومن أهم مفسري التراث الديني اليهودي. وقد ترأس هو وشماي السنهدرين ضمن الأزواج (زوجوت). وكان هليل (الأول) يشغل وظيفة الناسي من عام 30 ق.م حتى عام 10 ميلادية، كما كان صاحب مدرسة في التفسير كان يطلق عليها «بيت هليل» اتسمت بالمرونة. والآن، يأخذ اليهود بأحكام هذه المدرسة، بينما أصبحت المدرسة المنافسة (بيت شماي) ذات أهمية تاريخية وحسب.
لقد كان يسوع يتكلم  كمن له سلطان بحد ذاته (انظر مت 7 : 28- 29) (يو 7: 46) *

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فكانت تتملكهم الدهشة من تعاليمه ، لأنهم كانوا يعلمون أن ذلك الذى كانت تفيض من بين شفتيه أروع آيات الحكمة وأرباب العلم من رؤساء كهنتهم وكبراء معلميهم ومشاهير كتبتهم وفريسيهم ، وكتنت تتملكهم الدهشة كذلك اكثر واكثر من ذلك الإنسان الوديع والمتواضع إذ كان يعلمهم لا كما كان يفعل معلموهم تعليما تقليديا معاداً فاترا مرددين به أقوال الذين سبقوهم ترديداً آليا لا يروح فيه ولا أثر له فى النفوس ، وإنما كان يعلمهم بكلام جديد عليهم ، يلقيه فى مسامعهم بسلطان الذى لا يلقن تعاليم غيره ، وإنما الذى يعلن تعاليمه هو ، ولا يطبق تشريع غيره ، وإنما يصنع هو التشريع ويمليه على الناس كما يملى الملك تشريعه على رعيته بما له عليهم من سطوة وسلطان   
تفسير (لوقا 4: 33) 33 وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) صَرَخَ ”. تعني أنه صاح بأعلى صوته.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد حدث أن كان السيد المسيح فى مجمع كفر ناحوم ، وكان فى المجمع رجل به شيطان نجس ، قد إحتل جسده لكى يعذبه ، لأن الشياطين بها أرواح نجسه ، ففقدت طهارتها وتمردت على الرب الطاهر طهارة كاملة فسقطت فى هوه الظلام السحيقة البعيدة عن نور الرب وأصبحت مصدرا للشر ، وفقدت صلتها بالرب فلم تعد تجرؤ على الإقتراب من الرب  الذى هو مصدر الخير والقداسة ، ومن ثم ظلت تهيم على وجهها فى ذلك الظلام  يلؤها الرعب من الهلاك الذى ينتظرها يوم الدينونة ، كما يملؤها الغيظ والحقد والحنق من حالها الذى صارت إليه فى حاضرها ، ومن مآلها المحتوم فى ذلك اليوم الرهيب ، ومن ثم يدفعها غيظها وحنقها وحدها لأن تشفى غليلها من الإنسان الذى قال الرب عنه وجدت مسرتى فى بنى آدم ، الإنسان الذى دفعت به خطيئته إلى غضب الرب عليه فصار فريسة سهلة لها ، فهى مستمرة فى محاولتها لإغوائه بالشر كى يكون مصيره كمصيرها ، وهى لا تكل من التربص له ، حتى إذا وجدت فبه منفذا لها إحتلت جسده إحتلالا كاملاً ، لتعاقبه وتعذبه ، مستشعرة فى ذلك لذة شريرة ، وإنتقاما دنيئا لما تعانيه هى من عقاب وعذاب ، ولكن ذلك الشيطان النجس الذى كان يحتل جسد الرجل المسكين
تفسير (لوقا 4: 34) 34 قائلا اه ما لنا ولك يا يسوع الناصري.اتيت لتهلكنا.انا اعرفك من انت قدوس الله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "آهِ " .. الآداة آه  ea  تُستخدم فى اللغة ليونانية في الترجمة  السبعينية في سفر أيوب حيث تُترجم “للأسف”  و"دعنا وشأننا”   تُستخدم هذه الكلمة أيضا في الشعر الهلينى للتعبير عن عدم الرضا أو الاندهاش. :
2) "مَا لَنَا وَلَكَ" تستخدم هذه العبارة في السبعينية بمعنى يدل على عدم الودّ (قضاة 11: 12 ) (2صم 16: 10 & 19: 22) (1مل 17: 18) (2أخ 35: 21) 
3) " نَا”. نحويا  تعنى الجمع  دخول شيطان فى إنسان يعنى أن هذا الإنسان فعل شرا وإستمرار الإنسان فى شره وعدم مقاومته لهذا الشيطان يعنى دخول شياطين آخرين فى هذا الإنسان  وفى الإنجيل أخرج يسوع شياطين كثيرة من شخص واحد بلغت ألوف "لجئون" (لو 8: 2، 27، 30)
4) " أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ لله ”. اعتراف روح الشيطان النجس بيسوع وشهادته لم يكن القصد بها مساعدة يسوع فى كرازته / تبشيره لأنه معروف عن الشيطان أنه ضد يسوع وأيضا المقاوم له ومنذ تجربة الشيطان ليسوع على جناح الهيكل وهو يريد معرفة هل يسوع هو إبن الله "قدوس الله" أم لا  وقد قصد الشيطان بعبارة  " أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ لله ”. هو  إصابة هدفين بحجر واحد أولا : معرفة ما إذا كان يسوع الذى يستخدم هذه القوة التى أخرجتهم هو فعلا قدوس الله أم لا (لو 4: 41) ثانيا : ومن جهة أخرى يريد أن يوهم الفريسيين بأنه سمع  أمر يسوع وخرج من الإنسان لأن الشيطان أى أن يسوع  تابع لمملكته  ولهذا قال الفريسيين عن يسوع أنه رئيس الشياطين يخرج الشياطين (لو 11: 15) (مت 9: 34 & 12: 24) (مر 3: 22)
5) " قُدُّوسُ لله ”. هذه العبارة لقب من ألقاب المسيح "لقب مسيانى" وهو لقب عميق يبرهن عن لاهوت المسيح وورد  عدة مرات فى العهد الجديد (لو 1: 35) (أع 3: 14)  هذا اللقب خاطب به أيضا الروح النجس يسوع فى (مر 1: 24) (لو 4: 34)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وما إن أبصر السيد المسيح فى المجمع حتى صرخ بصوت عظيم فى ذعر وإرتعاب قائلا :" ما لنا ولك يا يسوع الناصري.اتيت لتهلكنا.انا اعرفك من انت قدوس الله" هكذا فعلى الرغم من أن الناس لم يدركوا حقيقة شخصية السيد المسيح ولم يؤمنوا به ، أدرك هذا الشيطان هذه الحقيقة ، لأنه روح على أى حال ، وإن يكن روحا شريرا ، والروح تدرك ما لا يدركه الناس ، ومن ثم صاح معلنا أنه يعرفه ويعرف انه قدوس الرب ، وكان هذا هو سبب فزعه ورعبه ، لأنه خشى لأنه خشى أن يكون المسيح جاء ليهلك الشياطبن قبل الموعد المحدد لهلاكهم ومن ثم قال له : " ما لنا ولك" أى دعنا وشأننا ، ومع أنه فى موقف التوسل والضراعة لم تشأ طبيعته الشيطانية إلا أن يخاطب ذلك الذى يعلم أنه قادر على إهلاكه بأنه هو قدوس الرب لقبه مع ذلك بيسوع الناصرى ، لأن اليهود كانوا يختقرون أهل الناصرة زاعمين أنهم يجهلون الشريعة ويخالطون الوثنيين ومن ثم كانوا يقولون : " أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح" (يوحنا1: 46) وبذلك اراد الشيطان أن يشكك الحاضرين فى المجمع فى أن هذا هو المسيح إبن الإله فى حين أنه هو نفسه إعترف بهذا   
تفسير (لوقا 4: 35) 35 فانتهره يسوع قائلا اخرس واخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “اخْرَسْ ”. نحويا أمر مفرد ماضي بسيط مبني للمجهول يعني “ابكُم”. لاحظ التحول من ضمير المتكلم الجمع في الآية 34 إلى ضمير المخاطب المفرد هنا . ربما كان روح نجس واحد هو الذى يتكلم بالنيابة عنهم جميعا
2) " اخْرُجْ ”.نحويا أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. طرد الأرواح كان شائعاً في أيام يسوع، ولكن طرق يسوع في ذلك كانت مختلفة جذرياً. طرده للأرواح كان علامة على إنتهاء سيطرة الشيطان على بنى البشر الجديد. كان معلمى الناموس  يستخدمون تعاويذ سحرية، وأما يسوع فقد استخدم سلطانه الذاتي.
وقد لوحظ أن طرد الأرواح الشريرة لا يوجد ضمن قائمة المواهب الروحية وأن الموضوع لا يوجد أيضا فى رسائل الرسل. وهناك إشارات عن هذا الموضوع فقط فى (أى 1- 2) (دا 10) (أف 2: 2 & 4: 14 & 6: 10- 18)
كما أنه من الواضح أن هناك علامات مميزة تؤكد مغادرة الروح النجس لجسم الإنسان (مر 1: 26 & 9: 26) (لو 9: 39)
لقوة والسلطة الأولى القوية التى أمر بها يسوع الشيطان بالخروج من الإنسان فخرج هى دليل من الأدلة الكثيرة التى تؤكد على أن يسوع هو المسيح كلمة الله ( مسيانية يسوع) وشعرت شياطين بهذه القوة فعرفت أنه " قدوس الله" بل أن يسوع كان يتحكم فيهم ويرسلهم إلى حيث شاء وإذا طلبوا منه شيئا  وكان له الحرية المطلقة فى إجابة طلبهم أو رفضه كما فى قصة دخول الشيطان فى قطيع من الخنازير

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وفى نفس اللحظة التى أثبت فيها الشيطان أنه إبن الإله وهو قدوس الرب إذ بالسيد المسيح ينتهر الشيطان إنتهار السيد للعبد قائلاً : " إخرس  واخرج منه"  فلم يسع ذلك النجس الوقح إلا أن يمتثل على الفور للأمر الصادر إليه ، وإن كان فعل ذلك فى غيظ وحنق إذ صرع الرجل الذى كان يحتل جسده ، ملقيا به على الأرض بعنف وسط الحاضرين وخرج منه ، ولكنه علىالرغم من أنه كان يريد أن يمزقه تمزيقاً ، لم يستطع أن يلحق به الأذى بفضل قدرة السيد المسيح وسلطانه
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
بقوة إلهية إنتهر الأرواح النجسة ، فجعل المعجزة تحدث بعد كلماته مباشرة وذلك حتى لا تسقط فى عدم الإيمان ، لقد رأينا الشيطان المجرم ينهزم وينغلب منه فى البرية ، وينكسر بثلاث سقطات ، لقد رأينا قوته تهتز ثانية ، والقوة التى كانت ضدنا تسقط ، لقد رأينا أنفسنا ننتهر الأرواح الشريرة فى المسيح كباكورة لنا  ، ويمكنك أن تتعلم أن هذا ايضا يشير إلى تشريف الطبيعة البشرية وذلك من كلمات المخلص نفسها ، فإن اليهود إفتروا على مجده وقالوا : " هذا أفنسان لا يخرج الشياطين إلا بعلزبول رئيس الشياطين" (مت 12: 2) ولكنه هو إذ تحدث كثيرا أولا فى رده عليهم فإنه أنهى حديثه بقوله : " ولكن إن كنت انا بروح لارب أخرج الشياطين ، فقد اقبل عليكم ملكون الله" لأنه إن كان يقول " أنا " وهوالذى صار إنسانا مثلك ، وهو بنتهر الرواح النجسة بقوة إلهية وجلال عظيم ، فإن طبيعتك هى التى تكلل بهذا المجد العظيم ، وكأنه يقول لك : لأنك أنت ترى من خلالى وفى ، وقد حصلت على ملكوت الرب .
لذلك فالشياطين الأشرار قد طردوا وصاروا يشعرون بقوته التى لا تغلب ، ولأنهم لم يستطيعوا أن يحتملوا الصراع مع الرب ، لذلك صرخوا بعبارات متعجرفة وخبيثة ، دعنا وحدنا ، مالنا ولك ، وهم يقصدون بذلك لماذا لا تدعنا نحتفظ مكاننا وأنت تقوم بتحطيم ضلال عدم التقوى ؟ ولكنهم بعد ذلك لبسوا مظهرا كاذبا من كلمات صحيحة ، إذ دعوه "قدوس الله " لأنهم وظنوا أنه بهذا النوع الخادع من الكلام يستطيعون أن يستثيروا الرغبة فى المجد الباطل ، وبذلك يمنعون إنتهاره لهم ، ولكن رغم أن الروح خبيث فإنه سيترك فريسته ، لأن الرب لا يسخر به ، وهكذا فإن الرب يوقف كلماتهم النجسة ، ويأمرهم أن يخرجوا من أولئك الذين كانوا يتسلطون عليهم ، والواقفون إذ قد صاروا شهودا لهذه الأعمال العظيمة دهشوا لقوة كلمته ، لأنه صنع معجزاته دون أن يقدم صلاة ولم يسأل من أى أحد آخر قوة لتتميم هذه المعجزات ، ولكن إذ هو نفسه كلمة الرب الاب ، الكلمة الحى الفعال الذى به توجد كل الشياء والذى فيه توجد كل الأشياء ، فإنه بشخصه سحق الشيطان وأغلق الفم الدنس للشياطين النجسين
تفسير (لوقا 4: 36) 36 فوقعت دهشة على الجميع وكانوا يخاطبون بعضهم بعضا قائلين ما هذه الكلمة.لانه بسلطان وقوة يامر الارواح النجسة فتخرج

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “دهشة ”.  كلمة يونانية مختلفة عن كلمة "بهتوا" التي في (لو 4: 32) ، ولكنھا مرادفة لها وقد إسنخدمها لوقا فى (لو 4: 36 & 5: 9) (أع 3: 10)
2) "سُلْطَانٍ ”.  لا يستطيع فرد أن يقوم بثورة بدون تأييد أو سلطان أو فكر أو قوة  وتختلف ثورة يسوع عن الثورات التى فعلها بنى البشر جميعا فى تاريخهم فى أنها  لا تعتمد على قوة فرد وتنتهى بموته وموت فكره بالزمن ولكن إعتمدت على سلطان يسوع هو  سلطان إلهى فالثورات التى يقودها بشر تعتمد على شهوة جسد وشهوة السلطة وتعظم معيشة وإذا تعدت ذلك وأعلنت عن شعارات تظهر كإنها شعارات جوفاء أو آمال لا يستطيع أحد تحقيقها على أرض الواقع مثل "العدل" "المساواة" وغيرها لأنها صفات كاملة والإنسان قاصر يفتقد للكمال  فلا يستطيع إكمالها والثورات عموما هى عبارة عن فوران لحظى ينتهى بموت القائم بها أو بمرور الزمن  ولكن ثورة يسوع  نشأت بسلطان إلهى هدفه إنقاذ الجنس البشرى من الظلم بمساعدة الخطاة والمساكين والفقراء والمرضى والذين سباهم الشيطان وهذا السلطان أعطى لكى يرتقى الإنسان فوق مطالب دنيوية لحظية أرضية ويمتد إلى ما هو فوق إلى مرحلة ما بعد الموت فى حياة مستمرة ليس بينهما فاصل والموت بالنسبة لثورة المسيح  ما هو إلا باب للعبور من مكان إلى آخر من ألأرض إلى السماء من الفناء إلى حياة خالدة فى ملكوت سمائى حياة مالم تنظرها عين وما لم تسمع بها أذن بشر وما لم يخطر على بال إنسان هذا ما أعده يسوع لأتباعه الذين ثاروا معه ضد قوة الظلمة والشر ونادوا بأعلى صوتهم توقفوا .. لا تقتلوا .. لا تسرقوا .. لا تنهبوا .. لا تغتصبوا النساء .. بإسم الله  .

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فإرتعب كل الذين فى المجمع وراحوا يخاطبون بعضهم بعضا قائلين فى دهشة : " ما هذا؟ إنه بسلطان وقوة يأمر الأررواح النجسة فتخرج "
تفسير (لوقا 4: 37) 37 وخرج صيت عنه الى كل موضع في الكورة المحيطة

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “خَرَجَ صِيتٌ ”. المقابل لكلمة صيت اليونانية هى كلمة “صدى”. الرسالة أو خبر قوة وسلطان يسوع  على الأرواح النجسة ، كما أجرى معجزات شفاء جسدية مختلفة  ، إخراج الأرواح والمعجزت إنتشرت أخباره مثل إنتشار النار فى الهشيم فأثار فضول الناس أدى إلى تجمع حشود غفيرة (حول يسوع).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم ذاغت شهرة فادينا فى كل أنحاء تلك المنطقة ، فكان ذلك سبيلا لأن يؤمن الناس بأنه المسيح الذى ينتظرونه ، أو القليل لأن يتسائلون فيما بينهم عما إذا كان هذا هو المسيح؟ 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 4

5. شفاء حماة بطرس وكثيرين آخرين (لوقا 4 : 38-41)
تفسير (لوقا 4: 38) 38 ولما قام من المجمع دخل بيت سمعان.وكانت حماة سمعان قد اخذتها حمى شديدة.فسالوه من اجلها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “حَمَاةُ سِمْعَانَ ”. كان بطرس متزوجاً (مت 8  : 14) (مر 1: 29 - 34) (1كور 5: 7) إختار يسوع تلاميذة من شتى فئات المجتمع اليهودى كما إختار المتزوج مثل بطرس وإختار المتبل مثل تلميذه يوحنا الحبيب وكان أول أساقفة مصر حنانيا متزوجا ولكن فى إحدى المجامع المسكونية قرروا أن يكون الأسقف متبتلا حتى يكون متفرعا تفرغا تاما للخدمة لأن إهتمامه بأسرته قد يعيقه عن الخدمة والرعاية ولكن يمكن القول أن التبتّل هو دعوة إلهية ، وليس نمطاً إجبارياً مفروضاً على رجال الدّين. وقد إتبعت الكنيسة القبطية إختيار أساقفتها من المتبتلين ولكن إقتصرت على الرهبان منهم فقط مع أن قانون المجمع المسكونى لم يحدد من هم المتبتلين؟ هل هم من الذين يعيشون فى العالم أم من المتبتلين الرهبان؟ وتاريخيا  إختارت الكنيسة القبطية العديد من الأساقفة من المتبتلين الذين يعيشون فى العالم لأنهم أجدر بالرعاية من المتبتلين الرهبان الذين إنعزلوا عن العالم وإنقطعت أخباره عنهم سنين طويلة فلا يعرفون شيئا عنه  إلا أنه بعد مضى عدة قرون من نشأتها إقتصرت على إختيارها للأساقفة من المتبتلين الرهبان وفى الكنيسة القبطية يعتبر الزواج سرا مقدسا من أسرارها السبعة  الزواج هو النموذج الذى أعده الرب /  يهوه فى الكتاب المقدس بعهدية  (تك 1: 28 & 2: 18 & 9: 1، 7)
2) " أخذتها" .. نحويا فعل ماض متصل مبني للمجهول فيه كناية ، يعتقد أنها نوع من الحمى التى كانت تنتابها سابقا وتتكرر معها
3) "حُمَّى شَدِيدَة ”.كلمة طبية استخدمها غالينوس فى وصفه “أصناف الحمّى”.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* وقد اثبت مخلصنا فى المعجزة السابقة سلطانه على الشيطان ، ثم لم يلبس فى نفس اليوم أن اثبت بمعجزاته سلطانه على الإنسان جسدا وروحا ، فقد قام وخرج من المجمع يومئذ ثم دخل بيت تلميذه سمعان بطرس ، وكانت حماة سمعان قد اصيبت بحمى شديدة ، فتوسل أهل البيت إليه من أجلها كى يشفيها ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
لاحظوا كيف أن ذلك الذى إحتمل الفقر الإرادى من أجلنا لكى نستغنى نحن بفقره ، دخل إلى بيت احد تلاميذه وهو إنسان فقير وليس من المعروفين ، وذلك لكى نتعلم أن نسعى لمصاحبة المتضعين ، ولا نتفاخر أو نرتفع على أولئك الذين فى حاجة أو ضنك .
يصل يسوع إلى بيت سمعان ويجد حماته مريضة بالحمى ، ويقف وينتهر الحمى ، فتركتها الحمى ،
تفسير (لوقا 4: 39) 39 فوقف فوقها وانتهر الحمى فتركتها وفي الحال قامت وصارت تخدمهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) انْتَهر الْحُمَّى”. كلمة إنتهر تكررت فى إنجيل لوقا فى العديد من المواقف التى إستعمل يسوع هذه الكلمة  فيه :
أ. لأرواح النجسة (لو 4: 34 ، 41 & 9: 42) ب. الحمى  (لو 4: 39) ج. الريح والأمواج (لو 8: 24)  د. التلاميذ  (لو 9: 21 ، 55)
أنتهر يسوع بالسلطان الإلهى الأرواح النجسة والمرض (الحمى وغيرها  واالطبيعة (الريح والأمواج ) والإنسان (التلاميذ) ونحن لا نتكلم عن كل المعجزات الأخرى ولكننا نتكلم عن ألأنواع ألحداث التى إستعمل فيها يسوع كلمة إنتهر فقد كان كل هدفه فى إستعمال فعل الأمر إنتهر هو تخليص الإنسان من الأرواح النجسة ومن الأمراض ومن الطبيعة التى كان من الممكن أن يهلك بسببها ومن تفكيرهم المغلوط وظنونهم وأطماعهم

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فإستجاب لتوسلهم على الفور وإقترب منها وزجر الحمى ففارقتها وقامت على الفور تخدمهم ، لأنه كما أن الشيطان شرير يؤذى الإنسان ، فإن المرض شر يؤذى الإنسان كذلك ، فكما زجر مخلصنا الشيطان ليفارق الرجل فى المجمع ففارقة فى الحال زجر الحمى لتفارق هذه السيدة فى بيت بطرس ، ففارقتها فى الحال ايضا بمجرد كلمة منه ، وبسلطانه هو نفسه ، وقد إستردت السيدة صحتها وقوتها كاملة على الفور ، حتى قد إستطاعت أن تقوم وتخدمهم كأنها لم تكن مريضة قط ، مما يدل على سلطان السيد المسيح الإلهى على الأمراض ، إذ ينتهر الحمى ويزجرها كما لو كانت كائنا مشخصا يأتمر بالأمر ويطيعه ، وفعلا أطاعت الحمى الأمر الصادر إليها من رب الحياة فولد مدبرة .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
 وما ورد فى رواية متى وفى رواية مرقس عن ترك الحمى لها ، ليس فيه غشارة لأى شئ بإعتباره السبب الفعال للحمى ، ولكن فى عبارة لوقا : "  فوقف فوقها وانتهر الحمى " لا ـعرف هل نحن مضطرين ان نقول إن ذلك الذى إنتهره الرب كان شيئا حيا لم يستطع أن يقاوم تأثير ذلك الذى إنتهره ، لأنه من غير المعقول إنتهار شئ لا حياة فيه ولا يعى الإنتهار ، وهذا ليس بالأمر الغريب لأنه توجد بعض قوات تصيب الجسد البشرى بألأذى ، ولا ينبغى أن نفكر عن نفوس أولئك الذين يعانون من أذى هذه القوات إنها نفوس شريرة  ، وحينما اخذ الشيطان إذنا ان يجرب أيوب بأمراض جسدية وضربه بالقروح مؤلمة فإن أيوب لم يكن بذلك شريرا ، بل أنه واجه التجربة برجولة وإحتمل الضربة بنبل ، ولكن الرب على كل حال وفى أى وقت نجرب فيه بآلام جسدية يمنحنا هذه النعمة بقوله : " ولكن لا تمس نفسه " (أى 2: 6) فالرب إذا بإنتهاره يشفى أولئك الذين تمتلكهم أرواح شريرة .
وقد وضع يديه أيضا على كل واحد من المرضى فشفاهم من أمراضهم موضحا بذلك أن جسد بشريتنا المقدس الذى جعله جسدا له وملأه بقوة إلهية ، كان يمتلك الحضور الفعال لقدرة الكلمة ، قاصدا بذلك أن يعلمنا أنه رغم أن كلمة الرب الوحيد قد صار مثلنا إلا انه بالرغم من ذلك لا يزال إلها ويستطيع بسهولة بواسطة جسده الخاص أن يتمم كل الأشياء ، لأنه إستخدم هذا الجسد كأداه لعمل المعجزات
، ولا يوجد أى سبب للتعجب من هذا بل على العكس فيمكنكم أن تلاحظوا كيف أن النار عندما توضع فى إناء من نحاس فإنها تنقل إلى الإناء قوة إنتاج تأثيرات الحرارة ، وهكذا أيضا فإن كلمة الرب الكلى القدرة ، إذ وحد الهيكل الحى العاقل المأخوذ من العذراء القديسة مع نفسه إتحادا حقيقيا فإنه ملأه بالقوة التى تظهر قدرته الإلهية بصورة فعالة ، لذلك فلكى يخجل اليهود فيقول : " إن كنت لست أعمل أعمال أبى فلا تؤمنوا بى ، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بى فآمنوا فآمنوا بالأعمال" (يو 10: 38) وبشهادة الحق نفسه هذه يمكننا أن نرى أن افبن الوحيد لم يعط مجده لإنسان [ يشير القديس كيرلس بهذه الكلمات إلى تعليم نسطوريوس الذى كان يعلم بأن المولود من العذراء إنسان حل فيه كلمة الرب وكان يعمل فيه كشخص آخر غير الكلمة ] منفصل عنه وغيره هو نفسه ويعتبر مولود المرأة بل بالحرى إذ هو الإبن الوحيد مع الجسد المقدس المتحد به ، ف‘نه قد صنع المعجزات وهو يعبد ايضا من خليقة الرب .
لقد دخل الرب إلى بيت بطرس وهناك كانت إمراة ممددة على فراش مرهقة من حمى شديدة ، وبدلا من أن يقول كإله : " إتركى المرض وقومى " فغنه يسلك طريقا آخر ، فإنه لكى يبين أن جسده يملك قوة الشفاء لكونه جسد الرب " لمس يدها " (لو 8: 15) ولذلك تركتها الحمى .
لذلك هيا بنا نحن أيضا لنقبل يسوع ، لأنه حينما يدخل غلينا ونقبله فى عقلنا وقلبنا ، فإنه عندئذ يطفئ حمى اللذات غير الللائقة ، ويقيمنا ويجعلنا اقوياء ، حتى فى المور الروحية ، وبذلك نخدمه بأن نعمل الأمور التى ترضيه .
ولكن أرجوا أن تلاحظوا ايضا ما أعظم فاعليه لمسه جسده المقدس ، لإإنها تطرد ألمراض من كل نوع وتطرد جكعا من الشياطين وتطرح قوة إبليس عنا  ، وتشفى جمعا كبيرا من الناس فى لحظة من الزمان ، ورغم أنه يستطيع أن يعمل المعجزات بكلمة وبمجرد ميل إرادته ، إلا أنه لكى يعلمنا شيئا نافعا لنا فهو يضع يديه على المرضى أيضا ، لأنه كان لا زما ، بل ولازما جدا لنا أن نتعلم أن الجسد المقدس الذى جعله جسده الخاص كان مزودا بفاعلية قوة الكلمة بأن زرع فيه قوة إلهية ، لذلك فلندعه يمسك بنا ، أو بالحرى فلنمسك نحن به بواسطة الإفخارستيا السرية لكى يحررنا من امراض النفس ومن هجمات الشياطين وعنفهم .
تفسير (لوقا 4: 40) 40 وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بامراض مختلفة قدموهم اليه فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ”. أى أن الوقت كان نهاية بوم السبت. كان اليوم عند اليهود يبدأ  من  حمرة الشفق عند الغروب مساءً إلى شفق غروب مساء اليوم التالي ( تك 1 : 5) وكان اليهود كثيرا ما يلومون يسوع فى شفائة المرضى يوم السبت ويعتبرون أنه كسر هذا اليوم ومع ذلك كانوا هم أنفسهم يقدمون مرضاهم إليه يوم السبت ليشفيهم
2) " قَدَّمُوهم إِلَيْهِ ”. إنتشرت أخبار يسوع ومعجزاته بين اليهود وتناقلت من فم لفم فقد رأوا قوة يسوع وعظاته فى المجمع (لو 5: 31- 32) وسمعوا حديث الرأفة والنبوءة من شفتيه. وبعد أن كان يسوع يفهل معجزة واحده ظهرت قوة أعمالة فى كثير من المرضى ولنتخيل قرية أو مدينة بهتا حوالى 5 ألاف نسمة كم يكون بها من المرضى ؟ فقدموا جميع مرضاهم إليه وهنا تظهر أعمال يسوع القوية وسلطته التى بلا حدود التى برهنت أنه هو الرب / يهوه
3) " وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ منهم ”.  وضع اليد إشتهر فى العهد القديم ولوحظ أنه يتم هنا فى شفاء المرضى وإحلول الروح القدس لمزيد من العلومات عن وضع اليد  
4) " شفاهم ”. لم يأتى محتاج واحد ليسوع وطرده فارعا وهذا ينطبق على من أتوا إليه من المرضى فوضع عليهم يده وشفاهم (لو 4: 40) والذين عليهم روح نجس أنتهر الروح وأمره بالخروج (لو 4: 41) هذه الأعمال ألإعجازية  تكشف عن قلب كلمة الرب الكريم الشفوق المحب
اللطيف نحو البشر وحنو وقوة وسلطان المسيّا .

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وسرعان ما ذاع أمر هذه المعجزات بين الناس فى تلك النواحى ، بيد أنه إذ كان اليوم الذى صنعها فيه يوم سبت ، وكان معلمى اليهود يمنعوهم فى ذلك اليوم حتى أن يعالجوا مرضاهم ولو كانوا على شفا الموت ، إنتظروا حتى إنقضى اليوم ، فما غربت الشمس حتى كان جميع الذين لديهم مرضى بعلل مختلفة قد جائوا بهم إليه ، فكان يضع يديه على كل منهم فيشفون من أمراضهم على الفور ، مهما كان نوع تلك الأمراض ، ومهما كانت درجه خطورتها أو طول أمدها أو إسنعصاؤها على الشفاء ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته - العظة الثانى عشر (ب)
لم يسمح الرب للشياطين النجسين أن يعترفوا به ، لأنه لم يكن مناسبا أن يتجنوا على مجد الوظيفة الرسولية ، ولم يسمح للسان النجس أن يتكلم عن سر المسيح ، ولأنهم لا يتكلمون أى كلام صادق ، فلا ينبغى لأحد أن يضع ثقته فيهم لأن النور لا يعرف بمساعدة الظلمة كما يعلمنا تلميذ المسيح حينما يقول : " لأنه أية شركة للنور مع الظلمة ، أو أى إتفاق للمسيح مع بليعال " (2 كو 6: 10)  
تفسير (لوقا 4: 41) 41 وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول انت المسيح ابن الله.فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لانهم عرفوه انه المسيح

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “كَثِيرِينَ ”.يستخدم العهد الجديد  كلمتي “جميع” و"كثيرين” بشكل متبادل أي أن أياً منهما يمكن أن يحل محل الآخر (أش 53: 6) .. " كل" إزاء (أش 53: 11، 12) " كثيين " أو الموازاة بين (رو 5: 18) " كل" (رو 5: 19) كثيرين
2)  "ابْنُ لله ”.
3) " لَمْ يَدَعْھُمْ يَتَكَلَّمُونَ ”.هناك أسباب لتكرار الشياطيم هذه الكلمات "أنت المسيح غبن الله" منها أنهم يريدون أن يتأكدوا منه لأن القوة والسلطان اللذان يستعملهما يسوع هى قوة الرب / يهوه ذاته وسبب آخر أن اليهود كان لديهم رأى مغلوط عن المسيا المنتظر فقد كان كانوا يظنون أنه سيأتى ليخلصهم من الإحتلال الرومانى أى أتى ليكون لهم أمة أرضية (نزعة قومية) أما يسوع فقد أتى لتكون لهم حياة افضل والسبب الثالث هو أن الشياطين تشهد ليسوع لتعطى لقادة اليهود الذريعة ليقولوا أن قوته كانت من الشيطان  وأن سلطانة ليس من الرب / يهوه
4)  " عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ ”. الأرواح النجسة لديھم المعرفة اللاعوتية (يع 2: 19)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وكان كثيرون من أولئك المرضى قد إحتلت الشياطين أجسادهم فأصابتهم بالحنون أو العمى أو الصمم أو غير ذلك من العلل الشنيعة القاسية ، فكان مخلصنا يأمر الشياطين بأن تخرج منهم فتخرج على الفور وهى تصرخ فى فزع قائلة : " أنت هو المسيح إبن الإله" ولكنه كان ينتهرها ولا يسمح لها بان تجاهر بهذه الحقيقة التى أدركتها تلك الأرواح الشريرة وإن لم يدركها الناس بعد ، لئلا يبدو أن الشياطين إذ تشهد بحقيقة شخصيته إنما هى متحالفه معه ، فى حين انه ما جاء إلا ليعلن الحرب عليها ويهزمها ، كما أنه لم يكن يريد أن يعلن هذه الحقيقة على فم الشيطان لئلا يتعطل الفداء ، وإنما كان يريد أن تكشفها بالتدريج أعماله وأقواله ذاتها ، لأن تلك الأعمال وتلك الأقوال كانت هى البرهان الأعظم على أنه هو المسيح إبن الإله

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 4

6. كرازته في مجامع الجليل (لوقا 4 : 42-44)
تفسير (لوقا 4: 42) 42 ولما صار النهار خرج وذهب الى موضع خلاء وكان الجموع يفتشون عليه فجاءوا اليه وامسكوه لئلا يذهب عنهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
تظهر هذه الاية حياة يسوع
أ. إنسانية يسوع وحاجته لأن يختلي بنفسه وينعزل ويصلى فى الخلاء وهذا ما يسمية الأقباط " فترة خلوة" حيث يذهب الخدام من الشباب العاملين فى خدمة مدارس الأحد والخدمات الإجتماعية لقضاء بعض الأيام فى الأديرة بالصحراء تبعا لعادة يسوع فى الذهاب لموضع خلاء والبرارى .
ب. لا يمكن القول أن سعي الحشود وراء يسوع، كان بسبب أعماله في شفاء الأجساد وطرد لأرواح . بل دائما تختلف رأى الجماهير بالنسبة لسخص ما ويمكننا القول بأن يسوع جذب الناس بطرق مختلفة لتسمع تعاليمه
1) “مَلَكُوتِ لله ”.ملكوت لله مهو محور  تعليم يسوع. إنه يعني حكم لله في قلوب البشر الآن والذي سيكتمل يوماً ما ليشمل كل الأرض. الملكوت في الماضي (لو 13: 28) وفى الحاضر (لو 17: 21) وفى المستقبل (مت 6: 10- 11)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ويبدوا أن فادينا مضى فى صنع معجزات الشفاء الليل كله ، حتى إذا كان الصباح خرج من المدينة ومضى إلى موضع قفر ليختلى بعض الوقت ، فراح الناس يبحثون عنه ، حتى إذا وجدوه حيث كان فى القفر تشبثوا به كى لا يذهب عنهم ، لأنهم بهرتهم معجزات الشفاء التى صنعها ، ولأنهم كانوا يطمعون فى مزيد من تلك المعجزات ،   
تفسير (لوقا 4: 43)  43 فقال لهم انه يبنغي لي ان ابشر المدن الاخر ايضا بملكوت الله لاني لهذا قد ارسلت.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لهذا قَدْ أُرْسِلْتُ ”. أول إشارة فى الإنجيل عن معرفة يسوع عن رسالته كان في سن الثانية عشر (لو 2: 49) وفى (مر 10 : 45) إدراك يسوع الذاتي . يسوع ھو وكيل وممثل الآب وهو الوسيط بين الإنسان والرب / يهوه والمرسل من قبله (يو 17: 3) والفعل هذا هو
 apostello (لو 4: 18) وصار هذا الفعل يستخدم مع التلاميذ (يو 17: 18 & 20: 21) هذه الكلمة  تأخذ معنى خاص فى إنجيل يوحنا ةفى باقى الأناجيل هى كلمة يونانية  واحدة من عدة كلمات تستخدم بمعنى الإرسال      *

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إذ كانت رسالة السيد المسيح تقتضى أن يذهب إلى كل مكان لينشر نورها فى اوسع نطاق ، قال لهم : " إنه لا بد أن ابشر فى المدن الأخرى أيضا بملكوت الإله ، لأنى لهذا أرسلت
 
تفسير (لوقا 4: 44) 44 فكان يكرز في مجامع الجليل

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 “الْجَلِيلِ ”.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 ومن ثم راح يجول مبشرا فى مجامع منطقة الجليل كلها  



 

 

 

This site was last updated 12/14/20