**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  375 -

***********

الشهيد الضاحــك

ووثب جماعة من المسلمين بمصر على رجل يعقوبى (الملكيين الروم يلقبون الأقباط باليعاقبة وهذا خطأ)  يعرف بابن ابى زكريا ابن ابى غالب ممن كان تظاهر بدين الإسلام فى أيام الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى -- ( 997- 1020م )  وأذن له بالعودة إلى النصرانية وصاحوا عليه فى الأسواق وضربوه وإحتجوا عليه أنه كان فى أيام إسلامه ملازما للجامع متقدما فى الصلوات ، ونسخ بخطه ودرسه وكتب الحديث والفقه وأن غيره من النصارى الذين عادوا ما عملوا كعمله وإلتمسوا منه أن يعيد إليهم ما كتبه وإقتناه من علومهم فأمر الظاهر بحبسه فى [الشرطة السفلى] ولبث فى الإعتقال مدة عشرة أيام وفى كل يوم منها يجادل فى العودة لدين افسلام ويهدد ويفزع ولا هو يذعن ولا يجيب ولما يأسوا من رجوعه طولع الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله الفاطمى -- ( 1020- 1094م )  بأمره فأمر بقتله لكثرة الكلام عليه وسيق إلى الموضع المعروف بالتبانين ليقتل هناك وهو فرح مسرور ضاحك إلى أن قتل

وعاد من بلاد الروم جماعة من النصارى الذين اسلموا وتظاهروا بالنصرانية ولم يتعرض لهم أحد وأخذ منهم وممن عاد من النصارى بمصر أيضا الجزية منذ السنة التى إنتهى إستخراجها منهم إلى السنة التى عاد فيها كل واحد منهم

****************

المراجع

(1) وقد ذكر المقريزى هذه الحادثة فقال فى حوادث سنة ( 415هـ/1024م) " أهل المحرم يوم السبت وفى تاسعه أخذ رجل يقال له : أبو زكريا كان نصرانيا فأسلم وكتب الحديث وقرأ القرآن ، وحج ، ثم إرتد إلى النصرانية وقال : " ما عمل فى سحر نبيكم ، فضرب عنقه بعد ما ثبت عليه هذا (إتعاظ الحنفا 2/ 136)