Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ثروة الفاطميين وعاداتهم

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
البابا مينا الـ 61
من هم الفاطميين؟
موكب وإحتفالات المعز
البابا فيلاتاوس ال 63
الخليفة المعز لدين الله
الأنبا آبرآم الـ 62
مسلمين يعتنقوا المسيحية
البابا زخارياس الـ 64
الباباشنودة2الـ 65
السيوطى وخلفاء الفاطميين
البابا أخرسطوذولوس الـ 66
إستشهاد صبى
إضطهاد الأقباط
الإحتفالات المسيحية الشعبية
إعترافات الآباء
ثروة الفاطميين وعاداتهم
الخليفة الظاهر
الجامع الأزهر شيعى
جامع راشدة أصلاً كنيسة
مشروع شارع المعز
الخليفة المستنصر بالله

Hit Counter

 

***************************************************************************************

قال المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 75 من 167 )  : " هيئة جلوس الخليفة بمجلس الملك‏:‏ قال الفقيه أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق في كتاب سيرة المعز‏:‏ وكان وصول المعز لدين الله إلى قصره بمصر في يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وثلثمائة ولما وصل إلى قصره خر ساجدًا ثم صلى ركعتين وصلى بصلاته كل من دخل معه واستقر في قصره بأولاده وحشمه وخواص عبيده والقصر يومئذ يشتمل على ما فيه من عين وورق وجوهر وحلى وفرش وأوان وثياب وسلاح وأسفاط وأعدال وسروج ولجم وبيت المال بحاله بما فيه وفيه جميع ما يكون للملوك وللنصف من رمضان جلس المعز في قصره على السرير الذهب الذي عمله عبده القائد جوهر في الإيوان الجديد وأذن بدخول الأشراف أولاص ثم أذن بعدهم للأولياء ولسائر وجوه الناس وكان القائد جوهر قائمًا بين يديه يقدم الناس قومًا بعد قوم ثم مضى القائد جوهر وأقبل بهديته التي عباها ظاهرة يراها الناس وهي‏:‏ من الخيل مائة وخمسون فرسًا مسرجة ملجمة منها مذهب ومنها مرصع ومنها معنبر وإحدى وثلاثون قبة على نوق بخاتي بالديباج والمناطق والفرش منها تسعة بديباج مثقل وتسع نوق مجنوبة مزينة بمثقل وثلاثة وثلاثون بغلًا منها سبعة مسرجة ملجمة ومائة وثالثون بغلًا للنقل وتسعون نجيبًا وأربعة صناديق مشبكة يرى ما فيها وفيها أواني الذهب والفضة ومائة سيف محلى بالذهب والفضة ودرجان من فضة مخرقة فيها جوهر وشاشية مرصعة في غلاف وتسعمائة ما بين سفط وتخت فيها سائر ما أعدل له من ذخائر مصر‏.‏
الثروة والكنوز التى وضعها المعز لكسوة الكعبة
قال المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 75 من 167 )  : " وفي يوم عرفة نصب المعز الشمسية التي عملها للكعبة على إيوان قصره وسعتها‏:‏ اثنا عشر شبرًا في اثني عشر شبرًا وأرضها ديباج أحمر ودورها اثنا عشر هلال ذهب في كل هلال أترجة ذهب مسبك جوف كل أترجة خمسون درة كبارة كبيض الحمام وفيها الياقوت الأحمر والأصفر والأزرق وفي دورها كتابة آيات الحج بزمرذ أخضر قد فسر وحشو الكتابة در كبير لم ير مثله وحشو الشمسية‏:‏ المسك المسحوق يراها الناس في القصر ومن خارج القصر لعلو موضعها وإنما نصبها عدة فراشين وجروها لثقل وزنها‏.‏
الثروة والكنوز التى كانت فى قصر المعز لدين الله الفاطمى
قال المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 75 من 167 )  : " وقال في كتاب الذخائر والتحف‏:‏ وما كان بالقصر من ذلك إن وزن ما استعمل من الذهب الإبريز الخالص في سرير الملك الكبير مائة ألف مثقال وعشرة آلاف مثقال ووزن ما حلي به الستر الذي أنشأه سيد الوزراء أبو محمد البازري من الذهب أيضًا ثلاثون ألف مثقال وإنه رصع بألف وخمسمائة وستين قطعة جوهر من سائر ألوانه وذكر أن في الشمسية الكبيرة ثلاثين ألف مثقال ذهبًا وعشرين ألف درهم مخرقة وثلاثة آلاف وستمائة قطعة جوهر من سائر ألوانه وأنواعه وأن في الشمسية التي لم تتم من الذهب سبعة عشر ألف مثقال‏.‏
عظمة الفاطمين وقصورهم
قال المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 75 من 167 )  : " وقال المرتضى أبو محمد عبد السلام بن محمد بن الحسن بن عبد السلام بن الطوير الفهري القيسراني‏:‏ الكاتب المصري في كتاب نزهة المقلتين في أخبار الدولتين الفاطمية والصلاحية الفصل العاشر في ذكر هيئتهم في الجلوس العام بمجلس الملك ولا يتعدى ذلك يومي الاثنين والخميس ومن كان أقرب الناس إليهم ولهم خدم لا تخرج عنهم وينتظر لجلوس الخليفة أحد اليومين المذكورين وليس على التوالي بل على التفاريق فإذا تهيأ ذلك في يوم من هذه الأيام استدعى الوزير من داره صاحب الرسالة على الرسم المعتاد في سرعة الحركة فيركب في أبهته وجماعته على الترتيب المقدم ذكره يعني في ذكر الركوب أول العام وسيأتي إن شاء الله تعالى في موضعه من هذا الكتاب فيسير من مكان ترجله عن دابته بدهليز العمود إلى مقطع الوزارة وبين يديه أجلاء أهل الإمارة كل ذلك بقاعة الذهب التي كان يسكنها السلطان بالقصر وكان الجلوس قبل ذلك بالإيوان الكبير الذي هو خزائن السلاح في صدره على سير الملك وهو باق في مكانه إلى الآن من هذا المكان إلى آخر أيام المستعلي ثم إن الآمر نقل الجلوس في هذا المكان واسمه مكتوب بأعلى باذهنجه إلى اليوم ويكون المجلس المذكور معلقًا فيه ستور الديباج شتاءً والديبقي صيفًا وفرش الشتاء بسط الحرير عوضًا عن الصوف مطابقًا لستور الديباج وفرش الصيف مطابقًا لستور الديبقي ما بين طبري وطبرستاني مذهب معدوم المثل وفي صدره‏:‏ المرتبة المؤهلة لجلوسه في هيئة جليلة على سرير الملك المغشى بالقرقوبي فيكون وجه الخليفة عليه قبالة وجوه الوقوف بين يديه فإذا تهيًا الجلوس استدعى الوزير من المقطع إلى باب المجلس المذكور وهو مغلق عليه ستر فيقف بحذائه وعن يمينه زمام القصر وعن يساره زمام بيت المال فإذا انتصب الخليفة على المرتبة وضع أمين الملك مفلح أحد الأستاذين المحنكين الخواص الدواة مكانها من المرتبة وخرج من المقطع الذي يقال له فردًا لكم فإذا الوزير واقف أمام باب المجلس وحواليه الأمراء المطوقون أرباب الخدم الجلية وغيرهم وفي خلالهم قراء الحضرة فيشير صاحب المجلس إلى الأستاذين فيرفع كل منهم جانب الستر فيظهر الخليفة جالسًا بمنصبه المذكور فتستفتح القراء بقراءة القرآن الكريم ويسلم الوزير بعد دخوله إليه فيقبل يديه ورجليه ويتأخر مقدار ثلاثة أذرع وهو قائم قدر ساعة زمانية ثم يؤمر بأن يجلس على الجانب الأيمن وتطرح له مخدة تشريفًا ويقف الأمراء في أماكنهم المقررة فصاحب الباب واسفهسلار العساكر من جانبي الباب يمينًا ويسارًا ويليهم من خارجه لاصقًا بعتبته زمام الآمرية والحافظية كذلك ثم يرتبهم على مقاديرهم فكل واحد لا يتعدى مكانه هكذا إلى آخر الرواق وهو الإفريز العالي عن أرض القاعة ويعلوه الساباط على عقود القناطي التي على العهد هناك ثم أرباب القصب والعماريات يمنة ويسرة كذلك ثم الأماثل والأعيان من الأجناد المترشحين للتقدمة ويقف مستندًا للصدر الذي يقابل باب المجلس‏:‏ بواب الباب والحجاب ولصاحب الباب في ذلك المحل الدخول والخروج وهو الموصل عن كل قائل ما يقول فإذا انتظم ذلك النظام واستقر بهم المقام فأول ماثل للخدمة بالسلام‏:‏ قاضي القضاة والشهود المعروفون بالاستخدام فيجيز صاحب الباب القاضي دون منن معه فيسلم متأدبًا ويقف قريبًا ومعنى الأدب في السلام أنه يرفع يده اليمنى ويشير بالمسبحة ويقول بصوت مسموع‏:‏ السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فيتخصص بهذا الكلام دون غيره من أهل السلام ثم يسلم بالأشراف الأقارب زمامهم وهو من الأستاذين المحنكين وبالأشراف الطالبيين نقيبهم وهو من الشهود المعدلين وتارة يكون من الأشراف المميزين فيمضي عليهم كذلك ساعتان زمانيتان أو ثلاث ويخص بالسلام في ذلك الوقت خلع عليه‏:‏ لقوص أو الشرقية أو الغربية أو الإسكندرية فيشرفون بتقبيل القبة فإن دعت حاجة الوزير إلى مخاطبة الخليفة في أمر قام من مكانه وقرب منه منحنيًا على سيفه فيخاطبه مرة أو مرتين ثم يؤمر الحاضرون فيخرجون حتى يكون آخر من يخرج الوزير بعد تقبيل يد الخليفة ورجله ويخرج فيركب على عادته إلى داره وهو مخدوم بأولئك ثم يرخي الستر ويغلق باب المجلس إلى يوم مثله فيكون الحال كما ذكر ويدخل الخليفة إلى مكانه المستقر فيه ومعه خواص أستاذيه وكان أقرب الناس إلى الخلفاء‏:‏ الأستاذون المحنكون وهم أصحاب الأنس لهم ولهم من الخدم ما لا يتطرق إليه سواهم ومنهم زمام القصر وشاد التاج الشريف وصاحب بيت المال وصاحب الدفتر وصاحب الرسالة وزمام الأشراف الأقارب وصاحب المجلس وهم المطلعون على أسرار الخليفة وكانت لهم طريقة محمودة في بعضهم بعضًا منها‏:‏ أنه متى ترشح أستاذ للتحنيك وحنك‏:‏ حمل إليه كل واحد من المحنكين بدلة من ثياب ومنديلًا وفرشًا وسيفًا فيصبح لاحقًا بهم وفي يديه مثل ما في أيديهم وكان لا يركب أحد في القصر إلا الخليفة ولا ينصرف ليلًا ونهارًا إلا كذلك وله في الليل شدادات من النساء يخدمن البغلات والحمير الإناث للجواز في السراديب القصيرة الأقباء والطلوع على الزلاقات إلى أعالي المناظر والأماكن وفي كل محلة من محلات القصر فسقية مملوءة بالماء خيفة من حدوث حريق في الليل‏.‏
عادات الخلفاء الفاطميين  وحفلاتهم
قال المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 75 من 167 )  : " قال ابن الطوير‏:‏ فإذا كان اليوم الرابع من شهر رمضان رتب عمل السماط كل ليلة بالقاعة بالقصر إلى السادس والعشرين منه ويستدعى له‏:‏ قاضي القضاة ليالي الجمع توقيرًا له فأما الأمراء ففي كل ليلة منهم قوم بالنوبة ولا يحرمونهم الإفطار مع أولادهم وأهاليهم ويكون حضورهم بمسطور يخرج إلى صاحب الباب وأسفهسلاره فيعرف صاحب كل نوبة ليلته فلا يتأخر ويحضر الوزير فيجلس صدره فإن تأخر كان ولده أو أخوه وإن لم يحضر أحد من قبله كان صاحب الباب ويهتم فيه اهتمامًا عظيمًا تامًا بحيث لا يفوته شيء من أصناف المأكولات الفائقة والأغذية الرائقة وهو مبسوط في طول القاعة ماد من الرواق إلى ثلثي القاعة المذكورة والفراشون قيام لخدمة الحاضرين وحواشي الأستاذين يحضرون الماء المبخر في كيزان الخزف برسم الحاضرين ويكون انفصالهم العشاء الآخرة فيعمهم ذلك ويصل منه شيء إلى أهل القاهرة من بعض الناس لبعض ويأخذ الرجل الواحد ما يكفي جماعة فإذا حضر الوزير أخرج إليه مما هو بحضرة الخليفة وكانت يده فيه تشريفًا له وتطييبًا لنفسه وربما حمل لسحوره من خاص ما يعين لسحور الخليفة نصيب وافر ثم يتفرق الناس إلى أماكنهم بعد العشاء الآخرة بساعة أو ساعتين قال‏:‏ ومبلغ ما ينفق في شهر رمضان لسماطه مدة سبعة وعشرين يومًا ثلاثة آلاف دينار‏.‏

قال الأمير المختار عز الملك بن عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز المسبحي في تاريخه الكبير‏:‏ وفي آخر يوم منه يعني شهر رمضان سنة ثمانين وثلثمائة حمل يانس الصقلبي صاحب الشرطة السفلى السماط وقصور السكر والتماثيل وأطباقًا فيها تماثيل حلوى وحمل أيضًا علي بن سعد المحتسب القصور وتماثيل السكر‏.‏

وقال ابن الطوير‏:‏ فأما الأسمطة الباطنة التي يحضرها الخليفة بنفسه ففي يوم عيد الفطر‏:‏ اثنان ويوم عيد النحر‏:‏ واحد فأما الأول من عبيد الفطر فإنه يعين في الليل بالإيوان قدام الشباك الذي يجلس فيه الخليفة فيمد ما مقدار ثلثمائة ذراع في عرض سبعة أذرع من الخشكنان والفانيذ والبسندود المقدم ذكر عمله بدار الفطرة فإذا صلى الفجر في أول الوقت حضر إليه الوزير وهو جالس في الشباك ومكن الناس من ذلك الممدود فأخذ وحمل ونهب فيأخذه من يأكله في يومه ومن يدخره لغده ومن لا حاجة له به فيبيعه ويتسلط عليه أيضًا حواشي القصر المقيمون هناك فإذا فرغ من ذلك وقد بزغت الشمس ركب من باب الملك بالإيوان وخرج من باب العيد إلى المصلى والوزير معه كما وصفنا في هيئة ركوب هذا العيد في فصله مخليًا لقاعة الذهب لسماط الطعام فينصب له سرير الملك قدام باب المجلس في الرواق وينصب فيه مائدة من فضة ويقال لها‏:‏ المدورة وعليها أواني الفضيات والذهبيات والصيني الحاوية للأطعمة الخاص الفائحة الطيب الشهية من غير خضراوات سوى الدجاج الفائق المسمن المعمول بالأمزجة الطيبة النافعة ثم ينصب السماط أمام السرير إلى باب المجلس قبالته ويعرف بالمحول طول القاعة وهو اليوم الباب الذي يدخل منه إليها من باب البرح الذي هو باب القصر اليوم والسماط خشب مدهون شبه الدكك اللاطية فيصير من جمعه للأواني سماطًا عاليًا في ذلك الطول وبعرض عشرة أذرع فيفرش فوق ذلك الأزهار ويرص الخبز على حافتيه سواميذ كل واحد ثلاثة أرطال من نقي الدقيق ويدهن وجهها عند خبزها بالماء فيحصل لها بريق ويحسن منظرها ويعمر داخل ذلك السماط على طوله بأحد وعشرين طبقًا في كل طبق أحد وعشرون ثنيًا سمينًا مشويًا وفي كل من الدجاج والفراريج وفراخ الحمام ثلثمائة وخمسون طائرًا فيبقى طائلًا مستطيلًا فيكون كقامة الرجل الطويل ويسور بشرائح الحلواء اليابسة ويزين بألوانها المصبغة ثم يسد خلل تلك الأطباق بالصحون الخزفية التي في كل واحد منها سبع دجاجات وهي مترعة بالألوان الفائقة من الحلواء المائعة والطباهجة المشققة والطيب غالب على ذلك كله فلا يبعد أن تناهز عدة الصحون المذكورة خمسمائة صحن ويرتب ذلك أحسن ترتيب من نصف الليل بالقاعة إلى حين عود الخليفة من المصلى والوزير معه فإذا دخل القاعة وقف الوزير على باب دخول الخليةف لينزع عنه الثياب العيدية التي في عمامته السمة ويلبس سواها من خزائن الكسوات الخاصة التي قدمنا ذكرها وقد عمل بدار الفطرة قصران من حلوى في كل واحد سبعة عشر قنطارًا وحملا فمنهما واحد يمضي به من طريق قصر الشوك إلى باب الذهب والآخر يشق به بين القصرين يحملهما العتالون فينصبان أول السماط وآخره وهما شكل مليح مدهونان بأوراق الذهب وفيهما شخوص ناتئة كأنها مسبوكة في قوالب لوحًا لوحًا فإذا عبر الخليفة راكبًا ونزل على السرير الذي عليه المدورة الفضة وجلس قام على رأسه أربعة من كبار الأستاذين المحنكين وأربعة من خواص الفراشين ثم يستدعي الوزير فيطلع إليه ويجلس عن يمينه ويستدعي الأمراء المطوقين ومن يليهم من الأمراء دونهم فيجلسون على السماط كقيامهم بين يديه فيأكل من أراد من غير إلزام فإن في الحاضرين من لا يعتقد الفطر في ذلك اليوم فيستولي على ذلك المعمول الآكلون وينقل إلى دار أرباب الرسوم ويباح فلا يبقى منه إلا السماط فقط فيعم أهل القاهرة ومصر من ذلك نصيب وافر فإذا انقضى ذلك عند صلاة الظهر انفض الناس وخرج الوزير إلى داره مخدومًا بالجماعة الحاضرين وقد عمل سماطًا لأهله وحواشيه ومن يعز عليه لا يلحق بأيسر يسير من سماط الخليفة وعلى هذا العمل يكون سماط عيد النحر أول يوم منه وركوبه إلى المصلى كما ذكرنا ولا يخرج عن هذا المنوال ولا ينقص عن هذا المثال ويكون الناس كلهم مفطرين ولا يفوت أحدًا قال‏:‏ ومبلغ ما ينفق في سماط الفطر والأضحى أربعة آلاف دينار وكان يجلس على أسمطة الأعياد في كل سنة رجلان من الأجناد يقال لأحدهما‏:‏ ابن فائز والآخر الديلمي يأكل كل واحد منهما خروفًا مشويًا وعشر دجاجات محلاة وجام حلوى عشرة أرطال ولهما رسوم تحمل إليهما بعد ذلك من الأسمطة لبيوتهما ودنانير وافرة على حكم الهبة وكان أحدهما أسر بعسقلان في تجريدة جرد إليها وأقام مدة في الأسر فاتفق أنه كان عندهم عجل سبمين فيه عدة قناطير لحم فقال له الذي أسره وهو يداعبه‏:‏ إن أكلت هذا العجل أعتقتك ثم ذبحه وسوى لحمه وأطعمه حتى أتى على جميعه فوفى له وأعتقه فقدم على أهله بالقاهرة ورأيته يأكل على السماط‏.‏
 
الإيوان الكبير
 ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 76 من 167 )  : " قال القاضي الرئيس محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر الروحي الكاتب في كتاب الروضة البهية الزهراء في خطط المعزية القاهرة الإيوان الكبير بناه العزيز بالله أبو منصور نزار بن المعز لدين الله معد في سنة تسع وستين وثلثمائة انتهى‏.‏
وكان الخلفاء أولًا يجلسون به في يومي الاثنين والخميس إلى أن نقل الخليفة الآمر بأحكام الله الجلوس منه في اليومين المذكورين إلى قاعة الذهب كما تقدم وبصدر هذا الإيوان كان الشباك الذي يجلس فيه الخليفة وكان يعلو هذا الشباك قبة وفي هذا الإيوان كان يمد سماط الفطرة بكرة يوم عيد الفطر كما تقدم به وبه أيضًا كان يعمل الاجتماع والخطبة في يوم عيد الغدير وكان بجانب هذا الإيوان الدواوين وكان بهذا الإيوان ضلعًا سمكة إذا أقيما واريا الفارس بفرسه ولم يزالا حتى بعثهما السلطان صلاح الدين يوسف إلى بغداد في هدية‏.‏
 

This site was last updated 05/06/08