شارع المعز وترميم آثاره

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مشروع تطوير شارع "المعز" فى مصر أكبر متحف مفتوح للآثار الفاطمية الشيعية الإسلامية

 +إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك فاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا مينا الـ 61
مشروع شارع المعز
من هم الفاطميين؟
موكب وإحتفالات المعز
السيوطى وخلفاء الفاطميين
ثروة الفاطميين وعاداتهم
الخليفة المعز لدين الله
جامع راشدة أصلاً كنيسة
الأنبا آبرآم الـ 62
البابا فيلاتاوس ال 63
مسلمين يعتنقوا المسيحية
الجامع الأزهر شيعى
البابا زخارياس الـ 64
الباباشنودة2الـ 65
البابا أخرسطوذولوس الـ 66
إستشهاد صبى
إضطهاد الأقباط
الإحتفالات المسيحية الشعبية
إعترافات الآباء
الشهيد الضاحــك

مشروع تطوير شارع "المعز" فى مصر أكبر متحف مفتوح للآثار الفاطمية الشيعية الإسلامية

 الجمهورية الثلاثاء 7 من ربيع الأخر 1428هـ - 24 من إبريل 2007 م عن مقالة بعنوان "  إنجاز 80% من مشروع "المعز" أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية " كتب عصام عمران :
يتفقد فاروق حسني وزير الثقافة صباح اليوم سير المشروع الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع وزارة الاسكان ومحافظة القاهرة لتطوير شارع المعز وتحويله إلي متحف مفتوح للآثار الإسلامية بتكلفة 35 مليون جنيه.
أكد فاروق حسني وزير الثقافة أن الدولة اعتبرت انقاذ وتطوير آثار القاهرة التاريخية مشروعاً قومياً حينما أضير أكثر من 517 أثراً من زلزال 1992 و تم علي الفور تخصيص 850 مليون جنيه لتنفيذ وتمويل المشروع وتكليف وزارة الثقافة به من خلال التعاون مع الوزارات والهيئات الأخري أنجزت حتي الآن 80% من المشروع العملاق.
يقول الأثري أيمن عبدالمنعم مدير مركز معلومات القاهرة التاريخية إنه تم ترميم وتطوير 34 أثراً تطل علي جانبي الشارع بامتداد 1200 متر بين باب الفتوح وباب زويلة إضافة إلي 67 أثراً نادراً تحيط بالشارع الذي يحتوي علي أكبر عدد من المباني والمواقع الأثرية والتاريخية في العالم كان لابد من معاملته معاملة خاصة والسعي إلي تحويله إلي متحف مفتوح للآثار الإسلامية والقضاء علي الاشغالات والأنشطة غير الملائمة لطبيعته التاريخية وقيمته الأثرية.
قال المهندس حسين أحمد المستشار الهندسي لوزير الثقافة إنه تم تقسيم مشروع تطوير شارع المعز إلي 4 مراحل

 الأولي من منطقة آثار قلاوون حتي سبيل عبدالرحمن كتخدا

والثانية من مجموعة قلاوون حتي شارع بيت القاضي

والثالثة من سبيل عبدالرحمن كتخدا حتي شارع أمير الجيوش

والمرحلة الأخيرة من شارع أمير الجيوش حتي بوابة الفتوح

وتم بالفعل الانتهاء من المرحلة تماماً و50% من الثانية وجاري العمل لإنجاز باقي مراحل المشروع ليكون جاهزاً للافتتاح أوائل العام المقبل.
كما أعدت الوزارة مخططات متكاملة للشارع بالتنسيق مع أهالي المنطقة من خلال تحديد مواعيد فتح الشارع من الحادية عشرة ليلاً أمام السيارات للأغراض التجارية وحتي الثامنة صباحاً مع تزويد الشارع ببوابات الكترونية تسمح بفتح الشارع نهاراً خلال الطواريء والاسعاف من خلال نقاط أمنية محددة إضافة لتزويد الشارع بدورات مياه وأماكن خدمات للسائحين والزائرين بطول الشارع بامتداد 1200 متر من باب الفتوح حتي باب زويلة.

***************************************

الأهرام بناريخ 25/4/2007م السنة 131 العدد 43969 عن مقالة بعنوان : " شارع المعز يتأهل للسياحة والمشاة فقط "
كتبت ـ مشيرة موسي‏:‏ فاروق حسني وزير الثقافة تفقد أمس أعمال التطوير بشارع المعز لدين الله والمقرر تحويله في إطار مشروع انقاذ آثار القاهرة التاريخية إلي شارع سياحي يخصص للمشاة فقط بإجمالي تكلفة‏35‏ مليون جنيه‏.‏ الشارع التاريخي الذي يضم‏33‏ أثرا إسلاميا فريدا ويمتد بطول كيلو متر تم الانتهاء من رصف‏320‏ مترا منه بالبازلت بعد النزول بمستوي الشارع بارتفاع‏70‏ سنتيمترا‏.‏ وزير الثقافة التقي بأصحاب المحال التجارية وسكان الشارع والذين أبدوا بعض التخوفات من التطوير منها عدم إمكان دخول سيارات الإسعاف في حالات الطواريء‏,‏ وعدم قدرة أصحاب المحال نقل البضاعة إليها‏.‏ وكان الرد أن حالات الطواريء لها أولوياتها أما المحال فيمكنها استقبال سيارات النقل من منتصف الليل وحتي السادسة صباحا‏.‏ الوزير قال إن الشارع سيتم الانتهاء من رصفه بنهاية العام الحالي وأن التطوير سيكون لمصلحة السكان وسيحول المنطقة إلي أهم منطقة أثرية

.‏ وسيتم الاتفاق مع شركة للنظافة لتكون مسئولة عن نظافة الشارع علي أن يتم فرض عقوبات رادعة علي المخالفين‏.‏ وقال إن مشروع متحف النسيج الذي يشغل سبيل محمد علي بالشارع معد للافتتاح ولكنه يفضل افتتاحه بعد الانتهاء من تطوير المنطقة‏.‏ ورافق الوزير خلال جولته اللواء محمود يس نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية‏,‏ والأثري أيمن عبدالمنعم مدير مركز معلومات القاهرة التاريخية الذي أوضح أن تطوير شارع المعز يتضمن أعمال الأرضيات والواجهات والأرصفة والإضاءة وشبكة صرف مياه الأمطار بتكلفة‏18‏ مليون جنيه وأن الشارع المخصص للمشاة يتطلب إنشاء أكثر من مكان لانتظار السيارات‏.

*******************************************

الأهرام بناريخ 12/5/2007م السنة 131 العدد 43986 عن مقالة بعنوان " تحقيــــق الســــبت - الشارع الذي ولدت فيه القاهرة " بقلم : عـزت السـعدني

هنا عاش السلطان قطز قاهر المغول في موقعة عين جالوت في وادي بيسان بالأردن عام‏1260‏ ميلادية‏...‏ ومخلص العالم الإسلامي بل الدنيا كلها من خطر المغول‏..‏ وهو الذي صان لأوروبا حضارتها من أن تدوسها أقدام المغول الزاحفة بقيادة تيمورلنك الأعرج‏!‏
‏{‏ وهنا عاش الظاهر بيبرس وسيرته الشعبية مازالت علي ألسنة الناس الذين مازالوا يتوارثون الحياة وما بقي من التاريخ البعيد داخل شارع المعز لدين الله‏..‏ وهو الآخر قاهر المغول‏..‏ بل إن ابنة ملك المغول بركة خان قد تزوجت من الظاهر بيبرس بعد أن أسلم والدها وجاءت إلي هذا الشارع يوما أول عروس من جنس المغول‏!‏
‏{‏ هنا علي باب زويلة شنقوا طومان باي‏!‏
ومن عجب إنه في أول الشارع الذي ولدت فيه القاهرة‏..‏ وعلي بابه علقوا طومان باي وظل جثمانه معلقا أياما طويلة طعاما للجوارح‏!‏
‏{‏ وفي وسط الشارع نفسه هجم خصيان وجواري الأمير علي ابن سلطان مصر عزالدين أيبك علي شجرة الدر أول ملكة تحكم المسلمين قديما وحديثا وقتلوها بالقباقيب والنعال‏.‏
‏{‏ وفي آخره خرج يوما من باب الفتوح الحاكم بأمر الله السلطان اللغز الذي قيل أو ادعوا عليه إفكا أنه حرم علي الناس أكل الملوخية وجلوس الرجال علي المقاهي‏..‏ ولم يعد حتي الساعة‏...‏ وقيل يومها إن الله قد رفعه إليه‏!‏
وإذا كانت رائحة التاريخ والحكايات الشعبية والأساطير التي تملأ بطون الكتب القديمة تكاد تشمها من كل شبر وكل ركن داخل الشارع الأول‏...‏ إلا أنها ممزوجة هذه المرة برائحة الدمار‏..‏ والتراب المتساقط من فوق الجدران المتآكلة‏..‏ أجمل ما نملكه من آثار إسلامية‏..‏ وما يصعد إليها من أسفل من مياه راكدة‏..‏ ورطوبة‏,‏ وتآكل‏,‏ وسط قطعة التاريخ الحية التي لا ينقصها سوي أن نخلع من فوق أجساد خلق الله الذين يتحركون ويعرقون ويعيشون هنا بملابسهم العصرية ليرتدوا ملابس العصر الذي تمثله الجوامع والخانات والحمامات والتكايا والبمارستنانات‏..‏ وسط هذه المدينة التي تنتمي إلي أيام مضت وولت‏..‏ عمرها أكثر من ألف عام ويعيش فيها الناس ـ خطأ ـ بلباس وأفكار وهموم هذا الزمن الدخيل‏!‏
وسط ذلك كله يتسلل إلي وجدانك وعقلك خاطر عجيب ومريب بأن هذا التاريخ كله سوف يسقط فجأة فوق رأسك‏..‏ بعد أن تحول كل شيء ـ وهذه حقيقة ـ إلي مجرد مبان آيلة للسقوط في أي لحظة ودون سابق إنذار‏!‏
‏{‏ قال لي مرة د‏.‏ عبدالرحمن عبدالتواب خبير الآثار الإسلامية أيامها بأسي بالغ يلف كيانه وعباراته‏:‏
هذا الشارع هو في الحقيقة كتاب حي مفتوح للزائرين لكي يقرأوا بالعين المجردة تاريخ مصر عبر رحلة طولها ألف سنة‏.‏
في هذا المكان كان سور القاهرة القديم الذي كان طوله‏1302‏ ذراع‏..‏ وخارج السور كان هناك خندق حفر منذ نحو‏490‏ سنة‏,‏ وقد تهدم أغلب السور وضاعت معالم الخندق تماما‏..‏
بل إن باب زويلة الذي نراه الآن ليس هو باب زويلة القديم الذي تهدم تماما‏..‏ أما هذا الباب فقد أقامه بدر الدين الجمالي أمير جيوش الخليفة المستنصر بالله‏..‏
ولقد كان للقاهرة يوم ولدت أحد عشر بابا‏..‏ وكانت القاهرة مدينة مغلقة‏..‏ في الليل تغلق الأبواب الأحد عشر‏,‏ وفي النهار تفتح‏..‏ ولم تعلن القاهرة مدينة مفتوحة إلا منذ‏500‏ سنة فقط عندما جاءها السلطان سليم غازيا من اسطنبول‏!‏
‏المكان‏:‏ نفس المكان باب زويلة
الزمان‏:‏ يوم‏23‏ ابريل عام‏1517‏ ميلادية منذ‏490‏ عاما‏.‏
الناس‏:‏ وجوه مصرية من تجار وحرفيين ورجال علم ودين‏..‏ وعابري الطريق‏..‏ ودراويش ومحاسيب الحسين‏..‏
الحوار بين الناس يدور همسا‏..‏ فالرعب يجتاح القاهرة كلها بعد أن سالت الدماء أنهارا في الشوارع والحواري وداخل قصور المماليك‏!‏
‏{‏ لقد قتلوا من المماليك حتي الآن أكثر من‏10‏ آلاف مملوك‏!‏
‏*‏ إن القتل يتم ليقضي السلطان سليم علي قوة المماليك بعض رفض طومان باي أن يعترف بالسلطان‏..‏ وأن يسلم مصر للعثمانيين وتصبح تابعة لاسطنبول‏.‏
‏{‏ ألم تسمعوا لقد أسروا طومان باي‏!‏
وترتفع من خلف المشربيات المطلة علي باب زويلة صرخات وعويل النساء ويطل من علي بعد موكب عسكر سليم الأول بلباسهم العثماني‏..‏ وسطهم فارس مصري مقيد بالأغلال فوق أحد الخيول‏..‏ وصاح رجل عجوز في هلع‏:‏ هذا طومان باي‏!‏
وتمضي عشرون دقيقة لتكتمل إطار الصورة الحزينة‏..‏ طومان باي مجرد جثة هامدة معلقة فوق باب زويلة‏!‏
‏بضع خطوات داخل الشارع ـ من خلفنا باب زويلة ـ هذا هو جامع السلطان الغوري الذي يضم جامعا وسبيلا وكتابا‏,‏ وعمره الآن‏503‏ سنوات‏..‏ وهذه مجموعة السلطان قلاوون وتضم القبر والضريح والمدرسة والبيمارستان‏,‏ وعمر المجموعة‏720‏ سنة‏.‏
وجامع قلاوون واحد من أروع الآثار الإسلامية في القاهرة‏..‏ وقبته بنقوشها وزجاجها الملون تتغير أشكالها وألوانها مرة كل ثلاث ساعات مع تحرك الشمس من الشرق للغرب‏..‏
‏السجن الذي أصبح جامعا‏!‏
خطوات أخري داخل الشارع الطويل‏..‏ هذا هو جامع برسباي ومعلق فوق بابه خوذة ملك قبرص وأقيم عام‏1425‏ ميلادية‏..‏ وجامع الفكهاني وعمره‏870‏ سنة وله حكاية حقيقية‏:‏
فقد أراد جزار أن يذبح كبشا ذات يوم فما كان من الكبش إلا أن أمسك السكين بفمه وألقاها بعيدا‏..‏ وتصادف أن كان الخليفة يمر فوق حصانه في الوقت نفسه‏,‏ فشاهد الواقعة فأمر بألا يذبح الكبش‏,‏ وأن يقام في المكان نفسه جامع حمل فيما بعد اسم الفكهاني‏!‏
وهذا هو جامع المؤيد وعمره‏603‏ سنوات‏,‏ وقد أقيم سجن خزانة شمائل الذي كان يجري داخله أصناف العذاب والوحشية ما تشيب لها الرؤوس‏..‏ وكان السلطان المؤيد الذي بني الجامع يوما ما من نزلاء هذا السجن الرهيب‏,‏ فدعا الله إن خلصه من هذا العذاب أن يبني مكانه دارا يذكر فيها اسم الله‏,‏ وبالفعل بر السلطان بوعده عندما خرج من هذا الجحيم‏,‏ وأقام هذا الجامع الملاصق لباب زويلة‏.‏
أما هذا الجامع الذي تشبه مئذنته القلم الرصاص فاسمه جامع السلحدار‏,‏ ثم هذا هو جامع الأقمر الذي أقامه الخليفة الآمر بأحكام الله أبوعلي المنصور منذ‏917‏ عاما‏,‏ وهو من أجمل المساجد الفاطمية علي الإطلاق‏!‏
ويقول عنه د‏.‏ كمال الدين أستاذ تاريخ العمارة بهندسة القاهرة‏:‏ إن واجهة جامع الأقمر أول واجهة مزخرفة في المساجد المصرية‏.‏
‏القاهرة نسيت البيت
الذي ولدت فيه‏!‏
إن نظرة واحدة إلي الشارع الذي ولدت فيه القاهرة‏..‏ تكشف عن أن القاهرة بعد أن تفتحت علي العالم قد نسيت مسقط رأسها‏..‏ نسيت البيت الذي خرجت منه إلي الدنيا أول مرة‏,‏ وتركته مجرد بناء للذكري يفعل به الزمن ما يريد‏..‏
ولقد فعل الزمن بأقدم تاريخ في القاهرة ما يريد وزيادة دون أن يحرك مخلوق ساكنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان‏.‏
‏{‏ الباعة المتجولون اختاروا أبواب القاهرة أو ما بقي منها للجلوس في ظلها سحابة النهار كله‏..‏ والباعة هم الباعة لم يتغير حالهم طوال رحلة الألف سنة يزاحمون الداخلين والخارجين‏..‏
‏{‏ أسفل الجدران محال للتجارة‏..‏ حتي مصلحة الآثار نفسها لا تعرف من الذي جاء بأصحابها إلي هنا‏!‏
من بين المحال‏:‏ جواهرجي‏,‏ وشربتلي‏,‏ وخردواتي‏,‏ ورابع لبيع الأحذية والشنط‏,‏ وخامس للمفروشات والفساتين‏!‏
‏{‏ ملحوظة‏:‏ اتضح لنا بعد بحث طويل أن وزارة الأوقاف هي التي سمحت لأصحاب المحال الخمسة بفتح محالهم تحت هذا الأثر الإسلامي التاريخي‏,‏ بل وسمحت أيضا بأن يعلقوا اللافتات وأضواء النيون في الليل‏!‏
‏{‏ ثم هذه الوكالات والخانات والتكايا القديمة‏..‏ لقد تحولت الآن إلي مخازن للبضائع وورش للتجارة وصناعة الأحذية‏,‏ بل ومخارط للبرادة‏,‏ ومصانع للحلوي وغزل البنات‏!!‏
وحمام السكرية واحد من عشرات الحمامات في أقدم شوارع القاهرة‏..‏ ولكي تدخل الحمام الآن لابد وأن تهبط بضع درجات من سلم خشبي‏..‏ كان الحمام زمان علي نفس مستوي أرض الشارع‏,‏ ولكن الشارع نفسه ارتفع عن مستواه الأول بنحو مترين خلال رحلة الألف عام‏.‏
والحمام من الداخل ماتت فيه الحركة حتي صاحبه منذ أكثر من خمسين سنة عم محمد يوسف جالسا في انتظار زبون واحد ولا أحد يحضر‏..‏ حتي المكبساتي الذي كان يعمل عنده‏..‏ بعد أن هجر الناس الحمامات هجره‏,‏ وأصبح واحدا من محاسيب الحسين‏.‏
‏وهنا عاش المقريزي أعظم مؤرخي مصر‏.‏
هنا في حارة برجوان المملوك واحد خصيان الملك العزيز بالله كتب المقريزي خططه الشهيرة عن القاهرة‏,‏ والتي استنفد تسعة عشر عاما في تأليفها من عام‏1417‏ حتي عام‏1436‏ ميلادية‏.‏
ولا أحد يعرف‏,‏ يقول الأثري والمؤرخ الإسلامي عبدالرحمن عبدالتواب‏:‏ كان ابن خلدون الفيلسوف العربي المعروف قد عاش مع المقريزي في منزله في حارة برجوان وأمضي معه شهورا طويلة‏.‏
ولا أحد يعرف ـ بكل أسف ـ أي البيوت الأثرية المهدمة في الحارة هو بيت المقريزي‏!‏
‏{‏ المكان‏:‏ المكان نفسه‏..‏ حارة برجوان‏..‏ ولكن رائحة الهدم لم تكن قد ظهرت بعد‏..‏ فالحارة قائمة والدور مليئة بالحياة‏..‏ والناس‏.‏
‏{‏ الزمان‏:‏ قبل‏570‏ سنة علي وجه التحديد‏.‏
‏{‏ الوقت‏:‏ بعد منتصف الليل بقليل‏..‏ نافذة واحدة ينبعث من خلالها نور مصباح زيتي يصنع علي تراب الحارة نفس شكل النافذة بقضبانها الحديدية المتداخلة‏..‏ رجل تجاوز الخمسين من عمره منكب فوق أوراق من جلد الغزل يكتب فوقها بريشة لم يجف منها المداد بعد‏..‏ الرجل هو المقريزي نفسه‏..‏ والأوراق أمامه هي نفسها كتابه العظيم الذي عرفناه فيما بعد بخطط المقريزي‏..‏ والصفحة هنا صورة حية للقاهرة نفسها منذ‏569‏ سنة‏..‏ وعلي وجه الدقة في سنة‏1408‏ ميلادية بين ظلال الشارع نفسه التي ولدت فيه قبل‏500‏ سنة أخري‏.‏
‏{‏ كان الشارع يضم‏12‏ ألف حانوت‏..‏ وكانت الحوانيت تضيق بالجاعة‏,‏ فيجلسون علي الأرض بأطباق الخبز وأصناف المعايش‏..‏ وكان للشارع تقاليد صارمة‏,‏ مثلا لا يمر بالشارع دابة تحمل تبنا أو حطبا‏..‏ ولا يمر به سقاء وقربته غير مغطاة‏,‏ وعلي أصحاب الحوانيت أن يضع كل منهم أمام حانوته زيرا مملوءا بالماء خشية أن يحدث حريق مفاجيء‏,‏ وأن يعلق فوق حانوته طوال الليل قنديلا مضاء حتي الصباح‏..‏ وكان الزبالون يمرون بالسوق يكنسونها من الأتربة‏,‏ ويرشونها بالماء‏,‏ وكان الخفراء بالليل يحرسون الحوانيت المغلقة‏,‏ بينما‏12‏ ألف قنديل تشع نورا فوق أبوابها حتي الصباح‏!‏
‏{‏ كان الشارع يضم أيضا‏124‏ سوقا من بينها سوق الصاغة عند بين القصرين‏,‏ وكان فيها‏39‏ حماما شرقيا لاستحمام الرجال‏,‏ و‏23‏ حماما للنساء‏!‏
‏{‏ وكانت تجارة الرقيق منتشرة أيامها‏..‏ بل إن معظم سلاطين مصر الذين جاءوا بعد الفاطميين‏,‏ كانوا من المماليك الذين اشتراهم أسيادهم من أسواق النخاسة والرقيق‏,‏ ومن بينهم السلطان قطز‏,‏ قاهر المغول في عين جالوت‏,‏ والظاهر بيبرس‏,‏ قاهر المغول أيضا‏,‏ والذي تزوج ابنة ملكهم‏,‏ فكانت أول مغولية تدخل هذا الشارع والقاهرة كلها‏!‏
‏{‏ وفي المكان الذي يحتله الآن جامع المطهر‏,‏ يوجد خان سرور بداخله حجرة الرقيق للنساء‏,‏ وإلي جوارها حجرة الرقيق للرجال وبينهما دكة المماليك لجلوس من يعرض منهم للبيع‏..‏ والمملوك الرومي أو التركي أو التركماني يباع بثمن يتراوح بين مائة دينار وألف دينار بعد اختبار قدرات المملوك في الذكاء والحساب والفروسية أمام أعين المارة من أهل القاهرة‏..‏ ولكن الجاريات من جميلات أوروبا وآسيا وإفريقيا‏,‏ فكان مكانهن في الداخل في غرفة الرقيق للفرجة والفحص‏!‏
‏{‏ أما خان الخليلي‏,‏ فقد كان مجرد مقبرة للخلفاء الفاطميين‏,‏ يحمل اسم تربة الزعفران‏,‏ ويحكي المقريزي حكاية هذا الخان بقوله‏:‏
‏{‏ إنه في عهد السلطان برقوق قام الأمير جهاركس الخليل بنبش مقبرة الخلفاء الفاطميين‏,‏ وألقي بعظام الخلفاء المعز لدين الله والعزيز بالله‏,‏ وغيرهما فوق مزابل البرقية ـ الدراسة حاليا ـ وكانت تعرف وقتها بمزبلة مصر‏,‏ وأقام مكان المقبرة خانا أطلق عليه اسمه‏,‏ ويشاء القدر أن يلقي الخليل مصرعه‏,‏ ويلقي جثمانه فوق مزبلة مصر‏,‏ ولم يبق من حكاية الخليل إلا اسمه خان الخليلي‏!‏
‏قتلوها بالقباقيب‏!‏
وعلي بعد خطوات من حارة برجوان أثر إسلامي لا أحد يكاد يلتفت إليه إنه قبر نوران شاه ابن زوج شجرة الدر‏..‏ غير بعيد عن هذا القبر وعمره‏634‏ سنة‏..‏ جرت أغرب جريمة قتل لأول ملكة علي المسلمين‏.‏
والجريمة يرويها لنا الدكتور جمال الدين سرور في كتابه الظاهر بيبرس بقوله‏:‏
‏{‏ بعد انفراد المعز أيبك زوج شجرة الدر الثاني بالسلطة وقع بينهما التشاحن البغضاء‏,‏ وآثار غضب شجرة الدر خطبته إلي ابنة بدرالدين لؤلؤ صاحب الموصل‏,‏ فأعدت خمسة من الخدم وأمرتهم بقتله‏,‏ فقام الخدم بالمهمة وقتلوه داخل الحمام في ربيع الأول سنة‏656‏ هجرية‏,‏ وأشاعوا أنه قد أغمي عليه‏..‏ وفي الصباح أذيع بين الناس مصرعه فدفنه ابنه علي ومماليكه‏..‏ ثم قبضوا علي شجرة الدر وسلموها إلي الجواري فضربنها بالقباقيب والنعال حتي ماتت في ربيع الثاني من هذه السنة‏,‏ وألقيت جثتها في أحد الخنادق ثلاثة أيام ثم دفنت بقبرها المعروف باسمها اليوم‏.‏
‏وهنا أول جامع أقيمت فوقه مئذنة‏!‏
وهذا جامع آخر نسيناه هو الآخر إنه جامع أحمد ابن طولون ثالث جامع أنشيء بمصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص‏,‏ وجامع العسكر الذي زال من الوجود‏..‏ ومكانه الآن حي المدبح‏..‏ وجامع ابن طولون أول جامع في مصر تقام فوقه مئذنة يؤذن من فوقها للصلاة‏.‏
أما جامع عمرو بن العاص فلن تكن له مئذنة‏.‏
والجامع عمره‏1131‏ سنة ولا حاجة لنا إلي القول إنه واحد من أعظم آثار مصر الإسلامية‏!‏
‏مازلنا نخطو داخل من أقدم شارع في القاهرة‏..‏ نحن الآن نقترب من نهايته عند باب الفتوح‏..‏ هذا هو جامع الحاكم بأمر الله رابع الخلفاء الفاطميين والذي يحمل من بطون الكتب الصفراء لقب الخليفة اللغز‏!‏
من يتصور أن جامع الحاكم بأمر الله من حول أسواره طوابير الأغنام وعربات الكارو‏,‏ بل إن الجامع نفسه وله مئذنتان دمرهما الزلزال الذي هز القاهرة عام‏1303‏ ميلادية‏,‏ وأعاد الظاهر بيبرس بناءها‏..‏ هذا الجامع العظيم مازال ينعي صاحبه الذي خرج فوق حماره في السابع والعشرين من شعبان عام‏410‏ هجرية منذ‏986‏ سنة‏..‏ إلي جبل المقطم يتعبد وحده كعادته كل مساء‏..‏ واختفي الحاكم بأمر الله من يومها ولم يعثروا له علي أثر‏..‏
وقال أهل القاهرة أيامها‏:‏ إن الحاكم لم يمت‏,‏ بل صعد إلي السماء‏!‏
ويعود حمار الحاكم بأمر الله إلي باب الفتوح من دونه‏!‏
*********************************************

الأهرام 26/5/2007م السنة 131 العدد 44000 عن مقالة بعنوان " تحقيــــق الســــبت - ليست مجرد حدوتة قبل النوم " بقلم: عـزت السـعدني‏
 بيت الست وسيلة خاتون‏
 بيت الست وسيلة خاتون‏..‏ وللذين يعلمون والذين لا يعلمون فإن كلمة خاتون هي كلمة فارسية الأصل ومعناها‏:‏ المرأة صاحبة الأمر والنهي في الدار‏.‏ كما يقول لنا د‏.‏رفعت موسي في رسالته للدكتوراه تحت عنوان‏:‏ العمائر السكنية البالية في القاهرة في العصر العثماني‏.‏
والسيدة وسيلة هي آخر من سكن في هذه الدار وهي ابنة عبدالله البيضا‏..‏ ومعتوقة الست عديلة هانم بنت إبراهيم بك الكبير‏..‏ شريك مراد بك في حكم مصر‏..‏ وقد كانت جارية من جواريه ثم قدمها لابنته عديلة التي اعتقتها لوجه الله‏.‏ وقد اشترت البيت من صاحبه الأول وبانيه ـ كما هو مكتوب حتي الآن في حجرة الضيوف ـ الحاج محمد الكناني الذي بناه في عام‏1664..‏ يعني عمر هذا البيت هو‏343‏ سنة بالتمام والكمال‏!‏
 درجات سلالم خشبية عشر إلي قاعة الضيوف ذات المشربيات في الطابق الأول‏..‏

 شارع المعز لدين الله‏..‏ وعمره من عمر القاهرة نيف وألف عام‏!‏
 السلطان الغوري صاحب المجموعة الرائعة بل إن حيا أصبح باسمه اسمه الغورية مع أغان شعبية يرددها العامة من خلف محمد قنديل‏:‏ يارايحين الغورية هاتوا لحبيبي هدية‏..‏ ؟
السلطان برقوق‏ له مدرسة ومقام في الشارع
يتدخل ابن أياس المؤرخ العظيم بقوله‏:‏ بين يدينا الآن قائمة تضم‏1064‏ حالة تعد علي المساجد والقصور والمدارس في الشارع من جانب الأهالي والحكومة أيضا‏!‏
 بيت الست وسيلة معتوقة ابنة إبراهيم بك الكبير‏..‏ وقد تحول هذا البيت إلي حطام وأطلال بعد أن رحلت عن صاحبته في عام‏1835..‏ وأصبح مرتعا لتجار المخدرات‏..‏ بل إن المكان نفسه كان اسمه حي الباطنية أشهر أحياء المخدرات في القاهرة قبل أن يتم تطهيره تماما من زبانية جهنم‏.‏
بل إن بيت الست وسيلة التي تجلسون فيه الآن كان بؤرة لتجارة الصنف‏..‏ وقد تحول الآن بفعل آلة المعمار والترميم الرائعة إلي تحفة أثرية وعاد كما كان يوم أن كانت تعيش فيه السيدة وسيلة وأصحابه قبل‏343‏ سنة‏..‏
‏ بداية الترميم عند مجموعة السلطان قنصوة الغوري وهي تحفة معمارية شامخة‏..‏ تضم ضريحا ومدرسة‏..‏ ولكن المياه الجوفية قد أغرقت كل شيء‏..‏ وعلي مدي خمس سنوات تم سحب المياه الجوفية التي كانت تملأ صهريجا هائلا أسفل الجامع‏,‏ وتمت إزالة محال الباعة الملتصقة بحوائط المبني‏,‏ وتم تعويضهم ونقلهم إلي محال خلفية‏.‏
 مسجد الفكهاني مغلقا وعلي مدخله يجلس رجل من المجاذيب يفترش المكان‏..‏ وقال الأثريين‏..‏‏:‏ إنه خاضع للترميم‏!‏
عن اليمين مسجد السلطان المؤيد الذي أقامه صاحبه مكان سجن طلائع الذي كان سجنا رهيبا ذاق فيه السلطان ألوانا من العذاب فدعا ربه لو أخرجه من كربته‏..‏ فسوف يبني مكانه مسجدا‏..‏
باب زويلة أو كما يسمونه هنا شعبيا بوابة المتولي الذي يقع بآخر شارع المعز لدين الله بالسكرية ملاصقا لمسجد المؤيد الذي وصفه المقريزي بقوله‏:‏ إنه الجامع الجامع لمحاسن البنيان‏!‏
همس في أذاننا شيخ يجلس علي عتبة الجامع‏:‏ إن روح الشيخ المتولي تسكن زويلة‏!‏
سألنا‏:‏ ومن هو الشيخ المتولي هذا؟ قالوا‏:‏ المتولي هذا قد يكون حارسا أو وليا من أولياء الله ويعتقدون أن المتولي يظهر في صور عديدة وكانوا يلجأون إليه علي مدي قرون فيطلبون منه أن يخلصهم من مخاوفهم ورفع الظلم عنهم وتلبية أمانيهم في الزواج والخلف الصالح‏!‏
 بحمام قلاوون الذي مازال يعمل إلي الآن وهو حمام مخصص للرجال‏,‏ وهو أثر تاريخي مازال صامدا‏..‏ نزلنا بضع درجات‏..‏ قال لنا عامل الغطس‏:‏ أهلا وسهلا المكان نور‏..‏ كان هناك ثلاثة رجال في غرفة البخار‏..‏ برغم ما يحيطه من هدم وبناء وواجهته التي تكاد تختفي خلف بعض المحال‏..‏ سألنا‏:‏ بكم النفر؟ قالوا‏:‏ الجودة في الموجودة‏!‏حمامة ليلة ومغطس بخار وشاي‏=‏ عشرة جنيه‏!‏
 قبة الصالح نجم الدين أيوب وهي أول قبة ضريح ألحقت بمسجد ومدرسة دينية أنشأتها شجرة الدر لزوجها الصالح أيوب‏..‏ وقامت بنقل رفاته ودفنه بضريح داخلها‏..‏ ولم تعلن وفاته حتي تحقق النصر لجند مصر علي جنود لويس التاسع‏!‏
وأقامت شجرة الدر عقب وفاته أول متحف لملابس الصالح وأدواته هنا‏..‏ ولكن أين هي؟‏..‏ الدواليب فارغة‏!‏
في مقابلها علي الناحية الأخري من الشارع‏..‏ مجموعة المنصور قلاوون ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون وخانقاه ومدرسة برقوق وسبيل محمد علي وبقايا المدرسة الظاهرية‏.‏
وبحق فإن مجموعة السلطان قلاوون من أجمل الآثار في المكان سواء عظمة البناء من الخارج أو من الداخل‏..‏

وقد أعطيناها درجة‏10‏ علي عشرة‏!‏
قال لنا بالعمل والمهندس المختص بأعمال الترميم‏:‏ هذا المكان يعتبر من أجمل الآثار هنا ولكن المياه كادت تخرب كل الأثر وكان من أصعب أنواع الترميم سواء الرخام الموجود أو الحوائط والأعمدة والأسقف ولهذا تمت معالجته علي مستوي عال من التقنية‏..‏ أما الضريح فقد كان مليئا بالمياه حتي منتصفه‏..‏ ولا يضم أي رفات‏!‏
‏ أين ذهب الخلفاء والسلاطين والأمراء؟
يقول الأثريين ‏:‏ إن كل المدافن الأثرية لم يجدوا بأي منها جثث من رحلوا‏..‏ ويقال إن السبب هو تحللها وتلاشيها بسبب المياه الموجودة‏!‏
‏متحف النسيج الرائع
نحن الآن أمام مدرسة السلطان برقوق ونفتح بابها العتيق المطعم بالفضة لندخل ونري الممرات وأماكن الجلوس والصلاة‏..‏ وبالداخل ساحة واسعة تتوسطها فسقية بها مياه وقد تم تجديدها لتعمل‏..‏ علي اليمين مسجد به قناديل زجاجية مدلاة والسقف عبارة عن قبة رائعة الجمال ملونة ومطعمة بالنحاس والفضة والألوان الزاهية وتقع المدرسة الجميلة بمنطقة النحاسين‏..‏ وقديما عرفت ببين القصرين الذي كتب قصته أديبنا نجيب محفوظ‏..‏
خلف المبني توجد بعض المساكن الخاصة بالناس ويشكو الأثريون أنهم كثيرا ما تسببوا في حرائق مروعة‏!‏
نتوقف الآن أمام متحف النسيج المصري من الخارج‏..‏ المكان يتماشي تماما مع الشارع والأبنية الأثرية أما من الداخل فالأمر يختلف تماما‏..‏ لقد طور وتم تنسيقه علي طراز حديث ليضم كل ما يتعلق بالنسيج المصري وصناعته ونماذج من أنواع النسيج علي مدي العصور داخل حوائط زجاجية‏.‏ فهذا سرير من العصر الفرعوني يعلوه غطاء من النسيج القديم وهناك مفروشات وشعر مستعار من عهد الفراعنة‏.‏ قاعات وطرقات جوانبها وأوسطها زجاج‏..‏ بداخله تراث النسيج المصري عبر العصور من منسوجات وملابس ومفارش وأقمشة وقطع برديات والمحمل وهو كسوة الكعبة وهناك مفارش أحدها هدية محمد علي لابنته مشغول بخيوط ذهبية كما يضم الملابس والأقمشة والمخطوطات النسيجية القبطية‏.‏
 الحضارة الإسلامية حيث نقف أمام المدرسة الكاملية أثر إسلامي لا يقل أهمية عما يماثله وهو لابن أخ صلاح الدين الأيوبي بناه لدراسة الفقه السني الحديث‏.‏
تحيط أبواب المدرسة الكاملية محال من كل مكان وجميعها محال تابعة للأوقاف وقامت بتأجيرها‏..‏ ولم تستطع هيئة الآثار إخراج أصحابها أو مستأجريها منها‏..‏
بيت السحيمي بزقاق الدرب الأصفر
 بيت السحيمي بزقاق الدرب الأصفر بجماله وطرازه المعماري وجوه المنعش الذي رحمنا من هذا الجو الصيفي الخانق نتجول في ساحته وغرفاته وأدواره ونري البئر تتوسط حديقته ثم نري الحمامات بداخله بتنظيمها ودقتها ونصعد إلي قاعة السيراميك التي تم تصوير عدد كبير من أفلامنا السينمائية بها وهي مليئة بأعمال القيشاني بالحوائط والأرضيات والأواني‏.‏
تحية لعم محمد مجاهد حارس البيت علي مدي أكثر من ثلاثين عاما‏..‏ وحاميه والمحافظ عليه‏..‏
سور القاهرة القديمة
وها هو سور القاهرة القديمة وباب الفتوح ننزل إلي السراديب أسفله ونصعد إلي أعلي ونتخيل كيف كان المحارب القديم يبارز بسيفه جريا علي هذه السلالم الحجرية الضخمة؟
مسجد الحاكم بأمر الله أمامنا تحفة صنعها البهر‏..‏ الهنود‏..‏ ولكن تبقي المئذنتان علي حالهما‏..‏يتراءي لنا مسجد الحاكم بأمر الله والأولاد يلعبون الكرة داخل أسواره‏..‏
بيت الهراوي‏
 بيت الهراوي‏..‏..‏  فى داخل البيت أصوات عزف الذي عاد إلي الوجود بعد رحلة طويلة مع الضياع‏..‏ البيت الآن تحت إمرة الموسيقار نصير شمة‏,‏ إنه مدرسة لتعليم فن العود وفن القانون الألوان المختلفة للموسيقي الشرقية إنه مدرسة حقيقية بمصروفات يتخرج فيها الطالب عازفا ماهرا وكلهم من الهواة العاشقين للموسيقي الحقيقية والطرب الأصيل‏.‏
 منزل زينب خاتون وزلع الذهب
 منزل زينب خاتون‏,‏ قالوا لنا‏:‏ إن هذا المنزل في أثناء العمل به في نهاية الثمانينيات تم العثور علي زلعتين مليئتين بالعملات الذهبية من عهد السلطان برسباي كانت مدفونة بالحوائط‏..‏ وهرب بها العمال‏..‏ ولكن أحدهم ذهب إلي صائغ في العياط فقاده إلي الشرطة‏..‏ وعادت الزلع لمصلحة الآثار‏!‏

آثار شارع المعز تتعرض للسرقة فى وضح النهار
وطنى الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 م  ميرفت عياد :
صرح حسن سيد على، أمين عام المجلس الأعلى للآثار أن بعض المقتنيات النحاسية من مجموعة برقوق الأثرية بشارع المعز لدين الله الفاطمى تعرضت للسرقة فى وضح النهار حيث إن أجزاء من حشوات الباب الخارجى لمسجد برقوق تعرض للسرقة، بالإضافة إلى مجموعة مقتنيات أثرية نحاسية
صرح حسن سيد على، أمين عام المجلس الأعلى للآثار أن بعض المقتنيات النحاسية من مجموعة برقوق الأثرية بشارع المعز لدين الله الفاطمى تعرضت للسرقة فى وضح النهار حيث إن أجزاء من حشوات الباب الخارجى لمسجد برقوق تعرض للسرقة، بالإضافة إلى مجموعة مقتنيات أثرية نحاسية.
مشيرا إلى أنه تم وقف ثلاثة حراس عن العمل وتحويلهم للتحقيق، لأن السرقة تقع فى نطاق مسئوليتهم، خاصة أنها حدثت فى وضح النهار وهذا يعد إهمالاً جسيماً من الحرس.
كما تعرض باب قبة الغوري الواقعة عند تقاطع شارع الغورية مع شارع المعز لدين الله وشارع الأزهر في حي الغورية لسرقة حشواته الخشبية وتحديدا من منتصف الباب ، والمثير أن شكل وطريقة السرقة تؤكد أن السارق ليس محترفا أو ربما عابثا خاصة أن مكانها يؤكد أنها تمت بطريقة عشوائية.
وأوضح محسن السيد على فى تصريحات سابقة إن وزارة الدولة لشئون الآثار قامت بنقل جزء من المقتنيات الأثرية المنقولة من شارع المعز الأثرى إلى مخازن وزارة الآثار مرة أخرى، خوفاً من تعرضها للسرقة.
وأضاف أن الوزارة اضطرت لذلك بعد سرقة 7 كشافات من مجموعة السلطان قلاوون الأثرية لنقل كل المقتنيات الموجودة بالمساجد والأسبلة التى يمكن نقلها إلى مخازن الوزارة، وإغلاق الإضاءة بالكامل من الشارع، وذلك للحفاظ على الآثار من السرقة، وتأمينها، خاصة أن هذا الشارع يواجه منذ الثورة انفلاتاً أمنياً كبيراً، وتعرض مراراً للسطو المسلح والتعديات وغير ذلك.
والجدير بالذكر أن وزارة الاثار قامت منذ اشهر عديدة بحملة لإزالة الاشغالات وتعديات الباعة الجائلين بشارع المعز بالجمالية واغلاقه امام السيارات وإعادته لما كان عليه للمشاه فقط ، حيث اتفق المسئولين على تنفيذ حملة لإزالة الباعة الجائلين وتكثيف الوضع الامنى بالشارع من قبل شرطة السياحة والاثار والامن العام المتمثل فى قسم الجماليه و على عودة نقاط الأمن على بوابات الاليكترونية مع اعادة تشغيلها واعادة ماتلف من اجهزة الكترونية اخرى وكاميرات مراقبة بالشارع لمنع عبور السيارت كما تم الاتفاق على اعادة تشغيل "الطفطف" السيارات الكهربائية لنقل المشاة من كبار السن
ويعد ‏شارع‏ ‏المعز‏ ‏‏أحد‏ ‏أهم‏ ‏الشوارع‏ ‏ليس‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏فقط‏ ‏بل‏ ‏علي‏ ‏مستوي‏ ‏العالم‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏القيمة‏ ‏الأثرية‏ ‏والتاريخية‏ حيث يضم جميع العمائر الاسلامية والحربية والدينية والاجتماعية والتعليمية‏ ، كما انه كان يعد الشارع الرئيسي الذي أنشأه الفاطميون للمرور لمدينة القاهرة القديمة.

*******************

آثار شارع المعز تتعرض للسرقة فى وضح النهار
وطنى ميرفت عياد الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 - م
صرح حسن سيد على، أمين عام المجلس الأعلى للآثار أن بعض المقتنيات النحاسية من مجموعة برقوق الأثرية بشارع المعز لدين الله الفاطمى تعرضت للسرقة فى وضح النهار حيث إن أجزاء من حشوات الباب الخارجى لمسجد برقوق تعرض للسرقة، بالإضافة إلى مجموعة مقتنيات أثرية نحاسية.
مشيرا إلى أنه تم وقف ثلاثة حراس عن العمل وتحويلهم للتحقيق، لأن السرقة تقع فى نطاق مسئوليتهم، خاصة أنها حدثت فى وضح النهار وهذا يعد إهمالاً جسيماً من الحرس كما تعرض باب قبة الغوري الواقعة عند تقاطع شارع الغورية مع شارع المعز لدين الله وشارع الأزهر في حي الغورية لسرقة حشواته الخشبية وتحديدا من منتصف الباب ، والمثير أن شكل وطريقة السرقة تؤكد أن السارق ليس محترفا أو ربما عابثا خاصة أن مكانها يؤكد أنها تمت بطريقة عشوائية وأوضح محسن السيد على فى تصريحات سابقة إن وزارة الدولة لشئون الآثار قامت بنقل جزء من المقتنيات الأثرية المنقولة من شارع المعز الأثرى إلى مخازن وزارة الآثار مرة أخرى، خوفاً من تعرضها للسرقة.
وأضاف أن الوزارة اضطرت لذلك بعد سرقة 7 كشافات من مجموعة السلطان قلاوون الأثرية لنقل كل المقتنيات الموجودة بالمساجد والأسبلة التى يمكن نقلها إلى مخازن الوزارة، وإغلاق الإضاءة بالكامل من الشارع، وذلك للحفاظ على الآثار من السرقة، وتأمينها، خاصة أن هذا الشارع يواجه منذ الثورة انفلاتاً أمنياً كبيراً، وتعرض مراراً للسطو المسلح والتعديات وغير ذلك.
والجدير بالذكر أن وزارة الاثار قامت منذ اشهر عديدة بحملة لإزالة الاشغالات وتعديات الباعة الجائلين بشارع المعز بالجمالية واغلاقه امام السيارات وإعادته لما كان عليه للمشاه فقط ، حيث اتفق المسئولين على تنفيذ حملة لإزالة الباعة الجائلين وتكثيف الوضع الامنى بالشارع من قبل شرطة السياحة والاثار والامن العام المتمثل فى قسم الجماليه و على عودة نقاط الأمن على بوابات الاليكترونية مع اعادة تشغيلها واعادة ماتلف من اجهزة الكترونية اخرى وكاميرات مراقبة بالشارع لمنع عبور السيارت كما تم الاتفاق على اعادة تشغيل "الطفطف" السيارات الكهربائية لنقل المشاة من كبار السن
ويعد ‏شارع‏ ‏المعز‏ ‏‏أحد‏ ‏أهم‏ ‏الشوارع‏ ‏ليس‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏فقط‏ ‏بل‏ ‏علي‏ ‏مستوي‏ ‏العالم‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏القيمة‏ ‏الأثرية‏ ‏والتاريخية‏ حيث يضم جميع العمائر الاسلامية والحربية والدينية والاجتماعية والتعليمية‏ ، كما انه كان يعد الشارع الرئيسي الذي أنشأه الفاطميون للمرور لمدينة القاهرة القديمة.

This site was last updated 01/17/13