تعليق من الموقع :هذا مجرد سؤال ليس إلا .. نتسائل كيف توفت الكاتبة الباحثة سناء المصرى؟ بعد أن أثار كتابها هوامش الفتح العربى لمصر ضجة كبيرة وهجوما إسلامياً شديدا ..
*******************************************************************************************************************
سناء منصور وكتابين الذى صدرا في القاهرة عام 1999م ،
بعنوان: هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول
السيدة سناء منصور هى كاتبة قديرة وأعلامية مشهورة على قدر كبير من الذكاء تظهر من ملامحها اللطيفة متزوجة من "الدكتور نبيل سالم": وهو دكتور مشهور معروف وناجح في عمله ورئيس الاتحاد الأفريقي لكرة اليد ونائب رئيس الاتحاد الدولي سابقًا ورئيس اتحاد المعاقين بجانب مناصب دولية عديدة طبية ورياضية،
وقد أحدث كتابها حكايات الدخول عن دار سينا للنشر ضجة فى أوساط مسلمى مصر المتعاطفين مع التيار الوهابى الإسلامى مفضلين إسلامهم قبل مصريتهم وهذا فى الواقع خيانة لمصر وأثار الكتاب ما أثاره من جدل, وقد هاجمها فهمى هويدى قائلاً :
*** أن مؤلفته ليست من المؤرخين أو دارسي التاريخ الأمر الذي أوقعها في خطأين جوهرين :
أولها المسؤولية في الكتاب
*** والثاني العجز عن تحقيق الوقائع والتثبت من صحتها ، لأننا نعرف أن الواقعة الواحدة يمكن أن تروى بأكثر من صيغة طبقا لهوى الراوي . كما أن هناك وقائع قد تكون مختلفة من الأساس ، ووحده دارس التاريخ هو الذي يستطيع أن يحر تلك الوقائع ويرجح واحدة على الأخرى، ومن ثم يعرف كيف يعتمد على واقعة أو يستبعدها وينفيها .
- أن اعتمادها الأساسي كان على مراجع أهمها بعض متعصبي القبط ، وهم قلة استثنائية ، الذين كرهوا الإسلام والعرب والصقوا بالاثنين نقيصة.
- أنها أيضا كانت لها مواقف مسبقة حرصت على أن تؤكدها ، عبر تصيد الشواهد وانتقائها وهو الخطأ الكبير الذي يقع فيه بعض الباحثين في شأن التاريخ، الأمر الذي يمس نزاهة الباحث وحياديته ، وسوء القصد واضح حتى في اللغة التي استخدمتها الكاتبة، وجاءت مسكونة بقدر ظاهر من التحامل وعدم الاحترام، فهي حين تتحدث مثلاً عن جيش الفتح تذكر أنه انضم إليه ((عدد من الصعاليك، قطاع الطرق، الذي أسلموا وعلى رأسهم أبو ذر الغفاري، أحد أصحاب النبي ) )!.
هذا الهجوم دفعها إلى متابعة هوامش الفتح العربى لمصر, لكن توفت قبل أن تدقق وتحقق ما جمعته من أمهات الكتب التاريخية علي مدي أعوام عقب من صدور كتابها الأول . وإحياء لذكري الراحلة سناء المصري صدر الجزء الثاني من هوامش الفتح العربي لمصر تحت عنوان رحلة الانصهار عن دار سينا للنشر
وأدى الهجوم على سناء فى كتابها الأول فراحت تجمع معلومات كثيرة فرجعت إلى أمهات الكتب لثلاثة من كبار المؤرخين : " الكندي - والمقريزي - وساويرس بن المقفع ", أثنين من المسلمين المؤرخين والثالث قبطي , وقد أتفقت أقوال المؤرخين على أن العرب المسلمين كمحتلين أحدثوا مجازر لا مثيل لها فى التاريخ ضد الأقباط هذا غير الإضطهادات الدينية التى صاحبها إضطهادات عنصرية لهم من قبل العرب كجنس والإسلام كدين .
وقد أستعرضت الكاتبة سناء منصور صنوف القهر والتعذيب التي كان يحكم بها آل أمية الرهبان وعامة الشعب القبطى , وعن الثورات القبطية المتتالية
وأبشعها ما جسده آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد الذى أطلق عليه العرب المسلمين أسم الحمار , تجاه القبط, بل إنه قبل رحيله أشعل الحرائق في مصر , ولما آل الأمر إلي العباسيين أظهروا سياسة اجتذاب القبط, وكانوا إذا وجدوا قوما عليهم علامة الصليب يخففون عنهم الخراج ويرفقون بهم .
ولم تدم فرحة القبط كثيرا, فبعد أن دانت مصر وخضعت للعباسيين بعد أن ساعدهم الأقباط أداروا ظهورهم لهم كما فعل عمرو بن العاص , كشفوا عن بغضهم للنصاري ومحبتهم للذهب , فضاعفواالخراج علي الأقباط فى السنة الثالثة , ورأي كثير من الأقباط التحول إلي الإسلام حلا وحيدا للتخلص من عبء الخراج وقسوة العباسيين وغيرهم , وإشتعلت الثورات , التي كانت تزداد تنظيما أكثر مما قبل , ولأسباب تقتصر علي الغلاء والموت جوعا, لكن الجديد في الأمر أن هذه الثورات تطورت لتصبح قائمة علي التحالف بين قبط مصر وعربها
******************************************************
الأهرام: كتب ـ عزمي عبدالوهاب نص الخبر
هوامش الفتح العربي لمصر
هكذا تعبث أصابعهم بأوراق التاريخ
هناك مناطق شائكة في تاريخ مصر, يفضل أساتذة التاريخ عدم الخوض فيها, لأسباب عديدة قد يكون من بينها عدم وفرة المصادر والمراجع, لكن السبب الأكثر قوة هو إيثارهم السلامة بعيدا عن وجع الدماغ, ولم تكن الراحلة سناء المصري ضمن هذه الفئة الغالبة, فآثرت أن تقطع الطريق الصعب وعكفت علي مرحلة الفتح العربي لمصر, وأصدرت كتابها حكايات الدخول عن دار سينا للنشر, وأثار الكتاب ما أثاره من جدل, دفعها لمتابعة هوامش الفتح, لكن المنية وافتها قبل أن تدقق وتحقق ما جمعته من مادة علمية علي مدي أعوام عقب صدور كتابها الأول. وإحياء لذكري سناء المصري صدر الجزء الثاني من هوامش الفتح العربي لمصر تحت عنوان رحلة الانصهار عن دار سينا للنشر, ولا يخفي ما في العنوان من دلالة, فطوال بحثها كانت مشغولة بالسؤال: كيف حدث الانصهار بين العرب الوافدين من الشرق والمصريين المقيمين في الأرض؟
وبعيدا عن مناهج البحث العلمي فإن هناك تصورا ما كان يحكم عمل سناء المصري, يمكننا اختصاره في هذه الفقرة الكتابة عن غنائيات التسامح الإسلامي القادم علي صهوات الجياد دون النظر إلي حالة الشعب المقيم, خلل في التفكير يؤدي غالبا إلي نتائج ظالمة ولذا بحثت سناء عن الثورة التي كانت تهب من آن إلي آخر تحت دوافع عديدة وكلها نتاج أسباب سياسية, لا تنطلق من موقع الرفض, بقدر ما تبحث عن دفع المظالم, وقد استقصت سناء هذه الثورات المتتالية من خلال كتابات ثلاثة مؤرخين كبار, الكندي والمقريزي وساويرس بن المقفع, والأخير قبطي. واستعرض الكتاب صنوف القهر والتعذيب التي كان يضرب بها آل أمية الرهبان وعامة الشعب, وأبشعها ما جسده آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد, تجاه القبط, بل إنه قبل رحيله أشعل الحرائق في كل مكان, ولذلك كان الاضطهاد عاما للمسلمين وغير المسلمين, ولما آل الأمر إلي العباسيين أظهروا سياسة اجتذاب القبط, وكانوا إذا وجدوا قوما عليهم علامة الصليب يخففون عنهم الخراج ويرفقون بهم.
وبالطبع لم تدم فرحة القبط كثيرا, فبعد أن دانت البلاد وخضعت للعباسيين, كشفوا عن بغضهم للنصاري ومحبتهم للفضة, ففي السنة الثالثة ضاعفوا الخراج عليهم, ورأي كثير من الأقباط التحول إلي الإسلام حلا وحيدا للتخلص من عبء الخراج, لكن هذا لم يحل دون إشعال الثورات, التي كانت تزداد تنظيما أكثر مما قبل, ولأسباب تقتصر علي الغلاء والموت جوعا, لكن الجديد في الأمر أن هذه الثورات تطورت لتصبح قائمة علي التحالف بين قبط مصر وعربها.
لكن السؤال الآن: أين رأس الكنيسة من هذه الثورات؟ والإجابة تحتاج إلي معرفة كيف كان عمرو بن العاص يعاملهم منذ بداية الفتح, فقد أحدث معيارا مزدوجا في المعاملة حين أعطي للكنيسة امتيازات لم تكن تحلم بها في الوقت الذي طبق فيه قانون جباية الجزية والخراج علي جموع الشعب القبطي دون هوادة, وبذلك قامت العلاقة بين الحكام العرب والكنيسة وأغنياء القبط, ولم يبق خارج هذا الحلف ـ غير المقدس ـ سوي فقراء الشعب, وقود الثورات وضحاياها, وظلت الكنيسة متمسكة بحكمتها الأزلية, أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ولم تمنع هذه الحكمة وقوع أزمات في العلاقة بين الكنيسة والحكام العرب, لكن أغنياء القبط كانوا كفيلين بالحل.
مائة وثلاث صفحات يضمها الكتاب,, ولو كان قدر لسناء أن تعيش, لخرج الكتاب بصورة أفضل, خاصة أن هناك حكايات ناقصة أو غامضة كانت تحتاج إلي العكوف عليها, لاستخلاص رأي ما يخدم السياق الذي صنعته, وأعني بذلك حكاية مارية القبطية الثانية, وهي حكاية لو صحت بتفاصيلها الواردة بالكتاب, لنسفت السياق الذي أرادته الكاتبة.