جريدة الأهرام عن مقالة بعنوان [ ديوان الحياة المعاصر - مركز تاريخ الأهـرام الحلقة704 - عام رحيل فرسان القلم ] بقلم : د. يونان لبيب رزق
أمين سامي باشا , العالم المؤرخ والمربي الكبير- حسب توصيف الأهرام- الذي رحل في6 فبراير من عام1941, والثاني من مشاهير الصحافة المصرية, عبد القادر حمزة باشا صاحب ورئيس تحرير الجريدة التي ارتبطت باسمه, البلاغ, الذي غادر دنيانا في6 يونيو.
وما يعرفه المثقفون عن أمين سامي باشا, خاصة من المؤرخين, موسوعته المعروفة' تقويم النيل' التي قلما لا يرجع لها معني بالتاريخ المصري, غير أن الأهرام, كعادتها, انتهزت الفرصة, وقدمت ترجمة كاملة لحياة الرجل, حتي لو كانت مختصرة!
ذكرت جريدتنا أن الرجل تخرج من مدرسة الهندسة, ثم اختار أن يشتغل بالتعليم, فعمل مدرسا ثم ناظرا في مدارس المنصورة, التي انتقل منهاإلي المبتديان فالناصرية فدار العلوم. وعندما أحيل إلي المعاش ظل يوافي جهوده للنهوض بشئون التعليم, فكان عضوا في مجلس المعارف الأعلي' وكثيرا ما ركن وزراء المعارف إلي آرائه في هذه الشئون'.
الذي يعنينا من هذه السيرة المختصرة التي قدمتها الأهرام للمؤرخ الراحل عنايته الفائقة بالبحوث العلمية, والتاريخية منها علي وجه الخصوص, مما بقي أثره النافع ماثلا في مؤلفاته الكثيرة, ومن بينها' تقويم النيل' الذي يعد سفرا فريدا في بابه علي حد توصيف جريدتنا.
وتضيف النبذة المختصرة للسيرة الذاتية التي جاءت في هذه المناسبة أنه اختير عضوا في مجلس الشيوخ' تقديرا لعلمه وفضله, فكان له قدره الرفيع بين زملائه ممن أسندت إليهم عضوية هذا المجلس من كبار رجال الدولة, حيث ظل يعمل معهم حتي وافاه القدر المحتوم'!
وليس مفهوما بدرجة كافية هذه الحفاوة البالغة بجنازة ناظر سابق من نظار وزارة المعارف, حتي لو كان قد نال عضوية مجلس الشيوخ, وهل مساهمته بكتاب' تقويم النيل' وحدها تكفي لأن تتقدم الجنازة ثلة من رجال البوليس وقوة بوليس البرلمان, وأن يشارك فيها عدد من كبار رجال الدولة علي اختلاف مشاربهم; ففضلا عن مندوب للملك ورئيس الوزراء كان هناك اثنان من أصحاب المقام الرفيع, مصطفي النحاس باشا زعيم الوفد وعلي ماهر رئيس الوزراء السابق, ورئيس مجلس الشيوخ وأحمد حسنين باشا والوزراء وعبد العزيز فهمي باشا والأستاذ الريدي موفدا من' أم المصريين' والوزراء السابقون ووكلاء الوزارات وكبار الموظفين ورجال التعليم وأعضاء البرلمان ورجال القضاء ومديرو البنوك وكثير من الأعيان والتجار.
التفسير قدمه أحد تلامذة أمين سامي, مصطفي الشهابي مدرس الآداب بمدرسة الناصرية, وقد ذكر أن أمين سامي بقي ناظرا لهذه المدرسة لمدة ربع قرن, وأنه تخرج منها خلال هذه الحقبة عدد من أقطاب الدولة في مصر' وهم مدينون لناظرهم القديم, إذ كانت نشأتهم علي يديه, فهذبهم وأعدهم للحياة إعدادا حسنا في مرحلة التعليم الابتدائي, وهي أساس مراحل التكوين للمستقبل'. وآثر الأستاذ الشهابي أن يذكر أسماء بعضا من هؤلاء, فجاء في طليعتهم كل من أصحاب المقام الرفيع مصطفي النحاس باشا وعلي ماهر باشا, ومنهم حسين سري باشا وإبراهيم دسوقي أباظة وغيرهم.
ولعل هذا التاريخ هو الذي دفع أساتذة المدرسة وطلابها إلي الدعوة للاكتتاب لصنع تمثال لصاحب' تقويم النيل' الراحل ينصب في فناء المدرسة, وأقامت من أسمت نفسها جماعة' أبناء الناصرية' مسابقة لهذا فاز فيها المثال مصطفي متولي, وقد قدمت الأهرام صورة للتمثال وصانعه في عددها الصادر يوم8 نوفمبر, وأعلنت أن النية متجهة للاحتفال بتنصيبه في فناء المدرسة في فبراير التالي احتفالا بالعيد الثمانيني لها!
وما يذكره التاريخ أن أول من اقترح اسم النادى الأهلى للرياضة البدنية هو / أمين سامى باشا ـ وكان ذلك في 25 فبراير 1908