Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة اثنتي عشرة وأربعمائة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة سنة أربع عشرة وأربعمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة381
سنة382 وسنة383
سنة384 وسنة385
سنة486
سنة387 وسنة388
سنة389
سنة390 وسنة391
سنة392 وسنة393 وسنة394
سنة395 وسنة397 وسنة398
سنة 398 وسنة399 وسنة400
سنة401 وسنة402
سنة403 سنة404 وسنة405
سنة406
سنة407
سنة408 وسنة409
سنة410 وسنة411
سنة412 وسنة413 وسنة414
سنة415 وسنة416
سنة417 وسنة418
سنة419 وسنة420
سنة421 وسنة422

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة
ذكر الخطبة لمشرف الدولة ببغدادوقتل وزيره أبي غالب

في هذه السنة، في المحرم قطعت خطبة سلطان الدولة من العراق، وخطب لمشرف الدولة، فطلب الديلم من مشرف الدولة أن ينحدروا إلى بيوتهم بخوزستان، فأذن لهم، وأمر وزيره أبا غالب بالانحدار معهم، فقال له: إني إن فعلت خاطرت بنفسي، ولكن أبذلها في خدمتك.
ثم انحدر في العساكر، فلما وصل إلى الأهواز نادى الديلم بشعار سلطان الدولة، وهجموا على أبي غالب فقتلوه، فسار الأتراك الذين كانوا معه إلى طراد ابن دبيس الأسدي بالجزيرة التي لنبي دبيس، ولم يقدروا أن يدفعوا عنه، فكانت وزارته ثمانية عشر شهراً وثلاثة أيام، وعمره ستين سنة وخمسة أشهر، فأخذ ولده أبو العباس، وصودر على ثلاثين ألف دينار. فلما بلغ سلطان الدولة قتله اطمأن، وقويت نفسه، وكان قد خافه، وأنفذ ابنه أبا كاليجار إلى الأهواز فملكها.
ذكر وفاة صدقة صاحب البطيحة
في هذه السنة مرض صدقة صاحب البطيحة، فقصدها أبو الهيجاء محمد بن عمران بن شاهين، في صفر، وكان أبو الهيجاء بعد موت أبيه قد تمزق في البلاد تارةً بمصر، وتارةً عند بدر بن حسنويه، وتارةً بينهما، فلما ولي الوزير أبو غالب أنفق عليه لأدب كان فيه، فكاتبه بعض أهل البطيحة ليسلموا إليه، فسار إليهم، فسمع به صدقة قبل موته بيومين، فسير إليه جيشاً، فقاتلوه، فانهزم أبو الهيجاء وأخذ أسيراً، فأراد استبقاءه فمنعه سابور ابن المرزبان بن مروان، وقتله بيده.
ثم توفي صدقة، بعد قتله، في صفر، فاجتمع أهل البطيحة على ولاية سابور بن المرزبان، فوليهم، وكتب إلى مشرف الدولة يطلب أن يقرر عليه ما كان على صدقة من الحلم، ويستعمل على البطيحة، فأجابه إلى ذلك، وزاد في القرار عليه، واستقر في الأمر.
ثم إن أبا نصر شيرزاد بن الحسن بن مروان زاد في المقاطعة، فلم يدخل سابور في الزيادة، فولي أبو نصر البطيحة، وسار إليها، وفارقها سابور إلى الجزيرة بني دبيس، واستقر أبو نصر في الولاية، وأمنت به الطرق.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة توفي علي بن هلال المعروف بابن البواب، الكاتب المشهور، وإليه انتهى الخط، ودفن بجوار أحمد بن حنبل، وكان يقص بجامع بغداد، ورثاه المرتضى، وقيل كان موته سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
وفيها حج الناس من العراق، وكان قد انقطع سنة عشر وسنة إحدى عشرة، فلما كان هذه السنة قصد جماعة من أعيان خراسان السلطان محمود بن سبكتكين وقالوا له: أنت أعظم ملوك الإسلام، وأثرك في الجهاد مشهور، والحج قد انقطع كما ترى، والتشاغل به واجبٌ، وقد كان بدر بن حسنويه، وفي أصحابك كثير أعظم منه، يسير الحاج بتدبيره، وما له عشرون، فاجعل لهذا الأمر حظاً من اهتمامك.(4/180)
فتقدم إلى أبي محمد الناصحي قاضي قضاة بلاده بأن يسير بالحاج، وأعطاه ثلاثين ألف دينار يعطيها للعرب سوى النفقة في الصدقات، ونادى في خراسان بالتأهب للحج، فاجتمع خلق عظيم، وساروا، وحج بهم أبو لحسن الأقساسي، فلما بلغوا فيد حصرهم العرب، فبذل لهم الناصحي خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا، وصمموا العزم على أخذ الحاج، وكان مقدمهم رجل يقال له حمار بن عدي، بضم العين، من بني نبهان، فركب فرسه، وعليه درعه وسلاحه، وجال جولة يرهب بها، وكان من سمرقند شاب يوصف بجودة الرمي، فرماه بسهم فقتله، وتفرق أصحابه، وسلم الحاج فحجوا، وعادوا سالمين.
وفيها قلد أبو جعفر السمناني الحسبة، والمواريث، ببغداد، والموتى.
وتوفي هذه السنة أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدالله الماليني الصوفي بمصر، في شوال، وهو من المكثرين في الحديث؛ ومحمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز، المعروف بابن زرقويه، شيخ الخطيب أبي بكر، ومولده سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان فقيهاً شافعياً؛ وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي الصوفي، النيسابوري، صاحب طبقات الصوفية؛ وأبو علي الحسن بن علي الدقاق النيسابوري الصوفي، شيخ أبي القاسم القشيري؛ وأبو الفتح بن أبي الفوارس.


المجلد السادس
بسم الله الرحمن الرحيم
ثم دخلت سنة ثلاث عشرة وأربعمائة
ذكر الصلح بين سلطان الدولة ومشرف الدولة

في هذه السنة اصطلح سلطان الدولة وأخوه مشرف الدولة وحلف كل واحد منهما لصاحبه، وكان الصلح بسعي من أبي محمد بن مكرم، ومؤيد الملك الرخجي، وزير مشرف الدولة، على أن يكون العراق جميعه لمشرف الدولة، وفارس وكرمان لسلطان الدولة.
ذكر مقتل المعز وزيره وصاحب جيشه
في هذه السنة قتل المعز بن باديس، صاحب إفريقية، وزيره وصاحب جيشه أبا عبد الله محمد بن الحسن.
وسبب ذلك أنه أقام سبع سنين لم يحمل إلى المعز من الأموال شيئاً بل يجبيها ويرفعها عنده، وطمع طمعاً عظيماً، لا يصبر على مثله، بكثرة أتباعه، ولأن أخاه عبد الله بطرابلس الغرب مجاور لزناتة، وهم أعداء دولته، فصار المعز لا يكاتب ملكاً، ولا يراسله، إلا ويكتب أبو عبد الله معه عن نفسه، فعظم ذلك على المعز وقتله.
يحكى عن أبي عبد الله أنه قال: سهرت ليلة أفكر في شيء أحدثه في الناس وأخرجه عليهم من الخدم التي التزمتها، فنمت فرأيت عبد الله بن محمد الكاتب، وكان وزيراً لباديس، والد هذا المعز، وكان عظيم القدر والمحل، وهو يقول لي: اتق الله، أبا عبد الله، في الناس كافة، وفي نفسك خاصة، فقد أسهرت عينيك، وأبرمت حافظيك، وقد بدا لي منك ما خفي عليك، وعن قليل ترد على ما وردنا، وتقدم على ما قدمنا. فاكتب عني ما أقول، فإنني لا أقول إلا حقاً. فأملى علي هذه الأبيات:
وليت، وقد رأيت مصير قوم ... هم كانوا السماء وكنت أرضا
سموا درج العلى حتى اطمأنوا ... وهد بهم، فعاد الرفع خفضا
وأعظم أسوة لك بي لأني ... ملكت ولم أعش طولاً وعرضا
فلا تغتر بالدنيا وأقصر ... فإن أوان أمرك قد تقضى
قال: فانتبهت مرعوباً، ورسخت الأبيات في حفظي، فلم يبق بعد هذا المنام غير شهرين حتى قتل.
ولما وصل خبر قتله إلى أخيه عبد الله بطرابلس بعث إلى زناتة فعاهدهم، وأدخلهم مدينة طرابلس، فقتلوا من كان فيها من صنهاجة وسائر الجيش، وأخذوا المدينة.
فلما سمع المعز ذلك أخذ أولاد عبد الله ونفراً من أهلهم فحبسهم، ثم قتلهم بعد أيام، لأن نساء المقتولين بطرابلس استغثن إلى المعز في قتلهم فقتلهم.
ذكر عدة حوادث
وفيها كان بإفريقية غلاء شديد، ومجاعة عظيمة لم يكن مثلها في تعذر الأقوات، إلا أنه لم يمت فيها أحد بسبب الجوع، ولم يجد الناس كبير مشقة.
وفيها، في شهر رمضان، استوزر مشرف الدولة أبا الحسين بن الحسن الرخجي، ولقب مؤيد الملك، وامتدحه مهيار وغيره من الشعراء وبني مارستانا بواسط، وأكثر فيه من الأدوية والأشربة، ورتب له الخزان والأطباء، ووقف عليه الوقوف الكثيرة، وكان يعرض عليه الوزارة فيأباها، فلما قتل أبو غالب ألزمه بها مشرف الدولة فلم يقدر على الامتناع. (4/181)
وفيها توفي أبو الحسن علي بن عيسى السكري شاعر السنة، ومولده ببغداد في صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وكان قد قرأ الكلام على القاضي أبي بكر بن الباقلاني، وإنما سمي شاعر السنة لأنه أكثر مدح الصحابة، ومناقضات شعراء الشيعة.
وفيها توفي أبو علي عمر بن محمد بن عمر العلوي، وأخذ السلطان ماله جميعه.
وفيها توفي أبو عبد الله بن المعلم، فقيه الإمامية، ورثاه المرتضى.


ثم دخلت سنة أربع عشرة وأربعمائة
ذكر استيلاء علاء الدولة على همذان

في هذه السنة استولى أبو جعفر بن كاكويه على همذان وملكها وكذلك غيرها مما يقاربها.
وسبب ذلك أن فرهاذ بن مرداويج الديلمي، مقطع بروجرد، قصده سماء الدولة أبو الحسن بن شمس الدولة بن بويه، صاحب همذان، وحصره فالتجأ فرهاذ إلى علاء الدولة، فحماه ومنع عنه، وسارا جميعاً إلى همذان فحصراها وقطعا الميرة عنها، فخرج إليهما من بها من العسكر، فاقتتلوا فرحل علاء الدولة إلى جرباذقان، فهلك من عسكره ثلاثمائة رجل من شدة البرد.
فسار إليه تاج الملك القوهي، مقدم عسكر همذان، فحصره بها، فصانع علاء الدولة الأكراد الذين مع تاج الملك، فرحلوا عنه، فخلص من الحصار، وشرع بالتجهز ليعاود حصار همذان، فأكثر من الجموع، وسار إليها، فلقيه سماء الدولة في عساكره ومعه تاج الملك، فاقتتلوا، فانهزم عسكر همذان، ومضى تاج الملك إلى قلعة فاحتمى بها، وتقدم علاء الدولة إلى سماء الدولة، فترجل له وخدمه، وأخذه وأنزله في خيمته، وحمل إليه المال وما يحتاج إليه، وسار وهو معه إلى القلعة التي بها تاج الملك، فحصره وقطع الماء عن القلعة، فطلب تاج الملك الأمان فأمنه، فنزل إليه، ودخل معه همذان.
ولما ملك علاء الدولة همذان سار إلى الدينور فملكها، ثم إلى سابور خواست فملكها أيضاً، وجمع تلك الأعمال، وقبض على أمراء الديلم الذين بهمذان، وسجنهم بقلعة عند أصبهان، وأخذ أموالهم وأقطاعهم، وأبعد كل من فيه شر من الديلم، وترك عنده من يعلم أنه لا شر فيه، وأكثر القتل، فقامت هيبته، وخافه الناس، وضبط المملكة. وقصد حسام الدولة أبا الشوك، فأرسل إليه مشرف الدولة يشفع فيه، فعاد عنه.
ذكر وزارة أبي القاسم المغربي لمشرف الدولة
في هذه السنة قبض مشرف الدولة على وزيره مؤيد الملك الرخجي في شهر رمضان، وكانت وزارته سنتين وثلاثة أيام.
وكان سبب عزله أن الأثير الخادم تغير عليه لأنه صادر ابن شعيا اليهودي على مائة ألف دينار، وكان متعلقاً على الأثير، فسعى وعزله، واستوزر بعده أبا القاسم الحسين بن علي بن الحسين المغربي ومولده بمصر سنة سبعين وثلاثمائة، وكان أبوه من أصحاب سيف الدولة بن حمدان، فسار إلى مصر، فتولى بها، فقتله الحاكم، فهرب ولده أبو القاسم إلى الشام، وقصد حسان بن المفرج بن الجراح الطائي، وحمله على مخالفة الحاكم والخروج عن طاعته، ففعل ذلك، وحسن له أن يبايع أبا الفتوح الحسن بن جعفر العلوي، أمير مكة، فأجابه إليه، واستقدمه إلى الرملة، وخوطب بأمير المؤمنين.
فأنفذ الحاكم إلى حسان مالاً جليلاً، وأفسد معه حال أبي الفتوح، فأعاده حسان إلى وادي القرى، وسار أبو الفتوح منه إلى مكة. ثم قصد أبو القاسم العراق، واتصل بفخر الملك، فاتهمه القادر بالله لأنه من مصر، فأبعده فخر الملك، فقصد قرواشاً بالموصل، فكتب له، ثم عاد عنه، وتنقلت به الحال إلى أن وزر بعد مؤيد الملك الرخجي.
وكان خبيثاً، محتالاً، حسوداً، إذا دخل عليه ذو فضيلة سأله عن غيرها ليظهر للناس جهله.
وفيها، في المحرم، قدم مشرف الدولة إلى بغداد، ولقيه القادر بالله في الطيار، وعليه السواد، ولم يلق قبله أحداً من ملوك بني بويه.
وفيها قتل أبو محمد بن سهلان، قتله نبكير بن عياض عند إيذج.
ذكر الفتنة بمكة (4/182)
في هذه السنة كان يوم النفر الأول يوم الجمعة، فقام رجل من مصر، بإحدى يديه سيف مسلول، وفي الأخرى دبوس، بعدما فرغ الإمام من الصلاة، فقصد ذلك الرجل الحجر الأسود كأنه يستلمه، فضرب الحجر ثلاث ضربات بالدبوس، وقال: إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد وعلي؟ فليمنعني مانع من هذا، فإني أريد أن أهدم البيت. فخاف أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه، وكاد يفلت، فثار به رجل فضربه بخنجر فقتله، وقطعه الناس وأحرقوه، وقتل ممن اتهم بمصاحبته جماعة وأحرقوا، وثارت الفتنة، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غير من اختفى منهم.
وألح الناس، ذلك اليوم، على المغاربة والمصريين بالنهب والسلب، وعلى غيرهم في طريق منى إلى البلد. فلما كان الغد ماج الناس واضطربوا، وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل، فقالوا: نحن مائة رجل، فضربت أعناق هؤلاء الأربعة، وتقشر بعض وجه الحجر من الضربات، فأخذ ذلك الفتات وعجن بلك وأعيد إلى موضعه.

ذكر فتح قلعة من الهند
في هذه السنة أوغل يمين الدولة محمود بن سبكتكين في بلاد الهند، فغنم وقتل، حتى وصل إلى قلعة على رأس جبل منيع، ليس له مصعد إلا من موضع واحد، وهي كبيرة تسع خلقاً، وبها خمسمائة فيل، وفي رأس الجبل من الغلات، والمياه، وجميع ما يحتاج الناس إليه، فحصرهم يمين الدولة، وأدام الحصار، وضيق عليهم، واستمر القتال، فقتل منهم كثير.
فلما رأوا ما حل بهم أذعنوا له، وطلبوا الأمان، فأمنهم وأقر ملكهم فيها على خراج يأخذه منه، وأهدى له هدايا كثيرة، منها طائر على هيئة القمري من خاصيته إذا أحضر الطعام وفيه سم دمعت عينا هذا الطائر وجرى منهما ماء وتحجر، فإذا حك وجعل على الجراحات الواسعة ألحمها.
ذكر عدة حوادث
فيها توفي القاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي الرازي، صاحب التصانيف المشهورة في الكلام وغيره، وكان موته بمدينة الري، وقد جاوز تسعين سنة، وأبو عبد الله الكشفلي، الفقيه الشافعي، وأبو جعفر محمد بن أحمد الفقيه الحنفي النسفي، وكان زاهداً مصنفاً، وهلال بن محمد بن جعفر أبو الفتح الحفار، ومولده سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وكان عالماً بالحديث، عالي الإسناد.

This site was last updated 07/26/11