Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وسنة أربع عشرة وثلاثمائة 

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة295
سنة296
سنة297 وسنة298 وسنة299
سنة300 وسنة301
سنة302 وسنة303
سنة303 وسنة304 وسنة305 وسنة306
سنة307 وسنة308 وسنة309
سنة310 وسنة311
سنة312
سنة313 وسنة314
سنة315
سنة316
سنة317
سنة318 وسنة319
سنة320

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
ذكر عزل الخاقانيّ عن الوزارة
ووزارة الخصيبيّ

في هذه السنة، في شهر رمضان، عُزل أبو القاسم الخاقانيُّ عن وزارة الخليفة. (3/415)
وكان سبب ذلك أنّ أبا العبّاس الخصيبيَّ علم بمكان امرأة المحسن بن الفرات، فسأل أن يتولّى النظر في أمرها، فأذن له المقتدر في ذلك، فاستخلص منها سبع مائة ألف دينار وحملها إلى المقتدر، فصار له معه حديث، فخافه الخاقانيُّ، فوضع مَن وقع عليه وسعى به، فلم يصغ المقتدر إلى ذلك، فلمّا علم الخصيبيُّ بالحال كتب إلى المقتدر يذكر معايب الخاقانيّ وابنه عبد الوهّاب وعجزهما، وضياع الأموال، وطمع العمّال.
ثمّ إنّ الخاقانيَّ مرض مرضاً شديداً، وطال به، فوقفت الأحوال، وطلب الجند أرزاقهم، وشغبوا، فأرسل المقتدر إليه في ذلك، فلم يقدر على شيء، فحينئذ عزله، واستوزر أبا العبّاس الخصيبيَّ وخلع عليه، وكان يكتب لأمّ المقتدر، فلمّا وزَر كتب لها بعده أبو يوسف عبد الرحمن بن محمّد، وكان قد تزهّد وترك عمل السلطان، ولبس الصوف والفوط، فلمّا أُسند إليه هذا العمل ترك ما كان عليه من الزهد، فسمّاه الناس المرتدّ.
فلمّا وليَ الخصيبيُّ أقرّ عليَّ بن عيسى على الإشراف على أعمال مصر والشام، فكان يتردّد من مكّة إليها في الأوقات، واستعمل العُمّال في الأعمال، واستعمل أبا جعفر محمّد بن القاسم الكرخيَّ بعد إن صادره بثمانية وخمسين ألف دينار على الإشراف على الموصل وديار ربيعة.
ذكر ما فتحه أهل صقلّية
في هذه السنة سار جيش صِقلّية مع أميرهم سالم بن راشد وأرسل إليهم المهديُّ جيشاً من إفريقية، فسار إلى أرض انكبردة، ففتحوا غيران وأبرجة، وغنموا غنائم كثيرة، وعاد جيش صقلّية، وساروا إلى أرض قِلَّوريَة، وقصدوا مدينة طارنت، فحصروها وفتحوها بالسيف في شهر رمضان ووصلوا إلى مدينة أدرنت، فحصروها، وخرّبوا منازلها، فأصاب المسلمين مرض شديد كبير، فعادوا، ولم يزل أهل صقلّية يغيرون على ما بأيدي الروم من جزيرة صقلّية، وقِلّوريَة، وينهبون ويخربون.
ذكر عدّة حوادث
في هذه السنة فتح إبراهيم المِسْمعيُّ ناحية القُفص، وهي من حدود كَرْمان، وأسر منهم خمسة آلاف إنسان وحملهم إلى فارس وباعهم.
وفيها كثرت الأرطاب ببغداد، حتّى عملوا منها التمور، وحُملت إلى واسط والبصرة، فنُسب أهل بغداد إلى البغي.
وفيها كتب ملك الروم إلى أهل الثغور يأمرهم بحمل الخراج إليه، فإن فعلوا، وإلاّ قصدهم فقتل الرجال، وسبى الذريّة، وقال: إنّني صحّ عندي صعف ولاتكم؛ فلم يفعلوا ذلك، فسار إليهم، وأخرب البلاد، ودخل مَلَطْيَة في سنة أربع عشرة وثلاثمائة، فأخربوها، وسبوا منها، ونهبوا، وأقام فيها ستة عشر يوماً.
وفيها اعترض القرامطة الحاجَّ بزبالة فقاتلهم أصحاب الخليفة، فانهزموا، ووضع القرامطة على الحاجّ قطيعة، فأخذوها، وكفوا عنهم، فساروا إلى مكّة.
وفيها انقضّ كوكب كبير وقت المغرب، له صوت مثل الرعد الشديد، وضوء عظيم أضاءت له الدنيا.
وفيها توفّي محمّد بن محمّد بن سليمان الباغنديُّ في ذي الحجّة، وهو من حفّاظ المحدّثين، وأبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران السرّاج النَّيسابوريُّ وعمره تسع وتسعون سنة، وكان من العلماء الصالحين، وعبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البَغَويُّ، توفّي ليلة الفِطر، وكان عمره مائة سنة وسنتين، وهو ابن بنت أحمد بن منيع.
وفيها توفّي عليُّ بن محمّد بن بشّار أبو الحسن الزاهد.


ثم دخلت سنة أربع عشرة وثلاثمائة
ذكر مسير ابن أبي الساج إلى واسط

وفي هذه السنة قلّد المقتدرُ يوسفَ بن أبي الساج نواحي المشرق، وأذن له في أخذ أموالها وصرفها إلى قوّاده وأجناده، وأمره بالقدوم إلى بغداد من أذربيجان، والمسير إلى واسط، ليسير إلى هَجَر لمحاربة أبي طاهر القُرمطيّ، فسار إلى واسط، وكان بها مؤنس المظفَّر، فلمّا قاربها يوسف صعد مؤنس إلى بغداد ليقيم بها، وجعل له أموال الخراج بنواحي هَمذان، وساوةَ، وقُمّ، وقَاشان، وماه البَصرة، وماه الكوفة، وماسَبَذان، لينفقها على مائدته، ويستعين بذلك على محاربة القرامطة؛ وكان هذا كلّه من تدبير الخصيبيّ.
ذكر الحرب بين عبد الله بن حَمدان والأكراد والعرب (3/416)
وفي هذه السنة أفسد الأكراد والعرب بأرض الموصل وطريق خُراسان، وكان عبد الله بن حَمدان يتولّى الجميع وهو ببغداد، وابنه ناصر الدولة بالموصل، فكتب إليه أبوه يأمره بجمع الرجال، والانحدار إلى تكريت، ففعل وسار إليها، فوصل إليها في رمضان، واجتمع بأبيه، وأحضر العرب، وطالبهم بما أحدثوا في عمله بعد أن قتل منهم، ونكّل ببعضهم، فردّوا على الناس شيئاً كثيراً، ورحل بهم إلى شَهرزور، فوطئ الأكراد الجلالّية فقاتلهم، وانضاف إليهم غيرهم، فاشتدّت شوكتهم، ثمّ إنّهم انقادوا إليه لّما رأوا قوّته، وكفّوا عن الفساد والشرّ.
ذكر عزل الخصيبيّ
ووزارة عليّ بن عيسى

في هذه السنة، في ذي القعدة، عزل المقتدر أبا العبّاس الخصيبيَّ عن الوزارة.
وكان سبب ذلك أنّ الخصيبيّ أضاف إضافة شديدة، ووقفت أمور السلطان لذلك، واضطرب أمر الخصيبيّ.
وكان حين وليَ الوزارة قد اشتغل بالشرب كلّ ليلة؛ وكان يصبحُ سكران لا قصد فيه لعمل وسماع حديث؛ وكان يترك الكتب الواردة الدواوين لا يقرأها إلاّ بعد مدة ويهمل الأجوبة عنها، فضاعت الأموال، وفاتت المصالح، ثمّ إنّه لضجره وتبرُّمه بها وبغيرها من الأشغال، وكَل الأمورَ إلى نوابه، وأهمل الاطلاع عليها، فباعوا مصلحته بمصلحة نفوسهم.
فلمّا صار الأمر إلى هذه الصورة أشار مؤنس المظفَّر بعزله، وولاية عليّ ابن عيسى، فقَبض عليه، وكانت وزارته سنة وشهرين، وأخذ ابنه وأصحابه فحُبسوا، وأرسل المقتدر بالله بالغد إلى دمشق يستدعي عليَّ بن عيسى، وكان بها. وأمر المقتدر أبا القاسم عبيدالله بن محمّد الكلوذانيَّ بالنيابة عن عليّ ابن عيسى إلى أن يحضر، فسار عليُّ بن عيسى إلى بغداد، فقدمها أوائل سنة خمس عشرة، واشتغل بأمور الوزارة، ولازم النظر فيها، فمشت الأمور، واستقامت الأحوال.
وكان من أقوم الأسباب في ذلك أنّ الخصيبيّ كان قد اجتمع عند رقاع المصادرين، وكفالات مَن كفل منهم، وضمانات العمّال بما ضمنوا من المال بالسواد، والأهواز، وفارس، والمغرب، فنظر فيها عليٌّ، وأرسل في طلب تلك الأموال، فأقبلت إليه شيئاً بعد شيء، فأدّى الأرزاق، وأخرج العطاء، وأسقط من الجند مَن لا يحمل السلاح، ومن أولاد المرتزقة من هو في المهد، فإنّ آباءهم أثبتوا أسماءهم، ومن أرزاق المغنّين، والمساخرة، والندماء، والصفاعنة، وغيرهم، مثل الشيخ الهرم، ومن ليس له سلاح، فإنّه أسقطهم، وتولّى الأعمال بنفسه ليلاً ونهاراً، واستعمل العمّال في الولايات، واختار الكفاة.
وأمر المقتدر بالله بمناظرة أبي العبّاس الخصيبيّ، فأحضره، وأحضر الفقهاء والقضاة والكتّاب وغيرهم، وكان عليٌّ وقوراً لا يسفه، فسأله عما صحّ من الأموال من الخراج، والنواحي، والأصقاع والمصادرات والمتكلّفين بها، ومن البواقي القديمة إلى غير ذلك، فقال: لا أعلمه.
وسأله عن الإخراجات، والواصل إلى المخزن، فقال: لا أعرفه؛ وقال له: لِمَ أحضرت يوسف بن أبي الساج، وسلّمت إليه أعمال المشرق، سوى أصبهان، وكيف تعتقد أنّه يقدر هو وأصحابه، وهم قد ألفوا البلاد الباردة الكثيرة المياه، على سلوك البرية القفراء، والصبر على حرّ بلاد الإحساء والقطيف، ولِمَ لَمْ تجعل معه منفقاً يخرج المال على الأجناد ؟ فقال: ظننتُ أنّه يقدر على قتال القرامطة، وامتنع من أن يكون معه منفق.
فقال له: كيف استجزتَ في الدين والمروءة ضرب حُرِمَ المصادَرين وتسليمهنّ إلى أصحابك، كامرأة ابن الفرات وغيره، فإن كانوا فعلوا ما لا يجوز ألستَ أنت السبب في ذلك ؟ ثمّ سأله عن الحاصل له، وعن إخراجاته، فخلّط في ذلك، فقال له: غرّرت بنفسك، وغرّرتَ بأمير المؤمنين، ألا قلت له إنّني لا أصلح للوزارة، فقد كان الفُرس، إذا أرادوا أن يستوزروا وزيراً، نظروا في تصرّفه لنفسه فإن وجدوه حازماً، ضابطاً، ولّوه، وإلاّ قالوا: من لا يحسن يدبّر نفسه فهو من غير ذلك أعجز، وتركوه؛ ثم أعاده إلى محبسه.
ذكر استيلاء السامانيّة على الرَّيّ(3/417)
لّما استدعى المقتدرُ يوسفَ بن أبي الساج إلى واسط كتب إلى السعيد نصر ابن أحمد السامانيّ بولاية الرَّيّ، وأمره بقصدها، وأخذها من فاتك، غلام يوسف، فسار نصر بن أحمد إليها، أوائل سنة أربع عشرة وثلاثمائة، فوصل إلى جبل قارن، فمنعه أبو نصر الطبريُّ من العبور، فأقام هناك، فراسله، وبذل له ثلاثين ألف دينار حتّى مكّنه من العبور، فسار حتّى قارب الرَّيّ، فخرج فاتك عنها، واستولى نصر بن أحمد عليها في جمادى الآخرة، وأقام بها شهرَيْن، وولّى عليها سيمجور الدواتيَّ وعاد عنها.
ثمّ استعمل عليها محمّد بن عليّ صعلوك، وسار نصر إلى بخارى، ودخل صعلوك الرَّيّ، فأقام بها إلى أوائل شعبان سنة ست عشرة وثلاثمائة فمرض، فكاتب الحسنَ الدَّاعي، وما كان بن كالي في القدوم عليه ليسلّم الريّ إليهما، فقدما عليه، فسلّم الريّ إليهما وسار عنها، فلّما بلغ الدامغان مات.
ذكر عدّة حوادث
وفي هذه السنة ضمن أبو الهيجاء عبدُ الله بن حمدان أعمال الخراج والضِّياع بالموصل، وقَرْدَى، وبازَبْدَى، وما يجري معها.
وفيها سار ثمل إلى عمله بالثغور، وكان في بغداد.
وفيها، في ربيع الآخر، خرجت الروم إلى مَلَطْية وما يليها مع الدُّمُسْتُق، ومعه مليح الأرمنيُّ صاحب الدُّروب، فنزلوا على مَلَطْية، وحصروها، فصبر أهلها، ففتح الروم أبواباً من الربض، فدخلوا، فقاتلهم أهله، وأخرجوهم منه، ولم يظفروا من المدينة بشيء، وخرّبوا قرى كثيرة من قراها، ونبشوا الموتى، ومثلوا بهم، ورحلوا عنهم؛ وقصد أهل مَلَطْية بغداد مستغيثين، في جُمادى الأولى، فلم يعانوا، فعادوا بغير فائدة، وغزا أهل طَرَسُوس صائفة، فغنموا وعادوا.
وفيها جمدت دجلة عند الموصل من بلدَ إلى الحَدِيثة، حتّى عبر عليها الدّواب لشدّة البرد.
وفيها توفّي الوزر أبو القاسم الخاقانيُّ، وهرب ابنه عبد الوهّاب، ولم يحضر غسل أبيه ولا الصلاة عليه، وكان الوزير قد أُطلق من محبسه قبل موته.
وفيها توجّه أبو طاهر القُرمُطيُّ نحو مكّة،؛ فبلغ خبره إلى أهلها، فنقلوا حُرَمَهم وأموالهم إلى الطائف وغيره خوفاً منه.
وفيها كتب الكلوذانيُّ إلى الوزير الخصيبيّ، قبل عزله، بأنّ أبا طالب النُّوبَنْدَجَانيَّ قد صار يجري مجرى أصحاب الأطراف، وأنّه قد تغلّب على ضياع السلطان، واستغل منها جملة عظيمة، فصودر أبو طالب على مائة ألف دينار.

This site was last updated 07/15/11