Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة خمس وتسعين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة295
سنة296
سنة297 وسنة298 وسنة299
سنة300 وسنة301
سنة302 وسنة303
سنة303 وسنة304 وسنة305 وسنة306
سنة307 وسنة308 وسنة309
سنة310 وسنة311
سنة312
سنة313 وسنة314
سنة315
سنة316
سنة317
سنة318 وسنة319
سنة320

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة خمس وتسعين ومائتين

ذكر خلافة المقتدر بالله
وكان السبب في ولاية المقتدر بالله الخلافة، وهوأبوالفضل جعفر بن المعتضد، أن المكتفي لما ثقل في مرضه أفكر الوزير جينئذ، وهوالعباس بن الحسن، فيمن يصلح للخلافة، وكان عادته أن يسايره، إذا ركب إلى دار الخلافة، واحد من هؤلاء الأربعة الذين يتولون الدواوين، وهم: أبوعبد الله محمد بن داود بن الجراح، وأبوالحسن محمد بن عبدان، وأبوالحسن علي بن محمد بن الفرات، وأبوالحسن علي بن عيسى، فاستشار الوزير يوماً محمد ابن داود بن الجراح في ذلك، فأشار بعبد الله بن المعتز، ووصفه بالعقل والأدب والرأي، واستشار بعده أبا الحسن بن الفرات، فقال: هذا شيء ما جرت به عادتي أشير فيه، وإمنا اشاور في العمال لا في الخلفاء؛ فغضب الوزير وقال: هذه مقاطعة باردة، وليس يخفي عليك الصحيح. (3/372)
وألح عليه، فقال: إن كان رأي الوزير قد استقر على احد يعينه فليفعل؛ فعلم أنه عنى ابن المعتز لأشتهار خبره. فقال الوزير: لا أقنع إلا أن تمحضني النصيحة. فقال ابن الفرات: فليتفق الله الوزير، ولا ينصب إلا من قد عرفه، واطلع على جميع أمواله، ولا ينصب بخيلاً فيضيق على الناس ويقطع أرزاقهم، ولا طماعاً فيشره في أموالهم، فيصادرهم ويأخذ أموالهم وأملاكهم، ولا قليل الدين فلا يخاف العقوبة والأثام، ويرجوالثواب فيما يفعله، ولا يول من عرف نعمة هذأن وبستان هذأن وضيعة هذأن وفرس هذأن ومن قد بقي الناس ولقوه، وعاملهم وعاملوه، ويتخيل، ويحسب حساب نعم الناس، وعرف وجوه دخلهم وخرجهم. فقال الوزير: صدقت ونصحت، فبمن تشير؟ قال: أصلح الموجود جعفر بن المعتضد؛ قال: ويحك، هوصبي؛ قال ابن الفرات: إلا أنه ابن المعتضد، ولم نأت برجل كامل يباشر الأمور بنفسه، غير محتاج إلينا.
ثم إن الوزير استشار علي بن عيسى، فلم يسم أحدأن وقال: لكن ينبغي أن يتقي الله، وينظر من يصلح لدين والدنيا؛ فمالت نفس الوزير ألى ما أشار به ابن الفرات، وانضاف إلى ذلك وصية المكتفي، فإنه أوصى، لما اشتد مرضه، بتقليد أخيه جعفر الخلافة، فلما مات المكتفي نصب الوزير جعفراً للخالفة، وعينه لهأن وأرسل صافياً الحرمي إليه ليحذره من دور آل طاهر بالجانب الغربي وكان يسكنهأن فلما حطه في الحراقة وحدره، وصارت الحراقة مقابل دار الوزير، صاح غلمان الوزير بالملاح ليدخل إلى دار الوزير، فظن الحرمي أن الوزير يريد القبض على جعفر، وينصب في الخلافة غيره، فمنع الملاح من ذلك، وسار إلى دار الخلافة، وأخذ له صافي البيعة على الخدم، وحاشية الدار، ولقب نفسه المقتدر بالله، ولحق الوزير به وجماعة الكتاب فبايعوه، ثم جهزوا المكتفي ودفنوه بدار محمد بن طاهر.
ولما بويع المقتدر كان في بيت المال، حين بويع، خمسة عشر ألف ألف دينار، فأطلق يد الوزير في بيت المال فأخرج منه حق البيعة.
وكان مولده المقتدر ثامن رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وأمه أم ولد يقال لها شغب، فلما بويع استصغره الوزير، وكان عمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة، وكثر كلام الناس فيه، فعزم على خلعه، وتقليد الخلافة أبا عبد الله محمد بن المعتمد على الله وكان حسن السيرة، جميل الوجه والفعل، فراسله في ذلك، واستقر الحال، وانتظر الوزير قدوم بارس حاجب إسماعيل صاحب خراسان، وكان قد أذن له في القدوم، كما ذكرناه، وأراد الوزير أن يستعين به على ذلك، ويتقوى به على غلمان المعتضد، فتأخر بارس.
واتفق أنه وقع بين أبي عبد الله بن المعتمد وبين ابن عمرويه، صاحب الشرطة، منازعه في ضيعة مشتركة بينهمأن فاغلظ له ابن عمرويه، فغضب ابن المعتمد غضباً شديدأن أغمي عليه وفلج في المجلس، فحمل إلى ثيته في محفة، فمات في اليوم الثاني، فأراد الوزير البيعة لأبي الحسين بن المتوكل، فمات أيضاً بعد خمسة أيام، وتم أمر المقتدر.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة كانت وقعة بين نجح بن جاخ وبين الاجناد بمنى، ثاني عشر ذي الحجة، فقتل منهم جماعة، لأنهم طلبوا جائزة بيعة المقتدر بالله، وهرب الناس إلى بستان ابن عامر، وأصحاب الحجاج في عودهم عطش عظيم فمات منهم جماعة.
وحكي أن أحدهم كان يبول في كفه تم يشربه.
وفيها خرج عبد الله بن إبراهيم المسمعي عن أصبهان إلى قرية من قراها مخالفاً للخليفة، واجتمع إليه نحومن عشرة آلاف من الأكراد وغيرهم، فامر بدر الحمامي بالمسير إليه، فسار في خمسة آلاف من الجند، وأرسل إليه المنصور بن عبد الله بن منصور الكاتب يخوفه عاقبة الخلاف، فسار إليه وادى إليه الرسالة، فرجع إلى الطاعة، وسار إلى بغداد، واستخلف على عمله باصبهان، فرضي عنه المكتفي بالله.
وفيها كانت وقعة للحسين بن موسى على أعراب طي، الذين كانوا حصروا وصيفأن على غرة منهم، فقتل فيهم كثيرأن وأسر.
وفيها أوقع الحسن بن أحمد بالأكراد الذين تغلبوا على نواحي الموصل، فظفر بهم، واستباحهم، ونهب أموالهم، وهرب رئيسهم إلى رؤوس الجبال، فلم يدرك.
وفيها فتح المظفر بن جاخ بعض ما كان غلب عليه الخارجي باليمن، وخذ رئيساً من رؤساء أصحابه، ويعرف بالحكيمي. (3/373)
وفيها تم الفداء بين المسلمين والروم في ذي القعدة، وكان عدة من فودي به من الرجال والنساء ثلاثة آلاف نفس؛ وحج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي.
وفيها توفي أبوبكر محمد بن إسماعيل بن مهران الجرجاني الإسماعيلي، الفقيه الشافعي المحدث؛ ومحمد بن أحمد بن نصر أبوجعفر الترمذي الفقيه الشافعي، توفي ببغداد؛ وأبوالحسين أحمد بن محمد النوري شيخ الصوفية؛ وتوفي الحسين بن عبد الله بن أحمد أبوعلي الخرقي، الفقيه الحنبلي، يوم الفطر الخرقي بالخاء المعجمة والقاف؛ وعبد الله ابن أبي دارة.

This site was last updated 07/15/11