Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة تسع وخمسين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
ذكر مقتل ذي الثدية
مقتل أبن أبى بكر وحكم أبن العاص
إرسال الحضرمي إلى البصرة
معاوية يرسل جيوشا (سرايا) للشام
أحداث سنة تسع وثلاثين
أحداث سنة أربعين
مقتل على أبن أبى طالب
بيعة الحسن بن على
تحرك الخوارج
أحداث سنة ثلاث وأربعين
باقى سنة ثلاث وأربعين
سنة أربعه وأربعين
سنة خمسة وأربعين
سنة ست وأربعين
سنة سبع / وثمانية وأربعين
سنة تسع وأربعين
سنة خمسين
سنة واحد وخمسين
سنة اثنتين وثلاثة وخمسين
سنة أربع وخمسين
سنة خمس وستة وخمسين
سنة سبع وخمسين وستة وخمسين
سنة تسع وخمسين
سنة ستين

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة تسع وخمسين
في هذه السنة كان مشتى عمرو بن مرة الجهني بأرض الروم البر، وغزا في البحر جندة بن أبي أمية، وقيل: لم يكن في البحر غزوة هذه السنة. وفي هذه السنة عزل عبد الرحمن بن أم الحكم عن الكوفة واستعمل عليها النعمان بن بشير الأنصاري، وقد تقدم سبب عزله، وقيل: كان عزله سنة ثمان وخمسين.
ذكر ولاية عبد الرحمن بن زياد خراسان
وفيها استعمل معاوية عبد الرحمن بن زياد على خراسان، وقدم بين يديه قيس بن الهيثم السلمي، وأخذ أسلم بن زرعة فحبسه وأخذ منه ثلاثمائة ألف درهم، ثم قدم عبد الرحمن، وكان كريماً حريصاً ضعيفاً لم يغز غزوةً واحدة، وبقي بخراسان إلى أن قتل الحسين، فقدم على يزيد ومعه عشرون ألف ألف درهم، فقال: إن شئت حاسبناك وأخذنا ما معك ورددناك إلى عملك، وإن شئت أعطيناك ما معك وعزلناك وتعطي عبد الله بن جعفر خمسمائة ألف درهم. قال: بل تعطيني ما معي وتعزلني. ففعل فأرسل عبد الرحمن إلى ابن جعفر بألف ألف وقال: هذه خمسمائة ألف من يزيد وخمسمائة ألف مني.
ذكر عزل ابن زياد عن البصرة وعوده إليها
في هذه السنة عزل معاوية عبيد الله بن زياد عن البصرة وأعاده إليها.
وسبب ذلك أن ابن زياد وفد على معاوية في وجوه أهل البصرة وفيهم الأحنف، وكان سيء المنزلة من عبيد الله، فلما دخلوا رحب معاوية بالأحنف وأجلسه معه على سريره، فأحس القوم الثناء على ابن زياد والأحنف ساكت، فقال له معاوية: ما لك يا أبا بحر لا تتكلم؟ فقال: إن تكلمت خالفت القوم. فقال معاوية: انهضوا فقد عزلته عنكم واطلبوا والياً ترضونه؛ فلم يبق أحد إلا أتى رجلاً من بني أمية أو من أهل الشام والأحنف لم يبرح من منزله فلم يأت أحداً، فلبثوا أياماً، ثم جمعهم معاوية وقال لهم: من اخترتم؟ فاختلفت كلمتهم والأحنف ساكت، فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقال: إن وليت علينا أحداً من أهل بيتك لم نعدل بعبيد الله أحداً، وإن وليت من غيرهم فانظر في ذلك. فرده معاوية عليهم وأوصاه بالأحنف وقبح رأيه في مباعدته، فما هاجت الفتنة لم يف له غير الأحنف.
ذكر هجاء يزيد بن مفرغ الحميري بني زياد وما كان منه
كان يزيد بن مفرغ الحميري مع عباد بن زياد بسجستان، فاشتغل عنه بحرب الترك، فاستبطأه ابن مفرغ، وأصاب الجند الذين مع عباد ضيقٌ في علوفات دوابهم، فقال ابن مفرغ:
ألا ليت اللحى كانت حشيشاً ... فنعلفها دواب المسلمينا
وكان عباد بن زياد عظيم اللحية، فقيل: ما أراد غيرك. فطلب فهرب منه وهجاه بقصائد، وكان مما هجاه به قوله:
إذا أودى معاوية بن حربٍ ... فبشر شعب رحلك بانصداع
فأشهد أن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع
ولكن كان أمراً فيه لبسٌ ... على وجلٍ شديدٍ وارتياع
وقال أيضاً:

ألا أبلغ معاوية بن حربٍ ... مغلغلةً من الرجل اليماني
أتغضب أن يقال أبوك عفٌّ ... وترضى أن يقال أبوك زان
فأشهد أن رحمك من زيادٍ ... كرحم الفيل من ولد الأتان
وقدم يزيد بن مفرغ البصرة وعبيد الله بن زياد بالشام عند معاوية، فكتب إليه أخوه عباد بما كان منه، فأعلم عبيد الله معاوية به وأنشده الشعر واستأذنه في قتل ابن مفرغ، فلم يأذن له وأمره بتأديبه.
ولما قدم ابن مفرغ البصرة استجا بالأحنف وغيره من الرؤساء فلم يجره أحد، فاستجار بالمنذر بن الجارود فأجاره وأدخله داره، وكانت ابنته عند عبيد الله بن زياد، فلما قدم عبيد الله البصرة أخبر بمكان ابن مفرغ، وأتى المنذر عبيد الله مسلماً، فأرسل عبيد الله الشرط إلى دار المنذر فأخذوا ابن مفرغ وأتوه به والمنذر عنده، فقال له المنذر: أيها الأمير إي قد أجرته! فقال: يا منذر يمدحك وأباك ويهجوني وأبي وتجبره علي! ثم أمر به فسقي دواء ثم حمل على حمار وطيف به وهو يسلح في ثيابه، فقال يهجو المنذر:
تركت قريشاً أن أجاور فيهم ... وجاورت عبد القيس أهل المشقر
أناسٌ أجارونا فكان جوارهم ... أعاصير من فسو العراق المبذر
فأصبح جاري من جذيمة نائماً ... ولا يمنع الجيران غير المشمر
فقال لعبيد الله:
يغسل الماء ما صنعت وقولي ... راسخٌ منك في العظام البوالي
ثم سيره عبد الله إلى أخيه عباد بسجستان، فكلمت اليمانية بالشام معاوية فيه، فأرسل إلى عباد فأخذه من عنده، فقدم على معاوية وقال في طريقه:
عدس ما لعبادٍ عليك إمارةٌ ... أمنت وهذا تحملين طليق
لعمري لقد نجاك من هوة الردى ... إمامٌ وحبلٌ للإمام وثيق
سأشكر ما أوليت من حسن نعمةٍ ... ومثلي بشكر المنعمين حقيق
فلما دخل على معاوية بكى وقال: ركب مني ما لم يرتكب من مسلم مثله على غير حدث، قال: أولست القائل:
ألا أبلغ معاوية بن حربٍ
القصيدة؟ فقال: لا والله الذي عظم حق أمير المؤمنين ما قلت هذا، وإنما قاله عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان واتخذني ذريعة إلى هجاء زياد. قال: ألست القائل:
فأشهد أن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع
في أشعار كثيرة هجوت بها ابن زياد؟ اذهب فقد عفونا عنك فانزل أي أرض الله شئت. فنزل الموصل وتزوج بها. فلما كان ليلة بنائه بامرأته خرج حين أصبح إلى الصيد فلقي إنساناً على حمار. فقال: من أين أقبلت؟ فقال: من الأهواز. قال: فما فعل ماء مسرقان؟ قال: على حاله. فارتاح إلى البصرة فقدمها ودخل على عبيد الله فآمنه.
وغضب معاوية على عبد الرحمن بن الحكم فكلم فيه فقال: لا أرضى عنه حتى يرضى عنه ابن زياد. فقدم البصرة على عبيد الله وقال له:
لأنت زيادةٌ في آل حربٍ ... أحب إلي من إحدى بناتي
أراك أخاً وعماً وابن عمٍ ... فلا أدري بغيبٍ ما تراني
فقال: أراك شاعر سوء! ورضي عنه.
ذكر عدة حوادث
حج بالناس هذه السنة عثمان بن محمد بن أبي سفيان.
وكان الوالي على الكوفة النعمان بن بشير، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد، وعلى المدينة الوليد بن عتبة، وعلى خراسان عبد الرحمن بن زياد، على سجستان عباد بن زياد، وعلى كرمان شريك بن الأعور.
وفيها مات قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري بالمدينة، وقيل: سنة ستين، وكان قد شهد مع علي مشاهده كلها. وفيها مات سعيد بن العاص، وولد عام الهجرة، وقتل أبوه يوم بدر كافراً. وفيها مات مرة بن كعب البهري السلمي، وله صحبة. وفيها مات أبو محذورة الجمحي مؤذن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بمكة، ولم يزل يؤذن بها حتى مات وولده من بعده، وقيل: مات سنة تسع وستين. وفيها مات عبد الله بن عامر بن كريز بمكة فدفن بعرفات. وفيها مات أبو هريرة، فحمل جنازته ولد عثمان بن عفان لهواه كان في عثمان.
وفيها غزا المسلمون حصن كمخ ومعهم عمير بن الحباب السلمي، فصعد عمير السور ولم يزل يقاتل عليه وحده حتى كشف الروم فصعد المسلمون، ففتحه بعمير، وبذلك كان يفتخر ويفخر له بذلك.

This site was last updated 06/15/11