مجمع مقدس بالدير المحرق

لم يكن عزل البابا يوساب الثانى إلا مجرد إبعاده عن الشئون الإدارية فقط أى أنه لم يكن حرماناً وكان شرط المجمع لعودته هو إعلانه أمام الجميع إستغناءه عن خادمه الفاسد ملك الذى باع المواهب الكنسية بأموال فيما يسمى كنسيا بالهرطقة السيمونية وحاشيته ولكن حدث أن المجمع المقدس الأثيوبى  والإمبراطور هيلا سيلاسى أمبراطور أثيوبيا رفضا تنحية الأنبا يوساب الثانى البابا القبطى وإستغل الإمبراطور هذا الخلاف بين البابا والمجمع بأن يتقدم بطلب رسامة أسقف لأثيوبيا حيث أن الأنبا يوساب يحن للعدة لسلطته الراعوية فيكون فى حالة إستعداد نفسى لتلبية طلب الإمبراطور الذى وقف معه فى محنته ضد المجمع المقدس وتلويح العاهل الأثيوبى بعبارة " إستمرار العلاقات الودية" وهو تلويح فيه صيغة تهديد من جهة أخرى لا يستطيع الآباء المطارنة الأقباط أن يصموا آذانهم عنه ، وهذا نوع من المهارة الدبلوماسية التى إستعان بها الأثيوبيين فى تحقيق هدفين :

أولاً : ممارسة البابا يوساب الثانى لعملة الراعوى وهذا كسر لقرارات المجمع المقدس

ثانياً : كسب خطوة نحو الإنفصال عن الكنيسة المصرية ورسامة أسقف أثيوبى جديد   

وفيما يلى رسالة الإمبراطور هيلاسيلاسى بعث بها فى الحقيبة الدبلوماسية إلى سفيرة بالقاهرة ليوصلها بدورة للبابا الأنبا يوساب والمبعد عن القاهرة والمعتكف فى الدير المحرق :

من الأسد الخارج من سبط يهوذا هيلاسيلاسى الأول المعين من السيد المسيح أمبراطوراً لأثيوبيا إلى صاحب القداسة الأنبا يوساب الثانى بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

نرجوا شمولنا ببركتكم المقدسة

ونقدم لقداستكم سلامنا

لمناسبة إنتشار التعليم المسيحى فى أمبراطوريتنا ، صار من المحتم زيادة عدد الأساقفة ، ولذلك قرر المجمع المقدس الأثيوبى إنتخاب نيبور يد جبرا مسكال ليرسم أسقفاً بأسم يوحنا على إيبارشية ثيجرا وقد عرض علينا المجمع هذا الإنتخاب فوافقنا عليه ونحن نعتقد أن مجهوداتنا لإستمرار العلاقات الودية بين الكنيستين قد أثمرت نتائج طيبة منذ جلوسنا على العرش وطول مدة خلافتكم على كرسى مار مرقس الرسول .

وطبقاً لأتفاق سنة 1947م نكون شاكرين لو تفضلتم بالتصريح لمطلاان أثيوبيا برسم الراهب أسقفاً .

ونطلب من الرب العلى أن يطيل عمركم ويهبكم صحة جيدة

كتب فى 21 من شهر ستين فى السنة 1940 وفى السنة 25 لجلوسنا على عرش أثيوبيا

هيلاسيلاسى الأول إمبراطور

********************************

مجمع بالدير المحرق مكون من بعض الساقفة المصريين واالأساقفة لأثيوبيين

وقرر الأنبا يوساب الثانى البابا 115 المعتكف فى الدير المحرق نتيجة للرسالة السابقة وضغوط الحكومة الأثيوبية وتدخل الإمبراطور هيلاسيلاسى أن يدعوا لعقد المجمع المقدس بالدير المحرق للتداول مع أعضاءه حول رسامة أسقف لأثيوبيا وإستمرار العلاقة الودية مع الكنيسة الأثيوبية

أرسل الأنبا يوساب الثانى دعوة باباوية التالية لأعضاء المجمع المقدس :

من يوساب الثانى خادم المسيح يسوع المدعو بنعمة الله وموهبة الروح القدس خلفاً لرسول المسيح القديس مرقس على كرسى باباوية الكرازة المرقسية -

" إلى الحبيب الروحى ، المدعو بنعمة الروح القدس أخاً قديساً فى المسيح صاحب النيافة /  ------------

.أطلب إليكم أنا الضعيف بينكم ، والمحاسب قبلكم أمام الرب عن أمانة بيعته المقدسة ، أورشليم العليا النازلة من السماء ، أن تبادروا إلى حضور الإجتماع التارخى العظيم الذى هيأته عناية الرب لكنيسته ، والذى سيحضره القديسون الأساقفة الأثيوبيون على هيئة مجمع مقدس كامل للكرازة المرقسية بمقرنا الحالى بالدير المحرق "

وفى 20 يونية 1956م  إجتمع الأساقفة بالدير المحرق وقد لبى دعوة البابا الأنبا يوساب للإجتماع بالدير المحرق ثلاثة عشر مطرانا وأسقفاً مصرياً كما حضره سبعة من الأساقفة الأثيوبيين فبلغ عدد الحاضرين عشرين عضواً

وحدث أن البابا الأنبا يوساب أعلن أمام الجميع موافقته على الإستغناء عن خادمه ملك وعن حاشيته التى كانت تحيط به فرأى المجتمعون أن يعود البابا إلى مقر رياسته بالقاهرة .