Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

المجمع المقدس يذيع بيان عزل الأنبا يوساب الثانى البطرريرك الـ 115

+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
اللجنة الثلاثية 1- الأنبا أغابيوس
الأنبا ميخائيل مطران أسيوط
الأنبا بنيامين مطران المنوفية

 

إن عزل البابا يوساب الثانى وإن كان مؤلماً إلا أنه المسئول عما حدث له وحدث لشعبه والذى قيل له يوم تنصيبه : أنه مؤتمن من رب الكنيسة على رعاية شعب الكنيسة" ولأنه لم يراعى هذه الأمانه وترك كل سلطة الكنيسة لخادمه الفاسد ملك الذى باع المواهب ومراكز الكهنة والأساقفة بالمال وفرض أموالاً على الشعب وكان يستولى عليها وإتنى حتى أصبح من كبار الأعيان وفض الأنبا يوساب السماع لشكاوى الشعب من تصرفات ملك خادمه ورفض الأنبا يوساب ايضا نصح أخوته المطارنة والأساقفة لأبعاد ملك وقد أبعد فعلاً إلا أن الأنبا يوساب ظل يلح إرجاعه ورفع ملك قضية وكسبها ورجع لوظيفته أكثر شراسة وأكثر فساداً وأخيرا عزل البابا عن إدارة شئون الكنيسة وابعد عن مقر بطريكيته

وبعد أن قرر المجمع المقدس والمجلس الملى فى الجلسة الموسعة بعزل البابا وتعيين ثلاثة مطارنة لإدارة شئون الكنيسة أرسل المجمع صورة من قراراته إلى مجلس الوزراء الذى وافق عليها بدوره .

ثم أرسل المجمع قراراته ومعها موافقة الحكومة عليها إلى البابا الأنبا يوساب الثانى على يد محضر لتكون كل تصرفاتهم طبقاً للقانون العام

وقد صرح الوزير القبطى جندى عبد الملك وزير التموين للصحف بعد ذلك : " أن الإجراءات التى أتخذت هى لتنفيذ رغبة الشعب القبطى ولصالحة ، فلم تصدر الحكومة موافقتها إلا بعد أن لمست هذه الرغبة الشعبية وبعد أن رأت إتفاق المجمع المقدس والمجلس الملى لإتفاقاً إجماعياً مما أكد لها أن آباء الكنيسة أنفسهم يؤيدون الشعب فى هذا الموضوع الخطير . "

*******************************

ثم أذاع المجمع المقدس البيان التالى

بإسم الآب والإبن والروح القدس اله واحد آمين

بيان المجمع المقدس

إلى الأمة المصرية وشعوب الكرازة المرقسية - إلى الإكليروس والشعب

نعمة لكم وسلام من الله :

تعلمون الأحداث الخطيرة التى تجتازها الآن كنيستنا المقدسة التى نفتديها بدمائنا وأرواحنا كما تسلمناها من أجدادنا الشهداء الذين أستشهدوا فى سبيل المحافظة على كنيستهم وعقيدتهم الأرثوذكسية ،

وقد أستشعر المجمع المقدس مسئولياته الجسالم حيال هذه الأحداث بصفته السلطة العليا فى الكنيسة وصاحب الولاية الكاملة على تصرفات من يجلس على كرسى مار مرقس الرسول ، فبادر المجمع إلى عقد جلساته فى سبتمبر وأكتوبر سنة 1954م وكان أن توجهت هيئة المجمع إلى البطريركية فما كان من الأنبا يوساب الثانى إلا أن أمر بإغلاق جميع الأبواب فى وجه المجمع ، بل أنه إستعان (بالبوابين) على منع الإجتماع ، وقد حضر لفيف من الضباط وقوة كبيرة من البوليس على رأسها حكمدار العاصمة ، وحاصروا جميع الشوارع المؤدية إلى البطريركية ، فلم يسع المجمع إلا أن يطرق باب البطريركية ثلاث مرات ، طالباً أن يفتح البابا الأبواب لدخول الأعضاء فأجيبوا من الداخل بأن ممنوع عليهم بأمر الأنبا يوساب .

فرأى المجمع المقدس أن يواجه مسئولياته نحو هذا الموقف الخطير ونحو عثرة الأنبا يوساب وإخلاله بقوانين الكنيسة وبحقوق المجمع المقدس ، فإجتمع المجمع المقدس وقرر عدم الثقة بالأنبا يوساب - وكانت الحكمة تقضى عليه أن يقدر خطورة الموقف وإنهيار شأنه فيبادر بالتنحى عن كرسيه فور صدور هذا القرار - ولكن تصرفاته زادت سوءاً - وقد إنقضى قرارات المجمع المقدس قرابة عام عمت خلاله الفوضى جميع شئون الكنيسة وعرض مركز الكنيسة للهوان وبالغ ألأضرار حتى أطمع فيها رؤساء الكنائس الأجنبية ، ولولا إيمان الشعب قوى فى عقيدته ثابت فى ولائه لكنيسته أم الكنائس ومهد المسيحية لوقع مالا يتمناه غيور لكنيسته . 

لهذا فقد إجتمع المجمع المقدس وإستعرض كل ما وصلت إليه حتاة الكنيسة  ، وقرر ذلك القرار التاريخى :

+ يحكم المجمع بإعفاء اللأنبا يوساب من إدارة شئون الكنيسة كافة

+ إبعاده عن مقر الكرازة المرقسية بالقاهرة والإسكندرية .

+ وتشكيل لجنة ثلاثية من بين أعضاء المجمع المقدس يكون لها جميع إختصاصات البطريرك .

+ إبلاغ الحكومة وذلك إتخاذ اللازم وإبلاغ هذا القرار فوراً للأنبا يوساب الثانى - وقد أبلغ فعلاً حكم المجمع إليه عقب الإجتماع

+ كما أبلغ إلى المجلس الملى العام والذى قام بدوره وإجتمع المجلس الملى العام وأصدر قراراً بتأييد حكم المجمع المقدس بإعفاء الأنبا يوساب من جميع شئون الكرازة المرقسية .

ونحن نؤيد الأنبا أغابيوس فإنه كان يمول المجمع المقدس بالرأى والحماس الذى جمع قلوب الأكثرية من رجال المجمع وكان لهيبته الشخصية وعلو آدابه وأخلاقه السامية السحر الذى دفع بالمجمع المقدس إلى التكتل والإستقرار ، وبهذه الفضائل يعمل فى تضامن وتناغم مع أخويه وشريكيه فى المهمة الموكلة إليهم .

وقد غادر قداسة البابا الدار الباباوية قاصداً للدير المحرق فى الساعة الثالثة من فجر يوم السبت الموافق 1/10/1955م فى سيارة خاصة ، وقد رافق قداسته الأنبا يوأنس مطران الخرطوم والقمص ميخائيل اقلاديوس راعى كنيسة القديسة الشهيدة بربارة بالشرابية والقمص بولس شنودة وكيل عام البطريركية وراهب بالدير المحرق أرسله أسقف الدير خصيصاً ليكون ضمن المرافقين ، ومن المدهش أن صحبه بعض خدمه أيضاً ! على أن الأنبا يوساب ركب السيارة بمفرده وأسدلت ستائرها حوله من كل جهة ، بينما جلس إلى جانب السائق أثنان من الأتباع ، وركب المرافقون السيارة اخرى ، وفى سيارة ثالثة رصت ثلاثة عشرة جقيبة بها كل مستلزمات الراعى المسافر وأحاط بالسيارات الثلاثة ست سيارات ركبها رجال الشرطة المكلفون بحراسة الركب لغاية الدير .

وخلال هذه الإجراءات رنت نغمة نشاذ : فقد طلب بعض الأقباط إلى رجال الشرطة تفتيش الحقائب! ولكنهم رفضوا ذلك رفضاً باتاً قائلين : " إنه ما زال الرئيس الأعلى للكنيسة القبطية "

***********************************

قصة عزل البابا يوساب الثاني
كتب عضمة زرقا / ياسر يوسف بالفيس بوك
في منتصف القرن العشرين وتحديدا بين عامي 1954 و55 مرت الكنيسة القبطية بظروف عصيبة وحدثت قصة فريدة من نوعها في تاريخ الكنيسة ...ربما لم تحدث مع بطريرك قبطي من قبل وحدثت مع البابا يوساب الثاني البطريرك ال115 ..كان مطرانا لجرجا قبل جلوسه علي كرسي مارمرقس وكان مطرانا مثقفا مطلعا ولكن مشكلته انه سلم امور البطريركية لخادمه كامل جرجس الشهير بملك وكان يعرفه من ايام اسقفيته بجرجا ..
ملك استغل منصبه ومب البابا له ووضع حاحز بين البابا وشعبه ومنع صوت الناس ان يصل للبابا وباع المناصب الكهنوتية والاسقفية بالمال واغلق الكنائس امام خدمة مدارس الاحد وزور خطابات بتوقيع البابا لعزل اساقفة ... ولم يسمع البابا لاحد ممن نصحوه ان يطرد خادمه الفاسد وعندما تم القبض علي ملك واعادته لجرجا تدخل البابا واعاده لحاشيته .. كان البابا يوساب يثق فيه ثقة عمياء وتحرك المجمع المقدس والمجلس الملي وحاولوا الاجتماع في البطريركية القديمة لكن البابا اغلقها بالسلاسل وارسل خادمه ملك من يطرد الاباء وعندها قرر اباء الكنيسة من مطارنة واساقفة ان الامر بات خطرا علي الكنيسة واجتمعوا واصدروا بيانا قويا في اواخر ١٩٥٤ وقرروا عدة قرارات لاصلاح حالة الكنيسة والتزام البطريرك بقوانينها ولكن لم يلتزم البابا يوساب بقرارات المجمع المقدس فكان القرار التاريخي بعزل البطريرك من مهامه الادارية وتعيين لجنة من ثلاثة مطارنة لقيادة الكنيسة وهم
الانبا بنيامين مطران المنوفية الاسبق
الانبا اغابيوس مطران ديروط الاسبق
الانبا ميخائيل مطران اسيوط السابق
وكان انبا ميخائيل اصغرهم سنا بل اصغر اعضاء المجمع المقدس فقد كان عمره وقتها نحو 34 عاما وكان حديث السيامة ولكنه كان قويا في الحق ..واضحا جدا ..محافظا علي كرامة الكنيسة وقوانينها ... قالت عنه الصحف وقتها.. هو دينامو المجمع المقدس ومحرك الاحداث وان شبابه اعطاه هيبة الشيخوخة ورزانتها ...رغم ان انبا ميخائيل تمت سيامته علي يد البابا يوساب الا انه وضع حق الله فوق اي شئ ... واستطاع مع اخوته المطارنة والاساقفة ان يتخذوا قرارا لم يحدث فيما قبل وان كان قانونيا ..وكان الهدف هو الكنيسة وسمعتها فقد طغي ملك وتجبر واساء لسيده البطريرك ولم يسمع لاحد ولم يردعه احد

وثائق عزل البابا يوساب من ٦ صفحات سيتم نشرها تباعا
و جاء في البيان الذي اذاعه المجمع المقدس
بإسم الآب والإبن والروح القدس اله واحد آمين
إلى الأمة المصرية وشعوب الكرازة المرقسية - إلى الإكليروس والشعب
نعمة لكم وسلام من الله :تعلمون الأحداث الخطيرة التى تجتازها الآن كنيستنا المقدسة التى نفتديها بدمائنا وأرواحنا كما تسلمناها من أجدادنا الشهداء الذين أستشهدوا فى سبيل المحافظة على كنيستهم وعقيدتهم الأرثوذكسية ،وقد أستشعر المجمع المقدس مسئولياته الجسام حيال هذه الأحداث بصفته السلطة العليا فى الكنيسة وصاحب الولاية الكاملة على تصرفات من يجلس على كرسى مار مرقس الرسول ، فبادر المجمع إلى عقد جلساته فى سبتمبر وأكتوبر سنة 1954م وكان أن توجهت هيئة المجمع إلى البطريركية فما كان من الأنبا يوساب الثانى إلا أن أمر بإغلاق جميع الأبواب فى وجه المجمع ، بل أنه إستعان (بالبوابين) على منع الإجتماع ، وقد حضر لفيف من الضباط وقوة كبيرة من البوليس على رأسها حكمدار العاصمة ، وحاصروا جميع الشوارع المؤدية إلى البطريركية ، فلم يسع المجمع إلا أن يطرق باب البطريركية ثلاث مرات ، طالباً أن يفتح البابا الأبواب لدخول الأعضاء فأجيبوا من الداخل بأن ممنوع عليهم بأمر الأنبا يوساب .فرأى المجمع المقدس أن يواجه مسئولياته نحو هذا الموقف الخطير ونحو عثرة الأنبا يوساب وإخلاله بقوانين الكنيسة وبحقوق المجمع المقدس ، فإجتمع المجمع المقدس وقرر عدم الثقة بالأنبا يوساب - وكانت الحكمة تقضى عليه أن يقدر خطورة الموقف وإنهيار شأنه فيبادر بالتنحى عن كرسيه فور صدور هذا القرار - ولكن تصرفاته زادت سوءاً - وقد إنقضى علي قرارات المجمع المقدس قرابة عام عمت خلاله الفوضى جميع شئون الكنيسة وعرض مركز الكنيسة للهوان وبالغ ألأضرار حتى أطمع فيها رؤساء الكنائس الأجنبية .. ولولا ان إيمان الشعب قوى فى عقيدته ثابت فى ولائه لكنيسته أم الكنائس ومهد المسيحية لوقع مالا يتمناه غيور لكنيسته . لهذا فقد إجتمع المجمع المقدس وإستعرض كل ما وصلت إليه حالة الكنيسة ، وقرر ذلك القرار التاريخى :يحكم المجمع بإعفاء اللأنبا يوساب من إدارة شئون الكنيسة كافة و ابعاده عن مقر الكرازة المرقسية بالقاهرة والإسكندرية وتشكيل لجنة ثلاثية من بين أعضاء المجمع المقدس يكون لها جميع إختصاصات البطريرك و إبلاغ الحكومة وذلك إتخاذ اللازم وإبلاغ هذا القرار فوراً للأنبا يوساب الثانى -
وقد أبلغ فعلاً حكم المجمع إليه عقب الإجتماع كما أبلغ إلى المجلس الملى العام والذى قام بدوره وإجتمع المجلس الملى العام وأصدر قراراً بتأييد حكم المجمع المقدس بإعفاء الأنبا يوساب من جميع شئون الكرازة المرقسية . (انتهي البيان )
بعدها تحرك البابا يوساب الثاني الي دير المحرق في اكتوبر ١٩٥٥ ولم يرجع مرة اخري لادارة شئون الكنيسة وحتي قبيل نياحته لم يعد سوي شرفيا واقام بجناح في المستشفي القبطي حتي انتقاله ..
القصة واضحة ...لا يعزل البطريرك الا المجمع المقدس .. وجماعة الامة القبطية لم تعزل البطريرك الانبا يوساب ولم تضغط لعزله ...من عزله هو المجمع المقدس حفاظا علي الكنيسة القبطية من الهوان
من له اذنان للسمع فليسمع

**********************

*بالرغم من قيام المجمع المقدس بإعلانه عزل البابا رسميا في اليوم التالي للاختطاف، إلا أن الدولة رفضت الاعتراف بتلك الخطوة، وقامت بإلقاء القبض على 36 شابا قبطيا من أعضاء جماعة الأمة القبطية بينهم المشاركين في عملية الاختطاف بالإضافة إلى مؤسس الجماعة إبراهيم هلال، وقدمتهم للمحاكمة، كما أعادت البابا إلى منصبه وأعلنت أنه عاد ليباشر مهامه الرسمية.
ولايزال هناك خلاف تاريخي على رد فعل الأقباط على هذه الواقعة، ففي الوقت الذي يصر فيه إبراهيم هلال على أن هناك مظاهرات خرجت عقب إعلان عزل البابا في الشوارع للهتاف باسم جماعة الأمة القبطية وتأييدا لما قامت به، تتجه بعض من المصادر القبطية إلى القول بأن غالبية الأقباط رفضوا فكرة إصلاح الكنيسة عن طريق إجبار البابا على التنازل وخطفه تحت تهديد السلاح.
إلا أنه في كل الأحوال، وبعد ما يزيد على عام من هذه الواقعة، تعالت الأصوات مجددا لعزل البابا ولكن على نطاق شعبي واسع، حتى أن مجله مدارس الأحد -التي كان أحد أبرز قادتها نظير جيد .(البابا شنودة الثالث) العظيم فى البطاركة
- عقدت مؤتمرا كبيرا دعت فيه لإبعاد البابا يوساب عن الكنيسة.
وعقد أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي العام، اجتماعا عاما، واتخذوا فيه قرارا فريدا لم يعرف التاريخ القبطي مثيلا له، تمثل في عزل البابا وعدم الاعتراف بسلطاته، وتعيين لجنة أسقفية للقيام بأعماله شملت الأنبا أغابيوس مطران ديروط وقسقام، والأنبا ميخائيل مطران أسيوط، الأنبا بنيامين مطران المنوفية.
فما كان من الدولة حينها، إلى الرضوخ لهذه الخطوة التي ظهر واضحا أن هناك إجماع قبطي عليها، فقامت في 21 سبتمبر 1955 بتجريد البابا يوساب الثاني رسميا من مهامه البابوية، وأرسلته إلى الدير المحرق بالقوصية التابعة لمحافظة أسيوط، ووافقت على تكليف الأساقفة الثلاثة الذين اختارهم المجمع المقدس لإدارة شئون البطريركية، لتنتهي بذلك واحدة من أكثر حقب الكنيسة القبطية إثارة للجدل.

This site was last updated 03/03/21