Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

إنتخاب المجمع المقدس والمجلس الملى العام لثلاثة آباء 1- الأنبا أغابيوس

+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
اللجنة الثلاثية 1- الأنبا أغابيوس
الأنبا ميخائيل مطران أسيوط
الأنبا بنيامين مطران المنوفية

 

وصفت المؤرخة أيريس حبيب المصرى لآباء الذين أنتخبهم المجمع المقدس والمجلس الملى العام بالإجماع بأنهم أجلاء وهم لجنة ثلاثية تتولى جميع إختصاصات البطريرك  الأنبا يوساب الـ 115 الذى عزل  الإدارية  : -

1 - الأنبا أغابيوس مطران كرسى ديروط وصنبو وقسقام  (1929م- 1964م) :

2 - الأنبا ميخائيل مطران أسيوط

3 - الأنبا بنيامين مطران المنوفية

 

وكان الأنبا أغابيوس  أكبرهم سناً وأقدمهم عهداً بالمطرانية فكان بمثابة المرشد للمطرانين الآخرين ورئيساً لهم

من هو الأنبا أغابيوس ؟

كتب أحد كهنة ديروط عن الأنبا أغابيوس : " لقد ألتحق بالدير المحرق شغفاً بالرهبنة وحباً فى التقشف والوحدة والعبادة فرسم راهباً بأسم عبد النور ، وإحتفظ له رئيسه بالأسم ذاته عند رسامته قساً إذ إستشف فى أعملقه إلتهابه بحب فاديه الذى هو النور ومع أنه كان شديد الإنزواء إلا أن عبر فضائله عطر الأرجاء متخطياً أسوار الدير ، فلما شغر كرسى ديروط أجمع الأراخنة وعلى رأسهم كهنتهم على رغبتهم فى أن يكون القس عبد النور المحرقى مطرانهم ، فرفعوا مطلبهم إلى قداسة البابا الذى وافقهم على الفور وقام برسامته مطراناً لهم بأسم " أغابيوس " (1) سنة 1929م

فكانت هذه الرسامة بركة عظمى للشعب الذى وجد فيه الحلم والوداعة والإستقامة والنزاهة والإتزان ، ومع حرصة الشديد على تعاليم الكنيسة وتقاليدها فقد كان شغوفاً بالإصلاح وبتربية الأولاد الكنيسة بالطرق الحديثة ، فإزداد الشعب تقديراً وحباً وإعتزازاً به .

ولما تسلم مسئولية الرعاية وجد أن مبانى الكنيسة والدار المطرانية متداعية آيله إلى السقوط ، ومع أنه لم يكن لديه المال اللازم لهدم هذه الأبنية القديمة وتشييد أبنية جديدة مكانها إلا أستمد من نعمة الله قوة من محبة شعبه ثقة وعزيمة فبدأ المشروع على الفور  ، وقد وضحت مؤازرة النعمة الإلهية كما وضحت المحبة الشعبية إذ قد إرتفعت كنيسة ضخمة جميلة ، وقام إلى جوارها دار أنيق على أحدث نظام - ولأن الأنبا أغابيوس كان مرهف الذوق فقد جمل الأرض المقام عليها هذان المبنيان بحيقة كلها ورود زاهية الألوان عطرة العبير ، فلما أعترض أحد أبنائه على فداحة التكاليف ومبالغة نيافته فى تجميل البناء أجابه : " هذا بيت الأقباط الذى يزوركم فيه الحكام والعظماء ورجال الإدارة فيجب أن يكون مكاناً يشرفكم ، فلست أشيد لنفسى بل لكم ، وهذا ليس دارى وإنما هو داركم "

وقد أولى المدارس هناية خاصة فبنى عدد كبيراً منها فى مختلف أنحاء الإيبارشية كما بنى عدداً من الكنائس وأصلح ورمم غيرها .

ثم إختاره قداسة الأنبا يوأنس ناظراً على الدير المحرق فقضى خمس سنوات ساهراً مصالح رهبانه .

وكان الأنبا أغابيوس من ضمن المجمع الذى إختار أبونا مينا نعمة الله الذى أصبح بعد القرعة الهيكلية البابا كيرلس السادس

*********** 

وقد نشرت مصر يوم الأربعاء سبتمبر ما يلى : " فى تمام الساعة السابعة من مساء الثلاثاء 27 سبتمبر أعلنت النتيجة التاريخية الرائعة إنتخاب اللجنة الثلاثية التى تتولى جميع إختصاصات البطريرك ، وتقبل الشعب القبطى كله هذه النتيجة السارة بالهتاف من الأعماق (اوصنا) على مقدم الخير والبركة والسلام والإصلاح لخدمة الشعب والكنيسة .

وأدرك الشعب كله أمس أن الكنيسة قد أنتصرت حقاً بتنحية الأنبا يوساب لأنها فازت برئاسة دينية ممتازة تحيط بها هالة المجد والتاريخ والفضيلة والشرف والعزة والكرامة .

ويعود هذا الفوز إلى شعور أعضاء المجمع المقدس وأعضاء المجلس الملى العام بأن الشعب لا يرتضى بعد اليوم أن تسلم مقاليد أمورنا إلا لمن يحسنون قيادتنا ويتوفرون على نهضتنا وإنجاز الإصلاحات الملحة فى وقار وسلام بحيث لا يتحارب المجمع المقدس والمجلس الملى العام فلن نطيق بعثرة قوانا فى كفاح تحطيمى فقد نسينا فى السنوات الأخيرة أننا شعب كبير وأن علينا رسالة يجب أن نؤديها فى حضارة مصر ، وصرنا نشتغل بخصومات صغيرة كانت تستأثر بإنتباهنا وتحتل عقولنا ، وقد عاقتنا هذه الخصومات عن دراسة شئوننا الكبرى والإبتكار فيها لخدمة الجماعات والأفراد من الأقباط .

حقيقة لقد فازت الكنيسة القبطية أمس وشعرت بأنها ربحت بتنحية الأنبا يوساب ولم تخسر شيئاً .

والشعب القبطى كله كان يصر على أنتخاب الآباء الثلاثة أعضاء اللجنة التى تتولى إختصاصات البطريرك على النحو الذى تم أمس .

فلا ينسى الشعب صاحب النيافة الأنبا أغابيوس ووقفاته الجريئة ضد الفساد البطريركى ، وكيف نفذ قراراً بعدم الثقة بالبطريرك ، بل لما رأى أن المجمع المقدس قد قصر فى آداء واجبه صاح صيحته التى سجلت فى التاريخ لأنها كانت الكلمات الأولى التى دقت ناقوس الخطر قالها كلمة صريحة لا إلتواء فيها (رحم الله المجمع المقدس !)  فإستيقظ المجمع النقدس على هذه الكلمات وأدى واجبه .

بل لا ينسى الشعب إصلاحاته العديدة يوم كان رئيساً للدير المحرق ولا إصلاحاته التى لا تنكر فى أبروشية ديروط وكيف نشر فيها جو من الروحانية والمحبة فكان رئيس الدير النموذجى ، والمطران المثالى.

إن أنبا أغابيوس له صوتا هادئاً خفيضاً ومع ذلك كان على الدوام مسموعاً أكثر من أعلى الصرخات ، أنه رقيق مهذب وجذاب ومجامل ، ولكن كل كلمة رقيقة تحمل معنى خطيراً ، وتحمل إيماناً لا حد له ، وخلف كلمات المحبة والسلام كانت تكمن القوة والدعوة إلى الإصلاح ، وتحدى كل الأوضاع الفاسدة  فى الكنيسة القبطية بكلام هادئ بسيط لا تجد كلمة واحدة لا لزوم لها ، شخصية صادقة إلى أبعد حدود .

وفى الأنبا أغابيوس يجتمع العقل والعاطفة فهو ميزان القوتين فأنت تراه إنساناً عاطفياً كله رفعه ووداعه ولياقة ثم تراه الرجل القوى الحازم الحاسم الصموت المهذب المتماسك المتواضع . أنبا أاغابيوس مطران السلام الذى لا يعرف الخصومة ولا العداوة فالجميع له أخوة وله أصدقاء ولكنه فى الحق لا يخشى لومة لائم ولا صداقة صديق ولا عداوة عدو وسلاحه دائماً إيمان قوى عميق يشع نوراً وهاجاً يراه كل من يجتمع به ، إيمان جعله يجاهد ويشفى دون أن يشعر بألم .

و (الشعوب) إذ تنقل عن أمها مصر تحيتها للشهم الكريم والجنتلمان العظيم الأنبا أغابيوس تقول أن الرجل شخصية جمعت فى نفسها كل عناصر الرجل الديمقراطى الذى خلق للسيادة الكريمة فهو يتمتع بحب وإحترام وتقدير سائر الذين عرفوه من أقباط ومسلمين.

فأذكر ان الوحيد الذى حياة نائب ديروط فى البرلمان الوفدى فوصف شمائلة العامة التى جذبت إليه قلوب وتقدير الجراح قبل الأقباط فى مقال نشرته الأهرام للمناسبة التالية :

منذ بضعة سنين ظهرت حركة فى منطقة أسيوط يراد بها خلق مديرية تنتزع من مديرية أسيوط ، وقد إتجهت الأنظار إلى إحدى مدينتين هما ديروط وملوى ، وتنافس زعماء كل مدينة فى شرح مزايا مدينته وأهليتها لتكون عاصمة للمديرية الجديدة ، والشئ الغريب فى هذا أن الكاتب الذى شرح وجهة نظر منطقته خصص مقالاً مستقلاً شرح فيه مزايا وأخلاق الأنبا أغابيوس مطران ديروط وجعل هذه الشخصية الفذة فى مواهبها وعقليتها المؤهل الأكبر لمدينة ديروط لتكون عاصمة المديرية الجديدة ، ولم ينل هذا الحظ من أقلام المواطنين من المطارنة مطران غير الأنبا أغابيوس فى عصرنا هذا والعصور السابقة.

والذى نعلمه أن الرجل لا يعرف الحقد ولا الغضب ، ولا يفهم معنى الإستبداد والإنتقام ممن خرج على رأيه وخالفه فى مبدأه - وهو الوحيد فيما نعلم من المطارنة الذى خلت إيبارشيته من الشقاق والإنقسام الداخلى ، فقد كتب نيافته لإيبارشيته الإستقرار بإستمرار والتعلق بأهدابه والإحترام لشخصة وطهر سيرته وسلامة سياسته من المحن والأغراض .

وتظنه الوحيد بين رؤساء الدير المحرق الذى ساس هذا الدير بضع سنين سياسة حكيمة خلت من الشوائب والتذمرات والقلاقل والثورات ، فقد تولى نظارة الدير بضع سنين وهو مطران ، ولما أنتهت مدة نظارته أستأثرت به إيبارشيته ولم يلحقه بعد إنصرافه من الدير ما لحق أسلافه من الأقاويل فى نزاهته وعفته من مال الدير مع أنه كان فى ذلك الوقت يبنى مطرانية ديروط الجديدة ، وقد ظن البعيدون عن إيبارشيته وعن ديره أنه أستعان بمال الدير على القيام بهذا الصرح الباذخ وهو المطرانية والمدرسة والكنيسة وغير ذلك من المرافق الدينية والعلمية التى خلقها منذ توليته كرسى ديروط وصنبو وقسقام ، ولكنهم أذاعوا رائحة بخور عفه يده ونفسه من مال الدير .

ولو كان ديره وله فيه أجر النظر فى أوقافه ، لهذا كان إجماع المختلفين فى الرأى على إحترامه وإنتخابه لعضوية مجلس الوصايا على البطريرك.

فإذا كان الله أراد للكرسى الرسولى وللكنيسة المقدسة النهوض والإستقرار والحياة العاملة لمجد الله فإرادته هذه التى جعلت من الأنبا أغابيوس نبراساً لهذا المجلس الذى ترنو إليه الأبصار (1)

وكان حبيب جرجس يعد العدة لنشر كتابه عن الإكليريكية بمناسبة مرور 45 سنة على إنشائها طلب من الأنبا أغابيوس أن يكتب له كلمة ، فلبى طلبه وأختتم كلماته بقوله : " ... إنه يحق لنا الآن أن نفتخر بمن أخرجتهم هذه المدرسة المباركة .. من الكهنة الأكفاء والوعاظ المقتدرين الذين بفضل مساعيهم المشكورة ومجهوداتهم البارة تقدم الشعب القبطى تقدماً محسوساً وأصبح يعرف الشئ الكثير عن أسرار ومعتقدات كنيسته المحبوبة ، وتكونت منه جمعيات خيرية وفيرة فى مختلف البلاد دائمة فى العمل على رفع الكنيسة فى شتى النواحى ، والأمر الذى يجعلنا مغتبطين بهذا النجاح الباهر ، وسائلين العزة الإلهية أن ترفع شأنها وتوسع فى نطاقها وتبارك فى أعمالها والله السميع المجيب .

11 بابه سنة 1655ش - 21 أكتوبر سنة 1938م

أغابيوس

مطران صنبو وديروط (3)  

*************************************

المراجع

(1)  وأيضاً مجلة الشعوب فى 10 أكتوبر سنة 1955م ذكرت لمحة عن هذا المطران الوقور فى ف 37 ( مع عهد الأنبا يوأنس -19 ) أن الواقع أن كل ما قيل فيه أعجز عن الإحاطة بشخصيته البديعة التى جمعت بين المحبة والتواضع وبين الحزم والجرأة ومن بركة الله على أننى عرفت هذا المطران الوقور. 

(2)  عن "الكلية الإكليريكية بين الماضى والحاضر ... " ص 180- 181       

مجلس الوصاية علي كرسي مرقس الرسول

كرسي الكاروز الذي هو غالي علي الكل وجلس عليه بطاركة عظماء قديسين وعلماء ونساك و شهداء ..كرسي معلمنا القديس مرقس الانجيلي..
في سنة ١٩٥٤ كانت الكنيسة القبطية في ضيقة وشدة من داخلها وكان بطركها الانبا يوساب واقعا تحت سيطرة خادمه ملك الذي باع الرتب الاسقفية واغلق باب البطريرك عن شعبه ..لكن كان للحق شهود لم يهتموا سوي بالكنيسة وشعبها وتاريخها ومستقبلها ..وعقدوا مجمعا لتعديل مسار البطريرك ولم يستجب لهم وجاء عام ٥٥ ملبدا بالغيوم واجتمع المجمع المقدس مرة اخري وايده المجلس الملي وتم عزل البطريرك عن كرسيه
ومما جاء في بيان المجمع المقدس

(( وقد إنقضى علي قرارات المجمع المقدس قرابة عام عمت خلاله الفوضى جميع شئون الكنيسة وعرض مركز الكنيسة للهوان وبالغ ألأضرار حتى أطمع فيها رؤساء الكنائس الأجنبية .. ولولا ان إيمان الشعب قوى فى عقيدته ثابت فى ولائه لكنيسته أم الكنائس ومهد المسيحية لوقع مالا يتمناه غيور لكنيسته . لهذا فقد إجتمع المجمع المقدس وإستعرض كل ما وصلت إليه حالة الكنيسة ، وقرر ذلك القرار التاريخى :
يحكم المجمع بإعفاء اللأنبا يوساب من إدارة شئون الكنيسة كافة
ابعاده عن مقر الكرازة المرقسية بالقاهرة والإسكندرية وتشكيل لجنة ثلاثية من بين أعضاء المجمع المقدس يكون لها جميع إختصاصات البطريرك .
إبلاغ الحكومة وذلك إتخاذ اللازم وإبلاغ هذا القرار فوراً للأنبا يوساب الثانى ))
ووافقت الحكومة علي القرار وتم تعيين لجنة ثلاثية من الاباء المطارنة المنتقلين
انبا اغابيوس مطران ديروط وصنبو وانبا ميخائيل مطران اسيوط وانبا بنيامين مطران المنوفية
كانت ايام صعبة ولكن الكنيسة القبطية استطاعت اجتيازها ببسالة رجالها وايمان اساقفتها وصمود شعبها ...
#عضمةزرقا
ياسر

 

 

 

This site was last updated 06/07/18