عريان يوسف سعد

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

قبطى يحاول إغتيال رئيس الوزراء القبطى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
الفريق عزيز المصرى
الملك يهنئ شعبه بالعيد
الخلافة الإسلامية والملك أحمد فؤاد
الملك فؤاد وجنيه أدريس
المندوب السامى اللورد اللنبى
الحياة السياسية
شائعة مرض الملك
ثروة الملك فؤاد
متفرقات
أحمد فؤاد وسعد زغلول
محاولة إغتيال رئيس الوزراء
الامير محمد على توفيق
إعتناق الملكة نازلى المسيحية
Untitled 3709

Hit Counter

 

 «عريان سعد».. ومحاولة اغتيال
المصرى اليوم ٢/ ٧/ ٢٠١٠
فى عام ١٩١٩ وفى ظل رفض رجال السياسة من الوطنيين فى مصر تشكيلاً وزاريا كمطلب وطنى عام، قبل يوسف وهبة باشا تشكيل الوزارة، وكان قبلها وزيراً، فاعتبرته القوى الوطنية خارجاً على الإجماع الوطنى، فخطط تنظيم «اليد السوداء» لاغتيال يوسف وهبة باشا وحين بادر جميع أفراد التنظيم بإعلان استعداده للقيام بمثل هذه المهمة الوطنية قام طالب أسمر نحيف بكلية الطب، وقال لن يقوم أحد بالمهمة غيرى ولم يكن هذا سوى الطالب القبطى «عريان يوسف سعد» وكان مبعث إصراره على القيام بهذه المهمة أنه قبطى ورئيس الوزراء يوسف وهبة باشا قبطى وأن قيامه بهذه المهمة لن يمكن سلطات الاحتلال من استخدام حادث الاغتيال كورقة لإثارة القضية الطائفية إذا تم اغتيال يوسف وهبة باشا على يد مسلم.
وفى الموعد المقرر وعلى مقهى ريش وفى شارع سليمان باشا جلس «عريان» فى انتظار إشارة من زميل له بمرور موكب يوسف وهبة باشا وما إن تلقى الإشارة حتى بادر بتنفيذ المهمة التى لم ينجح فيها وجرت مواجهة فى مكتب يوسف وهبة باشا مع عريان يوسف سعد الذى برر قيامه بالمهمة بأن الاغتيال كان بسبب خروج وهبة باشا على الاجماع الوطنى وبعد ٩١ عاماً أصدر حفيد عريان يوسف سعد مذكرات جده وجرى الاحتفال بموقع «الحادث» مقهى ريش بتوقيع الكتاب، غير أن الجديد فى الموضوع أن حفيدة رئيس الوزراء الأسبق
 

*******

صفحات مجهولة من حياة الأرستقراطى «عريان يوسف سعد»
المصرى اليوم كتب أميرة عبدالرحمن ٢/ ٧/ ٢٠١٠
فى خضم أحداث متلاطمة هزت القاهرة عام ١٩١٩، كان «عريان يوسف سعد»، الطالب الثورى الجامح للتمرد، يختم عامه الـ ١٩. ويحلو لبعض المؤرخين تقديم ثورة ١٩١٩ باعتبارها «سلمية»، إلا أنها فى واقع الأمر لم تكن سلمية لدرجة يمكن وصفها بـ «المخملية»، فقد كان لها وجهها العنيف، الذى اضطر الثوار إلى الكشف عنه فى مواجهة رصاص القوات البريطانية المتطاير فى وجوه المظاهرات الشعبية.
ولأن ثورة ١٩ لم تخل من الشهداء الذين تساقطوا، فقد حفزت دماؤهم الثوار على تدبير الاغتيالات ضد من اعتبروهم أعوانا للاستعمار، ومناهضين للحركة الوطنية. وفى بلد رازح تحت نير الاحتلال، كان الشعب يطرب لأصوات القنابل التى يستهدف بها الفدائيون «وزراء الاستعمار». كانت تلك العمليات «هى الشهب التى تضىء ظلام الحكم الحديدى»، منذ ١٩١٩ وحتى إعلان الدستور سنة ١٩٢٣، «ذلك المخدر الذى تراخت تحت تأثيره عضلات الثوار.. إلى أن فتحت (مصر) عينيها وهى بين يدى ثوار الجيش سنة ١٩٥٢».
هكذا تحدث «عريان يوسف سعد» فى مذكراته الخاصة.. استفاض فى سرد وقائع حيوية ترنو لدرجة التوثيق، وفاض مداد قلمه فى سرد مشاعره، قائلا: «فى ذلك الجو الخانق، جو ثورة شعب أعزل يواجه جيشا مدججا بالسلاح، كنت أعيش شابا يختم عامه الـتاسع عشر».
ولد «عريان» فى ٢٥ مايو ١٨٩٩ فى ميت غمر لأسرة أرستقراطية، حصل على البكوية عام ١٩٥١، وتوفى عام ١٩٧٤. ومن بين إخوته الـ ١١، دوّن تاريخ النضال الوطنى اسم عريان، الذى انتقل مع أسرته من عزبتها التى نشأت بها فى ميت محسن إلى القاهرة، ليتلقى تعليمه الثانوى فى المدرسة التوفيقية، قبل أن يلتحق بكلية الطب – جامعة فؤاد الأول.
ويلخص «عريان» تجربته وهو فى عنفوان شبابه، بأن «موجات الفتوة كانت تتدافع فى جسده وتغمر رأسه قصص كفاح قرأها، وهو فى أولى مراحل الحياة.. فلا عجب أن يبحث فى ظلال الثورة عن المغامرة، ولا عجب أن يجدها ويحياها».
دخل عريان حلبة السياسة على مراحل، وكان استعداده لها قويا منذ البداية، أما أول خطوة له فجاءت عن طريق المصادفة بدعوة من زميل له فى مدرسة الطب ليذهب معه إلى مكتب شقيقه المحامى فى القاهرة لتوقيع عريضة توكيل للوفد المصرى. وما هى إلا ساعات وكان «عريان» يمسك بالعريضة والقلم، مقرا فيها بأنه يوكل «سعد زغلول ومن معه للسعى فى المطالبة باستقلال مصر، ما وجد إلى السعى سبيلا». أما الإمضاء فكان: عريان يوسف سعد - طالب طب.
مثلت هذه الوثيقة نقطة تحول لـ«السعديين»، وأصبح سعد زغلول، وكيل الأمة، وحامل الراية التى حملها من قبله أحمد عرابى ثم مصطفى كامل ثم محمد فريد، وبها اعتبر سعد عريان نفسه «صاحب قضية»، استقلال الوطن، بل وكل لها محاميا، هو سعد زغلول.. «إذن فقد حق لى أن أتتبع خطوات ذلك المحامى.. وهل يقوم على الوكالة الخطيرة.. أم أنه تصدى لها لحاجة فى نفسه؟!».
عايش «عريان» بعد ذلك مظاهرات الطلبة التى خرجت هادرة بعدما قبض الإنجليز على سعد زغلول هاتفين: «تحيا مصر حرة!» و«يحيا سعد» و«تسقط الحماية». وعايش طالب الطب المتمرد تلك اللحظات التى وقف لها شعر رأس الطلبة وغلى الدم فى عروقهم «كأنه سيل من نار».
جاب مع مسيرات الطلبة الحاشدة الملتهبة بنار الوطنية شارع قصر العينى، قاصدة كلية التجارة العليا فى شارع المبتديان، بالقرب من سكة حديد حلوان، الذى أغلقته «سواري» و«بيادة» البوليس (المجندين) بأكمله فى وجه الطلبة، ملوحين بالعصى الغليظة. وقعت اشتباكات أسفرت عن اقتياد ما لا يقل عن ١٥٠ طالبا – بينهم «عريان» – إلى قسم شرطة السيدة زينب.

يستدعى عريان فى مذكراته لحظات خروجه وزملائه الـ ١٥٠ من القسم محاطين بجنود البوليس من الجانبين، وهم لايزالون يهتفون: «تحيا مصر» فى مشهد «لا عهد للقاهرة بمثله». وكان البوليس يقتاد الطلاب المتظاهرين من قسم السيدة إلى مبنى المحافظة فى باب الخلق، فساروا فى الشوارع لتطل عليهم وجوه النساء من شرفات منازلهن التى «ما كانت تظهر لأحد غير أهلها».
يقول عنهن عريان: «اخترقت زغاريد النساء هتاف الطلبة، فعلت عليه، وكأنها أصوات الملائكة نزلت من السماء لتشارك شباب مصر فى هتافه مطالبا بحقه وحق بلاده فى الحرية»، «كلما قطعنا جزءا من الطريق.. ارتفعت من المساكن التى نمر بها على الجانبين زغاريد كأجراس الفضة تبعث فى نفوس الشباب روح المغامرة، واستصغار المخاطر». ومن باب الخلق إلى معتقل القلعة، شقت لوريات الجيش الإنجليزى، محملة بالطلبة، ظلام الليل الدامس.
ينتقل عريان بنعومة عبر الزمان والمكان، فنروح معه ونغدو فى رحلة داخل الثورىّ الإنسان.. ومن شارع قصر العينى إلى مسقط رأسه ميت غمر، يقول بروح مفعمة بالوطنية البعيدة عن المذهبية: «كانت ميت غمر قد أعلنت استقلالها، وتألفت فيها وزارة من الأعيان وقام الطلبة والعمال بحفظ الأمن»، هذا الاستقلال الذى سرعان ما أجهضه الجنود البريطانيون.
ومضى يقول فى مذكراته إن أول مظاهرة نشبت فيها «كان يقودها محمود حسنى وأندراوس رزق وسعد يوسف سعد وكانت نار الخلاف بين المسلمين والأقباط لاتزال جذوتها تحت الرماد منذ مؤتمر الأقباط الذى انعقد فى أسيوط ١٩١٠ والمؤتمر الإسلامى الذى انعقد فى هليوبوليس والمقالات النارية التى كان يكتبها الشيخ عبدالعزيز جاويش والردود القاسية التى كانت تنشرها جريدتا الطائفة القبطية (الوطن لصاحبها جندى إبراهيم ومصر لصاحبها تادرس شنودة المنقبادى)» وبموضوعية بعيدة عن أى انحياز دينى يضيف: «كانت جمرات الحقد بين العنصرين لاتزال تحت رماد النسيان، أطفأها سعد زغلول فى قلوب المثقفين وعقولهم، ولكنها بقيت بين كثيرين من قليلى الحظ من الثقافة وكانوا كثرة فى البلاد».
هكذا صاغ الثورى القبطى فى مذكراته أفكارا تصلح لإطفاء نار الفتنة التى لايزال أبناء الوطن الواحد يكتوون بنارها حتى يومنا هذا. وهكذا كانت أفكاره التى انعكست فى مطالبته لابنته يوما بأن تقرأ الكتب السماوية الثلاثة ثم تأتى إليه ليتناقشا حولها. فى النهاية، توصل الأب وابنته إلى خلاصة مفادها أن الكتب الثلاثة تغطى الجوهر نفسه فيما يتعلق بالوصايا العشر، وهو ما يعنى أن تكون شخصا صالحا أمينا، له قيم يمارسها، لا يعظ بها».

This site was last updated 07/03/10