Home Up مسجد الشافعي مآذن القاهرة لاجين السيفي مسجد مصلوب سبيل السلطان مصطفى مسجد المرزوقى الاحمدى مساجد وسبيل بشارع المعز مسجد أثر النبى جامع السلطان حسن مسجد الحبيبى بحى السيدة مسجد قايتباى بالقرين بالشرقية مسجد قجماس الإسحاقى مسجد المحمودية مسجد قايتباى مسجد سادات قريش جامع الأمير سليمان أغا السلحدار New Page 6389 New Page 6390 New Page 6391 New Page 6392 New Page 6393 New Page 6394 New Page 6395 New Page 6396 New Page 6397 New Page 6398 New Page 6399 New Page 6400 | | المصرى اليوم تاريخ العدد الاربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٨ عدد ١٥٦٤ عن خبر بعنوان [ مسجد الشافعي.. «٨٠٠» عام من استقبال المتبركين والشكاوي ] كتب سحر المليجي ٢ «والنبي يا إمام تساعدني علي تربية أولادي الأيتام، وتهديلي ابني الكبير، وتشفي رجلي علشان أقدر أشتغل وأوفر لقمتهم»، بهذه الكلمات البسيطة كانت تتجه أم محمد بوجهها إلي ضريح الإمام الشافعي تحكي له مأساتها، وتتمني أن يسمع شكواها ويساعدها في إيجاد الحلول، حال أم محمد قد يتشابه مع كثير ممن يلجأون إلي ضريح الشيخ للتبرك به، لكن غيرها كثيرين يلجأون لزيارته لعظم قدره ومكانته الإسلامية فهو الإمام صاحب المذهب الشافعي الذي يلتقي في نسب النبي محمد صلي الله عليه وسلم مع جده عبد مناف الذي عاش في مصر ٥ سنوات فقط، حيث توفي علي أرضها، بعد أن حقق هدفه من زيارة مصر وقابل السيدة نفيسة العلوم حفيدة رسول الله، وتلقي العلم عنها وصديقه الإمام ابن حنبل، ومن مصر خرج مذهبه الشافعي إلي كل دول العالم الإسلامي. أضرحة مرصوصة، ورجال افترشوا الأرض، أطفال متسولون، هي علامات اقتراب الوصول إلي مسجد الإمام الشافعي أحد أئمة المذاهب الأربعة، الذي يلازم مسجده المقابر.. أسماء باشوات وبكوات فاتت عليها السنون، قد لا يعلمها الكثيرون لولا أنها في الطريق المؤدي لمسجد الإمام، وعلي قبر شاهده تصور هلال ومركب يلمعان في وسط السماء منذ٨٣٠ عامًا، ترحب بكل زائر قادم إلي الضريح وتخبره، بأن هنا يرقد جثمان الإمام. بني المسجد علي حوائط حاملة قادرة علي تحمل أجمل قبة ضريح في مصر يصل ارتفاعها إلي ٢٧ مترًا، وهي قبة مزدوجة فمن الداخل مصنوعة من الخشب المحفور ذي المظهر الرائع والمزين بآيات القرآن، ومن الخارج فهي مصنوعة من الرصاص. مشاعر دينية تختلط بمظاهر إنسانية قد لا تصدقها العين، مساحة كبيرة محاطة بسور لا يعلو كثيرا عن سطح الأرض، زاد من قصره ارتفاع الشارع المجاور له بشكل المنحدر، علي جانب البوابة الأولي جلست سيدة عجوز علي كرسي بجوار «الميضة» تسأل الداخل والخارج عن بعض القروش من السيدات القادمات للوضوء، وبداخل الميضة التي تشبه حمامات القرون الوسطي، وضاعت ملامحها المدنية تجد الحصر باللون الأخضر ملقاة في إحدي جنباتها الواسعة، فلا تخرج من لفتها إلا عند صلاة الجمعة عندما يضيق المسجد بالمصلين. باب الدخول إلي المسجد بوابة تظهر عليها ملامح التجديد، حتي إن عمال التجديد لم يرفعوا بعض الأحجار الجيرية التي استبدلوها بالقديمة تاركين إياها فوق سقف البوابة، غير آبهين بما قد يحدث لو سقطت علي رأس أحدهم. بعد الدخول من البواية تجد أبوابًا ثلاثة أخري، باب لمبني جانبي يربط بين الميضة والمسجد ويستخدم في الصلاة عند امتلاء المسجد، وباب الدخول إلي حرم المسجد حيث يصلي الرجال، وثالثها باب الدخول إلي الضريح. في مقدمة البوابة حجرة صغيرة مغلقة، تجاورها سلال من البلح مغطاة بفرش من البلاستيك تمنع الذباب من الوقوف عليه، وأحواض زرع متدرجة خاوية ظهر عليها الإهمال، ومات ما بها من نبات رغم أنها لا يزيد عرضها علي متر ونصف المتر، لوحة تعريف مسجد مكسورة لم يكتمل فيها اسم الإمام، وأياد مفتوحة جلس أصحابها علي عتبة باب المسجد تفنن أصحابها في استجداء المصلين لدفع الصدقات بكلماتهم أو تصرفاتهم أو بسوء مظهرهم فواحد يقول «ربنا يفتحها عليكي عايز تمن كيس عرقسوس أفطر بيه»، وآخر يظهر قدمًا مصابة، وثالث يتبعك بمظهره السيئ، والذي لا تجد مفرا إلا أن تبعده عنك بأي مال شاء، مياه مجاري أغرقت الأرض بجوار الحائط المؤدي للباب الثالث، والذي يعد أهم قاصديه النساء، حيث خصصت المساحة القريبة من الأضرحة كمصلي لهن، بالإضافة إلي الشيوخ والعاملين بالمسجد والمخصص لهم عدد من الحجرات، وعليهم جميعا الاحتياط عند الدخول حتي لا يصطدموا في صناديق الكهرباء الموجودة بجوار الحائط. عندما تدخل الضريح ستجد عامل المسجد الذي اعتاد الجلوس في المكان نفسه منذ سنوات، حوائط مزينة بالرخام الملون يعمل علي تلميعها عدد من العمال، بابين متقابلين أحدهما بني والآخر أخضر مزخرفين بنقوش إسلامية وآيات قرآنية مكتوبة بالخط الكوفي، وبينهما سقف خشبي مزخرف بنقوش رائعة، ٤ مقابر كان منها قبر مضاء باللون الأخضر، وبداخله عمة خضراء كبيرة دليل علي علم الإمام محاطة بصندوق من العاج، وبين القبور كانت السيدات من مختلف طبقاتهن الاجتماعية، فيهن من تصلي وأخري من تقرأ القرآن، وثالثة تبكي، ورابعة تتحدث مع جليستها، ولكن الجميع اتفقوا علي حب الإمام وحب زيارته والتبرك بمسجده. تقول إيمان فوزي، ٥٠ عامًا (موظفة)، إنها اعتادت القدوم في رمضان إلي مسجد الإمام الشافعي، لأنها تستريح نفسيا في هذا المكان، لأن صاحبه أحد أئمة المذاهب الإسلامية الذين يأخذ عنه الناس دينهم حتي الآن. الحاجة سيادة محمد، ربة منزل، تقول إنها جاءت لزيارة الإمام بعد أن سمعت عن بركاته، لهذا جاءت للتبرك به وتدعو أن يساعدها في إيجاد حل لمشكلتها مع أبنائها الذين يتجاهلونها بعد أن كبروا وابتعدوا عنها. الدكتور محمد الششتاوي، مدير عام التوثيق الأثري بقطاع الآثار الإسلامية، يقول عن تاريخ المسجد: إن الإمام الشافعي جاء إلي مصر عام ١٩٩ هجرية، وظل بها حتي توفي عام ٢٠٤ هجرية، وكان الناس يأتون إلي قبره للتبرك به، حتي جاء صلاح الدين الأيوبي، وعمل علي نشر المذهب الشافعي، وبني قبرا جديدا للشافعي، وبجواره مدرسة الصلاحية، والتي كانت معقلا لنشر الشافعية، واستغرق بناؤها ٣ سنوات، وانتهت الأعمال فيها عام ٥٧٥ هجرية، وقد وصفها الرحالة ابن جبير بأنها مدرسة لم يعمر بمثلها البلاد، ولما جاء السلطان الكامل عام ٦٠٨ (١٢١١ م) بني قبتها التي تعد أقدم وأجمل قباب العصر الأيوبي بعد أن دفن أمه الملكة شمس بجوار الإمام، وفي عام ١٤٨٠ ميلادية أمر السلطان قايتباي بتجديدها وبعده الأمير عبدالرحمن كتخدا، الذي بني سبيلا علي يسار القبة، وكسي وجهه بالرخام، حتي جاء الخديو توفيق الذي أمر بتجديد المسجد عام ١٨٩١ ميلادية ليستقر علي شكله الحالي، والذي تقوم هيئة الآثار الآن بتجديده علي نفس الشكل. |