Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

نهاية حكم الأسرة الأيوبية بموت الملك الصالح

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
من هم الأيوبيين؟
الإحتلال الأيوبى
ظهور صلاح الدين
الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي
الأيوبى يقتل الخليفة العاضد
مشكلة دير السلطان
حروب صلاح الدين
رسائل صلاح الدين
الرحالة عبد اللطيف
عبدالله بن ميمون
الملك العزيز
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
الملك العادل الأول
الملك الكامل 1
الملك الكامل 2
الملك العادل الثانى
الملك الصالح
الأيوبيين يحكمون مصر
الحملة الرابعة للفرنجة
الحملة الخامسة للفرنجة
الحملة السادسة
الحملة السابعة للفرنجة
الحملة الثامنة للفرنجة
الحملة التاسعة
موت الملك الصالح
العثور على عملة ذهبية
قدرة الملك ريتشارد على النصر
إيلات وصلاح الدين وبيبرس
قلعة حلب
البابا يؤنس 6 الـ 74
البابا كيرلس ال 75
الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبي
New Page 5295
New Page 5296
New Page 5297
New Page 5298
New Page 5299

 

***************************************************************************************

كتب الموضوع التالى من كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثالث من ص 218 - 223 .. مع بعض التعديل فى اللغة بما يناسب العصر

***************************************************************************************

نهاية حكم الأسرة الأيوبية بموت الملك الصالح

 

وظهور المماليك

 

  الملك الفرنسى لويس فى مصر سنة 1245 م 961 للشهداء و 643 للهجرة

ثبت الملك الصالح حكمه فى مصر وأصبح هو ألامر الناهى بها بعد أن أهلك أمراء المماليك الذين ساعدوع وأهدوا له ملك مصر بعد خلع أخيه , وكان قد عزل الملك الجواد يونس من أمارته وطرده ومنعه من دخول مصر , وظل الملك الجواد هائما فى بلاد الشام ولم يجد مفراً غير أن يتخذ من الفرنجة حلفاء ولما كان ذو ثروة واسعة فقبلوه وأتحدوا معه ومع أمراء دمشق ضد الملك الصالح - وكان فى نفس الوقت يعد الفرنجة فى أوربا حملة بقيادة الملك لويس ملك فرنسا تتألف الحملة من 20 ألف مقاتل وتأهبوا للهجوم على مصر .

وكان الملك الصالح مشغولاً فى محاربة أمراء سوريا وتحالفهم ضده مع الصليبين , وكان قد أرسل إليهم الخوارزميين فهزموهم وأسترجعوا منهم غزة وبيت المقدس وكذلك دمشق , كل ذلك بالرغم من النجدات التى أرسلتها مصر وظل أمير حمص يقاوم ويدافع دفاعا شديداً ولم يخضع كباقى الأمراء .

مرض الملك الصالح

ولم يجد الملك الصالح مفراً إلا أن يقود جيشة بنفسه , وفى سنة 1248 م ذهب ومعه جيش عظيم لقهر الأمير المعاند أمير حمص وذهب أولاً إلى دمشق ولكن فجأة أصابه هناك مرض ثقيل وهو ناسور أنفتح صديده فى دبره , كما أصيب بتقيح وبثور فى صدره فلزم الفراش , ووصلت إليه الأخبار  وهو فى هذه الحاله السيئة بأن الفرنجة أعدوا حملة فى أوربا لمهاجمة مصر بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا وعرف بقرب قدومهم إلى مصر فبارح دمشق فى الحال فحمله جيشه على محفة ومكث فى أشمون طناح فى محرم 647 هـ الموافقة سنة 1249 م , وأمر وهو على فراش الموت بنقل الكثير من الزخيرة والأسلحة إلى دمياط لتأمينها خوفا لما وقع فيها أيام ابيه ثم جمع كثير من العرب بنى كنانة ووضعهم وراء المتاريس فى المدينة وعهد بقيادة حامية المدينة إلى الأمير فخر الدين يوسف أبن شيخ الشيوخ .

رسالة من الملك لويس إلى الملك الصالح

ووصلت اساطيل الفرنجة إلى سواحل دمياط وعسكت على السواحل وبعث رسالة إلى الملك الصالح قال فيها نقلا عن كتاب مسز أ . ل . بتشر كاتبة تاريخ ألأمة القبطية تاريخ ألأمة القبطية  - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثالث ص 220  :

" بسم ألاب والأبن والروح القدس الإله الواحد آمين

أما بعد .. فإنه لم يخف عليك أنى أمين ألمة العيسوية كما أنك أيضاً أمين الأمة المحمدية وأنت تعرف أهل جزائر الأندلس وما يحملونه إلينا من أموال وهدايا ونحن نسوقهم سوق البقر ونقتل الرجال منهم ونرمل النساء ونستأسر البنات والصبيان ونخلى منهم الديار , وها قد أيدنا لك ما فيه الكفاية وبذلنا لك النصح فى النهاية , فلو حلفت لى بأغلظ الأقسام وأدخلت على القسوس والرهبان , وحملت قدامى الشمع طاعة للصلبان لكنت واصلاً إليك وقاتلاً فى أعز البقاع إليك فإما أن تكون البلاد لى , وإما أن تكون البلاد لك وقد عرفتك وحذرتك من عساكر تملأ السهل والجبل وعددهم كعدد الحصى وهم مرسلون إليك بأسياف القضاء " .

فلما قرأ الملك الصالح هذه الراسلة وكان المرض قد أشتد به فبكى ثم أمر القاضى بهاء الدين بكتابة رده فكتب يقول :

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

صلواته على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه أجمعين ..

أما بعد .. فإنه وصل إلينا كتابك الذى تهددنا فيه , بكثرة جيوشك وعدد أبطالك , فنحن أرباب السيوف وما قتل منا فرد إلا قام بدله أفراد , ولا بغى علينا باغ إلا أهلكناه ولو رأت عيناك أيها المغرور حد سيوفنا وعظم حروبنا وفتحنا حصونكم وسواحلكم وتخريبنا ديار الأواخر منكم والأوائل لمضضت أصابعك غيظاً وندماً وذلت قدمك فى يوم أوله لنا وآخرة عليك وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون .

فإذا قرأت كتابى هذا فتكون فيه أول سورة النحل ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه) وتكون على آخره سورة (ص) ( ولتعلمن نبأه بعد حين) .. ونعود إلى قول الله تعالى وهو أصدق القائلين , كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله ولى الصابرين , وقول الحكماء أن الباغى له مصرع , وبغيك يصرعك وإلى البلاء يقلبك والسلام ."

الفرنجة على أرض مصر وموت الملك الصالح

ثم قرأ القاضى بهاء الدين زهير بن محمد هذا الكتاب على السلطان وهو فى فراشة فشكره على كتابته وختمه وبعث به إلى الملك لويس ..

وفى اليوم التالى حدثت مناوشة حربية بسيطة بين ألأفرنج وحامية المدينة قتل فيها بعض أمراء المسلمين .

وأنتشرت الأشاعات بين جنود المسلمين وأمراؤهم أن الملك الصالح جاء من سوريا مريض وقارب على الموت , فإنشغلت الجنود على من يكون الخليفة له ولم يهتموا بالدفاع عن البلاد إلا القليلين فقتل الأمراء فى المناوشة القليلة التى حدثت , كما أنهم تركوا جيوش الفرنجة تنزل إلى البحر بالرغم من أنهم كانوا يعرفون أنهم تحركوا من سواحل فرنسا وهم فى طريقهم إلى مصر .

ولما وجد أمير دمياط أنه دفع فى المواجهة مع الفرنجة وكل خطوط الجيش مهتمة فقط  بمن يكون الخليفة القادم وفتور الجيش عن مواجهة الفرنجة فر مساء ليلة من الليالى وتبعه عرب بنى كنانة فشعر الصليبيون بإنسحابهم فتبعوهم ليلاً  ولحقوا بجنود الملك فى أشمون وهزموهم هزيمة ساحقة .

أما من جهة دمياط فقد تركت الحامية حصن دمياط والمدينة للفرنجة بغير مقاومة فدخلوها بأمان وأستولوا على كل ما فيها من المؤن وغذاء وذخائر واسلحة الذى اعدها الملك الصالح فى دمياط لحصار طويل أمام الفرنجة , ودخل الفرنجة دمياط من غير مقاومة تذكر فى يوم 29 يونيو سنة 1249 م الموافق 22 صفر سنة 647 هجرية فكان ذلك خسارة وهزيمة شديدة للمسلمين وإنهيار للروح المعنوية التى يحتاجا الجيش وملكه مريض , ووقف أمام الملك الصالح الأمير فخر الدين قائد حامية دمياط ورؤساء بنى كنانة فعنفهم تعنيفاً شديداً على أنسحابهم من المدينة بدون أذن منه , أما رؤساء بنى كنانة فإحتجوا بهروب القائد ولم يستطيعوا أثبات ذلك , فعقد الملك الكامل مجلساً عسكريا وحكم على 54 من أمراء عرب بنى كنانة بالأعدام وعاقب القائد فخر الدين بما يستحق من توبيخ

 وأمر الملك الصالح أمراءه بحشد الجنود وأقام معسكرافى مدينة المنصورة يوم 24 من صفر وحصن تلك المدينة تحصيناً جيداً ليصد هجوم الفرنجة إذا هاجمها الفرنجة عن طريق النيل .

وأشتد تأثر وحزن الملك الصالح من خسارته فى دمياط كما أشتد عليه أيضا المرض وزاد بأن أصابته حمى شديدة فتوفى فى 14 شعبان سنة 647 هـ الموافق أوائل نوفمبر سنة 1249م ومات وهو يبلغ 40 سنة من العمر .

وفي 649 هـ نقلوا تابوت الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى تربته بالقاهرة ببين القصرين ولبس الأمراء ثياب العزاء وناحوا عليه ببين القصرين وتصدقت جاريته شجرة الدر في ذلك اليوم بمال عظيم‏.‏ لنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي

   أما الفرنجة فظلوا يقيمون فى دمياط أربعة اشهر كاملة ولم يتقدموا لأحتلال مناطق جديدة من البلاد وأستغلال عنصر المفاجئة فى الحرب ولكنهم تخاصموا على أقتسام الأرض حول دمياط وما يليها ويشربون كؤوس الفسق والخلاعة كأنهم ذاهبين فى نزهة , أما لويس التاسع فأنه كان ملكاً متدينا أكثر منه رجلاً حربيا وقائدا محنكاً يبطش بمن يخالفه ما يكفى لردع قيادة جيشة وأمراؤه عن غيهم بل وجه أهتمامه إلى زيادة عدد الكنائس وترجيح كفه الكنيسة اللاتينية الذى ليس له وجود على أرض مصر فى ذلك الزمان وأيد لويس الملك أنشقاق الكنيسة اللاتينية سنة 1219 م أى قبل هذا الهجوم بحوالى ثلاثين سنة وقام الملك لويس بأقامة بطريرك كاثوليكى جديد على مدينة دمياط يعتبر هو أول بطريرك للكنيسة اللاتينية فى روما على أرض مصر , وكان بطريرك الملكيين للكنيسة اليونانية المصرية وهو صاحب الخطاب المشهور لبابا رومية المدعو هورونيوس قد مات فى نفس السنة التى مات فيها كيرلس البطريرك الذى أساء إلى كنيسة القبطية , وقد خلف بطريرك الملكيين اليونان بطريرك أسمه غريغورى إلا أنه لم يكن يعرف شيئاً عما عملة سلفة ولعدم معرفتة لم يحتج بما فعلة الفرنجة فى دمياط فى كنيسته التى أصبحت منشقة فعليا (ملاحظة : معظم المسيحيين الموجودين فى منطقة دمياط كانوا أتباع الكنيسة الملكية اليونانية)

وحدث أن حضر شقيق الملك لويس التاسع وهو الكونت بواتير فى شهر نوفمبر من أوربا وأتحد مع جيش الفرنجة وعقد مجلس حرب وتشاوروا فى الزحف والهجوم للأستيلاء على مصر وكان الخطتين المطروحتين أحدهما الزحف على الأسكندرية والإستيلاء عليها أم الزحف فى أتجاه القاهرة وبابليون مصر , فأشار الكونت أن أغلبية أصوات قواد الجيش كانت تفضل الهجوم بأتجاه القاهرة فصادق على ذلك الملك ووقع كما وقع الحاضرين على المحضر .

******************************************************************************

قبطى يسلم ليصبح وزير الملك الكامل

المقريزى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 113 من 167 ) : " قيسارية الفائزي‏:‏ هذه القيسارية كانت بأوّل الخرّاطين مما يلي المهامزيين لها باب من المهامزيين وباب من الخرّطين‏:‏ أنشأها الوزير الأسعد شرف الدين أبو القاسم هبة الله بن صاعد بن وهيب الفارسيّ كان من ملة نصارى صعيد مصر وكتب على مبايض ناحية سيوط بدرهم وثلث في كل يوم ثم قدم إلى القاهرة وأسلم في أيام الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب وخدم عند الملك الفائز إبراهيم بن الملك العادل فنسب إليه وتولى نظر الديوان في أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب مدّة يسيرة ثم ولى بعض أعمال ديار مصر فنقل عنه ما أوجب الكشف عليه فندب موفق الدين الأمديّ لذلك فاستقرّ عوضه وسجنه مدّة ثم أفرج عنه وسافر إلى دمشق وخدم بها الأمير جمال الدين يغمور نائب السلطنة بدمشق بعد موت أبيه ليأخذ مملكة مصر سار معه إلى مصر في شوال سنة سبع وأربعين وستمائة فلما قامت شجرة بتدبير المملكة بعد قتل المعظم تعلق بخدمة الأمير عز الدين آيبك التركمانيّ مقدّم العساكر إلى أن تسلطن وتلقب بالملك المعز فولاه الوزارة في سنة ثمان وأربعين وستمائة فأحدث مظالم كثيرة وقرّر على التجار وذوي اليسار أموالًا تجبى منهم وأحدث التقويم والتصقيع على سائر الأملاك وجبى منها مالًا جزيلًا ورتّب مكوسًا على الدواب من الخيل والجمال والحمير وغيرها وعلى الرقيق من العبيد والجواري وعلى سائر المبيعات وضمن المنكرات من الخمر والمزر والحشيش وبيوت الزواني بأموال وسمى هذه الجهات بالحقوق السلطانية والمعاملات الديوانية وتمكن من الدولة تمكنًا زائدًا إلى الغاية بحيث أنه سار إلى بلاد الصعيد بعساكر لمحاربة بعض الأمراء وكان الملك المعز أيبك يكاتبه بالمملوك وكثر ماله وعقاره حتى أنه لم يبلغ صاحب قلم في هذه الدول ما بلغه من ذلك واقتنى عدّة مماليك منهم من بلغ ثمنه ألف دينار مصرية وكان يركب في سبعين مملوكًا من مماليكه سوى أرباب الأقلام والأتباع وخرج بنفسه إلى أعمال مصر واستخرج أموالها وكان ينوب عنه في الوزارة زين الدين يعقوب بن الزبير وكان فاضلًا يعرف اللسان التركي فصار يضبط له مجالس الأمراء ويعرّفه ما يدور بينهم من الكلام فلم يزل على تمكنه وبسط يده وعظم شأنه إلى أن قُتل الملك المعز وقام من بعده ابنه الملك المنصور نور الدين عليّ وهو صغير فاستقرّ على عادته حتى شهد عليه الأمير سابق الدين بوزبا الصيرفيّ والأمير ناصر الدين محمد بن الأطروش الكرديّ أمير جاندار أنه قال المملكة لا تقوم بالصبيان الصغار والرأي أن يكون الملك الناصر صاحب الشام ملك مصر وأنه قد عزم على أن يسير إليه يستدعيه إلى مصر ويساعده على أخذ المملكة فخافت أمّ السطان منه وقبضت عليه وحبسته عندها بقلعة الجبل ووكلت بعذابه الصارم أحمر عينه العماديّ الصالحي فعاقبه عقوبة عظيمة ووقعت الحوطة على سائر أمواله وأسبابه وحواشيه وأخذ خطه بمائة ألف دينار ثم خنق لليال مضت من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وستمائة ولفّ في نخ ودفن بالقرافة‏.‏
واستقرّ من بعده في الوزارة قاضي القضاة بدر الدين السنجاريّ مع ما بيده من قضاء القضاة ولم تزل هذه القيسارية باقية وكانت تعرف بقيسارية النشاب إلى أن أخذها الأمير جمال الدين يوسف الاستادار هي والحوانيت على يُمنة من سلك من الخرّاطين يريد الجامع الأزهر وفيما بينهما كان باب هذه القيسارية وكانت هذه الحوانيت تعرف بوقف تمرتاش وهدم الجميع وشرع في بنائه فقتل قبل أن يكمل وأخذه الملك الناصر فرح فبنيت الحوانيت التي هي على الشارع بسوق المهامزيين وصار ما بقي ساحة عمرها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي ناظر الجيش قيسارية يعلوها ربع وبنى أيضًا على حوانيت جمال الدين ربعًا وذلك في سنة خمس وعشرين وثمانمائة‏.‏
وقال الإمام عفيف الدين أبو الحسن عليّ بن عدلان يمدح الأسعد الفائزيّ رحمه الله ابن صاعد وابنه المرتضى‏:‏ مذ تولى أمورنا لم أزل منه ذاهبه وهو إنّ دام أمرُهُ شدّة العيش ذاهبه قيسارية بكتمر‏:‏ هذه القيسارية بسوق الحريريين بالقرب من سوق الوراقين كانت تعرف قديمًا بالصاغة ثم صارت فندقًا يقال له فندق حكم وأصلها من جملة الدار العظمى التي تعرف بدار المأمون بن البطائحي وبعضها المدرسة السيوفية‏
.‏

معركة فارسكور بمحافظة دمياط،
في 13 أبريل 1250، بهزيمة الحملة الصليبية السابعة، وأسر لويس التاسع، ملك فرنسا.
معركة فارسكور بمحافظة دمياط، تعد آخر معركة كبرى ضد الحملة الصليبية السابعة، وبها انتهت الحملات الصليبية على أرض الكنانة.
نشب القتال في 6 أبريل بين القوات الصليبية بقيادة الملك لويس التاسع الذي عرف لاحقا بالقديس لويس، والقوات المصرية بقيادة سلطان مصر والشام الجديد، تروان شاه الأيوبي، وانتهت بهزيمة ساحقة للصليبيين، هي التالية بعد هزيمتهم قبل أقل من شهرين في المنصورة.
منذ عام 1244 بدأ لويس التاسع الاستعداد لإرسال حملة صليبية كبرى إلى بلاد الشام، وكان مدفوعا في ذلك بالتعصب الديني مضافا إليه مرضه الشديد ورغبته في أن تعيد الحملة الصليبية بأعجوبة صحته إليه، علاوة على الطموح في أن يدخل التاريخ كأقوى ملك في أوروبا في تلك الحقبة.
اكتملت استعدادات الحملة الصليبية السابعة الضخمة. انطلقت قوات يقدر عددها بنحو 10000 شخص في 25 أغسطس 1248 إلى قبرص ومكثت هناك ثمانية أشهر لإعادة التنظيم وتنسيق الإمدادات، واستكمال التعزيزات من المقاتلين الذين قدموا من مختلف أنحاء أوروبا ومن عكا وطرابلس وأنطاكية التي كانت تحت سيطرتهم.
تجهزت تماما قوات الحملة الصليبية بحول فصل الصيف، وأرسل قائدها، الملك الفرنسي لويس التاسع، رسالة متغطرسة إلى سلطان مصر، يبلغه فيها بأنه لا ينوي فقط انتزاع القدس مجددا، بل وغزو مصر والشام.
وقت بدء الحملة، كان على رأس الدولة الأيوبية السلطان الصالح أيوب، وكان على فراش الموت.
معركة فارسكور:
وصل توران شاه، سلطان مصر الجديد إلى المنصورة في 27 فبراير 1250، وتولى قيادة القوات المصرية.
نقل المصريون سفنهم برا وأنزلوها في مياه نهر النيل خلف سفن الأعداء، وقطعوا بذلك عنهم خطوط الإمدادات، وأحكموا الطوق حول قوات الملك لويس التاسع.
شن المصريون هجمات ساحقة على الصليبيين، واستخدموا في القتال النيران اليونانية "النفط"، ودمروا واستولوا على العديد من سفنهم ومراكب إمداداتهم.
وهو في ذلك الوضع اليائس، عرض لويس التاسع تسليم دمياط مقابل القدس وبعض مدن سواحل الشام، إلا أن المصريين رفضوا "طلبات" الملك المحاصر.
لم يكن أمام الصليبيين وقائدهم إلا محاولة الفرار تحت جنح الظلام في 5 أبريل 1250.
خلوا معسكراتهم وتراجعوا في اتجاه دمياط، وأنستهم حالة الذعر التي أصيبوا بها، أن يدمروا الجسر العائم الذي قاموا بتركيبه على القناة، فتبعهم المصريون إلى مدينة فارسكور، وقتلوا منهم الآلاف وأسروا أعدادا كبيرة بما في ذلك لويس التاسع ومن بقي من النبلاء على قيد الحياة.
هزيمة لويس التاسع وحملته الصليبية أصابت فرنسا بالصدمة، إلى درجة أن الصليبيين في أوروبا روجوا لمعلومات كاذبة، ادعوا فيها أن الملك لويس التاسع هزم سلطان مصر في معركة "عظيمة" وأن القاهرة سقطت بين يديه.
لم يساوم الملك الفرنسي كثيرا على حريته، ودفع فدية قدرها 400000 دينار، وأطلق سراحه بعد أن تعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى.
الملك المهزوم توجه إلى عكا في 8 مايو 1250 صحبة 1200 أسير حرب بما في ذلك أسرى كانوا سقطوا في معارك سابقة، في حين تم إعدام عدد آخر من المقاتلين الصليبيين الذين وقعوا في الأسر.
أما مارغريت بروفانس، فما أن تلقت أنباء وقوع زوجها الملك لويس التاسع في الأسر، حتى بدأت الكوابيس تلاحقها في صحوها ومنامها.
كانت في حالة شديدة من الذعر والهلع إلى درجة أنها كلما همت بالنوم، يُخيل إليها أن غرفتها كانت مليئة بالمسلمين، فتصرخ طالبة النجدة.
بعد عقد من الزمن، قام المصريون بنفس الدور في عام 1260، وأوقعوا بالمغول بقيادة كتبغا، أول هزيمة تاريخية ساحقة في معركة عين جالوت. وكان ذلك بعد سلسلة طويلة من هزائم واجتياحات دموية عصفت بالعالم الإسلامي.
المصدر: RT

 

This site was last updated 04/28/23