Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الملك الصالح

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك آخر تعديل تم فى هذه الصفحة فى 19/8/2006م

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
من هم الأيوبيين؟
الإحتلال الأيوبى
ظهور صلاح الدين
الأيوبى يقتل الخليفة العاضد
مشكلة دير السلطان
حروب صلاح الدين
رسائل صلاح الدين
البابا يؤنس 6 الـ 74
الرحالة عبد اللطيف
عبدالله بن ميمون
الملك العزيز
الملك العادل الأول
الملك الكامل 1
الملك الكامل 2
البابا كيرلس ال 75
الملك العادل الثانى
الملك الصالح
الحملة الرابعة للفرنجة
الحملة الخامسة للفرنجة
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
الحملة السادسة
الحملة السابعة للفرنجة
الحملة الثامنة للفرنجة
الحملة التاسعة
موت الملك الصالح
الأيوبيين يحكمون مصر
العثور على عملة ذهبية
قدرة الملك ريتشارد على النصر
إيلات وصلاح الدين وبيبرس
قلعة حلب
New Page 5293
New Page 5294
New Page 5295
New Page 5296
New Page 5297
New Page 5298
New Page 5299
New Page 5300

Hit Counter

 

الإنقلاب الذى أدى إلى إهداء ملك مصر إلى الملك الصالح

 

 وحدث أن خرج الملك العادل إلى بلبيس أجمع الجيش الموجود فى بلبيس أن يمسكوه ويرسلوا إلى الملك الصالح أن يأتى ليتسلم مملكة مصر ففى ليليه صباحها كان يوم الجمعة 9 من ذى القاعدة سنة 636 هلالية الموافق 7 بؤونة , وكان الذين قادوا التمرد هم ثلاثة من الخدام وهم : شمس الخواص مسرور , وشبل الدولة كافور , والصفى جوهر النوبى والأشرفية .. وكان رئيسهم مملوك أسمه بابيك الأسمر وحاصروا خيمة السلطان الملك العادل لا بسين المعدات الحربية من العشاء حتى باكر اليوم وفى الصباح أخرجوه ووضعوه فى خيمة ووضعوا حراسة على الخيمة ليلاً ونهاراً وأطلقوا الجيش وساير الأمراء من الأكراد على بلبيس فنهبوا مساكنها ونهبت الكتب والحكماء والمغنون والأسواق وحدثت سرقات كثيرة إلا أنه لم يحدث سفك دماء , ثم حاصروا خواص (أصحاب تعنى الجنود الأتراك القريبين من الملك العادل) وأستولوا على ممتلكاتهم , وكتبوا إلى السلطان الملك الصالح وكان بالقدس وكان ينوى الذهاب غلى الكرك فقد عجز على التواجد فى غزة فقد كان عسكر المصريين ورائه وعسكر الفرنجة أمامه ومعهم ملك دمشق , وكان نية الملك الناصر أبن عمه أنه إذا رجع إلى الكرك يحاصره ويخلعه .. ويعلق  أبن المقفع فى تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم إيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 213 على هذا الموقف الذى لا يحسد عليه : " جاءه الفرج بل الملك من حيث لا يحسب " وركب وذهب إلى العسكر فى بلبيس فوصل إلى بلبيس 19 من ذى القعدة سنة 637 هجرية الموافق 17 من بؤونة وأعطى مقدمين الجيش التركى المصرى أموال جزيلة وخلع عليهم وذهب إلى القاهرة فى نهار السبت 24 من ذى القعدة سنة 637 هجرية  

وقام الملك الصالح بعزل الأمير جمال الدين بن بعور من الأستاذية (الوزارة) وولاه ثغر الأسكندرية , وعزل بدر الدين يونس من الأمير جندارية وولاه القاهرة , وأعطى المعين بن الشيخ وزيره وزارة الأشغال , وأرسل جملة عسكرية بقيادة الأمير زين الدين بن ابى ذكرى وكان معهم مجموعة من الذين قادوا الثورة على الملك العادل وكانوا حوالى ألف فارس إلى الصعيد للقضاء على العربان .

أما الملك العادل فقد أخذه أخيه الملك الصالح وحدد أقامته فى القلعة وجعله فى مكان لا يصل إليه احداً ولم يعد احد يراه ولم يعد احد يعرف أين هو .

 

سنة 957للشهداء الموافق الأربعاء من صفر سنة 637 هجرة أصبح الملك الصالح ملك مصر والوزير معين الدين بن الشيخ والقاضى شرف الدين بين عيد الدولة الإسكندرانى , ووالى القاهرة بدر الدين يونس وكان قد قتل أمير جندار ووالى مصر عز الدين محمد بن أمرأة شهاب احمد والبطريرك كان النبا كيرلس المعروف بأبن اللقلق - وزادت مياة الفيضان إلى 23 أصبعاً من سبعة عشر ذراعاً ثم توقف عن الزيادة من عيد الصليب فقلق الناس وزادت الأسعار , ثم زاد أصبعان فأطمأن الناس وهبطت الأسعار .

 

الفرنجة يستولون على اورشليم

ذهب الفرنجة للهجوم على نابلس والعور ثم ذهبوا إلى غزة وأحتلوها وأخذوا أورشليم وأبتدأوا يبنوا حصن عسقلان ويرمموا أبراجها , وحدث هذا بموافقة الملك الصالح غازى ملك دمشق عم السلطان الملك الصالح ملك مصر , وأن الملك الصالح ملك دمشق أعطاهم رهناً بموافقته .. أما الملك الصالح ملك مصر فقد ارسل أربعة ألاف فارس ليهاجموا غزة وخرجوا وتمركزوا فى بلبيس .

الملك الصالح يجهز حملة إلى اليمن

أعد السلطان الملك الصالح حملة إلى اليمن عددها ألفا فارس وفيهم أكثر المراء الكبار وجهزوا الجمال والدواب والقرب( لشرب الماء) وغيرها وجهز لهم فى البحر مراكب حربية حوالى أربعين قطعة صنعت فى مصر وركبت وحملت أجزائها على ظهر الدواب إلى القلزم لتركب هناك وتسافر وكان رجال الأسطول غرباء عنها وقد أمتلأت الفنادق والأماكن بهم وأنفق الملك الصالح مبالغ كبيرة على هذه الحملة البحرية وخلع السلطان خلع سنية عليهم

الملك الجواد مظفر

وكان ملك دمشق الجواد مظفر الدين بن مودود سلم دمشق للملك الصالح وكان قد أعطاة ملك مدينة سنجار إلا أن ملك الموصل إحتال عليه وأخذ سنجار منه ولم يبق مدن فى ملكه إلا عانة فباعها للخليفة , وذهب إلى مصر عن طريق الصحراء والبرية لأن ملك دمشق وملك الكرك لم يسمحا له بالمرور عبر أراضيهما للذهاب إلى مصر وظل بالعباسة وكان معه أبن ملك حمص الصغير وأبن ملك قلعة جعبر فأعطيت لهم النفقات والإقامات والكساوى والأنعام والخيل والبغال وكل ما يحتاجون إليه وأمروهم بأن يتجهوا إلى الشوبك فإتجهوا إلى غزة وما بعدها .

أعداد لا تحصى تهاجر إلى مصر من الشام والشرق

وبدأت حركة تعمير واسعة فى مصر وبناء الكثير من المساكن من كثرة المهاجرين من الشام والشرق ووصل منهم أمم لا تحصى وبنوا لهم مبانى كثيرة جدا خارج المدينة وأصبح غلاء فى جميع الماكن ما عدا مصر , وصارت مدينة القاهرة مكتظة بالناس ويقول أبن المقفع فى تاريخ البطاركة يصف هذا الإزدحام بأن : " صارت المدينة بمقدار عشرة مدن " .

أول دار للعدل فى مصر

أما الملك الصالح فقد خصص مكاناً وأسماه دار العدل ووظف فيه ثلاثة أشخاص هم الأفتخار ياقوت الجمالى اليمنى , والشريف قاضى العسكر وهو من كبار الناس وأسيادهم , والفقيه عباس وكان وظيفته خطيب القلعة .. وكان الناس يرفعون إليهم شكاويهم , وأستراح الملك الصالح من النظر فى الشكاوى وذهب هو للتمتع بالصيد .

طلب الفرنجة الصلح  

ووصلت رسل الفرنجة لطلب الصلح مع الملك الصالح على أبقاء البلاد التى أعطاهم الملك الصالح بن المعظم فى أيديهم وأن يتبادلوا الأسرى الذين اخذوا فى الحرب الأخيرة على أن يعيدوا أسرى المسلمين الذين ‘ندهم , وذهب الشيخ شيخ الشيوخ إليهم ليتم الأتفاق وأثبت الأتفاق بأن حلف الفرنجة للسلطان الملك الصالح , وحلف الملك الصالح لهم , وأخرج الملك الصالح الكند الذى أسر والخياله الذين كانوا معه وخلع عليهم وألبسهم ملابس حسنه وركبوا فى موكب وأخترقوا شوارع القاهرة وتوجهوا إلى بلادهم .. أما البلاد التى كانت تابعة للفرنجة فهى : اورشليم (القدس) وبيت لحم وعسقلان وما حولها وبيت جبريل وما حولها وغزة وطبرية وما حولها ومجدليانا وما حولها وجبل عامله وصفد وكوكب والطور وتبنين وهونين والشقيقان وبإختصار جميع بلاد الساحل ما عدا نابلس والخليل ومدينة غزة وترددت إشاعات أن الصلح كان مع العرب والأسنارية فقط وأن الديوية لم يحلفوا .

أمرأة بلحية

جاءت أمرأة من الشرق وكانت متزوجه وكان لهذه المرأة لحية مستديرة وشارب مثل لحية الرجل وذكرت أن لها أولاداً فى بلدها وكان الناس يزورونها ويرونها ولم تمنع أحداً من رؤيتها لا من الرجال أو النساء وكان كل من يراها يعطى لزوجها شيئاً وحصلوا مالاً كثيراً .

عقاب العربان بدفع مال لأعتدائاتهم على البلاد وتخريبها

وكانت الحملة التى أرسلها الملك ‘اى صعيد مصر لتأديب العربان قد رجعت ومعها رؤسائ قبائلهم وقد امروهم بإحضار ثمانين ألف دينار يحملونها إلى بيت المال كتأديب على أعتدءاتهم على بلاد الصعيد ورجعوا إلى بلادهم ليجبوا المال ويأتوا به إلى الملك الصالح .

ترميم وتجديد وتبييض (دهان) المساجد على نفقة الحكم

أخرج الملك الناصر أموالاً كثيرة وسلمها للفقيه بهاء الدين بن الجميزى وأمره بترميم المساجد وتبيضيها ونقشها , ونقش على ابوابها أسم السلطان الملك الصالح أيوب وتاريخ تجديدها وعمارتها الذى هو 638 هجرية . والصورة المقابلة الأثر الوحيد المتبقى للصالح نجم الدين أيوب

كما أمر الملك الصالح ببناء قنطرة على الخليج مكان السد حتى يعبر عليها فى أيام فيضان النيل ويذهب إلى بستانه المعروف ببستان الخشاب وأعدت التجهيزات لتنفيذها قبل الفيضان وأنجز بنائها فعلا قبل الفيضان .

تمرد أتراك الأشرفية سببه انهم يريدون القضاء على جنود الأكراد

ووصل إلى الملك الكامل تفاصيل مؤامرة فأرسل أميرا ومعه جنود للقبض على أتبر ألأسمر وكان فى الأسكندرية واميراً آخر للقبض على كافور الفايزى الخادم وكان فى بلبيس وجردهما من أسلحتهما واستولى (صادر) على ممتلكاتهما وحبس أتبك بالأسكندرية اما كافور فحبسه فى سجن القلعة , وتتبع كل الفارين والجنود وكل من توهم أنه ضالع فى المؤامرة وكان اكثر من قبض عليهم هم من الذين عملوا وخدموا مع الملك العادل وخلعوه .

وكانت المؤامرة هى أن مجموعه الأتراك المعروفة بإسم الأشرفية أتحدوا وتآمروا على نهب والإعتداء على حملة الأكراد المرسلة إلى اليمن يأخذون ما معهم من أموال ويقتلونهم ويهربون إلى الشام لأنهم كانوا جميعاً مقيمين فى البركة المعروفة ببركة الحب فشعر الأكراد بذلك فأرسلوا إلى الملك الصالح فأمر الأكراد بالحضور إلى القاهرة فجاءوا ليلاً وأغبقوا أبواب القاهرة حتى يحاصروا أتراك الأشرفية فبحثوا عنهم فى كل مكان وكانوا يلقون القبض عليهم , وتخفى بعض مماليك الأشرفية فى زى النساء فيخرج ولكنه يكتشف فيقبض عليه والبعض منهم كان يندس مع بياعين البصل والجزر والمحاصيل الأخرى وقبض عليهم ايضاً لأنه كان يحرس كل باب من ابواب القاهرة امير , وظلت هذه الممارسات أسبوع كامل وكان اليوم الأول والثانى شديداً فى عمليات قمع أتراك ألأشرفية , وحدثت هذه العمليات فى الجمعه السابعة من الصوم المقدس وكان أواخر برمهات حتى قبضوا على الغالبية العظمى منهم وأمتلأت السجون من الأمراء الكبار والصغار والجند وقبض الملك الصالح على بدر الدين يونس الذى كان والى القاهرة وعلى الخادمين ألآخرين وهما : مسرور , وجوهر النوبى الكبيران وحبسهم فى القلعة .

وأرسلت حملات إلى غزة والأسكتدرية ودمياط , وألغيت حملة اليمن ولم يسافر سوى 300 فارس أو 400 فارس تركى إلى مكة وكان القصد أبعادهم عن مصر , وترددت إشاعات أن هؤلاء الأتراك عندما خرجوا بعيداً عن مصر فى البرية (الصحراء) أخذوا العرب الذين كانوا معهم وربطوهم وقالوا لهم : " إن لم ترونا طريق الشام وتخرجون بنا إليه قتلناكم فدلوهم على طريق الشام "

هزيمة حملة الملك الصالح إلى نابلس ثلاثين الف فارس من ثلثمائة فارس

أعد الملك الناصر حملة إلى الشام وكانوا حوالى 30 ألف فارس وكان قائدهم كمال الدين بن الشيخ وعلاء الدين قراسنقر الساقى ومعهم أفراد من العرب لا يحصى عددهم وكان هدفهم نابلس أن يستولوا عليها من الملك الناصر بن المعظم , وكان فى العباسة الملك جواد مظفر الدين بن ممدود الذى كان ملك دمشق وكان معه أبن ملك حمص الصغير وأبن ملك قلعة جعبر فأعطاءهم عطايا وأموال وأمرهم بالمكوث فى أماكنهم .

,اتفق أن عساكر الملك جواد المظفر توهموا أن الجيش الذى أرسله الملك الصالح ملك مصر أنها تقصدهم لتمسكهم فرحلوا فى طرق وعرة وأجتمعوا بالملك الناصر بن المعظم وأتفقوا معه على أنهم يد واحدة من والاهم على من عاداهم , وحدث أن العساكر المصرية طمعوا فيمن قدامهم من عساكر الملك جواد المظفر وكان الملك الجواد يقودهم وكان عددهم 300 فارس فقط فسبقوهم عبر المضايق إلى رأس العقبة التى هى ناحية من نواحى القدس التى على طريق بيت توبه , وظهر مقدمة فرسان مصر وقائدهم علم الدين سنجر الفخرى ومعه الشجاع الأكتع والأمير احرى والمسابك وكانوا كثير الجند فهجموا عليهم الفرسان الثلاثين فقتل من قتل وهرب من هرب وأسر من أسر ولما شاهد مؤخرة الجيش لم يدفع بقوات للأمام ولم يردوا الهاربين ولم يصمدوا وتقهقروا مهزومين إلى غزة وبدلاً من يرتبوا صفوفهم للهجوم مرة أخرى فضلوا الرجوع إلى مصر فلما علم جيش الملك الناصر بن المعظم طارد بجيوشة جيش أكراد مصر المتقهقر , ومن ناحية اخرة تمرد عليهم العربان الذين كانوا معهم وغيرهم من أهل البلاد فنهبوهم وأخذوا كل شئ معهم والذى نجا منهم نجا بحياته راجلاً .

ووصل عساكر الشام عساكر الملك الناصر بن المعظم إلى منطقة أسمها الخزانة وكان كمال الدين بن الشيخ فيها فأخذوا الخزانة عن آخرها وأخذ كمال الدين أسيراً وأرسلوه إلى الملك الناصر , وكانت هزيمة ثقيله سببها 300 فارس فقط , ووصل عسكر أكراد مصر إلى بلبيس وأرسلوا لهم الطعام والملابس والخيل وأمرهم الملك بالحضور إلى القاهرة ولم يتكلم الملك الصالح معهم بشئ وظلوا فى وظفائهم العسكرية وظل الذين فى الأسر كما هم ولم يفصل من مركزه إلا فخر الدين بن جلدك لأنه كان قاسياً مع الجنود بالرغم من هزيمته من غير قتال .

الخلاف بين الملك الناصر والملك الجواد وإنتصار الملك الصالح فى النهاية

 ووقع بين الملك الناصر بن المعظم والملك الجواد خلاف بسبب الوهم فقد ظن الملك الناصر أن الملك المعظم تآمر عليه فخاف على نفسه فأمر بالقبض عليه ولما اراد أن يرسله إلى الكرك ويحبسه أشاروا عليه بأن الملك الجواد ملكاً شجاعاً وأنه من أهل بيته ومن الواجب أن تخرجه من البلاد التى تملكها وتتركه فى الصحراء فإذا هلك لم يكن بيدك وإذا عاش فهذا حظه , فتركوه فى البرية التى فى الشرق من بغداد .

  وعمل الملك جواد على أن يذهب إلى الشام مرة أخرى وترددت إشاعات أنه أغرى العربان الذين فى المنطقة فأوصلوه غلى هناك وقيل أنهم لما تركوه رجع إلى الشام بنفسه , وفى الشام ذهب إلى الملك الصالح عمه ملك دمشق وأتفقوا وأرسلت الرسائل بين الملك الصالح ملك مصر وبين الملك الناصر وأصطلحوا وحلفوا اليمين كل منهما لصاحبه وأفرج الملك الناصر عن الأسرى الذين اسرهم عنده وهم كمال الدين بن الشيخ والأمراء الذين كانوا معه بعد أن خلع عليهم (أعطاهم هدايا ) وأكرمهم بعد أن كانوا فى هوان الأسر وذله ولم يعد معهم الشجاع الأكتع لأنه تردد أن خانه مرتين فقتله وترددت أشاعات أنه فى سجن قلعة الكرك .

وخرج الملك الصالح ملك دمشق ومعه ملك حمص وملك صرخد والملك الجواد الذى ألتجأ إليه لينتقم من الملك الناصر وحاصر نابلس التى يملكها الملك الناصر وهاجم فرقة عسكرية من فرق الملك الناصر فهزمها وأسر الباقى منهم ونهب ووصل إلى غزة فرحلت الحامية العسكرية عنها وكان الفرنجة قد خرجت قواتها معهم لأن الأيوبين أعطوهم مدن الساحل ووعدوا الفرنجة ببلاد أخرى إذا نجحت خطتهم .

أما الملك الصالح ملك مصر فقد بدأ يعد فى تجهيز الجيش فجهز خيمته وأخرج أجهزته الحربية ونصب خيمته فى الخندق وأرسل مقدمة الجيش إلى العباسه , ولكن وردت الأخبار بأن العساكر الشامية لم تحتل غزة , ووردت أخبار اخرى أن جيش الملك الصالح ملك دمشق والملوك الذين معه رجعوا , فتوقفت الحركة النشطه فى تجهيز الجيش المصرى ولكنه فيما يبدوا أرسل جنوداً ورائهم لأن أبن المقفع فى مخطوط تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 223 يقول : ودخلت سنة 958 شهداء وكان الملك الصالح ملك مصر والوزير معين الدين بن الشيخ والقاضى شرف الدين بن عين الدولة الأسكندرى والبطرك كيرلس المعروف بابن لقلق وفيضان النيل فى زياده والأسعار هابطه ووردت الخبار بإنهزام عساكر الشام وإنسحابهم غلى دمشق فقد هزمهم عسكر الملك الناصر بن المعظم وحضر إلى القاهرة رسل الفرنجة تطلب السلح مع الملك الصالح الذى أتفق مع الملك الناصر وفضلوا الهدنه على أن تكون كل ما فى أيديهم معهم .

وذهب الملك الصالح على المناطق التى كان يبنيها فى الجزيرة وأنتهى العمل فى بعضها ولم تنتهى بناء  القصور الملكيه والحدائق فالبناء ما زال مستمرا فيها .

 

الأثنين 19 من مسرى الموافق 3 من صفر سنة 639 هجرية : زاد النيل إلى 16 ذراعاً ثم زاد إلى 18 ذراعاً و18 أصبعاً

وحدث غلاء فى الشام لأن انهارها جفت ورحل كثير من أهلها ومن الذين ليس لهم معيشة والصعاليك عنها ومن الشرق (ما وراء بلاد فارس) والشام إلى مصر وصار بها خلق (بشر) كثير مالا يعد ومالا يوصف

الملك الصالح يبنى جسر على النيل     

أمر الملك الصالح فى هذه السنة أن يبنى جسر على النيل وتكون هذا الجسر من 21 مركباً وكان عرض الجسر جملين محملين أحدهما قادما والآخر ذاهباً ولا يزدحمان وبعد مدة بطل أستخدام الجسر لأن النيل زاد وتكسرت بعض المراكب المستخدمة وقال بعض الناس أنه ربما أعيد أستخدامه بعد الفيضان

 

إكتشاف مؤامرة من الأمراء ضد الملك الصالح

أكتشف الملك الصالح مؤامرة من الأمراء فقبض على واحد منهم أسمه أبن فلاح كان قد أحسن إليه الملك الصالح وكان من الأتراك الأشرفية وهذه الفئة من الأتراك كانوا قد قادوا مؤامرة من قبل ضده , وقبض على أميرين من أمراء الأكراد وهما : بهاء الدين بن ملكيشوا , وناصر الدين بن برطاس وأرسلهم غلى القلعة تحت حراسة وحدد إقامتهعم هناك وأستولى على اموالهم وبيوتهم وكل ما لديهم .

وقبض على أمير كبير من الأتراك من مماليك ابيه أسمه سنجر اليمنى وأشيع أن الملك الصالح طرده من بلاد مصر ومعه مجموعه من المغاريد بعضهم معروف والبعض غير معروف .

كما عزل القاضى شرف الدين قاضى القضاة من قضاة مصر وأقتصر على به على قضاء القاهرة والوجه البحرى , وأعطى وظيفة قضاء مصر مع الصعيد إلى رجلاً كان قاضى سنجار وهو من أصحاب الملك الصالح وكان يخدم الملك الصالح أيام كان بسنجار .

كسوف الشمس

وفى نهار الأحد وفى تمام الساعة التاسعه 9 بابه سنة 958 ش وفى هذا الكسوف ظهرت النجوم وأوقد الناس السرج (مصابيح توقد بالزيت - مسارج الزيت ) فى الدكاكين والحمامات , ثم انجلى الكسوف وقالوا أنه لم يحدث مثله من قبل وقال المشايخ أنه كان كسوف مثله ايام الملك الناصر صلاح فى سنه إستيلائه على القدس (أورشليم) من الفرنجة والفرق بين هاذين الخسوفين 55 سنة وخاف الناس خوفا عظيماً من هذا الخسوف وقالوا ما ذا يخبرنا هذا الكسوف ؟ وماذا يخفى المستقبل لنا ؟

رسل الفرنجة

ووصل رسول الفرنجة الأنبروز إلى الأسكندرية ومعه أموال كثيرة وبضائع وتحف وقيل أن المركب التى وصل عليها كان عليها 100 بحار وأن اسم المركب "نصف الدنيا" وتأخر وصوله غلى القاهرة فأحضر فى البر ومن الظاهر ان المسلمين خافوا من رؤيته الطريق الصحيح من الأسكندرية إلى القاهرة فأخذوه إلى الفيوم ثم الأهرام وعدى النيل من الجيزة ثم إلى القاهرة وكان معه 100 رجل وزينت المدينتان له مصر والقاهرة وركب جميع العساكر خيولهم لأستقباله وخرج الناس اجمعون لرؤيته وأسكنوه مدة زيارته فى قصور الملك الصالح التى تحت دار الديباج المعروفه بسكن الصاحب بن شكر وكبيرهما كان يلبس ثوب من الصوف أسكنوه فى الدار الكبيرة , وأسكن الذى تحت يده (أقل فى مركزه) فىالبيت التى على باب درب الشيخ المعروفه بسكن عز الدين أبن الصاحب , وأعطاهم الملك الصالح رواتب وأضافهما وأنعم عليهم مالم يسمع بمثله من قبله , وظل الرسولان اياما يجتمعان مع الملك الصالح , ثم أستدعاهما وأرسل إليهما خيل من النوبة هم ومن معهما لأنهما وصلوا عن طريق البحر ولم يكن معهما ما يركبانه , وظل مقيمان فى البلاد لأجل الشتاء فى ضيافة الملك الصالح وكان الكثيرين يدعونهما فى حفلات ورحلات للصيد بالبنادق .

الملك الصالح يردع إنقلاب ضده فى قوص

 وحدث أن الأمير وجيشه الذين بقوص وكان قائدهم أسمه طفر بل الحجافى الزاهد وكانوا أتراكاً وجعل الجنود أميرهم سلطاناً وقبضوا على والى قوص المعين من قبل الملك الصالح وجمعوا الزكاة والجوالى والخراج وتصرفوا فى الخواص (خدام الملك الصالح) إلا أنه لم يتبعهم أحد من العرب الموجودين فى المنطقة لخوفهم من الملك الصالح , وأرسل الملك الصالح حمله من الفرسان عددها حوالى ألفين فارس وكان رئيسهم أسمه الركن الهيجاوى فى بر الشرق وأمر الأشراف (عرب) فى بر الغرب فجمعوا من عشايرهم وقبايلهم أكثر من ألفين فارس إلى أن وصلوا غلى منية خصيب .

ووصل رجل مسلم من الصعيد كان يسكن فى الدمامين اسمه الشيخ مفرج وجاء فى حراقة (مركب) فى أربعه ايام إلى القاهرة وكاتن زاهد ويعظمه المسلمين وقيل أن له كرامات وكان السلطان يعظمه وسائر الوزراء وسائر المسلمين , وطلب الأمان فى من فعل التمرد وقفل باب الفتنه وحقن الدماء , وأجتمع مع الملك الصالح وأخذ منه كتاب أمان (رساله عفو عن المتمردين) وتوجه على الفور إلى حراقته ورجع وكان الحملة وصلت إلى اخميم قسلم المتمردين انفسهم إلى الركن الهيجاوى ورجع الجميع إلى القاهرة , ولما وصلوا لم يقابلهم الملك الصالح وصدر أمر بعد عده ايام وترددت إشاعات أنهم بقوا فى القاهرة وقال آخرون انهم حبسوا بعضهم أما باقيهم فأرسلوهم غلى الريف بشرط ألا يركب أو يمتلك أحدهم فرساً ولا يحمل سلاحاً يل يصبح فلاحا أو تاجراً إذا أراد وإن أراد أحد بيته قليبيعه ويذهب لأن الفقهاء أفتوا بأنه : " حل قتلهم لأنهم شقوا العصا على ملك البلاد المسلم ونكثوا العهد وغدروا وعدم أطاعه ملك المسلمين وأشعلوا نار الفتنه " ولكن عفا عنهم الملك الصالح .

وأمر الملك الصالح بتجهيز الجيش وخروجه للحرب وتجهز الجيش ولكنهم لم يخرجوا .

أما الملك الجواد بن ممدود أتفق مع الفرنجة وهاجموا غزة وأخذوا كل ما كان بها وعادوا ونزلوا إلى قيسارية وكانوا يهاجمون مواقع أخرى على الساحل , وبعد جلاءالفرنجة والملك الجواد ذهب الملك الناصر إلى غزة وعسكر بها هو وجيشه .

حملة عسكرية إلى اليمن وأخرى تتجه إلى دمشق

أمر الملك الصالح بإعداد حملة إلى اليمن زعددهم ألف فارس ومنهم أمراء وقواد مثل الصارم المسعودى , والأشراف وعلم الدين شمايل وغيرهم , وأعطى الملك الأمراء ثلاثين دينارا على عده طواشى لكل طواشى 10 دنانير , والأمير الذى معه خمسه يعطية خمسيت ديناراً هذا عدا ما تأخذه الطواشية لأنفسهم (الفارس) وباعت افراد الحملة خيولهم وأبقارهم والجاموس والأغنام ويشترون الهجن والجمال وأدوات تخزين المياة وألات سفر الحجاز واليمن

وأعد الملك الصالح حملة اخرى إلى غزة عددها ثلاثة ألاف فارس وأجتمعوا بالملك الجواد مظفر الدين بن مودود وكان الهدف هو إصلاح قلبه والتودد إليه والتوجه إلى دمشق والهجوم عليها فظلوا هناك هم وحملة اليمن وما هى إلا ايام وإذا الخبار ترد من مكة بأن فخر الدين أبن رسول ملك اليمن إستولى على مكة بعد خيانة العسكر الذين بها فرجع الملك الصالح عن فكرة إرسال حملة اليمن .

وكانت الأسعار غاليه ولكن هبطت الأسعار فى يوم سبت النور وكان عيداً مباركاً وفرح العساكر المتوجهه إلى اليمن بإبطال الحملة ورجعوا يبيعون ما إشتروه إستعداداً لهذا السفر الطويل ولكن ضاعت أثمان بعض ما اشتروه من زاد الطريق مثل الكعك والرقاق والدهن .

وحدث أن الركن الهجاوى الذى كان قائد عسكر غزة تركه وأنفصل عنهم هو والملك الجواد لأمر ما , فالملك الجواد إنحاز إلى الفرنجة لأنهم حلفاؤه , والركن ذهب إلى دمشق ويرجح أنه ذهب إلى هناك إما لمصلحه يفعلها للملك أو خوفاً على نفسه أما الخيانة والغدر فهذا مستبعد ونكث العهود فهو أمر مستبعد عما عرف عنه .

قتل الفرنجة وكل المسيحيين الذين فى بيت لحم

وحدث أن الأفرنج فى بيت لحم كانوا يخرجون ويتعقبون المسافرين فى الطرق ويقتلونهم  ويستولون على أموالهم فبلغت هذه الأخبار الملك الناصر بن المعظم ملك الكرك ونابلس وجبل الخليل وبيسان ذلك فذهب إلى بيت لحم وقتل كل من بها من فرنجة ونصارى ومسيحيين ولم يفرق وسبى الدرارى وكانت أيام ذعر وخوف , فقد كان بعض الذين ذهبوا ليقدسوا إلى القدس (أورشليم) خرجوا منه إلى عكا ومنهم من من ظل هناك للتجارة ومنهم من ذهب إلى أقربائهم فأخذهم الملك الناصر وقتلهم وهم فى الطريق رجال ونساء .

تعينات القضاة والحكام

وتوفى القاضى شرف الدين الأسكندرى المعروف بأبن عين الدولة الذى كان أفرد بقضاء القاهرة والوجه البحرى وكان قبلها قاضيا على الأعمال كلها وحل محله القاضى بدر الدين قاضى سنجار الذى كان قاضى مصر وظلت مصر بغير حاكم أياماً إلى أن فوض الأمر فى قضاياها إلى رجل من أهل دمشق أسمه أبن عبد السلام وكان خطيبا فى مصر من قبل فتولى الخضابة والقضاء .

ووجد القاضى عبد السلام أتهامات بشهود موجهه إلى القاضى المتوفى وتعقب أصولها ووجه التهم إلى أبن القاضى المتوفى محى الدين ورام , وكان هدم طبقه كان بناها على مسجد بمصر بخط باب القنطرة فوقف أمامه الصاحب معين الدين عن ذلك فضايق الناس بأتهامات عديده وعسف فى الأحكام وظلم ودعى الوراقين من الدكاكين وأمرهم بأن يجلسوا بين يديه فى الزيادة (الإضاقة التى أضافها فى الجامع) .

الملك الصالح يأمر ببناء مدرسة بالقاهرة

بدأ الملك الصالح ببناء مدرسة بالقاهرة قدام الصاغة فى المكان الذى يسكن فيه البياطرة قدام القصر ونقل البياطرة من مكانهم فسكنوا فى ناحية باب البحر إلى صوب الركن المحلق وأزال جانب من القصر وهو الجانب الذى يلى باب الزهور إلى بحرى بطول مائة ذراع والعرض مثلها وأهتم بهذا البناء مع بناء قلعة الجزيرة وبناء القلعة بالجبل وعمل مناظر ببستان الخشاب

ودخلت سنة 640 للهجرة

 

رسول الخليفة

ثم أمر الملك الصالح بخروج الجيش فى أتجاه الشام لوصول أخبار بأن رسول الخليفة العباسى فى بغداد إلى تل العجول وتجهز الجيش وخرجت لأستقبال رسول السلطان وأستعدوا لأستقباله فى خارج القاهرة من مسجد التبر إلى بركة الحب , ووصل رسول الخليفة إلى القاهرة وخرج السلطان لأستقباله شخصياً وأسكنوه بدار الوزارة .

الفرنجة يقتلون أهل نابلس من المسلمين والنصارى

وخرج الفرنجة من يافا وذهبوا إلى نابلس وقتلوا كل من كان بها من المسلمين والنصارى وهدموا الجامع إلى الأرض وحرقوا الأشجار وخربوا البيوت والمساكن , وقد وردت الأنباء أن الفرنجة جمعوا أهل نابلس كلهم وقالوا من كان نصرانيا ينعزل إلى هذه الجهة ففرح النصارى وظنوا أنهم يميزونهم عن المسلمين وأنهم لن يفعلوا معهم أى شئ فلما ذهبوا إلى الجهة الأخرى فقتلوهم جميعاً أما المسلمين فإنهم قتلوا منهم البعض وأسروا البعض الآخر وقد عم القتل النساء والأطفال والكبار فى السن وقد أقاموا فى نابلس ثلاثة أيام ثم عادوا بالسبى والغنائم .

وأمر الملك الصالح الجيش المملوكى بالذهاب إلى الشام فخرج ألفى فارس يقودهم مملوك أسمه شمس الدين سرا سنق الذى كان أستاذ الدار (وزير) ووصلوا إلى غزة وأتحدوا مع جنود غزة الذى يقودهم الملك الناصر وصاروا جيشاً كبيراً وعسكروا فى منطقة تسمى العوجا أمام يافا وقرروا حصار يافا فإستعد الفرنجة لهذه الحرب , ثم حدث أن أرسل الملك الصالح سنقر برسالة إلى الأمير المملوكى شمس الدين سراً وأمره بأن يرجع بالعسكر الذين معه إلى مصر فترك العساكر المصرية خيامهم وادواتهم الحربية ورحلوا , ولما رأى الملك الناصر ذلك حمل الملك الناصر قماشه وخيامه وعسكره ورحل إلى الكرك , أما باقى العسكر فرجعوا إلى غزة وهم من فئة .. الأشراف , والصارم المسعود , وشمايل , ورجال من الذين كانوا متمردين على الملك العادل رئيسهم ريحان الصاحبى

أسماك البلطى فى بركة فى الفيوم

لمدة حوالى ثلاث سنين ظهر فى الفيوم بركة كبيرة جداً وصار الصيادين يصيدون أسماك البلطى بكميات كبيرة وكانوا يحملونه إلى الجيزة على الجمال ويباع هناك وقد خصص الملك ستين ديناراً لشراءه وتوزيعة على البلاد وكان حجم البلطى ما بين الكبير والمتوسط والصغير وقد وصلت وزن البلطية أربعة أرطال وتباع كل عشرة منها بتسعة دراهم وقد كانوا يحضرون بلطى وزن الواحدة بعشرة أرطال وكان يصل إلى الجيزة مائة حمل من الجمال أو مائة وثلاثين حمل وكان الناس يأكلون السمك بدلاً من اللحم فى هذه الأيام لأن سعر اللحم كان غاليا .

الملك الصالح ينشئ جسراً

وأمر أن يبنى جسراً من الجزيرة إلى الجيزة ومشى الناس عليه وكان الطريق قد فتح من مصر إلى الجزيرة على البر من جانب الجزيرة الأخرى مثل كل سنة , وأمر الملك أن ينتقل مجموعة من الناس من كل سوق إلى الجيزة ويقيموات بها , وكان يقصد ان يعمر الجيزة وتردد أن الملك قاس مدينة الأسكندرية طولاً وعرضاً ليبنى مثلها , وأمر بأن ينقل الشوانى إلى شاطئ الجيزة لتعميرها , وأعطى أراضى للأمراء ليبنوا هناك بيوتاً وكان الملك يريد ان يقيم فى القلعة التى يقوم ببنائها فى الجزيرة وبدأت أبراجها تعلوا وأكملوا ابوابها الشرقية وبدأوا فى بناء أبراجها البحرية بحفر الابار وصناعة الجنازير والبناء عليها وبيوت يبنيها الأمراء فى الجيزة وكان قد تركمت جزيرتان كبيرتان فأمر بحفرهما وأستخدام ترابهما فى البناء ونقل ترابهما غلى الجيزة بواسطة المراكب وردمه هناك لأنه كان غرقت مراكب بالقرب من البر , وأحضر ألف وخمسمائة رأس من ألبقار وأمر بالعمل ليجرفوا من بر مصر من دار الملك حتى فم الخليج , ونقل سوق الغلة والعلافين وأصحاب المقاعد الذين كانوا على الساحل وبيوت البياعين الذين يبيعون البطيخ والفقوس والخيار وغيرها إلى الكوم الأحمر قبلى مصر ,

أمر الملك الصالح بإخلاء كنيسة الجزيرة والجامع

 ثم امر بإخلاء كنيسة الجزيرة وجامع المقياس ويخرج من يعيش فيهما وخرج القسيس وكان كبير السن ضعيف البصر وأسمه أفرهام (أبرآم) وكان قد ظل فى خدمة هذه الكنيسة ستين سنة وسمروا بابها , كما أخرجوا أبن ابى الرداد من جامع المقياس , ولم يعلم سبب قفل الكنيسة والجامع فالبعض قال : أن الملك يريد أن يشق طريقاً بجانب الكنيسة إلى الأبراج التى بناها على المقياس , وقال آخرون : أنه كره أن تسير الناس على باب قصره فى الجزيرة

وجاءت الأخبار من بغداد بوفاة الخليفة العباسى المستنصر بالله

وقد اطلقوا على ابنه أسم المستعصم بالله وكان عدد خلفاء بنى العباس قد كان حوالى الأربعين وكان من عادتهم إلا يطلقوا على الخليفة أسم أطلق على غيره من قبل , وأرسل الخليفة الجديد رسله إلى القاهرة وأمروا بأن يخطب له فى الجوامع وضربت السكة باسمه ( النقود) وقد امر الملك بأن يحضر أمراء غزة إلى القاهرة وهم من الأمراء الأشراف أولاد تعلب وحدث أنهم وهم ذاهبين إلى مصر وجدوا الفرنجة يهاجمون الواردة ونهبوها وأسروا منها مجموعه ثم ذهب الفرنجة إلى قطية وفى نفس الوقت نزل الأتراك الأشراف فيها ولم يعلموا بأن الفرنجة قد هاجموها فى الليل وهاجموا سوق البلدة ونهبوه وأمسكوا كل من وجدوه وربطوهم فى سلاسل ولم يعلم الأتراك الشراف , ولما بلغ الأتراك الأشراف ما حدث ركبوا خيولهم (كان الأتراك الشراف قلة وضعاف لأنهم أقرباء بعضهم البعض ) ولكنهم هاجموا بعنف من أول الليل إلى طلوع الشمس وخلصوا المسلمين منهم الذين كانوا قد أسروهم وقتلوا منهم 20 من الفرنجة وجاءوا بشعفهم على أسنة الرماح , وخلصوا ثلاثة أنفس من المسلمين منهم , وتكاثرت الأشاعات عن بطولتهم , وخلع عليهم الملك الصالح خلعاً سنية (ملابس وأموال) وكانوا ثلاثة أمراء أولاد عم وهم حصن الدين أصغرهم فى السن وكان أكبرهم مكانة , وشرف الدين , وتقى الدين , وتحرك العسكر الشامى بقيادة الملك الناصر بن الملك المعظم ملك الكرك حيث أتفق مع الفرنجة صوب غزة وعاد الأمراء الأتراك إلى غزة ووصلوا غلى فاقوس , وأمر الملك الصالح بخروج الجيش وأعطى لكل أمير عدد حلقته (جنوده) عشرة دنانير أى إذا كان معه مائة جندى أعطاه ألف دينار والجندى لكل واحد عشرة دينار أما رجال الحلقة فأربعيد دينار وصرف الملك الصالح فى هذه الحملة مائتين ألف دينار .

وأمر الملك الصالح بنفى جماعة الأمراء المعتقلين فأخذ لهم شوانى وأركبهم فيها ومضوا بهم إلى جزيرة فى الغرب أسمها طلمشة فتركوهم فيها .

وذهب التتار لهجوم بلاد روم المسلمين من مناطق قونية فاقصرا وسواس وملطية وهى بلاد كبيرة تابعة للقسطنطينية وأخذها بالمكر قائد تركمانى اسمه قلج أرسلان وأستولى على ذهب بكميات كبيره وضرب (سك) دنانير ووصل التجار من هناك وعهم هذه الدنانير وزنه 450 مثقالاً وأقلها خمسين وبيعت فى القاهرة تنقص درهم واخد فى كل مثقال عن الدينار المصرى وكان ذهباً غاليا حايفاً , كما وصل إلى الإسكندرية غلال كثيره من بلاد الفرنجة وبيع بـ 36 درهما للأردب وكان قمحاً رضينا صحيحاً قويا وخبزة جيد .

وأمر فى هذه السنة ببناء قنطرة على الخليج عند باب الخرق وفرح الناس بها .

وفى اليوم 23 من مسرى وفا النيل بفيضانه 960 ش

ووصل من بلاد روم المسلمين مع التجار دنانير منها ما أقل ما عندنا : فمنها وزنه 450 مثقالاً , ومنه ما وزنه 205 مثقال .. ورأى الناس ديناراً وزنه 100 مثقال ومثقالان ونصف مثقال ورسم على وجه منه عقيدة المسلمين (ربما الشهادتين أو البسملة) وأسم الخليفة وعلى الوجه الآخر أسم ملكهم وهو السلطان الأعظم غياث الدنيا والدين كيكاوس بن كنقباد .. وتاريخ ضربه بدار الملك قونيه سنة 635 هجرية , وأنزعج المسلمين من هجوم التتار على بلاد الروم وصار بينهم وبين حلب مسافة قصيرة وتوجهوا إلى بلاد الألمان الأنبروز ولم ينالوا من الفرنجه وقتل من الجانبين خلق لا يحصى وأنهزم التتار ولم ينج منهم إلا عدد يسيراً لأنهم أنتقوا عبر البحر

مركب الفرنجة العجيبة

وصلت بطسه (مركب) من مراكب الفرنجة إلى الإسكندرية تحمل رسول من الأنبروز ( الألمان) إلى الملك الصالح وكان أسم البطسة نصف الدنيا وكان الناس يتعجبون من كبرها وعظمتها وقالوا أن بها 300 بحار خارج عن محتوياتها وما تحمله من بضائع من زيت وخمر وجبن وعسل ومتاع .

أخبار عائلة الأيوبين فى الشام

وردت الخبار بأن الملك الناصر بن الملك المعظم ملك الكرك أتفق مع عمه الملك الصالح ملك دمشق ومع ملك حمص ومع الملك الجواد الذى أتفق مع الفرنجة أخذوا جيش وهاجموا الشوبك وحاصروها , أما العساكر المصرية فقد رجعت إلى غزة .

وأعتقل ابن الملك الناصر الذى كان بالقلعة فى القاهرة وأعتقلوا كل العساكر الذين معه وحبسوا  لم يعودا يعطونهم رواتب , أما قاى التى أعطيت لأبن مليح فقد أخذت منه لأنه من أصحاب الملك الناصر ملك قلعة عجلون .

ووردت اخبار اخرى بأن الملك الصالح ملك دمشق وملك حمص أتفقا على الملك الجواد وهو معهما وعندهما (غدر) فقبضا عليه وسيراه غلى دمشق ورحلا إلى دمشق , أما الملك الناصر فقد رحل عن الشوبك عندما سمع بما حدث من خديعة وكان على وشك الإستيلاء عليها وذهب إلى الكرك
وأعد الملك الصالح جندا ووجهه إلى غزة .

This site was last updated 05/18/08