Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مجمع أفسس الأول المنعقد سنة 431 م

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأمبراطور يأمر بعقد المجمع
هرطقة نسطور والأنقسام
الحروم الأثنى عشر
أفسس مدينة العذراء
ما قبل المجمع
الجلسة الأولى
أقوال الآباء ضد نسطور
الحكم بإدانة نسطور
مقاومة يوحنا الأنطاكى
الجلسة من 2-6
قرارات وقوانين الجلسة 7
أحكام أخرى للمجمع
ما بعد مجمع أفسس
سجن كيرلس وممنون
وثيقة الكذب والخداع والرياء
تغيير رأى الأمبراطور
الطرفين فى خلقيدونية
نسطور والأرثوذكس بالقسطنطينية
إنتهاء مجمع أفسس
وشاية عن كيرلس وبلخريا
رسائل البابا كيرلس
صلح الأسكندرية وانطاكيا
القوة والضعف بالنسطورية
القضاء على النسطورية
تاريخ الكنيسة النسطورية
أنطاكية والنسطورية

 

مجمع أفسس الأول المنعقد سنة 431 م

المجمع المسكونى الثالث

مجمع أفسس الأول عام 431م 

   البابا كيرلس الأول [24] هو بطل مجمع أفسس 423م.
 حكم على نسطور وبدعته عانـى من اضـطهـاد  النسـاطرة.
 رتـب القداس الكيرلسـي الذي وضعه مار مـرقس الرسول.
 له مؤلفـات كثيـرة فـي تفسـير الكـتـاب وفـي اللاهوت.
 رسم سنة 423م وتنيح 444م.

من اهم الأسباب الثانوية التى ظهرت بين الأساقفة المجتمعبن فى مجمع أفسس الأول عام 431م  هى

أولا : الخلافات الشخصية والكنسية

 

العلاقة بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة القسطنطينية
وإذا كنا قد تحدثنا عن اختلافات في المفاهيم والأولويات الكريستولوجية بين مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ومدرسة أنطاكية اللاهوتية , فالأمر قد يختلف عندما نتطرق إلى العلاقة بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة القسطنطينية , وكذلك بالطبع علاقة كل منهما بكنيسة روما وأنطاكية وغيرها. فالقضية هنا يغلب عليها طابع السعي للسيادة وإثبات السيطرة والنفوذ. ولقد كانت كنيسة الإسكندرية تحظى بمكانة هامة بعد روما مباشرة , إلا أن انتقال الثقل السياسي لمدينة القسطنطينية بعد نقل عاصمة الأمبراطورية الرومانية إليها قد جعل منها ومن كرسيها بمثابة روما جديدة , مما أثر غضب كرسي الإسكندرية, وأشعل كثير من المواجهات التي ربما لم يكن أصولها عقائدية بقدر ما كانت سياسية. وخير دليل على ذلل حملة الهجوم الشرسة التي شنها ثيوفيلوس – وهو خال الأسقف كيرلس - أسقف الإسكندرية ضد يوحنا فم الذهب أسقف القسطنطينية – وهو أيضا من مدرسة أنطاكية – والتي أدت في النهاية إلى عزل يوحنا بقرار من مجمع البلوط 400م , وأرسل إلى المنفى في 404م.
ونورد هنا ما قاله جوستو ل. جونزالز (Justo L. Gonzalez) في كتابه"تاريخ الفكر المسيحي" :" لقد شهد القرن الخامس خطوة أخرى في العملية التي بواسطتها كنيسة الرب المتواضع والمصلوب صارت متورطة في صراعات من أجل المكانة والسلطة والتي لم تكن أقل في قسوتها من الصراعات التي وقعت في الساحة البيزنطية. فكل الكراسي المسيحية الكبرى – روما والإسكندرية و أنطاكية والقسطنطينية – كانت تصارع ضد منافسيها في محاولة لكسب الهيمنة. وكل منهم بالتالي سمح لهذه المصالح السياسية أن تؤثر في قراراتها اللاهوتية".

كيرلس ونسطوريوس:
 ثانيــــا :   الأختلافات الفكرية اللاهوتية والعقائدية والفلسفية بين مدارس فكرية

الأختلافات الفكرية اللاهوتية والعقائدية والفلسفية بين مدارس فكرية طبعت أثرها على النزاع العقيدى فى هذا المجمع فطبعت أثرها فى التحزب بين فريقين من الأساقفة المجتمعبن فى هذا المجمع وهذا كان نتيجة ظهور المجادلات الكريستولوجية في الكنيسة في بداية القرن الرابع ولم تتوقف وأستمرت متواصة القرن الخامس الميلادى كله .  

نسطور واكليروس القسطنطينية:

ومع أن نسطوريوس كان يتبع الفكر الأنطاكي فإن رهبان الكرسي القسطنطيني واكليروسه كانوا اسكندريين يعملون ضد آريوس والآريوسية. فلما قام نسطوريوس القول باتحاد الطبيعتين اتحاداً طبيعياً وجوهرياً ونهى عن تسمية السيدة العذراء والدة الإله وقع تعليمه موقع الاستغراب في جميع الأوساط الأرثوذكسية في العاصمة. ثم وصمه المحامي افسابيوس بأتباع بولس السميساطي. واحتج الرهبان لديه فأمر بضربهم وحبسهم. فاضطر الشعب أن يلجأ إلى الأمبراطور. فعقد الأسقف نسطور مجمعاً محلياً 329 م وحرم جميع الذين لم يقبلوا تعليمه.

البابا كيرلس ونسطـــور بطريرك القسطنطينية

ولم يلبث خبر بدعة نسطوريوس أن ظهر وشاع فانتشر بريده في الأنحاء ووصل إلى الإسكندرية

يقول كيرلس عامود الدين عن المسيح : " أنه كائن مركب من الإله والإنسان , ومع ذلك هو اقنوم واحد بل وطبيعة واحدة " 

أى بتعبير بسيط لم يحدث أن ناسوته قد فارق لاهوته لحظة واحدة ولا طرفة عين , مع أنه يمكن تمييز ناسوت المسيح وقدرته الإلهية فى أعمال أنسانية بشرية وأعمال لاهوتية إعجازية فى المواقف وكان يتعامل معها الرب يسوع على الأرض , وذلك حسب ظروف الحدث , يتعامل بإنسانيته وبطريقة إنسانية فى مواقف أخرى لأنه انسان يقوم بكل إحتياجات الإنسان لمعيشته وإنما يسموا عنا فى أنه لم يفعل خطية ولم يكن فى فمه غش .. أو إلهية إذا كان الموقف يحتاج لقوة إلهية إعجازية لأنه هو الإله الظاهر فى الجسد   .
أما نسطور فكان على العكس يتبنى فكر مدرسة أنطاكية , فكان يرى فى المسيح أنساناً حمل طبيعة إلهيى , أو هو اللوغوس مقترناً بطبيعة إنسانية - وبعبارة أخرى هو أقنومان وطبيعتان .
وبالرغم من خروج نسطور على التعليم الصحيح إلا أن المؤرخين أوعزوا شدة تعامل البابا كيرلس السكندرى مع نسطور إلى أن البابا كيرلس قد خلف خاله ثيوفيلوس -ألد أعداء الذهبي الفم- في كرسي الأسقفية 412م. وورث عنه شيئاً من المنافسة بين الإسكندرية والقسطنطينية التي كانت قد دبت إلى الصدور بعد المجمع المسكوني الثاني عندما أصبح أسقف القسطنطينية الثاني بعد أسقف رومة في الكرامة. وإذا كان الحاسد يغتاظ على من لا ذنب له -الذهبي الفم- فكيف به والذنب -نسطوريوس- خرج على الدين القويم.

 


 كيف نشأت وتطورت الأزمة ؟
لم يكن نسطور هو مشعل الأزمة في البداية وإنما كان شماسه الذي يدعى اناستاسيوس. وكان هذا الشماس قد حضر معه من إنطاكية ومنحه نسطور كل تقدير وكلفه بمهمة الوعظ والتعليم. وفي إحدى عظات اناستاسيوس تحدث عن أمومة مريم لله, وقال إنه لا يجب أن ندعو مريم أما لله "ثيوتوكوس" لأنها بشر, ومن المستحيل أن يولد الله من مخلوق بشري. وأثارت هذه التعاليم غضب الشعب خاصة عندما رأوا أن نسطور يؤيده. وعندما طلب الشعب من نسطور أن يدلي برأيه, اقترح أن تدعى مريم والدة المسيح " كريستوكوس", لأن هذه التسمية تشير إلى كونها أم الله و كذلك أم الإنسان وهو ما يتحقق فعليا في المسيح يسوع. وقد اعتقد انه بذلك قد حل المشكلة, إلا انه سرعان ما بدأ الناس يعتقدون أن تعاليمه تحتوي على أفكار ازدواجية بل فهموا بأنه ينادي بان مريم لم تلد الله بل ولدت إنسانا, وهنا بدأ الصراع والانقسام من جديد. وتطور الصراع داخل القسطنطينية وانقسمت المدينة ما بين مؤيد ومعارض لنسطور الذي استخدم القسوة لكي يرجع الذين تزعموا حركة المعارضة ضده , إذ قام بحرم وخلع بعض أفراد الأكليروس أمثال فيلبس الذي كان مرشحا لكرسي القسطنطينية , وهذا يفسر عدد الأساقفة القليل (16 أسقفاً ) الذى ذهب معه إلى مجمع أفسس بالمقارنة مع عدد الأساقفة القبط 50 أسقفاً الذين رافقوا البابا كيرلس السكندرى بالرغم من أن القسطنطينة عاصمة الأمبراطورية . وعندئذ قام البعض بالمظاهرات كرد فعل لهذا التصرف. وصرخ البعض قائلا:" نريد أن يحكم علينا امبراطور وليس رئيس أساقفة". فتم محاكمتهم وجلدهم. ثم عندما تظاهر الرهبان ضد نسطور فإنه عاملهم بنفس القسوة.
ونتيجة لكل هذا الصراع المحتدم فيما يخص عقيدة أمومة مريم لله , اندفع نسطور إلى الحديث والكتابة والوعظ مرارا كثيرة في هذا الموضوع مما زاد الخلاف بين الفريقين المتنازعين.

نسطور لا يسجد لطفل سجد له المجوس

وقد قال نسطوريوس فى خطابة مرة : " أن لا يمكننى أن يسجد لطفل أبن ثلاثة شهور قد سجد له المجوس " فلما سمع شعب القسطنطينية هذا القول وأنتقلت أقواله فى أنحاء البلاد تجمع المسيحيين وتظاهروا ضده فى الشوارع والكنائس فقابل نسطور بطريرك القسطنطينية هذه المعاملة بالشدة فعقد مجمعاً حرم فيه كل من يخالف تعليمه , وهكذا أستطاع نسطور بخوف الناس من الحرم أن يسكت الرأى الصحيح وأنتشرت تعاليمة حتى وصلت إلى الإسكندرية 

 الأنبا كيرلس بابا الإسكندرية وأفكار نسطور
وحدث أن عظات وخطب نسطور أنتشرت و وصلت وقتها إلى الأسكندرية ومنها إلى الأديرة القبطية في عمق الصحراء المصرية. وفرأ كيرلس الإسكندري تعاليم نسطور وكان مشهوراً بشدة الغيرة على الإيمان القويم وبدأ في إرسال الرسائل رداً على هرطقة نسطوريوس إلى رهبانه ويفند فيها تعاليم نسطور الهرطوقية , وقدم فيها أدلة وبراهين دامغة فإنتشرت فى الحال وأخذت منها نسخ إلى جهات مختلفة ونسخها النساخون فى بلاد أخرى حتى وصلت العاصمة القسطنطينية فإغتاظ نسطور لما أحتوت عليه , كما أنتهز البابا كيرلس فرصة عيد الفصح عام 428 م وكتب يفند هذه البدعة فى الرسالة الباباوية للعيد إلى جميع الكنائس وفى كل مكان ,  وهكذا فإن البابا كيرلس تكلم في منشوره الفصحي سنة 429 في تعليم الكنيسة عن الطبيعتين وحارب تعليم نسطوريوس دون أن يذكر اسمه. وأعلن للأقباط خطأ عقيدة نسطور بالأدلة الكتابية وذلك فى عظته التى ألقاها ليلة العيد (3) وقال : " أن مريم لم تلد إنساناً عادياً بل أبن الإله المتجسد لذلك هى حقاً أم الرب وأم الإله  Theotokos  "  .

محاولات البابا كيرلس إقناع نسطور

 ثم أرسل رسالته الأولى إلى نسطور ولكن بدلاً من قرائتها ودراستها والرد عليها فلم يهتم بها وسلمها إلى أحد كهنته وأسمه أفوتيوس ليرد عليها مبرراً وجهة نظرة ويخلصة من تهمة الضلال ففعل , ولكنه أتهم كيرلس تهم فظيعة وذمه ونسب إليه أخلاقاً رديئة وأراد بذلك أن يهز صورتة فى أعين الناس وينال بذلك من سمعة آباء الكنيسة القبطية,  ولكن البابا القبطى كانت محبته للكنيسة ومرشداً وحكيماً قام بإرسال رسالة جاء فيها ما يلى : " أعود إلى معالجة ما يجب على من الأمور , وأخاطبكم كأخ لى فى المسيح , إذ أذكركم لكلام التعليم وحكمة الإيمان حتى تقدموها للشعب , على أن لا يفوتكم إن كل من يعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين يرتكب ذنباً كبيراً , فكم يكون الجرم هائلاً وشنيعاً إذا أصاب الشك عدداً عظيماً من الناس ؟ وكم ينبغى لنا أن نبذل من العناية لنبعد الشك بكل لطف ورفق , وأن نجتهد فى نشر وتثبيت كلمة الإيمان عند الذين ينشدون الحقيقة فنصل إلى ذلك رأساً بإتباعنا أقوال آبائنا القديسين مرددين لها دائماً لنسير فى طريق الإيمان حسب ما هو مكتوب .

وعلينا أن نخفض قلوبنا ( نتضع ) بإتباع الرأى المستقيم , وقد قال المجمع النيقى المقدس العظيم : " إن الوحيد أبن الإله الآب حسب الطبيعة , الإله الحق , النور المنبعث من النور , الذى به خلق الآب جميع الأشياء , نزل وصار جسداً ليكون أنساناً ومات وقام فى اليوم الثالث , وصعد إلى السموات "

ويجب علينا أيضاً أن نتبع هذه التعاليم متأملين فى المراد من قوله : إن كلمة الإله صار جسداً وصار إنساناً ... فهكذا صار تعريف الأبن المولود من ألاب , الذى بحسب الجسد ولد من أمرأة لا لأن لاهوته أخذ بدايته من أحشاء العذراء مريم , ولكن لأجلنا ولأجل خلاصنا أتحد بالبشرية حسب الطبيعة وولد من أمرأة , ولذلك نقول أنه وولد حسب الجسد ... " .

ولقد كتبت لكم ذلك بدافع المحبة التى فى المسيح , وأتوسل إليك كأخ لى مستشهداً بالإله والملائكة المختارين أن تعتقد هذا معى , لأنه بذلك يتحقق السلام فى الكنيسة وتثبت محبة الرب الإله فى قلوبنا , ويستمر الإتفاق بين كهنة الإله " (4)

ورد نسطور على كيرلس بخطاب مختصر أستنتج منه البابا كيرلس أن : " مصر على وخيم إعتقادة ( أى على عقيدة نسطور ) " 

وكتب البابا كيرلس عامود الإيمان عدة رسائل أخرى ملأها بالبراهين الكثيرة التى تدل على ضعف وفساد معتقد نسطور بطريرك القسطنطينية , ومن ضمن هذه الرسائل رسالة بعث بها مع جمع من الأخوة (لم يوضح المؤرخون من هم الأخوة وما إذا كانوا رهبان أم اساقفة ولكن الأرجح رهباناً ) ليسلموها يداً بيد لنسطور بطريرك القسطنطينية ومناقشته علهم يتمكنون من أقناعه بالآراء الصحيحة , وقد جاء فيها ما نصة :

" لو لم تكن أسقفاً ما أهتم بك أحد , ولكنك جالس على كرسى أبن الإله , فهل يليق بك أن تستغل مركزك هذا فى التهجم عليه بذلك التجديف الذى تعجز عن أثباته , كيف هداك البحث إلى أن المسيح أنساناً ؟ ومن أى المراجع أستخرجت هذه البدعة , أمن العهد القديم أم من العهد الجديد ؟ !! "

لقد سماة العهد القديم الإله الإبن , وإبن الإله الآب , وسماه إنجيل يوحنا افبن الوحيد الذى فى حضن أبيه , وقال عنه متى إنه عمانؤيل الذى تفسيرة الإله معنا , وشهد عنه مرقس فى إنجيله : إنه لما سأله رئيس الكهنة قائلاً : هل أنت إبن الإله , قال نعم .. أنا هو , ومن ألان ترون إبن الإله جالساً عن يمين العظمة ومقبلاً على السحب ليدين الأحياء والأموات , ألم يقل الملاك للعذراء , إن الذى تلدينه هو من الروح القدس وإنه إبن العلى يدعى !! ؟ ومن الذى حمل خطايا العالم ؟ أليس هو المسيح إبن مريم , الإله الكلمة المتجسد ؟ إن كنت معتقداً أنه نبى كموسى , فهل حمل موسى أو غيرة خطايا العالم كله كما حملها السيد له المجد ؟ لقد قال عنه بولس : ليس هو إنسان , بل هو الإله صار إنساناً , فهل رأيت الآن كيف أعترف الجميع بألوهيته ؟ فكيف تنكرها أنت ؟ "

" أنى ابعث إليك بهذه الرسالة مع جمع من الإخوة الذين رجوتهم أن يسافروا إليك ويقيموا لديك شهراً عساهم يستطيعون بقوة الرب أن يقنعوك بالعقيدة الأصلية ثم تكتب إلينا بالنتيجة " (5) 

ولكن للأسف تسلم نسطور هذه الرسالة كما تسلم رسائل البابا كيرلس السابقة ولكنه رفض التكلم ونقاش الأخوة الذين حملوها وذهب تعب المحبة الذى قدمه البابا كيرلس لنسطور هباء الريح إذ بقى الأخوة الذين حملوا الرسالة شهراً كاملاً ولما لم يستطيعوا مقابلته وعادوا إلى ألإسكندرية كما يقول المثل بحفى حنين .  

وإستمرت الرسائل بينهما التي يشرح كل منهما فكره اللاهوتي للآخر بشأن مريم وكذلك عقيدة المسيح , حتى وصل الأمر أن حملت هذه الرسائل المتبادلة بين سطورها اتهامات وتهديدات متبادلة. وتوسع الإنشقاق وبدأ كلا منهما في إرسال الخطابات إلى بعض الأساقفة وكذلك إلى الإمبراطور وكل منها يحاول أقناع ألآخرين لوجهة نظره وكسب مؤيدين لأفكاره , وأخيرا أرسل الطرفين إلى البابا سيليستينوس بابا روما.

ويذكر بعض المؤرخين إن البابا كيرلس في أول الأمر كان مجاملا ومحذرا لكن المنافسة التقليدية بين الإسكندرية والقسطنطينية بدأت تظهر تأثيرها على الموقف. وسرعان ما حشد كيرلس كل إمكانياته لمحاربة بدعة نسطور (1)  .

 

=====================

المــــــــــــــــراجع

(1) يقول بعض المؤرخين الذين يعتقد أنهم ضد الكنيسة القبطية أن : " البابا كيرلس الإسكندرى إستخدم كل أمكانياته وإمكانيات الكنيسة القبطية بما في ذلك استغلال الذهب الذي كان كرسي الإسكندرية قد جمعه عبر قرون. وبهذه الأموال والذهب نجح كيرلس في اجتذاب بعض رجال السلطة العليا الذين كانوا مهتمين بالذهب أكثر من اهتمامهم باللاهوت.  " ونحن قد أوردنا هذه الفقرة حتى نجمع جميع ألاراء بغض النظر عن صدقها أو عدم صدقها لأننا نسرد ألأحداث التى جاءت فى الكتب التاريخية

(2)  الخريدة النفيسة ، فى تاريخ الكنيسة ج 1 ...... ( للأسقف : الأنبا ايسذورس )

(3) عصر المجامع - بقلم القس كيرلس الأنطونى - تنسيق وتعليق دياكون : ميخائيل مكسى أسكندر - دراسات تاريخية متعمقة بإشراف الأنبا متاؤس أسقف دير السريان العامر - طبع مكتبة المحبة ص 225

(4) راجع ص 50 من العدد السابع من مجلة نهضة الكنائس السنة 11

(5) صور من تاريخ القبط ص 99
نيافة الأنبا بيشوي وحقيقة حرم البابا ديوسقورس !
#مؤتمر_نقادة = #العقيدة_القبطية_الأرثوذكسية
قدمت كثير من الإتهامات الباطلة غير العقائدية ضد القديس ديوسقورس مثل:
(1) إن الحاضرين في مجمع أفسس 449 أجبروا على توقيع أوراق بيضاء؛ على هذا الاتهام علّق عليه الأساقفة المصريين بإزدراء بقولهم "إن المسيحى الحقيقى لا يسمح لنفسه أن يخاف؟" وقال ديسقوروس "إن لم يكونوا موافقين، لا يجب عليهم أن يوقعوا، لأن الأمر يتعلق بالإيمان."
(2) أن طومس لاون لم تتم قراءته؛ رداً على هذه التهمة "أكد البابا ديسقوروس كيف طلب هو نفسه مرتين أنه لابد أن تُقرأ هذه الرسالة."
(3) أن ديسقوروس طرد كتّاب (مدونى) الأساقفة الآخرين وأن ما تم تدوينه هو ما دونه كتّابه هو فقط؛ والحقيقة أن ديسقوروس إستطاع أن يثبت أنه ليس هو وحده لكن جوفينال وتلاسيوس وأسقف كورنثوس أيضاً كان لكل منهم كتّاب مدوين.
(4) إشتكى يوسابيوس أسقف دورليم أنه "لم يسمح له في أفسس أن يقدم إتهاماته ضد أوطاخى؛ فسأل المفوضين ديسقوروس وجوفينال وتلاسيوس على هذه النقطة وكان ردهم أن ممثل الإمبراطور إلبيديوس هو الذى أمر بإبعاده وليس هم.. حينئذ هتف ديسقوروس قائلاً: "كيف تلومونى بأنى كسرت القوانين بخضوعى لمطلب إلبيديوس، وأنتم أنفسكم تكسرونها بقبول ثيئودوريت."
فى تلك الجلسة، نُوقش البابا ديسقوروس بشأن عقيدة أوطيخا الذى برأه مجمع أفسس الثانى 449م؛ فقال "إذا كان أوطيخا يتمسك بمفاهيم ترفضها عقائد الكنيسة، فهو يستحق ليس العقاب فقط بل حتى النار (أى جهنم) أيضاً. ولكن اهتمامى إنما هو بالإيمان الجامع الرسولى وليس بأى إنسان أياً كان".
"أكد ديسقوروس أن شيئاً لا يجب أن يضاف أو يحذف من الإيمان الذى تحدد فى نيقية وتأكد فى أفسس (431)." وذلك تنفيذاً للقانون 7 من قوانين مجمع أفسس 431م الذى ينص على ما يلى: "حكم المجمع المقدس أنه لا يسمح لأى إنسان بأن يقدم، أو يغير، أو يضع إيماناً آخر غير الذى وضعه الآباء القديسون الذين إجتمعوا مع الروح القدس فى نيقية. أما الذين يتجاسرون على صياغة، أو تقديم، أو إعطاء إيمان آخر لمن يريدون الإرتداد عن معرفة الحق، فهؤلاء، إن كانوا أساقفة أو إكليريكيين يعزلون.."
وقال أيضاً فى نفس الجلسة من المجمع الخلقيدونى: "أنا أقبل عبارة من طبيعتين بعد الاتحاد." "أنا أقبل تعبير "المسيح من طبيعتين(ek duo) وليس أن هناك طبيعتين (to duo ou decomai)." "بعد الاتحاد ليس هناك طبيعتين بعد". وهو فى تأكيده على الطبيعة الواحدة المتجسدة لله الكلمة أراد أن يثبت عدم التقسيم بين الطبيعتين من بعد الاتحاد، وفى قبوله لعبارة "من طبيعتين بعد الاتحاد" أراد أن يؤكّد ما أكّده القديس كيرلس الكبير عن استمرار وجود الطبيعتين فى الاتحاد وعدم امتزاجهما.
"بعد ذلك حينما تمت قراءة أعمال أفسس، سمع المجمع كيف أن ديسقورس طلب من الأساقفة كل على إنفراد أن يعبر عن رأيه بخصوص أورثوذكسية أوطاخى، وكيف أن مائة وأربعة عشر أعطوا صوتهم أن يستمر كما كان كاهناً ورئيساً للمتوحدين" وأضاف البابا ديسقوروس أن "فلافيان عزل بعدل لأنه تكلم عن طبيعتين بعد الاتحاد." وأكد بقوله "لدي فقرات من الآباء أثناسيوس وغريغوريوس وكيرلس، تؤكد أنه بعد التجسد ليس هناك طبيعتين، بل طبيعة واحدة متجسدة للكلمة الإلهى. إن كنت أُطرد فليطرد معى الآباء. أنا أدافع عن عقيدتهم؛ ولا أحيد عنهم أبداً."

 

This site was last updated 12/04/17