جولدا ما ير وموشى ديان والمجلس العسكرى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

المخابرات فى حرب أكتوبر

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أقباط أبطال حرب أكتوبر
الضربة الجوية
كيبور يوم الغفران
ذكرى الغفران
العبور
الثغرة وأحتلال غرب القناة
خط بارليف
الآراء داخل القيادة
بداية التفاوض
المفاوضات
أسرى إسرائيليون
الفنانين على الجبهة
المخابرات وحرب أكتوبر
الإستعداد والحرب والإنتصار
نشأة مبارك والسادات والجمصى
الصول وصائد الدبابات
إغلاق باب المندب
محادثات الكيلو 101
معاهدة كامب ديفيد
كامب ديفيد
أهم الشخصيات فى أكتوبر
أهم أحداث أكتوبر
المشير الجمسى
قطع البترول عن الدول
هل إيلات مصرية؟
حائط الصواريخ
توقف القتال

 

جريدة الجمهورية الخميس 22 من رمضان 1428هـ - 4 من أكتوبر 2007 م عن مقالة بعنوان [ 

فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية في 73 يكشف أسرار النصر

ل "الأسبوعي": تفوقنا علي الأقمار الصناعية الأمريكية .. وخطتنا لخداع العدو أبهرت العالم أبناء سيناء وطنيون مخلصون .. قدموا ملحمة وطنية خلف الخطوط ] كتب محمد مرسي
34 عاماً مرت علي حرب أكتوبر ..73 النصر الذي حققه المصريون جيشاً وشعباً.. قدموا خلاله سيمفونية رائعة من العطاء والتحدي وفاءً لوطنهم.. وثأراً لكرامتهم.. وإثباتاً أنهم جند الله المصطفون.. لقنوا عدوهم درساً قاسياً وفريداً في فنون العسكرية.. قهروا المستحيل وتحدوا الإحباط والعالم من أجل تحقيق الحلم والنصر.

اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية المصرية في حرب 73 وأحد أبطال ورجال أكتوبر الذين حققوا هذا النصر يكشف العديد من الأسرار والخبايا والدور المهم الذي لعبته المخابرات المصرية في تحقيق المفاجأة المذهلة التي شلت العدو وقطعت أوصاله.. يتحدث عن الثغرة.. وكيف نجحت المخابرات في التغلب علي الأقمار الصناعية الأمريكية واستطلاع الدولة العظمي حتي يتحقق الهدف.. وكيف احتفظت بسرية الخطة.. وقرار الحرب وتوقيته.. تساؤلات وأسرار كثيرة يكشف عنها اللواء نصار في هذا الحوار بعد 34 عاماً علي حرب .1973
* كيف تري حرب أكتوبر بعد مرور 34 عاماً؟.
** لابد أن نعترف بعد مرور 34 عاماً أن حرب أكتوبر هي هرم في تاريخ العسكرية المصرية بعد عودة الجيش المصري من حرب 5 يونيه فاقداً طيرانه وسلاحه وآلاف الأسري والقتلي الشهداء. ولكنه ظل محتفظاً بكرامته وإيمانه بعد أن ظنت العسكرية في العالم أنه لا يمكن إعادة بناء هذا الجيش وتجهيزه قبل 10 سنوات. إلا أن القوات المسلحة نجحت في تكوين جيش من مليون شخص وتدريبه وتسليحه وتخوض به الحرب بعد 6 سنوات فقط وتحقق الانتصار.
حرب الجواسيس
* كيف واجهتم تدفق المعلومات وحرب الجواسيس الإسرائيلية؟.
** كشفت هذه الحرب عن معجزة أخري بعد أن تفوقت إسرائيل في الحصول علي المعلومات من خلال الإمداد الأمريكي المستمر بالأجهزة المطورة ومدها بمعلومات دقيقة عن طريق الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع بعيدة المدي. ورغم ذلك أثبتت حرب 1973 أن التفوق المخابراتي لا يتوقف علي المعدات. إنما علي الإنسان الذي يقف وراء هذه المعدة. لذلك نجحنا في تدريب الأفراد علي التغلب علي هذه الآلة الإلكترونية وقمنا بملء سيناء بالرادارات البشرية التي تسمع وتري وترصد وتصف وتستنتج. فهي عقول وليست أجهزة العدو الصماء.
المفاجأة
* كيف نجحت المخابرات المصرية في تحقيق المفاجأة رغم التقدم المذهل لمخابرات العدو وحليفته أمريكا؟.
** حققت المخابرات المصرية مفاجأة من العيار الثقيل ضد عدو يري بالعين المجردة كل ما يحدث أمامه وسلاح مخابراتي كان يعتبر الرابع علي العالم بعد المخابرات الأمريكية والروسية والبريطانية. وكان يعمل بالتعاون المباشر مع المخابرات الأمريكية إلا أن خطة الخداع الاستراتيجي حطمت أسطورة أكبر جهازي مخابرات في العالم بالعقل المصري الذي خدع الأجهزة المتطورة في الاستعدادات وموعد الحرب والإجراءات الوهمية حتي تأكدت إسرائيل والعالم أن الجيش المصري لن يتحرك.
* ما هو أصعب موقف تعرضت له كرجل مخابرات أثناء الحرب؟.
** هو كيفية عبور المانع المائي. فهو من أصعب العمليات العسكرية وأكثرها خسائر خاصة أن قناة السويس ذات مواصفات خاصة. فهي عرضها 200متر وشواطئها عمودية مما يصعب استخدام المعدات البرمائية ويقع علي الشاطئ الغربي مانع ترابي من 18 إلي 25 متراً عمودياً علي القناة. وفوقها تحصينات خط بارليف ودشم قوية محصنة ومجهزة بالنابالم علي سطح القناة بدرجة حرارة 700 درجة وبارتفاع متر ونصف المتر مما جعل العسكرية العالمية تؤكد استحالة عبور المانع إلا باستخدام القنبلة الذرية.
* كيف تغلبتم علي هذه العقبات؟.
** الإنسان المصري قادر علي عمل المستحيل.. وبالنسبة لمشكلة أنابيب النابالم توصل أحد الضباط لدينا لطريقة لسد الفتحات من خلال نوع من الخشب يتشرب الماء وينتفش ويسد هذه الفتحات. ونجحنا في إغلاقها يوم 5 أكتوبر رغم أن إسرائيل كانت تقوم بتجربة يومية كل صباح لاختبار أجهزتها ولكنهم في يوم كيبور تأخروا في التجربة حتي العاشرة مساءً وعندما حاولوا معرفة السبب لم يتعرفوا عليه وجاءوا بالضابط الذي صنع هذه الأنابيب وقبل أن يصل قامت الحرب ونجحنا في أسر هذا الضابط وتعرفنا منه علي كل ما حدث. وكنت أضع يدي علي قلبي لحظة العبور خوفاً من أن تتحول القناة إلي جهنم وتحرق جنودنا بهذا النابالم. وتم العبور بنجاح.
وبالنسبة لخط بارليف فقد وقف ديان وزير الدفاع الإسرائيلي عليه وقال: بنينا مقابر للجيش المصري.. وشاء الله أن تكون مقبرة لمن بناها.
ديان يعترف
* وماذا قال ديان بعد الحرب؟.
** سئل ديان بعد الحرب: كيف تحصل مصر علي كل هذه المعلومات عن جيش إسرائيل وليست لديها وسائل إلكترونية ولا طائرات استطلاع ولا تأخذ معلومات من دول كبري؟. فكانت إجابته: أن مصر نجحت في استخدام العنصر البشري في خطة الخداع والتضليل وإخفاء نوايا الحرب.
أسطورة وهمية
* إسرائيل كانت تصف جيشها بالذراع الطويلة والتي لا تقهر؟.
** اعتمدت إسرائيل في دعايتها علي الحرب النفسية وعلي حالة التفوق العسكري في مختلف الأسلحة ونشوة حرب يونيه إلا أننا لم نخف من ذلك. واستطاعت القوات الجوية بقيادة حسني مبارك قطع الذراع الطويلة لإسرائيل بالضربة الأولي التي دمرت خطوط الدفاع الإسرائيلية في الساعة الأولي للحرب. ونجح الجندي المصري بإيمانه بالله ووطنه وقضيته من تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. بل وأسر قياداته.
* كيف توليت مسئولية هذا الجهاز الهام بعد هزيمة يونيه؟.
** اتصل بي المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية عام 1972 وقال: الرئيس السادات يطلب منك رئاسة المخابرات الحربية. فطلبت مهلة 3 أشهر لأنها مسئولية جسيمة لأنني لو فشلت وحدثت هزيمة سأقتل نفسي بالرصاص في مركز القيادة.. وتحدث معي السادات لبدء العمل بعد ذلك.
* ما هي أول مهمة قمت بها؟.
** قمت بدراسة العدو ووجدت معلومات عن إسرائيل كانت كاملة وشاملة وحديثة وعملت مقارنة بين القوات المصرية والإسرائيلية ووجدت تفوقهم علينا في كل شيء في الطيران والدبابات والصواريخ والمد الأمريكي بكل ما هو جديد. وفي ذلك الوقت صدرت أوامر بمنع استخدام القوات المسلحة في الاستطلاع لوجود هدنة. فلم أجد أمامي سوي استخدام الإنسان.
منظمة سيناء
أنشأت منظمة سيناء واستقبلت أحد شبابها وعينته برتبة عقيد لتجنيد أفراد من سيناء شمالاً وجنوباً لمدنا بالمعلومات ثم أنشأت قوات خاصة في مبان بها غرف منفصلة. وفوجئنا بتطوع الكثير من أبناء سيناء وتم تدريبهم علي أجهزة اللاسلكي وكيفية الإرسال بالشفرات والإقامة خلف خطوط العدو. وعند عودتهم كنت أقوم بمقابلتهم وتوجيه رسالة شكر لهم من القيادة السياسية علي دورهم البطولي. وفي إحدي المرات طلبوا التصوير معي والمشير أحمد إسماعيل بملابسهم البدوية للاحتفاظ بالصور لتحكي تاريخهم للأبناء والأحفاد وكان بينهم ممرضة في مستشفي غزة لعبت دوراً كبيراً في تدفق المعلومات.
* وأين كان رجال المخابرات الحربية؟.
** كانت توجد كتيبة في المخابرات للاستطلاع خلف خطوط العدو وهي كتيبة مدربة علي الحصول علي المعلومات واستمر عملها 9 أشهر دون أن يعلم بها أحد وفي أواخر شهر أغسطس 73 أرسلت 20 مجموعة من هذه الكتيبة إلي سيناء استعداداً للحرب وأعطوني معلومات دقيقة وكاملة عما يدور في سيناء ومراقبة حركة المطارات ومخازن الطوارئ ومناطق الحشد العسكري وتحركات القيادات الإسرائيلية.
وظلت هذه القوات منذ إرسالها إلي ما بعد الحرب وكان يتولي إعاشتها منظمة سيناء.
الورقة الرابحة
* البعض يحاول التشكيك في دور أبناء سيناء في الحرب؟.
** هذا الكلام عار تماماً من الصحة لأن أبناء سيناء كانوا الورقة الرابحة في حرب أكتوبر وقدموا أرواحهم وأبناءهم فداءً للوطن. بل كانوا يسارعون في التطوع لتقديم معلومات عن العدو وكل ما يقال غير ذلك. فهي محاولات إسرائيلية مكشوفة.
أسرار الثغرة
* مازالت ثغرة الدفرسوار تحمل أسراراً وألغازاً فأين الحقيقة؟.
** إسرائيل قامت بمشروع في بحيرة طبرية ورصدته مخابراتنا وكتبت تقريرا للرئيس السادات قلت فيه: إن إسرائيل تتدرب علي عبور قناة السويس عن طريق البحيرات المرة التي تشبه بحيرة طبرية. فتم وضع خطة بتواجد فرقة مدرعة في هذه المنطقة للتصدي للقوات الإسرائيلية وبعد عدة أيام من الحرب ازداد الضغط علي الجيش السوري وطلبت سوريا تطوير الهجوم لدينا لتخفيف الضغط عليها. وبدأت الفرقة المدرعة في العبور للضفة الشرقية. وفي تلك اللحظة قامت أمريكا بإبلاغ إسرائيل بالعبور. فقام شارون وفرقته بالهجوم ودخل الثغرة.
* كيف تعاملتم مع هذه الثغرة؟.
** فوجئنا أثناء عبور القوات الإسرائيلية للثغرة بقيام صاروخ غريب يدمر كتائب الصواريخ المصرية دون أن يرصد أو تتصدي له صواريخنا والمضادات. فاتصل بي الرئيس السادات لمعرفة حقيقة هذه التدميرات. وكشف هذا اللغز طبيب ترك الطب وعمل بالمخابرات في البحوث العسكرية الذي توصل إلي أن هذا الصاروخ أمريكي حديث ومطور جداً. يستطيع أن يركب شعاع الرادار ويدمر مواقع الصواريخ. فأخبرت السادات بذلك. فقال قولته الشهيرة: "إنني أستطيع أن أحارب إسرائيل وليس أمريكا".
ديان والثغرة
* وما حكاية موشي ديان في الثغرة؟.
** رجالنا تابعوا ما يحدث تفصيلياً في الثغرة وأبلغوني أن ديان جاء إلي الثغرة ليلتقي بالقوات الإسرائيلية. وعلي الفور اتصلت بالسادات. فطلب مني تحديد موقعه علي مسافة 20 متراً * 20 متراً فأعطي أمرا للقوات الجوية بضرب هذه المنطقة بالنابالم. وبالفعل نفذت القوات العملية وتم حرق المنطقة وأبلغت السادات وانتظرنا خبر موت ديان. وفي اليوم التالي جاءتني صور ديان فوق نخلة والنار تحته مشتعلة وأوصلت هذه الصور للسادات.
دروس أكتوبر
* ما هي الدروس المستفادة من حرب أكتوبر؟.
** حرب أكتوبر غيرت مفاهيم كثيرة في العسكرية علي مستوي العالم وكيفية عبور القناة والتغلب علي المصاعب والاستيلاء علي خط بارليف في زمن قياسي.. ويتم تدريسها في المعاهد العسكرية كمثل في نجاح المفاجأة في تحقيق الهدف. وكذلك استخدام الزوارق وتغيير أسلوب القتال في القوات البحرية والصواريخ المضادة للطائرات وبناء حائط الصواريخ. واستخدام الأسلحة اليدوية الصغيرة المضادة للدبابات بواسطة الأفراد مما غير مفهوم الصراع بين الدبابة والفرد في العمليات العسكرية.

******************

وثائق إسرائيلية: استخبارات أمريكا و"شارون" أكدت تنفيذ مصر لحرب 73
اليوم السابع الأحد، 9 أكتوبر 2011 -  كتب حاتم عطية
أكدت وثائق مخابراتية إسرائيلية جديدة تم رفع السرية عنها عقب مرور 38 عاماً على حرب أكتوبر 73 بين مصر وإسرائيل، أن غباء وعمى قلوب القيادات الإسرائيلية والأمريكية تسبب فى تلقيهم أكبر وشر هزيمة فى تاريخهم، وذلك رغم التحذيرات العديدة التى تلقوها من كبار جنرالات الجيش الإسرائيلى والاستخبارات الأمريكية، حول استعداد مصر لتنفيذ حرب على إسرائيل لاسترداد سيناء.
وذكرت الوثائق الأمنية الإسرائيلية التى نشرتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية منذ ساعات، أن أحد أهم عملاء الاستخبارات الأمريكية، والميجور جنرال آرئييل شارون، الذى كان أهم قيادات الجيش الإسرائيلى وأحد قادة الجيش فى سيناء، حذرا الحكومة الإسرائيلية برئاسة جوالدا مائير والإدارة الأمريكية برئاسة ريتشارد نيكسون، من استعداد الجيش المصرى لشن حرب على القوات الإسرائيلية فى سيناء لاستعادة أراضيه، ولكن القيادة الإسرائيلية والأمريكية تجاهلا بغباء شديد وعمى غير مسبوق هذه التحذيرات الحقيقية النابعة من مصادر مسئولة وموثوق فيها.
وأرجعت الوثائق الأمنية الإسرائيلية، رفض حكومتى تل أبيب وواشنطن تحذيرات استعداد الجيش المصرى لشن حرب لاستعادة سيناء، إلى قناعتهم التامة بأن الرئيس الراحل أنور السادات لم يعد يفكر فى محاربة إسرائيل، وأصبح غير قادر على مواجهة إسرائيل وأمريكا معاً خوفا من الهزيمة القاسية، ولكن كل هذا كان أوهاما نبعت من خطة الرئيس السادات وقيادات جيشه، لخداع أعدائهم بشكل لم يستخدم من قبل فى تاريخ العسكرية.
هذا بجانب المعلومات الخاطئة التى كان العميل أشرف مروان صهر الرئيس عبد الناصر، يمد بها إسرائيل لتضليلها عن موعد الحرب الحقيقة، وللأسف كانت إسرائيل تعتبره "ماسة التاج" بين جواسيسها، إلا أن اكتشفت أنه كان جاسوسا مزدوجاً وولاؤه الأول والأخير لمصر، وأن دوره كان جزءا فى خطة الخداع التى نفذتها القيادات العسكرية المصرية برئاسة السادات.
وأشارت الوثائق إلى أن آخر وثيقة أفرجت عنها وكالة الأمن القومى الأمريكى هذا العام، أكدت أن الميجور جنرال آرئييل شارون، لم يكن فقط من أهم قيادات الجيش الإسرائيلى وأحد القادة العسكريين فى سيناء، ولكنه تلقى أيضاً تدريبات عسكرية واستراتيجية على يد الاستخبارات الأمريكية، جعلت منه خبيراً عسكرياً ومحللاً استراتيجياً فى شئون الشرق الأوسط، لهذا كانت تحذيراته عن استعداد مصر لمهاجمة إسرائيل فى سيناء حقيقة وصحيحة 100%.
بالإضافة إلى ذلك رصدت الاستخبارات الأمريكية بدء تحركات واستعداد الجيش المصرى والجيش السورى لمهاجمة الجيش الإسرائيلى فى سيناء وهضبة الجولان، وأرسلت معلومات الاستخبارات الأمريكية فى الحال إلى واشنطن وتل أبيب، ولكن غرور قادة إسرائيل جعل أعينهم عمياء تماماً عن رؤية حقائق استعدادات مصر لاستعادة سيناء وعبور القناة، وفسروا استعداد الجيشين المصرى والسورى على أنها مجرد تحضيرات فقط لمناورة عسكرية، لأنهما عاجزين عن الحرب الحقيقة مع إسرائيل.
وكانت تأكيدات القادة الإسرائيليين على أن استعدادات الجيش المصرى ما هى إلا تحضير لمناورة عسكرية وليس لتنفيذ هجوم على إسرائيل، نابعة من خداعهم على يد المصريين الذين تعمدوا السنوات السابقة لأكتوبر 73، إجراء مناورات عسكرية، كان الهدف منها بالطبع تأكيد الانطباع لدى إسرائيل بأن الجيش المصرى أصبح غير قادر إلا على المناورات العسكرية دون خوض حرب حقيقية.
وأخيراً، عقب وصول معلومات جديدة إلى واشنطن وتل أبيب فى 4 أكتوبر 73، تؤكد استعداد مصر لمهاجمة لجيش الإسرائيلى فى سيناء، اجتمعت رئيسة الحكومة الإسرائيلية حينذاك جولدا مائير ووزير دفاعها موشية ديان ورئيس الأركان ديفيد اليعازر، ورئيس الاستخبارات العسكرية جنرال إيلى زاعيرا، ورئيس الموساد تسيفى زامير، لبحث هذه المعلومات المهمة، وانتهى الاجتماع بعدم اتخاذ إجراءات وقائية كانت ستؤدى لإجهاض الهجوم المصرى، واكتفى قادة إسرائيل وقتها بتوفير النفقات العسكرية وعدم إزعاج الإسرائيليين فى عيد الغفران، إلى أن أفاقوا على كارثة حقيقة تذوَّقوها على يد المصريين.

This site was last updated 10/09/11