البابا كيرلس الخامس | Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس البابا كيرلس الخامس البطريرك رقم 112 |
أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
البابا كيرلس الخامس (1874 - 1927 )
إشارة سمائية بقداسة البابا كيرلس الخامس ا نتقل البابا يوساب الثاني في 13 نوفمبر 1956م وظل الكرسي البابوي شاغرًا إلى 10 مايو 1959م يوم سيامة هذا البابا، وفي فترة الانتقال هذه استمرت الصلوات والمشاورات والأصوام لكي يعطي الرب راعيًا صالحًا لكنيسته، وأجريت الانتخابات وتمّ فرز الأصوات لاختيار الثلاثة الحائزين على أعلى الأصوات، ثم أجريت القرعة الهيكلية يوم الأحد 19 إبريل 1959م وفاز فيها القمص مينا المتوحد. وفي يوم الأحد 10 مايو تمت مراسيم السيامة ودُعي باسم كيرلس السادس مع أن الجميع كانوا يتوقعون تسميته مينا، ولكن البابا كان قد رأى في حلم البابا كيرلس الخامس فطلب أن يحمل اسمه![]() جلس على كرسى القديس مرقس الرسول 52 سنة فى عهد قداسته أعتلى السلطان حسين عرش مصر لمدة ثلاث سنوات (فى الفترة من 1914 م - 1917 م) ثم أقيم فؤاد الأول ملك على مصر (فى الفترة من 1917 م - 1936 م ) وأثناء عهده قامت ثورة 1919 م بقيادة الزعيم سعد زغلول زعيم الأمة وترتب عليها تغييرات فى الحياة السياسية ونتج دستور 1923 م وقام فى عهده تمرد عرابى أيضا وقد ساهم فى صياغة موقف وطنى تميز الكنيسة القبطية فى خلال عهده وذلك فى فترة التغيرات السياسية التى تعرضت لها مصر - وقد تفرقت الآراء إذاء موقفه هذا كان رجلاً طاهراً نقياً , شفافاً كالندى المؤتلق , وفى الوقت نفسه كان قوياً عنيداً صلب الشكيمة يتمسك بقراراته فى مواقف دقيقة وغاية فى الخطورة كأقوى ما يكون من الرجال , وكان يملك قدراً بالغاً من التحدى حاسباً جميع النتائج التى غالباً ما كانت تنتهى لصالحه .. فعارض جماهير القبط فى مصر , وعارض الحكومة أيضاً وتحمل نتائج قراراته الخطيرة : ونفى الحبر الجليل بابا الأقباط والبطريرك العام للكرسى المرقسى لمصر واثيوبيا والنوبة وليبيا والخمس مدن الغربية وأفريقيا وسائر أقطار الكرازة المرقسية .
وفى عهد قداسته قامت الحرب العالمية الأولى , وأنشاء عصبة الأمم سنة 1919 م ثم أنشأت محكمة العدل الدولية سنة 1921 (1)
وعلى قمة التاج صليب داخل دائرة يحيطها سبعة صلبان صغيرة . نشأة البابا كيرلس الخامس ولد البابا كيرلس الخامس البطريرك ال 112من باباوات الكرازة في بلدة تزمنت محافظة بني سوبف سنة 1830 م ذكر القس منسى سنة أخرى 1824 م ودعي اسمه يوحنا ، وبعد ولادته بزمان يسير ترك والده بلدة تزمنت وكل محافظة بنى سويف وذهب الى كفر سليمان الصعيدي بمحافظة الشرقية وإستوطن بها وقال القس منسى يوحنا (3) : " وما زالت عشيرته وأهله بعيشون بذلك الكفر حتى هذا اليوم " . وقام الأنبا ابرام مطران الكرسي الأورشليمي الذي خلفه الأنبا باسليوس الكبير برسمه شماساً وبعد قليل توفى أبويه فإعتنى بتربيته المعلم بطرس أكبر أخوته , وكان يحب الوحدة والإنفراد منذ حداثته ولاحت عليه دلائل التقوى والميل إلى الصوم والزهد وقراءة الكتب والتبحر فيها ، وكان يتجنب الإختلاط مع الشباب الذين إنجرفوا فى العالم خوفاً من أن تؤثر طباعههم في نفسه , ومن مميزاته أنه كان يحترم أب إعترافه إحتراماً فائقاً . وبعد أن بلغ العشرين من عمره في سنة 1850 م ذكر القس منسى سنة أخرى 1844 م آثر حياة الرهبنة وترك العالم وملاذه وذهب الى دير البراموس وترهب فيه وعاش مثالا للتواضع والفضيلة والحب والتضحية وأنكار الذات . ولما كان كاتبا فأخذ يعمل في نسخ كتب الكنيسة وتجليدها ويبيعها كان يوزع ثمنها على الدير والمحتاجين لهذا أطلق عليه معاصروه والمؤرخين بأسم " يوحنا الناسخ " وقد استدعاه البابا ديمتريوس الثاني سنة 1862 ورسمه قمصاً وعينه مساعداً له في الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية ، ولكن الرهبان اللذين أحبوه طالبوا بعودته ليتولى إدارة شئونهم فأعاده لهم البابا وظل في الدير الذي نمى في عهده فظهرت معرفته ونما فى سيرته وإحتقاره لذاته وكان يوزع على الرهبان ما يكسبه من نسخ الكتب وأشتهر أيضاً فى الدير بأسم الناسخ وعادت إلي الدير الحياة فتحسنت أحوال الدير وزاد عدد رهبانه لشهرته , ورغب البابا ديمتريوس الثانى وكبار الأراخنة ورجال الأقباط فى ترقيته إلى رتبة أعلى فلم يسمح شيوخ رهبان الدير . وفى سنة 1855 م رسمه البابا ديمتريوس إغومانساً وأقامه مساعداً لهف ى كنيسة الكاتدرائية بالأزبكية , فتضايق الرهبان فكتبوا يستعطفون البابا ليعيده لهم فلبى طلبهم وأرجعه إلى مكانه رئيسا للدير . الى أن خلى الكرسي البابوي أستأذن الأقباط الحكومة وكان نيافة الأنبا مرقس مطران البحيرة ووكيل الأسكندرية وكيلاً (قائمقام) حتى لا تتعطل حركة البطريركية فأتجهت أنظار الأمة إلي يوحنا الناسخ الذى أصبح أسمه الإيعومانس يوحنا ولكن حدثت أسباب وأغراض شخصية وصراعات أدت إلى خلو المنصب البطريركى أى خلو كرسى مار مرقس لمدة اربع سنوات وتسعة أشهر ولكن فى النهاية تمت رسامته بابا يوم 23 بابه 1591 ش- أول نوفمبر 1874 م باحتفال كبير تم ليلاً مثل سميه البابا كيرلس الرابع وقد دعي باسمه تيمناً به ومما يذكر انهما هما الوحيدان اللذين كرسا ليلا مثل قداسات أعياد الميلاد والغطاس والقيامة.
محاولة الأساقفة البريطانيين لضم الكنيسة القبطية إلى الكنيسة البريطانبة وكان وطنياً كبيراً باراً بوطنه جاء عنه أنه في سنة 1892 زاره ثلاث أساقفة بريطانين وطلبوا منه أن يوافق على ضم الكنيسة الأنجليزية الى الكنيسة المصرية تحت رئاسته فرفض ولما كرروا عليه الطلب عدة مرات وأصر على الرفض توجهوا الى العميد البريطاني فأستدعى واحداً من كبار الأقباط وقال له اذهب الى البطريرك وقل له لماذا ترفض عرضاً ثميناً كهذا فيه نجاح الكنيسة القبطية وتتقدمها وعظمتها " . أثناء رعاية البابا كيرلس الخامس للشعب القبطى سام أربعة عشر أسقفاً وذلك فى الفترة من عام 1901 م حتى عام 1925 م ومن أشهرهم : ** نيافة الأنبا يوساب مطران جرجا (1920م ) وقد أصبح البابا يوساب الثانى ( فى الفترة من 1946م- 1956 م) ** نيافة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا (فى الفترة من 1925 م - 1962 م) ** نيافة الأنبا ياسيليوس مطران القدس والشرقية والسويس والقنال ( فى الفترة من 1925 م - 1935 م) صورة نادرة للبابا كيرلس الخامس وهو يرتدي هذا التاج المطعم باحجار نصف كريمة واهداه اليه الامبراطور الإثيوبي الصورة منشورة في مجلة عين شمس عام 1902- المجلة كانت تهتم بالدراسات القبطية والفرعونية وتنشر بعض الموضوعات بالقبطية وصاحبها المؤرخ القبطي جرجس فيلوثاوس عوض أعماله وإنجازاته ** قام قداسته بالوعظ والتعليم ودعم الكلية الإكليريكية التى أعاد إفتتاحها عام 1893 م , وقام بإسناد رئاستها إلى المعلم الجليل الإرشيدياكون حبيب جرجس (1876م - 1951 م) فى عام 1918 م , وكان الإهتمام بالكلية الإكليريكية اساس بناء الكنيسة فقد تخرج الوعاظ والمعلمين والآباء والكهنة أو فى مدارس الأحد التى سميت فيما بعد بمدارس التربية الكنسية .. ومن تلاميذه جاء أباء الكنيسة المعاصرين وعلى رأسهم قداسة البابا شنودة الثالث فى أغسطس سنة 2001م أحتفلت الكنيسة بمرور بمرور 50 عاماً على نياحة معلم الجيل المتنيح حبيب جرجس ** وقام قداسته بالإهتمام بالتعمير وتشييد الكنائس وأفتقاد الإيبارشيات وتلبية إحتياجات كنيسة أثيوبيا . إنشاء المتحف القبطى انشاء المتحف القبطى الذى يحوى الاثار المسيحية في مصر. أعمال البابا كيرلس الخامس فى دير السريانفى عام1902 م فى دير السيدة العذراء المشهور بالسريان حدث وقع جزء كبير من السور البحرى قبالة قصر الضيافة الذى كان سابقا شرق كنيسة السريان فبناه القمص مكسيموس رئيس الدير فى ذلك الوقت ، وقيل أنه استخدم أكثر من مائة عامل كان يقوم بخدمتهم القمص عبد القدوس الذى تنيح شيخا وقوراً يناهز التسعين من عمره ، وقد كان يعيش حياة البساطة والتقوى وكان يؤازر هذا العمل قداسة البابا كيرلس الخامس الذى كان محبا للأديرة ، ولدير السريان خاصة . |
![]() جثمان البابا كيرلس الخامس مسجي علي كرسيه البطريركي بالمرقسية القديمة كلوت بيك وحوله الاكليروس والشعب لنوال البركة يوم الصلاة عليه بعد نياحته وكان قد جلس علي كرسي مارمرقس نحو ٥٢ سنة واكثر ...من سنة ١٨٧٥ الي ١٩٢٧ *************** الراهب الفار ! في حبرية البابا كيرلس الخامس اراد ترقية احد الرهبان لرئاسة دير السريان وكان اسم الراهب القمص جرجس الفار الذي ظل يتهرب من البابا رافضا رئاسة الدير ولما قابله البابا طلب منه قبول الرئاسة فقال الراهب حرام يا سيدنا انا فأر ولو صرت رئيسا القط هيأكلني .. فقال له البابا والقط هياكلك ليه يا ابونا رد ابونا لان القديس يوحنا ذهبي الفم قال عجبي علي رئيس يخلص فاضطرب البابا واهتز واثرت فيه الكلمة وقال يعني انا لن اخلص يا ابونا وانا رئيس الرؤساء ؟ فقال الراهب جرجس الفار حاللني يا سيدنا سوف تخلص بايمانك واحسانك وصلوات صغار الشمامسة من اجلك في القداسات وانا ليس لي تلك الامكانيات ونجح الراهب في الهروب من الكرامة والرئاسة القصة رواها البابا يؤانس التاسع عشر ونقلها عنه المؤرخ الرائع ابونا صموئيل تواضروس السرياني كانت ايام نفعنا الله بصلواته #عضمةزرقا / ياسر |
حنكوش يأمرك ... هذه القصة كتبها المؤرخ الكبير المتنيح القمص صموئيل تواضروس السرياني ..يقول في كتابه تاريخ البطاركة ان وقت سيامة البابا كيرلس الخامس بطريركا في سنة 1874 كان الانبا باسيليوس الكبير معترضا علي سيامة هذا الراهب القصير الضعيف وكان اسمه الراهب يوحنا الناسخ لقيامه بنسخ الكتب ...وقت الرسامة تقدم الانبا باسيليوس وكان طويلا ضخما وقال قبيل وضع يده ( يعني مالقيوش غير يا حنكوش ) ولم ينطق الراهب بل ابتسم وبعد نهاية السيامة تقدم الانبا باسيليوس ضمن المهنئين للبطريرك الجديد ...وبينما يسلم علي البابا كيرلس الخامس ...قال له البابا (حنكوش يأمرك ان تذهب لديرك يا مسيو ولا ترجع منه لحد ما ابعتلك ) ..كان الانبا باسيليوس مطرانا للقدس ونصف مدن وجه بحري وكان لها سنوات طويلة في منصبه الرفيع لكنه اطاع امر البابا وذهب لمقر دير الانبا انطونيوس في بوش ..مركز ناصر حاليا ...وكانت فترة اقامته هناك بركة كبيرة ...فقد هدم الكنيسة القديمة وبناها بطريقة قريبة لكنيسة القيامة بالقدس وضم لوقف الدير عددا من الفدادين المثمرة وحرثها بالخضر والفواكه ...وبعدها عادت لمياه لمجاريها بين البابا والمطران وعاد لكرسيه حتي تنيح سنة 1899 اما البابا كيرلس فقد جلس علي كرسي مارمرقس نحو 52 سنة وتنيح سنة 1927 ... حنكوش كلمة سوادنية تقال للضعيف او المدلل ...وبالمصري تقال لقليل الشأن ... الحقيقة القصة طريفة ..عن المحبة والطاعة وان اباءنا كانوا يعملون ويخدمون في كل وقت ومكان #عضمةزرقا ياسر يوسف |
![]() امضي وتبقي صورتي صورة نادرة جدا كان يتم توزيعها سنة ١٩٢٧ بعد نياحة البابا كيرلس الخامس البطريرك ال١١٢ وأكثر البطاركة جلوسا علي كرسي مارمرقس نحو ٥٣ سنة وتنيح وقد اقترب عمره من المئة عام صورة من الحجم الكبير لقداسته ربما اخر صورة التقطت له بمناسبة خمسين سنة له علي الكرسي ثم صورة صغيرة له وهو متنيح وعلي الكرسي في البطرخانة القديمة بكلوت بيك لينال الشعب بركته ويلقي عليه النظرة الاخيرة الصورة طبعها ونشرها جورج عبد المسيح القسيس وكان وقتها من أشهر تجار الإباركة وكان اسمها اباركة القسيس وكان ايضا ينتج. كولونيا اسمها ريحة القسيس او الاسيس بلغة العوام وعلي الصورة أبيات شعرية بليغة كتبها صاحبها علي لسان البابا المتنيح امضي وتبقي صورتي فانظر الي دنيا الغرور لا تطلبوا عودتي الي دار المأثم والشرور أني حللت بمنزل في جيرة الله الغفور حيث المسرة لم تزل تجلو الهموم عن الصدور #عضمةزرقا ياسر يوسف |
![]() البابا كيرلس الخامس كتب عنة صلاح عيسى فى كتابه حكايات من دفتر الوطن كان البابا كيرلس الخامس رجلًا طاهرًا نقيًا شفافًا كالندى وفى الوقت نفسه كان قويًا وعنيدًا صلب الشكيمة يملك قدرًا بالغًا من التحدى، دفعه لأن يصر على موقفه امام المجلس الملى وبعد جولة طويلة من الصراع بسبب تضارب الاختصاصات كانت النتيجة صادمة حين اصدر الخديوى عباس حلمى الثانى قرار بنفى بابا الأقباط الى دير البراموس وتصف المؤرخة ايريس حبيب مشهد وداع البطرك بقولها حضر فى اليوم التالى محافظ الأسكندريه ومعه مندوبان من الحكومه لتنفيذ قرار الخديوى وخرج معهم البابا الى محطة القطار بالأسكندريه حيث كان بانتظارة بالمحطة زحام شديد مسلمين واقباط استقبلوة بالهتاف والتحية فى حزن وبكاء وتكرر المشهد عند وصولة محطة دمنهور . أما حمزة بك شيخ العربان فقد وضع حصانة الخاص تحت أمر البطريرك و تقديراً منة سار هو وقبائل عربان البحيرة حاملين أسلحتهم وراءه كحرس شرف لهذا الحبر الجليل ... وغضب الاقباط مما حدث لابيهم فهجروا كنائسهم، وتضامن الاساقفة مع البابا فتركوا مقار أبرشياتهم وعادوا إلى أديرتهم ثم تغيرت الوزارة وجاء رياض باشا و توصل إلى حل مع المجلس الملى لعودة البابا وبالفعل اصدر الخديوى فرمان بعودة البابا وأوفدت الحكومة مندوبها الرسمى إدوار بك إلياس للتوجه إلى الدير حاملاً رسالة رئيس النظار بعودة قداستة . وعاد البابا كيرلس معززا مكرما ووصفت المؤرخة الإنجليزية بتشر رجوع البابا كيرلس بقولها دخل البطرك القاهرة فى إحتفال باهر عظيم كدخول القادة الفاتحين . فعند وصول القطار محطة مصر استقبلوة بالالحان وكان فى انتظارة كبار رجال الدولة وعزفت الفرقة الحكومية للموسيقى السلام الوطنى وفرش الأقباط السجاديد من محطة السكة الحديد حتى الدار الباباوية وعلقوا الرايات .وحلوا الاحضنة من عربة البابا وجروها .وذبحت الذبائح فى الشوارع وعلى باب البطريكخانة وفرقت على الفقراء.وفى مساء عودة البابا ذهب قداستة الى القصر الملكى فمنحة الخديوى الوشاح المجيدى أكبر وسام فى المملكة المصرية كرد اعتبار للبابا القبطى كان البابا كيرلس رجل صلب شامخ عزيز النفس فنال احترام شعبة |
كرسي صغير عند النافذة ! يصف لنا س. ه ليدر زيارته للمقر البطريركي في كتابه ابناء الفراعنة المحدثون الذي هو دراسة لاخلاق أقباط مصر وعاداتهم ..وكان قد زار مصر في ١٩١٣ وظهر الكتاب سنة ١٩١٨ يقول المؤلف المنزل الذي هو في واقع الأمر المقر الإداري للكنيسة القبطية اكثر منه مقر إقامة واسع ونظيف وبه صالة واسعة ودرج حيث توجد الغرف الرئيسية في الطابق الاول وغرفة الاستقبال الصغيرة مشمسة ومضيئة وبها القليل جدا من الاثاث غير أنها تحوي العديد من البروتريهات الملونة علي جدرانها وكان اثنان من تلك البورتريهات لاثنين من عاهلينا الإنجليز الملك إدوارد والملك جورج وقد اراهما لي الأصدقاء الاقباط برضا وكان هناك بورتريه اخر مطبوع بالحجر للبطريرك نفسه حيث يسجل وجها زاهدا وسيما وقد رسم بالملابس الكهنوتية الكاملة وقد لبس تاجا ضخما أهداه إليه مينليك ملك الحبشة لم يكن في الغرفة ما يفترض وجوده من اي نوع من الفخامة والابهة فالواقع أنه طلب مني التخلي عن كرسي صغير من النوع العادي عند النافذة كنت قد جلست عليه حيث قيل إن البطريرك عادة ما يجلس هناك وظهره للضوء بسبب ضعف عينيه .. وينتقل المؤلف لوصف البابا كيرلس الخامس وصفا ممتعا دقيقا يظهر الزهد والنسك الرهباني الذي كان قداسته يتحلي به .. يقول (بعد قليل دخل الرجل الذي يحمل لقب قداسة البابا بطريرك الإسكندرية وسائر بلاد مصر والنوبة والحبشة وبنتابوليس وسائر الكرازة المرقسية وبمصاحبته ثلاثة أو أربعة كهنة كان يرتدي الثوب الاسود القبطي السادة والعمامة وقد بهت لونها وتهلهلت ..كان رجلا طويلا نحيلا اكثر نحافة مما عليه في البورتريه مع نظرات طيبة لا تزال باقية لم تنل منها الشيخوخة وكان يتحرك بلا تثاقل في المشي كذلك الذي يفرضه التقدم الشديد في العمر وكانت عتامة العين وحدها هي ما يجعلك تشعر بوطأة السنين .) قبل المؤلف يده وقال إن البابا تلا الصلاة الربانية ثم سأله عن بيته وصحته وأسرته وانجلترا واللورد كرومر وكان البابا واقفا طيلة المقابلة واهدي الزائر أيقونة نحاسية صغيرة .. #عضمةزرقا ***** #البابا_كيرلس_الخامس رسالة إصلاحية من زمن فات .. مخطئ من يظن أن الصمت عن الخطأ هو الصواب ..ومخطئ من يظن أن المطالبة بالاصلاح أو الحفاظ علي الكنيسة خطأ .. أنه واجب كل شخص بالكنيسة اكليروس أو علماني .. في كل زمن كانت هناك أصوات مخلصة تطالب بالنهضة والإصلاح والتمسك بالعقيدة والهوية ..تاريخنا يشهد ..وتبقي تلك الأصوات كحجر يلقي في ماء كامن ..أو كصوت في صحراء ..وقد يثار كلام كثير واتهامات اكثر ..مع الزمن تصمت تلك الأصوات ويبقي الحق ..والاخلاص للكنيسة ![]() في سنة ١٩٢٠ قدم اسقفان جليلان مذكرة إصلاحية لقداسة البابا كيرلس الخامس البطريرك ال ١١٢ وتم نشرها علي نطاق واسع .. الاسقفان هما انبا مكاريوس مطران اسيوط والبابا ال١١٤ فيما بعد والانبا ثاؤفيلس اسقف منفلوط والمتنيح سنة ١٩٢٩ في تلك الرسالة رصدا واقع الكنيسة بما فيه من ضيقات وضعفات .. يقولان في الصفحة الأولي ( وما دعانا الي تحريرها الا شعورنا العميق بما آلت إليه حال الكنيسة القبطية من الانحطاط والخذلان اذا تركت وشأنها تلعب بها ايدي الاغراض والأهواء من الداخل وتتقاذفها امواج السياسة الغريبة من الخارج وتصدمها رياح وزوابع التعاليم الغريبة في احشائها ) كلام قوي وان كان مؤلم ..ولكن قلب الراعي دوما علي الخراف ..وبعد رصد الواقع يقدمان تفصيلا لستة مطالب لترقية الكنيسة القبطية وإصلاح حالها الإكليريكية الرهبنة الاوقاف ديوان البطريركية لمتابعة الخدمة والرعاية الروحية مرتبات للاكليروس توحيد إدارة المدارس القبطية خدمة فقراء الشعب ورعايتهم رسالة رائعة ..بها كثير تم تحقيقه في السنوات التالية وبها كثير ما زلنا نحتاج أن يتم إصلاحه اليوم ولم يقل أحد كلمة في حق الاسقفين ..ولم يشنع عليهما أحد أنهم ضد البطرك ..ومعندهمش محبة وحب #عضمةزرقا ************* البابا كيرلس الخامس يستقبل الكسندروفيتش بالدار البطريركية نستكمل الحلقة الرابعة للمؤرخ والاثرى الروسى بوريس الكسندروفيتش والتى تم نشرها فى صحف موسكو تحت عنوان انطباعات عن الكنيسة القبطية عقب عودتة عام ١٩٠٩ يقول الكسندروفيتش.. من خلال السيد اقلاديوس لبيب تعرفت على رئيس الكاتدرائية الكبرى القمص بطرس عبد الملك وبواستطة استطعت الحصول على مقابلة مع البطريرك الشيخ كيرلس الخامس الذى يشغل السدة البطريركية منذ عام ١٨٧٥ تقع غرفة نوم غبطته على اليمين من باب البطريركية وقد زُرعَت حديقةصغيرة أمام المدخل المؤدي إلى غرفتة .. واثناء وجودنا فى غرفة الاستقبال وجدت على الحائط، لوحة تمثل البابا البطريرك ومجمعه أثناءِ عمل زيت الميرون المقدس وكانت مرسومة بتصميمٍ إيقونى بديع ورسم داخلها الدكتور لبيب لقب البطريرك كيرلس بالهيروغليفية مزين داخل خرطوشة فرعونى(كان يضع داخل الخرطوشة فقط اسماء الملوك) وايضا اسم مرقس الانجيلى فى خرطوشة اخرى وتحتهما عبارة الجالس على كرسى القديس مرقس... ثم اجتذبت انتباهنا الصورة المعلقة على الحائط الآخر التي تُمثل قوماً ذوي لِحى بيضاء لابسين شيئاً ما شبيهاً بالحلل الكهنوتية فشرح الأبُ بطرس المرافق لنا مُبتسماً، أن هؤلاء رُهبان أنجليكان بعد ان التقوا مع البابا كيرلس أرادوا تجربةَ أن يكونوا رُهباناً وها هم قد أرسلوا لوحاتهم لغبطة البابا يُعبرون عن إكرامهم لرئيس رعاة الشعب الَّذي أصدر للعالم الأعمدة الأولى للرهبنة والجهاد الروحى وفيما كنا نستطلع اللوحات خرج البطريرك الوقور بلحيتة البيضاء وباركنا ثم امر وفقا للعادات الشرقية ان يقدموا لنا القهوة والماء العذب وتحدث معنا بالعربية وقام مرافقى بالترجمة وفي النهاية أهداني غبطتة نسخة من كتاب خدمة الكاهن المطبوع من قبل لبيب وايضا كتاب طقس تقديس الكنيسة الَّذي أصدره هورنس وأعطاني كارتة الشخصى مكتوبة باللغات العربية والقبطية والإنكليزية ثم أصدر تعليماتة مشكورا ان يرونى المكتبة البطريركية .. ان ذكريات هذه الزيارة ستكون من بين أفضل ذكرياتي وإن عمق امتناني نحو الشيخ الكلى الغبطة رئيس كهنة الأمة القبطية العظيمة في القدم لن يُمحى أبداً من مشاعري.. فان البطريرك القبطي ليس قائدا روحيا فقط لأمة الأقباط ولكنه ايضا قائدهم العرقي والوريث الحقيقي للملوك القدامى . النصدر : تاريخ الاقباط coptic history - ابرام راجى |
======================================
(1) راجع د/ عبد الحميد البطريق والتيارات السياسية المعاصرة 1982 م
(2) راجع لمزيد من التفاصيل موقع المتحف القبطى
(3) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 630
This site was last updated 09/08/23