موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس المجلس الملى والإصلاح الإدارى للكنيسة |
+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعاتأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
تقول المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر (1) : لما توفى الأنبا ديمتريوس تشاور الشعب القبطى فيما بينه وأقر قبل أن ينتخب البطريرك الجديد أن يطلب منه إعتماد مشروع قانون لإصلاح الكنيسة , وقد إجتهد كردينالات رومة ليقيدوا باباهم المقبل بمثل ما فعل الأقباط وبنفص النتيجة التى توصل إليها الأقباط .وقد بنى الشعب القبطى عمله هذا مع البطريرك على أساس مادة فى القانون الكنسى التى تسير عليها الكنيسة القبطية كما روى ذلك أبن العسال الذى عاش فى القرن 13 نص هذه المادة فى القانون المذكور : - " يجب على البطريرك أن يشاور علماء وأتقياء رجال شعبه الإكليروس والعلمانيين ( وعلى الخصوص الأشخاص الملتفين حول الملك الحاكم " جمعاً وإنفرادياً فى كل الشئون الهامة المختصة بالشعب والكنيسة وما يقرون عليه يجب تدوينه " وإعتماداً على ما ذكر قد وضع نحبة من الأقباط مشروعاً المقصود منه تأسيس مجلس ملى فى كل أيبروشية مكون من فرعين أحدهما إكليريكى والثانى علمانى " ويكون هذا المجلس تحت رئاسة أسقف الإيبروشية وينتخب أعضاؤه كل خمس سنوات من الحائزين على حقوق الإنتخاب وإعتمدوا هذا المشروع بإمضاء وموافقة مطران الإسكندرية ووكيل الكرازة المرقسية والقائم مقام البطريرك وقتئذ لخلو الكرسى البطريركى . لقد أدت الخلافات إلى نفى البابا كيرلس الخامس الجالس على كرسى مار مرقس العظيم الذى يخضع له كل أقباط مصر من الأكليروس والشعب على إختلاف درجاتهم .. نفى إلى دير البراموس ..ولم تكن هذه السنوات مجيدة فى تاريخ الكنيسة القبطية ولكنها كانت نقطة تحول إلى الإصلاح الكنسى التى كان لا بد منها وكانت سنوات من الخلافات المريرة وصراع فى الفكر والرأى , فقد كان أمل المتنورين من الأقباط يريدون الإصلاح للكنيسة وأعتقد أن رأى البابا كيرلس الخامس تدخل فى شئون الكنيسة بالرغم من أنه هو أول من قام بالأصلاح وكان حبيب جرجس تلميذاً له وأمر أن يختار الكهنة من خريجى الكلية الإكليريكية وليس الوارثون لها لأنه كان الكهنة يورثونها لأولادهم , إلا أنه كانت هناك نواحى أخرى تحتاج فعلاً إلى إصلاح , ولكن فليعلم الجميع أن الكنيسة ليست أكليروس فقط ولا شعباً فقط وإنما الكل فى واحد وقد كان موقف البابا كيرلس الخامس إذاء المجلس الملى وإصلاح الكنيسة لغزاً حير المؤرخين وكتاب التاريخ فقد كانت له مواقف مجيده له وأكثر تقدماً ولكن موقفه المتشدد من فكرة كفكرة المجلس الملى يهدف أصحابها إلى أن تصبح الكنيسة أكثر حرية فى حركة وأكثر تنظيماً من الناحية الإدارية وصفه بعض الكتاب بأنه كان موقفاً رجعياً . وكانت السنوات التى حدث فيها هذا الخلاف , سنوات حزن عظيم , فجرت فيها الكنيسة المصرية العريقة قضية الإصلاح ولم تكن المناقشات داخلية ولكنها عمت الشعب القبطى كله والحكومة والجرائد وسمع به أهل مصر به مسلمين وأقباطاً . ولوحظ أن الثنائية .. تلك الظاهرة الغريبة قد تميزت بها العقلية المصرية تظهر على سطح شخصية المصرى بين الحين والآخر فى كثير من الآراء والمواقف التى تتبعها . بيد أن لكل موقف أسبابه الخاصة أو الخفية التى يتبناها ويدافع عنها الإنسان سواء أكان الفكر تقدمياً أم رجعياً متخلفاً كما أنه فى خلال صياغته لفكره يجوز خلال ظروف معقدة ومتشابكة , وهى مرحلة الصراع التى نراها فى يومياً بين الأب وأولاده أو بين القديم والجديد وعلى مستوى المجتمع بين التخلف والتقدم . لقد ظلت الكنيسة القبطية حرة لها طابعها القومى المصرى القادم من أصل البلاد لا تنحاز لأحد ووقفت تقاوم محاولات التذويب التى دفعها إليها كنائس كثيرة شرقية وغربية ولكنها صمدت كالصخرة ضد التيارات المذهبية الأخرى شملت الكنيسة اليونانية والروسية والرومية والكاثوليك والبروتستانت والإنجليزية الإنجيلية , وهكذا رفرف الروح القدس على الكنيسة القبطية وحماها من الإندماج فى مذاهب تحركها القوى السياسية , وربما كان هذا السبب أنه كان كل من فى المجلس الملى من المشتغلين بالسياسة على أعلى المستويات فى مصر ولكن هذا الأمر مدود عليه أن البابا كيرلس الخامس كان له مواقف سياسية خطيرة أيضاً. وقد يكون الأمر هو تصفية حسابات قديمة فقد حدث خلال حوادث التمرد العرابى أن البابا كيرلس الخامس كان فى مقدمة المؤيدين لـ عرابى وعندما سقطت الإسكندرية فى يد الإنجليز وقرر عرابى المقاومة فعزله الخديوى , فجمع عرابى جمعية وطنية ضخمة ضمت أعيان البلاد ووجهائها , وكان من بينهم البابا كيرلس الخامس وقد وقع مع الحاضرين على القرار الشهير الذى صدر نتيجة لمناقشاتها بإستمرار الحرب ضد غزو الإنجليز لمصر وعدم سماع أوامر وتوصيات الخديوى ومجلس وزرائه لأنه إنضموا إلى الغزاة , وقرروا إبقاء عرابى فى منصبة ليتولى شئون الدفاع عن البلاد ضد جيوش الغزاة الإنجليز . ولم يكتفى البابا كيرلس الخامس بل أنه أصدر بيانا شهيراً أعلن فيه : " أن الإنجليز بعدوانهم ومحاولتهم إحتلال مصر قد خرجوا عن تعاليم المسيحية الحقة التى تدعوا إلى السلام وعدم الإعتداء " ومن ثم وضع الإنجليز فى خانة الهراطقة والخارجين عن الإيمان يجب حربهم . ويروى برودلى : " أن رجال الإكليروس هرعوا إلى الكنائس يصلون إلى الرب ويدعونه لنصرة جيش الوطن " وقد يرد الدارسين للتاريخ بأن كل غازيا مسيحياً لمصر كان المسلمين الذين أستوطنوا مصر يذبحون أقباطها كالنعاج إنتقاماً من الغزو الخارجى فيقولون أن البابا كيرلس الخامس ربما قد قصد بهذا الإنضمام أن ينقذ شعبه من الهلوسة الدينية الإسلامية ومذابحها الإجرامية , وقد يقول آخر : ولكن حدثت مذابح وإعتداءات على الأقباط ايضا أثناء تمرد العرابيين بالرغم من موقف البابا !! وقد نظر الأهالى أنهم غير ممثلين فى الخدمات الكنسية وأنهم مهمشون تماماً بالرغم من أنهم هم أساس خدمة رجال الكهنوت والشعب القبطى هم العاملين الفعليين الذين يقدمون كل ما عندهم من مادة ووقت وفكر لأستمرا عمل الكنيسة ورجال الكهنوت وأن المبدأ العام فى التقليد الكنسى التى سارت عليه الكنيسة هو أن إقامة رجال الكهنوت على إختلاف درجاتهم تتم بالإنتخاب الشعبى واختيار الشعب وقد اعلى البابا شنودة هذا المبدأ قائلاً : من حق الشعب إختيار راعيه " وعموما كانت صياغة لائحة المجالس الملية التى تمت فى 14 مايو سنة 1883 م تثير كثير من المخاوف والشكوك لدى المسيحيين الحريصين على إستقلال الكنيسة وعندما إرتقى البابا كيرلس وضع مع بعض أعضاء المجلس حسب روايتهم لائحة تقضى بوجوب نظر المجلس فى مصالح الكنائس وأحوالها وفى المدارس والأوقاف والفقراء والأحوال الشخصية ورسامة القسس وغير ذلك , وقد أشار البابا بالفعل إلى هذا الإتجاه فى مجموعة من المنشورات التى أصدرها فى أثناء الأزمة بينهما فقد ركز البابا كثيراً فيها على جملة ظل يكررها مراراً وهى أن الحركة تهدف إلى طرد الإكليروس عن آخرهم وأن يسيطر الشعب على الكنيسة وهى فكرة نبعت من الكنيسة البروتستانتينية . ولكن ظلت هذه اللائحة حبراً على ورق دير البراموس بالبحيرة الدير الذى نفى إليه البابا كيرلس الخامس
الأنبا بولس وكيل البطريركية وظهير البابا كيرلس فى المعركة مع المجلس الملى .. وقد أصبح بطريركا فى عام 1927 بعد نياحة البابا كيرلس .
الخديوا عباس حلمى رفض أستقبال البابا , وخضع لمشورة بطرس غالى فصعد الأزمةالخديوى توفيق فى عهدة بدأت الأزمةالأنبا كيرلس الخامس يوم يوبيله الذهبى وحولة الشمامسة وأعضاء جمعية نهضة الكنائس القبطية بملابسهم الكنسية القديمةأعضاء المجلس الملى القبطى مع الأنبا بولس خليفة البابا كيرلس
المـــــــــراجع (1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الرابع ص 388
|
This site was last updated 03/26/19