Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

بداية الصراع لإنشاء المجلس الملى

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إنشاء المجلس الملى
بداية الصراع
الإصلاح ومعارضة البابا
نفى البابا كيرلس 5
عودة البابا من المنفى

Hit Counter

 

بداية الصراع لإنشاء المجلس الملى بين العلمانيين ورجال الإكليروس الذى إستمر من سنة 1883 م - 1891م

 

ولاحظ أعضاء المجلس إهمال البابا لهم وعدم دعوتهم للأنعقاد كما لا حظوا أيضاً أن نصائحهم لا يلتفت إليها وأهماها باباهم تقول مسز بوتشر عن رد فعل أعضاء المجلس الملى : " إنقطعوا عن الإجتماع - وتركوا الحبل على غاربه للأنبا كيرلس فحكم الكنيسة والشعب فحكم الكنيسة والشعب بالطريقة القديمة حتى سنة 1883م حيث ظهرت عثرات وفضائح إدارية ممتزجة بشطط فى إمتيازات الكنيسة أدت إلى هياج الشعور العام عند الأقباط "

وترجع المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر سبب هذه الصحوة العامة للأقباط إلى (1)  : " أنه قد نما جيل من الشبان الذين تعلم أغلبهم فى مدارس الأميريكان أو الكاثوليك (اليسوعين والفرير) ولو أنه كان عدد عظيم من شبان الأقباط المتعلمين ثابتاً فى إيمانه بالكنيسة الأصلية التى تربى آباؤهم فى أحضانها إلا أنه نما فيهم أيضاً الروح بعدم الميل إلى الحالة العامة للكنيسة , فصخب كل شباب الطائفة عليها وصاحوا مطالبين إعادة إنتخاب المجلس الملى "

 

المـــــــــــادة التاسعة وأكتشاف سر الأوقاف المجهولة

كان نص المادة التاسعة من لائحة المجلس الملى مختصة بحصر جميع الأوقاف الخيرية الموقوفة على الكنائس والأديرة والمدارس , ويديرها ويطالب ببيانات رسمية بقيمة المدخرات المالية والنقود التابعة لتلك الأوقاف وكيفيه صرفات أى بصورة مختصرة الداخل والخارج ومراجعة الحسابات للإيرادات والمصروفات الخارجة والداخلة من وإلى الأوقاف وحفظ الزائد من الإيرادات بخزينة البطريركية , والإشراف على إدارتها بما يؤول منه تحسين حالتها .

وكان من إختصاصات المجلس الملى أن يشرف على الأديرة وحصر أمتعتها وما فيها , والإشراف على من يقبل فيها من الرهبان .

وعند إطلاع المجلس الملى الميدانى على واقع الأوقاف المملوكة للأديرة وحالتها البائسة قدم أعضاءه إنتقادات حادة لحالة الأديرة , وأشار إلى سلوك رؤساء الأديرة , والطريقة التى يتصرفون بها فى دخل هذه الأوقاف الضخمة الموقوفة على تلك الأديرة وهالهم هذا التردى فى إدارتها فاشار أيضاً إلى أن هذه الأوقاف لا تستغل أحسن إستغلال .

والبحث فى موضوع الأوقاف القبطية أدت فيما بعد إلى مشاكل بين الكنيسة من ناحية والمجلس الملى من ناحية أخرى , وقد ظلت هذه الأوقاف بصورة مجهولة سراً لا يعرفه ـحد إلا رؤساء الديرة حتى إكتشفها جرجس بك حنين صدفه عندما كان مديراً لمصلحة الموال المقررة والتى كان يدخل فى إختصاصها آنذاك تسجيل الملكية الزراعية والعقارية , ولما كان مسؤولاً كبيراً فى الوزارة فإستغل وجوده وبحث وأستخرج سجلاً شمل أملاك جميع الأوقاف القبطية وتفصيلاتها وقد أكتشفوا عدداً كبيراً من العقارات المبنية فى القاهرة وضواحيها , وأراض واسعة خصبة فى جميع مديريات الوجة البحرى والقبلى وكانت أغلبها فى محافظة أسيوط وظلت قيمتها مجهولة ولكن بعد أن بحثها جرجس بك حنين قدر قيمتها فى سنة 1906 بمليون ونصف مليون من الجنيهات فى ذلك الزمان وهو مبلغ ضخم جداً اليوم .

وكانت هذه الأملاك الواسعة كلها تحت تصرف رؤساء الأديرة التى لم يكن يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة , ونحن لا يجب أن نسئ القول فى طريقة تصرف آباء الأديرة ولكن يمكن القول أنهم أساؤوا إستغلالها لعدم خبرتهم فى الحياة , وتصرف بعض منهم فى إيرادتها التى كانت بلا رقيب تصرفات غير لائقة بالرهبنة , يصرفونه كما يريدون , وأكتشفوا أن البعض يشترون بهذا المال عقارات ويسجلونها بأسمائهم وأسماء أقاربهم - ورأوا أن بعض هؤلاء الذين وهم رهبان يبعثرون المال يميناً وشمالاً يعيشون فى بذخ وترف وسرت إشاعات أنهم يعيشون حياة الملوك والسلاطين وبدا للجميع أن هناك عدم إلتزام بالحياة الروحية فى الرهبنة , وتسيب كبير فى قوانينها وترك بعض الرهبان الأديره بسماح أو من غير سماح من الرؤساء وعاشوا قريبين من القرى والمدن أو حتى فى داخلها .

وعندما حاول المجلس الملى إقناع بعض رؤساء الأديرة فى الصرف على تعليم الرهبان لم يوافقوا على صرف قرش واحد على تعليم الرهبان وتثقيفهم أو إنشاء مدرسة أو كنيسة أو غير ذلك من إحتياجات الطائفة بالرغم من حياة البذخ والترف التى يعيشها الرئيس وأعتقد رؤساء الأديرة أن ما دام وصل لرتبة رئيس دير فتصبح الأملاك الموقوفه على الدير أملاكه الخاصة يتصرف فيها حسب ما يشاء .

تجميـــد المجلس الملى مرة أخـــرى 

وعندما حدث نقاش فى هذه المواضيع الخطيرة التى تمس الشعب القبطى ككل , فإن البطريرك دافع عن الأديرة - بل أنه رفض - وتحت ضغط رؤساء الأديرة فيما يبدو - مبدأ المناقشة من الأساس - وهنا وضعت الأمور الخطيرة التى يجب ان تعالج تحت نوع من التستر الذى يوافق عليه مسيحى واحد ولا حبذا الشعب القبطى , وأنهى البابا كيرلس الخامس هذا الخلاف بتجميد المجلس الملى مرة أخرى.

ولكن  ظل المجلس الملى وضرورة الإصلاحات التى تبناها فكرة كامنه فى وجدان الرواد الأقباط , وبين الحين والآخر كانت فكرة ألإصلاح تطل من جديد من خلال إحياء المجلس الملى ليمارس أنشطته .

قالت المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر (3)  : " فى ربيع سنة 1891 م قام الأقباط بمظاهرة عظيمة فى القاهرة حضرها مندوبون من جميع طوائف الأقباط الساكنين ببلاد القطر المصرى , وقام الخطباء يخطبون فى جموعهم المحتشدة , وأخيراً ققروا على أن إنتداب وفد يقابل البطريرك ويطلب منه بإلحاح ضرورة إجتماع المجلس الملى وإيجاد الإصلاح المطلوب والإلتفات لصوت الشعب " وطلبوا من البابا كيرلس الخامس إعادة تشكيل المجلس مرة أخرى ... فرفض ... وذكر لهم أن المجلس قد شكل  أكثر من مرة ولم تنجم عن تشكيله أى فائدة تذكر فتشكر .. وأضاف البابا أن اللائحة التى تحدد إختصاصات المجلس مخالفة لشرائع وقوانين الكنيسة , وأقترح أن تعرض على جمعية من المطارنة والأساقفة لبيان مدى إتفاقها مع الشريعة ..

ورفض كبار الأقباط إقتراح البطريرك , ويبدوا أنهم تبادلوا الكلمات القارصة مع البابا , وخرجوا غاضبين , وأنقطعت سبل التفاهم بينهم وبين البابا وكان من المفروض أن يقوم البابا بالتفاهم مع المجلس الملى خاصة أنهم كانوا يبغون الإصلاح والتقدم للأقباط وأن الجواب اللين يصرف الغضب ولكن ذكرت المؤرخة الإنجليزية بتشر (3) : " فلما مثل وفد من الشعب أمام ذلك الشيخ (تقصد البابا كيرلس 5) ذرفت عيناه بالدموع وكر خارجا من الغرفة " .

وعمل الغضب فى قلوبهم فخرجوا من عنده وتوجهوا بالمشكلة للشعب القبطى , فوجهوا دعوات إلى الشعب لكى يجتمع وينتخب جمعية عمومية , وحددوا مكان الإجتماع بالدار البطريركية .

وتقارن المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر البابا القبطى ببابا روما (3) فتقول : " البطريرك كيرلس الخامس يشبه فى طباعه بابا روما إذ يعتقد الإثنان بعدم ضرورة المجالس الملية وإيجاد الإصلاح المطلوب "

فقام البابا بإخطار المسؤولين فى البوليس فأحاطت قواتهم بالدار البطريركية ومنعوا جمهور الأقباط المتوجهين لإنتخاب ممثليهم من الإجتماع داخلها أما عن إحضار قوة البوليس لطرد الشعب القبطى فتقول المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر : " فأقر الشعب على عقد إجتماع عام فى ساحة البطريركخانة , فكتب البطريرك لمحافظ القاهرة يخطره بما كان وطلب قوة من البوليس للمحافظة عليه وحفظ النظام "

وهكذا أستعان البابا بالحكومة ضد أبنائه وهذا لم يحدث من قبل فى تاريخ الكنيسة وتفجر الصراع علنياً لأن المتوجهين إلى البطريركية لم يروقهم تصرف البابا بإدخال البوليس فى الأمر .

 

*********************************

المــــــــــراجع :

(1)  تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الرابع ص 390

 أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الخامس ص 30

(3)  تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الرابع ص 391 -392

This site was last updated 06/16/09