Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ا

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إحتلال سليم 2 لمصر
مراد بيك وإبراهيم بيك
New Page 1722
New Page 1723
New Page 1724
New Page 1725
New Page 1726
New Page 1732
New Page 1733
New Page 1734
New Page 1735
New Page 1736
New Page 1737
New Page 1738
على بيك الكبير
New Page 1745
New Page 1754
New Page 1755
New Page 1756
New Page 1757
New Page 1758
New Page 1759
New Page 1760
New Page 1761
New Page 1762
New Page 1763
New Page 1764
New Page 1765
New Page 1766
New Page 1767
New Page 1769
New Page 1770
New Page 1771
New Page 1772
New Page 1773

Hit Counter

 


واستهلت سنة خمس ومائتين وألف في 11 المحرم 1205 هـ - 20 سبتمبر 1790 م ورد آغا وعلى يده تقرير لاسمعيل باشا على السنة الجديدة فعملوا له موكبًا وطلع الى القلعة وقرئ المقرر بحضرة الجمع وضربوا له مدافع‏.‏
وفي ذلك اليوم قبض اسمعيل بك على المعلم يوسف كساب معلم الدواوين وأمر بتغريقه في بحر النيل‏.‏
وفي صبحها نفوا صالحا آغا آغات الأرنؤد قيل إن السبب في ذلك أنه تواطأ مع الأمراء القبالي بواسطة المعلم يوسف المذكور على أنه لم يملكهم المراكب الرومية والقلاع التي بناحية طرا والجيزة وعملوا له مبلغًا من المال التزم به الذمي يوسف وكتب على نفسه تمسكًا بذلك

 وفيه كثر تعدي أحمد آغا الوالي على أهل الحسينية وتكرر قبضه وإيذاؤه لأناس منهم بالحبس والضرب وأخذ المال بل ونهب بعض البيوت 

في يوم الجمعة 22 المحرم 1205 هـ - 1 أكتوبر 1790 م أرسل أعوانه بطلب أحمد سالم الجزار شيخ طائفة البيومية وله كلمة وصولة بتلك الدائرة وأرادوا القبض عليه فثارت طوائفه على أتباع الوالي ومنعوه منهم وتحركت حميتهم عند ذلك وتجمعوا وانضم إليهم جمع كثير من أهل تلك النواحي وغيرها وأغلقوا الأسواق والدكاكين وحضروا الى الجامع الأزهر ومعهم طبول وقفلوا أبواب الجامع وصعدوا على المنارات وهم يصرخون ويصيحون ويضربون على الطبول وأبطلوا الدروس فقال لهم الشيخ العروسي‏:‏ أنا أذهب الى اسمعيل بك في هذا الوقت وأكلمه في عزل الوالي وتخلص منهم بذلك وذهب الى اسمعيل بك فاعتذر بأن الوالي ليس من جماعته بل هو من جماعة حسن بك الجداوي وأمر بعض أتباعه بالذهاب إليه وإخباره بجمع الناس والمشايخ وطلبهم عزل الوالي فلم يرض بذلك وقال إن كان أنا أعزل الوالي تابعي يعزل هو الآخر الآغا تابعه ويعزل رضوان كتخدا المجنون من المقاطعة ويرفع مصطفى كاشف من طرا ويطرد عسكر القليونجية والأرنؤد وترددت بينهم الرسل بذلك ثم ركب حسن بك وخرج الى ناحية العادلية مثل المغضب وصار أحمد آغا الوالي يركب بجماعة كثيرة ويشق من المدينة ليغيظ العامة وكذلك يجمع من العامة خلائق كثيرة ووقع بينه وبينهم بعض مناوشات في مروره وانجرح بينهم جماعة وقتل شخصان ثم ركب المشايخ وذهبوا الى بيت محمد أفندي البكري وحضر هناك اسمعيل بك وطيب خاطرهم والتزم لهم بعزل الوالي ومر الوالي في ذلك الوقت على بيت الشيخ البكري وكثير من العامة مجتمع هناك ففزع فيهم بالسيف وفرق جمعهم وسار من بينهم وذهب في طريقه ثم زاد الحال وكثرت غوغاء الناس ومشوا طوائف يأمرون بغلق الدكاكين

فى يوم الثلاثاء 3 صفر 1205 هـ - 12 أكتوبر 1790 م واجتمع بالأزهر الكثير منهم واستمرت هذه القضية الى يوم الثلاثاء ثالث صفر ثم طلع اسمعيل بك والأمراء الى القلعة واصطلحوا على عزل الوالي والآغا وجعلوهما صنجقين وقلدوا خلافهما الآغا من طرف اسمعيل بك والوالي من طرف حسن بك ونزل الوالي الجديد من الديوان الى الأزهر وقابل المشايخ الحاضرين واسترضاهم ثم ركب الى بيته وانفض الجمع وكأنها طلعت بأيديهم والذي كان راكب حمارًا ركب فرسًا‏.‏
وفي ليلة الجمعة 5 شهر صفر 1205 هـ - 14 أكتوبر 1790 م غيمت السماء غيمًا مطبقًا وسحت أمطار غزيرة كأفواه القرب مع رعد شديد الصوت وبرق متتابع متصل قوي اللمعان يخطف بالأبصار مستديم الاشتعال واستمر ذلك بطول ليلة الجمعة ويوم الجمعة والأمطار نازلة حتى سقطت الدور القديمة على الناس ونزلت السيول من الجبل حتى ملأت الصحراء وخارج باب النصر وهدمت الترب وخسفت القبور وصادف ذلك اليوم دخول الحجاج الى المدينة فحصل لهم غاية المشقة وأخذ السيل صيوان أمير الحاج بما فيه وانحدر به من الحصوة الى بركة الحج وكذلك خيام الأمراء وغيرهم وسالت السيول من باب النصر ودخلت البلد وامتلأت الوكائل بالمياه وكذلك جامع الحاكم وقتلت أناس في حواصل الخانات وصار خارج باب النصر بركة عظيمة متلاطمة بالأمواج وفي حصل أيضًا كائنة عبد الوهاب أفندي بشناق الواعظ وذلك أنه مات رجل من البشانقة من أهل بلده وكأنه قد جعله وصيًا على تركته فاستولى عليها واستأصلها وكان للرجل المتوفى شركة بناحية الاسكندرية فسافر المذكور الى الاسكندرية وحاز باقي التركة أيضًا ورجع الى مصر وحضر الوارث وطالبه بتركة مورثه فأظهر له شيئًا نزرًا فذهب الوارث الى القاضي فدعاه القاضي وكلمه في ذلك فقال له أنا وصي مختار وأنا مصدق وليس عندي خلاف ما سلمته له فقال له القاضي إنه يدعي عليك بكذا وكذا وعنده إثبات ذلك وطال بينهما الكلام وتطاول على القاضي واستجهله فطلع القاضي الى الباشا وشكا له فأمر بإحضاره فحضر في جمع الديوان وناقشوه فلم يتزلزل عن عناده الى أن نسب الكل الى الانحراف عن الحق فحنق الباشا منه وأمر برفعه من المجلس فقبضوا عليه وجروه وضربوه ورموا بتاجه الى الأرض وحبسوه في مكان وصادف أيضًا ورود مكتوب من ناحية المدينة من مفتيها كان أرسله المذكور إليه لسبب من الأسباب وذكر فيه الباشا بقوله التعيس الحربي وكذلك الأمراء بنحو ذلك فأرسله المفتي وأعاده على يد بعض الناس الى اسمعيل بك حقدًا منه عليه لكراهة خفية بينهما سابقة وأوصله اسمعيل بك أيضًا الى الباشا فازداد غيظًا وأرعد وأبرق وأحضر بشناق أفندي من محبسه وقت القائلة وأراه ذلك المكتوب فسقط في يده واعتذر فلطمه على وجهه ونتف لحيته وأراد أن يضربه بخنجره فشفع فيه أكابر أتباعه ثم أخذوه وسجنوه وأمر بمحاسبته على ما أخذه من التركة فحوسب وطولب وبقي بالحبس حتى وفى ما طلع عليه وشفع فيه علي بك الدفتردار وخلصه من الترسيم‏.‏
وفي أواخر صفر سنة 1205هـ -  أوائل نوفمبر 1790 م قلدوا أحمد بك الوالي المذكور كشوفية الدقهلية وعثمان بك الحسني الغربية وشاهين بك شرقية بلبيس وعلي بك جركس المنوفية وصار جماعة أحمد بك وأتباعه عند سفرهم يخطفون دواب الناس من الأسواق وخيول الطواحين ولما سرحوا في البلاد حصل منهم ما لا خير فيه من ظلم الفلاحين مما هو معلوم من أفعالهم‏.‏
وفي شهر ربيع الأول سنة 1205هـ - نوفمبر 1790 م  كمل بناء بيت اسمعيل بك وبياضه وأتمه على هيئة متقنة وترتيب في الوضع ونقل إليه قطع الأعمدة العظام التي كانت ملقاة في مكان الجامع الناصري الذي عند فم الخليج وجعلها في جدرانه وبنى به مقعدًا عظيمًا متسعًا ليس له مثيل في مقاعد بيوت الأمراء في ضخامته وعظمه وهو في جهة البركة وغرس بجانبه بستانًا عظيمًا وظن أن الوقت قد صفا له‏.‏
وفي أواخر شهر جمادى الأولى سنة 1205هـ -  يناير 1791 م أشيع في الناس أن في ليلة السابع والعشرين نصف الليل يحصل زلزلة عظيمة وتستمر سبع ساعات ونسبوا هذا القول الى أخبار بعض الفلكيين من غير أصل واعتقده الخاصة فضلًا عن العامة وصمموا على حصوله من غير دليل لهم على ذلك فلما كانت تلك الليلة خرج غالب الناس الى الصحراء والى الأماكن المتسعة مثل بركة الأزبكية والفيل وخلافهما ونزلوا في المراكب ولم يبق في بيته إلا من ثبته الله وباتوا ينتظرون ذلك الى الصباح فلم يحصل شيء وأصبحوا يتضاحكون على بعضهم‏.‏
وفيه ابتدأ أمر الطاعون وداخل الناس منه وهم عظيم‏.‏
وفيه قلدوا عبد الرحمن بك عثمان وجعلوه صنجق الخزينة وشرعوا في تشهيله واجتهد اسمعيل بك في سفر الخزينة على الهيئة القديمة ولبس المناصب والسدادة وأرباب الخدم وقد بطل هذا الترتيب والنظام من نيف وثلاثين سنة فأراد اسمعيل بك إعادته ليكون له بذلك منقبة ووجاهة عند دولة بني عثمان فلم يرد الله بذلك وعاجله الرجز‏.‏
وفي شهر رجب سنة 1205هـ - مارس 1791 م زاد أمر الطاعون وقوي عمله بطول شهر رجب وشعبان وخروج عن حد الكثرة ومات به ما لا يحصى من الأطفال والشبان والجواري والعبيد والمماليك والأجناد والكشاف والأمراء ومن أمراء الألوف الصناجق نحو اثني عشر صنجقًا ومنهم اسمعيل بك الكبير المشار إليه وعسكر القليونجية والأرنؤد الكائنون ببولاق ومصر القديمة والجيزة حتى كانوا يجفرون حفر المن بالجيزة بالقرب من مسجد أبي هريرة ويلقونهم فيها وكان يخرج من بيت الأمير في المشهد الواحد الخمسة والستة والعشرة وازدحموا على الحوانيت في طلب العدد والمغسلين والحمالين ويقف في انتظار المغسل أو المغسلة الخمس والعشرة ويتضاربون على ذلك ولم يبق للناس شغل إلا الموت وأسبابه فلا تجد إلا مريضًا أو ميتًا أو عائدًا أو معزيًا أو مشيعًا أو راجعًا من صلاة جنازة أو دفن أو مشغولًا في تجهيز ميت أو باكيًا على نفسه موهومًا ولا تبطل صلاة الجنائز من المساجد والمصليات ولا يصلي إلا على أربعة أو خمسة أو ثلاثة وندر جدًا من يشتكي ولا يموت وندر أيضًا ظهور الطعن ولم يكن بحمى بل يكون الإنسان جالسًا فيرتعش من البرد فيدثر فلا يفيق إلا مخلطًا أو يموت من نهاره أو ثاني يوم وربما زاد أو نقص أو كان بخلاف ذلك وكان شبيهًا بفصل البقر الذي تقدم واستمر عمله الى أوائل رمضان ثم ارتفع ولم يقع بعد ذلك إلا قليلًا نادرًا ومات الآغا والوالي في أثناء ذلك فولوا خلافهما فماتا بعد ثلاثة أيام فولوا خلافهما فماتا أيضًا واتفق أن الميراث انتقل ثلاث مرات في جمعة واحدة ولما مات اسمعيل بك تنازل الرياسة حسن بك الجداوي وعلي بك الدفتردار ثم اتفقوا على تأمير عثمان بك طبل تابع اسمعيل بك على مشيخة البلد وسكن ببيت سيده وقلدوا حسن بك قصبة رضوان أمير حاج ثم أنهم أظهروا الخوف والتوبة والإقلاع وإبطال الحوادث والمظالم وزيادات المكوس ونادوا بذلك وقلدوا أمراء عوضًا عن المقبورين من مماليكهم‏.‏
في غرة رمضان سنة 1205هـ - 4 مايو 1791 م حضر ططري وعلى يده مرسوم بعزل اسمعيل باشا وأن يتوجه الى الموره وأن باشة الموره محمد باشا الذي كان بجدة في العام الماضي المعروف بعزت هو والي مصر فعملوا الديون وقرئت المرسومات فقال الأمراء لا نرضى بذهابك من بلدنا وأنت أحسن لنا من الغريب الذي لا نعرفه فقال وكيف يكون العمل ولا يمكن المخالفة فقالوا نكتب عرضحال الى الدولة ونرجو تمام ذلك فقال لا يتم ذلك فإن المتولي كأنكم به وصل الى الاسكندرية وعزم على النزول صبح تاريخه ثم أنهم اتفقوا على كتابة عرضحال بسبب تركة اسمعيل بك خوفًا من حضور معين بسبب ذلك وعين للسفرية الشيخ محمد الأمير‏.‏
وفي يوم الخميس 15 رمضان سنة 1205هـ - 18 مايو 1791 م  نزل الباشا من القلعة الى بولاق وقصد السفر على الفور وطلب المراكب وأنزل بها متاعه ويرقه فلما رأوا منه العجلة وعدم التأني وقصدهم تأخيره الى حضور الباشا الجديد ويحاسب على ما دخل في جهته فاجتمعوا عليه صحبة الاختيارية وكلموه في التأني فعارضهم وعاندهم وصمم على السفر من الغد فأغلظوا عليه في القول وقالوا له هذا غير مناسب يقال إن الباشا أخذ مال مصر وهرب فقال وأي شيء أخذته منكم قالوا له لابد من عمل حساب فإن الحساب لا كلام فيه ولابد من التأني حتى نعمل الحساب فقال أنا أبقي عندكم الكتخدا فحاسبوه نيابة عني والذي يطلع لكم في طرفي خذوه منه فلم يرضوا بذلك فقال أنا لابد من سفري إما اليوم أو غدًا فقاموا من عنده على غير رضا وأرسلوا الوالي والآغا يناديان على ساحل البحر على المراكب بأن كل من سافر بشيء من متاع الباشا أو بأحد من أتباعه يستأهل الذي يجري عليه وطردوا النواتية من المراكب ولم يتركوا في كل مركب إلا شخصًا واحدًا نوتيًا فقط وتركوا عند بيت الباشا جماعة حراسًا وفي حضر خازندار الباشا الجديد وأخبر بوصول مخدومه الى ثغر الاسكندرية ومعه خلعة القائمقامية لعثمان بك طبل ومكاتبة الى الأمراء بعدم سفر الملاقاة وأرباب الخدم على العادة وأخبر أنه واصل الى رسيد بالبحر بالنقاير فنزل لملاقاته آغات المتفرقة فقط‏.‏
وفيه رفعوا مصطفى كاشف من طرا وعملوه كتخدا عثمان بك شيخ البلد‏.‏ وفيه أشيع بأن عبد الرحمن بك الابراهيمي حضر من طريق الشام ومر من خلف الجبل وذهب الى سيده بالصعيد‏.‏
باشا جديد يحكم مصر يحكم مصر بدلاً من اسماعيل باشا
وفي غرة شوال يوم الجمعة وليلة السبت سنة 1205هـ -  3 يونيو 1791 م حضر الباشا الجديد الى ساحل بولاق فعملوا له اسقالة وركب الأمراء وعدوا الى بر انبابة وسلموا عليه وعدى صحبتهم وركب الى قصر العيني وأوكب في يوم الاثنين رابعه في موكب أقل من العادة بكثير الى القلعة من ناحية الصليبة وضربوا له مدافع من القلعة‏.‏
وفي ذلك اليوم سافر الشيخ محمد الأمير بالعرضحال وكانوا أخروا سفره الى أن وصل الباشا الجديد وغيروه بعد أن عرضوا عليه الأمر ثم أنهم عملوا حساب الباشا المعزول فطلع عليه للباشا المتولي مائتا كيس من ابتداء منصبه وهو سابع عشر رجب وللأمراء مبلغ أيضًا فسدد ذلك بعضه أوراق وبعضه نقد وبعضه أمتعة وأذنوا له بالسفر فشرع في نزول متاعه بالمراكب بطول يوم الخميس والجمعة وأراد أن يسافر يوم السبت ففي تلك الليلة وصل بشلي من الروم وبيده مرسوم فعمل الباشا في صبحها ديوانًا حضر فيه المشايخ والأمراء وأبرز الباشا المرسوم فكان مضمونه محاسبة الباشا المعزول من ابتداء شهر توت واستخلاص ما تأداه من ابتداء المدة

فى 16 شوال سنة 1205هـ -  18 يونيو 1791 م فعند ذلك أرسلوا ثانية وحجروا عليه ونكتوا عزاله من المراكب وحبسوا النواتية ونادوا عليه ثاني مرة وذلك في سادس عشره‏.‏
وفيه تواردت الأخبار بأن الأمراء القبالي تحركوا الى الحضور الى مصر فإنه لما حصل ما حصل من موت اسمعيل بك والأمراء حضر مراد بك من أسيوط الى المنية وانتشر باقي الأمراء في المقدمة وعلى بعضهم الى الشرق ووصلت أوائلهم الى كفر العياط وأما ابراهيم بك فإنه لم يزل مقيمًا بمنفلوط ومنتظرًا ارتحال الحجاج ثم يسير الى جهة مصر فأرسلوا علي بك الجديد الى طرا عوضًا عن مصطفى كاشف وأرسلوا صالح بك الى الجيزة وأخذوا في الاهتمام‏.‏
وفيه حفر خندق من البحر الى المتاريس وفردوا فلاحين على البلاد للحفر مع اشتغالهم بأمور الحج ودعوا هم نقص مال الصرة وتعطيل الجامكية المضافة لدفتر الحرمين وتوجيه المعينين من القليونجية على الملتزمين‏.‏
السيد عمر أفندي مكرم الأسيوطي
وفي يوم الأحد 24 شوال سنة 1205هـ -  18 يونيو 1791 م حضر السيد عمر أفندي مكرم الأسيوطي بمكاتبة من الأمراء القبليين خطابًا الى شيخ البلد والمشايخ وللباشا سرًا‏.‏
وفيه سافر اسمعيل باشا المنفصل من بولاق بعد أن أدى ما عليه‏.‏
وفي يوم الاثنين خامس عشرينه خرج المحمل صحبة أمير الحاج حسن بك قصبة رضوان

 وفي يوم الثلاثاء 26 شوال سنة 1205هـ -  28 يونيو 1791 م السيد عمر أفندي مكرم الأسيوطي اجتمعوا بالديوان عند الباشا وقرئت المكاتبات الواصلة عن الأمراء القبليين فكان حاصلها أننا في السابق طلبنا الصلح مع إخواننا والصفح عن الأمور السالفة فأبى المرحوم اسمعيل بك ولم يطمئن لطرفنا ولك شيء نصيب والأمور مرهونة بأوقاتها والآن اشتقنا الى عيالنا وأوطاننا وقد طالت علينا الغربة وعزمنا على الحضور الى مصر على وجه الصلح وبيدنا أيضًا مرسوم من مولانا السلطان وصل إلينا صحبة عبد الرحمن بك بالعفو والرضا والماضي لا يعاد ونحن أولاد اليوم وأن أسيادنا المشايخ يضمنون غائلتنا فلما قرئت تلك المكاتبة التفت الباشا الى المشايخ العروسي إن كان التفاقم بينهم وبين أمرائنا المصرية الموجودين الآن فإننا نترجى عندهم وإن كان ذلك بينهم وبين السلطان فالأمر لنائب مولانا السلطان ثم اتفق الرأي على مكاتبة جواب حاصله أن الذي يطلب الصلح يقدم الرسالة بذلك قبل قدومه وهو بمكانه وذكرتم أنكم تائبون وقد تقدم منكم هذا القول مرارًا ولم نر له أثرًا فإن شرط التوبة رد المظالم وأنتم لم تفعلوا ذلك ولم ترسلوا ما عليكم من الميري في هذه المدة فإن كان الأمر كذلك فترجعوا الى أماكنكم وترسلوا المال والغلال ونرسل عرضحال الى الدولة بالإذن لكم فإن الأمراء الذين بمصر لم يدخلوها بسيفهم ولا بقوتهم وإنما السلطان هو الذي أخرجكم وأدخلهم وإذا حصل الرضا فلا مانع لكم من ذلك فإننا الجميع تحت الأمر وعلم على ذلك الجواب الباشا والمشايخ وسلموه الى السيد عمر وسافر به في يوم الثلاثاء المذكور ثم اشتغلوا بمهمات الحج وادعوا نقص مال الصرة ستين كيسًا ففردوها على التجار ودكاكين الغورية وارتحل الحاج من الحصوة وصحبته الركب الفاسي وذلك يوم السبت غايته وبات بالبركة وارتحل يوم الأحد غرة ذي القعدة‏.‏
وفي ذلك اليوم غرة ذي القعدة سنة 1205هـ -  2 يولية 1791 م عملوا الديوان بالقلعة ورسموا بنفي من كان مقيمًا بمصر من جماعة القبليين فنفوا أيوب بك الكبير وحسن كتخدا الجربان الى طندتا وكتبوا فرمانًا بخروج الغريب وفرمانًا آخر بالأمن والأمان وأخذهما الوالي والآغا ونادوا بذلك في صبحها في شوارع البلد ونبهوا على تعمير الدروب وقفل أبواب الأطراف وأجلسوا عند كل مركز حراسًا‏.‏
وفي يوم الخميس 5 ذي القعدة سنة 1205هـ -  6 يولية 1791 م  نزل الآغا وأمامه المناداة بفرمان على الأجناد والطوائف والمماليك بالخروج الى وفيه وصل قاصد من الديار الرومية وهو آغا معين بطلب تركة اسمعيل بك وباقي الأمراء الهالكين بالطاعون فأنزلوه ببيت الزعفراني وكرروا المناداة بالخروج الى ناحية طرا وكل من تاجر بعد الظهر يستحق العقوبة‏.‏
وفي تلك الليلة وقت المغرب طلع الأمراء الى الباشا وأشاروا عليه بالنزول والتوجه الى ناحية طرا فنزل في صبحها وخرج الى ناحية طرا كما أشاروا عليه وكذلك خرج الأمراء وطاف الآغا والوالي بالشوارع وهما يناديان على الألضاشات المنتسبين الى الوجاقات بالصعود الى القلعة والباقي بالخروج الى متاريس الجيزة وطلع الأوده باشا والاختيارية وجلسوا في الأبواب‏.‏
وفي يوم السبت أشيع 7 ذي القعدة سنة 1205هـ -  8 يولية 1791 م أن الأمراء القبليين يريدون التخريم من وراء الجبل الى جهة العادلية فخرج أحمد بك وصالح بك تابع رضوان بك الى جهة العادلية وأقاموا هناك للمحافظة بتلك الجهة وأرسلوا أيضًا الى عرب العائد فحضروا أيضًا هناك‏.‏
وفيه وصل القبليون الى حلوان ونصبوا وطاقهم هناك وأخذ المصريون حذرهم من خلف متاريس طرا‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 9 ذي القعدة سنة 1205هـ -  10 يولية 1791 م توجه المشايخ الى ناحية طرا وسلموا على الباشا والأمراء ورجعوا وذلك بإشارة الأمراء ليشاع عند الأخصام أن الرعية والمشايخ معهم وبقي الأمر على ذلك الى يوم الثلاثاء التالى

وفي صبح يوم الأربعاء 17 ذي القعدة سنة 1205هـ -  18 يولية 1791 م نزل الآغا والوالي وأمامهم المناداة على الرعية والعامة الكافة بالخروج في صبح يوم الخميس صحبة المشايخ ولا يتأخر أحد وحضر الشيخ العروسي الى بيت الشيخ البكري وعملوا هناك جمعية وخرج الآغا من هناك ينادي في الناس ووقع الهرج والمرج

وأصبح يوم الخميس 18 ذي القعدة سنة 1205هـ -  19 يولية 1791 م فلم يخرج أحد من الناس وأشيع أن الأمراء القبليين نزلوا أثقالهم في المراكب وتمنعوا الى قبلي ويقولون إن قصدهم الرجوع وبقي الأمر على السكوت بطول النهار والناس في بهتة والأمراء متخيلون من بعضهم البعض وكل من علي بك الدفتردار وحسن بك الجداوي يسيء الظن بالآخر ولم يخطر بالبال مخامرة عثمان بك طبل ولا الباشا فإن عثمان بك تابع اسمعيل بك الخصم الكبير وقد تعين عوضه في إمارة مصر ومشيختها والباشا لم يكن من الفريقين فلما كان الليل تحول الباشا والأمراء وخرجوا الى ناحية العادلية وأخرجوا شركفلك صحبتهم وجملة مدافع وعملوا متاريس فما فرغوا من عمل ذلك إلا ضحوة النهار من يوم الجمعة وهم واقفون علي الخيول فلم يشعروا إلا والأمراء القبالي نازلون من الجبل بخيولهم ورجالهم لكنهم في غاية الجهد والمشقة فلما نزلوا وجدوا الجماعة والمتاريس أمامهم فتشاور المصريون مع بعضهم في الهجوم عليهم فلم يوافق عثمان بك على ذلك وثبطهم عن الإقدام ورجعوا جميع الحملة الى مصر ووقفوا على جرائد الخيل فتمنع القبليون وتباعدوا عنهم ونزلوا عند سبيل علام يأخذون لهم راحة حتى يتكاملوا فلما تكاملوا ونصبوا خيامهم واستراحوا الى العصر ركب مصطفى كاشف صهر حسن كتخدا علي بك وهو من مماليك محمد بك الالفي وصحبته نحو خمسة مماليك وذهب الى سيده ثم ركب محمد بك المبدول أيضًا بأتباعه وذهب الى مراد بك لأنه في الأصل من أتباعه ثم ركب مصطفى كاشف الغزاري وهو أخو عثمان بك طبل شيخ البلد وذهب أيضًا إليهم واستوثق لأخيه فكتب له ابراهيم بك بالحضور فلم يتمكن من الحضور إلا بعد العشاء الأخيرة حتى انفرد عن حسن بك وعلي بك

فلما فعل ذلك وفارقهما سقط في أيديهما وغشي على علي بك ثم أفاق وركب مع حسن بك وصناجقه وهم عثمان بك وشاهين بك وسليم بك المعروف بالدمرجي الذي تآمر عوضًا عن علي بك الحبشي ومحمد بك كشكش وصالح بك الذي تآمر عوضًا عن رضوان بك العلوي وعلي بك الذي تآمر عوضًا عن سليم بك الاسماعيلي وذهب الجميع من خلف القلعة على طريق طرا وذهبوا الى قبلي حيث كانت أخصامهم فسبحان مقلب الأحوال ولما حضر عثمان بك وقابل ابراهيم بك أرسله مع ولده مرزوق بك الى مراد بك فقابله أيضًا ثم حضرت إليهم الوجاقلية والاختيارية وقابلوهم وسلموا عليهم

وفي يوم الأحد 21 ذي القعدة سنة 1205هـ -  22 يولية 1791 م وشرع أتباعهم في دخول مصر بطول ليلة السبت حادي عشرين شهر القعدة ولما طلع النهار دخلت أتباعهم بالحملات والجمال شيء كثير جدًا ثم دخل ابراهيم وشق المدينة ومعه صناجقه ومماليكه وأكثرهم لابسون الدروع ثم دخل بعده سليمان بك والآغا وأخوه ابراهيم بك الوالي ثم عثمان بك الشرقاوي وأحمد بك الكلارجي وأيوب بك الدفتردار ومصطفى بك الكبير وعلي آغا وسليم آغا وقائد آغا وعثمان بك الأشقر الابراهيمي وعبد الرحمن بك الذي كان باسلامبول وقاسم بك الموسقو وكشافهم وأغواتهم وأما مراد بك فإنه دخل من على طريق الصحراء ونزل على الرميلة وصحبته عثمان بك الاسماعيلي شيخ البلد وأمراؤه وهم محمد بك الألفي وعثمان بك الطنبرجي الذي كان باسلامبول أيضًا وكشافهم وأغواتهم واستمر انجرارهم الى بعد الظهر خلاف من كان متأخرًا أو منقطعًا فلم يتم دخولهم إلا في ثاني يوم وأما مصطفى آغا الوكيل فإنه التجأ الى الباشا وكذلك مصطفى كاشف طرا فأخذهما الباشا صحبته وطلعا الى القلعة ودخل الأمراء الى بيوتهم وباتوا بها ونسوا الذي جرى وأكثر البيوت كان بها الأمراء الهالكون بالطاعون وبقي بها نساؤهم ومات غالب نساء الغائبين فلما رجعوا وجدوها عامرة بالحريم والجواري والخدم فتزوجوهن وجددوا فراشهم وعملوا أعراسهم ومن لم يكن له بيت دخل ما أحب من البيوت وأخذه بما فيه من غير مانع وجلس في مجالس الرجال وانتظر تمام العدة إن كان بقي منها شيء وأورثهم الله أرضهم وديارهم وأموالهم وأزواجهم‏.‏
وفيه ركب سليم آغا ونادى على طرئفة القليونجية والأرنؤد والشوام بالسفر ولا يتأخر أحد وكل من وجد بعد ثلاثة أيام استحق ما ينزل به ثم أن المماليك صاروا كل من صادفوه منهم أو رأوه أهانوه وأخذوا سلاحه فاجتمع منهم طائفة وذهبوا الى الباشا فأرسل معهم شخصًا من الدلاة أنزلهم الى بولاق في المراكب وصار أولاد البلد والصغار يسخرون بهم ويصفرون عليهم بطول الطريق وسكن مراد بك ببيت اسمعيل بك وكأنه كان يبنيه من أجله‏.‏
وفي يوم الاثنين 22 ذي القعدة سنة 1205هـ -  23 يولية 1791 م أيضًا طاف الآغا وهو ينادي على القليونجية والأرنؤد‏.‏
وفي يوم الخميس س26 ذي القعدة سنة 1205هـ -  27 يولية 1791 م صعد الأمراء الى القلعة وقابلوا الباشا وكانوا يروه ولم يرهم قبل ذلك اليوم فخلع عليهم الخلع ونزلوا من عنده وشرعوا في تجهيز تجريدة الى الهاربين لأنهم حجزوا ما وجدوه من مراكبهم وأمتعتهم وكتب الباشا عرضحال في ليلة دخولهم وأرسله صحبة واحد ططري الى الدولة بحقيقة الحال وعينوا التجريدة ابراهيم بك الوالي وعثمان بك المرادي متقلدًا إمارة الصعيد وعثمان بك الأشقر وأحضر مراد بك حسن كتخدا علي بك بأمان وقابله وقيده بتشهيل التجريدة وعمل البقسماط ومصروف البيت من اللحم والخبز والسمن وغير ذلك ووجه عليه المطالب حتى صرف ما جمعه وحواه وباع متاعه وأملاكه ورهنها واستدان ولم يزل حتى مات بقهره وقلدوا علي آغا مستحفظان سابقًا وجعلوه كتخدا

وفي 21 شهر الحجة سنة 1205هـ -  2 أغسطس 1791 م الموافق17 شهر مسرى القبطي 1507 ش  أوفى النيل أذرعه ونزل الباشا الى قصر السد وحضر القاضي والأمراء وكسر السد بحضرتهم وعملوا الشنك المعتاد وجرى الماء في الخليج ثم توقفت الزيادة ولم يزد بعد الوفاء إلا شيئًا قليلًا ثم نقص واستمر يزيد قليلًا وينقص الى الصليب فضجت الناس وتشحطت الغلال وزاد سعرها وانكبوا على الشراء ولاحت لوائح الغلاء‏.‏
وفيه أيضًا شرع الأمراء في التعدي على أخذ البلاد من أربابها من الوجاقلية وغيرهم وأخذوا بلاد أمير الحاج‏.‏
وفيه صالح الباشا الأمراء على مصطفى آغا الوكيل وأخلوا له داره وقد كان سكن بها عثمان بك الأشقر فأخلاه له ابراهيم بك ونزل من القلعة إليه ولازم ابراهيم بك ملازمة كلية وكذلك مصطفى كاشف الذي كان بطرا لازم مراد بك واختص به وصار جليسه ونديمه‏.‏
*************

فى يوم 1 الأربعاء المحرم سنة 1206 هـ - 31 أغسطس 1791 م وفيه عينوا صالح آغا كتخدا الجاويشية الى السفر الى الديار الرومية وصحبته هدية وشربات وأشياء وصالح آغا هذا هو الذي بعثوه قبل ذلك لإجراء الصلح على يد نعمان أفندي ومحمود بك وكاد أن يتم ذلك وأفسد ذلك حسن باشا ونفي نعمان أفندي بذلك السبب وذلك قبل موت حسن باشا بأربعة أيام فلما رجعوا الى مصر في هذه المرة عينوه أيضًا للإرسالية لسابقته ومعرفته بالأوضاع وكان صالح آغا هذا عندما حضروا الى مصر سكن ببيت البارودي وتزوج بزوجته فلما كان خامس المحرم ركب الأمراء لوداعه ونزل من مصر القديمة‏.‏
وفي 5 المحرم سنة 1206 هـ - 4 سبتمبر 1791 م هبط النيل ونزل مرة واحدة وذلك في أيام الصليب ووقف جريان الخليج والترع وشرقت الأراضي فلم يرو منها إلا القليل جدًا فارتفعت الغلال من السواحل والرقع وضجت الناس وأيقنوا بالقحط وأيسوا من رحمة الله وغلا سعر الغلة من ريالين الى ستة وضجت الفقراء وعيطوا على الحكام فصار الآغا يركب الى الرقع والسواحل ويضرب المتسببين في الغلة ويسمرهم في آذانهم ثم صار ابراهيم بك يركب الى بولاق ويقف بالساحل وسعر الغلة بأربعة ريال الأردب ومنعهم من الزيادة على ذلك فلم ينجح وكذلك مراد بك كرر الركوب والتحريج على عدم الزيادة فيظهرون الامتثال وقت مرورهم فإذا التفتوا عنهم باعوا بمرادهم وذلك من كثرة ورود الغلا ودخول المراكب وغالبها للأمراء وينقلونها الى المخازن والبيوت

وفي أوائل صفر سنة 1206 هـ - أوائل اكتوبر 1791 م وصل قاصد وعلى يده مرسوم بالعفو والرضا عن الأمراء فعملوا الديوان عند الباشا وقرأوا المرسوم وصورة ما بنى عليه ذلك أنه لما حضر السيد عمر أفندي بمكاتبتهم السابقة الى الباشا يترجون وساطته في إجراء الصلح أرسل مكاتبة في خصوص ذلك من عنده وذكر فيها أن من بمصر من الأمراء لا طاقة لهم بهم ولا يقدرون على منعهم ودفعهم وأنهم واصلون وداخلون على كل حال فكان هذا المرسوم جوابًا عن ذلك وقبول شفاعة الباشا والإذن لهم بالدخول بشرط التوبة والصلح بينهم وبين إخوانهم فلما فرغوا من قراءة ذلك ضربوا شنكًا ومدافع‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 12 صفر سنة 1206 هـ - 11 اكتوبر 1791 م حضر الشيخ الأمير الى مصر من الديار الرومية ومعه مرسومات خطابًا للباشا والأمراء فركب المشايخ ولاقوه من بولاق وتوجه الى بيته ولم يأت للسلام عليه أحد من الأمراء وأنعمت عليه الدولة بألف قرش ومرتب بالضربخانة في كل يوم وقرأ هناك البخاري عند الآثار الشريفة بقصد النصرة‏.‏
وفي شهر ربيع الأول - نوفمبر 1791 م عمل المولد النبوي بالأزبكية وحضر مراد بك الى هناك واصطلح مع محمد أفندي البكري وكان منحرفًا عنه بسبب وديعته التي كان أودعها عنده وأخذها حسن باشا فلما حضر الى مصر وضع يده على قرية كان اشتراها الأفندي من حسن جلبي بن علي بك الغزاوي وطلب من حسن جلبي ثمن القرية الذي قبضه من الشيخ ليستوفي بذلك بعض حقه وطال النزاع بينهما بسبب ذلك ثم اصطلحا على قدر قبضه مراد بك منهما وحضر مراد بك وفيه عملوا ديوانًا عند الباشا وكتبوا عرضحال بتعطيل الميري بسبب شراقي البلاد‏.‏
وفيه سافر محمد بك الألفي الى جهة شرقية بلبيس‏.‏
وفيه حضر ابراهيم بك الى مسجد أستاذه للكشف عليه وعلى الخزانة وعلى ما فيها من الكتب ولازم الحضور إليه ثلاثة أيام وأخذ مفتاح الخزانة من محمد أفندي حافظ وسلمه لنديمه محمد الجراحي وأعاد لها بعض وقفها المرصد عليها بعد أن كانت آلت الى الخراب ولم يبق بها غير البواب أمام الباب‏.‏
وفي شهر ربيع الثاني 1206 هـ -  ديسمبر 1791 م قرروا تفريدة على تجار الغورية وطيلون وخان الخليلي وقبضوا على أنفار أنزلوهم الى التكية ببولاق ليلًا في المشاعل ثم ردوهم ووزع كبار التجار ما تقرر عليهم على فقرائهم بقوائم وناكد بعضهم بعضًا وهرب كثير منهم فسمروا دورهم وحوانيتهم وكذلك فعلوا بكثير من مساتير الناس والوجاقلية وضج الخلائق من ذلك‏.‏
وفي مستهل جمادى الأولى 1206 هـ - 27 ديسمبر 1791 م  كتبوا فرمانًا بقبض مال الشراقي ونودي به في النواحي وانقضى شهر كيهك القبطي ولم ينزل من السماء قطرة ماء فحرثوا المزروع ببعض الأراضي التي طشها الماء وتولدت فيها الدودة وكثرت الفيران جدًا حتى أكلت الثمار من أعلى الأشجار والذي سلم من الدودة من الزرع أكله الفار ولم يحصل في هذه السنة ربيع للبهائم إلا في النادر جدًا ورضي الناس بالعليق فلم يجدوا التبن وبلغ حمل الحمار من قصل التبن الأصفر الشبيه بالكناسة الذي يساوي خمسة أنصاف قبل ذلك مائة نصف ثم انقطع مرور الفلاحين بالكلية بسبب خطف السواس واتباع الأجناد فصار يباع عند العلافين من خلف الضبة كل حفان بنصفين الى غير ذلك‏.‏
وفي حضر صالح آغا من الديار الرومية‏.‏

*****************************
وفي شهر شوال سنة 1206 هـ - يونية 1792 م سافر أيضًا بهدية ومكاتبات الى الدولة ورجالها‏.‏
وفي شهر القعدة سنة 1206 هـ - يونية و يولية 1792 م وردت الأخبار بعزل الصدر الأعظم يوسف باشا وتولية محمد باشا ملكًا وكان صالح آغا قد وصل الى الاسكندرية فغيروا المكاتبات وأرسلوها إليه‏.‏
وفيه حضر آغا بتقرير لوالي مصر على السنة الجديدة وطلع بموكب الى القلعة وعملوا له شنكًا‏.‏

وفي أواخر شهر الحجة سنة 1206 هـ - يحوالى منتصف أغسطس 1792 م  شرع ابراهيم بك في زواج ابنته عديلة هانم للأمير ابراهيم بك المعروف بالوالي أمير الحج سابقًا وعمر لها بيتًا مخصوصًا بجوار بيت الشيخ السادات وتغالوا في عمل الجهاز والحلي والجواهر وغير ذلك من الأواني والفضيات والذهبيات وشرعوا في عمل الفرح ببركة الفيل ونصبوا صواري أمام البيوت الكبار وعلقوا فيها القناديل ونصب الملاعيب والملاهي أرباب الملاعيب وفردت التفاريد على البلاد وحضرت الهدايا والتقادم من الأمراء والأكابر والتجار ودعا ابراهيم بك باشا فنزل من القلعة وحضر صحبته خلع وفرًا ومصاغ للعروس من جوهر وقدم له ابراهيم بك تسعة عشر من الخيل منها عشرة معددة وسجة لؤلؤ وأقمشة هندية وشبقات دخان مجوهرة وعملوا الزفة في رابع المحرم يوم الخميس وخرجت من بيت أبيها في عربة غريبة الشكل صناعة الإفرنج في هيئة كمال من غير ملاعيب ولا خزعبلات والأمراء والكشاف وأعيان التجار مشاة أمامها‏.‏
وفيه حضر عثمان بك الشرقاوي وصحبته رهائن حسن بك الجداوي وهم شاهين بك وسكن في مكان صغير وآخرون‏.‏
وفيه وصلت الأخبار بأن علي بك انفصل من حسن بك ومن معه وسافر على جهة القصير وذهب الى جدة‏.‏
 

 This site was last updated 05/21/08