Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ا

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
New Page 1746
New Page 1747
New Page 1748
New Page 1749
من هو شيخ العرب همام
New Page 1752
من هو على بيك؟

Hit Counter

 

ولاية السلطان عثمان بن أحمد

وتولى السلطان عثمان بن أحمد أصلح الله شأنه ومات النبيه النبيل والفقيه الجليل والسيد الأصيل السيد محمد المدعو حمودة السديدي أحد ندماء الأمير رضوان كتخدا ولد بالمحلة الكبرى وبها نشأ وحفظ القرآن وأشتغل بطلب العلم فحصل مأموله في الفقه والمعقول والمعاني والبيان والعـروض وعانـى نظـم الشعـر وكـان جيـد القريحة حسن السليقة في النظم والنثر والأنشاء وحضر إلى مصر وأخذ عن علمائها وأجتمع بالأمير رضوان كتخدا عزبان الجلفي المشار إليه وصار من خاصة ندمائه وأمتدحه بقصائد كثيرة طنانة وموشحات ومزدوجة بديعة والمقامة التي داعب بها الشيخ عمار القروي و أردفها بقصيـدة رائيـة بليغـة فـي هجـو المذكـور سامحهمـا اللـه‏.‏ وكـل ذلـك مذكور في الفوائح الجنانية لجامعه الشيخ عبد الله الأدكاوي‏.‏

حج رحمه الله ومات وهو آيب بأجرود سنة 1163‏.‏

ومات الأجل المكرم محمد جلبي ابن إبراهيم جربجي الصابونجي مقتولًا وخبره أنه لما توفي أبوه وأخـذ بلـاده وبيتهـم تجـاه العتبـة الزرقـاء علـى بركـة الأزبكيـة فتوفي أيضًا عثمان جربجي الصابونجي بمنفلوط وذلك سنة 1147 ومات غيره كذلك مـن معاتيقهـم وكـان محمـد جربجـي مثـل والـده بالبـاب ويلتجيء إلى يوسف كتخدا البركاوي فلما مات البركاوي خاف من علي كتخدا الجلفي فالتجأ إلى عبـد اللـه كتخـدا القازدغلـي وعمـل ينكجـري فـأراد أن يقلـده أوده باشـه ويلبسـه الضلمـة فقصـد السفـر إلـى الوجـه القبلـي وذلك في سنة أربع وخمسين فسافر وأستولى على بلاد عثمان جربجي ومعاتيقه وقام هناك وكان رذلا نجيلًا طماعًا شرهًا في الدنيا وكان مماليكـه يهربون منه وكانت أخته زوجا لعمر أغا خازندار أبيه ولم يفتقدها بشيء‏.‏

ولما مات إبراهيم كتخدا القازدغلي ورضوان كتخدا الجلفي بدأ أمر أتباع إبراهيم كتخا في الظهـور وكـان المتعيـن بالإمـارة منهـم عثمـان بـك الجرجـاوي وعلـي بـك الذي عرف بالغزاوي وحسين بـك الـذي عـرف بكشكـش وهـؤلاء الثلاثـة تقلدوا الصنجقية والإمارة في حياة أستاذهم‏.‏

والذي تقلـد الإمـارة منهـم بعـد موتـه حسيـن بـك الـذي عـرف بالصابونجـي وعلـي بـك بلـوط قبـان وخليل بك الكبيـر‏.‏ وأمـا مـن تأمـر منهـم بعـد قتـل حسيـن بك الصابونجي فهم حسن بك جوجه واسمعيل بك أبـو مدفـع‏.‏ وأمـا مـن تأمـر بعـد ذلـك بعنايـة علـي بك بلوط قبان عندما ظهر أمره فهو اسمعيل بك الأخيـر الـذي تـزوج ببنـت أستاذه وكان خازنداره وعلي بك السروجي‏.‏ فلما أستقر أمرهم بعد خـروج رضـوان كتخدا وزوال دولة الجلفية تعين بالرياسة منهم على أقرانه عثمان بك الجرجاوي فسـار سيـرًا عنيفـًا مـن غيـر تدبـر وناكـد زوجـه سيـده بنـت البارودي وصادرها في بعض تعلقاتها فشكـت أمرهـا إلـى كبـار الاختياريـة فخاطبـوه فـي شأنهـا وكلمـه حسـن كتخدا أبو شنب فرد عليه ردًا قبيحـًا فتحزبـوا عليـه ونزعـوه مـن الرياسة وقدموا حسين بك الصابونجي وجعلوه شيخ البلد‏.‏ لم يزل حتى حقد عليه خشداشينه وقتلوه‏.‏ وخبر موت حسين بك المذكور أنه لما مات إبراهيم كتخدا قلدوا المذكور إمارة الحج وطلع سنة 1169 وسنة 1170 ثم تعين بالرياسة وصار هو كبيـر القـوم والمشـار إليـه وكـان كريمـًا جـوادًا وجيهـًا وكـان يميل بطبعه إلى نصف حرام لأن أصله من مماليك الصابونجي فهرب من بيته وهـو صغيـر وذهـب إلـى أبراهيـم جاويـش فاشتراه من الصابونجي ورباه ورقاه ثخم زوجه بزوجة محمد جربجي ابن إبراهيم الصابونجي وسكن بيتهم وعمره ووسعه وأنشأ فيه قاعة عظيمة فلذلك أشتهر بالصابونجي ولما رجع من الحجاز قلد عبد الرحمن أغا أغاوية مستحفظان وهو عبـد الرحمـن أغـا المشهـور فـي شهـر شعبـان مـن سنـة 1171 وطلـع بالحـج في تلك السنة محمد بك بـن الدالـي ورجـع فـي سنـة 1172 ثـم أن المترجـم أخرج خشداشه علي بك المعروف ببلوط قبان ونفاه إلى بلده النوسات وأخرج خشداشه أيضًا عثمان بك الجرجاوي منفيًا إلى اسيوط وأراد نفي علي بك الغزاوي وإخراجه إلى جهة العادلية فسعى فيه اختيارية بواسطة نسيبه علي كتخدا الخربطلي وحسن كتخدا أبي شنب فألزمه أن يقيم بمنزل صهره علي كتخدا المذكور ببركة الرطلي ولا يخرج من البيت ولا يجتمع بأحد من أقرانه وأرسل إلى خشداشه حسين بك المعروف بكشكش فأحضره من جرجا وكان حاكمًا بالولاية فأمره بالأقامة في قصر العيني ولا يدخل إلى المدينة‏.‏

ثم أرسل إليه يأمره بالسفر إلى جهة البحيرة وأحضروا إليه المراكب التي يسافر فيها ويريد بذلك تفرق خشداشينه في الجهات ثم يرسل إليهم ويقتلهم ليينفرد بالأمر والرياسة ويستقل بملك مصر ويظهر دولة نصف حرام وهو غرضه الباطني‏.‏

وضم إليه جماعة من خشداشينه وتوافقوا معه على مقصد ظاهرًا وهم حسن كاشف جوجه وقاسم كاشف وخليل كاشف جرجي وعلي أغا المنجي واسمعيل كاشف أبـو مدفـع وآخـر يسمـى حسـن كاشف‏.‏

وكانوا من إخصائه وملازميه فاشتغل معهم حسين بـك كشكـش واستمالهـم سـرًا وأتفـق معهـم علـى أغتيالـه فحضـروا عنـده في يوم الجمعة على جري عادتهم وركبوا صحبته إلى القرافة فزاروا ضريح الإمام الشافعي ثم رجع صحبتهم إلىمصر القديمة فنزلوا بقصر الوكيـل وباتـوا صحبتـه فـي أنـس وضحـك‏.‏

وفي الصباح حضر إليهم الفطور فأكلوه وشربوا القهوة وخرج المماليك ليأكلوا الفطور مع بعضهم وبقي هو مع الجماعة وحده وكانوا طلبوا منه أنعامًا فكتب إلـى كـل واحـد منهـم وصـولا بألـف ريـال وألـف أردب قمح وغلال ووضعوا الأوراق في جيوبهم ثم سحبوا عليه السلاح وقتلوه وقطعوه قطعًا ونزلوا من القصر وأغلقوه على المماليك والطائفة من خـارج‏.‏ وركـب حسـن كاشـف جوجـه ركوبـة حسيـن بك وكان موعدهم مع حسين بك كشكش عند المجراة فإنه لما أحضروا له مراكب السفر تلكأ في النزول وكلما أرسل إليه حسين بك يستعجلـه بالسفـر يحتـج بسكـون الريـح أو ينـزل بالمراكـب ويعـدي إلى البر الآخر ويوهم أنه مسافر ثم يرجـع ليـلًا ويتعلـل بقضـاء أشغالـه‏.‏ وأستمـر علـى ذلـك الحـال ثلاثـة أيـام حتـى تمـم أغراضـه وشغله مع الجماعة ووعدهم بالأمريات‏.‏ وأتفق معهم أنه ينتظرهم عند المجراة وهم يركبون مع حسين بك ويقتلونه في الطريق أن لم يتمكنوا من قتله بالقصر‏.‏ فقدر الله أنهم قتلوه وركبوا حتى وصلوا حسيـن بـك كشكـش فأخبـروه بتمـام الأمـر فركـب معهـم ودخلـوا إلـى مصـر وذهـب كشكـش إلى بيت حسين بك الداودية وملكه بما فيه وأرسل بأحضار خشداشيه المنفيين‏.‏

وعندما وصل الخبر إلى علي بك الغزاوي ببركة الرطلي ركب في الحال مع القاتلين وطلعوا إلى القلعة وأخذوا في طريقهـم أكابـر الوجاقليـة ومنهـم حسـن كتخـدا أبو شنب وهو من أغراض حسين بك المقتول وكان مريضـًا بالآكلـة فـي فمه‏.‏

فلما دخلوا إليه وطلبوه نزل إليهم من الحريم فأخبروه بقتلهم حسين بك فطلبوه للركوب معهم فاعتذر بالمرض فلم يقبلوا عذره فتطيلس وركب معهم إلى القلعة وولوا علـي بـك كبيـر البلـد عوضـًا عن حسين بك المقتول وكان قتله في شهر صفر سنة 1171 ثم أن مماليكه وضعوا أعضاءه في خرج وحملوه على هجين ودخلوا به إلى المدينة فأدخلوه إلى بيت الشيـخ الشبـراوي بالرويعـي فغسلـوه وكفنـوه ودفنـوه بالقرافة‏.‏

وسكن علي بك المذكور بيت حسين بك الصابونجي الذي بالازبكية وأحضروا علي بك من النوساب وعثمان بك الجرجاوي من أسيـوط وقلدواخليـل كاشـف صنجقيـة واسمعيـل أبو مدفع كذلك وقاسم كاشف قلدوه الزعامة ثم قلدوا بعد أشهر حسن كاشف المعروف بجوجه صنجقية ايا وكان ذلك في ولاية علي باشا ابن الحكيم الثانية فكان حال حسين بك المقتول مع قاتليه كما قال الشاعر‏:‏ وإخـوان تخذتهمـو دروعًا فكانوهـا ولكن للاعادي وخلتهمو سهامـا صائبـات فكانوها ولكن في فؤادي وأما من مات في هذا التاريخ من الأعيان خلاف حسين بك المذكور فالشيخ الإمام الفقيه المحـدث الأصولـي المتكلـم الماهـر الشاعـر الأديـب عبـد اللـه بـن محمـد بن عامر شرف الدين الشبراوي الشافعي ولد تقريبًا في سنة 1092 هو من بيت العلم والجلالة فجده عامر بن شرف الدين ترجمه الأميني في الخلاصة ووصفه بالحفظ والذكاء فأول من شملته أجازته سيدي محمد بن عبد الله الخرشي وعمره إذ ذاك نحو ثمان سنوات وذلكفي سنة 1100 وتوفي الشيخ الخرشي المالكـي فـي سابـع عشرين الحجة سنة 1101 وتولى بعده مشيخة الأزهر الشيخ محمد النشرتي المالكـي وتوفـي فـي ثامن عشري الحجه سنة 1120

فتنة بالجامع ألأزهر

ووقع بعد موته فتنة بالجامع الأزهر بسبب المشيخة والتدريس بالاقبغاوية وأفترق المجاورون فرقتين تريد الشيخ أحمد النفراوي والأخرى تريد الشيخ عبد الباقي القليني ولم يكن حاضرًا بمصر فتعصب له جماعة النشرتي وأرسلوا يستعجلونه للحضور فقبل حضوره تصدر الشيخ أحمد النفراوي وحضر للتدريس بالاقبغاوية فمنعه القاطنون بها وحضر القليني فأنضم إليه جماعة النشرتي وتعصبوا له فحضـر جماعـة النفراوي إلى الجامع ليلًا ومعهم بنادق وأسلحة وضربوا بالبنادق في الجامع وأخرجوا جماعة القلينـي وكسـروا بـاب الاقبغاويـة وأجلسـوا النفراوي مكان النشرتي‏.‏

فاجتمعت جماعة القليني في يومها بعد العصر وكبسوا الجامع وقفلوا أبوابه وتضاربوا مع جماعة النفراوي فقتلوا منهم نحو العشرة أنفار وانجرح بينهم جرحى كثيرة وانتهبت الخزائن وتكسرت القناديـل‏.‏ وحضـر الوالـي فأخـرج القتلـى وتفـرق المجـاورون ولـم يبـق بالجامـع أحـد‏.‏

ولـم يصـل فيـه ذلـك اليـوم وفـي ثاني يوم طلع الشيـخ أحمـد النفـراوي إلـى الديـوان ومعـه حجـة الكشـف علـى المقتوليـن فلم يلتفت الباشا إلى دعواه لعلمـه بتعديـه وأمـره بلـزوم بيتـه وأمـر بنفـي الشيـخ محمـد شنـن إلـى بلـده الجدية وقبضوا على من كان بصحبته وحبسوهم في العرقانة وكانـوا أثنـي عشـر رجـلًا‏.‏ وأستقـر القلينـي فـي المشيخـة والتدريـس‏.‏

ولما مات تقلد بعده الشيخ محمد شنن وكان النفراوي قد مات‏.‏

ولما مات الشيخ شنن تقلد المشيخة الشيخ إبراهيم ابن موسى الفيومي المالكي‏.‏

ولما مات في سنة سبع وثلاثين انتقلت المشيخـة إلـى الشافعيـة فتولاهـا الشيخ عبد الله السبراوي المترجم المذكور في حياة كبار العلماء بعـد أن تمكن وحضر الأشياخ كالشيخ خليل بن أبراهيم اللقاني والشهاب الخليفي والشيخ محمد بـن عبد الباقي الزرقاني والشيخ أحمد النفراوي والشيخ منصور المنوفي والشيخ صالح الحنبلي والشيخ محمد المغربي الصغير والشيخ عيد النمرسي‏.‏

وسمع الأولية وأوائل الكتب من الشيخ عبـد الله بن سالم البصر أيام حجه ولي يزل يترقى في الأحوال والأطوار ويفيد ويملي ويدرس حتى صار أعظم الأعاظم ذا جاه ومنزلة عند رجال الدولة والأمراء ونفذت كلمته وقبلـت شفاعتـه وصـار لأهـل العلم في مدته رفعة مقام ومهابة عند الخاص والعام وأقبلت عليه الأمراء وهادوه بأنفس ما عندهم وعمر دارًا عظيمة على بركة الأزبكية بالقرب من الرويعي وكذلك ولده سيدي عامر عمر دارًا تجاه دار أبيه وصرف عليها أموالًا جمة‏.‏

وكان يقتني الظرائف والتحائـف مـن كل شيء والكتب المكلفة النفيسة بالخط الحسن وكان راتب مطبخ ولده سيدي عامـر فـي كـل يـوم مـن اللحـم الضانـي رأسيـن مـن الغنـم السمـان يذبحـان فـي بيتـه وكـان طلبـة العلم في أيام مشيخة الشيخ عبد الله الشبراوي في غاية الأدب والأحترام‏.‏

ومن آثـاره كتـاب مفائـح الألطـاف فـي مدائـح الأشـراف وشـرح الصـدر في غزوة بدر ألفها بإشارة علي باشا ابن الحكيم وذكـر فـي أخرهـا نبـذة مـن التاريـخ وولـاة مصـر إلـى وقت صاحب الإشارة‏.‏

وله ديوان يحتوي على غزليـات وأشعار ومقاطيع مشهور بأيدي الناس وغير ذلك كثير توفي في صبيحة يوم الخميس سادس ذي الحجة سنة 1171 وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل عن ثمانين سنة تقريبًا‏.‏

ومـات الشيـخ الإمـام الأحـق بالتقديـم الفقيـه المحدث الورع الشيخ حسن ابن علي بن أحمد بن عبد الله الشافعي الأزهري المنطاوي الشهير بالمدابغي أخذ العلوم عن الشيخ منصور المنوفي وعمر بن عبد السلام التطاوني والشيخ عيد النمرسي والشيخ محمد بن أحمد الوزازي ومحمد بن سعيد التنبكتي وغيرهم خدم العلم ودرس بالجامع الأزهر وأفتى وألف وأجاد ومنها حاشيته علـى شـرح الخطيـب علـي أبـي شجاع نافعة للطلبة وثلاثة شروح على الآجرومية وشرح الصيغة الأحمديـة وشرح الدلائل وشرح على حزب البحر وشرح حزب النووي شرحًا لطيفًا‏.‏

واختصر شـرح الحـزب الكبيـر للبنانـي ورسالـة فـي القـراءات العشـر وأخـرى فـي فضائـل ليلـة القدر وأخرى في المولد الشريف وحاشيته على جمع الجوامع المشهورة وحاشيته على شرح الأربعين لابن حجر وأختصر سيرة ابن الميت وحاشية التحرير وحاشية على الأشموني وشرح قصيدة المقري التي أولها سبحان من قسم الحظوظ وحاشية على الشيخ خالد وغير ذلك‏.‏

ومات فى تلك السنة أيضاً الرجل الفاضل النبيه , الذكى المتفنن المتقن الفريد , الأسطى إبراهيم السكاكينى .

وكان إنساناً حسناً عطاردياً يصنع السيوف والسكاكين ويجيد سقيها وجلاءها , ويصنع المقاشط الجيدة الصناعة والسقى والتطعيم , والبركارات المصنعة , وأقلام الجدول الدقيقة الصنعة المخرمة , وغير ذلك .. وكان يكتب الخط الحسن الدقيق بطريقة منسقة من دون الخطوط , لا تخفى , وكتب بخطة ذلك كثيراً جداً مثل مقامات الحريرى وكتب ادبية ورسائل فى الرياضيات والرسميات وغير ذلك . وبالجملة فقد كان فريداً فى ذاته وصفاته وصناعته و ولم يخلف بعده مثله , وكان حانوته تجاه جامع المردانى , بالقرب من درب الصباغ .

20->

الشيخ الإمـام المعمـر القطـب
أحـد مشايـخ الطريـق صاحـب الكرامـات الظاهـرة والأنـوار الساطعة الباهرة عبد الوهاب بن عبد السلام بن أحمد ابن حجازي بن عبد القادر بن أبي العبـاس بـن مديـن بـن أبـي العباس بن عبد القادر بن أبي العباس بن شعيب بن محمد بن القطب سيدي عمر الرزوقي العفيفي المالكي البرهاني يتصل نسبه إلى القطب الكبير سيدي مرزوق الكفافي المشهور ولد المترجم بمنية عفيف إحدى قرى مصر ونشأ بها على صلاح وعفة ولما ترعـرع قـدم إلـى مصـر فحضـر علـى شيـخ المالكيـة فـي عصـره الشيـخ سالـم النفـراوي أيامـا فـي مختصـر الشيخ خليل وأقبل على العبادة وقطن بالقاعة بالقرب من الأزهر بجوار مدرسة السنانية وحج فلقي بمكة الشيخ أدريس اليماني فأجازه وعاد إلى مصر وحضر دروس الحديث على الإمام المحدث الشيخ أحمد بن مصطفى الإسكندري الشهير بالصباغ ولازمه كثيرا حتى عرف به‏.‏
وأجازه مولاي أحمد التهامي حين ورد إلى مصر بطريقة الأقطاب والأحزاب الشاذلية والسيد مصطفـى البكـري بالخلوتيـة‏.‏ ولمـا توفـي شيخه الصباغ لازم السيد محمد البليدي في دروسه من ذلـك تفسيـر البيضـاوي بتمامـه‏.‏ وروى عنـه جملـة من أفاضل عصره كالشيخ محمد الصبان والسيد محمد مرتضى والشيخ محمد بن اسمعيل النفراوي وسمعوا عليه صحيح مسلم بالاشرفية وكان كثير الزيارة لمشاهد الأولياء متواضعًا لا يرى لنفسه مقاما متحرزًا في مأكله وملبسه لا يأكل إلا ما يؤتى إليه من زرعه من بلده من العيش اليابـس مـع الدقـة وكانـت الأمـراء تأتـي لزيارتـه ويشمئـز منهـم ويفـر منهم في بعض الأحيان‏.‏
وكل من دخل عنده يقدم له ما تيسر من الزاد من خبـزه الـذي كـان يأكـل منـه‏.‏ وأنتفـع بـه المريدون وكثروا في البلاد ونجبوا ولم يزل يترقى في مدارج الوصول إلى الحق حتى تعلل أياما بمنزله الذي بقصر الشوك‏.‏
توفي في ثاني عشر صفر سنة 172 ودفن بجوار سيدي عبد الله المنوفي ونزل سيل عظيم وذلك في سنة 1178 فهدم القبور وعامـت الأمـوات فانهـدم قبـره وامتـلأ بالمـاء فاجتمـع أولـاده ومريـدوه وبنـوا لـه قبـرًا في العلوة على يمين تربة الشيخ المنوفي ونقلوه إليه قريبا من عمارة السلطان قايتباي وبنوا على قبره قبة معقودة وعملوا له مقصورة ومقاما من داخلها وعليه عمامة كبيرة وصيروه مزارا عظيمًا يقصد للزيارة ويختلـط بـه الرجـال والنسـاء‏.‏
ثـم أنشـأوا بجانبه قصرًا عاليًا عمره محمد كتخدا اباظة وسوروا له رحبة متسعة مثل الحوش لموقف الدواب من الخيل والحمير دثروا بها قبورا كثيرة بها كثير من أكابـر الأوليـاء والعلمـاء والمحدثيـن غيرهـم مـن المسلميـن والمسلمـات‏.‏
ثـم أنهـم أبتدعـوا له موسمًا وعيدًا في كل سنة يدعون إليه الناس من البلاد القبلية والبحريـة فينصبـون خيامـًا كثيـرة وصواويـن ومطابخ وقهاوي ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم وفلاحي الأرياف وأربـاب الملاهـي والملاعـب والغـوازي والبغايـا والقراديـن والحـواة فيملأون الصحراء والبستان فيطـأون القبـور يوقـدون عليهـا النيـران ويصبـون عليها القاذورات ويبوبون ويتغوطون ويزنون ويلوطون ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور ليلًا ونهارًا ويستمر ذلك نحو عشرة أيام أو أكثر ويجتمع لذلك أيضًا الفقهاء والعلماء وينصبون لهم خيامًا أيضًا ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة من غير إنكار بل ويعتقدون ذلك قربة وعبادة‏.‏
ولو لم يكن كذلك لأنكره العلماء فضلًا عن كونهم يفعلونه فالله يتولى هدانا أجمعين‏.‏

 

This site was last updated 09/07/10