Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

من هو على بيك الكبير؟

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
New Page 1746
New Page 1747
New Page 1748
New Page 1749
من هو شيخ العرب همام
New Page 1752
من هو على بيك؟

Hit Counter

 


على بيك يقول :  أنا لا أتقلد الإمارة إلا بسيفي لا بمعونـة أحـد‏.‏

 الأمير الكبير علي بك الشهير صاحب الوقائع المذكورة

والحوادث المشهورة وهو مملوك إبراهيم كتخدا تابع سليمان جاويش تابع مصطفى كتخدا القازدغلي تقلد الإمارة والصنجقية بعد موت أستاذه في سنة 1168 وكان قوي المراس شديد الشكيمة عظيم الهمة لا يرضى لنفسه بدون السلطنة العظمى والرياسة الكبرى لا يميل لسوى الجد ولا يحب اللهو ولا المزاح ولا الهزل ويحب معالي الأمور من صغره‏.‏
واتفق أن بعض ولاة الأمور تشاوروا في تقليده الإمارة فنقل إليهم مجلسهم وذكر له مساعدة فلان وممانعة فلان فقال‏:‏ أنا لا أتقلد الإمارة إلا بسيفي لا بمعونـة أحـد‏.‏
ولـم يـزل يرقى في مدارج الصعود حتى عظم شأنه وانتشر صيته ونما ذكره وكان يلقـب بجـن علـي ولقب أيضًا ببلوط قبان وانضم إلى عبد الرحمن كتخدا وأظهر له خلوص المحبة وأغثـر هو أيضًا به وظن صحة خلوصه فركن إليه وعضده وساعده ونوه بشأنه ليقوى به على نظرائـه مـن الاختياريـة والمتكلميـن‏.‏
واتفـق أنـه وقـع بيـن أحمـد جاويـش المجنـون تابعه وبين أهل وجاقه حادثة نقموا عليه فيها وأوجبوا عليه النفي بحسب قوانينهم واصطلاحهم وأعرضوا الأمر على عبـد الرحمـن كتخدا أستاذه فعارض في ذلك ولم يسلم لهم في نفي أحمد جاويش ورأى ذلك نقصًا في حقه فتلطف به بعضهم وترجوا في إخراجه ولو إلى ناحية ترسا بالجيزة أيامًا قليلة مراعـاة وحرمـة للوجاق فلم يرض وحنق واحتد‏.‏
فلما كان في اليوم الثاني واجتمع عليه الأمراء والأعيان على عادتهم قال لهم‏:‏ أيها الأمراء من أنا أجابه الجميع بقولهم‏:‏ أستاذنا وابن أستاذنا وصاحب ولائنا‏.‏ قال‏:‏ إذا أمرت فيكم بأمر تنفذوه وتطيعوه قالوا‏:‏ نعم‏.‏
قال‏:‏ علي بك هذا يكون أميرنا وشيخ بلدنا ومن بعد هذا اليوم يكون الديوان والجمعية بداره وأنا أول من أطاعه وآخـر مـن عصـى عليه‏.‏
فلم يسعهم إلا قبول ذلك بالسمع والطاعة وأصبح راكبًا إلى بيت علي بـك وتول الديوان والجمعية إليه من ذلك اليوم واستفحل أمره ولم يمض على ذلك إلا مدة يسيرة حتى أخرج أحمد جاويش المذكور وحسن كتخدا الشعراوي وسليمان بك الشابوري كما تقدم ثم غدر به أيضًا وأخرجه إلى الحجاز من طريق السويس وأرسل معه صالح بك ليوصله إلى ساحـل القلـزم فلمـا شيعه هناك أرسل بنفي صالح بك إلى غزة ثم رد إلى رشيد ومنها ذهب إلـى منيـة ابـن خصيـب وتحصـن بهـا وجـرد عليه المترجم التجاريد ولم يزل ممتنعًا بها حتى تعصب علـى المترجـم خشداشينـه وأخرجـوه منفيـًا إلـى النوسـات ثـم وجهـوه إلـى السويـس بعـد قتـل حسـن بـك الأزبكـاوي ثـم منهـا إلـى الجهـة القبليـة بعـد قتـل عثمـان بـك الجرجـاوي وانضـم إلـى صالح بك وتعاقد معه وحضر معه إلى مصر وقتل الرؤساء من أقرانه ثم غدر بصالح بك أيضًا كما تقدم مجمل ذلـك ثـم نفى باقي الأعيان وفرق جمعهم في القرى والبلدان وتتبعهم خنقًا وقتلًا وأبادهم فرعًا وأصـلًا وأفنـى باقيهـم بالتشريـد وجلـوا عـن أوطانهـم إلـى كـل مكـان بعيـد واستأصـل كبار خشداشينه وقبيلته وأقصى صغارهم عن ساحته وسدته‏.‏
وأخرب البيوت القديمة وأخـرم القوانين الجسيمة والعوائد المرتبة والرواتب التي من سالف الدهر كانت منظمة وقتل الرجال واستصفى الأموال وحارب كبار العربان والبوادي وعرب الجزيرة والهنادي وأعاظم الشجعان ومقادم البلدان وشتت شملهم وفرق جمعهم واستكثر من شراء المماليك وجمع العسكـر مـن سائـر الأجنـاس واستخلـص بلـاد الصعيد وقهر رجالها الصناديد ولم يزل يمهد لنفسه حتى خلص له ولأتباعه الإقليم المصري من الإسكندرية إلى أسوان ثم جرد عساكره إلى البلاد الحجازية ونفذ أغراضه بها ثم التفت إلى البلاد الشامية وتابع إرسال البعوث والسرايا والتجاريد إليها وقتل عظماءها وكبراءها وولاتها واستولت أتباعه على البلاد الشامية حتى أنهم أقاموا في حصار يافا أربعة أشهر حتى ملكوها وعمر قلـاع الإسكندريـة ودميـاط وحصنهـا بعساكـره ومنع ورود الولاة العثمانيين وكان يطلع كتب الأخبار والتواريخ وسير الملوك المصرية ويقول لبعض خاصته‏:‏ إن ملوك مصر مثلنا مماليك الأكراد مثل السلطان بيبرس والسلطان قلـاون وأولادهـم وكذلـك ملـوك الجراكسـة وهـم مماليـك بني قلاون إلى آخرهم كانوا كذلك وهؤلاء العثمانية أخذوها بالتغلب ونفاق أهلها‏.‏
وينوه ويشير بمثل هذا القول بما في ضميره وسريرته ولو لم يخنه مملوكه محمد بك لرد الأمور إلى أصولها وكان لا يجالس إلا أهل الوقار والحشمة والمسنين مثل محمد أفندي باشا الراقم ومرتضى أغا وأحمد أفندي يجالسونه بالنوبة في أوقات مخصوصة مع غاية التحـرز فـي الخطـاب والمسامـرة بوجيـز القـول وكاتـب إنشائه العربي الشيخ محمد الهلباوي الدمنهوري وكاتبه الرومي مصطفى أفندي الأشقر ونعمان أفندي وهو منجمه أيضًا ويجل من العلماء المرحوم الوالد والشيخ أحمد الدمنهوري والشيخ علي العدوي والشيخ أحمد الحماقي وكاتبه القبطي المعلم رزق بلغ في أيامه من العظمة ما لم يبلغه قبطي فيما رأينا ومن مسقاته كرع المعلم إبراهيم الجوهري وأدرك ما أدركه بعده في أيام محمد بك وأتباعه من بعده وتتبع المفسدين والذين يتداخلون في القضايا والدعاوى ويتحيلون على إبطال الحقوق بأخذ الرشوات والجعالـات وعاقبهـم بالضـرب الشديـد والإهانـة والقتـل والنفـي إلى البلاد البعيدة‏.‏
ولم يراع في ذلك أحدًا سواء كان متعممًا أو فقيهًا أو قاضيًا أو كاتبًا أو غير ذلك بمصر أو غيرها من البناذر والقرى وكذلك المفسدون وقطاع الطريق من العرب وأهل الحوف ألزم أرباب الأدراك والمقادم بحفظ نواحيهـم ومـا فـي حوزهـم وحدودهـم وعاقـب الكبـار بجنايـة الصغـار فأمنـت السبـل وانكفت أولاد الحرام وانكمشوا عن قبائحهم وإيذائهم بحيث أن الشخص كان يسافر بمفرده ليلًا راكبـًا أو ماشيـًا ومعـه حمـل الدراهـم والدنانير إلى أي جهة ويبيت في الغيط أو البرية آمنًا مطمئنًا لا يـرى مكروهـًا أبـدًا‏.‏
وكـان عظيـم الهيبـة اتفـق لأناس ماتوا فرقًا من هيبته وكثيرًا من كان تأخذه الرعـدة بمجـرد المثـول بيـن يديـه فيقـول لـه‏:‏ هـون عليـك ويلاطفـه حتى ترجع له نسه ثم يخاطبه فيما طلبـه بصـدده وكـان صحيـح الفراسـة شديـد الحذق يفهم ملخص الدعوى الطويلة بني المتخاصمين ولا يحتاج في التفيهم إلى ترجمان أو من يقرأ له الصكوك والوثائق بل يقرأها ويفهم مضمونها ثم يمضيهـا أو يمزقهـا‏.‏
وألبـس سراجينـه قواويـق فتلـى بالفـاء من جوخ أصفر تمييزًا لهم عن غيرهم من سراجين أمرائه ولم يزل منفردًا في سلطنة مصر لا يشاركه مشارك في رأيه ولا في أحكامه وأمراؤها وحكامها مماليكه وأتباعه فلم يقنع بما أعطاه مولاه وخوله من ملك مصر بحريها وقبليها الذي افتخرت به الملوك والفراعنة على غيرها من الملوك وشرهت نفسه وغرته أمانيه وتطلبت نفسه الزيادة وسعة المملكة وكلف أمراءه الأسفار وفتح البلـاد حتـى ضاقـت أنفسهـم وشمـوا الحروب والغربة والبعد عن الوطن فخالف عليه كبير أمرائه محمد بك ورجع بعد فتح البلاد الشامية بدون استئذان منه واستوحش كل من الآخر فوثب عليه وفر منه إلى الصعيد وكان ما كان من رجوعه بمن انضم إليه وخامر معه وكانت الغلبة له على مخدومه وفر منه إلى الشـام وجنـد الجنود وقصد العود لمملكته ومحل سيادته فوصل إلى الصالحية‏.‏
وخرج إليه محمد بـك وتلاقيـا وأصيـب المترجـم بجراحـة فـي وجهـه وأخـذ أسيـرًا وقتـل مـن قتـل من أمرائه ورجع محمد بك وصحبته مخدومه المذكور محمولًا تخت فأنزلوه في داره بدرب عبد الحق فأقام سبعة أيام ومات والله أعلم بكيفية موته‏.‏  وكان ذلك في منتصف شهر صفر من السنة‏.‏
فغسل وكفن وخرجـوا بجنازتـه وصلـى عليـه بمصلـى المؤمنيـن فـي مشهـد حافـل ودفـن بتربـة أستـاذه إبراهيـم كتخدا بالقرافة الصغرى بجوار الإمام الشافعي ومدفنهم مشهور هناك وبواجهته سبيل يعلوه قصر مفتح الجوانـب‏.‏
المسجد الجامع والقبة على مقام سيدي أحمد البدوي
ومـن مآثـره العمـارة العظيمـة بطندتـا وهـي المسجد الجامع والقبة على مقام سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه والمكاتب والميضأة الكبيرة والحنفيات وكراسي الراحة المتسعة والمنارتان العظيمتان والسبيل المواجه للقبة والقيسارية العظيمة النافذة من الجهتين وما بها من الحوانيت للتجار وسميت هناك بالغورية لنزول تجار أهل الغورية بمصر في حوانيتها أيام مواسع الموالد المعتادة لبيع الأقمشة والطرابيش والعصائب وكان المشد على تلك العمارة المعلم حسن عبد المعطي وكان من الرجال أصحاب الهمم وولاه سدانة الضريح عوضًا عن أولـاد سعـد الخـادم لسوء سيرتهم وظلمهم فنكبهم المترجم وأخذ ما أمكنه أخذه من مالهم وهو شيء كثير وأنفقه في هذه العمارة ووقـف عليهـا أوقافـًا ورتـب بالمسجـد عـدة مـن الفقهـاء والمدرسيـن والطلبة والمجاورين وجعل لهم خبزًا وجرايات وشوربة فـي كـل يـوم وجـدد أيضـًا قبـة الإمـام الشافعـي رضـي اللـه عنـه وكشف ما عليها من الرصاص القديم من أيام الملك الكامل الأيوبي في القرن الخامس وقد تشعث وصدئ لطول الزمان فجدد ما تحته من خشب القبة البالي بغيره من الخشبالنقي الحديث ثم جعلوا عليـه صفائـح الرصـاص المسبـوك الجديـد المثبـت بالمساميـر العظيمة وهو عمل كثير‏.‏ وجدد نقوش القبة من داخل بالذهب واللازورد والأصباغ وكتب بإفريزها تاريخًا منظومًا صالح أفندي‏.‏
وهدم أيضًا الميضأة التي كانت من عمارة عبد الرحمن كتخدا وكانت صغيرة مثمنة الأركان ووسعها وعمل عوضها هذه الميضأة الكبيرة وهي مربعة مستطيلة متسعة وبجانبها حنفية وبزابيز يصب منها الماء وحول الميضأة كراسي راحة بحيضان متسعـة تجـري مياهها إلى بعضها وماؤها شديد الملوحة‏.‏

ومن إنشائه أيضًا العمارة العظيمة التي أنشأها بشاطئ النيل ببولاق حيث دكك الحطب تحت ربع الخرنوب وهي عبارة عن قيسارية عظيمة ببابين يسلك منها من يجري إلى قبلي وبالعكس وخانًا عظيمًا يعلوه مساكن من الجهتين وبخارجه حوانيت وشونة غلال حيث مجرى النيل ومسجد متوسط فحفروا أساس جميع هذه العمارة حتـى بلغـوا المـاء ثـم بنـوا لهـا خنازيـر مثـل المنـارات مـن الأحجـار والدبـش والمؤمـن وغاصوا بها في ذلك الخندق حتى استقرت على الأرض الصحيحة ثم ردموا ذلك الخندق المحتوي على تلك الخنازير بالمؤن والأحجار واستعلوا عليه بعد ذلك بالبناء المحكم بالحجـر النحيب وعقدوا العقود والقواصر والأعمدة والأخشاب المتينة‏.‏ وكان العمل في سنة خمس وثمانيـن‏.‏ ومـات المترجـم قبـل إتمامها وبناء أعاليها‏.‏ وكانت هذه العمارة من أشام العمائر لأن النيل انحسر بسببها عن ساحل بولاق وبطل تياره واندفع إلى ناحية انبابة ولم تزل الـأرض تعلـو والأتربـة تزيـد فيمـا بيـن زاويـة تلـك العمـارة إلـى شـون الغلـال ويزيـد نومها في كل سنة حتى صار لا يركبها الماء إلا في سنين الغرق‏.‏
ثم فحش الأمر وبنى الناس دورًا وقهاوي في بحرى العمارة وسبحوا إلى جهة قرب الماء مغربين وألقوا أتربة العمائر وما يحفرونه حول ذلك واقتدى بهم الترابة وغيرهم ولم يجدوا مانعًا ولا رادعًا وكلما فعلوا ذلك هرب الماء وضعف جريانه وربت الأرض وعلت وزادت حتى صارت كيمانًا تنقبض النفوس مـن رؤيتهـا‏.‏ وتمتلـئ المنافـس مـن عجاجها وخصوصًا في وقت الهجير بعد أن كانت نزهة للناظرين‏.‏
ولقد أدركنا فيما قبل ذلك تيارًا لنيل يندفع من ناحية بولاق التكرور إلى تلك الجهة ويمر بقوته تحت جدران الدور والوكائل القبلية وساحل الشون ووكالة الأبزار وخضرة البصل وجامع السنانية وربع الخرنوب إلى الجيعانيـة وينعطـف إلى قصر الحلي والشيخ فرج صيفًا وشتاء ولا يعوقه عائق ولا يقدر أحد أن يرمي بساحل النيل شيئًا من التراب فإن اطلع الحاكم على ذلك نكل به أو بخفير تلك الناحية وهـذا شـيء قـد تودع منه ومن أمثاله وآخر من أدركنا فيه هذا الالتفات والتفقد للأمور الجزئية التي يترتب بزيادتها الضرر العام عبد الرحمن أغا مستحفظان فإنه كان يحذو طريق الحكام السالفين إلى أن ضعفت شوكته بتآمر الأصاغر وقيد حكمه بعد الإطلاق وترك هـذا الأمـر ونسي بموته وتقليد الأغاشم وتضاعف الحال حتى أن بعض الطرق الموصلة إلى بولاق سدت بتراكم الأتربـة التـي يلقيهـا أهـل الأطـارف خـارج الـدروب ولا يجـدون مـن يمنعهـم أو يردعهـم وقدرت علو الأرض بسبب هذه العمارة زيـادة عـن أربـع قامـات فإننـا كنـا نعـد درج وكالـة الأبزارييـن مـن ناحيـة البحر عندما كنا ساكنين بها قبل هذه العمارة نيفًا وعشرين درجة وكذلك سلـم قيطـون بيـت الشيخ عبد الله القمري وقد غابت جميعها تحت الأرض وغطتها الأتربة ولله عاقبة الأمور‏.‏
ومن إنشاء المترجم داره المطلة على بركة الأزبكية بدرب عبد الحق التي مات بها والحوض والساقية والطاحون بجوارها وهي الآن مسكن الست نفيسة‏.‏
وبالجملة فأخبار المترجـم ووقائعـه وسيرتـه لو جمعت من مبدأ أمره إلى آخره لكانت مجلدات وقد ذكرنا فيما تقدم لمعًا من ذلك بحسب الاقتضاء مما استحضره الذهن القاصر والفكر المشوش الفاتر بتراكم الهموم وكثرة الغموم وتزايد المحن واخطلاط الفتن واختلال الدول وارتفاع السفل ولعل العود يخضر بعد الذبول ويطلع النجم بعد الأفول أو يبسم الدهر بعد كشارة أنيابه أو يلحظنا منن نظره المتغابي في أيابه‏:‏ زمن كأحلام تقضى بعده زمـن نعلـل فيه بالأحلام ولله في خلقه مـن قديـم الزمـان عـادة وانتظـار الفـرج عبـادة نسألـه انقشـاع المصائـب وحسـن العواقب‏.‏
ومات سلطان الزمان السلطان مصطفى بن أحمد خان تولى السلطنة في سنة 1171 هـ فكانت مدة سلطنته ست عشرة سنة وكانت لـه عنايـة ومعرفـة بالعلـوم الرياضيـة والنجوميـة ويكـرم أرباب المعارف‏.‏
وكان يراسل المرحوم الوالد والشيخ أحمد الدمنهوري ويهاديهما ويرسل إليهما الصلات والكتب وأرسل مرة إلى الشيخ الوالـد ثلاثـة كتـب مكلفـة مـن خزانتـه وهـي كتـاب القهستانـي الكبيـر وفتـاوى انقـروي ونور العين في إصلاح جامع الفصولين كلاهما في الفقه الحنفي وله مؤلف في الفن دقيق ينسب إليه‏.‏ وتولى بعده السلطان عبد الحميد خان جعل الله أيامه سعيد

 

This site was last updated 09/07/10