Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

على بيك يعد حملة عسكرية  لغزو  مكـــة والشام

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
New Page 1746
New Page 1747
New Page 1748
New Page 1749
من هو شيخ العرب همام
New Page 1752
من هو على بيك؟

Hit Counter

 

على بيك يعد حملة عسكرية  لغزو  مكــــة

فى سنة 1184 هـ فيها ورد على على بيك , الشريف عبدالله ( هو الشريف عبدالله بن حسين بن يحى بن بركات , وقد أتخذ على بيك تلك الحادثة سبباً مباشراً لأعداد حملة كان الغرض الظاهرى منها مساعدة الشريف عبدالله , بينما كان غرضه الحقيقى منها تعيين شريف لمــكة يخلص لمصلحتة ويضمن بطاعته ولاء ذلك ذلك الجزء الهام من الدولة الإسلامية , إذ أن وجود شريف فى مكة من صنائع الدولة العثمانية كان مثاراً لمتاعب جمة قد تؤدى إلى فساد أمر الحج وسخط الحجاج من مصر والشرق وتضعف من مركزه فى مصر إذا أقترن وجوده فى الحكم بتلك المتاعب فتعيين شريف من صنائعة كان عاملاً أساسايا فى نظره يضمن به هدوء الأحوال , ويدخل فى أغراضه أيضاً الشهرة التى يحوزها بحمايته للحرمين الشريفين وما كان سيفيده من نفوذ مصر , وهيبة بلاد المغرب والسودان وبلاد الشام وما يليها بتأمين الحج للمسلمين ( راجع رفعت رمضان - على بيك الكبير ص 138 - 139 ) من أشراف مكـة , وكان من أمره أنه وقع بينه وبين أبن عمه الشريف أحمد , أخى الشريف مساعد [{ يذكر الأستاذ رفعت رمضان - على بيك الكبير ص 139 : أن رواية الجبرتى هذه تحتاج إلى تصحيح فيقول : " المسألة على هذه الصورة يحتمل أخطاء تاريخية أنه جعل وفاة الشريف مساعد فى 1183 والواقع أن الشريف مساعد توفى فى يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر المحرم سنة 1184 , وكانت ولايتة 19 سنة إلا ثلاثة أشهر ( أبن دجلان ص 200 - 201 )  ثم عاد الجبرتى فذكر لأنه وقع بين بين الشريف عبداللة وأبن عمه الشريف الشريف أحمد أخى الشريف مساعد منازعة فى إمارة مكة بعد وفاة الشريف مساعد فإستنجد عبداللة بملك الروم الذى أوصى به على بيك , وهذه الرواية تحتمل غموضاً مما يؤدى إلى خطأ , فقد وقع تنافس حقاً على أمارة مكـة بين الشريفين أحمد وعبداللة , ولكن ليس عبداللة الذى يقصدة فإن هذا تولى الشرافة فعلاً ولم يحضر إلى مصر , وإنما الذى أستعان به على بيك هو أبن عمة عبداللة بن حسين من آل بركات . ومجمل ما حدث أنه بعد عودة المحمل المصرى صحبة أبى الذهب عام 1183 هـ ثم أنتصار الشريف مساعد على بن عبدالله بن حسين فر هذا عقب الصلح إلى على بيك يستنجده للمرة الثانية , وبينما على بيك يعد الحمـــلة توفى الشريف مساعد قبل وصول الحملة إلى بلاد العرب فى المحرم 1184 هـ أبريل 1770 م وكان قد عقد البعة لأخية الشريف عبداللة بن سعيد , فما كاد عبداللة هذا يتولى الشرافة حتى نازعة أخوه الشريف أحمد أبن سعيد وقال : " أنا لها , أنا لها " فنزل له عن الشرافة وقلده إياها 1184 هـ وهكذا قدر أن تأتى الحملة إلى خلع الشريف أحمد ( أبن دجلان ص 203 ومرعى التاريخ حوادث سنة 1187 هـ ) .. وقد أنفرد الجبرتى بذكره أن الشريف عبداللة أستنجد بملك الروم فكتب له مكاتبات لـ على بيك بالمعونة والوصية والقيام معه , ومن العجب أن السلطان العثمانى بعث إلى على بيك بمثل هذا الرجاء فى أواخر سنة 1183 هـ وأوائل 1184 هـ - 1770 م وهى السنة التى وضحت فيها إطاعة ونواياه - فهل كان يريد من ذلك أن يغريه أن يقذف بنفسه وجيشة فى بلاد العرب لينهكة ويقضى على قوته كما طلب ذلك من محمد على فيما بعد , أم أن الجبرتى أورد ذلك مجرد الإيراد دون تثبت ؟ وهذا هو المرجح . } ] منازعة فى إمارة الحج بعد وفاة الشريف مساعد فتغلب عليه الشريف احمد وأستقل بالإمارة , وخرج الشريسف عبدالله هارباً , وذهب إلى ملك الروم وإستنجد به , فكتب له مكاتبات لـ على بيك الكبير بالمعونة والوصية والقيام معه , وحضر إلى مصر بتلك المكاتبات فى السنة الماضية .

وكان على بيك مشتغلاً بتمهيد القطر المصرى , ووافق ذلك غرضه الباطنى , وهو كمعة فى الإستيلاء على الممالك , فأنزله فى مكان , وأكرمه ورتب له كفايته , واقام بمصر حتى تمم أغراضه بالقطر , وخلص له قبلى وبحرى , وقتل من قتله , وأخرج من أخرجه , فإلتفت عند ذلك إلى مقاصده البعيدة , وأمر بتجهيز الزخائر والإقامات , وعمل البقسماط الكثير حتى ملأوا المخازن فى بولاق ومصر القديمة والقصور البرانية وبيوت ألمراء المنافى الخالية , ثم عبوا ذلك وأرسل مع باقى الإحتياجات واللوازم من الدقيق والسمن والزيت والعسل والسكر وألأجبان فى البر والبحر , وأستكتب أصناف العساكر أتراكاً ومغاربة وشواماً ومتاولة ودروزاً وحضارمة ويمانية وسوداناً وجيوشاً ودلاة وغير ذلك , وأرسل منهم طوائف فى المقدمات والمشاة , وأنزلوهم فى القلزم فى المراكب وصحبتهم الجبخانات والمدافع وآلات الحرب .

فى شهر صفر سنة 1184 هـ يونية 1770 م خرجت التجريدة , بعد دخول الحجاج , فى تجمل زائد , ومهيأ عظيم , وسارى عسكرها محمد بيك أبو الذهب , وصحبته حسن بيك ومصطفى بيك وخلافهم ( يذكر أبن دجلان ص 200 أنه كان بالحملة ثلاثة صناجق وثلاثة ألاف من العساكر وثلاثون مدفعاً )

فى 22 ربيع الأول  16 يوليو 1770 م وردت الأخبار من القطار الحجازية بوقوع حرابة عظيمة بيـن المصريين وعرب الينبع وخلافهم من قبائل العربان والأشراف ووقعت الهزيمة على المذكورين وقتل وزير الينبع ( كان درويش أغا وزير ينبع فى هذا الوقت - راجع أبن دجلان ص 202 )  المتولي من طرف شريف مكة وقتل معه خلائق كثيرة‏.‏

وفى هذا الشهر أبتدأ القحط والشدة فى مصر بسبب المصاريف المتسببة عن هذه الحرب , فإن هذه التجرية تكلفت 26 مليون فرنك ( نقل هذا الخبر من التوفيقات الإلهامية )
وفـي 9 شهـر ربيـع الآخـر سنة 1184 هـ   2 أغسطس 1770 م وصـل نجـاب إلـى مصـر من الديار الحجازية وأخبر بدخول محمد بك ومن معه إلى مكة وانهزام الشريف أحمد وخروجه هاربًا ( هرب إلى الطائف , ويقول أبن دجلان ص 203 : " كان هروبه فى منتصف ربيع الأول 1184 هـ 9 يوليو 1770 م ) ونهب المصرين دار الشريف ومن يلوذ به وأخذوا منها أشياء كثيرة من أمتعة وجواهر وأموال لها قدر وجلس الشريف عبد الله في إمـارة مكـة ونـزل حسـن بـك إلـى بندرجـدة وتولـى إمارتهـا عوضـًا عـن الباشـا الذي تولاها من طرف ملـك الـروم ولذلك عرف بالجداوي وأقام محمد بك أيامًا بمكة ثم عزم على المسير والرجوع إلى مصر ووصلت الأخبار والبشائر بذلك وأرسلت إليه الملاقاة بالعقبة وخلافها

فى أوائل رجب 1184 هـ أواخر اكتوبر 1770 م فلما ورد الخبر بوصولـه إلـى العقبـة خرجـت الأمـراء إلـى بركـة الحـاج والـدار الحمـراء لانتظـار قدومـه

فوصل في أوائل شهر رجب ودخل إلى مصر في 8  رجب 1184 هـ 28 اكتوبر 1770 م في موكب عظيم وأتت إليه العلماء والأعيان للسلام وقصدته الشعراء بالقصائد والتهاني‏.‏
وفي منتصف رجب 1184 هـ 4 نوفمبر 1770 م عزل علي بك عبد الرحمن أغا مستحفظان وقلد عوضه سليم أغـا الوالـي وقلـد عـوض الوالـي موسـى أغـا مـن أتباعـه وأمـر عبد الرحمن أغا بالسفر إلى ناحية غزة وهـي أول حركاتـه إلـى جهـة الشـام وأمـره بقتل سليط شيخ عربان غزة فلم يزل يتحيل عليه حتى قتله هو وأخوته وأولاده وكان سليط هذا من العصاة العتاة له سير وأخبار‏.‏

على بيك يعد حملة عسكرية  لغزو الشام
وفيه زاد اهتمام علي بك بالتحرك على جهة الشام واستكثر من جمع طوائف العساكر وعمل بالقسماط والبـارود والذخائـر والمـؤن وآلـات الحـرب وأمـر بسفـر تجريـدة وأميرهـا اسمعيـل بـك وصحبتـه علـي بـك الطنطـاوي وعللـي بـك الحبشـي فبـرزوا إلـى جهـة العادلية وخرجوا بما معهم من طوائف العسكر والمماليك والأحمال والخيام والجباخانات والعربات والضوبة وقرب الماء الكثيرة على الجمال والكرارات والمطابخ والطبول والزمور والنقاقير وغير ذلك فلما تكامل خروجهـم أقاموا بالعادلية أيامًا حتى قضوا لوازمهم وارتحلوا وسافروا إلى جهة الشام‏.‏
وفي 21 رجب 1184 هـ 10 نوفمبر 1770 م برزت تجريدة أخرى وعليها سليمان بك وعمر كاشف وحملة كثيرة من العساكر فنزلوا من طريق البحر على دمياط‏.‏
وفي 10 شهر ذو القعدة 1184 هـ 25 نوفمبر 1770 م وردت أخبار من جهة الشام وأشيع وقوع حرابات بينهم وبين حكام الشام وأولاد العظم‏.‏  وفي منتصف ذو القعدة 1184 هـ 2 مارس 1770 م خرجت تجريدة أخرى وسافر على طريق البر على النسق‏.‏
وفي 17 ذو القعدة 1184 هـ 4 مارس 1770 م طلب علي بك حسن أغا تابع الوكيل والروزنامجي وباش قلفة واسمعيل أغا وفـي أواخـره عمـل علـي بك دراهم على القرى وقرر على كل بلد مائة ريال وثلاثمائة ريال حق طريق فضجت الناس من ذلك وطلب من النصارى القبط مائة ألف ريال ومن اليهود أربعين ألفًا وقبضت جميعها في أسرع وقت‏.‏
فى سنة 1185 هـ  أخرج علي بك تجريدة عظيمة وسر عسكرها وأميرها محمـد بـك أبـو الذهـب وأيـوب بـك ورضـوان بك وغيرهم كشاف وأرباب مناصب ومماليكهم وطوائفهم وأتباعهم وعساكر كثيرة من المغاربة والترك والهنود واليمانية والمتاولة وخرجوا في تجمل زائد واستعداد عظيم ومهيأ كبير ومعهـم الطبـول والزمـور والذخائـر والأحمـال والخيـام والمطابـخ والكـرارات والمدافـع والجبخانات ومدافع الزنبلـك علـى الجمـال وأجنـاس العالـم ألوفـًا مؤلفـة وكذلـك أنزلـوا الاحتياجـات والأثقـال وشحنوا بها السفن وسافرت من طريق دمياط في البحر‏ ( كان على بيك يطمع فى أن تمتلك البندقية جزر الدولة العثمانية فى البحر الأبيض المتوسط , وأرسل إلى البندقية يعرض محالفته ومساعدته لها لتكون قاعدة حربية له فردت جمهورية البندقية شاكرة ومعتذرة , وقام بهذه الرسالة يعقوب الأرمنى أحد معاونى على بيك - راجع رفعت رمضان - على بيك الكبير ص 160 ) .‏ فلما وصلوا إلى الديار الشامية فحاصروا يافا وضيقوا عليها حتى ملكوها بعد أيام كثيرة ثم توجهوا إلى باقي المدن والقرى وحاربهم النواب والولاة وهمزموهم وقتلوهم وفروا من وجوههم واستولوا على المماليك الشامية إلى حد حلب

وفي ربيع الأول 1185 هـ يولية 1771 م ووردت البشائر بذلك فنودي بالزينة فزينت مصر وبولاق ومصر العتيقة زينة عظيمة ثلاثة أيام بلياليها وتفاخروا في ذلك إلى الغاية وعملت وقدات وأحمال قناديل وشموع بالأسـواق وسائـر الجهـات وعملـوا ولائم ومغناي وآلات وطبولًا وسنكًا وحراقات ولا يثنون عنانهم عما يأمرهم به ( ذكر الرحالة فولنى - ثلاثة أعوام فى مصر وبر الشام - ترجمة أدوار البستانى : أن الشائعات تواترت بأن عدد الحملة المصرية 60 ألف مقاتل وأن الأوربيين دهشوا لضخامة هذه الحملة لظنهم أن كفاءة الجندى المصرى لا تقل عن نظيره الروسى أو البروسى  وخيولهم مختلفة الألوان والأحجام , ولا يسيرون فى صفوف منظمة أو وفق توزيع خاص )
وتعاظـم علـي بـك فـي نفسـه ولـم يكتـف بذلـك فأرسـل إلـى محمـد بـك يأمـره بتقليـد الأمـراء المناصـب والولايات على البلاد التي افتتحوها وملكوها وإن يستمر في سيره ويتعـدى الحـدود ويستولـي علـى المماليـك إلـى حيـث شـاء وهو يتابع إليه إرسال الإمدادات واللوازم والاحتياجـات‏.‏ ولا يثنـون عنانهـم عمـا يأمرهـم بـه‏.‏
فعند ذلك جمع محمد بك أمراءه وخشداشينه الكبـار فـي خلـوة وعـرض عليهـم الأوامـر فضاقت نفوسهم وسئموا الحرب والقتال والغربة وذلك ما فـي نفـس محمـد بـك أيضـًا‏.‏ ثم قال لهم‏:‏ ما تقولون قالوا‏:‏ وما الذي نقوله والرأي لك فأنت كبيرنا ونحن تحت أمرك وإشارتك ولا نخالفك فيمـا تأمـر بـه‏.‏ فقـال‏:‏ ربمـا يكـون رأيـي مخالفـًا لأمـر أستاذنا‏.‏ قالوا‏:‏ ولو مخالفًا لأمره فنحن جميعًا لا نخرج عن أمرك وإشارتك فقال‏:‏ لا أقول لكم شيئـًا حتـى نتحالـف جميعـًا ونتعاهـد علـى الـرأي الذي يكون بيننا‏.‏ ففعلوا ذلك وتعاهدوا وحلفوا علـى السيـف والكتـاب‏.‏
ثـم أنـه قـال لهـم‏:‏ إن أستاذكـم يريـد أن تقطعـوا أعماركم في الغربة والحرب والأسفـار والبعـد عـن الأوطـان وكلمـا فرغنـا من شيء فتح علينا غيره فرأيي أن نكون على قلب رجل واحد ونرجع إلى مصر ولا نذهب إلى جهة من الجهات وقد فرغنا من خدمتنا وإن كان يريـد غيـر ذلـك مـن المماليـك يولـي أمـراء غيرنـا ويرسلهم إلى ما يريد ونحن يكفينا هذا القدر ونرتاح فـي بيوتنـا وعنـد عيالنـا‏.‏ فقالـوا جميعًا‏:‏ ونحن على رأيك‏.وأصبحوا راحلين وطالبين إلى مصر ( حاول كثير من الكتاب والمؤرخين تعليل هذا الإنسحاب المفاجئ فمنهم من يرجع سببه إلى إسماعيل بيك لميله إلى الدولة العثمانية وحسده لأبى الذهب فحرضة على عدم إطاعة على بيك منذ زمن طويل وأنه كان يعبد لنفسه طريق الحكم والسلطان عندما تنضج الثمرة وقد حانت الفرصة فعاد لأقتطافها - راجع رفعت رمضان - على بيك الكبير ص 174 )

 فحضـروا فـي أواخر شهر رجب 1185 هـ أوائل نوفمبر  1771 م على خلاف مراد مخدومهم روج أبو الذهب إشاعة قبل الإنسحاب بوفاة على بيك , أبتكرها بنفسه وروجها أنصارة بقصد أغراء الجند على سرعة العودة إلى مصر - راجع رفعت رمضان - على بيك الكبير ص 174 )  وبقي الأمر على السكوت‏.‏  ثم أن علي بك قلد أيوب بك إمارة جرجا وقضى أشغاله وسافر إلى الصعيد بطائفته وأتباعه‏.‏
وانقضـى شهـر شعبـان ورمضـان وعلـي بـك مصمـم على رجوع محمد بك إلى جهة الشام‏.‏ وذلك مصمـم علـى خلـاف ذلـك‏.‏ وبـدت بينهما الوحشة الباطنية‏.‏
فلما كان ليلة 4 شهر شوال  1185 هـ 4 يناير  1772 م  بيت علي بك مع علي بك الطنطاوي وخلافه واتفق معهم على غدر محمد بك فركبوا عليه ليلًا وأحاطوا بداره ووقفه له العساكر بالأسلحة في الطرق فركب في خاصته وخرج من بينهم وذهب إلى ناحية البساتين وارتحل إلى الصعيد‏ ( أمر على بيك إغلاق أبواب القاهرة فأغلقت وأمر الحرس بعدم السماح لكائن من كان بولوجها داخلاً أو خارجاً وتهيأت النفوس على حدث على وشك الوقوع دون أن يعلموه كنهة ثم عهد إلى على بيك طنطاوى وأتباعه على تنفيذ الخطة , ولكن أبا الذهب كان أسعد حظاً فقد أخترق الحصار الذى ضرب على منزلة ثم أمر أحد الحراس  أن يفتحوه بأمر على بيك حتى يقوم بأداء رسالة خطيرة أمره به مولاة ‏  , وبذلك تمكن من الفرار إلى الصعيد - راجع رفعت رمضان - على بيك الكبير ص 179 )
فحضر إليه بعض الأمراء أصحاب المناصب وعلـي كاشـف تابـع سليمـان أفنـدي كاشـف شـرق أولـاد يحيـى وقدموا له ما معهم من الخيام والمال والاحتياجات‏.‏
ولم يـزل فـي سيـره حتـى وصـل إلـى جرجـا واجتمـع عليـه أيـوب بـك خشداشـه وأظهـر له المصافاة والمؤاخاة وقدم له هدايا وخيولًا وخيامًا فلم يلبث إلا وقد أحضر عيون محمد بك يأمره ويستحثه على عمل الحيلة وقتل محمد بك بأي وجه أمكنه ويعده إمارته وبلاده وغير ذلـك‏.‏
فلما قرأ المراسلة وفهم مضمونها أكرم الرجل وقال له‏:‏ تذهب إليه بالكتاب وأثني بجوابه ولك مزيد الإكرام فذهب ذلك الساعي وأوصل الكتاب إلى أيوب بك وطلب منه رد الجواب وأعطـاه الجـواب وذكـر فيـه أنه مجتهد في تتميم الغرض ومترقب حصول الفرصة‏.‏
فحضر به إلى محمد بك‏.‏ فعند ذلك استعد محمد بـك وتحقـق خيانتـه ونفاقـه فاتفـق مـع خاصتـه وأمرائـه بالاستعداد والوثوب وأنه إذا حضر إليه أيوب بك أخذ أربـاب المناصـب نظراءهـم وتحفظـوا عليهـم‏.‏
فلمـا حضـر فـي صبحهـا أيـوب بـك جلـس معـه فـي خلـوة وأخـذ كـل مـن الخازنـدار والكتخدا والجوخـدار والسلحدار نظراءهم من جماعة محمد بك ثم قال محمد بك يخاطب أيوب بك‏:‏ يا هل ترى نحن مستمرون على الأخوة والمصافاة والصداقة والعهد واليمين الذي تعاقدنا عليـه بالشام قال‏:‏ نعم وزيادة‏.‏ قال‏:‏ ومن نكث ذلك وخان اليمين ونقض العهد قال‏:‏ يقطع لسانه الـذي حلـف بـه ويـده التـي وضعهـا على المصحف‏.‏ فعند ذلك قال له‏:‏ بلغني أنه أتاك كتاب من أستاذنـا علـي بـك‏.‏ فجمـد ذلـك فقال‏:‏ لعل ذلك صحيح وكتبت له الجواب أيضًا‏.‏ قال‏:‏ لم يكن أبـدًا ولـو أتانـي منـه جـواب لأطلعتـك عليه ولا يصح أني أكتمه عنك أو أرد له جوابًا‏.‏
فعند ذلك أخـرج لـه الجـواب مـن جيبـه وأحضـر إليـه الرسـول فسقـط فـي يـده وأخـذ يتنصـل ببارد العذر‏.‏ فعند ذلك قال له‏:‏ حينئذ لا تصح مرافقتك معي وقم فاذهب إلى سيدك وأمر بالقبض عليه وأنزلوه إلـى المركـب وأحـاط بوطاقـه وأسبابـه وتفرقـت عنـه جموعـه‏.‏ فلمـا صار وحيدًا في قبضته أحضر عبـد الرحمـن أغـا وكـان إذ ذاك بناحيـة قبلي وانضم إلى محمد بك فقال له‏:‏ اذهب إلى أيوب بك واقطع يده ولسانه كما حكم على نفسه بذلك‏.‏ فأخذ معه المشاعلي وحضر إليه في السفينة وقطعـوا يمينـه ثـم شبكـوا فـي لسانـه سنـارة وجذبـوه ليقطعـوه فتخلـص منهم وألقى بنفسه في البحر فغرق ومات‏.‏ وكان قصد محمد بك أن يفعل به ذلك ويرسله على هذه الصورة إلى سيده بمصر‏.‏ ثم إنهم أخرجوه وغسلوه وكفنوه ودفنوه بموت أيوب بيك تغير الموقف السياسى فى مصر , وذلك أن أبا الذهب أصبح محور ألتفت حوله جميع العناصر المعارضة لـ على بيك ) ‏.‏
فعندما وقع ذلك أقبلـت الأمـراء والأجنـاد المتفرقـون بالأقاليـم علـى محمـد بـك وتحققـوا عنـد ذلـك الخلـاف بينـه وبيـن سيده وقد كانوا متجمعين عـن الحضور إليه ويظنون خلاف ذلك‏.‏ وحضر إليه جميع المنافي وأتباع القاسمية والهوارة الذين شردهم علي بك وسلب نعمتهم فأنعم عليهم وأكرمهم وتلقاهم بالبشاشة والمحبة واعتذر لهم وواساهم وقلدهم الخدم والمناصب وهم أيضًا تقيدوا بخدمته وبذلوا جهدهم في طاعته‏.‏
ووصلـت الأخبـار بذلـك إلـى مصـر وحضـر إليـه كثير من مماليك أيوب بك وأتباعه سوى من انضم منهم والتجأ إلى محمد بك وأتباعه فعند ذلك نزل بعلي بك من القهر والغيظ المكظوم ما لا يوصف وشرع في تشهيل تجريدة عظيمة وأميرها وسر عسكرها اسمعيل بـك واحتفـل بهـا احتفـالًا كثيـرًا وأمـر بجمـع أصنـاف العساكـر واجتهـد فـي تنجيـز أمرهـا في أسرع وقت وسافروا برًا وبحـرًا فـي أواخـر ذي العقـدة‏.‏
 

فى أواخر ذو القعدة 1185 هـ أوائل مارس  1772 م فلمـا التقـى الجمعـان خامـر اسمعيـل بـك وانضـم بمـن معـه مـن الجموع إلى محمـد بـك وصـاروا حزبـًا واحدًا ورجع الذين لم يميلوا وهم القليل إلى مصر‏.‏ فعند ذلك اشتد الأمـر بعلـي بـك ولاحـت علـى دولته لوائح الزوال وكاد يموت من الغيظ والقهر وقلد سبع صناجق والكل مزلقون وسماهم أهل مصر السبع بنات ( مزلقون أى متزينون ناعمون وتسميتهم بالسبع بنات كناية عن أنهم فى منتهى الترف وعدم الصلاحية لشظف المعيشة وعناء الحروب ) وهم مصطفى بك وحسن بك ومراد بك وحمزة بك ويحيى بك وخليل بك كوسه ومصطفى بك أود باشه وعمـل لهـم برقـًا وداقمـًا ولـوزام وطبلخانات في يومين وضم إليهم عساكر وطوائف ومماليك وأتباعـًا فى ألمحرم 1186 هـ أبريل 1772 م وبـرز بنفسـه إلـى جهـة البساتيـن وشـرع فـي تشهيـل تجريـدة أخـرى وأميرها علي بك الطنطاوي وأخرج الجبخانات والمدافع الكثيرة وأمر بعمل متاريس من البحر إلى جهة الجبل وانقضت السنة‏.

فى المحرم سنة 1186 هـ أبريل 1772 م  خـرج علـي بـك إلـى جهـة البساتيـن ( البساتين قرية جنوبى مصر القديمة على الضفة الشرقية للنيل , يشتغل معظم أهلها بقطع الأشجار وعندما كان يعبر المسافرون من الصعيد إلى الوجة البحرى من الشفة الغربية إلى الضفة الشرقية , وكان يحدث بسهولة لوجود عدة جزر نشأت فى عرض النيل تجاه البساتين )   كمـا تقـدم فـي أواخـر العـام الماضـي وعمل متاريس ونصـب عليهـا المدافـع مـن البحـر إلـى الجبـل واجتهـد فـي تشهيل تجريدة وأميرها علي بك الطنطاوي وصحبتـه باقـي الأمـراء الذيـن قلدهـم والعسكر

فى المحرم سنة 1186 هـ 18 أبريل 1772 م  فعدوا في منتصفه لمحاربة محمد بك أبي الذهب واسمعيـل بك ومن معهما‏.‏ وكانوا سائرين يريدون مصر فتلاقوا معهم عند بياضة ( فى شمال بنى سويف ) ووقعت بينهم معركة قوية ظهر فيها فضل القاسمية وخصوصًا أتباع صالح بك وعلي أغا المعمار ( من خشددانيين صالح بيك الذى قتل فى عهد محمد على بيك إنضم إلى ابو الذهب وأشترك فى معركة بياضة ) ووقعت الهزيمـة علـى عسكـر علي بك وساق خلفهم القبالي مسافة فمانعوا عن أنفسهم وعدوا على دير الطين وكان علي بك مقيمًا به فملما حصل ما حصل اشتد القهر بالمذكور وتحير في أمره وأظهـر التجلـد وأمـر بالاستعـداد وترتيب المدافع وأقام إلى آخر النهار وتفرق عنه غالب عساكره مـن المغاربـة وغيرهـم‏.‏
وحضـر محمـد بـك إلى البر المقابل لعلي بك ونصب صيوانه وخيامه تجاهه فتفكـر علـي بـك فـي أمـره وركـب عنـد الغـروب وسـار إلـى جهـة مصـر ودخـل من باب القرافة وطلع إلـى بـاب العـزب فأقـام بـه حصـة مـن الليـل‏.‏ وأشيـع بالمدينـة أن مراده المحاصرة بالقلعة‏.‏
فى ليلـة  25 المحرم سنة 1186 هـ 28 أبريل 1772 م ثم أنه ركب إلى داره وحمل حموله وأمواله وخرج من مصـر وذهـب إلـى جهـة الشـام وصحبتـه علـي بـك الطنطـاوي وباقـي صناجقـه ومماليكـه وأتباعـه وطوائفـه‏ ( أمر على بيك رجاله بتجهيز ماله ومتاعه الخاص والإستعداد للرحيل , ثم أصدر أمراً إلى المعلم رزق - وكان هو المتصرف فى المالية المصرية - بإحضار ما فى الخزينة من المال العام - ولكن رزق كان قد أختفى )

 فى 26 المحرم سنة 1186 هـ 29 أبريل 1772 م .‏ فلمـا أصبح يوم الخميس عدى محمد بك إلى بر مصر وأوقدوا النار فـي ذلـك اليـوم فـي الديـر بعد ما نهبوه ودخل محمد بك إلى مصر وصار أميرها ونادى أصحاب الشرطة على أتباعه بأن لا أحد ياؤيهم ولا يتاويهم فكانت مدة غيبته سبعين يومًا‏.‏
وأرسل عبـد الرحمـن أغـا مستحفظـان إلى عبد الله كتخدا الباشا فذهب إليه بداره وقبض عليه وقطع رأسه ونادى بإبطال المعاملة التي ضربها المذكور بيد رزق النصراني وهي قروش مفرد ومجوز وقطـع صغـار تصـرف بعشر أنصاف وخمسة أنصاف ونصف قرش‏.‏ وكان أكثرها نحاسًا وعليها علامة علي بك‏.‏

فى 5 صفر سنة 1187 هـ 28 أبريل 1773 م تواترت الأخبار والإرجاقات بمجئ على بيك [ لم يكد يصل على بيك إلى الشام حتى أصابته حمى شديدة لفرط ما لاقاة من جهد وعناء وإعياء هذا غير أنه كاد يموت من القهر لزوال هيبته ودولته وقد أرسل له حليفة طاهر ووزيره إبراهيم الصباغ , فشفى بعد ثلاثة أسابيع ( ميخائيل نقولا العكاوى - تاريخ الشيخ ظاهر العمر ص 130 ) ]  وأصابته جراح فى وحهة فسقط عن جواده فإحتاطوا به وحملوه إلى مخيم محمد بيك , وخرج إليه وتلقاة وقبل يده وحمله من تحت أبطه حتى أجلسه فى بصيوانه [ كان لخيانة المرتزقة من مشاة المغاربة أثر أساسى فى هزيمته فى الصالحية , وهى من أهم المواقع الثلاث الحاسمة فى تاريخ على بيك ( رفعت رمضان - على بيك الكبير ص 196 ) ]

فى 8 صفر سنة 1187 هـ 1 مايو 1773 م قتل على بيك طنطاوى وسليمان كتخدا وعمر جاويش وغيرهم .

فى 9 صفر سنة 1187 هـ 2 مايو 1773 م وصل خبر ذلك إلى مصر فى الصباح , وحضروا إليها , وأنزل محمد بيك أستاذة فى منزله الكائن بالأزبكية يدرب عبد الحق , وأجرى عليه الأطباء لمداواة جراحاتة .

فى 15 صفر سنة 1187 هـ 8 مايو 1773 م وصل الحجاج وجخلوا مصر وأمير الحج إبراهيم بيك محمد .

وفى تلك الليلة : توفى الأمبر على بيك وذلك بعد وصوله بسبعة أيام ... قيل أنه سم فى جراحاته فغسل وكفن , ودفنوه عند أسلافة بالقرافة .

This site was last updated 09/07/10