Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ا

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إحتلال سليم 2 لمصر
مراد بيك وإبراهيم بيك
New Page 1722
New Page 1723
New Page 1724
New Page 1725
New Page 1726
New Page 1732
New Page 1733
New Page 1734
New Page 1735
New Page 1736
New Page 1737
New Page 1738
على بيك الكبير
New Page 1745
New Page 1754
New Page 1755
New Page 1756
New Page 1757
New Page 1758
New Page 1759
New Page 1760
New Page 1761
New Page 1762
New Page 1763
New Page 1764
New Page 1765
New Page 1766
New Page 1767
New Page 1769
New Page 1770
New Page 1771
New Page 1772
New Page 1773

Hit Counter

وفـي ذلك اليوم قبل العصر ركب عثمان خزاندار مراد بك سابقًا وذهب إلى سيده وكان من جملة من أخذ فرمانًا بالأمان فلما نزل إلى داره أخذ ما يحتاجه وذهب فلما بلغ الباشا هروبه اغتـاظ مـن فعلـه‏.‏
ثـم إن الباشـا تخيـل مـن إبراهيـم بك أمير الحاج فأمره بالنزول إلى بيته فنزل إلى جامع السلطان حسن وجلس به فأرسل له الباشا بالذهاب إلى منزله فذهب‏.‏
وفـي صبـح ثانـي يـوم ركـب سليمـان بـك وأيـوب بـك الكبير والصغير وخرجوا إلى مضرب النشاب وركـب إبراهيـم بـك أميـر الحـاج وذهـب إلـى بولـاق وأحـب أن يأخذ الجمال من المناخ فمنعه عسكر المغاربة ثم ذهب عند رفقائه بمضرب النشاب فلما بلغ الباشا ذلك أرسل لهم فرمانًا بالعودة فطردوا الرسول ومزقوا الفرمان وأقاموا بالمصاطب حتى اجتمعت عليهم طوائفهم وركبوا لحقوا بإخوانهـم فلما حصل ذلك اضطربت البلد وتوهموا صعودهم على الجبل بالمدافع ويضربوا على القلعة وغير ذلك من التوهمات وركب قائد أغا بعد صلاة الجمعة وعلي أغا خازندار مراد بك سابقًا وصحبتهم جملة من المماليك والعسكر وهم بالطرابيش وبيدهـم مكاحـل البنـدق والقرابينـات وفتائلهـا موقـودة فوصلـوا إلـى الرميلة فضربوا عليهم مدفعين فرجعوا إلى ناحية الصليبة ونزلـوا إلـى بـاب زويلـة ومـروا علـى الغوريـة والأشرفية وبين القصرين وطلعوا من باب انصر وأمامهم المناداة أمان واطمئنان حكم ما رسم إبراهيم بك ومراد بك وحكم الباشا بطال فلما سمع النـاس ذلـك ورأوه علـى تلـك الصـورة انزعجـوا وأغلقوا الدكاكين المفتوحة وهاجت النفوس وحاصوا حيصة عظيمة وكثر فيـه اللغـط‏.‏
ولمـا بلـغ الباشـا هـروب المذكوريـن حصـن القلعـة والمحمودية والسلطان حسن وأرسل الأغا فنادى على الألضاشات بالطلوع إلى القلعة‏.‏
وفي تلك الليلة ضرب المنسر كفـر الطماعيـن ونهبـوا منـه عـدة أماكـن وقتـل بينهـم أشخـاص وانقطعت الطرق حتى إلى بولاق ومصر القديمة وصارت التعرية من عند رصيف الخشاب‏.‏وفي يـوم السـبت ركـب إبراهيـم بـك وحسيـن بـك وأتـوا إلـى المناخ
أيضًا وأرادوا أخذ الجمال فمنعهم المغاربة وقيل أخذوا منهم جملة وعربدوا في ذلك اليوم عربدة عظيمة من كل ناحية وأرسل الباشـا قبـل المغرب فطلب تجار المغاربة فاجتمعوا وطلعوا بعد العشاء وباتوا بالسبيل الذي في رأي الرميلة وشدد الباشا في اجتماع الألضاشات ومن ينتسب للوجاقات فقيل له أن منهم من لا يملك قوت يومه وسبب تفرقهم الجوع وعدم النفقة فطلب أغات مستحفظان وأعطاه أربعة آلاف ريال لينفقها فيهم‏.‏
وفيـه عدى مراد بك من جزيرة الذهب إلى الآثار وكان إبراهيم بك ركب إلى حلوان وضربها وأحرقها بسبب أن أهل حلوان نهبوا مركبًا من مراكبه ولما عدى مراد بك إلى البر الشرقي أرسـل إلـى إبراهيـم بـك فحضـر إليـه واصطلـح معـه لـأن إبراهيـم بـك كـان مغتاظـًا منه بسبب سفرته وكسرته فـإن ذلـك كـان علـى غيـر مـراد إبراهيـم بـك وكـان قصـده أنهـم يستمـرون مجتمعيـن ومنضمين وإذا وصل القبطان أخلوا من وجهه إن لم يقدروا على دفعه أو مصالحته وتركوا له البلد ومصيره الرجوع إلى بلاده فيعودون بعد ذلك بأي طريق كان‏.‏
وكان ذلك هو الرأي فلم يمتثل مراد بك وأخذ في أسباب الخروج والمحاربة ولم يحصل من ذلك الأضياع المال والفشل والانهزام الذي لا حقيقة له وكان الكائن‏.‏
ولما اصطلحا تفرقت طوائفهما يعبثون فـي الجهـات ويخطفون ما يجدونه في طريقهم من جمال السقائين وحمير الفلاحين وبعضهم جلس في مرمى النشـاب وبعضهـم جهة بولاق ونهبوا نحو عشرين مركبًا كانت راسية عند الشيخ عثمان وأخذوا ما كان فيها من الغلال والسمن والأغنام والتمر والعسل والزيت‏.‏

وفـي يـوم الأحـد 11 شوال 1200 هـ  - 7 أغسطس 1786 م زاد تنطيطهم وهجومهم على البلد من كل ناحية ويدخلون أحزابًا ومتفرقيـن ودخل قائد أغا وأتى إلى بيته الذي كان سكن فيه وسكنه بعده حسن أغا المتولي وهو بيت قصبة رضوان فوجد باباه مغلوقًا فأراد كسره بالبلط فأعياه وخاف مـن طـارق فذهب إلى باب آخر من ناحية القريبة فضرب عليه الحراس بنادق فرجع بقهره يخطف كل ما صادفه ولم يزالوا على هذه الفعال إلى بعد الظهر من ذلك اليوم‏.‏
واشتد الكرب وضاق خناق الناس وتعطلت أسبابهم ووقع الصياح في أطراف الحارات من الحراميـة والسـراق والمناسر نهارًا والأغا والوألي والمحتسب مقيمون بالقلعة لا يجسرون على النزول منها إلى المدينة وتوقع كل الناس نهب البلد من أوباشها‏.‏
وكل ذلك والمآكل موجودة والغلال معرمة كثيرة بالرقع ورخصت أسعارها والأخباز كثيرة وكذلك أنواع الكعك والفطير وأشيـع وصول مراكب القبطان إلى شلقان ففرح الناس وطلعوا المنارات والأسطحة العالية ينظرون إلى البحـر فلـم يـروا شيئـًا‏.‏
فاشتـد الانتظـار وزاغـت الأبصـار فلمـا كـان بعد العصر سمع صوت مدافع علـى بعـد ومدافـع ضربـت من القلعة ففرحوا واستبشروا وحصل بعض الاطمئنان وصعدوا أيضًا علـى المنـارات فـرأوا عـدة مراكـب ونقايـر وصلـت إلى قرب ساحل بولاق ففرح الناس وحصل فيهم ضجيج وكان مراد بك وجماعة من صناجقه وأمرائه قد ذهبوا إلى بولاق وشرعوا في عمل متاريس جهة السبتية وأحضروا جملة مدافع علـى عجـل وجمعـوا الأخشـاب وحطـب الـذرة وأفرادا وغيرهـا فـوردت مراكـب الـأروام قبـل إتمامهـم ذلـك فتركـوا العمـل وركبـوا فـي الوقـت ورجعوا‏.‏ وضجت الناس وصرخت الصبيان وزغرتت النساء وكسروا عجل المدافع‏.‏
وفـي هـذا اليـوم أرسـل الأمـراء مكاتبـة إلـى المشايـخ والوجاقـات يتوسلـون بهـم فـي الصلـح وأنهم يتوبون ويعودون إلى الطاعة فقرئت تلك المكاتبات بحضرة الباشا فقال الباشا‏:‏ " يا سبحـان اللـه كـم يتوبون ويعودون ولكن اكتبوا لهم جوابًا معلقًا على حضور قبطان باشا‏ " .‏ فكتبوه وأرسلوه‏.‏

نائب السلطان العثمانى حسن باشا القبطان يكن ملك يحكم  مصر
وفي وقت العشاء من ليلة الاثنين 12 شوال 1200 هـ  - 8 أغسطس 1786 م وصل حسن باشا القبطان إلى ساحل بولاق وضربوا مدافع لقدومـه واستبشـر النـاس وفرحـوا وظنـوا أنـه مهـدي الزمان فبات في مراكبه إلى الصباح يوم الاثنين ثانـي عشـر شـوال وطلـع بعـض أتباعـه إلـى القلعة وقابلوا الباشا ثم أن حسن باشا ركب من بولاق وحضـر إلـى مصـر مـن ناحيـة بـاب الخـرق ودخـل إلـى بيـت إبراهيـم بـك وجلـس فيه وصحبته أتباعه وعسكـره وخلفـه الشيخ الأترم المغربي ومعه طائفة من المغاربة فدخل بهم إلى بيت يحيى بك‏.‏
وراق الحـال وفتحـت أبـواب القلعـة واطمـأن النـاس ونـزل مـن بالقلعـة إلـى دورهم وشاع الخبر بذهاب الأمراء المصرية إلى جهة قبلي من خلف الجبل فسافر خلفهم عدة مراكب وفيها طائفة من العسكـر واستولـوا علـى مراكـب مـن مراكبهـم وأرسلوهـا إلـى ساحل بولاق وأنقذ حسن باشا رسلًا إلى اسمعيل بك وحسن بك الجداوي يطلبهما للحضور إلى مصر‏.‏
وفيـه خرجـت جماعة من العسكر ففتحوا عدة بيوت من بيوت الأمراء ونهبوها وتبعهم في ذلك الجعيديـة وغيرهـم فلمـا بلـغ القبطـان ذلـك أرسـل إلـى الوالـي والآغـا وأمرهم بمنع ذلك وقتل من يفعله ولو من أتباعه‏.‏
ثم ركب بنفسه وطاف البلد وقتل نحو ستة أشخاص من العسكر وغيرهم وجد معهم منهوبات فانكفوا عن النهب‏.‏
ثم نزل على بابا زويلة وشق من الغورية ودخل من عطفـة الخراطيـن علـى بـاب الأزهـر وذهـب إلـى المشهـد الحسينـي فـزاره ونظـر إلى الكسوة ثم ركب وذهـب إلى بيت الشيخ البكري بالأزبكية فجلس عنده ساعة وأمر بتسمير بيت إبراهيم بك الـذي بالأزبكيـة وبيـت مـراد بـك‏.‏
ثـم ذهـب إلـى بولـاق ورجـع بعـد الغـروب إلـى المنـزل وحضـر عنده محمد باشا مخفيًا واختلى معه ساعة‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 13 شوال 1200 هـ  - 9 أغسطس 1786 م ذهب إليه مشايخ الأزهر وسلموا عليه وكذلك التجار وشكـوا إليـه ظلـم الأمراء فوعدهم بخير واعتذر إليهم باشتغاله بمهمات الحج وضيق الوقت وتعطل أسبابه‏.‏
وفيه عمل الباشا الديوان وقلد حسن أغا مستحفظان صنجقية وخلع على علي بك جركس الاسمعيلـي صنجقيـة كمـا كـان فـي أيـام سيـده اسمعيل بك وخلع على غيطاس كاشف تابع صالح بك صنجقية وخلع على قاسم كاشف تابع أبي صنجقية أيضًا وخلع على مراد كاشف تابع حسن بك الأزبكاوي صنجقية وخلع على محمد كاشف تابع حسين بك كشكش صنجقية وقلـد محمـد أغـا أونـؤد الوالـي أغـات الجمليـان وقلـد موسـى أغا الوالي تابع علي بك أغات تفكجية وخلع على باكير أغا تابع محمود بك وجعله أغات مستحفظان وخلع على عثمان أغا الجلفي وقلده الزعامة عوضًا عن محمد أغا ولما تكامل لبسهم التفت إليهم الباشا ونصحهم وحذرهم وقـال للوجاقليـة‏:‏ الزموا طرائقكم وقوانينكم القديمة ولا تدخلوا بيوت الأمراء الصناجق إلا لمقتضى واكتبوا قوائمكم بتعلقاتكم وعوائدكم أمضيها لكم‏.‏
ثم قاموا وانصرفوا إلى بيوتهم ونزل الأغا وأمامه المناداة بالتركي والعربي بالأمان على أتباع الأمراء المتوارين والمخفيين وكل ذلك تدبير وترتيب الاختيارية وقلدوا من كل بيت أميرًا لئلًا يتعصبوا لأنفسهم ولا تتحد أغراضهم‏.‏
وفيه أرسل حسن باشا إلى نواب القضاء وأمرهم أن يذهبوا إلى بيوت الأمراء ويكتبوا مـا يجدونه من متروكاتهم ويودعوه في مكان من البيت ويختمون عليه ففعلوا ذلك‏.‏
وفي تلك الليلة وردت خمس مراكب رومية وضربوا مدافع وأجيبوا بمثلها من القلعة‏.‏
وفـي يـوم الأربعـاء 14 شوال 1200 هـ  - 10 أغسطس 1786 م ركـب حسن باشا وذهب إلى بولاق وهو بزي الدلاة وعلى رأسه هيئة قلبق من جلد السمور ولابس عباءة بطراز ذهب وكان قبل ذلك يركب بيهئته المعتادة وهي هيئة القباطيـن وهـي فوقانيـة جـوخ صايـة بدلايـة حريـر علـى صـدره وعلـى رأسـه طربـوش كبيـر يعمـم بشال أحمـر وفـي وسطـه سكينـة كبيـرة وبيـده مخصـرة لطيفـة هيئـة حربـة بطرفهـا مشعـب حديـد علـى رسـم الجلالة‏.‏
وفيه نادى الأغا على كل من كان سراجًا بطالًا أو فلاحًا أو قواسًا بطالًا يسافر إلى بلده ومن وجد بعد ثلاثة أيام يستحق العقوبة‏.‏
وفيه أيضًا نودي على طائفة النصارى بأن لا يركبوا الدواب ولا يستخدموا المسلمين ولا يشتروا الجـواري والعبيـد ومـن كـان عنده شيء من ذلك باعه أو أعتقه وأن يلزموا زيهم الأصلي من شد الزنار والزنوط وفيـه أرسـل حسـن باشـا إلـى القاضـي وأمره بالكشف عن جميع ما أوقفه المعلم إبراهيم الجوهري على الديور والكنائس من أطيان ورزق وأملاك والمقصـود مـن ذلـك كلـه استجلـاب الدراهـم والمصالح‏.‏
وفـي يوم الخميس 15 شوال 1200 هـ  - 11 أغسطس 1786 م - الموافق 6 مسرى من الشهور القبطية نودي على طائفة النصارى بالأمان وعدم التعرض لهم بالإيذاء وسببه تسلط العامة والصغار عليهم‏.‏
وفيه كثر تعدي العساكر على أهل الحرف كالقهوجية والحمامية والمزينين والخياطين وغيرهم فيأتـي أحدهـم إلـى الحمامـي أو القهوجـي أو الخيـاط ويقلـع سلاحـه ويعلقـه ويرسم ركنه في ورقة أو على بابا دكان وكأنه صير شريكه وفي حمايته ويذهب حيث شاء أو يجلس متى شاء ثم يحاسبـه ويقاسمـه فـي المكسـب وهـذه عادتهـم إذا ملكوا بلدة ذهب كل ذي حرفة إلى حرفته التي كان يحترفها في بلده ويشارك البلدي فيها فثقل على أهل البلدة هذه الفعلة لتكلفهم مالًا ألفوه ولا عرفوه‏.‏ وفيه أجلسوا على أبواب المدينة رجلًا أوده باشا ومعـه طائفـة مـن العسكـر نحـو الثلاثيـن أو العشرين‏.‏
وفيـه أعنـي يـوم الخميـس الموافـق لسـادس مسـرى القبطـي نـودي بوفاء النيل فأرسل حسن باشا في صبـح يـوم الجمعـة كتخـداه والوالـي فكسـر السـد علـى حيـن غفلـة وجـرى المـاء فـي الخليـج ولـم يعمـل له موسم ولا مهرجان مثل العادة بسبب القلقة وعدم انتظام الأحوال والخوف من هجوم الأمراء المصرية فإنهم لم يزالوا مقيمين جهة حلوان‏.‏
وفيـه نـودي بتوقيـر الأشـراف واحترامهـم ورفـع شكواهـم إلـى نقيـب الأشراف وكذلك المنسوبون إلى الأبواب ترفع إلى وجاقه وإن كان من أولاد البلد فإلى الشرع الشريف‏.‏
وفيه مرت جماعة من العسكر على سوق الورية فخطفوا من الدكاكين أمتعة وأقمشة فهاجت أهل الدكاكين والناس المارون وأغلقوا الحوانيت وثارت كرشة إلى بابا زويلة وصادف مرور الوالـي فقبـض علـى ثلاثـة أنفـار منهم واستخلص ما بأيديهم وهرب الباقون وكان الوالي والأغا كل منهما صحبته ضابطان من جنس العسكر‏.‏ وفيه نودي بمنع القواسة وأسافل الناس من لبس الشيلان الكشميري والتختم أيضًا‏.‏
وفيـه وصلـت مراكـب القباطين الواردين من جهة دمياط إلى ساحل بولاق وفيهم اسمعيل كتخدا حسن باشا فضربت لهم مدافع من القلعة‏.‏
وفيـه قبضـوا علـى ثلاثـة مـن العسكـر أفسدوا بالنساء بناحية الرميلة فرفعوا أمرهم وأمر الخطافين إلى القبطان فأمر يقتلهم فضربوا أعناق ثلاثة منهم بالرميلة وثلاثة في جهات متفرقة‏.‏
وفيه نودي بأبطال العسكر لأهل الحرف ومن أتاه عسكري يشاركه أو أخذ شيئًا بغير حق فليمسـك ويضـرب وتوثـق أكتافـه ويؤتـى بـه إلـى الحاكـم وحضـر الوالـي وصحبتـه الجاويـش وقبـض على مـن وجده منهم بالحمامات والقهاوي وطردهم وزجرهم وذلك بسبب تشكي الناس فلما حصل ذلك اطمأنوا وارتاحوا منهم‏.‏ وفيه عدى الأمراء إلى البر الغربي‏.‏

وفي يوم السبت 17 شوال 1200 هـ  - 13 أغسطس 1786 م خلعوا على محمد بك تابع الجرف وجعلوه كاشفًا على البحيرة‏.‏
وفيه جاء الخبر عن الأمراء أن جماعة من العرب نحو الألف اتفقوا أنهم يكبسون عليهم ليلًا ويقتلونهم وينهبونهم فذهب رجل من العرب وأخبرهم بذلك الاتفاق فأخلوا من خيامهم وركبوا خيولهم وكمنوا بمرأى من وطاقهم فلما جاءت العربان وجدوا الخيام خالية فاشتغلوا بالنهب فكبس عليهم الأمراء من كمينهم فلم ينج من العرب إلا من طال عمره‏.‏
وفيه نودي على طائفة النساء أن لا يجلسن على حوانيت الصياغ ولا في الأسـواق إلا بقـدر الحاجة‏.‏
وفـي يـوم الأحد عملوا الديوان وقلدوا مراد بك أمير الحاج وسماه حسن باشا محمدًا كراهة في اسـم مراد بك فصار يكتب في الإمضاء محمد بك حسن وكان هذا اليوم هو ثاني يوم ميعاد

وفـي يـوم الثلاثـاء 20 شوال 1200 هـ  - 16 أغسطس 1786 م كتبـت فرمانـات لشيـخ العرب أحمد بن حبيب بخفر البرين والموارد من بولاق إلى حد دمياط ورشيد على عادة أسلافه وكل ذلك مرفوعًا عنهم من أيام علي بك ونودي له بذلك على ساحل بولاق‏.‏
وفيه أخرجت خبايا وودائع للأمراء من بيوتهم الصغار لهم ولأتباعهم وختم أيضًا على أماكن وتركـت على ما فيها ووقع التفتيش والفحص على غيرها وطلبوا الخفراء فجمعوهم وحبسوهم ليدلوا على الأماكن التي في العطف والحارات وطلبت زوجة إبراهيم بك وحبست في بيت كتخدا الجاويشية هي وضرتها أم مرزق بك حتى صالحا بجملة من المال والمصاغ خلاف ما أخذ من المستودعات عند الناس وطولبت زليخا زوجة إبراهيم بك بالتـاج الجوهـر وغيـره وطلبت زوجة مراد بك فاختفت وطلب من السيد البكري ودائع مراد بك فسلمها‏.‏
وفي يوم الخميس 22 شوال 1200 هـ  - 18 أغسطس 1786 م عمل الباشا ديوانًا وخلع على علي أغا كتخدا الجاويشية وقلده صنجقيًا ودفتـردار وشيخ البلد ومشير الدولة فصار صاحب الحل والعقد وإليه المرجع في جميع الأمور الكلية والجزئية وقلد محمد أغا الترجمان وجعله كتخدا الجاويشية عوضًا عن المذكور وخلع علـى سليمـان بـك الشابوري وقلده صنجقًا كما كان أيضًا في الدهور السالفة وخلع على محمد كتخدا بن أباظة المحتسب وجعله ترجمانا عوضًا عن محمد أغا الترجمان وخلع على أحمد أغا

وفي يوم الجمعة 23 شوال 1200 هـ  - 19 أغسطس 1786 م ركب المشايخ إلى حسن باشا وتشفعوا عنده في زوجة إبراهيم بك وذلك بإشارة علي بك الدفتردار فأجابهم بقوله تدفع ما على زوجها للسلطان وتخلص أزواجهن لهم مدة سنين ينهبون البلاد ويأكلون أموال السلطان والرعية وقد خرجوا من مصر على خيولهم وتركوا الأموال عند النساء فإن دفعن ما على أزواجهن تركت سبيلهن إلا أذقناهن العذاب‏.‏ وانفض المجلس وأقاموا وذهبوا‏.‏ وفيه ورد الخبر عن الأمراء أنهم ذهبوا إلى أسيوط وأقاموا بها‏.‏
وفـي يـوم السبـت 24 شوال 1200 هـ  - 20 أغسطس 1786 م حصـل التشديـد والتفتيـش والفحـص عـن الودائـع‏.‏
ونودي في الأسواق بأن كل من كـان عنـده وديعـة أو شـيء مـن متـاع الأمـراء الخارجيـن ولا يظهـره ولا يقـر عليـه فـي مـدة ثلاثـة أيام قتل من غير معاودة إن ظهر بعد ذلك‏.‏
وفيـه طلـب حسـن باشـا من التجار المسلمين والإفرنج والأقباط دراهم سلفة لتشهيل لوازم الحج وكتب لهم وثائق وأجلهم ثلاثين يومًا ففردوها على أفرادهم بحسب حال كل تاجر وجمعوها‏.‏ وفيه حصلت كائنة على بن عياد المغربي ببولاق وقتله اسمعيل كتخدا حسن باشا‏.‏
وفيه نادوا على النساء بالمنع من النزول في مراكب الخليج والأزبكية وبركة الرطلي‏.‏
وفيه كتبوا مكاتبات من حسن باشا ومحمد باشا الوالي والمشايخ والوجاقات خطابًا لاسمعيل

وفـي يـوم الأحـد خامـس عشرينه 25 شوال 1200 هـ  - 21 أغسطس 1786 م نودي على النساء أن لا يخرجن إلى الأسواق ومن خرجت بعد اليوم شنقت فلم ينتهين‏.‏
وفيه حضر حسن باشا المطربازية واليسرجية وأخرج جواري إبراهيم بك وباقي الأمراء بيضًا وسـودًا وحبوشـًا ونـودي عليهـن بالبيـع والمـزاد فـي حـوش البيت فبيعوا بأبخس الأثمان على العثمانية وعسكرهم وفي ذلك عبرة لمن يعتبر‏.‏
وفي يوم الاثنين 26 شوال 1200 هـ  - 22 أغسطس 1786 م أحضروا أيضًا عدة جوار من بيوت الأمراء ومن مستودعات كن مودعات فيها وأخـذوا جـواري عثمـان بـك الشرقـاوي مـن بيتـه ومحظيتـه التـي فـي بيتـه الـذي عنـد حيضان المصلى فأخرجوهـا بيـد القليونجيـة وكذلـك جـواري أيـوب بـك الصغـر ومـا فـي بيوت سليمان أغا الحنفي من جـوار وأمتعـة وكذلـك بيـوت غيـره مـن الأمـراء وأحاطـوا بعـدة بيـوت بدرب الميضأة بالصليبة وطليون ودرب الحمام وحارا المغاربة وغيرهم في عدة أخطاط فيهـا ودائـع وأغلـال فاخـذوا بعضهـا وختمـوا علـى باقيهـا وأحضـروا الجواري بين يدي حسن باشا فأمر ببيعهن وكذلك أمر ببيع أولاد إبراهيم بك مرزوق وعديله والتشديد على زوجاته ثم إن شيخ السادات ركب إلى الشيخ أحمـد الدرديـر وأرسلـوا إلـى الشيـخ أحمـد العروسـي والشيـخ محمـد الحريري فحضروا وتشاوروا في هـذا الأمـر ثـم ركبوا وطلعوا إلى القلعة وكلموا محمد باشا وطلبوا منه أن يتكلم مع قبطان باشا فقـال لهم‏:‏ ليس لي قدرة على منعه ولكن اذهبوا إليه واشفعوا عنده‏.‏
فالتمسوا منه المساعدة فأجابهـم واقـل‏:‏ اسبقونـي وأنا أكون في أثركم فلما دخلوا على القبطان وحضر أيضًا محمد باشا وخاطبـوه فـي شـأن ذلـك وكـان المخاطـب لـه شيـخ السـادات فقـال لـه‏:‏ إنا سررنا بقدومك إلى مصر لما ظنناه فيك من الإنصاف والعدل وأن مولانا السلطان أرسلك إلى مصر لإقامة الشريعة ومنع الظلم وهذا الفعل لا يجوز ولا يحل بيع الأحرار وأمهات الأولاد ونحو ذلك من الكلام فاغتاظ وأحضر أفندي ديوانه وقال اكتب أسماء هؤلاء لأرسل إلى السلطان وأخبره بمعارضتهم لأوامره ثـم التفـت إليهـم وقـال‏:‏ أنـا أسافـر مـن عندكـم والسلطـان يرسـل لكـم خلافي فتنظروا فعله أما كفاكم أنـي فـي كـل يـوم أقتـل مـن عساكري طائفة على أيسر شيء مراعاة وشفقة ولو كان غيري لنظرتم فعـل العسكـر فـي البيـوت والأسـواق والنـاس‏.‏
فاقلـوا لـه إنمـا نحـن شافعـون والواجـب علينـا قـول الحـق‏.‏ وقاموا من عنده وخرجوا وتغير خاطره من ذلك الوقت على شيخ السادات‏.‏
وفيه قبض اسمعيل كتخدا حسن باشا على الحاج سليمان بن ساسي التاجر وجماعة منن طليون وألزمه بخمسمائة كيس فولول واعتذر بعجزه عن ذلك فلم يقبـل ولطمـه علـى وجهـه وشدد عليه فراجعوه وتشفعوا فيه إلى أن قررها مائة كيس فحلف أنه لا يملك إلا ثلثمائة فرق بـن وليـس لـه غيرهـا فأرسـل وختـم عليهـا فـي حواصلهـا واستمـر فـي الاعتقـال حتـى غلـق المائـة كيس وفـي يـوم الثلاثاء سابع عشرينه كان خروج المحمل صحبة أمير الحاج محمد بك المبدول بالموكب على العادة ما عدا طائفة الينكرجية والعزب خوفًا من اختلاط العثمانية بهم وحضر حسن باشا القبطان إلى مدرسة الغورية لأجل الفرجة والمشاهدة ولم يزل جالسًا حتى مر الموكب والمحمـل‏.‏
ولمـا مـرت عليه طوائف الأشاير فكانت تقف الطائفة منهم تحت الشباك ويقرأون الفاتحة فيرسل لهم ألف نصف فضة في قرطاس ولما انقضى أمر ذلك ركب بجماعة قليلة وازدحمت النـاس للفرجـة عليـه وكـان لابسـًا علـى هيئـة ملـوك العجـم وعلى رأسه تاج من ذهب مزرد مخروط الشكل وعليه عصابة لطيفة من حرير مرصعة بالجوهر ولها ذوائب على آذانه وحواجبه وعليه عباءة لطخ قصب أصفر‏.‏
وفي يوم الأربعاء 28 شوال 1200 هـ  - 24 أغسطس 1786 م نودي على النصارى واليهود بأن يغيروا أسماءهم التي على أسماء الأنبياء كإبراهيـم وموسـى وعيسـى ويوسـف واسحـق وأن يحضـروا جميـع مـا عندهم من الجواري والعبيد وإن لم يفعلوا وقع التفتيش على ذلك في دورهم وأماكنهم فصالحوا على ذلك بمال فحصـل العفـو وأذنـوا لهـم فـي أن يبيعـوا مـا عندهـم مـن الجـواري والعبيد ويقبضوا أثمانهم لأنفسهم ولا يستخدموا المسلمين فأخرجوا ما عندهم وباعوا بعضه وأودعوه عند معارفهم من المسلمين‏.‏
وفيه حضر مبشر بتقرير الباشا على السنة الجديدة‏.‏
وفي يوم الخميس أرسل حسن باشا القبطان جملة من العسكر البحرية وصحبتهـم اسمعيـل كتخـدا إلـى عـرب البحيـرة لكونهـم خامـروا مـع المصرليـة ووقـع الخلـف بينهـم وبين قبليتهم ثم حضروا مع أخصامهم بين يدي القبطان واصطلحوا ثم نكثوا وتحاربوا مع بعضهم فحضر الفرقة الأولى واستنجدوا بحسن باشا فأرسل لهم اسمعيل كتخدا بطائفة من العسكر في المراكب فهربوا ورجع اسمعيل كتخدا ومن معه على الفور‏.‏
وفـي يـوم الجمعـة غايـة شـوال وصلـت العساكـر البرية صحبة عابدي باشا ودرويش باشا إلى بركة الحج وكان أمير الحاج مقيمًا بالحجاج بالعادلية ولم يذهبوا إلى البركة على العادة بسبب قدوم هؤلاء‏.‏
وفـي يـوم السبت غرة ذو القعدة 1200 هـ  - 26 أغسطس 1786 م ارتحل الحجاج من العادلية وحضر عابدي باشا ودرويش باشا إلى العادلية وخرج حسن باشا إلى ملاقاتهم ودخلت طوائف عساكرهما إلى المدينة وهم بهيئات مختلفة وأشكال منكرة وراكبون خيولًا وأكاديش كأمثال دواب الطواحين وعلى ظهورها لبابيد شبه البراذع متصلة بكفل الاكديش وبعضهم بطراطير سود طوال شبه الدلاة والبعض معمم ببوشيـة ملونـة مفشولـة علـى طربـوش واسـع كبيـر مخيط عليه قطعة قماش لابسها دماغه والطربوش مقلوب على قفاء مثل حزمة البراطيش وهم لابسون زنوط وبشوت محزمين عليها وصورهم بشعـة وعقائدهـم مختلفـة وأشكالهـم شتـى وأجناسهـم متفرقـة ما بين أكراد ولاوند ودروز وشوام‏.‏
ولكن لم يحصل منهم إيذاء لأحد وإذا اشتروا شيئًا أخذوه بالمصلحة فباتوا بالخيام عند سبيل قيماز تلك الليلة‏.‏
وفـي يـوم الأحـد 2 ذو القعدة 1200 هـ  - 27 أغسطس 1786 م ركب عابدي باشا ودرويش باشا وذهبوا إلى البساتين من خارج البلد فمروا بالصحراء وباب الوزير وأجروا عليهم الرواتب من الخبز واللحم والأرز والسمن وغيره‏.‏
وفيه نودي على النصارى بإحضار ما عندهم من الجواري والعبيد ساعة تاريخه ثم نزلت العساكـر وهجمـت علـى بيوت النصارى واستخرجوا ما فيها فكان شيئًا كثيرًا وأحضروهم إلى القبطان فأخرجوهم إلى المزاد وباعوهم واشترى غالبهم العسكر وصاروا يبيعونهم على الناس بالمرابحة فإذا أراد إنسان أن يشتري جارية ذهب إلى بيت الباشا وطلب مطلوبه فيعرض عليه الجواري من مكان عند باب الحريم فإذا أعجبته جارية أو أكثر حضر صاحبها الذي اشتراها فيخبره برأس ماله ويقوله له‏:‏ وأنا آخذ مكسي كذا فلا يزيد ولا ينقص فإن أعجبه الثمن دفعه وإلا تركها وذهب‏.‏
ثم وقع التشديد على ذلك وأحضروا الدلالين والنخاسين القدم والجـدد واستدلوا منهم على المبيوعات‏.‏
وفيه حضر القبطان المهندسين ليستخبر منهم عن الخبايا والدفائن التي صنعوها في البيوت وفي يوم الاثنين أمر القبطان الأمراء والصناجق والوجاقلية أن يذهبوا للسلام على عابدي باشا ودرويـش باشـا فذهـب الصناجـق أولًا بسائر أتباعهم وطوائفهم وتلاهم الوجاقلية فسلموا ورجعوا من البساتين وكلاهما في جمع كثير‏.‏
وفـي يـوم الثلاثاء 4 ذو القعدة 1200 هـ  - 29 أغسطس 1786 م حضر عابدي باشا عند القبطان وسلم عليه ثم طلع إلى القلعة وسلم على محمد باشا المتولي ثم نزل وخرج إلى مخيمه بالبساتين‏.‏
وفيـه قـرر علـى بيـوت النصارى الذين خرجوا بصحبة الأمراء المصرية مبلغ دراهم مجموع متفرقها خمسة وسبعون ألف ريال‏.‏
وفيه أمر أيضًا بإحصاء بيوت جميع النصارى ودورهم وما هو في ملكهم وأن يكتب جميع ذلـك فـي قوائـم ويقـرر عليها أجرة مثلها في العام وأن يكشف في السجل على ما هو جار في أملاكهم‏.‏
ثم قرر عليهم أيضًا خمسمائة كيس فوزعوها على أفرادهم فحصل لفقرائهم الضرر الزائـد وقيـل أنهـم حسبـوا لهم الجواري المأخوذة منهم من أصل ذلك على كل رأس أربعون ريالًا‏.‏
وقرر أيضًا على كل شخـص دينـارًا جزيـة العـال كالـدون وذلـك خـارج عـن الجزيـة الديوانيـة المقرر
ة‏.‏
وفي يوم الخميس 6 ذو القعدة 1200 هـ  - 31 أغسطس 1786 م عمل محمد باشا ديوانًا وخلع على مصطفى أغا تابع حسن أغا تابع عثمان وكيل دار السعادة سابقًا وقلده وكيل دار السعادة كأستاذ أستاذه وكانت شاغرة من أيام علي بك‏.‏
وفيه أيضًا سمحوا في جمرك البهار والسلخانة لباب الينكجريـة كمـا كـان قديمـًا وكـان ذلـك مرفوعًا عنهم من أيام ظهور علي بك‏.‏
وفيه انتقل عابدي باشا ودرويش باشا من ناحية البساتين إلى قصر العيني بشاطئ النيل وجلسوا هناك‏.‏
وفيه دفع قبطان باشا بعض دراهم السلفة التي كان اقترضها من التجار فدفع ما للإفرنج وجانبًا لتجار المغاربة ووعدهم بغلاق الباقي‏.‏
وفيه قبض القبطان على راهب مـن رهبـان النصـارى واستخلـص منـه صندوقـًا مـن ودائـع النصارى‏.‏
وفيـه ايضـًا قبـض علـى شخـص مـن الأجنـاد مـن بيتـه بخشقدم وأخرجوا من داره زلعتين مسدودتين كل واحدة منهما يرفعها ثمانية من الرجال العتالين بالآلة لا يعلم ما فيها‏.‏
وفي يوم الجمعة 7 ذو القعدة 1200 هـ  - 1 سبتمبر 1786 م عمل شيخ السادات عزومة لحسن باشا عند تربة أجداده بالقرافة‏.‏
وفيـه حضـر قاصـد من طرف اسمعيل بك وعلى يده مكاتبات من المذكور يخبر فيها بأنه وصل إلـى دجرجـا وقصـده الإقامـة هناك لأجل المحافظة في تلك الجهة حتى تسافر العسكر فإذا التقوا مع الأمراء وكسروهم وهزموهم يكون هو ومن معه في أقفيتهم وقت الحرب ومانعًا عند الهزيمة‏.‏
وفي يوم السبت  8 ذو القعدة 1200 هـ  - 2 سبتمبر 1786 م قبض القبطان على المعلم واصف وحبسه وضربه وطالبه بالأموال وواصف هـذا أحـد الكتـاب المباشريـن المشهوريـن ويعـرف الإيـراد والمصاريـف وعنـده نسـخ مـن دفاتـر الروزنامة ويحفظ الكليات والجزئيات ولا يخفى عن ذهنه شيء من ذلك ويعرف التركي‏.‏
 وفي يوم الأحد 9 ذو القعدة 1200 هـ  - 3 سبتمبر 1786 م قبض على بعض نساء المعلم إبراهيم الجوهري من بيت حسن أغا كتخدا علي بك أمين احتساب سابقًا فأقرت على خبايا أخرجوا منها أمتعة وأواني ذهب وفضة وسروجًا وغير ذلك‏.‏
وفي يوم الاثنين 10 ذو القعدة 1200 هـ  - 4 سبتمبر 1786 م حصلت جمعية بالمحكمة بسبب جمرك البهار وذلك أن إبراهيم بك شيخ البلد أخذ من التجار في العام الماضي مبلغًا كبيرًا من حساب الباشا وذلك قبل حضوره من ثغر سكندرية فلما حضر دفعوا له البواقي وحاسبهم وطالبهم بذلك المبلغ فمطالوا ووعدوه إلى حضور المراكـب فلمـا حضـرت المراكـب فـي أوائـل شهـر رمضـان مـن هـذه السنـة أحضرهـم وطالبهم فلم يزالوا يستوفونه ويعتذرون له وذلك خوفًا من إبراهيم بك ويعيدون القول على إبراهيم بك فيقول لهم لا تفضحوني ويلاطفهم ويداهنهم كما هي عادته والباشا يطالبهم‏:‏ فلما ضـاق خناقهـم أخبـروه أن إبراهيـم بك يطلب ذلك ويقول أنا محتاج لذلك في هذا الوقت ووالدي الباشا يمهل وأنا أحاسبه بعد ذلك ولم يخبروه أنه أخذه فلم يرض ولم يقبل وصار يرسل إلى إبراهيم بك يشكو له من التجار ومطلهم فيرسل إبراهيم بك مع رسوله معينين من سراجينه يقولون للتجار ادفعوا مطلوبات الباشا فإذا حضر إليه التجار تملق لهم ويقول اشتروا لحيتي واشترونـي فلـم يـزل التجـار فـي حيـرة بينهمـا وقصـد إبراهيـم بـك أن التجـار يدفعـون ذلـك القدر ثانيًا إلـى الباشـا وهـم يثاقلونـه خوفًا من أن يقهرهم في الدفع‏.‏
ثم حصلت الحركات المذكورة وحضور القبطـان وخـروج إبراهيـم بـك وإخوانه فبقي الأمر على السكوت‏.‏ فلما راق الحال واطمأن الباشا أرسـل يطالـب التجـار بالمبلـغ وهـو أربعة وأربعون ألف ريال فرانسة‏.‏
فعند ذلك أفصحوا له عن حقيقة الأمر وأنهم دفعوا ذلك لإبراهيم بك قبل حضوره إلى مصر فاشتد غيظه وقال‏:‏ ومن أمركـم بذلـك ولا يلزموني ولا بد من أخذ عوائدي على الكامل‏.‏
ثم أنهم ذهبوا إلى حسن باشا واستجاروا به فأمرهم أن يترافعوا إلى الشرع فاجتمعوا يوم الأحد في المحكمة وأقام الباشا من جهته وكيلًا وأرسله صحبة أنفار من الوجاقلية واجتمعت التجار حتى ملأوا المحكمة وطلبوا حضور العلماء فلم يحضروا‏.‏
وانفض المجلس بغير تمام ثم حضر التجار في ثاني يوم وحضر العلمـاء ولـم يحضـر وكيـل الباشـا ثـم أبـرز التجـار رجعـة بختـم إبراهيـم بـك وتسلمه المبلغ مؤرخة في ثاني عشـر شعبـان أيـام قائمقاميتـه ووكالتـه عـن الباشـا وأبـرزوا فتـاوى أيضـًا وسئـل العلمـاء فأجابوهم بقولهم حيث أن الباشا أرسل فرمانًا لإبراهيم بك أن يكون قائمًا مقامه ووكيلًا عنه إلى حين حضوره فيكون فعل الوكيل كالأصيل وتخلص ذمة التجار وليـس للباشـا مطالبتهـم ومطالبته على إبراهيم بك على أن ذلك ليس حقًا شرعيًا‏.‏
وكتب القاضـي إعلامـًا بذلـك وأرسله إلى الباشا وانفض المجلس على دماغ الباشا‏.‏

وفي يوم الخميس 13 ذو القعدة 1200 هـ - 7 سبتمبر 1786 م  تعين للسفر عدة من العساكر البحرية في المراكب ولحقت بالمراكب السابقة‏.‏
وفـي يـوم الجمعـة 14 ذو القعدة 1200 هـ - 8 سبتمبر 1786 م حضر أحمد باشا والي جدة الذي كان مقيمًا بثغر الإسكندرية إلى ثغر بولاق فذهب لملاقاته علي بك الدفتردار وكتخدا الجاويشية وأرباب الخدم فركب صحبتهم وتوجه إلى ناحية العادلية وجلس هناك بالقصر‏.‏
وفي يوم السبت 15 ذو القعدة 1200 هـ - 9 سبتمبر 1786 م حضر حسن باشا وعابدي باشا ودرويش باشا إلى بيت الشيخ البكري بالأزبكيـة باستدعـاء وجلسـوا هنـاك إلـى العصـر وقـدم لهـم تقادم وهدايا وحضروا إليه في مراكب من الخليج‏.‏
وفـي يـوم الأحـد 16 ذو القعدة 1200 هـ - 10 سبتمبر 1786 م  أحضروا عند حسن باشا رجلًا من الأجناد يسمى رشوان كاشف من مماليك محمـد بـك أبـي الذهـب فأمـر برمي عنقه ففعلوا به ذلك وعلقوا رأسه قبالة باب البيت‏.‏
قيل أن سبـب ذلـك أنـه كـان بجرجـا أيـام الحركـة فلمـا خـرج رفقـاؤه حضـر إلـى مصـر وطلب الأمان فأمنوه ولم يزل بمصر إلى هذا الوقت فحدثته نفسه بالهروب إلى قبلي فركب جواده وخرج فقبض عليه المحافظون وأحضروه إلى حسن باشا فأمر برمي عنقه وقيل أن السبب غير ذلك‏.‏
وفيـه وصلـت مراسلـة مـن كبيـر العساكـر البحريـة وأخبروا أنهم وقع بينهم وبين الأمراء القبالي لطمة ورموا على بعضهم مدافع وقنابر من المراكب فانتقل المصريون من مكانهم وترافعوا جهة الجبانة وصار البلد حائلًا بين الفريقين وساحل أسيوط طرد لا يحمل المراكب ومن الناحية الأخرى جزيرة تعوقهم عن التقرب إليهم‏.‏
وصوروا صـورة ذلـك وهيئتـه فـي كاغـد لأجـل المشاهـدة وأرسلوها مع الرسول‏.‏
وفيه عمل الديوان بالقلعة وتقلد قاسم بك أبو سيف ولاية جرجا وسارى عسكر التجريدة المعينة صحبة عابدي باشـا ودرويـش باشـا ومعهـم مـن الصناجـق أيضـًا علـي بـك جركـس الاسمعيلـي وغياطـس بـك المصالحـي ومحمـد بـك كشكش ومن الوجاقلية خمسمائة نفر وأخذوا في التجهيز والسفر‏.‏
وفي يوم الاثنين 17 ذو القعدة 1200 هـ - 11 سبتمبر 1786 م   حضر إلى ساحل بولاق أغا من الديار الرومية وهو أمير اخور وعلـى يـده مثالـات وخلع وهو جواب عن الرسالة بالأخبار الحاصلة وخروج الأمراء فركب أغات مستحفظان ومن له عادة بالكروب لملاقاته وطلع حسن باشـا وعابـدي باشـا وأحمـد باشـا الجداوي ودرويش باشا والأمراء والصناجق والوجاقـات والقاضـي والمشايـخ واجتمعـوا بالقلعـة وحضر الأغا من بولاق بالموكب والنوبة خلفه وبقية الأغوات وهم يحملون بقجًا على أيديهم والمكاتبـات فـي أكيـاس حريـر علـى صدورهـم ولما دخلوا باب الديوان قام الباشوات والأمراء على أقدامهم وتلقوهم ثم بدأوا بقراءة المرسوم المخاطب به حسن باشا فقرأوه ومضمونه التبجيل والتعظيم لحسن باشا وحسن الثناء عليه بما فعله من حسن السياسة والوصية على الرعية وصرف العلائف والغلال‏.‏
وفيه ذكر اسمعيل بك وحسن بك والتحريض والتأكيد على القتـل والانتقـام مـن العصـاة ولمـا فرغوا من قراءة ذلك أخرجوا الخلعة المخصوصة به فلبسها وهي فروة سمور وقفطان أصفر مقصب مفرق الأكمام فلبسه من فوق وسيف مجوهر تقلد به ثم قرأوا المرسوم الثاني وهو خطـاب لمحمـد باشـا يكن المتولي ومعه الخطاب للقاضي والعلماء والأمراء والوجاقلية والثناء على الجميـع والنسـق المتقـدم فـي المرسـوم السابـق‏.‏
ثـم لبس الخلعة المخصومة به وهي فروة وقفطان ثم قرأوا المرسوم الثالث وهو خطاب لأحمد باشا والي جده بمثل ذلك ولبس خلعته أيضًا وهي فـروة وقفطـان‏.‏
ثـم قـرئ المرسـوم الرابـع وفيه الخطاب لعابدي باشا ومضمونه ما تقدم ولبس أيضًا خلعتـه وفروتـه‏.‏
ثـم قـرئ المرسـوم الخامس ومضمونه الخطاب لدرويش باشا وذكر ما تقدم ولبس خلعته وهي فروة على بنش لأنه بطوخين ثم مرسوم بالخطاب لعلي بك الدفتردار ومضمونه الثناء علهي من عدم التأخر عن الإجابة والنسق‏.‏
ثم فرمان ثان وهو خطاب لأمير الحاج والوصية بتعلقات الحج‏.‏
فما فرغوا من ذلك إلا بعد الظهر ثم ضربوا مدافع كثيرة ودخلوا إلى داخـل وجلسـوا مـع بعضهـم ساعـة ثـم ركبوا ونزلوا إلى أماكنهم‏.‏
وكان ديوانًا عظيمًا وجمعية كبيرة لم تعهد قبل ذلك ولم يتفق أنه اجتمع في ديوان خمسة باشوات في آن واحد‏.‏
وفي يوم الأربعاء 19 ذو القعدة 1200 هـ - 13 سبتمبر 1786 م  عمل الباشا ديوانًا وخلع على باكيـر أغـا مستحفظـان وقلـده صنجقًا وخلع عثمان أغا الوالي وقلده أغات مستحفظان عوضًا عن باكير أغا‏.‏
وفي يوم الخميس 20 ذو القعدة 1200 هـ - 14 سبتمبر 1786 م  خلع الباشا على اسمعيل كاشف منن أتباع كشكش وقلده واليًا عوضًا عن عثمـان أغـا المذكـور وأقـر أحمد أفندي الصفائي في وظيفته روزنامجي أفندي على عادته وكانوا عزموا على عزله وأرادوا نصب غيره فلم يتهيأ ذلك‏.‏
وفيـه وصـل إبراهيـم كاشـف مـن طـرف اسمعيـل بـك وحسـن بـك وأخبـر بقدومهما وأنهما وصلا إلى شـرق أولـاد يحيـى وأرسـلا يستأذنـان فـي المقام هناك بالجمعية حتى تصل العساكر المعينة فيكونوا معهـم فلـم يجبه حسن باشا إلى ذلك وحثه على الحضور فيقابله ثم يتوجه من مصر ثانيًا‏.‏
ثم أجيب إلى المقام حتى تأتيهم العساكر وأخبر أيضًا أن الأمراء القبليين لم يزالوا مقيمين بساحل أسيوط على رأس المجرور وبنوا هناك متاريس ونصبوا مدافع وأن المراكب راسية تجاههم ولا تستطيع السير في ذلك المجرور إلا باللبان لقوة التيار ومواجهة الريح للمراكب‏.‏
وفيـه استعفـى علـي بك جركس الاسمعيلي من السفر فأعفي وعين وعوضه حسن بك رضوان وأنفق حسن باشا على العسكر فأعطى لكل أمير خمسة عشر ألف ريال وللوجاقلية سبعة عشـر ألـف ريـال وأنفـق عابـدي باشـا فـي عسكره النفقة أيضًا فأعطى لكل عسكري خمسة عشر قرشـًا فغضبـت طائفـة الدلاة واجتمعوا بأسرهم وخرجوا إلى العادلية يريدون الرجوع إلى بلادهم وحصل في وقـت خروجهـم زعجـة فـي النـاس وأغلقـت الحوانيـت ولـم يعرفـوا مـا الخبـر‏.‏
ولمـا بلـغ حسـن باشا خبرهم ركب بعسكره وخرج يريد قتلهم وخرج معهم المصرين وركب عابدي باشا أيضًا ولحق بعد عند قصر قايماز وكان هناك أحمد باشا الجداوي فنزل إليه أيضًا واجتمعوا إليه واستعطفـوا خاطـره وسكنـوا غضبـه وأرسلـوا إلـى جماعـة الدلـاة فاسترضوهـم وزادوا لهـم في نفقتهم وجعلوا لكل نفر أربعين قرشًا وردوهم إلى الطاعة‏.‏
ورجع حسن باشا وعابدي باشا إلى أماكنهم قبيل الغروب‏.‏ وفي صبح ذلك اليوم سافر اسمعيل كتخدا بطائفة من العسكر في البحر إلى جهة قبلي‏.‏
وفيه (أعني يوم الخميس) أخرجوا جملة غلال من حواصل بيوت الأمراء الخارجين فأخرجوا من بيت أيوب بك الكبير وبيت أحمد أغا الجملية وسليمان بك الأغا وغيرهم‏.‏
وفيه أيضًا أخذت عدة ودائع من عدة أماكن وتشاجر رجل جندي مع خادمه وضربه وطرجه ولم يدفع له أجرته فذهب ذلك الخادم إلى حسن باشا ورفع إليه قصته وذكر له أن عنده صندوقًا مملوءًا من الذهب من ودائع الغائبين فأرسل صحبته طائفة من العسكر فدلهم على مكانه فأخرجوه وحملوه إلى حسن باشا وأمثال ذلك‏.‏
وفي يوم الجمعة 21 ذو القعدة 1200 هـ - 15 سبتمبر 1786 م  فتحوا بيت المعلم إبراهيم الجوهري وباعوا ما فيه وكان شيئًا كثيرًا من فرش ومصاغ وأوان وغير ذلك‏.‏
وفي يوم السبت 22 ذو القعدة 1200 هـ - 16 سبتمبر 1786 م برز عابدي باشا ودرويش باشا وأخرجوا خيامهما إلى البساتين قاصدين السفر‏.‏ وفيه ركب علي بك الدفتردار وذهب إلى بولاق وفتح الحواصل وأخرج منها الغلال لأجـل البقسماط والعليق‏.‏
وفي يوم الأحد 23 ذو القعدة 1200 هـ - 17 سبتمبر 1786 م نودي على الغز والأجناد والأتباع البطالين أن يخدموا عند الأمراء‏.‏
وفـي يـوم الاثنيـن 24 ذو القعدة 1200 هـ - 18 سبتمبر 1786 م سافـر عابـدي باشـا ودرويـش باشـا وأخرجـوا خيامهمـا إلـى البساتيـن وأخـرج الأمراء وفيه حضر باشا من ناحية الشام وهو أمير كبير من أمراء شين أغالي وصحبته نحو ألف عسكري فنزل بهم بالعادلية يومه ذلك‏.‏
وفـي يـوم الثلاثـاء 25 ذو القعدة 1200 هـ - 19 سبتمبر 1786 م دخلـت عساكـر المذكـور إلـى القاهـرة وأميرهـم توجـه إلـى ناحية البساتين من نواحي باب الوزير ‏.‏ 

وفيه غمز على مكان بيت أيوب بيك الكبير  مسدود الباب ففتح وأخرج منه أشياء كثيرة , وكذلك بيت المعلم أبراهيم الجوهرى مكان مرتفع مهدوم الدرج , وكان ذلك المكان لولده وقد مات من نحو سنتين , فلما مات هدم الدرج التى يتوصل منها إليه حزناً وتركه بما فيه فصعدوا إليه وأخرجوا منه أشياء كثيرة من فرش وأمتعة مزركشة وأوانى ذهب وفضة وصينى وغير ذلك فأحضرت جميعها إلى حسن باشا وباعها بين يديه بالمزاد فى عدة أيام

وفيه قتل حسن باشا شخصين من عسكر عابدى باشا , تخلفا عنه فقبض عليهما وأحضرهما إليه فأمر بقتلهما , ففعلوا بهما ذلك تجاه الباب
وفي يوم الخميس  سافر أمير شين أغلي بعساكره إلى جهة قبلي‏.‏
وفي يوم السبت28 ذو القعدة 1200 هـ - 22 سبتمبر 1786 م نودي بفرمان بمنع زفاف الأطفال للختان في يوم الجمعة بالطبـول وسبـب ذلـك أن حسـن باشا صلى بجامع المؤيد الذي ببات زويلة فعندما شرع الخطيب فـي الخطبـة وإذا بضجـة عظيمـة وطبـول مزعجـة فقـال الباشـا مـا هـذا فأخبـروه بذلـك فأمر بمنع ذلك في مثل هذا الوقت‏.‏
وفـي يوم الإثنين غـرة ذو الحجـة 1200 هـ - 25 سبتمبر 1786 م أشيعـت أخبـار وروايـات ووقائـع بـن الفريقين وأن جماعة من القبالي حضروا بأمان عند اسمعيل بك‏.‏
وفـي يـوم الثلاثـاء 2 شهر ذو الحجـة 1200 هـ - 26 سبتمبر 1786 م حضر إلى مصر فيض الله أفندي رئيس الكتاب فتوجه إلى حسـن باشـا فتلقـاه بالإجلال والتعظيم وقابله من أول المجلس ثم طلع إلى القلعة وقابل محمد باشا أيضًا ثم نزل إلى دار أعدت له ثم انتقل إلى دار بالقلعة عند قصر يوسف‏.‏
وفـي يـوم الخميـس 4 شهر ذو الحجـة 1200 هـ - 28 سبتمبر 1786 م حضـر أغـا وعلـى يـده تقريـر لمحمـد باشـا علـى السنـة الجديـدة فركب من بولاق إلى العادلية وخرج إليه أربـاب الخـدم والدفتـردار وأغـات مستحفظـان وأغـات العـزب والوجاقليـة ودخل بموكب عظيم من باب النصر وشق القاهرة وطلع إلى القلعة‏.‏
وفي يوم السبت 6 شهر ذو الحجـة 1200 هـ - 30 سبتمبر 1786 م نودي بأن من كانت له دعوة وانقضت حكومتها في الأيام السابقة لا تعاد ولا تسمع ثانيًا وسبب ذلك تسلط الناس على بعضهم في التداعي‏.‏
وفيه ردت السلفة التي كانت أخذت من تجار المغاربة وهي آخر السلف المدفوعة‏.‏
وفـي يـوم الأربعـاء 10 شهر ذو الحجـة 1200 هـ - 4 أكتوبر 1786 م كان عيد النحر وفيه وردت أخبار من الجهة القبلية بوقوع مقتلة عظيمة بين الفريقين وقتل من المصرية عمر كاشف الشرقية وحسن كاشف وسليمان كاشف ثم انحازت العسكر إلى المراكب ورجع الأمراء إلى وطاقهم فأغنم حسن باشا لتمادي أمرهم وكـان يرجـو انقضـاءه قبـل دخـول الشتـاء ويأخذ رؤوسهم ويرجع بهم إلى سلطانه قبل هبوط النيل لسيـر المراكـب الروميـة حتـى أنـه منـع من فتح الترع التي من عادتها الفتح بعد الصليب كبحر أبي المنجاوميس والقريفين خوفًا من نقص الماء فتتعوق المراكب الكبار‏.‏
وفيه حضر واحد ططري وعلى يده مرسوم فطلب حسن باشا محمد باشا المتولي فنزل إليه وجمع الديوان عنده فقرأ عليهم ذلك المرسوم وحاصله الحث والتشديـد والاجتهـاد فـي قتـل العصاة والفحص عن أموالهم وموجوداتهم والانتقام ممن تكـون عنـده وديعـة ولا يظهرهـا وعـدم التفريط في ذلك وطلب حلوان عن البلاد فائظ ثلاث سنوات‏.‏
فى يوم الخميس 18  شهر ذو الحجـة 1200 هـ - 12 أكتوبر 1786 م حضر عثمان بيك طبل الأسماعيلى , فذهب عند على بيك الدفتردار , وتوجه صحبته إلى حسن باشا فسأله عن أحوال العسكر , فأخبره أنهم محتاجون إلى نفقة وذخيرة , وأن عساكر عابدى باشا تعبانون بسبب قلة النفقة , وحاصل عندهم قلقلة , وأن الأمراء القبالى ترفعوا فى طحطا , فأمر حسن باشا بتشهيل بقسماط وإحتياجات , وأوصل عثمان بيك مائتين وسبعين كيساً برسم النفقة .

فى يوم الأحد 21  شهر ذو الحجـة 1200 هـ - 15 أكتوبر 1786 م سافر عثمان بيك المذكور , وأرسلوا حلفه المراكب المشحونة بالبقسماط والشعير والسمن والزيت .

فى يوم الأربعاء 24  شهر ذو الحجـة 1200 هـ - 18 أكتوبر 1786 م خلع على أحمد جاويش المجنون , وتقلد كتخدا مستحفظان .

فى أواخر  شهر ذو الحجـة 1200 هـ - أواخر أكتوبر 1786 م أرسل عابدى باشا مكاتبة حضرت له من ألأمراء القبالى : وصورتها - وهى جواب عن رسالتهم , وهى باللغة التركية , وحاصل ما فهمته من ذلك : " أنكم تخاطبونا بالكفرة والمشركين والظلمة والعصاة - , وإنا - بحمد الله تعالى - موحدون وإسلامنا صحيح , وحجنا بيت الله الحرام - وتكفير المؤمن كفر , ولسنا عصاة ولا مخالفين , وما خرجنا من مصر عجزاً ولا جبناً من الحرب إلا طاعة للسلطان ولنائبة , فإنه أمرنا بالخروج حتى تسكن الفتنة وحقنا للدماء , ووعدنا أنه يسعى لنا فى الصلح , فخرجنا لأجل ذلك ولم نرض بإشهار السلاح فى وجوهكم , وتركنا بيوتنا وحريمنا فى عرض السلطان , ففعلتم بهم ما فعلتم , ونهبتم أموالنا وبيوتنا , وهتكتم أعراضنا وبعتم أولادنا وأحرارنا وأمهات أولادنا ... وهذا الفعل ما سمعنا به فى بلاد الكفر - وما كفاكم ذلك حتى أرسلتم خلفنا العساكر يخرجونا من بلاد الله , وتهددونا بكثرتكم , وكم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله , وإن عساكر مصر أمرها فى الحرب والشجاعة أمر مشهور فى سائر الأقاليم , وألأيام بيننا - وكان ألولى لكم الإجتهاد والهمة فى خلاص البلاد التى غصبها منكم الكفار , وأستولوا عليها , مثل بلاد القرم والودن وإسماعيل وغير ذلك "

 وأمثال هذا القول وتخشين الكلام تارة وتليينه أخرى وفـي ضمـن ذلك آيات وأحاديث وضرب أمثال وغير ذلك‏.‏
فأجابهم عابدي باشا ونقض عليهم ونسب كاتبهم إلى الجهل بصناعة الإنشاء وغير ذلك مما يطول شرحه وانقضت هذه السنة وما وقع بها من الحوادث الغريبة‏.‏
42

This site was last updated 05/21/08