تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 12: 1) 1 وفي ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه ليسيئ الى اناس من الكنيسة،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " َفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ مَدَّ هِيرُودُسُ ٱلْمَلِكُ يَدَيْهِ لِيُسِيءَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْكَنِيسَةِ"
" *** فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ : أي وقت مجيء برنابا وشاول إلى اليهودية المذكور في (أع ١١: ٣٠) وكان سنة ٤٤ ب. م.
*** هِيرُودُسُ ٱلْمَلِكُ : صورة تخيلية للملك هيرودس أغريباس الأول مأخوذة من إحدى عملاته التى سكت فى عام 41م وتشير إلى تأثرة بالشكل الرومانى نتيجة نشأته وتعليمة فى روما
هو أغريباس الأول ويعرف بإسم "أغريباس الكبير" هو ابن ارسطوبولوس، وحفيد هيرودس الكبير من مريمنة.وهو أخو هيروديا المذكورة في (متّى ١٤: ٣) فهو إذا غير هيرودس المذكور في (متّى ٢: ١ و٣) وغير المذكور في (مرقس ٦: ١٤). إنما هو حفيد الأول وابن أخي الثاني أي أرستبولس الذي قتله جده هيرودس الكبير في سنة ٧ ب. م. وكان هيرودس أغريباس الأول قد أرسل عند مقتل أبيه إلى رومية ورُبي هنالك مع كليغولا وكلوديوس وهم في سن الصباء. ولما صار طيباريوس أمبراطوراً واغتاظ منه وسجنه ولما خلفه غايس كليجولا Caligula أخرجه من سجنه وصاغ له سلاسل من ذهب وزنها كوزن سلاسل الحديد التي قيّد بها وولاه جزءاً من مملكة جده هيرودس الكبير ةاصبح ملكا فى الفترة من 37- 44 م. ولما خلفه كلوديوس ولاه بقية مملكة هيرودس الكبير وكانت منقسمة بعد وفاته بين أرخيلاوس وفيلبس وأنتيباس وليسانيوس (انظر شرح متّى ٢: ٢٢).(لو 3: 1)وبعد سنتين أضاف إليه مناطق الجليل وبيرية والتى كانت سابقا تحت حكم عمه أنتيباس الذى أسقطة كاليجولا من سلطته ونفاة ولكا صار كلوديوس قيصر سنة 41م بعد إغتيال كاليجولا أضاف على سلطة أغريباس 1 منطقة اليهودية التى كانت تحت سلطة افمبراطور الرومانى منذ سنة 6 م وكذلك مناطق باتانيا وتراخونيتس والجليل والسامرة فى السنة 14 لقياكة الرب يسوع من بين الأموات
وهذا الملك مع أنه رُبي بين الوثنيين تظاهر حين استولى على اليهودية بالغيرة للدين اليهودي والشريعة الموسوية لكي يرضي اليهود وقبل اليهود عن طيب نفس هيرودس أغريباس ملكا لأن جدته هى "مريمنة / مريمامنى " كانت أميرة مكابية / حسمونية (أى يهودى متحمسة لقوميتهم) انظر كتاب يوسيفوس Antiq 19,8.2- 19.7. 3 وتذكر المنشاة أن الملك أغريباس 1 إجتذب مشاعر اليهود لما قام فى أحد الأعياد اليهودية فى عيد المظال ى سنة 40 م وكانت سنة سبتية فومسك التوراه فى يده وقرأ قانون تدبير المملكة من (تث 17: 14- 20) 17 ولا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه وفضة وذهبا لا يكثر له كثيرا. 18 وعندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب من عند الكهنة اللاويين 19 فتكون معه ويقرا فيها كل ايام حياته لكي يتعلم ان يتقي الرب الهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض ليعمل بها 20 لئلا يرتفع قلبه على اخوته ولئلا يحيد عن الوصية يمينا او شمالا.لكي يطيل الايام على مملكته هو وبنوه في وسط اسرائيل فلما جاء نص الاية التى تقول (تث 17: 15) بكى بكاء مسموعا أنام الشعب إذ تذكر أن جدة هيرودس الكبير مان أدوميا وعائلته هيوديسيين ، ولكن تأثر الشعب إذا تذكروا أنه ايضا من عائلة حشمونسة يهودية مكابية فصرخوا بصوت عال : " لا تجزع ـ أنت أيضا أخونا "
. ومن أخباره في اأعمال الرسل أنه ذبح يعقوب أخا يوحنا بالسيف (أع 12: 1، 2) وسجن بطرس (أع 12: 3- 19). ويروي الكتاب نهايته، فقد أكله الدود بعد أن ادعى الألوهية (أع 12: 20- 23). وكان موته في سنة 44 م. وكان عمره عند ذاك 54 سنة.
أ- ذرية ھيرودس الكبير (لأجل معلومات أكثر يمكنكم االرجوع إلى الفھرس في كتاب
.(Antiquities of the Jews للمؤرخ اليهودى يوسيفوس فالفيوس
- I ھيرودس الكبير
أ. ملك اليھودية (٣٧ - ق٤ . م.)
ب . (مت 2: 1- 19) (لو 1: 5)
II -أبناؤه
. أ ھيرودس فيلبس (ابن مريان زوجة سمعان)
١ -زوج ھيروديا
٢ -رئيس ربع لأيتوريا ( ق٤ . م -. ٣٤ م.)
٣ - (مت 14: 3) (مر 6: 17)
. ب ھيرودس فيلبس (ابن كليوباترا)
١ -رئيس الربع لمنطقة شمال وغرب بحر الجليل ( ق٤ . م -. ٣٤ م.)
٢ - (لو 3: 1)
ج. ھيرودس أنتيباس
١ -رئيس ربع الجليل وبيرية ( ق٤ . م - . ٣٩ م.)
٢ -أعدم يوحنا المعمدان
٣ - (مت 14: 1- 2) ( مر 6: 14 و 29) (لو 3: 19) ( لو 9: 7- 9) (لو 13: 31) ( أع 4: 27) (أع 13: 1)
د. أرخيلاوس، ھيرودس الحاكم
١ -حاكم اليھودية والسامرة وأدومية ( ق٤ . م - . م٦) .
٢ - (مت 2: 22)
ھـ. أرستوبولس (ابن مريامني)
١ -ابنه الوحيد كان ھيرودس أغريباس األول
٢ -حكم كل (الأراضى المقدسة ) إسرائيل (٤١ - ٤٤ م.)
٣ -قتل يعقوب ووضع بطرس في السجن
٤ - (أع 12: 1- 24) (أع 23: 35)
(أ) كان ابنه ھو ھيرودس أغريباس الأول، رئيس الربع في الإقليم الشمالي (.م ٧٠ - ٥٠)
(ب) ابنته كانت برنيكي
(١) زوجة أخيھا
(٢) (أع 25: 13 - 26: 32)
(ج) ابنته كانت دروسيال
(١) زوجة فيلكس
(٢) (أع 24: 24)
** يَدَيْهِ لِيُسِيءَ : فى الوقت الواقع بين ألآية (أع 11: 27) والآية (أع 11: 30) أى وقت نزوح أنبياء من أورشليم بقرب حدوث مجاعة وتكوين لجنة للسفر لليهودية بقياجة برنابا وبولس وهم يحملون تبرعات كنيسة الأممين بأنطاكية إلى كنيسة اليهود فى أورشليم
أي بدأ الملك أغريباس في أن يظلم ويضطهد المسيحيين إما بالسجن وإما بالنفي وإما بسلب الأموال وإما بالقتل لغاية سياسية وهي تثبيت ملكه. وهذا أول اضطهاد ثار على المسيحيين من الرؤساء السياسيين . لقد فعل ھيرودس ذلك ليكسب تأييد وموافقة زعماء اليھود كما ذكر فى الآيات (أع 12 3 و 11) وتبنى القادة الرومان نفس هذه السياسة (أع ٢٤ :٢٧) ( أع ٢٥ :٩) يستخدم لوقا كلمة "يسئ" عدة مرات (أع ٧ :٦ ،١٩) ( أع ١٢ :١) ( أع ١٤ :٢) ( أع ١٨ :١٠) لقد كانت كلمة شائعة في السبعينية تدل على المعاملة السيئة. وما سبق من الاضطهاد أثاره الرؤساء الدينيون.
وكانت بداءة هذا الاضطهاد السياسي سنة ٤٤ ب. م. وهي سنة نهاية السلام الذي تمتعت الكنيسة به أيام أمبراطورية كليغولا كما ذُكر في (أع ٩: ٣١) فانظر شرح ذلك.
*** أُنَاسٍ مِنَ ٱلْكَنِيسَةِ : لم يذكر هنا عددهم ولا أسماؤهم والأرجح أن هؤلاء الناس من عامة الكنيسة والذين ذُكروا بعدهم هم من الرؤساء. وعلى القارئ أن يفهم إذا كان الرؤساء أى التلاميذ تعرضوا للقتل نتيجة إضطهادهم فكم يكون الواقع على العامة المرؤوسة.