تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 5: 11) 11 فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا بذلك.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ "
*** خَوْفٌ عَظِيمٌ من الله باعتبار أنه إله العدل والنقمة وأنه رقيب أعمال العباد وفى كتاب سنوات مع أسئلة الناس يجب مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث على سؤال: مخافة الله، لماذا هي لازمة؟! الإجابة: [ جميع الناس يحتاجون إلي مخافة الله وهي لازمة لهم لتصدهم عن ارتكاب الخطايا والذنوب والآثام: ليس فقط للذين يعيشون في حياة الخطية بكل استباحة واستهتار, ويكسرون وصايا الله بكل جرأة دون أي خوف أو حياء, بل أيضا يثورون علي القيم والمبادئ ويصل بهم الأمر إلي التذمر علي الله.. وإنما المخافة لازمة كذلك للذين يخطئون اعتمادًا علي رحمة الله ومغفرته, ناسين أن الله عادل وأنه قدوس, ضد الخطية بكل صورها. إن الذي يخاف الله, لا يخطئ. أما الذي يخطئ فإنه شاهد علي نفسه أنه لا يخاف الله.. والذي يخاف الله, لا يعمل شرًا حتى في الخفاء. لأنه يعرف أن الله يري كل شيء, ويسمع كل شيء, ويفحص حتى أعماق القلوب. * ولعل البعض يسأل: ما رأيك إذن فيمن يعمل الشر ولا يخاف؟, والجواب هو أن هذا الشخص قد وصل إلي حالة الاستهتار واللامبالاة. أو أن ضميره مريض أو متعطل عن العمل. أو أن دوامة العالم تجرفه, ولا تعطيه فرصة لمراجعة نفسه ولا للتفكير في أعماله. فهو في غيبوبة روحية: إن استيقظ منها, لا بُدّ سيخاف.. وبعض من أمثال هؤلاء الناس, نراهم في ساعة الموت, أو إذا اقتربوا من الموت, لا بُدّ أن الخوف يرعبهم. لأنهم لم يعملوا لأجل تلك الساعة ولم يستعدوا لها. ويشعرون أنهم قد أضاعوا حياتهم.. هؤلاء يقول عنهم المزمور إنهم لم يسبقوا أن يجعلوا الله أمامهم..فإن كنت تريد ألا تخاف في اليوم الأخير, فلتخف الآن.] أ . هـ
وملخص القول أنه إذا كا حنانيا وسفيرة يخافان الرب لما فعلا هذا الفعل وإختلسا من حق الرب ونصيبه والحقيقة أن الحوف من الرب كان يصاحب شعب الكنيسة المسيحية الأولى (أع 2: 43) 43 وصار خوف في كل نفس. وكانت عجائب وايات كثيرة تجرى على ايدي الرسل. (أع 19: 17) 17 وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في افسس. فوقع خوف على جميعهم، وكان اسم الرب يسوع يتعظم. "
ومثل هذا الخوف ينشأ طبعاً عند مشاهدة قرب الله من الإنسان وإجراء قضائه ونتيجة مثل هذا الخوف فحص القلوب وامتحان النفس والسهر والصلاة لكي لا يقع أحد في مثل إثم حنانيا وامرأته ولا شك في أن تأثير ذلك الحادث بقي وقتاً طويلاً في الكنيسة ولم يزل إلى اليوم لمن يقرأون نبأه ويتأملون.
*** الخوف : يستخدم لوقا الكلمة الشائعة (phobos) عدة مرات في ھذا المعنى العام نفسه (لو ١ :٦٩ ) ( لو٣؛ : ٣٧) ( أع ١٩ :١٧) بالنسبة إلى المؤمنين إنه يعنى التوقير والأحترام والخشية، ولكن بالنسبة إلى غير المؤمنين إنھا تعني توجس، خوف، ورعب (لو ١٢ :٤ - ٥) ( عب ١٠ :٣١ )
2) " عَلَى جَمِيعِ ٱلْكَنِيسَةِ "
*** ٱلْكَنِيسَةِ EKKLESIA جماعة المؤمنين وهذا أول ذكر لهذا الاسم في أعمال الرسل وذكره المسيح مرتين (متّى ١٦: ١٨ ) ( مت ١٨: ١٧). وأصل كلمة كنيسة فى اللغة الآرامية هو kenishta وهى كلمة تعبر عن مفهوم السيناجوج sunagwg فكنيسة أورشليم سميت أول ما سميت بكنيشتا الناصريين nazarene زهى المقابل لسيناجوج اليهود أى المجمع الصغير الموجود فى كل مدينة بها كنيس يهودى والذى يقال له كاهال qahal
وكنيسة من الكلمة اليونانية، ekklesia ،مؤلفة من كلمتين تعنيان، "خارج"، و"مدعو "، ولذا فإن الكلمة تعني المدعوين من الرب للخروج.
استمدت الكنيسة الأولى ھذه الكلمة من استخدامھا المدني (أع ١٩ :٣٢ ،٣٩ ،٤١)
وبسبب استخدام ترجمة العهد القديم المعروفة بالترجمة السبعينية لھذه الكلمة للداللة على "جماعة" بني إسرائيل (Qahal ، BDB 874 ،( عد ١٦ :٣؛ ٢٠ :٤ .) لقد أطلقوا التسمية ھذه على أنفسھم على أنھم امتداد لشعب الربفي العھد القديم. لقد كانوا إسرائيل الجديد (رو ٢ :٢٨ - ٢٩ ) ( غل٦ : ١٦) ( ١؛ بط ٢ :٥ ٩ ) ( رؤ ١ :٦ ) تحقيقا رسالة الله العالمية النطاق (تك ٣ :١٥) ( تك ١٢ :٣) ( خر ١٩ :٥ - ٦؛ (مت ٢٨ : 18- 20) (لو 24: 47) ( أع 1: 8)
ھذه الكلمة تستخدم ٍ بمعان مختلفة في الأناجيل وأعمال الرسل.
١ -لقاء أھل البلدة المدنيين، (أع ١٩ :٣٢ ،٣٩ ،٤١ )
٢ -شعب الرب في كل العالم المؤمنون بالمسيح، (مت ١٦ :١٨ ). وأفسس
٣ -جماعة المصلين المحلية من المؤمنين في المسيح،( مت ١٨ :١٧ ٥) ( أع : ١١) في ھذه
الآيات كانت الكنيسة في أورشليم).
٤ -شعب إسرائيل مجتمعا ( أع ٧ :٣٨) ،في عظة استفانس.
٥ -شعب الرب في منطقة معينة، (أع ٨ :٣) يھوذا أو إسرائيل
3) " وَعَلَى جَمِيعِ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ"
ٱلَّذِينَ سَمِعُوا ممن ليسوا من الكنيسة فإن تأثير موت الزوجين بغتة أثر في كل من بلغه النبأ من غير المسيحيين حتى امتنع المراؤون من الالتصاق بهم.