«المولد».. الدفء والإنسانية بخطوط «راغب عياد»..(لوحة)
المصرى اليوم ٤/ ٤/ ٢٠١٣
فى عام ١٩٢٣، اتفق مدرسا الرسم «راغب عياد» و«يوسف كامل» على تطوير إمكانياتهما الفنية بالدراسة فى أوروبا، فاخترعا ما أطلق عليه «بعثة تبادلية»، وفيها سافر «يوسف» إلى روما لدراسة الرسم، بينما ظل «راغب» فى مصر يدرّس حصصه وحصص صديقه ويبعث إليه براتبه الشهرى ليدفع مصروفات دراسته، وبعد عام سافر «راغب» إلى «يوسف» وقضيا معا الإجازة فى روما، وبعدها عاد «يوسف» ليدرّس حصصه وحصص «راغب» ويرسل إليه راتبه حتى يدفع مصروفات الدراسة فى روما، وهذه الفكرة كانت سبب تخصيص الحكومة مبلغا ماليا من الميزانية لبعثات دراسة الفنون فى أوروبا.
اشتهر «عياد» بجرأته فى كسر كل تقاليد الرسم، وتميزت لوحاته بالدفء والمشاعر والاهتمام بالإنسان وحالاته النفسية، وتميز إنتاجه بالاهتمام بالموضوعات المصرية، فرسم بأسلوبه الخاص أفراح الفلاحين وحياتهم اليومية، كما رسم حيوانات الحقل فى العديد من اللوحات، كما اتجه إلى رسم الحياة فى أديرة الصحراء، فصور عمارتها وحياة الرهبان بها فى مجموعة من أهم رسومه.
وفى لوحة «المولد» التى رسمها «عياد» عام ١٩٣٥، رسم زحام المولد وبهجته بطريقته الخاصة، مستخدما درجات اللونين البنى والأصفر، وكما كان مندفعا وراء التعبيرية التى تقترب من شكل الكاريكاتير.
ولد «عياد» فى أكتوبر عام ١٨٩٢، ودرس فى مدرسة «الفرير»، ثم التحق بمدرسة الفنون الجميلة عام ١٩٠٨ وتخرج عام ١٩١١، وحصل على ثلاث دبلومات فى فن التصوير الزيتى والزخرفة وفن الديكور المسرحى من إيطاليا، وتولى تدريس مادة الرسم فى مدرسة الأقباط الكبرى ١٩١١، ثم عُيّن رئيسا لقسم الزخرفة فى مدرسة الفنون التطبيقية، ثم عين أستاذاً بمدرسة الفنون الجميلة العليا عام ١٩٣٠، ثم تولى رئاسة قسم الدراسات الحرة فيها عام ١٩٥٠، وانتدب ممثلا للمتاحف المصرية بالمجلس الدولى للمتاحف فى باريس عام ١٩٥٣، وتوفى عام ١٩٨٢.