Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 النحت البطلمى

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
البطالمة وجغرافية مصر
فنار الإسكندرية العجيب
المشروع النووى والآثار
الأسكندر الأكبر ذو القرنين
رسم جصى لأسطورة أوديب
بطليموس الثانى وأرنيسوى
بطليموس الثالث
بطليموس الرابع
اليهود وملوك السلوقيين
آثار البطالمة
بطليموس السادس
تابوت مناظر لديونيسوس
إكتشاف 27 مقبرة ومومياوات
النحت البطلمى
كليوباترا 7 ملكة مصر
إكتشافات أثرية بطلمية
المعبد البطلمي في منطقة أتريبس
Untitled 1019
Untitled 1020

Hit Counter

مدونة ليبية تعنى بالاثار والفنون القديمة

النحت البطلمى

كتبها يونس الشلوي - البلد: Malaysia، في 30 مارس 2009 

المصدر : الأمير مرى بن دد الليبى مدونة ليبية تعنى بالآثار والفنون

قطع النحت التي تختلط فيها العناصر المصرية والإغريقية     لقد سلف القول بأننا نقصد بذلك قطع النحت التي يكون طرازها غريبًا عن مادتها أو موضوعها ، ومثل ذلك رأس للإسكندر الأكبر طرازها إغريقي لكنها مصنوعة من البازلت أو الجرانيت وهما مادتان غريبتان من الفن الإغريقي ؛ ومثل صنع تماثيل لآلهة مصرية بطراز إغريقي ، أو إعطاء خواص مصرية لآلهة إغريقية ، أو معالجة موضوعات إغريقية بطراز مصري .

ولماكان الطراز هو جوهر أي فن. لأنه يعبر عن أفكار الفنان ومن ثم يحمل طابع حضارته، فإن اختلاط العناصر المصرية والإغريقية كالموضوعات والخواص والمواد لا ينهض دليلاً على امتزاج الطرازين المصري والإغريقي وتبعًا لذلك امتزاج الحضارتين المصرية والإغريقية.

إن اختلاط تلك العناصر الثانوية هو نتيجة طبيعية لالتقاء المصريين والإغريق في بيئة واحدة ومقدرة الفنان على تكييف نفسه حسب الظروف التي يعيش فهيا، وليس نتيجة امتزاج الحضارتين المصرية والإغريقية، ولذلك من الخطأ أن يقال أن بتمثال تأثيرًا إغريقيًا أو مصريًا، لأن مادته أو رداءه أو موضوعه إغريقي أو مصري. وأمثلة هذا النوع من قطع النحت كثيرة متعددة ولا نرى موجبًا لذكرها جميعًا، بل نكتفي بذكر بعضها فقط. ومثال ذلك رأس للإسكندر الأكبر في متحف الإسكندرية مصنوعة من الجرانيت الأحمر. وهو مادة عربية عن الفن الإغريقي بقدر ما هي شائعة في الفن المصري. ويبدو أن العينين كانتا مصنوعتين من مادة أخرى، وهو أمر لم يألفه الفن الإغريقي بعد. ويوجد في قمة الرأس ثقب كبير لعله كان يراد به تثبيت تاج آمون فيه. ومع كل ذلك فإن طراز هذه الرأي إغريقي بحت ونلمس فيه أثر لييبوس وفي كوبنهاجن رأس ضخمة من البازلت تعتبر أحسن تصوير تعرفه لبطلميوس الثالث، وبطبيعة الحال لم يؤثر نوع مادتها في طرازها الإغريقي. نرى مثلاً آخرًا في رأس من الجرانيت، تحمل نقشًا هيروغليفيًا باسم بطلميوس السادس. وقبل أن نستعرض بعض الأمثلة التي ترينا موضوعات مصرية معالجة بطراز إغريقي، سنعود مرة أخرى إلى نقود البطالمة، إذ أن استعراض ماسك من هذه النقود في مصر برينا أنها إغريقية في طرازها والموضوعات التي تصورها حتى عهد بطلميوس الرابع، عندما نجد على هذه النقود تصويرًا يجمع سيرابيس وإيزيس، وإن كان بطلميوس الرابع وأرسينوي الثالثة قد صورا على النقود في شكل أبولو وأرتميس. وفي السلسلة الأولى مننقود بطلميوس الخامس (حوالي عام 200ق.م) نجد موضوعًا جديدًا هو رأس سيدة يمتاز تصفيف شعرها بجدائل قصيرة ملفوفة كاللوب. وتتهدل على جانبي الرأس فوق الأذنين، ثم تلي ذلك جدائل من نفس النوع وإنما أطول من الأولى وتصل حتى الكنف، ويزين قمة  الرأس تاج من الغاب. ويظهر هذا الموضوع ثانية على نقود بطلميوس السادس. ويفسر البعض هذه الرأس بأنها إيزيس مرتدية إكليلاً من سنابل القمح. لكن بما أنها تفتقر إلى التاج ذي القرنين الذي من سنابل القمح، لكن بما أنها تفتقر إلى التاج ذي القرنين الذي يميز رءوس إيزيس، وبما أن رأسا معاصرة مغطاة بجلد الأسد قد فسرت بأنها تمثل الإسكندرية، فلا يبعد أن هذه الرأس كانت تمثل مصر. ونلحف في تصفيف شعر هذه الرأس ترتيب الجدائل اللولبية المألوفة في ليبيا على نمط الجدائل المصرية بنوعيها، الطويل الذي يصل إلى الكتفين والقصير الذي يتهدل على الجانبين أمام الأذنين، ونرى عناصر مصرية أخرى على نقود بعض البطالمة المتأخرين. إذ نجد على نقود بطلميوس السادس والثامن زهرة اللوتس، وعلى نقود بطلميوس التاسع والثاني عشر وكليوبترة السابعة تاج إيزيس وهو يتألف من قرص الشمس يحوطه قرنان ونعلوه سبلتان من القمح. إن هذه الموضوعات المصرية قد صورت على النقود بطراز إغريقي، فبقى طابع النقود الطبلمية إغريقيًا نقيا. وقد كانت الحال مماثلة لذلك في التماثيل أيضًا، فإن تصوير موضوعات مصرية بطراز إغريقي لم يؤثر في طابعها، ومثل ذلك تمثال من البازلت يصور الآلهة إيزيس واقفة علىالنحو المألوف في التماثيل المصرية ومرتدية رداءً طويلاً أصبح خاصة من خواص تصويرها بالطراز الإغريقي. وتوجد أمثلة متعددة لتصوير أميرات من أسرة البطالمة في صورة إيزيس بطراز إغريقي تتمثل فيه مميزات الفن الإسكندري. ونجد في النقوش البارزة أمثلة طريقة متعددة تمتزج فيه العناصر المصرية والإغريقية، ومثل ذلك لوحة من البازلت  عليها تصوير للإله الإغريقي هرمس وقد صور على قطعة من الساردونيكس بطراز إسكندري جميل، منظر جانبي لتمثال نصفي لسيدة تحمل على رأسها نقابًا يعلوه تاج إيزيس. ويبدو أن هذه السيدة هي برنيكي الثانية زوج بطلميوس الثالث، وعلى قطعة مماثلة. صور بطراز مماثل بطلميوس الرابع في صورة هاربوكراتس. وهو يرتدي تاج الوجهين. ومن أمثلة النصب الجنازية الإغريقية التي تظهر فيها عناصر مصرية، نصيب جنازي من الحضرة صنع من الحجر الجيري وصور عليه شخص واقف إلى جانب مذبح صغير يجلس أمامه صقر. ومن أبدع الأمثلة لهذا النوع من النقوش البارزة على الآنية المعدنية ما نراه في أحد النماذج المصنوعة من الجص، وهو يصور لنا في الوسط تمثالاً نصفيًا للآلهة أثينا يحيط به أفريزان زخرفيان منقولان عن الفن المصري، يتألف أحدهما من أزهار اللوتس وزخارف تقليدية رتبت على التعاقب مع الأزهار. ويتألف الإفريز الآخر من صف من البط الطائر، بحيث تقف بطتان فوق كل زهرة من أزهار اللوتس. وعلى صفحة برونزية مستطيلة الشك نجد تصويرًا لإيزيس وسيرابيس بطراز إغريقي تتمثل فيه كل مميزات الفن الإسكندري . وننتقل الآن إلى الكلام عن التماثيل التي تصور موضوعات إغريقية بطراز مصري، وهي مقصورة فيما نعلم على تماثيل ملوك وملكات البطالمة ومن أمثلة ذلك تمثالان يبدو أن أحدهما لبطلميوس الثامن والآخر لبطلميوس الحادي عشر وتظهر في كليهما خواص فن النحت المصري البطلمي في فترته الثالثة دون أن يبدو فيهما أي أثر إغريقي بسبب مووضعهما. وتؤيد ذلك أيضًا لوحات النقش البارز التي تزين جدران المعابد، فهي قد تصور الإسكندر الأكبر أو ملوك البطالمة وملكاتهم، ولكنها تصورهم في شكل الفراعنة وملكاتهم بطراز مصري صميم. ولا تشذ عن ذلك النقوش البارزة التي تزين الأنصاب، مثل تلك اللوحات التي يزين قمتها قرص شمس له جناحان ويحيط به صلان، وتحت ذلك بطلميوس الرابع مرتديًا تاج الوجهين، وممتطياً صهوة جواد، ويطعن عدوًا له بحرية طويلة، وتقف وراءه الملكة أرسينوي الثالثة، وهي تمسك في إحدى يديها صولجانًا في شكل اللوتس وفي اليد الأخرى علامة الحياة. وعلى الرغم من أن الملك والملكة غير مصريين وكذلك فكرة ركوب الجواد والحربة الطويلة، فإن طراز النقش مصري صميم.   قطع النحت التي يمتزج فيها الطرازان الإغريقي والمصري يتمثل امتزاج الطراز الإغريقي والمصري في عدد قليل جدًا من قطع النحت ، ويأتي في مقدمتها تمثال من الجرانيت للإسكندر الرابع ، يصوره واقفًا وإلى ورائه عامود على النحو المألوف في التماثيل المصرية ، ومرتديًا غطاء الرأس وغطاء الجذع التقليديين ، وتبدو السرة والساقان في الشكل الشائع في الفن المصري . وعند هذا الحد ينتهي أثر الطراز المصري، إذ أن طراز الشعر وملامح الوجه وعضلات الجسم إغريقي بحت. وهذا التمثال ينهض دليلاً واضحًا على المدى المحدود الذي يمكن أن يصل إليه امتزاج الطرازين المصري والإغريقي.          ونرى مثلاً آخرًا لهذا الامتزاج في رأس مصنوعة من الجرانيت الوردي اللون، يظن أنها رأس بطلميوس الرابع. وتحمل الرأس تاج الوجهين فوق غطاء الرأس التقليدي، ويبدو أنها كانت تستند إلى عامود وإذا كان طراز الشعر ليس مصريًا، فإن طراز الأذنين والعينين والشفتين مصري بحت. وفي الواقع طراز هذا الرأس مصري بحت فيما عدا الشعر.   وكانت توجد في روما رأس مصنوعة من الرخام يظن أنها من القرن الثاني قبل الميلاد، ولا يبعد أنها صورة لإحدى ملكات البطالمة، وهي ترينا شعر وغطاء رأس مصريين. ولا شك مع ذلك في أن هذه الرأس من عمل مثال إغريقي، حاول أن يخلع عليها مسحة مصرية برفع موضع الأذنين وبالتبسط في تصوير الوجه بصفة عامة والعينين بصفة خاصة. ولعلنا نجد أقصى محاولة لمزج الطرازين في رأس من الرخام يحتمل أنها تصور كليوبترة الثالثة في شكل إيزيس. إن قمة الرأس وظهرها مستويان، لكنه تبدو على الجبهة والجنبين آثار لتصفيف الشعر. ونلتفت الرأس التفاتة خفيفة نحو الكشف الأيسر، مما استتبع إنقاص حجم الجانب الأيسر من الوجه قليلاً، على نحو ما نرى آيات الفن الإغريقي وقد رفع موضع الأذنين، اللتين تبرزان من الجانبين بشكل واضع وتتحليان تبقرطين مستديري الشكل. والعينان نصف مفتوحتين ويسراهما أعلى قليلاً من بمناهما، والآنف بارز، والفم والذقن صغيران. أن طراز غطاء الرأس مصري، أما طراز ملامح الوجه فيما عدا الأذنين فإنه إغريقي بحت، أما التعبير الذي يرتسم على الوجه فليس مصريًا ولا إغريقيًا إذ يبدو أن الفنان حاول أن يمزج فيه النظرة الطبيعية التي تتمثل في الفن المصري فأنتج تعبيرًا غريبًا ممجوجًا، لعله كان سببًا في ندرة هذا النوع من الفن. ونجد مثلاً طريقًا لهذا النوع من الفن في قطعة من الساردونيكس تصور منظرًا جانبيًا لرأس إحدى ملكات البطالمة. ويبدو أن تصميم شكل الرأس والعين والأذن كان وافقًا لنموذج مصري، أما الفم والذقن فإنهما إغريقيان. ولاشك في أنها قطعة جميلة، لكنها تبعث فينا إحساسًا قلقًا لهذا المزج بين طرازين غريبين عن بعضهما، وإن كان لكل منهما على حدة قيمة فنية جليلة الشأن. ولنلق الآن نظرة على زخرفة مقبرة بتوسيريس تاركين جانبًا زخرفة الواجهة التي سبق الكلام عنها. تزين الجدار الشمالي في الغرفة الأمامية مناظر صناعية، والجدارين الشرقي والغربي مناظر ريفية، والجدار الجنوبي مناظر تمثل بتوسيريس وزوجه وسلالتهما. ولا ريب في أن الفنان قد حاول أن يمزج في هذه المناظر الطرازين المصري والإغريقي، لكنه لم يصف في ذلك أي نجاح. أن تصوير المناظر الجانبية للأفراد يختلف عن الفن الفرعوني، لكنه لا هو إغريقي ولا هو مصري، إذ نرى شكل الجسم صحيحًا حين يغطيه رداء كامل، لكنه إذا كان مغطى بغطاء الجذع فقط فإننا نرى شكل السرة كاملاً. وأحيانًا نرى منظرًا جانبيًا صحيحًا للرأس (فما عدا العين) والساقين كل خصائص الطراز المصري. ولم يوفق الفنان كذلك في تجميع الشخصيات سويًا، إذ أنها حقًا تكون عدة مناظر مختلفة، لكنه ينقص شخصيات كل منظر الانسجام الذي يكون منها وحدة واحدة. ونجد في أسفل الجدار الجنوبي زخرفة ترينا في جانبها الشرقي مناظر رجال ونساء يحملون قرابين مختلفة، وهي مصورة بطراز تبدوا فيه لك المميزات التي أوردناها. أما في الجانب أشرقي فنرى مناظر استعدادات لتقديم القرابين، تمتاز بطابع وطراز إغريقيين، فيما عدا بعض التفاصيل التي يبدو فيها الأثر المصري. وزخرفة هيكل هذه المقبرة، فيما بعدا الجزء الأسفل من الجدران، مصرية بحت ولذلك نتركها جانبًا. أما الجزء الأسفل من الجدارين الشمالي والجنوبي، فإنهما مزينان بصفحات من الماء بها زهور ونباتات مائية وطيور وحيوانات ومزارعون. ويزين الجزء الأسفل من الجدارين الشرقي ولاغربي مناظر رجال ونساء يحملون مختلف أنواع القرابين. وتبدو في كل هذه الماظر مميزات الطراز المختلط الذي شاهدناه في زخرفة الغرفة الأمامية. وتقرب في الشبه من زخرفة مقبرة بتوسيريس لوحة مزينة بالنقش البارز، كانت موجودة في متحف برلين. وتمثل هذه اللوحة رجلاً يرتدي غطاء الجذع، ويحمل عجلاً صغيرًا على كتفيه. وتتدلى سلة من ذراعه الأيسر. وتقف إلى جانب الرجل بقرة ترضع صغيرها. وأمام الرجل سيدة ترتدي ثوبًا من نوع ثياب إيزيس. التي انتشرت في عصر البطالمة،وتحمل على كنفها الأيمن طفلاً وعلى كنفها الأيسر عصاة تتدلى منها فواكه وأزهار، ويسير إلى جانبها عجل يقوده صبي، وعلى الرغم من أن هذا المنظر مألوف في زخرفة المقابر الفرعونية ويرينا كل مميزات النقوش البارزة المصرية التي تصور مناظر جانبية، فإننا نرى فيه بعض التأثيرات الإغريقية، التي تبدو في تصوير ثياب السيدة وطفلها وعضلات الحيوانات  وحركات العجل الذي يقوده الصبي. إن قلة عدد قطع النحت التي حاول الفنانون أن يمزجوا فيها الطرازين المصري والإغريقي لتتنهض دليلاً على أن غرائزهم الفنية كانت تبغض هذا المزج وتعافه. وتدل مقارنة هذه القطع بالقطع الأخرى التي كان طرازها مصريًا بحتًا وإغريقيًا بحتًا على أن الأخيرة لا تفوق الأولى في العدد فحسب بل كذلك في القمية الفنية. أنه لا توجد إلا طريقة واحدة ناجحخة لمزج مثل هذين الفنين، اللذين يختلفان عن بعضهما اختلافًأ بعيدً المدى. أما هذه الطريقة فتتلخص في أن يتغلب أحدهما على الآخر فيقضي عليه قضاء مبرمًا. لكن كلاً من المصريين والإغريق كانوا يعتزون بحضارتهم ويستمسكون بها إلى حد كان يتعذر معه أن يفني فن أحد الفريقين في فن الفريق الآخر. ولما كانت النقود ترينا أنها بقيت إغريقية خالصة في طرازها حتى نهاية عصر البطالمة، وكانت لوحات المعابد والأنصاب قد بقيت كذلك مصرية خالصة في طرازها حتى آخر هذا العصر، فإننا على حق في قولنا بأن كلاً من الفنانين المصري والإغريقي قد احتفظ بوجه عام، أبان ازدهاره وأبان تدهور، بطابعه خالصًا نقيًا من أثر الفن الآخر طالما بقى هذان الفنان منتعشين في مصر البطلمية، إذ يبدو أن الناس كانوا يدركون إدراكًا صحيحًا به تفصل بين هذين الفنين فوارق لا يمكن تخطيها. ولا ريب في أن الفن البطلمي يعطينا صورة صحيحة عن الحياة الاجتماعية مصر البطلمية. لقد شهدنا أن غالبية الفن الإغريقي وغالبية الفن المصري كانت إغريقية خالصة أو مصرية خالصة. ولذلك لابد من أن أغلب الإغريق وأغلب المصريين قد بقوا خالصين في جوهرهم. وترينا بعض الآثار عناصر خليطة لم يكن لها أثر في طابعها الجوهري، وهذا يدل على أن الجنسين قد التقيا واختلطا. لكن لم ينقل أحدهما عن الآخر إلا بعض المظاهر الشكلية فقط. والآثار ترينا محاولات فعلية لمزج الطرازين المصري والإغريقي. كانت قليلة في عددها متواضعة في قيمتها الفنية. وهذا يشير إلى أن محاولة مزج النسين كانت محدودة وغير موفقة بوما أنه يبدو أن تدهور الفن الإغريقي قد حدث في أعقاب انقطاع وفود الإغريق على مصر، فإنه يمكننا أن نقول أن ضعف الروح الإغريقي في مصر لم يبدأ قبل القرن الثاني قبل الميلاد، ولم يكن نتيجة لاختلاط الإغريق بالمصريين. وكما بقى الفن الإغريقي إغريقيًا حتى نهاية عصر البطالمة مهما انحط مستواه، فلا بد من أن الروح الإغريقي قد بقى إغريقيًا مهما أعتوره من الضعف. ويبدو إذن من كل ما مر بنا أن الأدلة الأثرية نؤيد النتائج التاريخية التي استخلصناها من أكادس الوثائق التي درسناها.

This site was last updated 12/21/09