Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

التاريخ والبابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
بداية فناء الوثنية
تدمير معبد الأله سيرابيس
العنخ الصليب مقياس النيل
التاريخ والبابا ثاؤفيلس
الفكر الأوريجانى بالعالم القديم
الفكر الأوريجانى فى مصر
مجمع السنديان وذهبى الفم
إيسيذوروس والبابا ثاؤفيلس
الأقباط وتمجيد يوحنا
السنكسار والبابا ثاؤفيلس
البابا ثاؤفيلس ومكتبة الأسكندية
New Page 1695

Hit Counter

 

التاريخ والبابا ثاؤفيلس البطريرك السكندرى

 السنوات الأولى البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23  شهدت أعظم عمل فى تاريخ المسيحية الذى أنهى فيه ثاؤفيلس البطريرك السكندرى على عبادة الأوثان فى مصر وسرعان ما سمع باقى العالم القديم عن قضائة على عبادة الأوثان فى مصر حتى إنتهت عبادتها من هذه المنطقة ، فقد ظلت هذه العبادة الوحشية تقدم البشر ذبائح لأصنامها طيلة قرون منذ نشأة الإنسان على الرض ، ولكن عاب عليه المؤرخين الغربيين بتكسيره للتماثيل أى الآلهة الوثنية حفاظاً للتاريخ والآثار ، ولكن نقول لهم أنه لم يكن فى مقدوره عمل غير هذا فالوثنيين كانوا يخطفون المسيحيين ويقتلوهم بتقديمهم ذبيحة أمام أصنامهم وفشلت السلطة الحاكمة فى ذلك الوقت فى معاقبة أى وثنى متهم بالخطف فكان لا بد من تكسير هذه الأصنام حتى لا يجد الوثنيين إلهاً يقدمون البشر ذبيحة أمامه وكان يكفى ماقد قدمة الوثنين من ذبائح بشرية منذ نشاة العبادة الوثنية حتى عصره.

بالرغم من أن عمله فى القضاء على الوثنية كان يمكن أن يجعله من البطاركة العظماء فى تاريخ الكنيسة القبطية بل وتاريخ الكنيسة عامة إلا أن  دخولة فى الصراع الأوريجانى وتأييده لفئة من الرهبان الهراطقة الذين إعتنقوا فكر تجسيم شكل الله Anthropomorphism وكادوا يفتكون به جعله فى درجة أقل من المتوسطة بين بطاركة الكنيسة القبطية ، فحرم إوريجانوس الذى كان قد مات بل أنه حرم كل من يقرأ مؤلفاته ، وعادى البابا الرهبان الذين وقفوا ضد هرطقة فكر تجسيم شكل الله Anthropomorphism ومنهم الأخوة الطوال ومعهم أكثر من 300 راهب وإتهمهم بالإوريجانية ونفاهم فهربوا إلى الأراضى المقدسة ومات منهم الكثيرين فى الطريق ثم ذهبوا إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية ولجأوا إلى يوحنا ذهبى الفم لينصفهم ولكنه أرسل خطابين إلى  ثاؤفيلس البطريرك السكندرى الذى رد عليه بالإبتعاد عنهم وإتهم الأخوة الطوال بتهمة جديدة هى العمل فى السحر ، ولم يجد الرهبان الأخوة الطوال مناصاً إلا رفع الأمر إلى إيدوكسيا Eudoxia زوجة الإمبراطور التى تعاطفت معهم واصدر الإمبراطور امراً ليوحنا ذهبى الفم بأن يحكم فى مشكلة الإخوة الطوال على أساس أن كرسيه يعلوا كرسى الإسكندرية طبقاً للتوصيف الأخير فى المجمع الأخير وكانت الإمبراطورة تكره يوحنا ذهبى الفم فقامت بوضع إسفين ( وتد أى أوقعت بينهما ) العداء بين يوحنا بطريرك القسطنطينية وثاؤفيلس البطريرك السكندرى إستغلت ثاؤفيلس البطريرك السكندرى فى حرم ونفى وإقصاء القديس يوحنا ذهبى الفم عن كرسي القسطنطينية ووجد فيها الأسقف سفريان وغيره من الأساقفة المضادين للبطريرك فرصتهم للتنكيل به .

وبنفى ذهبى الفم وإقصاءه وبموته فى المنفى أصبح شهيداً بعد أن كان قديساً وبهذا تشوه تاريخ البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23

علاقة ثاؤفيلس البطريرك السكندرى الطيبة بالرهبان فى البداية

ولم ينكر أحداً من المؤرخين أن ثاؤفيلس البطريرك السكندرى كان على علاقة طيبة مع الرهبان ومع الأخوة الطوال بالذات فرسم أحدهم اسقفاً ورسم إسنين قساوسة أما الرابع فقد قطع أذنه حتى لا يرسم أسقفاً وعرف من خلال التاريخ (صاحب الأذن الواحدة) وكان يرسم من الرهبان اساقفة كالعادة التى اتبعها البابا أثناسيوس البطريرك السكندرى العشرين ، وفى هذا تقول الأبوفتجماتا باتروم Apophthegmata Patum تؤكد سمعته الطيبة فى الدوائر الرهبانية ، فقد كان على علاقة ممتازة بالأبوين المشهورين " هورسيوس  Horsiesi وآمون الذى كان يكرنه على الدوام بكونه أباه الروحى "

من الذى صنع أعداءاً ؟  

 من الواضح أن الأمور فى بداية مسيرة هذا البابا كانت تسير فى سلام إلى أن صنع ثاؤفيلس البطريرك السكندرى له أعداء فيقول كياستن Quasten أستاذ التاريخ الكنسى القديم وعلم الآثار المسيحية بجامعة أمريكا الكاثوليكية بواشنطن (1) : على أى الأحوال ، يلزمنا بكل عدل أن نذكر أن أغلب معلوماتنا قد جائت إلينا من أعداء ثاؤفيلس البطريرك السكندرى خاصة بالاديوس وأرنوبيوس (2) وثيؤدرويت (3)  والبابا ليون (4).. "

وقد أورد القمص الجليل تادرس يعقوب الملطى العبارة السابقة حتى يخفف أخطاء البابا الذين صبوا جام غضبهم عليه من أجل ظلمة للقديس العظيم يوحنا ذهبى الفم ، وذهب مؤرخون أقباط أخرين بالقول أن الإمبراطورة إيدوكسيا Eudoxia قد أجبرته على هذا أو أنه قد إنصاع لرغباتها فى تدمير القديس ذهبى الفم ولكننا نحتكم للمثل العامى انه إذا كان أعداء قد شهدوا عليه ولكن من الواضح أن أحداً لم يشهد له فى قضية تأييده للرهبان الهراطقة الذين إعتنقوا فكر تجسيم شكل الله Anthropomorphism ، ولم ينصفة أحد فى قضية الأخوة الطوال القديسين الذى كان نسكهم وزهدهم قد وصل آفاق المسكونة فى ذلط العصر وكان الكثيرين يتتبع أعمالهم ، وجميع المؤرخين بلا إستثناء أدانوه فى ظلمه للقديس يوحنا ذهبى الفم .

و عاصر الأحداث وظله البابا ثاؤفيلس البطريرك السكندرى الأسقف المؤرخ بلاديوس ونفاه إلى صعيد مصر وقد كتب بلاديوس عن الرهبان المصريين وكان يحبهم ومعجب بهم جداً وعرف عن قرب كلا من يوحنا ذهبى الفم وثاؤفيلس البطريرك السكندرى ، ويعتبر بلاديوس من أهم المصادر الأصلية التى يعتمد عليها المؤرخين فى كتابة هذه الفترة وقد وصف بدقة ما حدث فى كتابة المشهور " التاريخ اللوسياكى" Laus , his حوالى عام 420 م الأحداث التى أنتهت بنفى يوحنا ذهبى الفم .

كانوا يحفظون كتابات العلامة القبطى المصرى أوريجانوس

 وكانوا معجبون بكتابات العلامة القبطى المصرى أوريجانوس وكان الكثيرين يحفظونها ويرددونها وكان المؤرخ الأسقف بالاديوس شغوف بكتابات أوريجانوس وحينما سجل إعجابه بالإخوة الطوال القديسين قال : " حيث كان أحدهم آمون يحفظ قرابة ستة ملايين قولاً لأوريجين وغيره من ألاباء ، وأبيهم الروحى بامبو Pambo والقديسة ميلانية درست بدقة أقواله وتستطيع ان تروى ملايين السطور لأوريجانوس " (5)

ثاؤفيلس البطريرك السكندرى فى عيون المؤرخ الأسقف بالاديوس

 وصف المؤرخ الأسقف بالاديوس ثاؤفيلس البطريرك السكندرى بأنه : عدو كتابات أوريجين ، كما أطلق عليه لقب المقاوم للقديس يوحنا ذهبى الفم فى أدنى صورة ويقول عنه (6) :

" كان حاد الطبع ، عنيفاً ، جسوراً ، ميالاً للخصام بشدة ، ما أن يحدد هدفه حتى يضرب برأسه (كالثور) مندفعاً ، ليس من يقدر أن يوقفه يأخذ قراراته فى عجالة ، دون ترو ، أو وزن للأمور ، وبطريقة قاطعة ، يضرب أعدائه بشدة ليفرض إرادته "

وفى جزء آخر يصف نظراته الغاضبة نحو رهبانه الثائرين عليه فيقول (7) : " كان ينظر إليهم بعينين محمرتين كالدم ، كالحية يتلفت من الجنب ، ومن أسفل كالثور ! "

وأخيراً يصفه كفرعون و كالكلب المسعور الذى يعقر كل من يراه (8) : " فرعون .. مصاباً بداء القسوة ، يحطم نفسه ببناء قصور شاهقة فى الخيال (9) "

وقال عنه أيضاً أنه يحب المال الذى قال عنه الرب يسوع انه اصل لكل الشرور ، نهم فى الحصول عليه بأى وسيله ، يأخذ من اموال الفقراء ويتقرب من الشريفات ( النساء الأغنياء) ليحصل منهن على ما يرغبه بطرق دنيئة   (9) "

ولقد حاول  أبينا العلامة القمص تادرس يعقوب الملطى (10) تحفيف أخطاء البابا ثاؤفيلس البطريرك السكندرى ولكنه لم يستطع فكيف إذا يفسر هجومة على برية شهيت بقوة مسلحة وحرقة أديرة وقلالى الرهبان وموت أحدهم فى الحريق .

    

**************************

المـــــراجع

(1) Patrology, vol III, P 101.

(2) Conflictus 2: 18.

(3) Ep. 170.

(4) Ep.53, 63, 64.

(5) Laus, His 41: 2,36:,

(6) Dialogue PG 46: 30

(7) Ibid 47: 22.

(8) Ibid 47: 22, 46- 47.

(9) Ibid 46- 47, 57.

(10) القديس يوحنا ذهبى الفم (سيرته ، منهجه وأفكاره ، كتاباته ) - القمص تادرس يعقوب ملطى - أقوال الآباء (علم الباترولوجى) - سنة 1980م   ص 64- 65

   

This site was last updated 10/06/09