********************************************************************************

تعليق من الموقع : ليفهم القارئ الأحداث التى أدت إلى مجمع السنديان ونفى القديس ذهبى الفم والذى وقف فيه الرب الإله ضد قرار هذا المجمع بقوة فروع قلوب فاعليه وأخافهم بزلزال هز أرجاء القسطنطينية فتراجعوا عن نفيه ، لهذا يجب أن يقرأ

أولاً : عن القديسين الاباء الرهبان الأخوة الطوال الذى نفاهم البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23

 وثانياً : عن القديس ذهبى الفم أسقف القسطنطينية

********************************************************************************

مجمع السنديان Synodad Quercum

عقد هذا المجمع فى قرية السنديان او البلوط (1) The Oak فأطلق على هذا المجمع إسمها

ويقول القمص العلامة / تاردرس يعقوب ملطى (2) : " أخطأ ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى فى قبوله دعوة الإمبراطور أركاديوس Arcadius لعقد مجمع عاجل لمحاكمة بطريرك القسطنطينية القديس يوحنا ذهبى الفم ، فما كان يليق به أن ينتقم لنفسه بهذه الصورة المحزنة ، لقد تسرع فى ذلك ، فجمع حوله الطاقات المضادة (أعداء ذهبى الفم) التى لا تعمل لأجل الحق بل تحمل كل ضغينة وكراهية لهذا القديس . "

أشاع  ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى قبل أن يغادر الإسكندرية انه ذاهب ليحاكم القديس يوحنا ذهبى الفم ، وكان مستفزا فى معاملته للقديس فقبل أن يذهب إلى القسطنطينية ذهب أولاً إلى خلقيدونية ليقابل سيرينيوس Cyrinus أسقف خلقيدونية المصرى ألد عدو لفم الذهب ليخطط معه طريقة محاكمة فم الذهب ، ولما دخل البسفور حيث أستقبل فى القسطنطينية وسط تهليل عمال وبحارة السفن المصريين الذين وفدوا إليها مع القمح (3) .

*** وكعادة القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية حاول الترحيب بـ ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى كزوئر للعاصمة ولكنه رفض الإلتقاء به ، أو التفاهم معه ، حاسباً إياه قد أقيل فعلاً وحرم . 

ويقول المؤرخ بالاديوس (4) : " جاء ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى محملاً بأطاييب مصر والهند أيضاً ، محاولاً أن يغطى بالعطر رائحة جسده النتنة !!"

أراد ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى عقد المجمع فى العاصمة القسطنطينية أى فى عقر دار القديس يوحنا ذهبى الفم بطريركها إمعاناً فى إذلاله ، ولكن الإمبراطور أركاديوس Arcadius لم يوافق خوفاً من حدوث ثورة أو إنقلاب أو شغب بدأ يسرى وسط شعب القسطنطينية المحب لأسقفه .

فجر ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى وراءه جماعة من الأساقفة أعداء القديس يوحنا ذهبى الفم إلى قرية السنديان ومنهم سيرينيوس الأسقف المصرى والأسقف سفريان الذى قام بدور رئيسى فى مهزلة نفى القديس يوحنا  ذهبى الفم ، ومما يدل على دونية هذا المجمع أن الساقفة الذين عزلهم القديس يوحنا ذهبى الفم فى زيارته لأفسس وعقده مجمع هناك وأسفر عن قرارات بعزلهم بسبب رسامتهم بالهرطقة السيمونية كانت أصواتهم عاليه وهى التى نادت بحرم القديس ذهبى الفم ونفيه فى مجمع السنديان

وفى أوائل سبتمبر 403 م بدأ مجمع السنديان أعماله حيث بدأت جلسته الأولى وكانت عدد جلسات هذا المجمع 13 حلسة

وقام المجمع بإرسال أربع رسائل متتالية إلى القديس يوحنا ذهبى الفم للمحاكمة فلم يحضر (5) ، ولما كانت رسائل ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى نفسه ألى يوحنا قال فيها : أنه حسب قوانين نيقية لا يجوز لأسقف أن يتدخل فى امور خارج إيبروشيته " ولم يكن مجمع السنديان هذا بالمجمع المسكونى ، كما  أن القديس يوحنا ذهبى قد تأكد أن هناك مؤامرة مخططة تحركها الأمبراطورة إيدوكسيا AELIA EUDOXIA لإستبعاده فإختبأ وراء القوانين (6) ، وبدلاً من محاكمة ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى تحولت الأمور رأساً على عقب بسبب غضب الإمبراطورة من القديس يوحنا فأصبح المتهم قاضياً وأصبح القاضى متهماً .

***************************

المــــــــــــــــراجع

(1) Soz 8:14.

(2) القديس يوحنا ذهبى الفم (سيرته ، منهجه وأفكاره ، كتاباته ) - القمص تادرس يعقوب ملطى - أقوال الآباء (علم الباترولوجى) - سنة 1980م ص 85

(3) Palladius. Pg 47: 26 , Soc PG. 67: 79. Soz 67: 1557 - 1560.

(4) Palladius. Pg 47: 26 القمح بمثابة جزية

(5) Moulard, ch 17.

بجوار خلقودينية بثينية .