Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

حادثة تدمير وهدم معبد الالهة الوثنية سيرابيس بالأسكندرية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
بداية فناء الوثنية
تدمير معبد الأله سيرابيس
العنخ الصليب مقياس النيل
التاريخ والبابا ثاؤفيلس
الفكر الأوريجانى بالعالم القديم
الفكر الأوريجانى فى مصر
مجمع السنديان وذهبى الفم
إيسيذوروس والبابا ثاؤفيلس
الأقباط وتمجيد يوحنا
السنكسار والبابا ثاؤفيلس
البابا ثاؤفيلس ومكتبة الأسكندية
New Page 1695

Hit Counter

 

وقيل أنه لما خيم الظلام مر أحد المسيحيين على الهيكل فوجده فوجده خالياً من الناس بالرغم من أنه لم يفرغ من المتعبدين للوثن ، ولما اقترب من مزار الهيكل الذى فيه الزخائر المقدسة سمع صوتاً من الداخل يقول : " لا يوجد أحد هنا " ثم تلا هذا الصوت لغة تسبيح ختمت بكلمة " هلليلويا " فتعجب الرجل لهذا الأمر الذى لم يعرف له سببا ولكن ستعرفه انت ايها القارئ فى السطور التالية :

وفى اليوم التالى أستيقظ سكان الأسكندرية فى الصباح الباكر عند إنقشاع الظلام وبدأ هرج الناس وتزايدت جموعهم وتوافد أهل مدينة الإسكندرية من المسيحيين ، وبدأت الجموع تتحرك ، وكان فى المقدمة البابا ثاؤفيلس 2 البطريرك والوالى راكبين جنباً لجنب وتبعهم جمهور الكهنة يرتلون ويسبحون ثم العساكر يسيرون عابسين وفى أيديهم الحراب والبلط والفئوس واسلحة الحرب ، وبينما الجموع تسير كان يقول الواحد منهم للآخر : ألا تذكر تلك النبوءة القديمة التى فاه بها بعضهم وقال : أنه فى اليوم الذى تتلاشى فيه هذه الأصنام وتضمحل الأرض وتتساقط السموات وتتقوض دعائم العالم بأسره ويعم الفناءكل متحرك وجماد فيه ، وكان كثيرون من المسيحيين كانوا يؤمنون بهذه الخرافة حتى خافوا من إتمام هذا العمل لئلا تصح النبوءة وتخرب النيا فلما اقترب ذلك الموكب من الهيكل صعد حوالى مائة رجل على المدرج حتى وصلوا على المنصة التى كان صعد إليها الشاب اوريجانوس ( العلامة) وحده ووقف يخطب منها والخطر يهدد حياته وكان ينادى بالمسيح يسوع مصلوباً ، وفى هذا العصر حضر خدامه (السيد المسيح) ألآن فى ابهة الرئاسة وفى قوة وسلطة تحيط بهم ليهدموا الهياكل الوثنية التى كانت تطلق أتباعها ليقتلوا المسيحيين ويذيقوهم من العذاب ألواناً ، أتوا ليهدموا هيكلاً يمثل العقيدة الوثنية ، وليبرهن السيد المسيح على قوة تأثيره فى النفوس وسرعة الإيمان به ملكاً وإلهاً على قلوبهم .

وكان كثيرون من المسيحيين الذين يحيطون بالبابا ثاؤفيلس 2 البطريرك وإيفاجريوس والى مصر تخفق قلوبهم بين دفات الفرح والخوف ، ولم يكونوا قد رأوا من قبل هذا الإله الوثنى الذى جائوا ليحطموه ، هذا الإله الذى سيطر على عقول المصريين لمدة حوالى 600 عام وسيطر على عقولهم بخرافات واباطيل وفلسفة وثنية وطقوس عقيدة عبادة الأصنام ، وكان منبعها ذلك المزار المقدس الذى كانت تخرج منه أصوات لا يفهم الناس مصدرها فكانوا يعدونها أسراراً لا يقدرون على فهمها أو إدراكها ، وعندما وصلوا إلى مكان التمثال فوقفوا فى سكون تام كأن على رؤوسهم الطير ، من عظمة وهول منظر التمثال وضخامته وروعة صناعته ، بينما كانت آمال أتباعه الوثنيين تذبل وتضيع أمام هجوم المسيحيين على هيكلهم ، ولم يصد إلههم عن نفسه الخراب والتدمير الذى حدثت له فقد كان يعتم على قوة أتباعه البدنية والسياسية ولما إنهارت إنهار هو لأنه حجر أصم وقد صمم هذا التمثال ونفذه الفنان الأثينى (أى من أثينا باليونان) برياكسيس   Bryaxis .

 

شهداء الوثن - هيباشا الفيلسوفة الوثنية

ويغلب الظن ان والد هيباشا ( الفيلسوفة الوثنية ) كان من بين هؤلاء الحاضرين وهو الذى صار فيما بعد شهيد هذه العقيدة الوثنية الفانية ، وكذلك هيباشا كانت فى ذلك الوقت يطفح وجهها بالجمال الناضر مع أنها لم تكن فى عنفوان الشباب وكانت تنظر إلى الإحتفال الغريب نظرة المعجب الغاضب

وصف اللإله سيرابيس

كان سيرابيس إلهاً جديداً استحدث من الإله أوزير-أبيس لتوحيد سكان الإسكندرية من الإغريق والمصريين وفي العصر اليوناني أدخل بطليموس الأول عبادة سيرابيس إلى مصر حتى يكون لكل من المصريين واليونانيين إله رئيسي واحد. وكان سيرابيس هذا جامعاً للعديد من الآلهة المصرية والهيلينستية خاصة أوزوريس والثور آبيس. وقد أقيم معبداً لهذا الإله في منطقة كوم الدكة بالإسكندرية وظل مقدساً حتى فى أواخر عصر الإحتلال الرومانى الذى سمى بالعصر البيزنطى .

رأس الأله سيرابيس التى أكتشفت تحت مياة البحر تجاة مدينة الأسكندرية وهو رأس من الرخام لسيرابيس، الأرجح انه كان ينتمى لتمثال مكتمل، صور سيرابيس بشكله المعتاد بشعر طويل كثيف ملتوى ولحية كثة ملتوية وشارب طويل يتصل باللحية،صور الفم نصف مفتوح ، والأنف طويل له فتحتان ضيقتا ن، والأرجح أن التمثال ينتمى لطرز تصوير سيرابيس فى العصر الروماني

http://www.coptichistory.org/new_page_1937.htm  لمزيد من المعلومات أفتح هذه الصفحة عن إكتشاف تماثيل الإله سيرابيس تحت مياة البحر أمام شواطئ الإسكندرية

 وتقول مسز بوتشر : " وقد عثرنا فى كتاب على وصف لتمثال الإله سيرابيس كما يلى : كان للإله سيرابيس تمثال هائل جالس القرفصاء وله يدان تمتدان فى عرض المكان وتتصلان بجدارين على جانبين ، والتمثال سيرابيس مصنوع من معادن مختلفة إغبر لونه وتحول غلى لون غامق بمرور زمن طويل على صنعة ، ولكنه كان مرصعاً بأحجار كريمة ثمينة تتألق وتضئ حتى تكاد تخطف الأبصار بلمعانها عند إنعكاس الضوء عليها ، وكان تمثال الإله سيرابيس على صورة رجل هرم وضع على رأسه إكليلاً للغلال رمز الخصب وجودة الحاصلات ، وإلى جانبة صورة رأس أسد ورأس ذئب  ، وكانت إحدى يديه على شكل أفعى وذلك رمز للخلود ،

ولا غرو أن البابا ثاؤفيلس 2 البطريرك عندما نظر إلى التمثال الذى يدل على عظمة الديانة المصرية القديمة تذكر النبوءات التى ذكرت فى الكتاب المقدس عن زوال هذه العبادة الوثنية بعد أن سادت فى الأزمنة القديمة سيادة لم تكن تنتهى لولا مجئ الوقت الذى فيه ملك الملوك وأعطى أمرا سمائيا بأن يصبح  ثيؤودوسيوس 2 إمبراطوراً على ولايات الإمبراطورية الشرقية فقامت كنيسة الرب بقيادة البابا ثاؤفيلس 2 بإستئصال عبادة الأوثان من العالم  حينئذ ووضعت أعدائه تحت موضع قدميها  .

ولما رأوا ضخامة مبنى هيكل الإله سيرابيس وقف الناس حيارى لأنه أمر الهدم كان صعباً عليهم ، ولكنهم كانوا مصممين على هدمة لما لاقوه من قسوة أتباع هذا الإله وقسوته وتقدمتهم ذبائح بشرية على مذبح هذا الإله فكانت نار الغضب من هذا الإله قد تأجج سعيرها ، ورأى البابا ثاؤفيلس 2 البطريرك أن الحكمة تقضى بإتمام هذا العمل فى اسرع وقت لأن التأخير سينتج عنه ضرراً لأرواح المسيحيين إذا ترك هذا المعبد وكهنته الوثنيين يمارسون عبادتهم لأن العبادة الوثنية تقضى تقديم ذبائح بشرية وطبعاً يخطفون المسيحيين ويقدمونهم لآلهتهم .

إلتفت البابا ثاؤفيلس نحو رجل من حاملى الفؤوس وآخر حاملاً معولاً وأمر بضرب التمثال ، فرفع احدهما يده بفاسه وضرب التمثال الضربة القاضية أزعجت الحاضرين مما كانوا يسمعونه عن قوة هذه الالهة ، ثم أثنى الضارب مرة أخرى فإنقلب خوفهم إلى ضحك عندما رأوا رأس إله التمثال تتدحرج على الأرض كالكرة وخرج من جوفه رهط من الفئران والجراذان المذعورة فذهبت إلى كل ناحية من الهيكل لأن حماها ومسكنها التمثال قد إنكسر ، وما أن رأى أهل الإسكندرية ذلك حتى أمسكوا بمعاولهم وفؤوسهم يدمرون المعبد فى فرح هستري وبدأوا بالتماثيل وحطموها تحطيماً ولم يتركوا البناء أيضاً حتى نقضوه وتساوت جدرانه بالأرض الواطئة المقام عليها  ، ولكن السور الخارجى لم يهدم وظل قائماً مكانه إلى أن صار فيما بعد مكان يقيم فيه بابا الإسكندرية وبطريركية الأقباط الأرثوذكس .

أما قادة الوثنيين وأغنيائهم الذين تسببوا فى هذا التمرد الذى قضى على ديانتهم الوثنية بالإعتداء على المسيحيين وخطفهم وتقديمهم ذبائح بشرية لالهتهم ، لم يجدوا مفراً أمامهم إلا أن يتركوا الإسكندرية ويفروا هاربين إلى بلاد ومدن أخرى ولم يمد واحداً من المسيحيين بسوء لواحد منهم مع أن هيلاديوس كاهن الإله جوبيتر صرح أمام الملأ أنه ذبح مرة بيده تسع ذبائح آدمية على مذبح ألصنام الآلهة الكاذبة !!

ويقول الأنبا أيسذورس (3) أنه بعد تحطم التمثال : " أصلح البابا ثاؤفيلس 2 البطريرك هذا الهيكل وجعله كنيستين وقد شاد خلافهما كنيسة فخمة على أسم يوحنا المعمدان وإليشع النبى - وأنشئ الرهبان دير العذراء (الدير المحرق ) فى الصعيد بمحافظة أسيوط على أسم السيدة العذراء ، وقيل أن الذى ساعده على إتمام هذه المشروعات الكبيرة أنه وجد فى الثغر (الأسكندرية ) كنزاً تحت كوم من الأتربة .

********************************

المــــــــــــــــراجع

(1)  تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل

(2)  تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء ا

(3) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 و ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس ص 403

(4)  تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م

This site was last updated 10/06/09