وكان عبد الملك صاحب الخطيئة التى طبقت الأرض وشملت , وهى توليته الحجاج بن يوسف الثقفى فاتك العباد , وقاتل العباد , ومبيد الأوتاد , ومخرب البلاد , وخيبت أمة محمد الذى جاءت به النذر ورد فيه الأثر
وفي سنة 64 هـ وثب مروان بن الحكم على الأمر وبويع له بالخلافة.
فبينما هم في ذلك وصل الخبر من الشأم ببيعة مروان بن الحكم بالخلافة وأن أمره تم فصارت مصر معه في الباطن وفي الظاهر لابن الزبير حتى جهز مروان بن الحكم جيشًا مع ابنه عبد العزيز إلى أيلة ليدخل مصر من هناك.
ثم ركب مروان بن الحكم في جيوشه وجموعه وقصد مصر فلما بلغ عبد الرحمن بن جحدم ذلك استعذ لحربه وحفر خندقًا في شهر أو قريب من شهر وهو الذي بالقرافة.
وسار مروان حتى نزل مدينة عين شمس أعني المطرية خارج القاهرة فخرج إليه عبد الرحمن فتحاربوا يومًا أو يومين فكانت بين الفريقين مقتلة كبيرة.
ثم آل الأمر بينهما إلى الصلح واصطلحا على أن مروان يقر عبد الرحمن ويدفع إليه مالًا وكسوة ودخل مروان مصر في غرة جمادى الأولى سنة خمس وستين
قال ابن الأثير: لما احترقت الكعبة حين غزا أهل الشأم عبد الله بن الزبير أيام يزيد بن معاوية تركها ابن الزبير يشنع بذلك على أهل الشأم.
فلما مات يزيد واستقر الأمر لابن الزبير شرع في بنائها فأمر بهدمها حتى التحقت بالأرض وكانت قد مالت حيطانها من حجارة المنجنيق وجعل الحجر الأسود عنده وكان الناس يطوفون من وراء الأساس وضرب عليها السور وأدخل فيها الحجر واحتج بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها: " لولا حدثان عهد قومك بالكفر لرددت الكعبة على أساس إبراهيم - عليه السلام - وأزيد فيها من الحجر ".
فحفر ابن الزبير فوجد أساسا أمثال الجبال فحركوا منها صخرة فبرقت بارقة فقال: أقروها على أساسها وبنائها.
وجعل لها بابين يدخل من أحدهما ويخرج من الآخر وقيل كانت عمارتها سنة أربع وستين.
وفيها وجه مروان بن الحكم الخليفة حبيش بن دلجة في أربعة آلاف إلى المدينة وقال له: أنت على ما كان عليه مسلم بن عقبة.
فسار حبيش ومعه عبيد الله بن الحكم أخو مروان وأبو الحجاج يوسف الثقفي وابنه الحجاج وهو شاب فجهز متولي البصرة من جهة ابن الزبير وهو عبيد الله التيمي جيشًا من البصرة فالتقوا مع حبيش بن دلجة في أول شهر رمضان فقتل حبيش بن دلجة وعبيد الله بن الحكم وأكثر الجيش وهرب من بقي وهرب يوسف وابنه الحجاج وفيها دعا عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية إلى بيعته فأبى محمد فحصره في شعب بني هاشم في جماعته وتوعدهم.
وفيها دخل المهلب بن أبي صفرة إلى خراسان أميرًا عليها من قبل ابن الزبير وحارب الأزارقة أصحاب ابن الأزرق وقاتلهم حتى كسرهم وقتل منهم أربعة آلاف وثمانمائة.
وفيها توفي الخليفة مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو عبد الملك القرشي الأموي
إلى أن وثب على الأمر بعد أولاد يزيد بن معاوية أعني معاوية وخالدًا وبويع بالخلافة فلم تطل مدته ومات في أول شهر رمضان.
وفي سبب موته خلاف كثير وعهد بالخلافة من بعده إلى ابنه عبد الملك ثم من بعده إلى ابنه عبد العزيز أمير مصر وكان أولًا أراد أن يعهد لخالد بن يزيد بن معاوية فإنه كان خلعه من الخلافة وتزوج بأمه ثم بدا له أن يعهد لولديه عبد الملك وعبد العزيز ثم ما كفاه فزبره وقال: تنح يا بن رطبة الإست! والله ما لك عقل وبلغ أم خالد ذلك فأضمرت له السوء فدخل مروان عليها وقال لها: هل قال لك خالد شيئًا فأنكرت فنام عندها فوثبت هي وجواريها فعمدت إلى وسادة فوضعتها على وجهه وغمرته هي والجواري حتى مات ثم صرخن وقلن: مات فجأة.
وقال الهيثم: إنه مات مطعونًا بدمشق.
والله أعلم.
إلى أن وثب على الأمر بعد أولاد يزيد بن معاوية أعني معاوية وخالدًا وبويع بالخلافة فلم تطل مدته ومات في أول شهر رمضان.
وعبد الله هذا أمه أم ولد لأن أكبر إخوته الوليد ثم سليمان ثم مروان الأكبر - عرج - وعائشة وأمهم ولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن خزيمة ثم يزيد ومروان الأصغر ومعاوية وأم كلثوم وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثم هشام وأمه أم هشام بنت إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومية واسمها عائشة ثم أبو بكر وكان يعرف ببكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله ثم الحكم وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان ثم فاطمة وأمها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة ثم عبد الله هذا ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمد وسعيد الخير والحجاج لأمهات الأولاد.
وكان الوليد عند أهل الشأم من أفضل خلفائهم وكان صاحب بناء واتخاذ للمصانع والضياع فكان الناس يلتقون في زمانه فيسأل بعضهم بعضًا عن البناء .
وكان سليمان بن عبد الملك صاحب طعام ونكاح فكان الناس يسأل بعضهم بعضًا عن النكاح والطعام.
وكان عمر بن عبد العزيز صاحب عبادة فكان الناس يسأل بعضهم بعضًا قلت: ولم أذكر هذا كله إلا لما قدمناه من الحط على الوليد من أقوال المؤرخين فأردت أن أذكر من محاسنه أيضًا ما نقله غيرهم.
وفي سبب موته خلاف كثير وعهد بالخلافة من بعده إلى ابنه عبد الملك ثم من بعده إلى ابنه عبد العزيز أمير مصر وكان أولًا أراد أن يعهد لخالد بن يزيد بن معاوية فإنه كان خلعه من الخلافة وتزوج بأمه ثم بدا له أن يعهد لولديه عبد الملك وعبد العزيز ثم ما كفاه فزبره وقال: تنح يا بن رطبة الإست! والله ما لك عقل وبلغ أم خالد ذلك فأضمرت له السوء فدخل مروان عليها وقال لها: هل قال لك خالد شيئًا فأنكرت فنام عندها فوثبت هي وجواريها فعمدت إلى وسادة فوضعتها على وجهه وغمرته هي والجواري حتى مات ثم صرخن وقلن: مات فجأة.
وقال الهيثم: إنه مات مطعونًا بدمشق.
وفي سنة 90 هـ توفي خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أبو هاشم الأموي الدمشقي أخو معاوية الرجل الصالح وعبد الله. إن خالدًا هذا بويع بالخلافة بعد أخيه معاوية بن يزيد بن معاوية فلم يتم أمره ووثب مروان بن الحكم على الأمر وخلع خالدًا هذا وتزوج بأمه وقد مر ذكر قتلها له في ترجمة مروان .
وكان خالد المذكور موصوفًا بالعلم والعقل والشجاعة وكان مولعًا بالكيمياء
بموت الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في شهر رجب سنة إحدى ومائة وتولية يزيد بن عبد الملك بن مران الخلافة
واتفق المؤرخون والمحدثون على أنه: ( لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام: إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا من أجله فما ترون ، وقد أردتم أن أولي رجلاً بعدي؟ فقالوا: عليك عبد الرحمن بن خالد ! فأضمرها ! واشتكى عبد الرحمن فأمر ابن أثال طبيباً كان له من عظماء الروم ، فسقاه شربة فمات). انتهى .
(الأوائل للعسكري ص132، وأنساب الأشراف ص1164، وتقدم من جمهرة الأمثال:2/376 وغيره