Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

بداية نهاية الهرطقة الأريوسية

  إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناكتفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أوامر أمبراطورية بالأسكندرية
خداع الشعب والهجوم على الكنائس
وثيقة إحتجاج شعب الإسكندرية
الإمبراطور يريد قتل البابا
فظائع للشعب وللأساقفة بالكنائس
إضطهاد الكهنة والشمامسة
جورج الكبادوكى الأريوسى اسقاً
أثناسيوس بمنفاه الإختيارى
الوالى يبحث عن أثناسيوس
بداية نهاية الأريوسية
تنقلات أثناسيوس بنفيه الثالث

Hit Counter

 

إعتمد الأريوسيين الهراطقة على الإمبراطور قسطنطيوس وإعتمد أثناسيوس والأرثوذكس على الرب يسوع ، إعتمد قسطنطيوس على قوته البشرية وقوة جنوده وسلطانه وممن حولة ، وإعتمد الرب يسوع على أثناسيوس الضعيف الوحيد لأنه القائل قوتى فى الضعف تكمل ، ولم يستند الأريوسيين على الحق وكانوا يستمدون قوتهم الضاربة من السلطة الحاكمة بينما كان أثناسيوس يكيل لهم الضربات من براهين وأدلة وإثباتات إنجيلية .

 لقد تحول العالم كله إلى الأريوسية وهرب وإختفى البابا أثناسيوس عن الأنظار فى نفى إختاره لم يكن محدداً فى مكان مراقب من خصومه ، وبدا الأمر أنه إنتصار لقسطنطيوس وللهرطقة الأريوسية ، ولكن أثناسيوس وحده تحدى العالم بقوة الرب يسوع .

وفى فترة النفى الثالث الإختيارى التى قدرها المؤرخون بستة سنوان إستطاع أثناسيوس أن يقلق مطجع الإمبراطور والأريوسيين ، فكان يرسل الرسائل ويؤلف الكتب الكثيرة التى كانت سرعان ما تنسخ وتوزع سراً حتى أنه ما كتبه فى هذه فترة نفيه الثالث كان أكثر من نصف مؤلفاته جميعاً ! ونشرت فى مصر وإنتشرت فيها وفى العالم لشهرته اللاهوتية وتاريخه الطويل منذ مجمع نيقية وقرأها الأريوسيين أيضاً حتى أننا نجد كتباً مترجمة لكتبه من هذه الفترة .

وإستطاع بقوة إقناعه فى كتاباته أن يدحض هرطقة الأريوسيين حتى أنه فى نهاية نفيه الثالث ظهرت علامات إنهزام القوة الأريوسية وأفول نجمها !!

كانت نهاية فترة النفى الثالث الإختيارى هى بداية نهاية الهرطقة الأريوسية ، وقد ظلت تطلق أنفاسها الأخيرة تضعف وتتلاشى رويداً رويداً لمدة عشرين سنة بعد ذلك إلى أن خمدت وإنتهت .

وقد بدأت مرحلة النهاية للهرطقة الأريوسية سنة 362 م حيث بدأوا يعانون من التفكك والإنقسام بين فئاتها وطوائفها المختلفة ، حيث كان أثناسيوس الرسولى يطاردهم بلا هوادة .

وعندما خرجت الأريوسية من ظل رعاية السيوف وتكتيك الغش والخداع والغدر والخيانة ، والمجامع المفتعلة المخطط بنتائجها وقراراتها مسبقاً قبل الدعوه لها والتى لم يكفوا عن عقدها طيلة ست سنين وإصدار القوانين والتحذيرات ، وقعت وتساقطت وتكسرت وتناثرت كتمثال خزفى .

أما اثناسيوس فكان يتنقل من دير إلى آخر ومن كنيسة إلى أخرى ، وفتحت له الأديرة الأمينة أبوابها وهلل الرهبان والمتوحدون فى الجبال والبرارى والصحارى برؤياه ، وقابله سكان نتريا والقلالى وشيهيت بالترحاب ، وفرح به صعيد مصر ، وحتى العذارى ( الراهبات) أستقبلنه فى بيوتهن الخاصة التى كان قد سبق وأن أشأهن لهن قبل ذلك ، وتعاون الرجال من ذوى الهمة والشهامة والأممانة من نتريا والقلالى من الرهبان المثقفين ليكونوا تحت إمرته ، فكانوا ينسخون رسائله وييحملون الرسائل منه وإليه فى كل بلاد مصر وإلى أقصى الأقطار النائية ، فالمراكب التى تبحر فى البحر الكبير تحمل إليه أخبار العالم والقوارب تجول فى النيل من منبعه إلى مصبه تحمل الرسائل لتشجيه الأساقفة (3) والكهنة والشعب القبطى من الذين بقوا على أمانتهم سواء أكانوا فى المنفى أو حتى تحت رئاسة الهراطقة !!

وأدار أثناسيوس شئون الكنيسة فى مصر وليبيا والنوبة والسودان ، ولم يستطع الأريوسيين تحديد حركته ويقول الأب العلامة متى المسكين : " ولم يرٌ أثناسيوس فى هذه الأسفار والتنقلات إلا ومعه الكتب والرقوق وحزم صفائح البردى وأقلام البوص للكتابة .. وكم جلس على حصير راهب فقير ، وكم أستظل بسقف المغائر النائية وظل يكتب ويكتب ، فإن جف الحبر فى قلمه غمسه فى المحبرة ، وإن جف الفكر غمسه فى قلبه ليخرج كلمات الإنجيل المنية بالروح المتقدة بالأمانة للمسيح الذى أحبه وحفظ كلماته ووصاياة فى قلبه

كان قلمه قلم كاتب سريع الكتابة ، وكانت عزيمته تصلب الجسد لمشيئه الروح فلم يكن يمل أو يكل ، وهو واقف أمام أساقفة العالم كله يعلن الإيمان المستقيم الذى أستلمه من أبيه ألكسندر الذى استلمه من مرقس الرسول

وفى كتاباته أستطاع أثناسيوس أن يفرق دائماً وبدقة بالغة بين وقت المهاجمة ووقت الدفاع وبين خصومة لا تهادن وخصومة تقبل المهادنة ، وفرق بين أعداء الإيمان وبين الأغبياء فى الإيمان وبين الضعفاء فى الإيمان ، فعلى الولين اعلن حرباً لا رحمة فيها ، وللمتوسطين افاض وأسهب وشرح وأطنب ، وللآخرين شجع وتنازل وسار حتى منتصف الطريق !! عجيب أثناسيوس وعجيبة هى مؤلفاته كلها ، ولكن ليس كل من يقرأها يدرك أغوارها أو يقدر أن يفرق بين مظهرها وجوهرها والظروف التى أملت عليه كتابتها (1) 

*************************** 

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  274-  وما بعدها

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) وصل خبر إلى أثناسيوس وهو مختفى أن ثيؤودور أسقف أوكسيرينكوس ( البهنسا) من كبرى مدن الصعيد قد أنضم فى الشركة مع جورج الأريوسى ( وكان ذلك بالقوة فأعاد سيامته)  N.P.N.F.,N.P.N.F., Atanas., prplog Liii فأرسل أثناسيوس خطاباً إلى شعب  أوكسيرينكوس ألهي فيه مشاعرهم الروحية والكنسية فجائوا برئيس كهنة يخدمهم حسب الإيمان الأرثوذكسى

  Dic. of ch. Biog. Athanas. 194 n, n   

This site was last updated 04/01/11