Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة إحدى وخمسين ومائة سنة أربع وخمسين ومائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
باقى 136 وخلافة المنصور
سنة 137 قتل أبي مسلم الخراساني
سنة ثمان وثلاثين ومائة
سنة 139 وعبد الرحمن بن معاوية بالأندلس
سنة أربعين ومائة
سنة 141 و142
سنة 143 و144
سنة خمس وأربعين ومائة
سنة ست وأربعين ومائة
سنة148 و149 و150
سنة 151 وسنة 154
سنة 156 و158

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة إحدى وخمسين ومائة
فيها أغارت الكرك على جدة.
ذكر عزل عمر بن حفص عن السند
وولاية هشام بن عمرو

وفيها عزل المنصور بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة المعروف بهزارمرد، يعني ألف رجل، عن السند، واستعمل عليها هشام بن عمرو التغلبي، واستعمل عمر بن حفص على إفريقية.
وكان سبب عزله عن السند أنه كان عليها لما ظهر محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن، فوجه محمد ابنه عبد الله المعروف بالأشتر إلى البصرة، فاشترى منها خيلاً عتاقاً ليكون سبب وصولهم إلى عمر بن حفص لأنه كان فيمن بايعه من قواد المنصور، وكان يتشيع، وساروا في البحر إلى السند، فأمرهم عمر أن يحضروا خيلهم، فقال له بعضهم: إنا جئناك بما هو خير من الخيل وبما لك فيه خير الدنيا والآخرة فأعطنا الأمان إما قبلت منا وإما سترت وأمسكت عن إيذائنا حتى نخرج عن بلادك راجعين. فآمنه.
فذكر له حالهم وحال عبد الله بن محمد بن عبد الله أرسله أبوه إليه، فرحب بهم وبايعهم وأنزل الأشتر عنده مختفياً، ودعا كبراء أهل البلد وقواده وأهل بيته إلى البيعة، فأجابوه، فقطع ألويتهم البيض وهيأ لبسه من البياض ليخطب فيه وتهيأ لذلك يوم الخميس، فوصله مركب لطيف فيه رسول من امرأة عمر ابن حفص تخبره بقتل محمد بن عبد الله، فدخل على الأشتر فأخبره وعزاه، فقال له الأشتر: إن أمري قد ظهر ودمي في عنقك. قال عمر: قد رأيت رأياً، ها هنا من ملوك السند عظيم الشأن كثير المملكة، وهو على شوكة، أشد الناس تعظيماً لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو وفي، أرسل إليه فاعقد بينك وبينه عقداًفأوجهك إليه فلست ترام معه. ففعل ذلك، وسار إليه الأشتر، فأكرمه وأظهر بره، وتشللت إليه الزيدية حتى اجتمع معه أربعمائة إنسان من أهل البصائر، فكان يركب فيهم ويتصيد في هيئة الملوك وآلاتهم.
فلما انتهى ذلك إلى المنصور بلغ منه وكتب إلى عمر بن حفص يخبره ما بلغه، فقرأ الكتاب على أهله وقال لهم: إن أقررت بالقصة عزلني، وإن صرت إليه قتلني، وإن امتنعت حاربني. فقال له رجل منهم : ألق الذنب علي وخذني وقيدني، فإنه سيكتب في حملي إليه، فاحملن فإنه لا يقدم علي لمكانك في السند وحال أهل بيتك بالبصرة. فقال عمر: أخاف عليك خلاف ما تظن. قال: إن قتلت فنفسي فدا لنفسك.
فقيده وحبسه وكتب إلى المنصور بأمره، فكتب إليه المنصور يأمره بحمله، فلما صار إليه رب عنقه.
ثم استعمل على السند هشام بن عمرو التغلبي؛ وكان سبب استعماله أن المنصور كان تفكر فيمن يوليه السند، فبينا هو راكب والمنصور ينظر إليه إذ غاب يسيراً ثم عاد فاستأذن على المنصور، فأدخله، فقال: إني لما انصرفت من الموكب لقيتني أختي فلانة، فرأيت من جمالها وعقلها ودينها ما رضيتها لأمير المؤمنين. فأطرق ثم قال: اخرج يأتك أمري. فلما خرج قال المنصور لحاجبه الربيع: لولا قول جرير:
لا تطلبن خؤولة في تغلب ... فالزنج أكرم منهم أخوالا
لتزوجت إليه قل له لو كان لنا حاجة في النكاح لقبلت، فجزاك الله خيراً وقد وليتك السند.
فتجهز إليها، وأمره أن يكاتب ذلك الملك بتسليم عبد الله، فإن سلمه وإلا حاربه، وكتب إلى عمر بن حفص بولايته إفريقية.(3/50)
فسار هشام إلى السند فملكها، وسار عمر إلى إفريقية فوليها، فلما صار هشام بالسند كره أخذ عبد الله الأشتر وأقبل يري الناس أنه يكاتب ذلك الملك، واتصلت الأخبار بالمنصور بذلك، فجعل يكتب إليه يستحثه، فبينا هو كذلك إذ خرجت خارجة ببلاد السند، فوجه هشام أخاه سفنجا، فخرج في جيشه وطريقه بجنبات ذلك الملك، فبينا هو يسير إذا غبرة قد ارتفعت، فظن أنهم مقدمة العدو الذي يقصده، قفوجه طلائعه، فزحفت إليه، فقالوا: هذا عبد الله بن محمد العلوي يتنزه على شاطئ مهران. فمضى يريده، فقال نصحاؤه: هذا ابن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد تركه أخوك متعمداً فخافه أن يبوء بدمه، فلم يقصده، فقال: ما كنت لأدع أخذه ولا أدع أحداً يحظى بأخذه أو قتله عند المنصور. وكان عبد الله في عشرة، فقصده فقاتله عبد الله وقاتل أصحابه حتى قتل وقتلوا جميعاً، فلم يفلت منهم مخبر، وسقط عبد الله بين القتلى فلم يشعر به.
وقيل: إن أصحابه قذفوه في مهران حتى لا يحمل رأسه، فكتب هشام بذلك إلى المنصور، فكتب إليه إليه المنصور يشكره ويأمره بمحاربة ذلك الملك، فحاربه حتى ظفر به وقتله وغلب على مملكته.
وكان عبد الله قد اتخذ سراري فأولد واحدة منهن ولداً، وهو محمد ابن عبد الله الذي يقال له ابن الأشتر، فأخذ هشام السراري والولد معهن فسيرهن إلى المنصور، فسير المنصور والولد إلى عامله بالمدينة وكتب معه بصحة نسبه وتسليمه إلى أهله.
ذكر ولاية أبي جعفر عمر بن حفص إفريقية
وفي هذه السنة استعمل المنصور على إفريقية أبا جعفر عمر بن حفص من ولد قبيصة بن أبي صفرة أخي المهلب، وإنما نسب إلي بيت المهلب لشهرته.
وكان سبب مسيره إليها أن المنصور لما بلغه قتل الأغلب بن سالم خاف على إفريقية، فوجه إليها عمر والياً، فقدم القيروان في صفر سنة إحدى وخمسين ومائة في خمسمائة فارس، فاجتمع وجوه البلد فوصلهم وأحسن إليهم وأقام والأمور مستقيمة ثلاث سنين.
فسار إلى الزاب لبناء مدينة طبنة بأمر المنصور، واستخلف على القيروان حبيب بن حبيب المهلبي، فخلت إفريقية من الجند، فتار بها البربر، فخرج إليهم حبيب فقتل، واجتمع البربر بطرابلس وولوا عليهم أبا حاتم الإباضي واسمه يعقوب بن حبيب مولى كندة، وكان عامل عمر بن حفص على طرابلس الجنيد بن بشار الأسادي، وكتب إلى عمر يستمده، فأمده بعسكر، فالتقوا وقاتلوا أبا حاتم الإباضي، فهمزمهم، فساروا إلى قابس، وحصرهم أبو حاتم وعمر مقيم بالزاب على عمارة طبنة، وانتقضت إفريقية من كل ناحية ومضوا إلى طبنة فأحاطوا بها في اثني عشر عسكراً، منهم: أبو قرة الصفري في أربعين ألفاً، وعبد الرحمن بن رستم في خمسة عشر ألفاً، وأبو حاتم في عسكر كثير، وعاصم السدراتي الإباضي في ستة آلاف، والمسعود الزناتي الإباضي في عشرة آلاف فارس، وغير من ذكرنا.
فلما رأى عمر بن حفص إحاطتهم به عزم على الخروج إلى قتالهم، فمنعه أصحابه وقالوا: إن أصبت تلف العرب. فعدل إلى إعمال الحيلة، فأرسل إلى أبي قرة مقدم الصفرية يبذل له ستين ألف درهم ليرجع عنه، فقال: بعد أن سلم علي بالخلافة أربعين سنة أبيع حربكم بعرض قليل من الدنيا ؟ فلم يجبهم إلى ذلك.
فأرسل إلى أخي أبي قرة فدفع إليه أربعة آلاف درهم وثياباً عل أن يعمل في صرف أخيه الصفرية، فأجابهم وارتحل من ليلته وتبعه العسكر منصرفين إلى بلادهم، فاضطر أبو قرة إلى أتباعهم. فلما سارت الصفرية سير عمر جيشاً إلى ابن رستم وهو في تهوذا، قبيلة من البربر، فقاتلوه، فانهزم ابن رستم إلى تاهرت، فضعف أمر الإباضية عن مقاومة عمر، فساروا عن طبنة إلى القيروان، فحصرها أبو حاتم وعمر بطبنة يصلح أمورها ويحفظها ممن يجاوره من الخوارج، فلما علم ضيق الحال بالقيروان سار إليها. ولما سار عمر بن حفص إلى القيروان استخلف على طبنة عسكراً.
فلما سمع أبو قرة بمسير عمر بن حفص سار هو إلى طبنة فحصرها، فخرج إليه من بها من العساكر وقاتلوه، فانهزم منهم وقتل من عسكره خلق كثير.(3/51)
وأما أبو حاتم فإنه لما حصر القيروان كثر جمعه ولازم حصارها وليس في بيت مالها دينار ولا في أهرائها شيء من الطعام، فدام الحصار ثمانية أشهر، وكان الجند يخرجون فيقاتلون الخوارج طرفي النهار حتى جهدهم الجوع وأكلوا دوابهم وكلابهم ولحق كثير من أهلها بالبربر ولم يبق غير دخول الخوارج إليها، فأتاهم الخبر بوصول عمر بن حف من طبنة، فنزل الهريش، وهو في سبعمائة فارس، فزحف الخوارد إليه بأجمعهم وتركوا القيروان، فلما فارقوها سار عمر إلى تونس، فتبعه البربر، فعاد إلى القيروان مجداً وأدخل إليها ما يحتاج من طعام ودواب وحطب وغير ذلك، ووصل أبو حاتم والبربر إليه فحصروه، فطال الحصار حتى أكلوا دوابهم، وفي ك يوم يكون بينهم قتال وحرب، فلما ضاق الأمر بعمر وبمن معه قال لهم: الرأي أن أخرج من الحصار وأغير على بلاد البربر وأحمل إليكم الميرة. قالوا: إنا نخاف بعدك، قال: فأرسل فلاناً وفلاناً يفعلان ذلك، فأجابوه، فلما قال للرجلين قالا: لا نتركك في الحصار ونسير عنك.
فعزم على إلقاء نفسه إلى الموت، فأتى الخبر أن المنصور قد سير إيه يزيد ابن حاتم بن قتيبة بن المهلب في ستين ألف مقاتل، وأشار عليه من عنده بالتوقف عن القتال إلى أن يصل العسكر، فلم يفعل وخرج وقاتل، فقتل منتصف ذي الحجة سنة أربع وخمسين ومائة، وقام بأمر الناس حميد بن صخر، وهو أخو عمر لأمه، فوادع أبا حاتم وصالحه على أن حميداً ومن معه لا يخلعون المنصور ولا ينازعهم أبو حاتم في سوادهم وسلاحهم، وأجابهم إلى ذلك وفتحت له القيروان، وخرج أكثر الجند إلى طبنة، وأحرق أبو حاتم أبواب القيروان وثلم سورها.
وبلغه وصول يزيد بن حاتم فسار إلى طرابلس وأمر صاحبه بالقيروان بأخذ سلاح الجند وأن يفرق بينهم، فخالف بعض أصحابه وقالوا: لا نغدر بهم، وكان المقدم على المخالفيين عمر بن عثمان الفهري، وقام في القيروان وقتل أصحاب أبي حاتم، فعاد أبو حاتم، فهرب عمر بن عثمان من بين يديه إلى تونس، وعاد أبو حاتم إلى طرابلس لقتال يزيد بن حاتم.
فقيل: كان بين الخوارج والجنود من لدن عمر بن حفص إلى انقضاء أمرهم ثلاثمائة وخمس وسبعون وقعة.
ذكر ولاية يزيد بن حاتم إفريقية وقتال الخوارج
لما بلغ المنصور ما حل بعمر بن حفص من الخوارج جهز يزيد بن حاتم ابن قبيصة بن أي صفرة في ستين ألف فارس وسيره إلى إفريقية، فوصلها سنة أربع وخمسين ومائة. فلما قاربها سار إليه بعض جندها واجتمعوا به وساروا معه إلى طرابلس، فسار أبو حاتم الخارجي إلى جبال نفوسة، وسير يزيد طائفة من العسكر إلى قابس، فلقيهم أبو حاتم فهزمهم، فعادوا إلى يزيد، ونزل أبو حاتم في مكان وعر وخندق على عسكره، وعبأ يزيد أصحابه وسار إليه، فالتقوا في ربيع الأول سنة خمس وخمسين، فاقتتلوا أشد قتال، فانهزمت البربر وقتل أبو حاتم وأهل نجدته، وطلبهم يزيد في كل سهل وجبل فقتلهم قتلاً ذريعاً، وكان عدة من قتل في المعركة ثلاثين ألفاً.
وجعل آل المهلب يقتلون الخوارج ويقولون: يا لثارات عمر بن حفص ! وأقام شهراً يقتل الخوارج، ثم رحل إلى القيروان.
فكان عبد الرحمن بن حبيب بن عبد الرحمن الفهري مع أبي حاتم، فهرب إلى كتامة، فسير إليهم يزيد بن حاتم جيشاً فحصروا البربر وظفروا بهم وقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وهرب عبد الرحمن وقتل جميع من كان معه وصفت إفريقية، وأحسن يزيد السيرة وآمن الناس إلى أن انتقضت ورفجومة سنة أربع وستين ومائة بأرض الزاب وعليها أيوب الهواري، فسير إليهم عسكراً كثيراً، واستعمل عليهم يزيد بن مجزاء المهلبي، فالتقوا واقتتلوا، فانهزم يزيد وقتل كثير من أصحابه، وقتل المخارق بن غفار صاحب الزاب، فولي مكانه المهلب بن يزيد المهلبي وأمدهم يزيد بن حاتم بجمع كثير، واستخمل عليهم العلاء بن سعيد المهلبي، وانضم إليهم المنهزمون ولقوا ورفجومة واقتتلوا، واشتد القتال، فانهزمت البربر وأيوب وقتلوا بكل مكان حتى أتي على آخرهم، ولم يقتل من الجند أحد.
ثم مات يزيد في رمضان سنة سبعين ومائة، وكانت ولايته خمس عشرة سنة وثلاثة أشهر، واستخلف ابنه داود على إفريقية.
ذكر بناء الرصافة للمهدي  (3/52)
وفي هذه السنة قدم المهدي من خراسان في شوال، فقدم عيه أهل بيته من الشام والكوفة والبصرة وغيرها فهنأوه بمقدمه، وفأجازهم وحملهم وكساهم، وفعل بهم المنصور مثل ذلك، وبنى له الرصافة.
وكان سبب بنائها أن بعض الجند شغبوا على المنصور وحاربوه على باب الذهب، فدخل عليه قثم بن العباس، وهو شيخهم، وله الحرمة والتقدم عندهم، فقال له المنصور: أما ترى ما نحن فيه من التياث الجند علينا ؟ وقد خفت أن تجتمع كلمتهم فيخرج هذا الأمر من أيدينا، فما ترى ؟ قال: يا أمير المؤمنينعندي رأي إن اظهرته لك فسد، وإن تركتني أمضيه وصلحت خلافتك وهابك جندك. قال له: أفتمضي في خلافتي شيئاً لا أعلمه ؟ فقال له: إن كنت عندك متهماً فلا تشاورني، وإن كنت مأموناً عليها فدعني أفعل رأيي. قال له المنصور: فأمضه.
فانصرف قثم إلى منزله، فدعا غلاماً له فقال له: إذا كان غداً فتقدمن واجلس في دار أمير المؤمنين، فإذا رأيتني قد دخلت وتوسطت أصحاب المراتب فخذ بعنان بغلتي فاستحلفني بحق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبحق العباس وبحق أمير المؤمنين إلا ما وقفت لك وسمعت مسألتك وأجبتك عنها، فإني سأنتهرك وأغلظ لك القول فلا تخف وعاود المسألة، فإني سأضربك فعاود وقل لي: أي الحيين أشرف، اليمن أم مضر ؟ فإذا أجبتك فاترك البغلة وأنت حر.
ففعل الغلام ما أمره، وفعل قثم به ما قاله، ثم قال: مضر أشرف لأن منها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفيها كتاب الله، وفيها بيت الله، ومنها خليفة الله.
فامتعضت لذلك اليمن إذ لم يذكر لهم شيئاً من شرفها، وقال بعض قوادهم: ليس الأمر كذلك مطلقاً بغير فضيلة لليمن؛ ثم قال لغلام له: قم إلى بغلة الشيخ فاكبحها. ففعل حتى كاد يقعيها، فامتعضت مضر وقالوا: أيفعل هذا بشيخنا ؟ فأمر بعضهم غلامه فضرب يد ذلك الغلام فقطعها، فنفر الحيان.
ودخل قثم على المنصور فافترق الجند، فصارت مضر فرقة، وربيعة فرقة، والخراسانية فرقة. فقال قثم للمنصور: قد فرقت بين جندك وجعلتهم أحزاباً كل حزب منهم يخاف أن يحدث عليك حدثاً فتضربه بالحزب الآخر، وقد بقي عليك في التدبير بقية، وهي أن تعبر بابنك فتنزله في ذلك الجانب وتحول معه قطعة من جيشك فيصير ذلك بلداً وهذا بلداً، فإن فسد عليك أولئك ضربتهم بهؤلاء، وإن فسد عليك هؤلاء ضربتهم بأولئك، وإن فسد عيك بعض القبائل ضربتهم بالقبيلة الأخرى. فقبل رأيه واستقام ملكه وبنى الرصافة، وتولى صالح صاحب المصلى ذلك.
ذكر قتل سليمان بن حكيم العبدي
في هذه السنة سار عقبة بن سلم من البصرة - واستخلف عليها نافع بن عقبة - إلى البحرين، فقتل سليمان بن حكيم وسبى أهل البحرين وأنفذ بعض السبي والأسارى إلى المنصور، فقتل بعضهم ووهب الباقين للمهدي، فأطلقهم وكساهم، ثم عزل عقبة عن البصرة لأنه لم يستقص على أهل البحرين.
وزعم بعضهم أن المنصور استعمل معن بن زائدة الشيباني على سجستان هذه السنة.
وحج بالنس هذه السنة محمد بن إبراهيم الإمام، وكان هو العامل بمكة والطائف؛ وعلى المدينة الحسن بن زيد، وعلى البضرة جابر بن توبة الكلابي، وعلى الكوفة محمد بن سليمان، وعلى مصر يزيد بن حاتم.
ذكر ابتداء أمر شقنا وخروجه بالأندلس
وفيها ثار في الشرق من الأندلس رجل من بربر مكناسة كان يعلم الصبيان، وكان اسمه شقنا بن عبد الواحد، وكانت أمه تسمى فاطمة، وادعى أنه من ولد فاطمة، عليها السلام، ثم من ولد الحسين، عليه السلام، وتسمى بعبد الله بن محمد، وسكن شنت برية، واجتمع عليه خلق كثير من البربر، وعظم أمره، وسار إلى عبد الرحمن الأموي فلم يقف له وراغ في الجبال، فكان إذا أمن انبسط، وإذا خاف صعد الجبال بحيث يصعب طلبه.
فاستعمل عبد الرحمن على طليطلة حبيب بن عبد الملك، فاستعمل حبيب على شنت برية سليمان بن عثمان بن مروان بن أبان بن عثمان بن عفان وأمره بطلب شقنا. فنزل شقنا إلى شنت برية وأخذ سليمان فقتله، واشتد أمره، وطار ذكره وغلب على ناحية قورية وأفسد في الأرض.(3/53)
فعاد عبد الرحمن الأموي فغزاه في سنة اثنتين وخمسين ومائة بنفسه، فلم يثبت له فأعياه أمره، فعاد عنه وسير إليه سنة ثلاث وخمسين بدراً مولاه، فهرب شقنا وأخلى حصنه شطران، ثم غزاه عبد الرحمن الأموي بنفسه سنة أربع وخمسين ومائة، فلم يثبت له شقنا، ثم سير إليه سنة خمس وخمسين أبا عثمان عبيد الله بن عثمان، فخدعه شقنا وأفسد عليه جنده، فهرب عبيد الله، وغنم شقنا عسكره وقتل جماعة من بني أمية كانوا في العسكر.
وفي سنة خمس وخمسين أيضاً سار شقنا بعد أن غنم عسكر عبيد الله إلى حصن الهواريين المعروف بمدائن، وبه عامل لعبد الرحمن، فمكر به شقنا حتى خرج إليه، فقتله شقنا وأخذ خيله وسلاحه وجميع ما كان معه.
ذكر قتل معن بن زائدة
في هذه السنة قتل معن بن زائدة الشيباني بسجستان، وكان المنصور قد استعمله عليها، فلما وصلها أرسل إلى رتبيل يأمره بحمل القرار الذي عليه كل سنة، فبعث إليه عروضاً وزاد في ثمنها، فغضب معن وسار إلى الرخج وعلى مقدمته ابن أخيه مزيد بن زائدة، فوجد رتبيل قد خرج عنها إلى زابلستان ليصيف بها، ففتحها وأصاب سبياً كثيراً، وكان في السبي فرج الرخجي، وهو صبي، وأبوه زياد، فرأى معن غباراً ساطعاً أثارته حمر الوحش، فظن أنه جيش أثبل نحوه ليخلص السبي والأسرى، فأمر بوضع السيف فيهم، فقتل منهم عدة كثيرة، ثم ظهر له أمر الغبار فأمسك.
فخاف معن الشتاء وهجومه فانصرف إلى بست، وأنكر قوم من الخوارج سرته فاندسوا مع فعلة كانوا يبنون فيء منزله، فلما بلغوا التسقيف أخفوا سيوفهم في القصب ثم دخلوا عليه بيته وهو يحتجم ففتكوا به، وشق بعضهم بطنه بخنجر كان معه، وقال أحدهم لما ضربه: أنا الغلام الطاقي ! والطاق رستاق بقرب زرنج، فقتلهم يزيد بن مزيد، فلم ينج منهم أحد.
ثم إن يزيد قام بأمر سجستان واشتدت على العرب والعجم من أهلها وطأته، فاحتال بعض العرب فكتب على لسانه إلى المنصور كتاباً يخبره فيه أن كتب المهدي إليه قد خيرته وأدهشته، ويسأل أن يعفيه من معاملته، فأغضب ذلك المنصور وشتمه وأقر المهدي كتابه، فعزله وأمر بحبسه وبيع كل شيء له، ثم إنه كلم فيه فأشخص إلى مدينة السلام، فلم يزل بها مجفواً حتى لقيه الخوارج على الجسر فقاتلهم، فتحرك أمره قليلاً، ثم وجه إلى يوسف البرم بخراسان فلم يزل في ارتفاع إلى أن مات.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة غزا الصائفة عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام.
وفيها استعمل المنصور على الموصل إسماعيل بن خالد بن عبد الله القسري.
وفيها مات عبد الله بن عون، وكان مولده سنة ست وستين. وفيها ومات أسيد بن عبد الله في ذي الحجة، وهو أمير خراسان، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي. وعلي بن صالح بن حبي أخو الحسن بن صالح، وكانا تقيين، فيهما تشيع.
ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين ومائة
وفيها غزا حميد بن قحطبة كابل، وكان قد استعمله المنصور على خراسان سنة إحدى وخمسين.
وغزا الصائفة عبد الوهاب بن إبراهيم، وقيل أخوه محمد بن إبراهيم الإمام، ولم يدرب.
وفيها عزل المنصور جابر بن توبة عن البصرة واستعمل عليها يزيد بن منصور.
وفيها قتل المنصور هاشم بن الأساجيج، وكان قد خالف وعصى بإفريقية، فحمل إليه فقتله.
وحج بالناس هذه السنة المنصور.
وفيها عزل يزيد بن حاتم عن مصر واستعمل عليها محمد بن سعيد، وكان عمال الأمصار سوى ما ذكرنا الذين تقدم ذكرهم.
وفيها مات محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن شهاب، وهو ابن أخي محمد بن شهاب الزهري، روي عنه عمه. وفيها مات يونس بن يزيد الأيلي، روى عنه الزهري أيضاً. وفيها مات طلحة بن عمرو الحضرمي. وإبراهيم بن أبي عبلة، واسم أبي عبلة شمر بن يقظان بن عامر العقيلي.
الأيلي بفتح الهمزة، وبالياء تحتها نقطتان. والعقيلي بضم العين، وفتح القاف.
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين ومائة
فيها عاد المنصور من مكة إلى البصرة فجهز جيشاً في البحر إلى الكرك الذين تقدم ذكر إغارتهم على جدة.
وفيها قبض المنصور على أبي أيوب المورياني وعلى أخيه وبني أخيه، وكانت منازلهم المناذر، وكان قد سعى به كاتبه أبان بن صدقة.(3/54)
وقيل: كان سبب قبضه أن المنصور في دولة بني أمية ورد على الموصل وأقام بها مستتراً وتزوج امرأة من الأزد، فحملت منه، ثم فارق الموصل وأعطاها تذكرة وقال لها: إذا سمعت بدولة لبني هاشم فأرسلي هذه التذكرة إلى صاحب الأمر فهو يعرفها، فوضعت المرأة ولداً سمته جعفراً، فنشأ وتعلم الكتابة وما يحتاج إليه الكاتب.
وولي المنصور الخلافة، فقدم جعفر إلى بغداد واتصل بأبي أيوب فجعله كاتباً بالديوان، فطلب المنصور يوماً من أبي أيوب كاتباً يكتب له شيئاً، فأرسل جعفراً إليه، فلما رآه المنصور مال إليه وأحبه، فلما أمره بالكتابة رآه حاذقاً ماهراً، فسأله من أين هو ومن أبوه، فذكر فله الحال وأراه التذكرة، وكانت معه، فعرفه المنصور وصار يطلبه كل وقت بحجة الكتابة، فخافه أبو أيوب.
ثم إن المنصور أحضره يوماً وأعطاه مالاً وأمر أن يصعد إلى الموصل ويحضر والدته، فسار من بغداد، وكان أبو أيوب قد وضع عليه العيون يأتونه بأخباره، فلما علم مسيره سير وراءه من اغتاله في الطريق فقتله، فلما أبطأ على المنصور أرسل إلى أمه بالموصل من يسألها عنه، فذكرت له أنها لا علم لها به إلا أنه ببغداد يكتب في ديوان الخليفة، فلما علم المنصور ذلك أرسل من يقص أثره، فانتهى إلى موضع وانقطع خبره، فعلم أنه قتل هناك، وكشف الخبر فرأى أن قتله من يد أبي أيوب، فنكبه وفعل به ما فعل.
وقبض المنصور أيضاً على عباد مولاه، وعلى هرثمة بن أعين بخراسان وأحضرا مقيدين لتعصبهما لعيسى بن موسى.
وفيها أخذ المنصور الناس بتلبيس القلانس الطوال المفرطة الطول، فقال أبو دلامة:
وكنا نرجي من إمام زيادة ... فزاد الإمام المصطفى في القلانس
وفيها توفي عبيد ابن بنت ابن أبي ليلى قاضي الكوفة، فاستقضي مكانه شريك بن عبد الله النخعي.
وفيها غزا الصائفة معيوف بن يحيى الحجوري فوصل إلى حصن من حصون الروم ليلاً وأهله نيام، فسبى وأسر من كان فيه، ثم قصد اللاذقية الخراب فسبى منها ستة آلاف رأس سوى الرجال البالغين.
وحج بالناس هذه السنة المهدي، وكان أمير مكة محمد بن إبراهيم، وأمير المدينة الحسن بن زيد، وأمير مصر محمد بن سعيد، وكن يزيد بن منصور على اليمن في قول بعضهم، وعلى الموصل إسماعيل بن خالد بن عبد الله ابن خالد.
وفيها مات هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي، وقيل: سنة ست وخمسين، وقيل: تسع وخمسين. والحسن بن عمارة. وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وثور بن يزيد. وعبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري. والضحاك ابن عثمان بن عبد الله بن خالد بن خزام من ولد أخي حكيم بن حزام. وفطر ابن خليفة الكوفي.
فطر بالفاء والراء المهملة. والجرشي بضم الجيم، وبالشين المعجمة.


ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائة
في هذه السنة سار المنصور إلى الشام وبيت المقدس وسير يزيد بن حاتم ابن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة إلى إفريقية في خمسين ألفاً لحرب الخوارج الذين قتلوا عمر بن حفص، وأراد المنصور بناء الرافق فمنعه أهل الرقة، فهم لمحاربتهم.
وسقطت في هذه السنة الصاعقة فقتلت بالمسجد الحرام خمسة نفر.
وفيها هلك أبو أيوب المورياني، وأخوه خالد، وأمر المنصور بقطع أيدي بني أخيه وأرجلهم وضرب أعناقهم.
وفيها استعمل على البصرة عبد الملك بن ظبيان النميري، وغزا الصائفة زفر بن عاصم الهلالي فبلغ الفرات.
وحج بالناس محمد بن إبراهيم وهو على مكة.
وكان على إفريقية يزيد بن حاتم، وكان العمال من تقدم ذكرهم.
وفيها مات أو عمرو بن العلاء، وقيل: مات سنة سبع وخمسين، وكان عمره ستاً وثمانين سنة. ومحمد بن عبد الله الشعيثي النصري بالنون. وفيها مات عثمان بن عطاء. وجعفر بن برقان الجزري. وأشعب الطامع. وعلي بن صالح بن حبي. وعمر بن إسحاق بن يسار أخو محمد بن إسحاق. ووهيب بن الورد المكي الزاهد. وقرة بن خالد أبو خالد السدوسي البصري وهشام الدستوائي، وهو هشام بن أبي عبد الله البصري.
الشعيثي بضم السين المعجمة، وفي آخره ثاء مثلثة.
ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومائة
فيها دخل يزيد بن حاتم إفريقية، وقتل أبا حاتم، وملك القيروان وسائر الغرب. وقد تقدم ذكر مسيره ورحوبه مستقصى.(3/55)
وفيها سير المنصور المهدي لبناء الرافقة، فسار إليها، فبناها على بناء مدينة بغداد، وعمل للكوفة والبصرة سوراً وخندقاً، وجعل ما أنفق فيه من الأموال على أهلها. ولما أراد المنصور معرفة عددهم أمر أن يقسم فيهم خمسة دراهم خمسة دراهم، فلما علم عددهم، أمر بجبايتهم أربعين درهماً لكل واحد، فقال الشاعر:
يا لقومي ما لقينا ... من أمير المؤمنينا
قسم الخمسة فينا ... وجبانا الأربعينا
وفيها طلب ملك الروم الصلح إلى المنصور على أن يؤدي إليه الجزية.
وفيها غزا الصائفة يزيد بن أسيد السلمي. وعزل عبد الملك بن أيوب بن ظبيان عن البصرة، واستعمل عليها الهيثم بن معاوية العتكي.
ذكر عزل العباس بن محمد عن الجزيرة
واستعمال موسى بن كعب

وفيها عزل المنصور أخاه العباس بن محمد عن الجزيرة، وغضب عليه، وغرمه مالاً فلم يزل ساخطاً عليه، حتى غضب على عمه إسماعيل بن علي، فشفع فيه عمومة المنصور، وضيقوا عليه، حتى رضي عنه، فقال عيسى بن موسى للمنصور: يا أمير المؤمنين، أرى آل علي بن عبد الله، وإن كانت نعمك عليهم سابغة، فإنهم يرجعون إلى الحسد لنا، فمن ذلك أنك غضبت على إسماعيل بن علي، منذ أيام فضيقوا عليك، حتى رضيت عنه، وأنت غضبان على أخيك العباس منذ كذا وكذا، فما كلمك فيه أحد منهم؛ فرضي عنه.
وكان المنصور قد استعمل العباس على الجزيرة بعد يزيد بين أسيد، فشكا يزيد منه وقال: إنه أساء عزلي، وشتم عرضي. فقال له المنصور: أجمع بني إحساني وإساءته يعتدلا. فقال له يزيد بن أسيد: إذا كان إحسانكم جزاء لإساءتكم كانت طاعتنا تفضلا منا عليكم.
ولما عزل المنصور أخاه عن الجزيرة استمل عليها موسى بن كعب.
ذكر عزل محمد بن سليمان عن الكوفة واستعمال عمرو بن زهير
وفيها عزل محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن الكوفة، واستعمل عليها عمرو بن زهير الضبي أخاً المسيب بن زهير؛ وقيل: إنما عزل سنة ثلاث وخمسين، وكان عزله لأسباب بلغته عنه، منها أنه قتل عبد الكريم بن أبي العوجاء، وكان قد حبسه على الزندقة، وهو خال معن بن زائدة الشيباني، فكثر شفعاؤه عند المنصور، ولم يتكلم فيه إلا ظنين منهم، فكتب إلى محمد بن سليمان بالكف عنه إلى أن يأتيه رأيه.
وكان ابن أبي العوجاء قد أرسل إلى محمد بن سليمان يسأله أن يؤخره ثلاثة أيام، ويعطيه مائة ألف، فلما ذكر لمحمد أمر بقتله، فلما أيقن أنه مقتول قال: والله لقد وضعت أربعة آلاف حديث حللت فيها الحرام، وحرمت فيها الحلال، والله لقد فطرتكم يوم صومكم، وصومتكم يوم فطركم؛ فقتل.
وورد كتاب المنصور إلى محمد يأمره بالكف عنه، فوصل وقد قتله، فلما بلغ قتله المنصور غضب، وقال: والله لقد هممت أن أقيده به ! ثم أحضر عمه عيسى بن علي وقال له: هذا عملك؛ أنت أشرت بتولية هذا الغلام الغر؛ قتل فلاناً بغير أمري، وقد كتبت بعزله، وتهدده؛ فقال له عيسى: إن محمداً إنما قتله على الزندقة، فإن كان أصاب فهو لك، وإن أخطأ فعليه، ولئن عزلته على أثر ذلك ليذهبن بالثناء والذكر، ولترجعن بالمقالة من العامة عليك؛ فمزق الكتاب.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة أنكرت الخوارج الصفرية المجتمعة بمدينة سجلماسة على أميرهم عيسى بن جرير أشياء، فشدوه وثاقاً، وجعلوه على رأس الجبل، فلم يزل كذلك حتى مات، وقدموا على أنفسهم أبا القاسم سمكو بن واسول المكناسي جد مدرار.
وفيها ولد أبو سنان الفقيه المالكي بمدينة القيروان من إفريقية.
وفيها عزل الحسن بن زيد بن الحسن بن علي عن المدينة، واستعمل عليها عمه عبد الصمد بن علي، وكان على مكة والطائف محمد بن إبراهيم؛ وعلى الكوفة عمرو بن زهير؛ وعلى البصرة الهيثم بن معاوية؛ وعلى مصر محمد بن سعيد؛ وعلى إفريقية يزيد بن حاتم؛ وعلى الموصل خالد بن برمك، وقيل: موسى بن كعب بن سفيان الخثعمي.
وفي هذه السنة مات مسعر بن كدام الكوفي الهلالي.

 

This site was last updated 07/07/11