Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة ست وأربعين ومائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
باقى 136 وخلافة المنصور
سنة 137 قتل أبي مسلم الخراساني
سنة ثمان وثلاثين ومائة
سنة 139 وعبد الرحمن بن معاوية بالأندلس
سنة أربعين ومائة
سنة 141 و142
سنة 143 و144
سنة خمس وأربعين ومائة
سنة ست وأربعين ومائة
سنة148 و149 و150
سنة 151 وسنة 154
سنة 156 و158

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة ست وأربعين ومائة
ذكر انتقال المنصور إلى بغداد
وكيفية بنائها

وفيها، في صفر، تحول المنصور من مدينة ابن هبيرة إلى بغداد وبنى مدينتها، وقد ذكرنا في سنة خمس وأربعين ومائة السبب الباعث للمنصور على بناء مدينة بغداد، ونذكر الآن بناءها. (3/42)
ولما عزم المنصور على بناء بغداد شاور أصحابه، وكان فيهم خالد بن برمك، فأشار أيضاً بذلك، وهو خطها، فاستشاره في نقض المدائن وإيوان كسرى ونقل نقضها إلى بغداد، فقال: لا أرى ذلك، لأنه علم من أعلام الإسلام يستدل به الناظر على أنه لم يكن ليزال مثل أصحابه عنه بأمر الدنيا، وإنما هو على أمر دين، ومع هذا ففيه مصلى علي بن أبي طالب. قال المنصور: لا، أبيت يا خالد إلا الميل إلى أصحابك العجم ! وأمر بنقض القصر الأبيض، فنقضت ناحية منه وحمل نقضه، فنظر، فكان مقدار ما يلزمهم له أكثر من ثمن الحديد. فدعا خالد بن برمك فأعلمه ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين قد كنت أرى أن لا تفعل، فأما إذ فعلت فإني أرى أن تهدم لئلا يقال إنك عجزت عن هدم ما بناه غيرك. فأعرض عنه وترك هدمه.
ونقل أبواب مدينة واسط فجعلها على بغداد، وباباً جيء به من الشام، وباباً آخر جيء به من الكوفة كان عمله خالد بن عبد الله القسري؛ وجعل المدينة مدورةً لئلا يكون بعض الناس أقرب إلى السلطان من بعض، وعمل لها سورين، السور الداخل أعلى من الخارج، وبنى قصره في وسطها، والمسجد الجامع بجانب القصر، وكان الحجاج بن أرطأة هو الذي خط المسجد وقبلته غير مستقيمة يحتاج المصلي أن ينحرف إلى باب البصرة لأنه وضع بعد القصر، وكان القصر غير مستقيم على القبلة.
وكان اللبن الذي يبنى به ذراعاً في ذراع، ووزن بعضها لما نقض، وكان وزن لبنة منه مائة رطل وستة عشر رطلاً، وكانت مقاصير جماعة من قواد المنصور وكتابه تشرع أبوابها إلى رحبة الجامع، فطلب إليه عمه عيسى ابن علي أن يأذن له في الركوب من باب الرحبة إلى القصر لضعفه، فلم يأذن له، قال: فاحسبني راوية، فأمر الناس بإخراج أبوابهم من الرحبة إلى فصلان الطاقات.
وكانت الأسواق في المدينة، فجاء رسول الله لملك الروم، فأمر الربيع فطاف به في المدينة، فقال: كيف رأيت ؟ قال: رأيت بناء حسناً إلا أني رأيت أعداءك معك وهم السوقة. فلما عاد الرسول عنه أمر بإخراجهم إلى ناحية الكرخ.
وقيل: إنما أخرجهم لأن الغرباء يطرقونها ويبيتون فيها وربما كان فيهم الجاسوس.
وقيل: إن المنصور كان يتبع من خرج مع إبراهيم بن عبد الله، وكان أبو زكرياء يحيى بن عبد الله، محتسب بغداد، له مع إبراهيم ميل، فجمع جماعةً من السفلة فشغبوا على المنصور، فسكنهم وأخذ أبا زكرياء فقتله وأخرج الأسواق، فكلم في بقال، فأمر أن يجعل في كل ربع بقال يبيع البقل والخل حسب.
وجعل الطريق أربعين ذراعاً.
وكان مقدار النفقة على بنائها وبناء المسجد والقصر والأسواق والفصلان والخنادق وأبوابها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة درهماً.
وكان الأستاذ من البنائين يعمل يومه بقيراط فضة، والروزكاري بحبتين، وحاسب القواد عند الفراغ منها فألزم كلاً منهم بما بقي عنده فأخذه، حتى إن خالد بن الصلت بقي عليه خمسة عشر درهماً فحبسه وأخذها منه.
ذكر خروج العلاء بالأندلس
وفيها سار العلاء بن مغيث اليحصبي من إفريقية إلى مدينة بناحية من الأندلس ولبس السواد وقام بالدولة العباسية وخطب للمنصور، واجتمع إليه خلقٌ كثير، فخرج إليه الأمير عبد الرحمن الأموي، فالتقيا بنواحي إشبيلية، ثم تحاربا أياماً، فانهزم العلاء وأصحابه، وقتل منهم في المعركة سبعة آلاف، وقتل العلاء، وأمر بعض التجار بحمل رأسه ورؤوس جماعة من مشاهير أصحابه إلى القيروان وإلقائها بالسوق سراً، ففعل ذلك، ثم حمل منها شيء إلى مكة، فوصلت وكان بها المنصور، وكان مع الرؤوس لواء أسود وكتاب كتبه المنصور للعلاء.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة عزل سلم بن قتيبة عن البصرة.
وكان سبب عزله أن المنصور كتب إليه يأمره بهدم دور من خرج مع إبراهيم وبعقر نخلهم؛ فكتب سلم: بأي ذلك أبدأ، بالدور أم بالنخل ؟ فأنكر المنصور ذلك عليه وعزله واستعمل محمد بن سليمان، فعاث بالبصرة وهدم دار أبي مروان، ودار عون بن مالك، ودار عبد الواحد بن زياد وغيرهم.
وغزا الصائفة هذه السنة جعفر بن حنظلة البهراني.
وفيها عزل عن المدينة عبد الله بن الربيع الحارثي، وولي مكانه جعفر بن سليمان، فقدمها في ربيع الأول. وفيها عزل عن مكة السري بن عبد الله ووليها عبد الصمد بن علي.
وحج بالناس هذه السنة عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام. (3/43)
وفيها مات هشام بن عروة بن الزبير، وقيل سنة سبع وأربعين في شعبان. وعوف الأعرابي. وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التميمي الكوفي.
وفيها غزا مالك بن عبد الله الخثعمي، الذي يقال له مالك الصوائف، وهو من أهل فلسطين، بلاد الروم فغنم غنائم كثيرة ثم قفل، فلما كان من درب الحدث على خمسة عشر ميلاً بموضع يدعى الرهوة نزل بها ثلاثاً وباع الغنائم وقسم سهام الغنيمة، فسميت تلك الرهوة رهوة مالك.
وفيها توفي ابن السائب الكلبي النسابة.
ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائة
ذكر قتل حرب بن عبد الله
فيها أغار أسترخان الخوارزمي في جمع من الترك على المسلمين بناحية أرمينية وسبى من المسلمين وأهل الذمة خلقاً ودخلوا تفليس، وكان حرب مقيماً بالموصل في ألفين من الجند لمكان الخوارج الذين بالجزية، وسير المنصور إلى محاربة الترك جبرائيل بن يحيى وحرب بن عبد الله، فقاتلوهم، فهزم جبرائيل وقتل حرب، وقتل من أصحاب جبرائيل خلقٌ كثير.
ذكر البيعة للمهدي وخلع عيسى بن موسى
وفيها خلع عيسى بن موسى بن محمد بن علي من ولاية العهد وبويع للمهدي محمد بن المنصور.
وقد اختلف في السبب الذي خلع لأجله نفسه، فقيل: إن عيسى لم يزل على ولاية العهد وإمارة الكوفة ومن أيام السفاح إلى الآن، فلما كبر المهدي وعزم المنصور على البيعة له كلم عيسى بن موسى في ذلك، وكان يكرمه ويجلسه عن يمينه ويجلس المهدي عن يساره، فلما قال له المنصور في معنى خلع نفسه وتقديم المهدي عليه أبى وقال: يا أمير المؤمنين كيف بالأيمان علي وعلى المسلمين من العتق والطلاق وغير ذلك ؟ ليس إلى الخلع سبيل ! فتغير المنصور عليه وباعده بعض المباعدة وصار يأذن للمهدي قبله، وكان يجلس عن يمينه في مجلس عيسى ثم يؤذن لعيسى فيدخل فيجلس إلى جانب المهدي، ولم يجلس عن يسار المنصور، فاغتاظ منه ثم صار يأذن للمهدي ولعمه عيسى بن علي، ثم لعبد الصمد بن علي، ثم لعيسى بن موسى، وربما قدم وأخر، إلا أنه يبدأ بالإذن للمهدي على كل حال.
وتوهم عيسى أنه يقدم إذنهم لحاجةٍ له إليهم، وعيسى صامت لا يشكو، ثم صار حال عيسى إلى أعظم من ذلك، فكان يكون في المجلس معه بعض ولده فيسمع الحفر في أصل الحائط وينثر عليه التراب وينظر إلى الخشبة من السقف قد حفر عن أحد طرفيها لتقلع فيسقط التراب على قلنسوته وثيابه فيأمر من معه من ولده بالتحول ويقوم هو يصلي ثم يؤذن له فيدخل بهيئته والتراب على رأسه وثيابه لا ينفضه، فيقول له المنصور: يا عيسى ما يدخل علي أحد بمثل هيئتك من كثرة الغبار والتراب ! أفكل هذا من الشارع ؟ فيقول: أحسب ذلك يا أمير المؤمنين، ولا يشكو شيئاً.
وكان المنصور يرسل إليه عمه عيسى بن علي في ذلك، فكان عيسى بن موسى لا يؤثره ويتهمه. فقيل: إن المنصور أمر أن يسقى عيسى بن موسى بعض ما يتلفه فوجد الماء في بطنه فاستأذن في العود إلى بيته بالكوفة، فأذن له، فمرض من ذلك واشتد مرضه ثم عوفي بعد أن أشفى.
وقال عيسى بن علي للمنصور: إن ابن موسى إنما يتربص بالخلافة لابنه موسى فابنه الذي يمنعه، فقال له: خوفه وتهدده، فكلمه عيسى بن علي في ذلك وخوفه، فخاف موسى بن عيسى وأتى العباس بن محمد فقال: يا عم إني أرى ما يسام أبي من إخراج هذا الأمر عن عنقه وهو يؤذى بصنوف الأذى والمكروه، فهو يهدد مرة، ويؤخر إذن مرة، ويهدم عليه الحيطان مرة، وتدس إليه الحتوف مرة، وأبي لا يعطي على ذلك شيئاً ولا يكون ذلك أبداً، ولكن ها هنا طريق لعله يعطي عليها وإلا فلا، قال: وما هو ؟ قال: يقبل عليه أمير المؤمنين وأنا شاهد فيقول له: إني أعلم أنك لا تبخل بهذا الأمر عن المهدي لنفسك لكبر سنك وأنه لا تطول مدتك فيه، وإنما تبخل به لإبنك، أفتراني أدع ابنك يبقى بعدك حتى يلي على ابني ؟ كلا والله لا يكون ذلك أبداً، ولأثبن على ابنك تنظر حتى تيأس منه. فإن فعل ذلك فلعله أن يجيب إلى ما يراد منه.(3/44)
فجاء العباس إلى المنصور وأخبره بذلك، فلما اجتمعوا عنده قال ذلك، وكان عيسى بن علي حاضراً، فقام ليبول، فأمر عيسى بن موسى ابنه موسى ليقوم معه يجمع عليه ثيابه، فقام معه، فقال له عيسى بن علي: بأبي أنت وبأبي أبٌ ولدك ! والله إني لأعلم أنه لا خير في هذا الأمر بعدكما، وإنكما لأحق به، ولكن المرء مغرىً بما تعجل، فقال موسى في نفسه: امكنني هذا والله من مقاتله وهو الذي يغري بأبي، والله لأقتلنه ! فلما رجعا قال موسى لأبيه ذلك سراً، فاستأذنه في أن يقول للمنصور ما سمع منه، فقال له أبوه: أف لهذا رأياً ومذهباً ! ائتمنك عمك على مقالة أراد أن يسرك بها فجعلتها سبباً لمكروهه، لا يسمعن هذا أحد، ارجع إلى مكانك.
فلما رجع إلى مكانه أمر المنصور الربيع فقام إلى موسى فخنقه بحمائله، وموسى يصيح: الله الله في دمي يا أمير المؤمنين ! وما يبالي عيسى أن تقتلني وله بضعة عشر ذكراً، والمنصور يقول: يا ربيع أزهق نفسه، والربيع يوهم أنه يريد تلفه وهو يرفق به وموسى يصيح. فلما رأى ذلك أبوه قال: والله يا أمير المؤمنين ما كنت أظن أن الأمر يبلغ منك هذا كله ! فاكفف عنه، فها أنا ذا أشهدك أن نسائي طوالق ومماليكي أحرار وما أملك في سبيل الله تصرف ذلك في من رأيت يا أمير المؤمنين ! وهذه يدي بالبيعة للمهدي. فبايعه للمهدي. ثم جعل عيسى بن موسى بعد المهدي.
فقال بعض أهل الكوفة: هذا الذي كان غداً فصار بعد غد.
وقيل: إن المنصور وضع الجند وكانوا يسمعون عيسى بن موسى ما يكره، فشكا ذلك من فعلهم، فنهاهم المنصور عنه، وكانوا يكفون ثم يعودون، ثم إنهما تكاتبا مكاتبات أغضبت المنصور، وعاد الجند معه لأشد ما كانوا، منهم: أسد بن المرزبان، وعقبة بن سلم، ونصر بن حرب بن عبد الله، وغيرهم، فكانوا يمنعون من الدخول عليه ويسمعونه، فشكاهم إلى المنصور، فقال له: يا بن أخي أنا والله أخافهم عليك وعلى نفسي، فإنهم يحبون هذا الفتى، فلو قدمته بين يديك لكفوا. فأجاب عيسى إلى ذلك.
وقيل: إن المنصور استشار خالد بن برمك في ذلك وبعثه إلى عيسى، فأخذ معه ثلاثين من كبار شيعة المنصور ممن يختارهم وقال لعيسى في أمر البيعة، فامتنع، فرجعوا إلى المنصور وشهدوا على عيسى أنه خلع نفسه فبايع للمهدي، وجاء عيسى فأنكر ذلك فلم يسمع منه، وشكر لخالد صنيعه.
وقيل: بل اشترى المنصور منه ذلك بمال قدره أحد عشر ألف ألف درهم له ولأولاده وأشهد على نفسه بالخلع.
وكانت مدة ولاية عيسى بن موسى الكوفة ثلاث عشرة سنةً، وعزله المنصور واستعمل محمد بن سليمان بن علي عليها ليؤذي عيسى ويستخف به، فلم يفعل ولم يزل معظماً له مبجلاً.
ذكر موت عبد الله بن علي
وكان المنصور قد أحضر عيسى بن موسى بعد أن خلع نفسه وسلم إليه عمه عبد الله بن علي وأمره بقتله، وقال له: إن الخلافة صائرةٌ إليك بعد المهدي فاضرب عنقه، وإياك أن تضعف فتنقض علي أمري الذي دبرته؛ ثم مضى إلى مكة وكتب إلى عيسى من الطريق يستعلم منه ما فعل في الأمر الذي أمره، فكتب عيسى في الجواب: قد أنفذت ما أمرت به؛ فلم يشك أنه قتله.
وكان عيسى حين أخذ عبد الله من عند المنصور دعا كاتبه يونس بن فروة وأخبره الخبر، فقال: أراد أن تقتله ثم يقتله لأنه أمر بقتله سراً ثم يدعيه عليك علانيةً، فلا تقتله ولا تدفعه إليه سراً أبداً واكتم أمره. ففعل ذلك عيسى.
فلما قدم المنصور وضع على أعمامه من يحركهم على الشفاعة في أخيهم عبد الله، ففعلوا وشفعوا، فشفعهم وقال لعيسى: إني كنت دفعت إليك عمي وعمك عبد الله ليكون في منزلك، وقد كلمني عمومتك فيه، وقد صفحت عنه فأتنا به.(3/45)
قال: يا أمير المؤمنين أل تأمرني بقتله ؟ فقتلته ! قال: ما أمرتك ! قال: بلى أمرتني. قال: ما أمرتك إلا بحبسه وقد كذبت ! ثم قال المنصور لعمومته: إن هذا قد أقر لكم بقتل أخيكم، قالوا: فادفعه إلينا نقيده به. فسلمه إليهم، وخرجوا به إلى الرحبة، واجتمع الناس وشهر الأمر، وقام أحدهم ليقتله، فقال له عيسى: أفاعل أنت ؟ قال: إي والله ! قال: ردوني إلى أمير المؤمنين. فردوه إليه. فقال له: إنما أردت بقتله أن تقتلني. هذا عك حي سوي. قال: ائتنا به. فأتاه به. قال: يدخل حتى أرى رأيي؛ ثم انصرفوا، ثم أمر به فجعل في بيت أساسه ملح وأجرى الماء في أساسه فسقط عليه، فمات فدفن في مقابر باب الشام، فكان أول من دفن فيها؛ وكان عمره اثنتين وخمسين سنة.
قيل: ركب المنصور يوماً ومعه ابن عياش المنتوف، فقال له المنصور: تعرف ثلاثة خلفاء أسماؤهم على العين قتلت ثلاثة خوارج مبدأ أسمائهم على العين ؟ قال: لا أعرف إلا ما يقول العامة: إن علياً قتل عثمان، وكذبوا؛ وعبد الملك قتل عبد الرحمن بن الأشعث؛ وعبد الله بن الزبير قتل عمرو ابن سعيد؛ وعبد الله بن علي سقط عليه البيت. فقال المنصور: إذا سقط عليه فما ذنبي أنا ؟ قال: ما قلت إن لك ذنباً.
قوله: ابن الزبير قتل عمرو بن سعيد ليس بصحيح، إنما قتله عبد الملك.
عياش بالياء المثناة من تحت، والشين المعجمة.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ولى المنصور محمداً ابن أخيه أبي العباس السفاح، البصرة، فاستعفى منها، فأعفاه، فانصرف إلى بغداد واستخلف بها نخبة بن سالم، فأقره المنصور عليها، فلما رجع إلى بغداد مات بها.
وحج بالناس هذه السنة المنصور، وكان عامله على مكة والطائف عمه عبد الصمد بن علي، وعلى المدينة جعفر بن سليمان، وعلى مصر يزيد بن حاتم المهلبي.
وفيها أغزى عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس مولاه بدراً، وتمام ابن علقمة طليطلة، وبها هاشم بن عذرة، وضيقا عليه، ثم أسراه هو وحياة ابن الوليد اليحصبي وعثمان بن حمزة بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، وأتيا بهم إلى عبد الرحمن في جباب صوف وقد حلقت رؤوسهم ولحاهم وقد أركبوا الحير وهم في السلاسل، ثم صلبوا بقرطبة.
وفيها قدم رسول عبد الرحمن الذي أرسله إلى الشام في إحضار ولده الأكبر سليمان فحضر وسليمان معه، وكان قد ولد لعبد الرحمن بالأندلس ولد هشام، فقدمه الأمير عبد الرحمن على سليمان، فحصل بينهما حقدٌ وغل أوجبا ما نذكره فيما بعد.
وفيها تناثرت النجوم.
وفيها مات أشعث بن عبد الملك الحمراني البصري. وهشام بن حسان مولى لعتيك، وقيل: مات سنة ثمان وأربعين. وعبد الرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي أبو الأشعث الكوفي.

 

This site was last updated 07/07/11