Home Up الجامع الأزهر جامع شيعى هل أعتنق الفحام المسيحية؟ محمد مصطفي المراغي الإمام محمد عبده شيخ الأزهر عبدالمجيد سليم عزل الشيخ ابو زهرة المراغى شيخ للأزهر شيخ الأزهر عبدالرحمن تاج الشيخ عبدالحليم محمود الشيخ شلتوت مشيخة الأزهر محمد عياد الطنطاوي شيخ الأزهر محمد مأمون الشناوى شيخ الأزهر د/ محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر د. أحمد الطيب Untitled 16 Untitled 17 Untitled 18 Untitled 19 Untitled 20 Untitled 21 | | جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠٠٧ عدد ١١٩٥ عن مقالة بعنوان [ سهرات رمضان في بيت شيخ الأزهر عبدالمجيد سليم ] كتب كريمة حسن ٢١/٩/٢٠٠٧ مجلة المصور في عددها الصادر بتاريخ ٢٧ رمضان ١٣٧١هـ- ٢٠ يونية ١٩٥٢:يحيي فضيلة الإمام الأكبر الشيخ عبدالمجيد سليم، شيخ الجامع الأزهر، سنة السلف الصالح فيفتح أبواب بيته في رمضان طيلة الليل، للواردين والمترددين، حتي ولو لم يكونوا من أصدقائه أو معارفه، فإذا ما قصدت إلي دار الشيخ بمنشية البكري، وجدته بين زواه وكأنهم يؤلفون حلقة من حلقات الدرس في الأزهر القديم، وتبدأ سهرات رمضان في دار الأستاذ الأكبر عقب الفراغ من تناول الإفطار الذي يحرص علي أن يتناوله مع جميع أفراد العائلة، حتي أحفاده الصغار شداد، ووائل، وعبدالمجيد الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، ومع ذلك يؤدي فرائض دينه كما يؤديها الكبار، حتي ليفخر به جده ويقدمه لزواره وهو يقول «الشيخ عبدالمجيد.. ابن بنتي»، فإذا ما فرغ الشيخ من الإفطار وصلاة المغرب قصد بأحفاده الثلاثة إلي مكتبته المنزلية، وهي ثاني مكتبة إسلامية من نوعها في العالم بالنسبة لكثرة ما تحويه من مخطوطات وكتب، قل أن توجد في مكتبه غيرها، أما المكتبة الأولي فهي مكتبة الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده. إن الأستاذ الأكبر يظل مع أحفاده في المكتبة، يقرأ معهم ويفسر لهم ما قد يصعب عليهم فهمه بقدر ما تتسع له عقولهم ومداركهم، لأنه حريص علي ألا تطغي دراستهم المدنية علي جوهر دينهم، فإذا ما أذن المؤذن لصلاة العشاء أداها فضيلته مع أحفاده حيث هم، ثم يغادر المكتبة إلي الصالون لاستقبال زواره. وتعلق المجلة علي قصة دراسة الشيخ الأكبر بالأزهر، بأنها بعينها قصة كل أزهري من أبناء عصره، ذلك العصر الذي كان الرجل الصالح إذا ما وهبه الله ولداً ذكرا فرح فرحتين، فرحة لأنه ولد، وفرحة أخري لأنه سيهبه للأزهر ليكون من علمائه، والشيخ الأكبر هو أحد أولئك الأبناء السعداء الذين وهبهم آباؤهم للأزهر من يوم ميلادهم، فتقبلهم الله بقبول حسن، وأنبتهم نباتاً حسناً وما لبثوا أن غدوا من نجوم الأزهر وعلماء الإعلام، ويروي الشيخ بعض ذكرياته وكيف أنه أقبل إلي القاهرة ليلتحق بالأزهر فسكن في غرفة في حي الجمالية علي مقربة من الجامعة وكان يشاركه فيها الطالب أحمد حسين، الشيخ أحمد حسين بك - مفتي الأوقاف فيما بعد، وشقيق الدكتور طه حسين باشا، والصديق الأول للأستاذ الأكبر فيما بعد. وكان يقطن الغرفة المجاورة لهما الدكتور طه حسين باشا الذي كان يؤثر الوحدة والعزلة ولا يحب أن يشاركه في غرفته أحد أو يشارك فيها أحداً، وحدث أن منيت القاهرة في ذلك الحين بوباء، انقطع من أجله أساتذة الأزهر في عقد حلقات دروسهم فيه واعتكفوا في منازلهم، فكان طلابهم يقصدون إليهم فيها ليتلقوا عنهم العلم ولا يحرموا منه في فترة الاعتكاف، وكان الشيخ عبدالمجيد سليم من تلامذة الشيخ علي البولاقي، أحد علماء الأزهر الأفذاذ في ذلك العهد، فكان الأستاذ الأكبر يمشي علي قدميه من داره في الجمالية إلي دار أستاذه في بولاق - أي ما لا يقل عن عشرة كيلومترات في الذهاب والإياب - لأن الترام لم يكن قد عرف بعد ولا الأتوبيس، ولأن مالية الطالب لم تكن تسمح له يومئذ باستئجار «حمار حصاوي» المطية الوحيدة المعروفة في ذلك الزمان. ويبتسم الأستاذ الأكبر وهو يري هذه الذكريات ويقول: لقد كانت هذه المشقة حافزاً لنا علي الجد والاجتهاد بغية النجاح والتفوق، فما كنا لنفرط في ذرة من العلم الذي حصدناه بالكد والعرق والكفاح. وتاقت نفس الأستاذ الأكبر وهو طالب إلي دراسة الفلسفة وكانت الفلسفة في ذلك العهد ضرباً من ضروب الإلحاد والكفر في نظر علماء الأزهر، إلا عالماً واحداً كان يؤمن بها وينزهها عما يلصقه بها الآخرون من كفر وغواية، ذلك هو الشيخ «أبوخطوة» أحد كبار علماء الأزهر الأجلاء في عصره، وشارك الشيخ عبدالمجيد في رغبته هذه صديقه الحميم الشيخ مصطفي عبدالرازق، فقصد الاثنان معاً إلي دار الشيخ «أبوخطوة» وأعربا عن رغبتهما في أن يتتلمذا علي يده في الفلسفة، فأكبر جرأتهما وشجاعتهما، وكان يستقبلهما في بيته ويدرس لهما الفلسفة سراً، بعد أن يغلق الأبواب، كما لو كان تدريس الفلسفة عملاً يعاقب عليه القانون. |