تعليق من الموقع : مجرد سؤال لا يستطيع أحد من مسلمى مصر وحكومتها الإسلامية الإجابة عليه .. هل قتل شيخ الأزهر فى السعودية ؟ فقد مات فى ظروف غامضة ودفن على عجالة فى السعودية ولم يحضر جنازته اى مسؤول كبير من مصر وايضا لم يحضروا جثمانه لمصر لكى يتم تكريم دفنه وسط جنازة مهيبة فى مصر كما هو المفروض لرجل فى مكانته، ولقد اصدر علماء الأزهر بيانا بعد موته ببضعة ايام يسبونه فيه ويكفرونه، ويعللون ذلك بأنه اصدر فتوى بأعتبار الربا حلال فيستحق هذا البعض متفق معه على أن ارباح البنوك ليست ربا، ولكن هل مجرد الخلاف على رأئ فقهى يجعل هؤلاء العلماء يصدرون هذا البيان غليظ الكلمات الذى يخالف ابسط قواعد الذوق على شيخهم الذى رحل منذ ايام معدودة؟ إنه أم مخالف لقواعد الأصول والتقاليد المصرية العريقة والضاربة فى القدم ولكن هناك أمر خفى جلل، ولهذا يقال أنه كان قد تحول للمسيحية، ولكن ليس هناك دليل على ذلك بالرغم من أن كل الشواهد وتعاملاته كانت تشير إلى إنه إن لم يكن قد إعتنق المسيحية فعلا (الكنيسة واقعة تحت الإرهاب الإسلامى فلا يستطيع أى كاهن أو الكنيسة أن تقول انهم عمدوا الشيخ طنطاوى إذا كان هذا قد حدث فعلاً وعمدوه) إلا أنه يمكن القول فى ثقة أنه أثناء مشيخته كان يتعامل مع المسلمين على أنه لا يؤمن بالإسلام كدين أو حتى عقيدة سمائية.
وكل ما نستطيع تسجيله هنا هو تعجبنا من قول قداسة البابا أن رحيل شيخ الأزهر افجعه وانه لن يتعزى، وهذه العبارة تعطينا الإحساس بأن قداسة البابا يريد أن يقول أن شيئا غير طبيعي فى وفاته قد حدث، لأن تعبير "لن اتعزى" غريب من قداسة البابا الذى يزن كلماته بكل دقة.
******************************************************************************************************************
ولد الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر بقرية سُليم الشرقية – مركز طما – محافظة سوهاج فى ٢٨ من أكتوبر سنة ١٩٢٨م.
تلقى طنطاوى تعليمه الأساسى بقريته، وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمعهد الإسكندرية الدينى سنة ١٩٤٤م وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول الدين وتخرج فيها سنة ١٩٥٨م ثم حصل على تخصص التدريس سنة ١٩٥٩م ثم حصل على الدكتوراه فى التفسير والحديث بتقدير ممتاز فى ٥ سبتمبر١٩٦٦.
عين فضيلته مدرسا بكلية أصول الدين سنة ١٩٦٨م ثم عميدا لكلية أصول الدين بأسيوط سنة ١٩٧٦م ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين سنة ١٩٨٥م ثم مفتيا للجمهورية فى ٢٨/١٠/١٩٨٦ ثم عين شيخا للأزهر الشريف فى ٨ من ذى القعده سنة ١٤١٦هـ الموافق ٢٧ من مارس سنة ١٩٩٦م.
أعير خلال عمله بجامعة الأزهر إلى الجامعة الإسلامية بليبيا من سنة ١٩٧٢م إلى سنة ١٩٧٦م ثم رئيسا لقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من سنة ١٩٨٠م إلى سنة ١٩٨٤.
يديعوت تعيد نشر الصورة التى جمعت طنطاوى بالرئيس الإسرائيلى مجدداً وتصف الهجوم عليه بالـ"قاسى".. وسائل الإعلام الإسرائيلية: مصر فقدت أكثر رجال الدين الإسلامى اعتدالاً وأكبر المرجعيات السنية فى العالم اهتمام كبير فى وسائل الإعلام الإسرائيلية برحيل شيخ الأزهر
اليوم السابع كتب محمود محيى تاريخ نشر الخبر : 10/03/2010
وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى جميع توجهاتها، الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر بأنه أكبر المرجعيات الدينية السنية فى العالم وأكثر رجال الدين الإسلاميين اعتدالا، وذلك عقب إعلان وفاته نتيجة أزمة قلبية صباح اليوم، الأربعاء، بجميع وسائل الإعلام المصرية.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى، إن مصر فقدت طنطاوى أكثر رجال الدين حكمة واعتدالاً فى العالم السنى، وذلك طوال فترة عمله كمفتى للديار المصرية وكمسئول عن أكبر المساجد السنية فى العالم حجماً وتأثيراً، الجامع الأزهر، مضيفة بأن وفاته جاءت بشكل غير متوقع خلال زيارته للمملكة العربية السعودية.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن الرجل ذا الـ81 عاماً والمعروف بأحكامه المعتدلة لاقى الكثير من الانتقادات والغضب من المتطرفين والمتشددين الإسلاميين، خاصة بعد موقفه المنتقد ضد التفجيرات الانتحارية الفلسطينية.
فيما أبرزت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الهجوم الذى طال شيخ الأزهر عقب المصافحة الشهيرة التى جرت بينه وبين الرئيس الإسرئيلى شيمون بيريز فى مؤتمر لحوار الأديان بمقر الأمم المتحدة بنيويورك وما تعرضله من انتقادات لاذعة من العديد من رجال الدين الإسلامى بالشرق الأوسط والعالم الإسلامى، خاصة عندما صرح بأنه كان لا يعرفه.
وأعادت الصحيفة نشر صورة المصافحة بين طنطاوى وبيريز على صدر موقعها الإلكترونى معلقة عليها بأنها كانت مصافحة واحدة "بريئة".
ووصفت مراسلة الصحيفة، سمدار بيرى، رد الفعل العربى والإسلامى تجاه طنطاوى حينها بأنه كان قاسياً للغاية، خاصة بعدما تعرض لانتقادات من داخل المعارضة المصرية وطالبت باستقالته.
ورصدت الصحف الإسرائيلية حياة شيخ الأزهر منذ ولادته فى 28 أكتوبر عام 1928 بقرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج بجنوب مصر إلى أن تم تعيينه مفتى الديار المصرية عام 1986 لمدة عشر سنوات تقريباً، حتى تم تعيينه الإمام الأكبر للجامع الأزهر من قبل الرئيس حسنى مبارك.
وسلطت وسائل الإعلام المصرية الضوء على قضية حظر ارتداء النقاب والتى واجهت موجة غضب عارمة من العناصر المتطرفة فى العالم الإسلامى، على حسب قول الصحف، وأيضاً موقفه الحازم ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة، خاصة عندما ندد بتنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، عندما قال "ليس من الشجاعة قتل رجل برىء أو قتل الآلاف من الناس بما فى ذلك الرجال والنساء والأطفال".
وأشادت صحيفة هاآرتس ومعاريف الإسرائيليتين بموقفه فى ديسمبر 2001 الذى أدان فيه التفجيرات الانتحارية ضد المدنيين الإسرائيليين ورفضه الموافقة على مبدأ تشريع قتل المدنيين الإسرائيليين على اعتبارهم سيحملون السلاح فى يوم ما ولذلك يجب قتلهم، موضحاً الجهاد يكون فقط لحماية النفس والدفاع عنها.
كما أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية فتوى تحليل طنطاوى فى عام 2007 لإجهاض المرأة الحامل التى تتعرض للاغتصاب وأنه يجب بتر نتيجة هذه الجريمة الوحشية.
وقال التليفزيون الإسرائيلى والإذاعة العامة الإسرائيلية، إن طنطاوى كان معروفاًَ دائماًَ باعتدال مواقفه مما جعله موضع انتقاد الجهات المتشددة فى مصر فى قضايا مختلفة كانت آخرها الفتوى التى أصدرها بتحريم النقاب لدى طالبات المدارس والجامعات.
الإخوان يذكرون لطنطاوى معارضة رئيس الوزراء فى خفض ميزانية جامعة الأزهر.. والجماعة الإسلامية تشارك فى العزاء.. وإشادة بمعارضته تحديد النسل
طنطاوى رحل عن عمر ناهز 82 عاماً
اليوم السابع كتب شعبان هدية
مواجهات عديدة خاضها شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى ـ رحمة الله ـ مع الجماعات والحركات الإسلامية، سواء فى القضايا الفقهية والسياسية.. ووصل الأمر إلى مطاردات واستجوابات لاحقت طنطاوى تحت قبة البرلمان، وانتهى فرقاء الإسلام السياسى إلى الإجماع على وجوب إقالة الإمام الأكبر بسبب موقفه الأخير من النقاب.
رغم ذلك، أكد غالبية قيادات التيارات الإسلامية بما فى ذلك جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية، لليوم السابع، أن طنطاوى كان فقيها وله كثيراً من المحاسن، ضمنها مواجهة رئيس الوزراء لمنع خفض ميزانية جامعة الأزهر، ومعارضته لتحديد النسل... وغيرها.
لكن ممثلى الحركات الإسلامية أجمعوا فى الوقت نفسه أن القيمة الرمزية لمشيحة الأزهر تراجعت فى العقود الماضية، فى ظل هيمنة ما هو سياسى على ما هو دينى فى مصر، فى حين نهضت فى الساحة الإسلامية مرجعيات أخرى بعضها رسمى، كما هى حال بعض العلماء السعوديين، وبعضها مستقل.
وتذكر الحركات الإسلامية لطنطاوى مواقفه من فوائد البنوك ومخالفة إجماع علماء الأمة، منذ أن عرفت البنوك بصيغتها الحالية، وكذلك فتواه بجلد الصحفيين، كذلك مطالبته الفلسطينيات باستخدام ''الحلل''، فى مواجهة الأعداء، بدل السلاح والعمليات الاستشهادية، ولقاءاته مع حاخامات يهود ، ومؤخرا فتوى شرعية "جدار مصر الفولاذى" الذى تبنيه مصر على طول الحدود مع قطاع غزة، وبعد أن اعتبره الجميع "حرام شرعا"، واعتبرته جماعة الإخوان من "الكبائر" لما يسببه من أخطار كارثية على سكان قطاع غزة.
كانت الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، قد تقدمت بأكثر من 20 طلب إحاطة واستجوابين ضد شيخ الأزهر فى عمر البرلمان الحالى، منها استجواب حول موقف الأزهر من النقاب فى المعاهد الأزهرية، وآخر حول مصافحة شيخ الأزهر للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز مرتين.. وعدد من طلبات الإحاطة حول حضور الشيخ طنطاوى حوار الأديان برعاية الفاتيكان، وغيره وتجاهل التقريب بين المذاهب الإسلامية، وأخرى حول مخالفة مجمع البحوث الإسلامية للقانون برئاسة شيخ الأزهر... أما الجماعة الإسلامية فكانت أكثر وسطية فى تناولها لشيخ الأزهر وتذكر له إيجابيات كثيرة، منها مناقشته لرسالة الدكتوراه للدكتور عمر عبد الرحمن، وغيره من المواقف.
بينما عارض السلفيون طنطاوى قبل وفاته فى الكثير من المواقف، منها ما يتعلق بالنقاب وما يتعلق بفوائد البنوك وغيرها من القضايا الفقهية، إلا أن الجميع اتفقوا على أنه كان عالما وباحثا إسلاميا له مكانته التى لا ينكرها أحد.
د.سعد الكتاتنى، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان والمتحدث باسم الجماعة، أكد أن الإخوان سيشاركون فى العزاء وسيصدرون بيانا عما قريب بعد مناقشتهم للأمر فى اجتماع مكتب الإرشاد، الذى يعقد ظهر اليوم الأربعاء، مضيفا أنهم يتذكرون محاسن ومواقف شيخ الأزهر الجيدة التى وقف فيها فى صف المسلمين ودفاعا عن الإسلام، ولا مجال الآن لذكر أى من السلبيات أو المواقف التى صدرت من شيخ الأزهر خلال الفترة الماضية.
أما د.حمدى حسن المتحدث باسم كتلة الإخوان بالبرلمان فرفض الحديث عن أى تفاصيل لخلافاته مع شيخ الأزهر، خاصة وأنه كانت متخصصا فى الهجوم ومواجهة شيخ الأزهر تحت قبة البرلمان، ومنه استجواب ضد الشيخ طنطاوى وأكثر من 5 طلبات إحاطة طالب فى جميعها بإقالة شيخ الأزهر من موقعه لإساءته لمكانة الأزهر والإسلام. وقال فى إحداها "لا يمكن أن يبقى طنطاوى فى منصبه، إنه يسىء إلى الأزهر فى كل مرة يتكلم فيها".
فيما يعتبر على لبن، عضو مجلس الشعب عن الإخوان المسلمين وصاحب أكبر عدد من الاستجوابات بشأن الأزهر، أن من آخر المواقف التى يأخذها على الشيخ طنطاوى هى حضوره حوار الأديان برعاية الفاتيكان الذى لم تجيزه أى منظمة إسلامية أخرى، ومنها منظمة المؤتمر الإسلامى التى وصفته بـ"حوار الطرشان"، وكذلك مصافحته للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز مرتين فى أقل من عام، وكذلك تعديل شيخ الأزهر لاجتماع مجمع البحوث الإسلامية السنوى من "التقريب بين المذاهب" إلى مؤتمر عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك مخالفته لنص قانون مجمع البحوث الإسلامية بدلا من الاجتماع لمدة أربع أسابيع لمناقشة موضوع رئيسى وقضايا عام كامل، فاختصره فى ثلاثة أيام فقط وجعل موضوعه الرئيسى بالمخالفة لقرارات المجمع وتدخل فى القانون والتنظيم معا، مما يعد مخالفة كبيرة.
وعن المواقف الإيجابية لشيخ الأزهر، قال لبن إن الشيخ طنطاوى يعد من أفضل من قاوم وواجه رئيس الوزراء والإجراءات التى كان يريد تطبيقها ضد الأزهر، ومنها تخفيض ميزانية جامعة الأزهر، ومنع رئيس الوزراء العمل فى أربع كليات للأزهر بمدينة السادات رغم مقاومة ورفض الشيخ طنطاوى. وكذلك يذكر لبن لشيخ الأزهر موقفه من تحديد النسل وتأكيد طنطاوى على أن لكل أسرة حرية التكيف مع ظروفها وتنظيم الأسرة، وكذلك رفض محاولات فتح كليات الأزهر لغير المسلمين وتشديده على التوسع فى المعاهد والكليات الأزهرية التى كان رئيس الوزراء يريد تحديدها.
وأعتبر لبن أن شيخ الأزهر كان يقاوم ويواجه رئيس الوزراء ، وإن كانت مقاومته ليست بالقدر الكبير، إلا أن لبن يتوقع أن تضعف مكانة شيخ الأزهر أكثر بسبب وجود رئيس وزراء لا يعرف كيف يتعامل مع مؤسسة الأزهر.
من جهته، أعرب أسامة حافظ مفتى الجماعة الإسلامية، عن حزنه لوفاة طنطاوى، داعياً الله أن يتغمد شيخ الأزهر بالرحمة والمغفرة، مشيرا إلى أن وفدا من الجماعة سيشارك فى العزاء إذا ما أتيحت الفرصة لهم، مضيفا أنه يذكر للدكتور طنطاوى مواقف جيدة كمناقشته لرسالة الدكتوراه للدكتور عمر عبد الرحمن ( الرمز الروحى وأمير الجماعة الإسلامية فى مصر) فى السبعينيات، وكذلك محاولة التدخل فى حل أزمة الشيخ الأسير ومحاولة إقناع مصر أن تستضيفه.
وخلافا لكثير من أعضاء الجماعة الإسلامية وموقفها الرسمى من شيخ الأزهر والنقاب، فإن حافظ أكد مساندته لشيخ الأزهر فى أن النقاب ليس فريضة ولكنه سنة، وأنه لمن هن فى سن الزهور والتعليم قبل الثانوى غير ملزم، خاصة إذا كن فى معاهد فتيات فقط.
بينما وصف عصام دربالة عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية موقع شيخ الأزهر بأنه أعلى مكانة وأكبر قامة فى الإسلام السنى، لهذا يحتاج من يشغله لأن يراعى ذلك، مضيفا أن من يشغل منصب شيخ الأزهر لابد أن يراعى مواقف ومكانة مصر وقدرها فى العالمين العربى والإسلامى، وعليه يجب أن يكون لديه قدرة على الابتكار والمواءمة والشرح للمواقف وأسباب القرارات، وأن يبتعد عن القرارات التى جعلت من الإسلام والمسلمين سخرية وموضع اتهام من آخرين.
وأكد دربالة أن مصر تحتاج شيخ أزهر قويا لديه إبداع فى التعامل مع المواقف، خاصة وأن التشريعات ووضعية القوانين تضع الأزهر تحت قيادة السلطة التنفيذية، إلا أن القدرات الشخصية تختلف كثيرا، مقارنا بين شخصية الشيخ الدكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر والبابا شنودة بابا الإسكندرية فى التعبير والارتقاء بسلطة المؤسسة، حتى أنه قارن بين شيخ الأزهر والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية.
وحول مقارنة شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوى بمن سبقه كالشيخ جاد الحق على جاد الحق والدكتور عبد الحليم محمود، قال دربالة إن الشخصيات الثلاث اختلفت كثيرا فى إدارتها للمنصب، إلا أن التاريخ يبدوا أنه يسير للخلف بدلا من أن يسير للأمام، لكن دربالة تذكر موقفا جيدا لطنطاوى مع بداية المبادرة لوقف العنف التى أطلقتها الجماعة فى 1997، حيث قال "أعلن طنطاوى وقتها شكر من يعلن وقفه لأعمال العنف بدلا من الأصوات التى اتهمت الجماعة".
أما نزار غراب محامى عبود وطارق الزمر المحبوسين الآن على ذمة قضية اغتيال الرئيس السادات منذ 1991، فيؤكد بعد تعبيره عن الحزن والترحم على الشيخ سيد طنطاوى، أن الشيخ رجل له مكانة علمية بلا نزاع ولا ينكر هذا إلا جاحد أو جاهل، إلا أن العيوب التى تصيب المؤسسة فهى بالأساس ترجع إلى التشريعات المنظمة لهذا المنصب وتضع من يشغله فى موضع يضعف ثقة الناس فى المؤسسة، خاصة إذا كانت الشخصية التى تعتلى هذا الكرسى لا تقاوم ولا ترفض أو حتى تجادل فيما تطلبه المؤسسة السياسية والتنفيذية منها.
كانت الجماعة الإسلامية قالت فيما سبق إن شيخ الأزهر ابتعد عن ثقافة احترام الرأى الآخر، ولم يتبع حسن التعليم والتصحيح لمن يحتاج ذلك ولم يتأس بسيرة سيد المرسلين، واعتبرت الجماعة الإسلامية والإخوان أن تصريحات شيخ الأزهر بمنع النقاب فتحت الباب أمام صدور قرارات رسمية من رؤساء الجامعات الحكومية بمنع الطالبات المنتقبات من دخول المدينة الجامعية أو حتى الامتحانات وقاعات الدرس.
وسبق ذلك موقف طنطاوى من منع النقاب فى فرنسا وقوله "إن هذا شأن داخلى ولا علاقة لنا به وكل واحد حر فى دولته"، وهو ما اعتبره قادة المراكز الإسلامية فى أوروبا والسلفيين فى الدول العربية "أمرا مخجلا يخرج على أدب العلماء وروح الأتقياء"، مرجعين ذلك لفكر سياسى لأنه يفترض على شيخ الأزهر أن يؤمن "بشرعية" النقاب كما يؤمن بها السلفيون بصرف النظر عن العقيدة التى يؤمن بها "سيد طنطاوى".
مسئولون كبار يرفضون دفنه بالسعودية رغم إصرار أسرته.. أنباء عن خلاف حول مكان دفن طنطاوى.. أسرته مصرة على دفنه فى البقيع.. وقيادات الحكومة تطالب بدفنه فى مصر
اليوم السابع كتب عمرو جاد
أكد السفير المصرى فى السعودية أن الشيخ سيد طنطاوى شيخ الأزهر رحمه الله سيدفن فى منطقة البقيع بالمملكة السعودية، بناء على رغبة ابنه المستشار عمر وأسرته. أكدت مصادر مطلعة أن مسئولين حكوميين أبدوا اعتراضهم على دفن شيخ الأزهر الراحل بالأراضى السعودية.
هذا فيما أعرب الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، عن اعتقاده بأن السلطات المصرية ستستجيب لرغبة أسرة الشيخ الراحل، والتى تتجه حالياً إلى الرياض. وعلق الدكتور محمد عبد العزيز وكيل الأزهر على الخلاف حول الموقع الذى سيدفن به طنطاوى بأنه لم يحسم بعد، وقال "لا يمكننى الجزم بهذا الأمر"، مشيراً إلى أن رغبة أسرته سيكون لها الأولوية، إلا أنه شدد على أن أياً من القيادات السياسية لن يسافر إلى السعودية لمتابعة أمر الدفن، وسيقتصر السفر فقط على أسرة الشيخ طنطاوى التى فى طريقها حالياً إلى الرياض.
يذكر أن الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية، كان أول القيادات السياسية المتصلين بمشيخة الأزهر صباح اليوم الأربعاء، للتعزية فى وفاة الدكتور طنطاوى. ومن جهة أخرى، ذكر الدكتور محمد عبد العزيز، وكيل الأزهر أن مجمع البحوث الإسلامية قرر إلغاء اجتماعه الذى كان مقررا له اليوم الأربعاء، لمناقشة الحكم فى تجسيد الصحابة على شاشة السينما، على أن تتم فى الأسبوع المقبل.
محمد سيد طنطاوى.. رحل بعد 24 عاما من المعارك الدينية..واختارته البقيع ليدفن فيها بجوار الرسول.. ووكيل الأزهر يهنئه على "حسن الخاتمة"
الراحل الشيخ طنطاوى
اليوم السابع كتب عمرو جاد
بعد 82 عاما من العمر رحل الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف، حيث كان مقدرا له أن يموت فى مدينة الرياض بالسعودية بعد حضور منح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها بعام 2010، قبل لحظات من عودته للقاهرة ليكون مصيره الدفن فى المدينة المنورة بالبقيع جوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
شيخ الأزهر الراحل ولد بقرية سليم الشرقية فى مدينة طما بمحافظة سوهاج. تعلم وحفظ القرآن فى الإسكندرية، ليحصل على الدكتوراه فى الحديث والتفسير العام 1966 بتقدير ممتاز، وبعدها عمل مدرسا فى كلية أصول الدين، ثم انتدب للتدريس فى ليبيا لمدة 4 سنوات، ثم عاد من هناك ليرتحل للعمل فى المدينة المنورة كعميد لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.
وكانت اللحظة الفارقة فى حياة الفقيد، حين تم اختياره مفتيا للديار المصرية فى 28 أكتوبر 1986 ليبدأ مرحلة صراع فقهى ودينى حول بعض القضايا المعاصرة التى اعتبر البعض رأيه فيها نوعا من التوافق السياسى، إلا أنه كان يصر على أنه يستنبط هذه الآراء من القرآن والسنة والاجتهاد العقلى، وكان أبرز تلك المعارك فى فتواه الخاصة بتحريم فوائد البنوك بوصفها ربا، وعاد بعد ذلك وأحلها، ثم تم اختياره شيخا للأزهر عام 1996 ليبدأ مرحلة أخرى من الاشتباك الدينى والفقهى حول قضايا أخرى أثارت الجدل كثيرا داخل أروقة المؤسسة الدينية الأكبر فى العالم الإسلامى، وكان يعتبره مهاجموه سببا فى انسحاب دور الأزهر من العالم الإسلامى بسبب مواقفه السياسية "غير الصائبة" من وجهة نظرهم، فى الوقت الذى اعتبره مؤيدوه صاحب اجتهاد عقلى يليق بالمنصب الذى يتولاه، إلا أن كلا الفريقين اجتمعا على كونه واحدًا من أجل علماء الأزهر وأغزرهم علماً، خصوصًا فى علم التفسير، خاصة أنه كان متفوقا فى مشواره التعليمى، وله تفسير لكثير من سور القرآن.
وعن آخر لقاء جمع بينهما يقول الدكتور محمد عبد العزيز واصل وكيل الأزه ، إنه كان يجلس إلى الدكتور محمد سيد طنطاوى قبل سفره بلحظات، ورفض رفضا تاما أن يرافقه أحد فى رحلته إلى السعودية، مؤكدا أن هذه عادته، وأضاف أن الشيخ قرر قبل سفره الإعلان عن مسابقة لحفظ القرآن الكريم توزع جوائزها باسم شيخ الأزهر، وتبلغ قيمة كل جائزة 2 ألف جنيه، مضيفا أن وفاته فى السعودية ودفنه بجوار الرسول هو جزء من حسن الختام الذى يرجوه كل مسلم فى هذه الدنيا.
الإمام الأكبر يرقد إلى جوار صحابة الرسول
المصرى اليوم كتب أحمد البحيرى ١١/ ٣/ ٢٠١٠
بعد حياة حافلة بالعطاء الفكرى، أثار خلالها الجدل بفتاواه وآرائه، توفى أمس الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، عن عمر يناهز «٨٢ عاما»، إثر إصابته بأزمة قلبية فى مطار الرياض قبيل عودته إلى القاهرة، وتم دفنه فى مقابر البقيع بالمدينة المنورة، وهى المقابر التى تضم عدداً كبيراً من صحابة الرسول، صلى الله عليه وسلم. صرحت مصادر فى مشيخة الأزهر لـ«المصرى اليوم» بأن طنطاوى أصيب بأزمة قلبية أثناء تواجده فى مطار الملك خالد الدولى بالعاصمة السعودية الرياض، استعداداً للعودة إلى القاهرة فى الساعة السابعة من صباح أمس، مشيرة إلى أنه تم نقله فورا إلى «مستشفى الملك خالد بن عبدالعزيز»، وتوفى فى تمام الساعة الثامنة صباحا. كان الإمام الأكبر يزور المملكة السعودية للمشاركة فى حفل توزيع جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وتكريم العلماء. وتم دفن طنطاوى أمس فى «البقيع» بناء على طلب نجله المستشار عمرو، وأمَّ المصلين فى صلاة الجنازة إمام الحرم المدنى، وحضرها،أمير المدينة المنورة عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز ووقف مجلس الوزراء أمس دقيقة حداداً على روح الفقيد، الذى وصفه الدكتور أحمد نظيف «رئيس الجمهورية بالنيابة»، رئيس مجلس الوزراء، بـ«العالم الجليل».وقال الدكتور مجدى راضى، المتحدث باسم المجلس، إن إدارة المراسم بمجلس الوزراء تتولى حالياً الإعداد لإقامة سرادق العزاء مساء غد، مشيرا إلى أنه لم يُستقر حتى الآن على مكان العزاء، وأنه جار المفاضلة بين ٣ مساجد، هى: عمر مكرم والجامع الأزهر وآل رشدان.
فى سياق متصل، نعت جماعة «الإخوان المسلمين» شيخ الأزهر، كما نعته نقابة «الأشراف»، فيما قررت الطرق الصوفية إلغاء احتفالاتها لرحيل طنطاوى. وقطع الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، زيارته لليابان، عقب تلقيه خبر وفاة شيخ الأزهر، ومن المنتظر أن يصل جمعة إلى القاهرة على الطائرة القادمة من طوكيو، فجر غد الجمعة، وربطت مصادر بين عودة جمعة من اليابان باحتمال توليه منصب شيخ الأزهر، خاصة أنه يعد من أبرز المرشحين لخلافة طنطاوى، بسبب منهجه الوسطى، ولا يوجد من ينافسه فى المنصب سوى الدكتور أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر.