جريدة وطنى 13/5/2007م السنة 49 العدد 2368 عن مقالة بعنوان " كاروز الديار المصرية...رحلة الرأس والجسد " بقلم: زكريا عبد السيد
و أحد السبعين رسولا وقد كرز مع القديس بطرس في اليهودية وأورشليم وبيت عنيا ثم صاحب بولس وبرنابا في رحلتهما التبشيرية الأولي وبشر معهما في سورية وأنطاكية عام 45مأع13:4-5كما بشر معهما في قبرص ثم فارقهما في برجةأع13:13 واشترك مع بولس الرسول في تأسيس كنيسة رومية ثم توجه إلي الخمس مدن الغربية وهي برنيق وحاليا بني غازي-برقه باركهوحاليا المرج-طوشبرا وحاليا توكره-القيروان سيرين وتسمي الشحات حاليا أبولونيا وحاليا تسمي سوسة ويذكر الأب شينو في كتابه قديسو مصرأنه بدأ أولا بالكرازة في ليبيا وبعد ذلك جاء إلي مصر وكرز في ربوعها وقام بسيامة أنيانوس أسقفا عليها سنة 61م ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة ثم غادرها إلي الخمس مدن الغربية مرة أخري ثم إلي رومية لكي يكون بجوار بولس الرسول في وقت استشهاده سنة 67م وأخيرا عاد إلي مصر لكي يري ويعاين ثمار كرازته التي امتدت إلي أرجاء القطر المصري ونال أكليل الشهادة في 30 برمودة سنة 68م.
رحلة الرأس والجسد:
ظل جسد القديس مارمرقص ورأسه معا في تابوت واحد موضوعا في كنيسته وهي كنيسة بوكاليادار البقرمنذ يوم الشهادة سنة 68م حتي عام 644م,ويذكر أنه بعد الانشقاق الخلقدوني سنة 451 وقعت بعض الكنائس في يد الروم الملكانيين ومن بين هذه الكنائس كنيسة القديس مرقص التي يوجد بها جسده كاملا.
وفي عام 644م سرق أحد البحارة رأسه وخبأها في مركبه ولكن عمرو بن العاص والي مصر أمر بتفتيش المركب لعدم تمكنه من مغادرة الميناء كباقي المراكب فوجدوا الرأس موجودة به واعترف البحار بما أقدم عليه حيث قام عمرو بن العاص بتسليم الرأس المقدس للبابا بنيامين ال 62338-662مالذي كان هاربا من الخلقدونيين 13 عاما,وتم بناء كنيسة تحفظ بها الرأس-حاليا الكنيسة الكائنة بشارع المسلة بالإسكندرية إلي يومنا هذا-وهكذا انفصل الرأس عن الجسد ثم استولي أحد الأفراد الأتراك علي الرأس في زمن الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي 966-1020ولكن أحد الأقباط قام بشراء هذه الرأس وسلمه للبابا زخارياس 100464-1032الذي كان مختفيا بدير القديس مقاريوس وهكذا وصل الرأس إلي بريه شيهيت نحو عام 1013م وظل ينتقل بين بيوت أعيان الإسكندرية الأقباط لإخفائه من أعين الحكام الذين كانوا يفتشون عنه سعيا وراء المال خاصة في أيام البابا خريستوذولوس 66 1046-1077في دار أولاد السكري وقد ذهب إلي هناك البابا كيرلس الثالث ال 70 1235-1243لنوال بركته بعد سيامته بطريركا.
وفي القرن الثامن عشر وضع في ضريح خاص بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية وأخيرا في أيام البابا بطرس السادس1718--1726وضع مع جماجم أخري خاصة بالقديس في جرن من الرخام ووضع في مكانه المعروف حاليا بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية وفي سنة 828م قام أهل البندقية بالاحتيال علي الكهنة اليونانيين المسئولين عن حراسة الجسد بحجة أن السلطات تهدم الكنائس وهناك خوف من ضياع هذه الذخيرة الثمينة.في البندقية أقيمت كنيسة سان مارك لحفظ الجسد وهي من أقدم الكنائس في العالم حيث ظل الجسد محفوظا هناك حتي الآن.
عودة رفات مارمرقص:-
وفي عام 1968م وبمناسبة مرور 1900 عام علي استشهاد القديس مارمرقص الرسول تمكن البابا كيرلس السادس من إحضار رفات مارمرقص إلي مصر وكان ذلك يوم 24 يونية سنة 1968م في احتفال مهيب وسعادة بالغة للأقباط الأرثوذكس حيث تجمع الآلاف في استقبال هذا الجسد المقدس في مطار القاهرة .
وفي يوم 25 يونية كان الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الكبري الجديدة بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر,والامبراطور هيلاسلاسي وفي اليوم التالي أقيم أول قداس بالكاتدرائية وفي نهاية القداس تم وضع صندوق الرفات المقدسة في المزار الذي أعد خصيصا له أسفل المذبح الرئيسي للكاتدرائية المرقسية الجديدة.
=========================
المـــــــــــراجع:
مرقص الرسول: البابا شنودة الثالث
القديس مارمرقص وكنيسة الإسكندرية:أمير نصر
تاريخ الكرازة المرقسية وعشرون قرن:زكريا عبد السيد