Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

خطاب الرئيس محمد أنور السادات، فى مجلس الشعب

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الرئيس ووفد الكونجرس
خطاب الرئيس بالكنيسيت
كلمة الرئيس لليكود
كلمة الرئيس للأسرائيليين
خطاب الرئيس لمجلس الشعب
خطاب آخر لمجلس الشعب
الوثائق السرية البريطانية1

Hit Counter

خطاب الرئيس محمد أنور السادات، فى مجلس الشعب، 21 / 1 / 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 77 - 103"
خطاب
الرئيس محمد أنور السادات
في مجلس الشعب
21 / 1 / 1978
بسم الله
أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب:

في الحادي عشر من نوفمبر الماضي: تشرفت بالوقوف على هذا المنبر الديمقراطي الجليل وأعلنت فى خطاب افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشعب أعلنت من أجل السلام وقلت اننى مستعد من أجل بناء السلام الدائم العادل أن أذهب إلى أقصى مكان فى الأرض وقلت بل اننى مستعد للذهاب الى الكنيست فى إسرائيل.
وقد امضى العالم كله عدة ايام بعد هذا الإعلان متأرجحا بين مشاعر الدهشة والذهول، وبين تساؤلات الاستغراب والحيرة... فلم يكن احد يستطيع أن يصدق أن رئيس أكبر دولة عربية لا تزال فى حالة حرب مع اسرائيل يمكن أن يقدم على هذه الخطوة التاريخية الخطيرة، تلك الخطوة التى تجاوزت خيال كل انسان مهما كان هذا الإنسان واهبا نفسه من اجل قضية السلام. ثم ما لبث العالم كله ان تيقن وتأكد اننا لا نحاور، ولا نداور وإننا لا نطلق بالونة اختبار لمناورة سياسية. وإننا لا نتحدث بلغتين بل عرف العالم كله باليقين والتأييد ان هذا التحول التاريخى من الحرب إلى السلام الذى ليست له أى سابقة معروفة فى تاريخ الحروب القديمة والحديثة اقول. عرف العالم واعترف باليقين والتأكيد أيضا أن مبادرة السلام المصرية لا تعبر عن مسئولية رئيس مصر بقدر ما تعبر عن
أصالة حضارية لشعب مصر العظيم. ذلك الشعب الذى أشع على العالم بأول أضواء المعرفة وأول رسالات النور. من أجل بناء الإنسانية وحرية الإنسان.
هكذا يفجر في كل بقعة من بقاع الأرض بين شعوب كل القارات تأييد ساحق هائل من ملايين البشر في كل مكان للمبادرة المصرية العملاقة. تأييد لم يطفر به من قبل أى حدث تاريخي فى النصف الأخير من القرن العشرين وكان التأييد ولا يزال مصحوبا بدعاء القلوب الى السماء. أن يعيش العالم فعلا هذا الحلم الجديد هذا العصر الجديد. الذى دعت إليه المبادرة المصرية. حلم السلام الدائم. حلم الانتصار على النفس. الحلم الذى تقتل به كل العداوات والأحقاد بدلا من قتل الإنسان.
عصر بناء السعادة البشرية. بالعطاء والنقاء. وروابط القيم والمبادئ. فلا سعادة لأحد على حساب شقاء الآخرين كما قلت لهم في الكنيست الإسرائيلى، عصر وصفته أقلام الفكر العالمي المتحضر بأنه عالم ما بعد المبادرة المصرية. وإذا كان الشعب المصري العظيم قد غمرنى بأروع عاطفة. وأعظم حب وأضخم مساندة يمكن أن يلقاها المسئول الأول في أمته ثقة وعطاء ومشاركة مخلصة من تبعات النضال من أجل السلام.
وإذا كان الشعب العربي المكافح قد عبر عن تأييده ومساندته بما لا يدع مجالا للشك فى وعى امتنا العربية حتى فى عدد من الدول التى تحكم شعوبها بخنق الحرية وبالإرهاب. وإذا كانت هذه هى مشاعر الشعب المصري والشعب العربى. فان شرف المسئولية يقتضى ان أعترف لكم. أن الشعب الإسرائيلي قد أظهر في أوضح صورة انسانية لهفته الكبرى الى حلم السلام وثقته الراسخة فى جدية وصدق ندائنا التاريخى بأن تكون حرب اكتوبر هي آخر الحروب. لقد عبر الشعب الإسرائيلي عن هذه المشاعر التى أقدرها واحترمها بكل وسائل التعبير مما كان له اكبر وأعمق أثر في نفسي، كما كان الاستقبال الرسمى لنا من رجال الحكم والسياسة فى إسرائيل معبرا عن كل التقدير والاحترام. ولقد استمعت في الكنيست الإسرائيلى من مختلف قادة الأحزاب الى أكثر من عشرين خطابا تناولت اراء
مختلفة في خطوات المستقبل وأجمعت كلها وبغير استثناء على التقدير والإجلال للمبادرة التاريخية المصرية ولكل القيم والمبادئ ومعاني الشجاعة التي حملتها المبادرة.
ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد
أيها الأخوة والأخوات:
لقد كان خطابي باسم شعب مصر وباسم الحقوق العربية امام الكنيست الإسرائيلى واضحا في بنائه وأهدافه مستقيما في كلماته ومعانيه. قلت لهم وللعالم كله فى ختامه: اننى اعلن انني لم افكر في القيام بهذه المبادرة من منطلق ما يمكن تحقيقه أثناء الزيارة وإنما جئت هنا لكى أبلغ رسالة. وقلت فى النهاية: ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
قدمت لهم فى خطابي بالقلب المفتوح والفكر المفتوح كل الحقائق المجردة عن الأغراض والأهواء. قلت لهم اننى اخترت الطريق الصعب. بل أصعب الطرق وأن شعبي قد حملنى امانة الرسالة المقدسة. لكى تتجه كل الجهود إلى بناء صرح شامخ للسلام بدلا من بناء القلاع والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار وناديت كل رجل وامرأة في اسرائيل ان قدموا للعالم كله صورة الإنسان الجديد في هذه المنطقة من العالم لكى يكون قدوة لإنسان العصر. إنسان السلام في كل موقع وفي كل مكان. وناديت كل رجل وكل امرأة في إسرائيل ان بشروا ابناءكم أن ما مضى هو اخر الحروب ونهاية الآلام وان ما هو قادم هو البداية الجديدة للحياة الجديدة. حياة الحب والخير والحرية والسلام.
واعترف هنا، اعترف هنا أيضا اننى شعرت من أبناء الشعب الإسرائيلي انهم قد تلقوا رسالتى وإنهم قد باركوا دعوتي وإنهم يضعون كل أمالهم مع آمال شعب مصر أن يتحقق على أرضنا الحب والسلام. ولكن السؤال الذى يثور اليوم والذي يريد له العالم حوارا ماذا جرى حتى الآن؟ ماذا تحقق حتى الآن؟ وقد مضى على المبادرة المصرية ما يقرب من ثلاثة أشهر.
انتم تعلمون أيها الأخوة والأخوات اننى اصدرت تعليماتى في الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء الماضى إلى السيد محمد ابراهيم كامل وزير الخارجية المصرية أن يعود الوفد المصرى فورا من القدس وأعلنت بيانا رسميا واضحا كعادتنا بدون أى التواء بأسباب القرار المصرى. ولكن كيف تطور بنا الموقف الى اتخاذ هذا القرار الحاسم بقطع المفاوضات التى تشترك فيها الولايات المتحدة الأمريكية والتى يساندها الرئيس الأمريكي كارتر بجهد خلاق عظيم. وتدعمها كل دول العالم الأجنبى باستثناء دولة كبرى واحدة نعرف جميعا أطماعها ومؤامراتها الهدامة لأهداف السلام. كيف تطور بنا الموقف الى اتخاذ هذا القرار. الذى يدلنا الصدى العالمى المتدفق فى اليومين الأخيرين. وبمجرد اعلانه عن مدى تمسك العالم بالمبادرة المصرية واستعداده القوى الكامل لحمايتها وتقديره الجليل لكل ما أعطته مصر من أجل السلام.
لقد قطعت هذه المفاوضات بعد أن ثبت لنا بالدليل القاطع تلو الدليل أن المفاوض الإسرائيلى فى مؤتمر القاهرة ثم فى مباحثات السلام فى الإسماعيلية ثم فى مباحثات اللجنة السياسية فى القدس ثم فى مباحثات اللجنة العسكرية بالقاهرة اقول ثبت لنا بالدليل القاطع فى كل هذه المباحثات أن المفاوض الإسرائيلي قد خطط لموقفه فى أكثر من اتجاه:
الاتجاه الأول: محاولة استغلال عنصر الوقت.
الاتجاه الثانى: استغلال اعترافنا بأهمية الأمن الإسرائيلي.
ويرتكز هذان الاتجاهان وهما محاولة استغلال الوقت. ومحاولة استغلال اعترافنا بالأمن الإسرائيلي يرتكز هذان الاتجاهان على قاعدة واضحة هى: التشبث بمنطق التوسع القديم والإصرار الكامل على الاحتفاظ بالأرض المحتلة.
فى الاتجاه الأول: وهو محاولة استغلال عنصر الوقت اراد الجانب الإسرائيلي أن يمضي بنا فى متاهات من الجدل المتعصب ودوامات من المناقشات التي تدور حول نفسها لتعود إلى منطقة البداية من جديد. كل ذلك يهدف أن يكون مرور الوقت سببا لهبوط قوة الدفع العالمية التي
ارادت لمبادرة السلام المصرية أن تنجح. وأيضا بهدف ان تفتر هذه الحماسة البالغة التى ساندت بها شعوب العالم خطوات المبادرة وأيضا بمحاولة التشكيك فى أن مصر هى التى تحمل رسالة السلام وأن مصر هى التى أسقطت كل الحواجز النفسية من الشكوك والأحقاد وعدم الثقة المتبادلة من خلال القرار المصرى الشجاع الذى وصفه العالم بأنه ابرز أحداث التاريخ المعاصر. إذا بنا نسمع تصريحات اسرائيلية رسمية تقول: ان مفاوضات السلام تحتاج إلى خمس سنوات حتى تجد حلا لكل المشكلات المعقدة. وكأننا مفاجئون اليوم فقط بالخلافات التى تفصل بيننا أو كأن مشكلات الأزمة هى مشكلات طارئة لم يتعمق أطرافها إلى كل أبعادها ودقائقها على مدى ثلاثين عاما او يزيد. وإذا بنا نسمع ايضا من قادة اسرائيل في احاديث المفاوضات الرسمية وخارجها ان الطرفين فى حاجة الى ان تنمو العلاقات الطبيعية بينهما من الآن وقبل اقرار السلام وأن ذلك يساعد على نجاح المفاوضات أى انهم يطالبون بالوصول الى نتائج السلام مع استمرار احتلال الأرض وقبل ان نصل الى اتفاق السلام. وإذا بنا نسمع أيضا من قادة إسرائيل كل ما يشكك فى المستقبل. نسمع منهم أيضا النصيحة التي ترتدى ثوب الصدق بأننا نتعجل النتائج ونفقد صبرنا.
حاجتنا إلى السلام اقل من حاجة اسرائيل اليه
وكأن حاجتنا إلى السلام هى أقل من حاجة اسرائيل اليه او كأننا نتوسل إلى سلام بغير وعى وبأى ثمن ممن بأيديهم الأمر والنهى وتقرير مصير السلام. خلال ذلك كله ظهرت محاولات اعلامية ترمى الى غرض خبيث هو اظهار مبادرة السلام التى هزت العالم وكأنها مطلب مصر المقهورة بالأزمة الاقتصادية وكأن هذه المبادرة هي المخرج الوحيد لمصر من مشكلاتها الداخلية. وكأن اقتصاد اسرائيل لا يعانى بأكثر مما يعانى الاقتصاد المصرى.
طبعا شاركهم فى هذا الاتجاه الاتحاد السوفيتى وعملاؤه ممن يسمون
أنفسهم بجبهة الرفض ولم نفقد صبرنا. واجهنا كل هذه المناورات البعيدة تماما عن حسن النوايا وسلامة الأهداف، فالمبادرة المصرية هى اكبر احداث العصر كما شهد العالم كله.
دور مصر فى أمن العالم
ومصر تبني بها تاريخا جديدا فى منطقة الشرق الأوسط يؤثر في مصير العالم كله وينقله من القلق والخوف إلى الاستقرار والرخاء فليس من ينكر أن أمن البحر الأبيض المتوسط هو ركيزة للأمن الدولى على اوسع نطاق كان هذا الاتجاه الأول وهو محاولة كسب عنصر الوقت.
أما في الاتجاه الثاني: وهو محاولة استغلال اعترافنا بأهمية الأمن الإسرائيلي فقد ارادت اسرائيل بكل الأساليب المكشوفة التى لم تعد تنطلى على الرأى العام العالمى أن تعود إلى منطلق الأطماع والتوسع ونظرية فرض الأمن بالقوة العسكرية. تلك النظرية التى حطمتها حرب أكتوبر ذلك كله تحت مظلة شعار أمن إسرائيل. قالوا أن إسرائيل لن تقبل بالانسحاب الكامل من الأرض المحتلة لأن حدود 67 تهدد أمن اسرائيل.
مناورات اسرائيل فى التفاوض
قالوا باستحالة قبول دولة فلسطين وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني لأن الدولة الصغيرة الجديدة لشعب مشرد بلا أرض أو كيان ستكون هى التهديد المدمر لأمن إسرائيل. بل أنهم ابرزوا بعد ذلك ما كان بالنسبة لي امرا يثير السخرية والضحك وشر البلية ما يضحك كما يقولون لقد تمسكوا ببقاء المستوطنات الإسرائيلية التى أنشأوها في الأرض المحتلة واحتلها مواطنون إسرائيليون مرة أخرى لأن الجلاء عن هذه المستوطنات يحطم أمن اسرائيل، ولقد تصورت في بادئ الأمر انهم يهزلون أو أنهم يحاولون بهذه الأساليب أن يقووا مركزهم التفاوضي وهذه مسائل معروفة في السياسة الدولية وفي المفاوضات وإذا بهم يحولون هذه المسألة الفرعية البعيدة تماما عن قضايا الأمن العسكري والمعبرة عن اصرارهم على التوسع في غير أرضهم أقول يحولوها إلى قضية كبرى، بل أنهم أرادوا أن يجعلوا
منها موضوعا قوميا داخل إسرائيل ذاتها وأمام الشعب الإسرائيلي مستغلين فى ذلك التكوين النفسي لهذا الشعب الذي هاجر إلى أرض فلسطين وفرض وجوده عاما بعد عام بإقامة هذه المستوطنات، حتى أصبحت أساسا لفرض بقائه واستمراره، تطور الأمر فى موضوع المستوطنات الإسرائيلية في الأرض المحتلة إلى عملية استفزاز سافر لإفساد اجواء المباحثات، بل ولمحاولة اسقاط المبادرة المصرية، ماذا حدث في المباحثات بدءا من المبادرة؟
دعوة للسلام.
تذكرون ايها الإخوة والأخوات اننى بعد عودتي من رحلة السلام إلى القدس مباشرة قدمت اليكم وقدمت لمجلسكم الموقر تقريرا كاملا عما دار في القدس وعن احتمالات المستقبل ودعوت من فوق هذا المنبر، منبركم، منبر الشعب الى مؤتمر القاهرة ولبت إسرائيل ولبت الولايات المتحدة ولبى السكرتير العام للأمم المتحدة هذا النداء وانعقد مؤتمر القاهرة، كان انعقاد مؤتمر القاهرة من جانبنا مبادرة كما قلت لحضراتكم هنا وكما شرحت لشعبنا وللعالم كله مبادرة للإعداد لمؤتمر جنيف ومبادرة لكي تحتفظ عملية السلام بقوة الدفع بدلا من ان نترك عملية السلام تحت رحمة الاتحاد السوفيتي وسوريا ليناوروا بها. ولعلكم سمعتم أن رئيس سوريا فى رحلته الأخيرة إلى الخليج أعلن للملوك وللرؤساء العرب أن الاتحاد السوفيتى وسوريا لم يكونوا ينوون أبدا الذهاب إلى جنيف. اردنا بالدعوة الى مؤتمر القاهرة ألا نكون تحت رحمة احد وأن نعد لمؤتمر جنيف كما سبق وأوضحت في زيارتي لرئيس الولايات المتحدة في ابريل الماضى من أن مؤتمر جنيف بدون إعداد سيكتب له الفشل ولا يجب أن ندعو اليه اذا لم نعد له اعدادا كاملا. من أجل هذا دعوت الى مؤتمر القاهرة لكى نعد الإعداد السليم لمؤتمر جنيف ولما لم تستجب بقية الأطراف اعلنت اننا سنستمر. سنستمر لأن مبادرة مصر لم تكن تهدف ولن تهدف إلى حل منفرد كما يدعى الاتحاد السوفيتى وعملاؤه، وإنما مبادرة مصر فى الأساس هى لحل شامل ولبناء السلام فى المنطقة وبناء السلام فى المنطقة لا يتأتى بدون حل المشكلة الفلسطينية.
لم يكن فض الاشتباك حلا منفردا
وعلى ذلك لم ننزعج حينما رفض الاتحاد السوفيتى أن يرفض المجيء إلى القاهرة. ولم ننزعج ايضا حينما اصدر بيانه المعروف مع وزير خارجية سوريا الذى ذهب لتلقى التعليمات هناك. لم ننزعج من انه ورد في هذا البيان السوفيتى السورى ان مصر في سبيلها إلى حل منفرد وكان الغباء فوق سوء النية لا بد أن يتحكم في تصرفات الاتحاد السوفيتى. فقد سبق هو وسوريا والفلسطينيون ايضا في فض الاشتباك الأول وفي فض الاشتباك الثانى أن قالوا انه حل منفرد ولم يكن فض الاشتباك الأول حلا منفردا، ولم يكن فض الاشتباك الثانى حلا منفردا، ووقعت سوريا على فض الاشتباك ولم يكن أيضا حلا منفردا ولكن هذا هو الغباء الحاقد، الغباء السوفيتى الغبى.
مضينا في الإعداد وانعقد مؤتمر القاهرة ثم دعوت بيجين لزيارة الإسماعيلية وبدأنا المرحلة التالية بتكوين لجنتين لجنة سياسية ولجنة عسكرية. واتفقنا على رفع مستوى التمثيل بدلا من الخبراء في مؤتمر القاهرة إلى مستوى الوزراء في اللجنتين السياسية لوزراء الخارجية من البلدين والعسكرية لوزراء الدفاع من البلدين.
الحدود بيننا وبين إسرائيل هى الحدود الدولية
ومحادثاتنا في الإسماعيلية كما سمعتم بدأها بيجين بأن اعلن انه هناك قرار من مجلس الوزراء الإسرائيلي يريد ان يبلغه لى هو أن الحدود بيننا وبينهم هى الحدود الدولية مع فلسطين اى انه لا مشكلة على الحدود، وبدأنا نتحدث عن الانسحاب، عرضوا الانسحاب على مرحلتين، المرحلة الأولى تنسحب فيها القوات الإسرائيلية إلى شرق العريش شمالا، وإلى رأس محمد جنوبا. ثم تكون المرحلة الثانية بعد ذلك إلى الحدود الدولية مباشرة. وطبعا امر طبيعى اننا لم نكن كما كنا في القدس، لم نكن نبحث اتفاق بشأن سيناء، وإلا لكنا عرضنا كل التفاصيل وإنما نحن بدأنا بالمشكلة بدأنا بسيناء بأنه يريد أنه في مفاوضاته يقدم شيئا لانه بعد ذلك نقل إلى المشكلة الفلسطينية كما سأحكى لحضراتكم.

التسوية الشاملة هي جوهر البحث
في مشكلة سيناء كما شرحت على مرحلتين ولم يعنينى مطلقا أن أدخل في تفصيلات الحديث بشأن سيناء لأن المشكلة ليست اطلاقا، وإنما هو ذكر انه فيه هناك مستوطنات في شمال سيناء انا اعلم هذا ونعرف بالتفصيل كل شيء عنها، فقال ان هناك مستوطنات في شمال سيناء، لما عرض هذا الأمر قلت له دعنا نحيل هذا الأمر إلى اللجنة العسكرية لأن هذا الأمر ليس هو جوهر البحث، وإنما جوهر البحث هو التسوية الشاملة وأحلنا فعلا الموضوع مباشرة إلى اللجنة العسكرية التى كنا قد اتفقنا عليها في اول الاجتماع. فوجئت أمس وأول أمس برئيس وزراء اسرائيل بيقول انه تكلم معى في شأن المستعمرات في شمال سيناء وان مصر تعرف الموقف الإسرائيلى. هذا الكلام حدث حتى في وجود وفدى المفاوضات لم نكن وحدنا وما حدث هو ما حكيته تماما، مشكلة سيناء هو حتى ذكره للحدود الدولية أمر لم يكن من جانبى امرا جديدا اطلاقا. حدودنا هى الحدود الدولية شاء بيجين أو لم يشأ أو شاء الصقور أو لم يشاءوا ده أمر مفروغ منه لكن فوجئت انه بيقول ان مصر تعرف موقفنا تماما في شأن المستعمرات.. لا.. قبل ما يصل بيجين إلى الإسماعيلية وصل كما تذكروا وزير الدفاع الإسرائيلي وايزمان في محادثات أجراها في جانكليس مع القائد العام المصرى الجمسى وزارني كنت في ذلك الوقت في الإسماعيلية قبل مجيء بيجين وكان وايزمان موجود وكان معى نائب رئيس الجمهورية حسنى مبارك والقائد العام الجمسي، تحدثنا في شأن سيناء، طلب أن يدخل في تفصيلات بالنسبة لسيناء معي قلت له هذا الأمر ابحثه مع القائد العام عرض موضوع المستعمرات الإسرائيلية والمستوطنات الإسرائيلية في شمال سيناء وعزرا وايزمان وزير الدفاع الإسرائيلي يسمعنى الآن وقبل زيارة بيجين للإسماعيلية وسمعتونى يمكن بالأمس بأقول انه أنا اخذت الأمر في الأول شيء يدعو إلى السخرية وهى نكتة يعنى مستعمرات ايه داخل الحدود الدولية بتاعتى ما فيش فيها لا يعقل انسان هذا، هذا المنطق يعنى أو أنا متصور.

لن نسمح بمستعمرات في أراضينا
ان الروح الجديدة خلف المبادرة المصرية قد غيرت من مفاهيم التوسع والمفاهيم القديمة عند الحكام الإسرائيليين لما عرض هذا الأمر قلت له ابدأ انا متصور ان ده كلام غير جاد ولكن اذا كنتم جادين فيه وهو يسمعنى الآن قلت له لا إذا كنتم جادين في هذا الكلام يا وايزمان لا.. قول لبيجين أنا وقفت أمام مجلس الشعب المصرى وقلت انى مستعد أن أذهب إلى آخر العالم لكى أحقق السلام أو أتفادى أن تراق نقطة دم عسكرى أو ضابط من أولادى أحبك تقول لبيجين انه لن أسمح بمستعمرة ولا سنتيمتر مربع من حدودى الدولية حتى اذا اقتضى الأمر أن أحاربكم إلى آخر العالم.
كان وايزمان حقيقة كان عاقلا جدا الوزير وايزمان ولكنه بإخلاصه لبلده ولحكومته انفعل هو الآخر وقال ان احنا حاربنا اربع حروب قلت له هذا لا يعفي أبدا من أن هذا الموضوع مقفل ولا سبيل إلى مناقشته قبل مجيء بيجين. إذا كان بيجين بيحكى الحقيقة طب لماذا لم يحكى هذا؟ هل موقف إسرائيل معروف لدى وموقفي غير معروف لإسرائيل؟ سؤال غريب وبعدين فوجئت تحدد موعد لانعقاد اللجنة السياسية قبل انعقاد اللجنة السياسية بيومين كل ساعة او ساعتين على الأكثر يعلن راديو اسرائيل نبأ، خبر تقدم احد الوزراء إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي بطلب انشاء مستوطنات جديدة في سيناء وبعد ساعتين يقولوا درس مجلس الوزراء الإسرائيلي هذا الكلام ورفض كلام الوزير الإسرائيلي بإنشاء مستعمرات جديدة لان ده سيكون ضد المفاوضات اللى جايه ولكن قرر تعزيز المستوطنات القديمة.

عقد مجلس الأمن القومى
حركات غريبة. يعنى هل هم متصورين انه نحن لا نتابع هذا الأمر أو واثقين في نفسهم إلى حد انه يقدروا يغيروا الحقائق امام العالم كله ولا ينتبه اليهم انسان حملة مستمرة من التصريحات المتوالية ومن الصباح
إلى المساء في راديو اسرائيل وفي تليفزيون اسرائيل على المستوطنات وأنه الوزير اللي رفضوا له المستعمرات زعلان جدا لا ومجلس الوزراء الإسرائيلي قال لا ندعم القديم اللى موجود. وزير راح لـ "يميت" اللى هى مستعمرة في شمال سيناء عندنا على أرضنا وطلعوا بمظاهرات ضده. وزير ثانى راح قال لهم لا سيحميكم الجيش الإسرائيلي عمليات بلا شك كان العالم كله بيتابعها ويانا وأنا كنت باتابعها ويمكن ده اللى كان وراء دعوتى لعقد مجلس الأمن القومى يوم الأحد الماضي وهو اليوم الذى كان محددا لسفر وزير الخارجية المصرى من اجل انعقاد اللجنة السياسية في القدس وأقول لكم بمنتهى التجرد والصراحة اننى بعد متابعتى لهذه الإعلانات وهذا الأسلوب فيما بينى وبين نفسى تشاءمت وقلت والله موضوع عقد اللجنة السياسية امر لا بد ان ندرسه بعناية.

جدول العمل الأمريكي
فوجئت بأنه زى ما حكيت هنا الرئيس كارتر بيقوم بدور فعال ومخلص ونشيط فوجئت بيه بيرسل لى وبيقول ليه اسرائيل بالنسبة لجدول الأعمال الذى اقترحناه احنا بترفض وكان سبق أن احنا رفضنا أيضا جدول اعمالهم المقترح فالرئيس الأمريكي قال طيب لما رفضتم انتوا الاثنين كل منكم جدول أعمال الآخر وأنا باقدم جدول الأعمال هذا العرض عليكم كحل وسط بين الجدولين.

اعلان المبادئ
قرأنا جدول الأعمال الأمريكى وهو كان من 3 نقط وكلنا نعرف أن الهدف الأساسي من اجتماع اللجنة السياسية في القدس كان هو اصدار ما يسمى بإعلان المبادئ اى اعلان:

المبدأ الأول: وهو جلاء اسرائيل عن الأرض المحتلة بعد 67 حسب قرار مجلس الأمن رقم 242.
المبدأ الثانى: هو حل المشكلة الفلسطينية بجميع وجوهها، بجميع
وجوهها يعنى ان المشكلة الفلسطينية ليست مشكلة لاجئين فقط وإنما هي مشكلة سياسية في المقام الأول فحل مشكلة فلسطين بوجهيها السياسي والإنساني اللى هو اللاجئين. السياسى اللى هو الدولة وحق تقرير المصير والإنساني اللى هو اللاجئين تتعهد اسرائيل انها جاهزة للحل وإعلان المبادئ هذا لما بيعلن المبدأين دول بيبقى سهل بعد ذلك ان اللجنة السياسية تسترشد بهذا الكلام. عرضنا احنا وقرأتم في الصحف أمس كلامنا في هذا وطبعا احنا لسنا معقدين يعنى في اعلاننا اللى احنا طلبناه واللى فشلت أو قطعنا المحادثات من أجله أنه في الجلاء وضعنا صراحة الجولان والضفة الغربية وغزة قبل سيناء نحن لسنا معقدين ولسنا حزبيين ضيقى المخ ولسنا متحجرين العقل كالاتحاد السوفيتى وبنعمل حل منفرد.. لا.. لعلم الاتحاد السوفيتى الغبى أنه قطعت المفاوضات، قطعتها لأن اسرائيل لم توافق على النص على الانسحاب من الجولان والضفة الغربية وغزة قبل سيناء سمعتوا هذا ولكن وصل جدول الأعمال الأمريكى المقترح بشأن اجتماع اللجنة لإصدار هذا البيان زى ما حكيت لكم الكلام ده استمر ليوم السبت طول المساء وكان نائب رئيس الجمهورية سهران لغاية الصباح تقريبا لان العملية كانت ماشية طول الفجرية وفوجئت الصبح أنه الرئيس الأمريكي بعت لى وبيقول أنه جدول الأعمال اللى وافقتم أنتم عليه وهو اقتراح أمريكى وافقت عليه أيضا اسرائيل طيب. في هذا الوقت أنا كنت لما بلغنى نائب رئيس الجمهورية في الصباح، وكان كريم لانه قعد سهران طول الليل مارضاش يصحينى لكن في الصباح أبلغنى أن الأمور لم تصل إلى حل بعد فتذكروا أنه كان مفروض في ذلك اليوم أن نجتمع باللجنة السياسية التى ستسافر فطلبت من نائب رئيس الجمهورية دعوة مجلس الأمن القومى بد لا من اللجنة السياسية لدراسة الموضوع واحنا مجتمعين في مجلس الأمن القومى وصلت برقية من الرئيس الأمريكي بتقول أن اسرائيل وافقت على جدول الأعمال الأمريكي المقترح بعد أن رفض كل طرف منا جدول أعمال الآخر طيب ناقشنا الأمر طويلا في مجلس الأمن القومى ويذكر الأخوة أعضاء مجلس الأمن القومى أنه أنا ما كنتش متفائل أبدا في حديثى وإنما أردت أنه لا نعطى لإسرائيل فرصة أن تذهب إلى العالم وتقول
أن مصر لا تريد السلام طيب ما دام حصلت موافقة على جدول الأعمال اللى وافقنا عليه تلقى وزير الخارجية محمد ابراهيم كامل التعليمات اللازمة أمام مجلس الأمن القومى كله وبحضوره وسافر وبدأت الاجتماعات في القدس.

منطق غريب.
ومن أول يوم أستمعت لجلسة الافتتاح في جلسة الافتتاح تحدث ديان بوصفه وزير خارجية اسرائيل وبوصفه رئيس الاجتماع باعتبار زى ما أحنا عارفين أن الدولة المضيفة بترأس الاجتماع. وفي حديثه قال كلام طيب جدا ولكن وصل إلى النقطة اللى قال فيها انه احنا مستعدين نناقش كل شىء وكل شيء خاضع للمفاوضات وللمناقشة واحنا عاوزين السلام و.. و.. الخ. وبعدين قال انه في كل مفاوضات المفاوضين بيقتربوا إلى أن يصلوا مع بعض إلى منتصف الطريق هو بهذا ينبغى أنه مفاوض يفرض أو طرف يفرض على الطرف الآخر أى شيء أنه جاهزين لهذا وأنه يعنى كل شيء ممكن المفاوضة فيه ويصلوا إلى منتصف الطريق.
طيب،.. اسرائيل حتصل إلى منتصف الطريق بايه؟ طيب ما هيه على أرضنا ده حتى لو راح لثلاثة أرباع الطريق برضه حيبقى واخد حته من أرضنا ومن سيادتنا حتى التلات أربع وحتى لو وصل لتسعة وتسعين وواحد من عشرة، التسعة من عشرة حتبقى برضه من أرضنا ومن سيادتنا.. منطق غريب وشطاره غريبه شوية أو معرفش اذا كانوا بيتصوروا أن ما حدش فاهم أو بيحلل أو بيتنبه لهذا طبعا اذا سلمنا احنا بهذا الكلام معناه أنه نقول لهم طيب لما نيجى نعرض مشكلة الأرض ونيجى لمنتصف الطريق، هى اسرائيل بتتكلم على أرض مين ده على أرضى أنا ما بتتكلمش على أرضها هى، يبقى في النص عندى النص راح منى برضه من أرضى والسيادة ده كلام منطق غريب مغالط، بعثت تعليماتى لمحمد كامل قلت له كمل وما لديك من تعليمات واضح سواء من نتيجة اجتماع مجلس الأمن القومى أو مما أصدرته له برضه في مجلس الأمن القومى تانى يوم وقعت الواقعة.

خطاب بيجين في حفل العشاء
وقف رئيس وزراء اسرائيل، الأول راح وزير الخارجية بتاعنا محمد كامل إلى بيجين قابله أتفق على أنه بلاش تصريحات علشان نوفر الجو الهادئ وده كان بناء على طلب محمد ابراهيم كامل وزير خارجيتنا أنه عشان نوفر جو هادئ بلاش تصريحات فبيجين قال له أيوه فعلا وطبعا وزير الخارجية قال له احنا جايين مفتوحين العقل ومستعدين للتفاهم ولكن في الحدود اللى انتو عارفين فيها مصر، بيجين قال أيوه ورحب وانتهوا إلى هذا ولم تمض ساعتين وبيجين عامل عشاء لوزراء الخارجية الأمريكى والمصرى ووقف يخطب وخطب خطبته الشهيرة اللى سخر فيها. سخر فيها من كل شيء وعاد إلى نفس النغمة القديمة نغمة الغرور ما قبل أكتوبر لدرجة أن رسميين ووزراء اسرائيليين اعتذروا للمصريين اللى كانوا حاضرين هذا الاجتماع خاصة بعد وزيرنا محمد كامل ما خد موقف كريم قوى وضع بيجين في حجمه تماما بهذا كيف يمكن أن تستمر أو تسير اللجنة السياسية اذا كان الأمر، دعونى أقول أنه قد يعتذر بيجين عما قاله وقد اعتذر فعلا سنقبل الاعتذار ولكن كيف نقبل أو على أى صورة ممكن أن نقبل أنه احنا وإسرائيل نوصل لنص الطريق، نص الطريق ده على أرضنا، ونص الطريق على سيادتنا.

الطريق الصحيح إلى السلام
مصر ما بتكسبشى شيء اطلاقا أنا أفهم وأوافق أن فعلا أن تكون المفاوضات كما يجرى في العالم وأن نصل إلى منتصف الطريق بس بعدما تعود اسرائيل إلى حدود 67 وكل منا يبقى في أرضه وفي حدوده بعد ذلك نقعد مع بعض ونقول ايه اللى نوصل له علشان نحقق السلام وهنا نص الطريق هيبقى نص من عندهم ونص من عندى اما أنه وهو محتل الأرض عندى وكمان بيسبق ويقول مستعمرات أو مستوطنات وتبقى ومش بس تبقى بتبجح غريب يقال انه الجيش الإسرائيلى حيحميها على أرضى، تبجح غريب. أمام هذا كان مفيش مجال اطلاقا لأن نقبل للاستمرار في هذه المهزلة التى يريدون بها أن يفرضوا شروطهم التى
تصوروا انهم سيفرضونها بعد هزيمة 67 ولكنهم لم يستطيعوا أبدا، هزمنا عسكريا صحيح في 67 ولكن لم تهزم ارادتنا أبدا ولم تستطع اسرائيل أن تملى علينا شيء في 73 هزمت اسرائيل.
كيف نقبل اليوم ما رفضناه بعد هزيمة 67
وتدخلت أمريكا، تدخلت أمريكا ولم نستطع أن نفرض على اسرائيل شيء، طيب لما أنتو في هزيمتنا المريرة لم تستطيعوا أن تفرضوا علينا ارادتكم السياسية أو شروطكم السياسية، كيف يمكن أن نقبلها اليوم بعد 73؟ بعد سنه 73 وبعد انتصار 73 وبعد زلزال 73 وبعد المؤتمر الصحفي لديان رابع يوم ورا الجبهة امام جميع مراسلى العالم وبعد المساعدة الأمريكية التى قدمت لهم، كيف يتصوروا أن نقبل اليوم وبعد أكتوبر 73 ما رفضناه بعد هزيمتنا في 67..
بانتهز هذه الفرصة لكى أضع أمام حضراتكم الموقف كما حكيت بالنسبة للقوتين الأعظم، الاتحاد السوفيتى لا زال مصرا على سياسته لا زال يفرض حظر كامل على الأسلحة وقطع الغيار منذ حرب 73 إلى اليوم فيما عدا صفقة واحدة اللى جت نتيجة سفر وزير الخارجية وحتى هذه الصفقة كما وعدوا بها لم تكتمل، لم يرسلوا بقيتها، أما قطع الغيار فرفضوا بالكامل وظلوا إلى العام الماضى، في العام الماضى أعلنوا رسميا أن حتى الصفقات القديمة المتفق عليها ملغاة خلاص ونبدأ من أول وجديد والدفع بالعملة الصعبة زى ما بيعملوا مع الولد المجنون بتاع ليبيا، ده موقف الاتحاد السوفيتى.

موقف الاتحاد السوفيتى في 18، 19 يناير 77
كلنا عارفين قربنا احنا النهارده على 18، 19 يناير 77 قربنا احنا النهارده يناير.. فات يعنى من زحمة الأحداث أنا.. التواريخ.. ما باعيش التواريخ أبدا كلنا بنذكر موقف الاتحاد السوفيتى في 18، 19 يناير 77 وعملاؤه. موقف الاتحاد السوفيتى من ذلك التاريخ مستمر لمحاولة العبث داخل البلد هنا وانتفاضة الحرامية بيسميها انتفاضة
وطنية بناء على كلام عملائه في مصر هنا وكما وعدتكم لا مهادنة مع هؤلاء العملاء أبدا ما عرفش الاتحاد السوفيتى سمع والا لأ؟ اللي عمله الشعب في عودتى من رحلة القدس أو فيما بعد ذلك في كل مكان وما أعرفش تفسير هذا بالبروليتاريا.. الإمبريالية.. الانهزامية.. دى تطلع ايه لانه التعابير كثير عندهم قوى، لا مهادنة مع هؤلاء ولا مع عملائهم أنا بأقولها لكم وانتم ممثلو الشعب اليوم ده موقف الاتحاد السوفيتى.
موقف أمريكا اليوم لازم نسمع الشعب الأمريكي رأينا والرئيس الأمريكى والعالم أيضا، عقب معركة 73 بدأت أنا وكيسنجر عملية ما يسمى بعملية السلام وده مما أغضب أيضا الاتحاد السوفيتى اللى برضه غضب في الآخر لأنى عملت أنا المبادرة. طلب هذا الكلام 72 ونحن مهزومين، طلب رسمى أن يرتب اجتماع مع جولدا مائير في طشقند وقال أحنا مهزومين يعنى معناها كنت هاروح أمضى وأوقع على التسليم، فلما السفير رفض انه يبلغنى هذا الكلام ما بلغونيش الا في القاهرة ويا ريت بلغونى هناك علشان كنت أقول له رأيي فيه. الاتحاد السوفيتى غضبان من هذا والله بعد انتهاء الحرب 73 بدأنا لعملية السلام، كيسنجر جه، بدأنا النقط الستة اللى أغضبت الاتحاد السوفيتى إلى اليوم، عملنا فض الاشتباك الأول وفض الاشتباك الثانى، اتفقنا أنه بعد فض الاشتباك الثانى لا مجال لسياسة الخطوة خطوة وإنما نذهب إلى جنيف بعد اجراء انتخاب الرئيس الأمريكي سنة 76، أى في أوائل 77 لكى ينعقد جنيف للحل أو للسلام الشامل في المنطقة.

التعاون الأمريكي المصري بلا شروط
تعاونت مع 3 رؤساء أمريكيين نيكسون وكيسنجر وزير خارجيته، فورد وكيسنجر وزير خارجيته، كارتر وفانس وزير خارجيته، لا بد أن أقرر هنا للتاريخ لم يطلب منى الأمريكان تسهيلات بحرية في الإسكندرية كما كان يتمتع الاتحاد السوفيتى، ولم يطلب منى الرئيس الأمريكي قاعدة في مرسى مطروح كما طلب الاتحاد السوفيتي ما طلبشى منى قواعد بتقدم أمريكا إلى اليوم ما مجموعه مليار دولار سنويا منذ 3 سنوات كل هذا
لازم نذكره، لابد أن نذكر كل هذا ونذكر أيضا أنه في تطهير قناة السويس لما طلبت من الأمريكان بعد ساعات استجابوا لطلبى وبدأ التطهير فعلا تحت قيادة البحرية المصرية في الوقت اللى الاتحاد السوفيتى طلب مهلة شهر، وبعدها عادوا بعد شهر قالوا طيب ناخد الثمن من رسوم المرور فقلنا لهم الأمريكان بيعملوها لنا مجانا قالوا طيب نيجى على ما جم كانوا الأمريكان همه والإنجليز والفرنساويين تقريبا خلصوا القناة فخدوا حته في خليج السويس يطهروها، زي ما قلت قدموا في تطهير القناة وأجروها وزى ما تعلموا كلكم أن القناة من الحاجات الأساسية عندى في مصر اللى بتدينى في السنة 500 مليون دولار. بالمشروع اليابانى اللى بقى له سنة تقريبا وماشى وتستطيعوا تطلعوا تشوفوه لانه انجاز رائع، في سنة 80 أى بعد سنتين ان شاء الله بتدى ألف مليون دولار إلى هذه اللحظة لا يوجد جواب واحد متبادل بينى وما بين أمريكا بشأن تطهير القناة ولا بتكاليف التطهير أبدا وإنما زى ما حكيت لكم إلى هذه اللحظة اللى يدور في الخارجية المصرية، في الرئاسة، في أى مكان لن يجد شيء، وقلت للاتحاد السوفيتى لما جاني وبيقولوا طيب نحصل الرسوم من المرور قلت لهم الأمريكان بيعملوها مجانا قالوا طيب ورجعوا جم اشتغلوا في خليج السويس، طيب لازم تدونا جواب الأول قلت لهم بس أنا الأمريكان ما بعتلهمش جواب لغاية هذه اللحظة وما أعرف اتكلفت قد ايه وما أعرف اتسددت ازاى؟ لانه همه قاموا بيها وعملوها نوع من المعاونة لنا، برضه علشان ما نحرجهمشى كتبنا لهم. كتبنا لهم. كتبنا للاتحاد السوفيتى جواب، زى ما بحكى لكم ليست هناك ورقة تبادلها مع الأمريكان على شيء ولا على تكاليف ولا زى ما حكيت لكم وتمت واليوم بتدينى 500 مليون دولار وبعد سنتين بأذن الله بتدينى ألف مليون دولار، طيب لكن كل هذا بأذكره علشان أسجل تاريخ، لكن اليوم لازم يعرف الشعب الأمريكي لانى أنا أعرف رد الفعل وخيبة الأمل اللى في نفوس مواطنين في بلدى.
وأبتدت تظهر في الصحافة من يومها على تصرفات إسرائيل ونتيجة مقابلتها للمبادرة المصرية اللى العالم كله إلى يومنا هذا ما أصبحتش مبادرة مصر دى أصبحت عمل تاريخى تبناه العالم كله نجحت وانتهت بالكامل
ولا يستطيع انسان أن يمحوها من تاريخ العالم بل انها الآن شعلة مضيئة يراد لها أن تكون مثل للعمل السياسى والعمل من أجل السلام والعمل من أجل الأخلاق والعمل في السياسة كل هذا تبناه العالم ولكن فيه شيء مذهل جدا بالأمس أو أول أمس يخطب بيجين في الكنيست يقول أنه أحنا مش محتاجين لاعتراف حد حتى الصحفيين بتوعنا رؤساء التحرير كلهم قاعدين وياه وبيقولوا له نتفق يعنى عايزين نعزف الخلفية استمر في الاندفاع بتاعه فمجاملة من صحفيينا قالوا له طيب بلاش يعنى الكلام ده نشره أحنا كنا عايزين نعرف الخلفية وبلاش ننشر الكلام ده لانه ده مش في صالح القضية احساسا منهم بالمسئولية قال لهم أيوه بعد ما خرجوا كان الكلام بالكلمة في الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلي. حاجة غريبة اللى قاله لهم في الكنيست امبارح بيقول ايه؟ بيقولوا له أنت ليه ما ردتش على المبادرة بتاعة السادات قال أنا رديت قالوا له ايه قال أهه خريطة سيناء دى سينا دى كلها للحدود الدولية بنسلمها بس وهى مش أرضك دى مش بلادك ودى مش مسألة ده مش تنازلات من جانبك اطلاقا قال ازاى بقه دى كلها دى طيب باعتراف مجيء السادات ده مش اعتراف بيك هو بإسرائيل اللى انتوا بتدوروا عليه قال مين قال ان احنا عايزين اعتراف مين قال؟.. هنا بأقول للشعب الأمريكى. أدى نتيجة ترسانة السلاح اللي بلا حدود اللى أعطيت لإسرائيل تخلى انسان زى بيجين يقف ويقول هو مش عايز اعتراف مصر طيب والله احنا ما سعينا لاعتراف بيه. ده هو اللى سعى. في ابريل الماضى وأنا عند الرئيس الأمريكي على جدول الأعمال ثلاث نقط اللي ناقشتها مع الرئيس الأمريكي وأضفت أنا اليهم نقطتين والتلات نقط هى:

النقطة الأولى: حدود 67.


الثانية: طبيعة السلام.
الثالثة: القضية الفلسطينية.


شعب اسرائيل يطلب السلام
طيب فيه النقطة الثانية وهى طبيعة السلام هى اللى خدت أغلب
وقت المناقشة بينى وبين الرئيس كارتر لأنه مش بس إسرائيل بتطلب الاعتراف وبتصرخ من أجل الاعتراف بل أيضا بتطلب أن يكون الاعتراف مصحوب بعلاقات عادية اذا كان بيجين مش عايز اعترافنا حبا وكرامة أقوى ما محناش عاوزين بس ليعلم بيجين أنه هو اللى طلب وليعلم بيجين أن أرضنا مقدسة ببساطة أنا تقديرى أنه هذا الكلام لا يعبر الا عن انفعاله الشخصي لأن أنا شفت شعب إسرائيل وحرصه على أن يعيش في سلام في هذه المنطقة ومع جيرانه أنا بأقول لشعب أمريكا عملتوا ده كله وواقفين والرئيس الأمريكى بكل الأمانة وكل الشرف ووزير خارجية أمريكا وبكل الأمانة وبكل الشرف ولكن فيه مدخل خطأ إسرائيل ما تخدشي السلاح علشان تدافع عن نفسها كما كان في الماضى طيب أنا عملت أهه مبادرة ومبادرة سلام ورئيس أكبر دولة عربية. ورئيس الدولة التي منها قرار الحرب ومنها قرار السلم، مصر، عملت مبادرة، ما هى النتيجة؟ لأنه ساند على ترسانة السلاح مزود بيها بيقول أنا ما طلبتش اعتراف حد، والمستوطنات لا دى تقعد في مكانها ويدافع عنها الجيش الإسرائيلى بالسلاح الأمريكى طبعا أنا عايز أقول للشعب الأمريكي انه هذا هو نتيجة ما طبق من سياسات لأنه والعالم كله والشعب الأمريكي أيضا في مبادرتى إلى يومنا هذا عشرات الآلاف يتصلون بكل أنواع الاتصال ويحكوا كيف بكوا أمام التليفزيون في أثناء مبادرتى.
حقيقة هذا الشعب عاش معي كما عاش شعبي تماما مع ذلك يقف بيجين ويقول أبدأ والمستوطنات في أرضك.. طيب كمان الجيش الإسرائيلي يحميها ووزير الدفاع الإسرائيلى راح يجيب أف 16 الطيارة بعد ما خد الفانتوم وبعد ما خد أف 15.

السلاح من أمريكا
أنا لعلمكم طلبت من وزير الخارجية الأمريكى بالأمس أن يبلغ الرئيس الأمريكي رسميا لأول مرة طلب تسليح مصر بكل ما لدى اسرائيل من سلاح، طلبت بيعه ليه؟ لم أطلب هذا لأنى رايح أهجم على إسرائيل لا وإنما اذا كان في هذه المنطقة اللي أحنا عايشين فيها أمثال هؤلاء الناس
اللى بيظنوا أن ترسانة السلاح توصله إلى كل شيء والله أنا على تبعات مسئوليات كبيرة بتتعدى المنطقة هنا إلى افريقيا كلها وعلى حظر كامل من الاتحاد السوفيتى وقلت لوزير الخارجية يبلغ الرئيس الأمريكى انه رجانى أن لا تضعوا على حظر كما وضع الاتحاد السوفيتى على حظر لأنه كانت العقدة زمان اسرائيل طيب احنا ظهرت نوايانا وعرفنا وعرف العالم وعاش كله مبادرة السلام كما قلت أنا بالأمس قائمة والباب لا زال مفتوحا بشرط أن يكون مفهوما أن القواعد الأساسية للتعامل الدولى مش شروط مفروضة زى ما بيقولوا لا القواعد الأساسية يجب ان تكون هى المطلق أولى هذه القواعد ان لا مساس بالسيادة ولا مساس بالأرض لا عندي ولا عندهم.
بهذا ننطلق من منطلق سليم، لا مساس بالسيادة ولا مساس بالأرض، بننطلق ونبني السلام وبيقولوا ان اسرائيل عايزة الأمن، طيب أنا أمامكم بأقدم وجهة نظرنا في مسألة الأمن بنقط محددة بأضعها أمام حضراتكم وعشان يسمعها العالم أيضا اللى بيشترك معانا الان في هذه الجلسة.
هذه النقط عبارة عن ست نقط هى الاتى، وهى النقط التى تقدمنا بها في اللجنة السياسية في القدس يوم 16 يناير 78، هذه النقط:

1 - انسحاب اسرائيل من سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة وفقا لقرار 242 ووفقا لمبدأ عدم جواز الاستيلاء على الأرض عن طريق الحرب.
2 - ضرورة ضمان سلامة الأراضي والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة عن طريق ترتيبات يتفق عليها بين الأطراف على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.
3 - احترام حق جميع الدول في المنطقة في السيادة ووحدة الأراضي، والاستقلال السياسى.
4 - تحقيق تسوية عادلة للمشكلة الفلسطينية بجميع جوانبها على أساس حق تقرير المصير من خلال محادثات بتشترك فيها مصر والأردن وإسرائيل وممثلى الشعب الفلسطينى. وليه احنا حطينا مصر والأردن؟
لأن قطاع غزة كان مع مصر، الضفة الغربية كانت مع الملك حسين، فاحنا مستعدين نقعد احنا والأردن مع ممثلى الفلسطينيين ومع إسرائيل علشان حل هذه المشكلة، يهمنى أعلن أمامكم انه في زيارة سابقة للملك حسين كان عندى وبحب أنى أضع هذا أمامكم أيضا. أنا قلت للملك حسين أنه بالنسبة للفلسطينيين حق تقرير المصير امر أساسى لأنه بدون حل المشكلة الفلسطينية لن يقوم سلام، وقلت له قطاع غزة يعنى وبأعلنها أمامكم علشان يسمع العالم كله، لا طمع لنا فيه على أية صورة، لا احنا عايزين نضمه ولا احنا عايزين نحكمه ولا عايزين نسلخه ولا شيء أبدا، نحن نريد أن يتسلمه أصحابه اللى همه الفلسطينيين. دى سياسة مصر الثابتة ولن نحيد عنها أنا قلت للملك حسين انه بما أنه كانت لدينا غزة وكان عندك الضفة الغربية، طب نتفق أنه في الحل المقبل تنسحب اسرائيل من الضفة الغربية ومن قطاع غزة على أن تتسلم الأمم المتحدة لسنوات يتفق عليها سنة اثنين ثلاثة بس ما تزيدش عن خمسة، وفي وقت اللزوم بعد انسحاب اسرائيل ممكن أن نتدخل من أجل مسألة الأمن اللى بتحتج بيها اسرائيل كل شوية وعملاها زى قميص عثمان، أما نتكلم في مستوطنات يقولوا الأمن أما نتكلم في التوسع يقولوا.. لا.. الأمن. أما نتكلم في الضفة الغربية يقولوا الأمن طيب والله احنا مستعدين في غزة وإذا وافق الفلسطينيون وهم أصحاب الأمر وليس لنا أن نتدخل إذا كانت ارادتهم غير هذا، انه احنا مستعدين نخش نساعدهم في الأمن إلى حق تقرير المصير فقط، أنا باتكلم ليس لمصر أى طلبات لا قبل تقرير المصير ولا أثناء الأمم المتحدة وانسحاب اسرائيل ولا بعد الاستفتاء ولا نطلب أن يدرج في الاستفتاء أى شيء خاص بانضمامهم لمصر لا، قطاع غزة فلسطينى يعود لأهله، ده أنا اتفقت عليه مع الملك حسين، دى النقطة 4 من الـ 6 نقاط اللى بنقول، بنقولها للأمن.

5 - انهاء جميع دعاوى أو حالات الحرب وإقامة علاقات سلمية بين جميع دول المنطقة عن طريق معاهدات السلام طبقا لميثاق الأمم المتحدة. ده اللي تقدمنا بيه في جدول الأعمال زي ما حكيت لكم في اللجنة السياسية في القدس.
بالنسبة لأمن اسرائيل زى ما حكيت لكم بنلاقى أن كل هذه الأمور حطينها احنا وحطيتها أنا بتفصيل اكثر بعثته وأريد أيضا أن أضعه أمامكم علشان التاريخ، هذه النقط هى:
نحن على استعداد من أجل حل مشكلة الأمن التى نعتبر أن لها أهمية بالنسبة للمواطن الإسرائيلي، نحن على استعداد لمناطق منزوعة السلاح على الجانبين. واحد
نمرة اثنين: مناطق مخففة السلاح على الجانبين.
ثلاثة: محطات انذار مبكر على الجانبين. على أنى لا أطلب أن في محطتى أضع عسكرى مصرى وفي أرض اسرائيل ولا في محطتهم يضعوا عسكرى اسرائيلى على أرض مصر وعندئذ الأمم المتحدة موجودة وطرف ثالث ممكن يكون موجود.
الشيء الرابع: أنه خاص أيضا بالأمن امكانية وجود قوات طوارئ للأمم المتحدة على خط الحدود.
الأمر الخامس: انه ليس لدينا مانع من وجود قوات طوارئ في شرم الشيخ بدون عسكرى اسرائيلي واحد وإنما قوات طوارئ من الأمم المتحدة.
الأمر السادس: انه نحن على استعداد لتشكيل لجنة مشتركة كما كان في اتفاق الهدنة زمان لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق على الجانبين والاجتماع بصفة دورية في الجانبين بهذا لا أعتقد بأنه مشكلة الأمن تصبح قميص عثمان اللى كل ما يتزنقوا في حاجة يقولوا آه أى مشكلة الأمن، المستعمرات لا ده الأمن، الضفة الغربية لا ده الأمن، العملية وضحت ولعل اللى كانوا بيتهموا مصر وهم بيسمعوا هذا التفصيل النهارده، لعل اللى كانوا بيتهموا مصر يلقموا الحجر النهارده من موقف مصر، احنا قلنا وقلنا موقف كل واحد بالحق والعدل، قلنا موقف روسيا، قلنا موقف أمريكا، قلنا موقف اسرائيل، قلنا موقف الشعب الإسرائيلي أدينا لكل انسان حقه ودى هى مصر، مصر لن تنحاز، مصر لن تكون أبدا في منطقة نفوذ أحد ومصر ستظل دائما مصر بتقاليدها بتراثها بأصالتها بإيمانها فوق كل شيء.
أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب.
أستطيع أن أوجز الموقف في النقاط التالية بكل اختصار قادة إسرائيل لا يزالون يتحركون بانجذاب شديد متعمد إلى كل دعاوى ما قبل المبادرة بالطريقة القديمة.
نطلب سلاما دائما راسخا
مصر لا تطلب السلام بأى ثمن، نحن نريد سلاما دائما راسخا لا تهزه العواطف أو المفاجآت. كل المحاولات الإسرائيلية للتسويف وتضييع الوقت هى بهدف أن تفتر قوة اندفاع السلام التى أوجدتها المبادرة المصرية أو أن يتضاءل تأييد العالم لها، كل هذه المحاولات الإسرائيلية قد فشلت ولن يكون مصيرها الا الفشل.
قدمت المبادرة المصرية كل ما يمكن أن نقدمه وقبلنا كل الضمانات الجادة لأمنها وسمعتوني بأعدد 6 ضمانات وحقها في الوجود الطبيعى مع جيرانها ولا يزال باقي أن يستجيب الجانب الإسرائيلي اننا لن نفرط على الإطلاق لا في سيادتنا الكاملة على أرضنا ولا في حق شعب فلسطين في تقرير مصيره وبعد فلعل أكثر أدينى حكيت لكم عنها الاعتراف ومفيش ما يدعو انى اكررها لأنه أنا دهشت حقيقى لما قال هذا في الكنيست الإسرائيلي انه غير محتاج للاعتراف، طيب والله اذا كان هو مش محتاج للاعتراف احنا ما بنجريش وراه ولكن ده اللى بتطلبه اسرائيل بقى لها ثلاثين سنة واللى وضعه الرئيس الأمريكي على الجدول كطلب ملح لإسرائيل، أعتقد أنه بيعبر بهذا عن انفعاله الشخصي وليس عن الباقين.
السؤال الان: ما هى الخطوة القادمة وما هو سبيلنا إلى مواجهة هذا الموقف الإسرائيلي المتربص للانقضاض على مبادرة السلام؟
مبادرة السلام حماية الإنسان من شرور التدمير
وكوارث الحروب
أقول من هذا المنبر، من هذا المنبر أقول لإسرائيل وأقول أيضا لقيادة الاتحاد السوفيتي أن مبادرة السلام المصرية لم تعد ملكا لمصر وحدها،
مبادرة السلام المصرية اصبحت هى الحقيقة المرتجاة التى يتشبث بها العالم كله. مبادرة السلام المصرية امتدت إلى أبعاد انسانية وأخلاقية وسياسية وهى تسكن الان كل الضمائر على امتداد القارات المعمورة، الإنسان في كل مكان اليوم متمسك بمبدأ حماية الإنسان المصرى العربى والإنسان الإسرائيلي من شرور التدمير وكوارث الحروب. أخلاقيات المبادرة تقوم على القرار العادل الذى يستند إلى المبادئ والمواجهة المستقيمة التى لا بد أن يتوفر لها الشجاعة والقدرة المنتصرة على أطماع التوسع وأحلام الغزو.
ان الأهداف السياسية للمبادرة أصبحت يقين في كل تجمع دولى رسمى أو شعبى من حقه إصدار القرار وكل قرار أعلن حتى اليوم من مختلف المواقف المشاركة في صياغة المصير العالمى هو اقرار لأهداف المبادرة وأبعادها الإنسانية والأخلاقية والسياسية وإذا كانت المبادرة قد هدفت وحققت هدم الحواجز النفسية الرهيبة من الشكوك وعدم الثقة والكراهية والأحقاد فان أعداء المبادرة لن يفلحوا في أن تختنق المبادرة بحواجز جديدة نتيجة افتقار المسئولية أو صغائر الأطماع أو أحابيل المناورات.
أحذر.. ولا أهدد
ومن هنا ومن فوق هذا المنبر فاننى أحذر، لقد أبلغت رسالتى في القدس وأشهدت الله وأشهدت العالم كله عليها واليوم أحذر ولا أهدد لأن التهديد هو أسلوب الضعفاء، أحذر من نتائج هذا العبث الذى يجرى في موضع المسئولية والجد والقرار الصعب والمسلك الشريف والعادل وأحمد الله أن العالم كله أصبح مقتنعا اليوم بأننا نعنى تماما كل كلمة نقولها وإننا نحترم تماما كل وعد نقطعه على أنفسنا ولذلك فاننى أعود وأحذر وأكتفي اليوم فقط بالتحذير ومصر لا تتحرك ولن تتحرك إلا من موقع القوة والثقة بالنفس.
تحركنا للسلام من منطلق القوة
أيها الأخوة والأخوات ستمضي مبادرة السلام في طريقها بعون الله تحمل شعارها القوي الوضاء فلتكن حرب اكتوبر هي آخر الحروب لأن
إرادة السلام لم تعد هى ارادة مصر وحدها بل هى إرادة قوى العالم كله وأرجو أن يفهم ويتفهم أولئك الذين يتصورون صلفا وعنادا وغرورا أنهم قادرون إلى الأبد على تحدى ارادة العالم كله وخداع العالم كله. أرجو أن يفهموا ويتفهموا أنهم قد اختاروا معركة فاشلة وأن اجماعا عالميا انسانيا سوف يطاردهم حتى يلفظوا فلسفة أصبحت بالية بعد حرب أكتوبر وأصبحت أكثر اهتراء بعد مبادرة السلام، تلك الفلسفة هى فلسفة فرض الأمن بالقوة العسكرية، لقد انطلقت مصر من أجل السلام وهي في موقع القوة وعلى هؤلاء المتصلبين المتحجرين أن يستعيدوا بعمق وإمعان ما واجهت به الكنيست الإسرائيلى عندما قلت لهم أن الأمة العربية لا تتحرك في سعيها من أجل السلام الدائم العادل من موقع ضعف أو اهتزاز بل انها على العكس تماما تملك من مقومات القوة والاستقرار ما يجعل كلمتها نابعة عن ارادة صادقة وعن ادراك حضارى بأنه لا بديل للجميع عن اقرار السلام الدائم العادل لكى نتجنب معا كارثة محققة علينا وعليهم وعلى العالم كله، هذا ما قلته بالنص في الكنيست.

مسئولية القادة أمام التاريخ
ان المعوقين لطريق السلام يقفون اليوم أمام محكمة التاريخ في قفص الاتهام، قضاتهم هم كل المناضلين الشرفاء من أجل السلام ومسئوليات القادة ومن حملتهم الأقدار رسالة اتخاذ القرار المنقذ لحياة الملايين من شرور القنبلة والصاروخ، مسئولية هؤلاء القادة أن يتخلوا عن مناورات المتلبسين بالاتهام فنحن اليوم أمام أكبر قضايا تاريخ الإنسان المعاصر، قضية الحق العربى والإسرائيلي في السلام والحياة الآمنة باحترام لحقوق الآخرين وبإعلانه مبادئ العدل والحرية فلا استعلاء بحق ينكر حقوق الآخرين ولا غرور بقوة تتجاهل كرامة الغير ولا حياة على أرض هى ملك أصحابها ولا ادعاء بحجة واهية تخفي وراءها اطماع التوسع والعدوان.
على اسرائيل ان تستوعب درس المواجهة
أقولها وأقولها وأكررها لرئيس حكومة اسرائيل أرضنا مقدسة
حقوق شعبنا مقدسة، سلامنا وأمننا جميعا مقدس، ولا سبيل أمام حكومة اسرائيل الا أن تقوى على انتزاع نفسها نهائيا من أحلام الغرور وأن تستوعب جيدا دروس المواجهة بيننا وبينهم فان نزعة التوسع لن تجديهم أبدا وأكرر ما سبق أن قلته امام الكنيست الإسرائيلي، قلت بالحرف الواحد إننى لم أجئ لكى أتقدم برجاء ان تجلوا قواتكم عن الأرض المحتلة، ان الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد 67 في الضفة الغربية وغزة والجولان وسيناء أمر بديهى لا نقبل فيه الجدل ولا رجاء فيه لأحد أو من احد. هذا هو ما قلته أمامهم في الكنيست، أعيده أمامكم اليوم لكى يسمعوه. لكى يسمعه العالم كله معنا، أمام شعبنا العظيم شعب مصر، كل رجل وكل امرأة على أرض وادينا. أرض الحب والحرية والسلام.
أرجو أن يعلموا جميعا أننى اعلم كم صدمتهم سياسة الحكومة الإسرائيلية ومناورات قادتها لتخريب طريق السلام ولكنى أريدهم أن يعلموا أيضا أننى أعلم كم كان الصدى المتألم في نفوسهم من انكشاف نوايا من يريدون استمرار احتلال الأرض والمساومة في أشرف المبادئ بعد أن غمر شعبنا كما غمرنى تفاؤل كبير بأن حكومة اسرائيل لسوف تقدم على القرارات الصعبة كما أقدمنا نحن هنا في مصر على القرارات الصعبة.
أقول لأبناء شعبنا العظيم وقد شرفنى قدرى أن أكون أحد أبناء هذا الشعب وحاملا لأمانته أقول لهم أننا سنحقق معا وبعون الله هدفنا الأسمى هدف السلام ويجب ان نعرف ان الطريق شاق ولكننا نعرف أيضا انه في النهاية لا يصح الا الصحيح.
القوة العربية.. قوة سادسة في العالم
أرجو أن يذكر ابناؤنا على أرض وادينا العظيم أن العالم كله كان يتصورنا قبل حرب اكتوبر جثة هامدة لن تتحرك وقد تحركت وتغيرت موازين وحسابات دولية كبيرة وأصبحت القوة العربية هى القوة السادسة في عالم ما بعد أكتوبر وأرجو أن يذكر أيضا أبناء مصر على واديهم الأخضر ان العالم اليوم عالم ما بعد مبادرة السلام، يعطينا كل عونه وتشجيعه وإسهامه، بل يعطى قبل ذلك كل الاحترام وكل الإجلال لهذا الشعب
ولسوف ننتصر بإذن الله تعالى ولسوف تنتصر إرادة السلام بإذن الله.
أخطر الكوارث اذا أفلتت فرصة السلام
ويكفينا اليوم هذا الإجماع العالمى في كل العواصم على أن عالم ما بعد المبادرة المصرية لن يسمح بإجهاض هذه المبادرة بكل ادراكه لأخطر الكوارث التى يمكن أن تواجه البشرية اذا أفلتت من الأيدي فرصة السلام التاريخية النادرة التى كان لنا شرف السبق إلى اتاحتها وإلى تقديمها وإنه ليكفينا يا أبناء شعبنا العظيم أن العالم كله يشير بكل أدلة الاتهام إلى أولئك المحاصرين في قفص الاتهام أولئك الذين يحاولون اسقاط مبادرة السلام ويحملهم نتيجة بئس ما يفعلون.
لقد قدمنا مبادرتنا إلى العالم ونحن نسعى بها على قدمين ثابتتين بكل أمانة المسئولية أمام الله وأمام الشعب وأماما البشرية وإذا كنت قد التمست العذر من قبل لمن تشككوا في أول الأمر في جدية المبادرة بسبب دهشتهم وذهولهم من وقع المفاجأة فاننى لا التمس العذر اليوم لمن يحاولون قتل المبادرة بسبب تخلفهم أو ضعفهم أمام القرار الصعب أداء لمسئولية القيادة والتاريخ. وإذا كان المتشككون في المبادرة في باكورة ميلادها العملاق قد تيقظوا إلى جديتها وقوتها المذهلة وأعطوا لها كل التأييد فإن الساعين اليوم إلى وأدها سوف يتيقظون إلى حقيقة كبرى سوف تدهم مواقعهم وتشلهم عن الحركة المضادة لمجرى التاريخ بل سوف تلزمهم بالحقائق التى يفرضها العالم الان، عالم ما بعد المبادرة مرة أخرى ولن تكون الأخيرة، مرة أخرى أقول أن مبادرة السلام لن تسقط أبدا وقد ينسى البعض أو قد يخطئون ولكننا ندعو الله. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به وأعف عنا واغفر لنا وأرحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
==============================

المصدر: موسوعه مقاتل من الصحراء على شبكه الانترنت

 

 

This site was last updated 10/09/09