Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الوثائق السرية البريطانية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الوثائق السرية البريطانية2

 

 

************************************

الوثائق السرية البريطانية ـ 1977 عام الســادات العاصف ـ السفير موريس:

هناك توتر بسبب مخاطر اغتيال السادات وحال مصر بعده نبض ما قبل الزيارة .. فهمي استقال ولم تشكل استقالته صفعة فهو مغرور * السفير في القاهرة يتساءل ويجيب: ما الذي دفع السادات لهذه الخطوة الجريئة؟ * في تقييم دقيق وموضوعي لدوافع زيارة القدس وتبعاتها

 حسن ساتي وثيقة رقم:22 * التاريخ: 18 نوفمبر 1977

* من: السفير موريس، القاهرة. ـ الى: الخارجية، سري وعاجل.

* الموضوع: زيارة السادات للقدس

 1 ـ علمت وبصورة موثوقة أن السادات قد فحص فكرة تقدم مبادرته الدراماتيكية مع مستشاريه المقربين قبل خطابه أمام مجلس الشعب، وذهبت آمال إسماعيل فهمي أن لا يمضي بالفكرة، وحينما، ولدى عودته من تونس، كانت الفكرة قد أصبحت خطة مؤكدة، فقرر أنه لا يستطيع أن يرتبط بحركة عارضها بشدة فتقدم باستقالته، ومحمد رياض كان على صلة وثيقة به، ويشاركه آراءه، لم يبد رغبة في أن يخلفه في المنصب. 2 ـ لم يتقدم وزراء آخرون باستقالاتهم. وأعتقد أن المشير الجمسي، ورغم أنه من الوارد أن يكون متشككا ومتفهما في ذات الوقت للمخاطر، سيقف بإخلاص مع الرئيس. ولكن استقالة الوزيرين المعنيين مباشرة بالسياسة الخارجية لم يكن بأية حال صفعة كبيرة للرئيس لأن معارضتهما ذاتها تؤكد وجود مصريين بشكوكهم وفهمهم للخطوة، كما إن الخطوة تزيح هذا الثنائي، من غير التعرض لغرور إسماعيل فهمي ونقاط ضعفه الأخرى، الذي حمل العبء الرئيسي في تسيير سياسة مصر الخارجية، وسيفتقد الرئيس خدماتهما، وكذلك نحن من الذين عليهم التعامل مع الحكومة المصرية. 3 ـ الخليفتان المحتملان لهما هما سفيرا مصر في واشنطن ونيويورك المعروف عنهما شغفهما لهذه المواقع. بطرس غالي مثقف بارز، والذي كان قبيل تعيينه وزيرا للدولة بأسابيع قليلة، أستاذا للعلوم السياسية ومديرا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ورئيسا لتحرير مجلة «السياسة الدولية» ومسؤولا عن العلاقات الخارجية بالاتحاد الاشتراكي العربي ومشاركا فاعلا في السمنارات خاصة الفرانكوفونية، كما أنه حفيد بطرس غالي باشا آخر رئيس وزراء مسيحي والذي اغتيل عام 1909 لـ (خيانة مصر مع الأجنبي). وفوق كل ذلك فزوجته يهودية، برغم أني لم أسمع مطلقا أن هذه المسألة تثار بطريقة فيها شيء من الازدراء. 4 ـ أجهزة الإعلام هنا تواصل إبراز التصريحات المساندة للزيارة الصادرة عن الدوائر المعروفة مثل حزب الوسط، وحزب اليمين واتحادات العمال ومنظمات النساء،

فيما نقل عن شيخ الأزهر، والموجود حاليا في زيارة لأميركا، قوله إن الزيارة جهد من الرئيس لاستعادة أرض أجدادهم للفلسطينيين مناشدا كل الشعوب المحبة للسلام أن تسانده. افتتاحيات الصحف عن الزيارة ضعيفة، وكأن الكتاب المعتادين لديهم صعوبة في الوصول الى خط، وكمقياس وضعت «الأهرام» اليوم عنوانها الرئيسي كما يلي: السادات سيصلي مع الفلسطينيين في المسجد الأقصى،

السادات داخل المسجد الأقصى فى زيارته الشهيرة لأسرائيل فى عام 1977م  

فيما سخرت «الأهرام» و«الأخبار» افتتاحيتيهما اليوم للهجوم على صحيفة «البرافدا» التي قالتا عنها إنها قالت عن الزيارة أنها ستدفع مصر أكثر لمسار صفقات منفردة مع الإسرائيليين. و«الأهرام» هاجمت أيضا (النقد الطفولي) للزيارة من دول الرفض. 5 ـ الصورة التي نحملها عن ردود الفعل الشعبية لا تزال مشوشة، ولكن الشعور الرئيسي يجمع بين الدهشة والإعجاب بشجاعة السادات. الراديكاليون وكثيرون من الشباب، والذين ومن غير المثير للاستغراب، لم يستطيعوا الابتعاد عن تحيزات جيل، عارضوا المبادرة، فيما تقف معهم الطبقات الوسطى والأكثر محافظة (ونعتقد الجموع غير المسيسة)، ويرون فيها خطوة لجهة إبعاد مصر عن المشكلة التي كلفتها كثيرا .. ولكن هناك التفهم لتبعات وتداعيات الزيارة ونؤجل الحكم عليها الى أن تكون تلك الأمور معلومة، وهناك عصبية واسعة المدى حول مخاطر اغتيال، وحول ماذا سيحدث إذا وجدت مصر نفسها من دون السادات. 6 ـ الوفد المرافق، وإذا ما تأكد تكوينه على النحو الذي حملته التقارير اليوم، يبدو مقصودا ليشير الى إتساع التأييد للمبادرة. * توقيع ـ موريس

 

* الفقرات من 1 الى 8 حملتها حلقة الأمس: 9/ ذهبت بعض التأويلات هنا في القاهرة الى أن السادات ذهب لهناك بسبب هدف عاجل وطارئ لاتقاء ضربة إسرائيلية عسكرية وقائية.

 وقد أضيفت لهذه النظرية بعض الألوان عبر قصة حول محادثة الرئيس السادات مع وزير الدفاع الإسرائيلي عزرا وايزمان والتي أحال مجلس الشعب إليها لاكتشاف طرحه حول عدم الثقة. والى ذلك فقد كانت هناك، وللحقيقة، تحركات عسكرية على الجانبين في الأسابيع الأخيرة عكست حالة خطيرة من العصبية كان لها أن تحدث نتائج كارثية، ولكني لم أر دليلا جيدا بأن لكل ذلك أي تأثير على قرار السادات الذهاب للقدس. 10/ تشاور السادات حول الزيارة مع مستشاريه المقربين ما بين تكوين الفكرة لديه في عقله يوم 31 أكتوبر وبين حديثه لمجلس الشعب يوم 9 نوفمبر، وقد أنكر هو أن الفكرة قد عرضت على أي شخص خارج دائرته الحالية، وركز بصورة خاصة على أنها لم تناقش مع أي حكومة عربية أو مع أميركا. ومن معارفنا يبدو لنا أن ذلك هو ما حدث رغم الاتصالات المتوالية بين دول المواجهة خلال نفس الفترة. والرئيس السادات قال إنه متحقق من حجم الصعوبة التي سيبتلع بها القادة العرب الفكرة، ولذلك قرر أن يتحمل كل المسؤولية. وإنها لوجهة نظري هنا أنه وحين قرر الذهاب، فمن الحكمة اختيار الرفقاء المخلصين المقربين أكثر من محاولة للتشاور مع الحكومات الأخرى. 11/ تسارعت الأحداث بعد خطابه أمام مجلس الشعب، وبلا شك فقد أدرك الرئيس أن التأخير إنما يقدم فقط فرصة للمعارضة، وربما وضع في ذهنه أيضا مزايا الزيارة خلال عيد الأضحى حيث ستكون المدارس والجامعات مغلقة. وقد أذاع بيغن رسالة موجهة الى الشعب المصري قال فيها إن الرئيس المصري سيكون مكان ترحيب في زيارته لإسرائيل، فيما أجاب متحدث رسمي مصري في منتصف ليل ذلك اليوم بطريقة جعلت الباب مفتوحا. وخلال الأسبوع التالي أعطى الرئيس السادات مقابلتين إعلاميتين لزوار من الكونغرس الأميركي ولصحافي أميركي بارز خلال الفترة التي كان يتوسع فيها في فكرة الذهاب وقال إنه مستعد للذهاب إلى القدس من دون أي شروط مسبقة متى ما تلقى دعوة رسمية. 12/ نعلم أن السادات وحينما زار دمشق يومي 16 و 17 نوفمبر كان قرار الذهاب للقدس قد تم اتخاذه ولم يتبق الا تنفيذه وأن يعلن رسميا قبوله لدعوة مناحيم بيغن.

 تم ترتيب زيارة دمشق، وكانت دعوة الأسد محاولة لتسوية الخلافات حول الإجراءات المتعلقة بالذهاب إلى جنيف، ولكن هذه المسألة احتجبت بسبب النقاش حول مقترح زيارة القدس، وقد حاول السادات تلطيف معارضة الرئيس الأسد مع تأكيدات بأنه لن يقدم تنازلات أو أنه يبحث عن اتفاقية منفصلة وأن هدفه سيظل إعادة عقد مؤتمر جنيف، ولا بد أنه، أي الرئيس السادات، قد أمل، على الأقل، أن يحصل على كسب سوري لرحلته إلى القدس، ولكن الرئيسين لم يستطيعا خلال الزيارة أن يعقدا صلحا بين وجهتي نظرهما، فيما بدأ الهجوم السوري على قرار السادات بعد مغادرته مباشرة يوم 17 نوفمبر. 13/ كذلك تم إعلان استقالة إسماعيل فهمي وزير الخارجية ونائبه محمد رياض يوم 18 نوفمبر من دون توضيح أسباب أو تعليقات صحافية. وقد وضح أن استقالة فهمي نبعت من عدم موافقته على المبادرة وبصورة أكثر خصوصية التعجل الذي اقحمه الرئيس بهما. وكان من المعلوم لبعض الوقت شكوكه حول عناصر المغامرة في سياسة السادات الخارجية، ولم يتبع أعضاء آخرون من الحكومة نموذج فهمي ورياض، فيما تم تنظيم بيانات التأييد للرئيس بسرعة لإظهار تماسك وتضامن القيادة خلفه، وبصورة خاصة عبر المشير الجمسي وزير الدفاع دعم المؤسسة العسكرية الكامل. 14/ ليس من شأني الكتابة عن اليومين الذين قضاهما السادات في إسرائيل. ولكني وبالمشاهدة عبر التلفزيون، أجد أن المرء ليؤخذ برباطة الجأش والثقة لدى الرئيس السادات.

ولا بد أنه بطبيعته قد تجاوب بوضوح مع غلو المشهد أو المأزق. وقد أكد خطابه للكنيست تعهداته السابقة بأن لا يقدم تنازلات وأن يضع القضية العربية بصراحة أمام البرلمان الإسرائيلي. وإذا كان تعامله مع المؤتمر الصحافي النهائي قد بدا مترددا في بعض الأحيان، فقد كان أيضا حاذقا وبارعا. وقد وضع الرئيس السادات تركيزا كبيرا في خطابه أمام مجلس الشعب يوم 26 نوفمبر على كسر الحاجز النفسي. والاتفاقيات الوحيدة التي صرح بها، أن المناقشات في جنيف ستكون حول مادة القضية وأن أمن إسرائيل سيؤخذ منفصلا عن مسألة الحدود أو الأراضي، ولكنه أيضا أورد النقاط الثماني التالية كملخص للعائد من زيارته: (1) لن يشك الإسرائيليون من بعد على أصالة الرغبة العربية في سلام عادل. (2) هناك إجماع في إسرائيل والعالم بأن على إسرائيل أن تتجاوب بمبادرة مماثلة. (3) لأول مرة، تم توضيح حقائق القضية العربية، بما فيها حق الفلسطينيين في دولة، للجمهور الإسرائيلي. (4) أكسبت الزيارة دعما عالميا أوسع للموقف العربي أكثر من أي وقت سابق. (5) المسؤولون الإسرائيليون مقتنعون كليا تقريبا بأن العرب لن يتقبلوا مطلقا تسوية من دون انسحاب وبدون دولة فلسطينية. (6) الزيارة لم تنتقص من حقوق عربية شرعية أو تاريخية. (7) الرئيس تحدث بشخصه فقط ولم يلزم العرب الآخرين. (8) تم تحييد جماعات الضغط الموالية لإسرائيل في بلاد كثيرة وربما وفي بعض الحالات تضع الآن ضغوطا على إسرائيل. 15/ في ذهن أي شخص مخاطر أن يتم اغتيال السادات لدى عودته لمصر من قبل فلسطينيين أو متطرفين دينيين. ولكن هناك وبالإضافة لما قدمه الرئيس من شجاعة معنوية وسياسية خلال كل عملية الزيارة، هناك الشجاعة الطبيعية أو قل الجسمانية التي أظهرها خلال عودته للقاهرة حينما أمضى ساعة ونصف الساعة في عربة من المطار وعبر شوارع القاهرة بسرعة بطيئة وهو يقف في عربة مكشوفة. كما لاحظته في ميدان التحرير، وأعتقد بصورة عامة، أنه كان صادقا وحماسيا. وفي الأسبوع لماضي تم التأكيد على هذا التصديق الشعبي وعلى تماسكه، ولم يدهشني ذلك، فقد رأيت أدلة قليلة في العامين الماضيين لجهة أن رجل الشارع المصري كثير الاهتمام بالفلسطينيين أو قضيتهم، ولكنه تجاوب باستعداد مع نداء السادات لوضع نهاية لحرب عمرها ثلاثون عاما ويأمل في أن يجلب له السلام حياة أفضل. والى ذلك فمجتمعات رجال الأعمال وميسوري الحال على نفس درجة الحماس، وإذا كان من هواجس وظنون، فهي حول ماذا سيحدث لمصر ولهم إذا رأوه يسقط من فوق صهوة جواده، وهناك اعتزاز وتقدير للمكانة التي كسبها الرئيس في العالم الخارجي، وحتى بين المثقفين الذين عادة ما كانوا لا يودونه، وهناك اعتراف صلب بشجاعته.

الصورة المقابلة الرئيس السادات مع جولدا مائيير .. الرئيس المصري السادات مبتسما لرئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة غولدا مائير التي خاضت ضده حرب اكتوبر

وقد كتب أديب مصر الكبير العجوز توفيق الحكيم في «الأهرام» أن إيماءة الرئيس مؤشر على أن العرب يزدادون وعيا. 16/ جاء الهجوم من العرب الآخرين بالشيفونية المصرية إلى السطح، وقد أطلق رئيس مجلس الشعب رد فعل شعبيا في مجلس الشعب يوم 19 نوفمبر حينما قال إنه وبينما حمل المصريون وطأة الكفاح العربي وقدموا التضحيات عبر ثلاثين عاما، أثرى العرب الآخرون، فيما لعب الرئيس نفسه بنفس الوتر في حديثه لمجلس الشعب يوم 26 نوفمبر والذي بدأ بشعر يمجد مصر. وأعتقد أنه وإذا كان للرئيس أن يستدير ويبحث عن مفاوضات نحو سلام منفرد مع إسرائيل، فلن تكون المعارضة المحلية كبيرة أو خطيرة في ظل مثل هذا المزاج. 17/ الرفض للمبادرة يجيء من دوائر يمكن للمرء أن يتوقعها، فيما تكون فرصهم لإسماع أصواتهم مقيدة، ومع ذلك، فالقليل سمع منهم وبأقل مما توقعت. ولكن اهتمام الحكومة بالحصول على بيانات من القادة المسلمين يظهر الاهتمام بالمعارضة الدينية، ولكن الى الآن لم تظهر تلك المعارضة للسطح. والمعارضة المشهودة جاءت من اليساريين بروابطهم العربية القوية، ومن الناصريين القدامى، وكذلك من نوع من الرسميين، في الخدمة أو المعاش، من الذين ربطهم إطارهم العقلي بفرضيات معينة حول العلاقات العربية ـ الإسرائيلية، ولحد الآن لن يكون بوسعهم التكيف مع حقيقة أن الذي لا يدور على البال قد تم التفكير فيه وحدث. وهم متأكدون من أن الشعور المصري والعربي بالشرف قد حدث إغضابه، على عكس ما يقدمه الدليل، بقدر ما تعلق الأمر بالشعور المصري. (وهل كنت محقا بأن الشعور بالغضب كان برغبة أكثر في الجموع العربية في أمكنة أخرى أكثر مما هو محسوس به منهم). وبصورة أكثر عقلانية يقول المعارضون إن خطوة الرئيس السادات قد قوّت وضع اسرائيل وشجعت روح العدوان الإسرائيلية بتحطيم الوحدة العربية هدفا وسياسة. 18/ يجئ هذا الحساب على خلفية مبادرة دبلوماسية شجاعة وخطيرة كوفئ فيها بمركز معزز في العالم بأسره وفي داخل بلده، وفتحت احتمالات لم تكن هناك في السابق، ولكنها تفتقد الى استنتاج بعد، وهناك جانب يبدو فيه الحساب مديونا. ففي مصر، تقوم شعبية السادات في جزء منها على وهم بأنه قد جاء سلفا بالسلام، وستكون هناك نكسة كبيرة إذا تحطم هذا الوهم، فيما لا يرغب هو في أن ترسو سفنه على مسار خطر بسلام منفصل أو منفرد. والتشوش الذي أحدثه بين العرب جدير بالاهتمام، وقصير الأجل، إذا ما تجاوب الإسرائيليون باغتنام الفرصة نحو سلام كامل وفق البنود التي قدمها، ولا أرضية هنا للاعتقاد بأنهم سيفعلون. وبفشل ذلك، يمكن للتشوش العربي أن ينتج عن انتكاسة للسلام أكثر مما ينتج عن تقدم له من خلال المبادرة. وقد ظهر، من خلال ملاحظات وزير الخارجية المكلف يوم 20 نوفمبر، أن الحكومة المصرية، وفيما هي تبحث عن كل أنواع التفاوض المباشر وغير المباشر، ستشترك في عملية مبارزة، ولكن الوزير لم يستطع التعرف على ما يدور في ذهن رئيسه. وكما علقت أعلاه، فهو مأسور بشعوره بما حقق من إنجاز في إسرائيل والمساندة التي تلقاها بعد عودته، يكون المشهد بقوته الدافعة هو كل شيء، ولا مكان للحذر والمتاجرة أو المبارزة. وقد أظهر هذا المزاج أثره في خطاب الرئيس يوم 26 نوفمبر، والذي خصصت له معظم هذه الرسالة، ففي فقراته الأخيرة فجر الرئيس قنبلة أخرى عبارة عن دعوة لكل الأطراف الراغبة لحضور اجتماع سابق لمؤتمر جنيف بالقاهرة بدءا من 3 ديسمبر، وقد أكدت ردود الفعل الأولية أن ذلك سيصنع إجماعا عربيا من الصعب بمكان بناؤه، ومعه إشارة الى طريق خطرة للعلاقات الثنائية. هي إذن مقامرة كبيرة أخرى، بل هي أكثر من المتطلبات الأخيرة بأن تفعل الحكومة الإسرائيلية ما لا يخطر على الذهن. 19/ أرسلت نسخا من هذه الرسالة لممثلي حكومة جلالة الملكة في أبوظبي، الجزائر، عمان، الرباط، بغداد، البحرين، بيروت، دمشق، الدوحة، جدة، الخرطوم، الكويت، الرباط، تل أبيب، طرابلس، تونس، واشنطن، موسكو، باريس، بون، وبعثة المملكة المتحدة في نيويورك. * توقيع : ويلي موريس السفير

المصدر : جريدة الشرق الأوسط 12 ابريل 2008 العدد 10728

This site was last updated 08/25/12